شبكة ذي قار
الرد العراقي يوم ٢٢-٩-١٩٨٠ على العدوان الإيراني: القول الفصل في حماية الأرض والعرض

افتتاحية العدد 83 – مجلة الق البعث 

الرد العراقي يوم ٢٢-٩-١٩٨٠ على العدوان الإيراني:

القول الفصل في حماية الأرض والعرض

 

لم تكن إيران خميني يوماً لاهية ولا عابثة في تصدير مشروعها الامبراطوري الفارسي، ولم تتوان ولم تدخر وسيلة ممكنة لإخفاء ذاك المشروع الإجرامي تحت غطاء ديني من جهة ومذهبي من جهة أخرى.

الخميني راهن على احتلال العراق واسقاط نظامه الوطني ظناً منه أن طابوره الخامس وخلاياه الطائفية وعصاباته في الداخل العراقي قادرة على اختراق أمن العراق والعبث بوحدته الوطنية بينما يقوم هو بالغزو لإكمال مؤامرة احتلال العراق.

انشطر الإعلام في كل الأزمنة التي أعقبت احتلاله لمركز السلطة الرابعة إلى شطرين، كل منهما يمثل مصلحته والجهة التي تموله وتحركه، لذلك فإن الإعلام الامبريالي الصهيوني والرجعي والممثل لعصابات وشلل الطوائف قال ومازال يقول كلمته: العراق هو المعتدي، وأحرار العراق والأمة العربية والعالم كله قالوا ولا زالوا يقولون: بأن العراق الشجاع قد مارس حقه في الدفاع عن نفسه وجيشه الباسل حمى الأرض والعرض.

الإعلام المعادي للعراق الوطني القومي الجسور لا زال ينبح ليل نهار ليدين العراق دون جدوى، العالم كله أبصر تحالف إيران مع الغزو الأمريكي، وهو تحالف لا تنكره إلا الأصوات التي نبحت ولا زالت حتى تمزقت حناجرها التي أدانت ولا زالت تدين العراق لأنه رد على العدوان الإيراني الخميني الكهنوتي الفارسي وحجَّمه وقزَّمه.

الرد العراقي الجسور في ٢٢ أيلول ١٩٨٨ حرر مدن زين القوس وسيف سعد ومعها عشرات القرى والقصبات المحتلة من قبل إيران، وأبعد المدفعية الخمينية مئات الكيلومترات عن أرض العراق ومدنه حيث كانت تستهدفها كل يوم بعد وصول خميني إلى طهران على متن طائرة فرنسية خاصة.

الرد العراقي الشجاع العزوم قال لإيران كلمته الفصل وقال لكل العالم أن العربي لا يرضى بالذل والهوان، وهو قادر على حماية وطنه حراً سيداً مستقلاً.

الرد العراقي جاء مزلزلاً وخارج توقعات خميني ومن نفخوا بصورة خميني من محافل الماسونية التي تمثل الدول العميقة في أميركا وأوروبا، وتمثل الصهيونية والرجعية العربية والحراك الطائفي المغذى خارجياً بكل ألوانه البشعة ليتحول إلى خنجر في خاصرة العرب وعامل إنهاك وتدمير واستنزاف للقوة التي أعدها العراقيون وحزبهم المناضل وحكمهم الوطني لتحرير فلسطين كل فلسطين.

عام على معركة الأقصى

عام على معركة الأقصى

أحمد صبري

من المناسبِ ونحن نتوقَّف عِند الذِّكرى الأُولى لمعركة طوفان الأقصى ومخرجاتها ودلالاتها بالتَّحليل والقراءة الاستباقيَّة لمسار معركة بحجم طوفان الأقصى، ينبغي رصد اتِّجاهاتها وما حقَّقته في ميزان الصِّراع العربي ـ الصهيوني والتَّحدِّيات الَّتي واجهتها لِتَصحيحِ مسار المعادلة الَّتي كانت على الدَّوام تميل لصالحِ الكيان الصهيوني المدعوم أميركيًّا.

وعِندما نتوقَّف عِند رصدِ ومتابعة هذا الحدَث بفعل ارتدادات معركة طوفان الأقصى، فإنَّنا نركِّز بمزيدٍ من الفخر والاعتزاز بالمقاومة الفلسطينيَّة وما حقَّقته على الأرض من مكاسب، فإنَّ معركة (طوفان الأقصى) الَّتي أدَّت إلى إحداثِ خرقٍ كبير في جبهة العدوِّ الصهيوني، وانتزعت مِنْه زمام المبادرة على الرّغم من استشهاد كوكبة من رموز العمل المقاوم للعدوِّ الصهيوني الَّذي لم يفتَّ من عضد الصُّمود الفلسطيني وهو يواجه آلة الحرب العدوانيَّة على أصحاب الأرض وتصدِّيه لقطعانِ المستعمِرِين.

لقَدْ أثبتَتْ معركة الأقصى أنَّها واحدة من المعارك الفاصلة في تاريخ الصِّراع على فلسطين مع العدوِّ الصهيوني؛ لآثارها الاستراتيجيَّة الَّتي ستتركها هذه الصولة على الكيان الَّذي أقام بنيانه على آلة حربيَّة إرهابيَّة بامتياز بدَّدتِ الخوف، وأزالتِ الوهْمِ من خلال تكريس حقيقتَيْنِ اثنتَيْنِ: الأُولى هي إمكانيَّة النَّيْل من الكيان عسكريًّا على وَجْهِ الخصوص، والأُخرى أنَّ هذا الكيان ليس قويًّا بالصُّورة الَّتي يبدُو عَلَيْها، وأنَّ عوامل التَّفكُّك والتَّآكل قد تسلَّلت إلى مفاصلِه.

وعلى الرّغم من مرور عامٍ على معركة طوفان الأقصى، وتغوُّل الكيان الصهيوني في إيقاع أفدح الخسائر بالشَّعب، فإنَّنا نرصد انعكاسَه على الموقف الغربي والأميركي عِندما تداعَتْ دوَل الغرب وأميركا منذُ اللَّحظات الأُولى لإنقاذِ كيان الاحتلال، ومحاولة تعزيزِ روحِه المعنويَّة، وأكَّدت أنَّ هذا الكيان هو موقع أميركي وغربي متقدِّم، وأنَّه أُقيم في هذا المنطقة لاستنزاف قوَّتها ومنع وحدتها، فضلًا عن كونه جدارًا متقدِّمًا للدِّفاع عن الهَيْمنة الغربيَّة في هذه المنطقة الحيويَّة.

لقد وضعَتْ معركة الأقصى النّقاط على الحُروف برؤيةٍ واضحة المعالِم لمسارِ المعركة وارتداداتها على جميع الصُّعد، وهي رؤية أبرزَتْ موقفها المُتقدِّم في رصدِها لمسارِ التَّحدِّي وأدواته في مقارعة اغتصاب الأرض والحقوق التَّاريخيَّة للشَّعب الفلسطيني في إقامة دَولته المُستقلَّة وعاصمتها القدس الشَّريف.

إنَّ المنازلة المتوالية فصولًا كشفَتْ عن قدرة المقاوَمة الفلسطينيَّة وأذرُعِها على مواجهةِ الحرب العدوانيَّة من خلال التَّمسُّك بثوابتِ العمل المقاوِم وشرعيَّته عَبْرَ رفضِ كُلِّ محاولات التَّهويد وقضمِ الأرض وإنكار الحقوق، وما يجري على ثرى فلسطين الدَّليل على أنَّ قضيَّة فلسطين قضيَّة عادلة رغم محاولات النَّيْل ومصادرة أحقيَّة الفلسطينيِّين بدَولةٍ قابلة للحياة.

وباتَ الصُّمود الفلسطيني بعد مُضي عامٍ على انطلاقه، سيبقَى عنوانًا ورايةً لكُلِّ المُتطلِّعين للحُريَّة والاستقلال؛ لأنَّ ما جرَى ويجرى في غزَّة والضفَّة الغربيَّة هو انتصار لإرادة الصُّمود الَّتي جسَّدها أبطال فلسطين في مواجهة عدوٍّ طامعٍ بالأرض والمُقدَّسات.

ومهما حال العدوُّ الصهيوني من التَّأثير على إرادة وصمود ومعنويَّات المقاوَمة الفلسطينيَّة، فإنَّ نتائج هذه المنازلة التَّاريخيَّة ستظهر للعالَم أجمع أنَّها معركة بَيْنَ الحقِّ والباطل مهما تغوَّل العدوُّ الصهيوني في غيِّه، إلَّا أنَّ إرادة الصُّمود والتَّمسُّك بالحقوقِ ستبقَى حيَّة ووازنة في موازين الصِّراع وارتداداته.

كاتب عراقي

في الذكرى السنوية لـ(طوفان الأقصى).. متى يفيقُ بعض العرب من غفلتهم؟!

في الذكرى السنوية لـ(طوفان الأقصى)..

متى يفيقُ بعض العرب من غفلتهم؟!

 

* سعد الرشيد

متى يدرك بعض العرب الموالين لإيران أنهم وفي كل مرة يتم استغفالهم ثم بيعهم بأبخس الأثمان.. سؤال افتتح به حديثي اللاحق لتفصيل ما هو واضح إلا للمُغيبة عقولهم من أبناء شعبنا العربي.

إيران كما يُدرك كل ذو وعي وثقافة لم تكن يومًا ما دولة إسلامية، على الرغم من شعاراتها التي تخدع بها أصحاب العاطفة، إيران كانت دائمًا وأبدًا دولة قومية عنصرية، لا تكترث غير لمصالحها ومشروعها الاستعماري المُغلف بلباس الدين لكسب موالاة الشعب العربي المُسلم.

قد يقول قائل بأنّ هذا كلام انشائي لا يمت للحقيقة والواقع بِصلة، فأقول مهلًا، تعال عزيزي القارئ لنقلب معًا بصفحات الأحداث ونتفحصها جيدًا:

–  سنة ١٩٩١ بعد العدوان الغربي على العراق، قامت إيران بتوريط بعض أبناء شعبنا العربي في وسط وجنوب العراق بأعمال تخريبية لمؤسسات ودوائر الدولة بالإضافة إلى عمليات قتل وتصفية للرفاق ومنتسبي الأمن والشرطة، بعد أن وعدتهم بأنها ستساعدهم في التخلص من نظام البعث.. ثم تخلت عنهم رغم أصواتهم المطالبة بنجدتها: (النجدة يا إيران، النجدة يا إيران).. وهذه المطالبات بالنجدة موثقة بالصورة والصوت وليس كلامًا انشائيًا..

–  في تموز سنة ٢٠٠٦، ورطت حزب الله بحرب غير متكافئة مع العدو الصهيوني دون أن تمد له يد المساعدة.

 –  قبل عام من الآن، قامت بخذلان حركة حماس بعد أن زرعت فيهم آمالًا بأنّها ، أي إيران، ستكون على رأس الحربة في محور المقاومة والممانعة وبأنها ستدخل الحرب معهم إن قامت بعمل ، ثم ما إن قام أبطال كتائب القسام بعملهم البطولي المقاوم في ٧ أكتوبر من العام المنصرم حتى أخذت إيران دور المتفرج على دمار غزة، ولم تكتفِ بذلك بل شاركت مشاركة مباشرة باغتيال اسماعيل هنية وهو ضيفٌ عندها.!

–  قبل أكثر من اسبوع ورطت حزب الله مجددًا بحرب شاملة مفتوحة مع الكيان الصهيوني، ثم تخلت عنه وباعت قادته واحدًا تلو الآخر.

 

ولنأتي عزيزي القارئ معًا لنستعرض بعض حوادث الاغتيالات التي وقعت لمناصري إيران من أتباع الولي الفقيه:

– أبو مهدي المهندس الذي قتل بغارة أمريكية مع قاسم سليماني، من يعرف تحركاتهم وخط سيرهم غير إيران!

– اسماعيل هنية، من كان يعرف مكان غرفته التي اغتيل فيها غير إيران؟!

– حسن نصر الله، من، غير إيران، يعلم مكان مخبئه تحت الأرض، وبأنه سيكون متواجدًا فيه تلك اللحظة في اجتماع مع بعض قادة حزب الله بحضور عدد من ضباط الحرس الثوري الإيراني؟!

هل عرفت الآن عزيزي القارئ من هو الذي باع كل هؤلاء ووشى بهم في صفقات تخدم مصالح مشروعه النووي؟!

 

كلامي المشار إليه آنفاً ليس فرط خيال، بل مدعوم بحادثة حقيقية يوثقها التاريخ عندما عرضت إيران على نظامنا الوطني في العراق تسليمه كافة من يُدعى بالمعارضة العراقية في إيران مقابل أن يسلمهم العراق منظمة مجاهدي خلق، ولم يوافق نظامنا في حينها إذ ليس من شيم العرب وعاداتهم الأصيلة الغدر بالضيف والدخيل وتسليمه إلى عدوه، إيران لا تحترم ذيولها وبإمكانها التخلي عنهم في أية لحظة مهما أخلصوا لها وعملوا في خدمتها.

 إيران ليست إلا وجه آخر للكيان الصهيوني الغاصب، بل هو أكثر نظام خدم المشروع الصهيوني في المنطقة، إذ بسبب التغوّل الفارسي وتهديده لأمن المنطقة بالكامل هرعت بعض الأنظمة العربية للتطبيع، وبسبب المجازر التي ارتكبها اتباعها في العراق وسوريا واليمن، صار بعض أبناء شعبنا العربي يفرحون عندما يقوم الكيان بغارات عدوانية على أقطارنا طالما المستهدف هم قادة أو ميليشيات ولائية تابعة لإيران.. هذا ما صنعته إيران، خدمت الكيان الصهيوني كما لم يخدمه أحد من قبل، وجمّلت وجهه القبيح بعيون الكثير من العرب بسبب مشاريعها الطائفية في المنطقة. فالمشروع الفارسي هو تمامًا كالمشروع الصهيوني، مشروعان يتخادمان مع بعضهما البعض في سبيل سحق المنطقة وإراقة الدم العربي، فأفيقوا من غفلتكم التي طال زمنها أيها المخدوعون بإيران!

رؤيتي لخطابات ولاية الفقيه الفارسية

رؤيتي لخطابات ولاية الفقيه الفارسية

خلال متابعتي لخطاب المرشد، علي خامنئي التأبيني لاغتيال حسن نصر الله، والذي تحدث خلال باللغة العربية، عدت بذاكرتي إلى خطابات الخميني التي مضى عليها 45 سنة، كانت باللغة الفارسية، خطابات الاثنين تحمل المضمون نفسه، ليس هناك اختلاف بينهما سوى أحدهم باللغة العربية والآخر باللغة الفارسية، يتضمن (نقتل ونمسح من الخارطة إسرائيل ،وننصر المستضعفين في العالم)..

لم نر أي تغيير بسياستهم الخارجية بالرغم أنهم احتلوا أربع عواصم عربية  والخامسة دولة الأحواز العربية المحرم عليهم أبسط حقوقهم القومية المشروعة، المعترف بها.

كيف لنا أن نصدق ادعاءهم بنصرة المستضعفين، وما زالت (إسرائيل) تتمدد بحدودها، والظاهر أن بعض الدول العربية سوف تمحى من الخارطة كما الأحواز وثم فلسطين والقادم أعظم.

وأصبح الملالي اليوم يتدخلون بشكل سافر في شؤون الدول العربية بشكل مباشر، ويفرضون ما يريدونه بالقوة أو بالتواطؤ مع أذنابهم.

 

هل نصدق بعد كل هذه السنين ادعاءهم نصرة المستضعفين، وادعاء الفرس نيتهم تحرير فلسطين بعد اغتيال هنية رئيس حركة حماس في طهران؟

وكل أذرعهم في البلاد العربية ما هي إلا وسيلة لتنفيذ مآربهم القومية العنصرية وفرض سيطرتهم على الدول العربية وتحقيق أحلامهم باستعادة إمبراطورية كسرى البائدة، ومن يظن أن الملالي هَمّ الملجأ الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار والحرية والرخاء ونشر الإنسانية والديمقراطية الحقيقية فهو واهم.

الحل الوحيد هو تصميمنا نحن العرب على تحقيق الأمن والأمان وتحرير أراضينا العربية المحتلة من أي أجنبي دون الاعتماد على المساعدة الخارجية.

 

 

محمود بشاري الكعبي

من مؤسسي الجبهة العربية لتحرير الأحواز

 وأمين عامها الأسبق.

ما هيك اتفقنا!

ما هيك اتفقنا!

أ.د. سلمان الجبوري

كثر الحديث عن قواعد الاشتباك منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب بين الكيان الصهيوني وحزب اللات اللبناني، ولما وجدت ان هناك خروجا عن المفهوم الحقيقي الذي اعرفه لهذا المصطلح لذا عمدت الى الكتابة على بعض وسائل التواصل الاجتماعي وبعض الصفحات الخاصة متسائلا عما هو مقصود بتلك    القواعد لاعتقادي ربما يكون قد جرى تغيير على ذلك المفهوم او لربما أكون انا قد فهمت المصطلح بشكل غير صحيح، واذ تبين لي بان المعنى والمضمون الحقيقي لهذا المصطلح هو كما عرفته انا، فعدت ابحث عن تفسير لما هو حاصل من تطبيق له على ارض الواقع وعندما استحضرت الوقائع السابقة والحالية المتعلقة بالعلاقة بين اميركا والكيان الصهيوني من جهة وايران واجنحتها من حزب اللات اللبناني والحوثيين والميليشيات الولائية والحشد من جهة أخرى وجدت ان ماهو متداول الان بقدر تعلق الامر بأطراف تلك العلاقة هو بالفعل قواعد جديدة للاشتباك متفق عليها بينهم تختلف عن تلك المتعارف عليها دوليا، حتى ولو لم تكن مكتوبة مفادها نحن أعداء في العلن ولكننا متخادمون سرا في التطبيق ومضمون ذلك الاتفاق اننا نضرب بعض دون إيقاع الأذى المعتاد في الحروب الحقيقية بل وابعد من ذلك السماح المتبادل لطرفي النزاع المزعوم بايقاع قدر من الخسائر في الجانبين. ان سبب تكرار ترديد مصطلح قواعد الاشتباك المتفق عليها بين الأطراف هو تجاوز الكيان الصهيوني لتلك القواعد وايقاعه اذى اكبر مما هو مسموح به بينهما . ان اعتماد قواعد الاشتباك المتفق عليها وإصرار النظام الإيراني على العمل بموجبها انما هو يخدم الاهداف المشتركة لتلك الأطراف وابرزها عدم زج ايران في حرب مع اميركا والكيان الصهيوني والمحافظة على الدور التخريبي لإيران في المنطقة من خلال تواجدها بواسطة اذرعها وعملائها في العراق وسوريا ولبنان واليمن واستعدادها للتمدد الى اقطار أخرى كالسودان وربما الأردن ومصر والشمال الافريقي بواسطة استخدام سياسة ايهام تلك الدول بحرص ايران بالدفاع عنها كما فعلت مع حماس في غزة دون ان تقدم دعم ظاهر يمكنها من إيقاف عجلة التدميرللكيان الصهيوني ان تفعل فعلها التدميري في غزة او في لبنان الان.

وبالعودة الى المفهوم الحقيقي لقواعد الاشتباك يمكننا القول ان من قواعد الاشتباك ما هو عام تحكمه المواثيق والأعراف الدولية وتضبطه المؤسسات الدولية ومنها ما هو خاص بكل طرف من الأطراف المتحاربة تحكمه الأعراف الإنسانية والدينية وقيم الرجولة والفروسية كتلك التي أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فى «الحروب» فقال: «لا تقطعوا شجرة.. وألا تقتلوا امرأة ولا صبيا ولا وليدا ولا شيخا كبيرا ولا مريضا.. لا تمثلوا بالجثث.. ولا تسرفوا فى القتل.. ولا تهدموا معبدا ولا تخربوا بناء عامرا.. حتى البعير والبقر لا تذبح إلا للأكل».. كما أوصانا أيضا بالإحسان إلى الأسير وأن نكرمه ونطعمه.. وأن نوفى بالعهد. وكذلك ما أوصى به من بعده الخليفة عمر الفاروق رضي الله عنه وارضاه جيشه الذى فرق بين الحق والباطل (لا تُسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينقص منها ولا من خيرها ولا من صليبهم ولا من شىء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم ولا يضار أحد منهم)

تلك القواعد التي شذ عنها مدعو الإسلام الفرس المجوس في حربهم مع العراق حيث جندوا الأطفال بخديعة ان سيدخلون الجنة واعدموا الاسرى واسائوا معاملة من بقي منهم على قيد الجياة ولم يفرقوا بين مقاتل ومدني اعزل او بيوت مسكونة او منشئاة النفع المدني العام او ما فعلوه مباشرة او بواسطة اذرعهم المجرمة في اليمن او في سوريا او في العراق.

ان ما شهدناه في الآونة الأخيرة من قواعد اشتباك بين ايران واذرعها من جهة والكيان الصهيوني وأميركا من جهة أخرى انما هو اتفاقات مسبقة على قواعد اشتباك من نمط خاص يبقي ايران خادمة للمشروع الأميركي في محيطها الإقليمي ويظهرها كأنها عدو حقيقي لهم وكانت تنتظر ان تلتزم الأطراف الأخرى بهذا النمط الجديد من قواعد الاشتباك والذي لم يلتزم به الكيان الصهيوني والذي اثخن جراح حزب اللات اللبناني  والذي دعاهم الى الاستغراب من تجاوز الكيان الصهيوني لما اتفق عليه.

 

الحيرة الأمريكية في الوقت الضائع

الحيرة الأمريكية في الوقت الضائع

نزار السامرائي

في المواجهات التي تشهدها المنطقة منذ سنة تقريبا، الولايات المتحدة، هي التي تحدد لإيران حجم ردها ومداه على الإذلال الذي عاشته لنحو سنة في مناطق نفوذها وداخل أراضيها، ولأن أمريكا تعرف ان (إسرائيل) إبنتها الصغيرة وهي المدللة أكثر من شقيقتها الكبيرة ومضطرة لمواصلة تدليعها، فإن إدارة بايدن التي توشك على الرحيل، وبايدن أصلا رحل منذ أن كان نائبا لأوباما، وفقدَ لعدم قدرته على التركيز، فرصته للتأثير أو المشاركة في القرار السياسي الأمريكي، فقد وجد بايدن أن إبنته المدللة كانت تظهر تمردها على رغباته وقراراته، واللعب بكرامته واعصابه برغم أنه رئيس لٱقوى دولة في العالم، وأنه أعلن أنه صهيوني رغم أنه مسيحي الديانة، فلم تشفع له تلك المواقف، وجعلت منه أضحوكة يتندر بها الساسة المحترفون والهواة على حد سواء في هذا الظرف الحرج الذي يخوض هو وحزبه الديمقراطي معركة الرئاسة لصالح هاريس، فأظهر عجزا فاضحا عن اخضاع (إسرائيل) لإملاءاته فيما يتعلق برسم الخطط الحربية، فراح يرجوها في مواقف معلنة إلا يشمل ردها التالي على الرد الإيراني الاستعراضي الأخير. المنشآت النووية أو المراكز النفطية. في الطلب الأول كان يداعب أحلام إيران إبنته التي توشك شمسها على الأفول ، في طموحها في ان تتحول الى هراوة إقليمية، وفي الثانية كان يداعب مشاعر المواطن الأمريكي في الحفاظ على إنسيابية تدفق النفط وثبات أسعاره، كي لا يدفع المواطن الإيراني فاتورة إضافية عل سعر الغالون الواحد.
ولكن هل تبقى إيران و(إسرائيل) على درجة الانصياع نفسه لأوامر الأب وخاصة إذا وصل مرحلة الزهايمر وتصادمت إراداته وقراراته مع بعضها، ومع رغبات بنتيه الحبيبتين اللتين وصلتا مرحلة البلوغ، وبالتالي حرية إتخاذ القرار في الزواج والطلاق، في زمن تقاس فيه أحكام السكان المحليين والٱتباع والاعداء، بالمواقف المتخذة بما فيها الخطط الحربية، ولا يستطيع أحد التحكم بسريتها ولو لدقائق بعد وقوعها، نتيجة التطور الخرافي لتكنولوجيا الاتصالات، ووصولها الى مواقع التواصل الاجتماعي، التي تحولت إلى سياط تجلد رؤوس راسمي السياسة والاستراتيجية وظهورهم، وكابوسا مرعبا يخيم فوق المراقد، بحيث بات حتى الفرد البسيط يعرف ما يدور في غرف النوم، وربما صار السياسي المحترف يتلفت إلى الجهات الثلاث خشية من كاميرات المراقبة قبل أن يصرح أو يقول شيئا في اجتماع مغلق أو يوَقّع قرارا أو مرسوما أو قانونا، ولعل في مراجعة ما حصل لحزب الله من اختراقات فاضحة، ما يعزز من المخاوف لكل من يتصدى لوظيفة عامة في اي بلد، حتى لو كان يمتلك أقوى أجهزة الأمن والمخابرات، لأنها باتت مخترقة هي أيضا، حتى لو اعتمدت على أعلى ما تنتجه أدوات الحماية من تكنولوجيا الاتصالات ووسائل حمايتها.

مكتب الثقافة والإعلام القومي يصدر العدد 85 من النشرة القومية الإعلامية

 

أصدر مكتب الثقافة والإعلام القومي العدد 85 – شهر أيلول 2024 من النشرة القومية الإعلامية …

للاطلاع وتحميل النشرة:

 

https://drive.google.com/file/d/1HsXCJiW7G1diRe57MzHu2SB5fZ4MpraI/view?usp=sharing

https://anyflip.com/lapqo/drwm/

http://online.anyflip.com/lapqo/drwm/

 

 

في ذكرى رحيل الرفيق أبو جعفر.. مسيرة العطاء والتضحية

 

في ذكرى رحيل الرفيق أبو جعفر..

مسيرة العطاء والتضحية

محمد ضياء الدين

في الذكرى الأولى لرحيل الرفيق المناضل أبو جعفر، عضو القيادة القومية وأمين سر قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي، نستذكر سيرته النضالية العطرة التي كانت مليئة بالعطاء والتضحية. اسمه الحقيقي صبار فلاح المشهداني، وهو من القيادات الحزبية  التي كرست حياتها لخدمة الأمة العربية وقضية العراق، في أوقات السلم والح-رب. تجربته الطويلة في العمل الحزبي، تحمل في طياتها تاريخا مليئا بالصعاب والتحديات التي واجهها الحزب منذ نشأته وحتى اللحظات الأخيرة من حياته، ظل أبو جعفر ثابتا على مبادئه ولم يتراجع حتى في أشد الأزمات.

انضم أبو جعفر إلى حزب البعث العربي الاشتراكي في بداية الستينيات، حين كانت الأوضاع السياسية في العراق والأمة العربية تشهد اضطرابات كبيرة. تدرج في صفوف الحزب بفضل التزامه العميق بفكر البعث، وكان له دورا بارزا في الحفاظ على هوية الحزب ومقاومته، خاصة بعد الاحتلال الأمريكي للعراق في عام 2003. الاحتلال الذي شكل تحديا وجوديا للحزب، كان المستهدف الأول في الح-رب السياسية والعسكرية التي قادتها الولايات المتحدة وحلفاؤها. لكن أبو جعفر، برهن على قدراته القيادية من خلال إعادة تنظيم صفوف الحزب تحت الأرض، مباشرة بعد خروجه من معتقلات السلطة العميلة هو وأحد أولاده، بعد أربع سنوات، إذ حافظ مع رفاقه على جذوة النضال مشتعلة في وجه الاحتلال وما فرضته القوات الأجنبية من عملية سياسية جديدة تهدف إلى تقويض دور البعث وإبعاده عن الساحة السياسية. لعب المشهداني دورا محوريا في الحفاظ على تماسك الحزب في هذه الظروف الصعبة، مما جعله رمزا للصمود والاستمرارية رغم الضغوط الكبيرة.

 تولى أبو جعفر مسؤولية أمانة سر قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي، بتاريخ 23 ديسمبر 2020 ولحين وفاته بتاريخ 25 سبتمبر 2023 وهو موقع القيادة في الحزب، في ظل الظروف التي كان يمر بها العراق بعد الاحتلال، وما تلاه من تحديات أمنية وسياسية وطائفية مزقت العراق . استطاع أبو جعفر قيادة الحزب بحكمة وحنكة، معتمدا على إرث الحزب التنظيمي والفكري في مواجهة المشاريع التي كانت تستهدف تفتيت وحدة الحزب والعراق واستمرار الاحتلال بأشكاله غير المباشرة. واصل الرفيق أبو جعفر الدعوة إلى مقاومة الاحتلال بكل السبل المتاحة، مشددا على أهمية الوحدة الوطنية في مواجهة التفتيت الطائفي والتدخلات الأجنبية، كما ركز على المحافظة على وحدة الحزب فكريا وتنظيميا وسياسيا، ليظل كما كان دوما، ركن الأساس في النضال الوطني والقومي .

لم يكن تأثير أبو جعفر محدودا على العراق فقط، بل امتد ليشمل الساحة العربية الأوسع من خلال دوره في القيادة القومية لحزب البعث، مع رفاقة في القيادة القومية،  كان داعما لوحدة الصف العربي في وجه التحديات المشتركة مثل التدخلات الأجنبية والهيمنة الغربية على موارد ومقدرات الأمة العربية. كما عمل على بناء جسور التعاون مع الفصائل القومية الأخرى، إيمانا منه بأن القوة الحقيقية تكمن في وحدة الأمة العربية. إضافة إلى ذلك، كان له ارتباط وثيق مع رفاقه في الشتات، وعمل على الحفاظ على ترابط الحزب رغم التحديات الأمنية والسياسية.

في سبتمبر / أيلول 2023، رحل أبو جعفر بعد صراع مع المرض، تاركا خلفه إرثا نضاليا عميقا وذاكرة مشرفة لدى رفاقه وكل من عرفه أو تأثر بفكره. شيعه رفاقه ومحبيه بقلوب حزينة ولكن فخورة بما قدمه من تضحيات طوال حياته. كانت سيرته وستظل محفورة في ذاكرة الحزب والنضال العربي، كأحد القادة الذين لم يلينوا في مواجهة الصعاب، وظلوا ثابتين على مبادئهم رغم التحديات. في الوقت الذي تظل فيه تحديات العراق والأمة العربية قائمة، سيبقى أبو جعفر رمزا للثبات على المبادئ والإخلاص للقضية العربية، ودعوة مستمرة للنضال من أجل تحرير الأرض والإنسان العربي من كل أشكال الاحتلال والهيمنة.

 مواقف سيخلدها التاريخ بأحرف من نور للرجال الشجعان

بسم الله الرحمن الرحيم

(مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)

صدق الله ألعظيم

 مواقف سيخلدها التاريخ بأحرف من نور للرجال الشجعان

 الإعلامي أبا العز

تمر علينا في الخامس والعشرين من أيلول الذكرى الأولى لرحيل القائد المجاهد البطل أبا جعفر وهو يترجل من صهوة جواده الى رب كريم وهو يحمل هموم أمة بكاملها. لقد عرفت القائد ألمجاهد أبا جعفر عن قرب عام 1997 عندما عملت معه في مكتب تنظيم مصر وكان عنواني نائب مسؤول التنظيم ألقومي في محافظة الأنبار وبقيت متواصل معه حتى الاحتلال ألبغيض لعراقنا ألصامد سنة 2003 حيث التحقت معه في الأيام الاولى للاحتلال وبدأنا العمل لتثوير الحالة الجهادية وإعادة التنظيم والمشاركة في المقاومة وكنت حلقة الوصل بينه رحمه ألله وبين المرحوم الرفيق ابو احمد رحمه الله مسؤول الانبار أنداك. وأخذ عملنا ينحى منحى متطور نحو رص صفوف التنظيم والمقاومة ألوطنية الباسلة وكان يوصيني عندما اتسلم البريد منه رحمه الله على ضرورة أن أسلك الطرق الخالية من الأمريكان وكنت بفضل الله محفوظا بكل الخطوات التي أخطوها حتى تم اعتقاله رحمه الله وبدأت التواصل مع عائلته ويشهد على ذلك أبناءه.  وبعد خروجه من المعتقل قمت بزيارته لبيته رغم الظروف الصعبة وبقيت معه حيث كان يأتيني للبيت ومعه رفاقه عندما تستوجب الظروف للقاء الرفاق حفظهم ألله ورحم من توفى منهم وفرج عن المعتقلين منهم وبقيت معه وبتواصل مباشر عندما أصبح أمينا لسر القطر.

لقد كان رحمه ألله بطلا غيورا لا يهاب الموت وكان يتنقل بين محافظات العراق كافة وعشت معه أحلى الأيام رغم قساوتها ولكن كنت أشعر بسعادة غامرة عندما يكلفني بأي عمل وكان معه أيضا الحاج المعتقل أبا طه فك الله أسره الذي تم اعتقاله من قبل الدواعش المجرمين ومعه مجموعة مناضلة من رفاقنا الأبطال.

  بهكذا رجال مؤمنين صادقين شجعان تبنى الأمم ويعلوا البنيان. العراق ولود بالرجال الأبطال المؤمنين الصادقين رجال الميدان حيث تسلم الراية من بعده قائد ميداني شهم وشجاع وتشهد له سوح الوغى ألا وهو الرفيق القائد المجاهد أبا خليل أمين سر قيادة قطر ألعراق حفظه الله ورعاه وأدامه ذخرا وعزا للعراق والأمة العربية المجيدة حتى يأذن الله بنصره المبين وما ألنصر إلا من عند الله أن الله   عزيز حكيم.

شهادة للتاريخ … الرفيق أبا جعفر كما عرفته بعد الاحتلال

شهادة للتاريخ …

الرفيق أبا جعفر كما عرفته بعد الاحتلال

 

  سعد الرشيد

 

  عرفت الرفيق المرحوم أبا جعفر بصفة شخصية ومباشرة، بعد الاحتلال، ومنذ الأسبوع الأول للاحتلال، عندما وصلت رسالة الشهيد القائد صدام حسين رحمه الله ، بالاتصال بالرفاق وإعادة تنظيم صفوف الحزب في بغداد وباقي المحافظات، كان أبو جعفر من أول الرفاق الذين تحركوا على الرفاق لإعادة تنظيمهم، وأوكل إليه الرئيس الشهيد مسؤولية تنظيم بغداد الكرخ، فيما تسلم الرفيق علي السنهوري، من موقع أدنى، مسؤولية تنظيم بغداد الرصافة، وبهذا الصدد أذكر كيف ذهبنا بسيارتي، يومها، أنا ووالدي رحمه الله وأبو جعفر للاتصال بالرفيق علي الريح السنهوري، والذي لم يتردد لحظة بالشروع بإعادة التنظيم والتحرك على الرفاق في جانب الرصافة من بغداد، هذا كان لقائي الوحيد بالرفيق علي السنهوري، الذي بقي يعمل على الساحة العراقية في الداخل حتى أتاه أمر مباشر من القائد الشهيد رحمه الله بمغادرة العراق حفاظًا على سلامته، وليؤدي دوره في خدمة قضية الحزب من الخارج على الصعيد القومي كونه عضو قيادة قومية وليس قطرية.

 

خلال هذه المرحلة جمعتني لقاءات عديدة ومباشرة مع أبي جعفر، إذ كان هو شخصيًا من يرفع تقارير عمليات مجموعة الشباب التي كنت أقودها ونشاطاتها إلى القائد الشهيد صدام حسين، بنحو مباشر، وهنا من حقي أن أفخر وأباهي بنفسي، وأظنه حقّاً مشروعاً لأنه وسام عزٍّ وفخر أنني كنت أول رفيق بعثي في بغداد يحمل سلاحه في مقاومة الاحتلال، منذ الأسبوع الأول وطوال الأشهر اللاحقة حتى اعتقالي، وهذا مُسجّلٌ ومُثبت عند قيادة الحزب، حتى أن بعض الرفاق في المكتب العسكري طالب، وقتها، أن أكون ومجموعتي تابعًا لتنظيماتهم، لكن رد أبي جعفر كان صارمًا بما اتفق معه فيه: (إنّ سعد ومجموعة الشباب الذين معه، مهما كان نوع نشاطاتهم ضد قوات الاحتلال، إلّا أنهم مدنيون وليسوا عسكريين ليكونوا ضمن تنظيمات المكتب العسكري، بل مكانهم الصحيح حيث هم، التنظيم المدني للحزب).

 

خلال الأشهر الأولى للاحتلال، واصلنا النهار بالليل، من دون كلل أو ملل أو يأس، مع أننا صدمنا بعض الرفاق الذين لم يستجيبوا لنا، ومنهم من أغلق الباب في وجوهنا، ومنهم من تهرب وتحجج بظروف خاصة تعيقه عن العمل التنظيمي، في ذلك الوقت، لكن، في المقابل، كان هنالك الكثير من ذوي البأس الشديد، الذين ما أن سمعوا صوت الحزب يناديهم حتى هبّوا وانتفضوا والتحقوا، إذ كنا، وبكل فخر واعتزاز، اللبنة الأولى في بناء الحزب، بعد الاحتلال، ثم تشاء الأقدار أن يُعتقل القائد الشهيد في بدايات شهر ديسمبر سنة 2003، وأن نُعتقل معه في الأيام نفسها، نعم، اعتُقلتُ مع والدي رحمه الله وشقيقي الأصغر، واعتقل أبو جعفر وأولاده، وتمت مداهمة العديد من بيوت الرفاق الآخرين، منهم من اعتقل ومنهم من لم يكن في منزله فنجا.. استخدم الأمريكان وسائل الحرب النفسية كلّها لتشكيكنا بعضنا ببعض، لنظن أن هنالك خائنٌ بيننا، تعرضنا للضرب وأبشع أنواع التعذيب في معتقل كروبر، أو ما يُعرف عراقيًا بمعتقل المطار، عُذِبنا جميعنا من دون استثناء، يعذبون الوالد أمام أبنائه، والأبناء أمام والدهم، قسوة متناهية النظير، ولم أكتشف حقيقة أمر اعتقالنا وتلك المداهمات التي تزامنت مع الوقت الذي اعتقل فيه القائد الشهيد إلا بعد أعوام من مغادرتي العراق، ذلك عندما كنت أعمل مديرًا لتحرير جريدة الصوت في سوريا، وكان يزورنا، بنحو متقطع بعض المحامين الذين عملوا في هيئة الدفاع عن الرئيس الشهيد في المحكمة، وأثناء حوار جانبي لي مع أحدهم، لا أذكر، الآن، تحديدًا إن كان المحامي خليل الدليمي أم المحامي ودود فوزي شمس الدين، قال لي ما معناه: (إن الأمريكان لم يعلنوا، مباشرة، اعتقال الرئيس في اليوم نفسه، بل اعلنوا الخبر، بعد اعتقاله بأسبوع أو عشرة أيام، ذلك لأنهم عثروا في مخبأ الرئيس، عند اعتقاله، على قوائم أسماء التنظيم الحزبي بالإضافة إلى التقارير والرسائل التي كانت تُرفع إلى الرئيس، فبدأوا بتتبع أسماء قيادات التنظيم واعتقالها، قبل الاعلان عن اعتقال الرئيس).. هنا فقط ربطت خيوط سر تلك المداهمات وحملة الاعتقالات التي طالت التنظيم، قبل أيام معدودة من الاعلان عن اعتقال القائد الشهيد.

 

في ضوء التعذيب الجسدي الذي لقيته من الأميركان، بالاضافة إلى التعذيب النفسي وأنا أراهم يكسرون ساق والدي أمام ناظري، وأنا مُكبل اليدين بالأصفاد لا أقوى على منع ذلك أو الدفاع عن أبي أو أخي الأصغر وهما يضربان ويُعذبان أمامي، وأنا بالمقابل أُضرب وأُعذب أمامهما.. هذا الواقع الأليم الذي عشته وعاشه والدي وأخي، عاشه أيضًا وشاركنا إياه في المعتقل أبو جعفر وأولاده.. ضُربوا وعذّبوا وصمدوا كما صمدنا..

 

أبو جعفر، عرفتهُ مناضلًا سبّاقًا في نضاله، بعد الاحتلال، صلبًا ثابتًا في سنوات اعتقاله، شهدتُ أفعاله ومواقفه في إعادة التنظيم ومقارعة الاحتلال شهادة عيان لا سمع.. فكان من استحقاقه النضالي وبجدارة أن يكون أمين سر قيادة قطر العراق خلفًا للرفيق القائد المجاهد عزة ابراهيم الدوري، وقد أدى الأمانة على أكمل وجه حتى ترجّل من فرسه ليحلّق نجمًا عاليًا في سماء العراق والأمّة مُلتحقًا برفاقه في عليين.