شبكة ذي قار
ويبقى البعث حزباً نضالياً ناصع السيرة

ويبقى البعث حزباً نضالياً ناصع السيرة

علي العتيبي

 

لا نريد أن نشكك بوطنية أحد، أو نزاود عليه، ولكن من خلال المتابعات والقراءات والاطلاع على الكثير من التجمعات الوطنية وما يكتب أعضاؤها من مواضيع وطنية تلامس الواقع العراقي والعربي، وتتضمن مقترحات كثيرة يفرح بها القارئ، ولكن التساؤل عن كيفية تنفيذ هذه المقترحات والرؤى الثورية في ظل ما يعيشه المواطن العراقي والعربي، كلٌّ حسب ظروف بلده، ولكن التخصيص هنا يتعلق بوضع العراق الذي احتلته أمريكا واعترفت به الأمم المتحدة ، إلا إنها لم تأخذ دورها الحقيقي لإرساء السلم الاجتماعي وإرساء الأمن من كل النواحي، وخاصة ما يتعلق بالمحافظة على وحدة العراق وسلامة أراضيه ومواطنيه وتمتعه بالسيادة، وعدم السماح لدول الجوار بالتدخل في شؤونه الداخلية.

إن العراق وشعبه ومنذ 2003 وحتى يومنا هذا يعاني من تسلط وسطوة مافيات وعصابات مجرمة لا تراعي الحرمات، وتمارس كل أنواع الجرائم التي تندى لها الجباه، ولا نقول إنها أحزاب وحكومة لأنها أبعد ما تكون عن هذا المسمى، وكله بسبب تفريغ أحقاد أسيادهم الأمريكان والصهاينة والفرس على العراق، فوجدوا أناساً يحملون الجنسية العراقية ويتحدثون بلهجته ولكن ولاء الأكثرية منهم لإيران التي تمتلك مشروعها القومي الفارسي العنصري، وجعلت هؤلاء العملاء أدوات لتنفيذ مشروعها من خلال تدمير المدن وقتل أبناء العراق وتهجيرهم، وسرقة أموال العراق وتلاعبهم بالقانون والقضاء وتسييسه وفق مصالحهم وليس وفق العدالة.

إذن، أي مشروع وطني تحرري يجب أن يأخذ هذه الأمور في المقدمة، وكيف السبيل لتحقيق هدف التحرير والقضاء على الفساد ونحن نواجه عصابات تقف خلفها دول.

إن المحتل حينما أصدر القرارات الاجرامية الجائرة بحق العراق أولاً والبعث والبعثيين ثانياً كان الهدف هو القضاء على مبادئ حزب البعث العربي الاشتراكي الوطنية والقومية والتحررية والتقدمية، ورغم ما يعاني منه البعث ورجاله الأبطال لم يستطع المحتل ولا عملاؤه الذين يطلق عليهم حكومة أن يجعلوا البعث يتراجع عن مبادئه، والتي من أجلها ضحى بالسلطة وقدمت قيادته أرواحها فداء للمبادئ السامية التي تحمل عقيدة الرسالة الخالدة، ولو أراد البعث أن يبقى في السلطة لقدم تنازلات لأجلها، لكن البعث ولد من رحم الأمة وجماهيرها لتحقيق أهداف الأمة، واستخدم السلطة لتحقيقها، ولم يجعل السلطة هي الهدف بل الوسيلة.

ونعود إلى بداية الحديث ونقول لا يمكن أن تتحقق أهداف الحركات الثورية ما لم يقوم شخوصها بتنقية أنفسهم من داء الأنانية والفوقية والتسلط والاستعلاء على الآخرين والتجرد من الذات وصفاء النية ووحدة الهدف، وأن يكون القول مقترناً بالفعل، لأن الشعب الآن في فورة غضبه من الزمر الحاكمة التي استباحت الأرض والعرض والمال وكل القيم، والعراقي معروف بغيرته ودفاعه عن شرفه، فالتحرك المطلوب وفق هذه الرؤى إما أن يتحرك البعض ويتوقع من الدول التي احتلت العراق ودمرته أن تساعده للنهوض بالعراق من جديد فهو واهم.

إن البعض من هذه الحركات والتجمعات، ونقولها وبكل أسف، ارتمى في أحضان دول من أجل الدعم، ولكننا نعرف إن أي دولة تدعم أي فصيل فإنها تريد منه أن يكون واجهتها لتحقيق مصالحها وأطماعها في العراق، والبعض استأنس على هذا الدعم وتمتع بحياة الرفاهية ويتحرك إعلامياً ليظهر نفسه إنه هو الوحيد الذي ينادي بتحرير العراق، وهنا فرق بين المناداة والعمل، ونقول واهم من يريد من البعث أن يتراجع عن مبادئه لأجل دعم مادي أو إعلامي رغم أن الشيطنة والتشهير مستمرين من قبل جميع وسائل الإعلام، ولكن الوجه المشرق للبعث ورجاله لا يمكن أن يحجبه غربال التضليل الذي يمارس ضده، ويبقى ناصعاً ولن يتلوث بمد يده لمن يريد تسقيطه، ولهذا نجد أن الكل يحارب البعث، فبعد أن عجزوا عن الاجتثاث وقانون التجريم لجأوا إلى الذين في قلوبهم مرض للتشويه، ولكن كما أسلفنا يبقى البعث نقياً محافظاً وملتزماً بمبادئه ولا يعتمد على أي جهة دولية، لأنه لايرهن نفسه لأحد، لأنه بعث الأمة العربية ووريث الرسالة الخالدة، ويعمل على تحقيق أهدافه، وأمله كله مرهون بالشباب الواعي الذين تشبعوا بروح البعث والرسالة الخالدة وهم عماد المستقبل للتحرير والتطهير.

عاش البعث، بعث الصمود والمطاولة، والتحية لرجاله الميامين، ومن الله التوفيق.

ثورة تشرين كسرت حاجز الخوف من السلطة

ثورة تشرين كسرت حاجز الخوف من السلطة

بنت العراق

 

ثورة تشرين عام 2019 هي تظاهرات اندلعت في الأول من تشرين أول في بغداد وبقية محافظات الفرات الأوسط وجنوب العراق من قبل أبناء وبنات الشعب العراقي احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والفساد الإداري والمالي والبطالة والفقر والمطالبة بإسقاط النظام واستقالة حكومة عادل عبد المهدي، ومناهضة النفوذ الإيراني في العراق.

إن أقوى ما في ثورة تشرين أنها كسرت حاجز الخوف من السلطة، وشيدت حاجز الخوف من الشعب لدى السلطة،  مما أدى إلى التخبط الكبير الذي أصاب أداء وخطاب أحزاب السلطة، وقوضت ثورة تشرين الاستثمار السياسي للطائفية ورمته في مزبلة التاريخ، لأنها كانت عابرة للطائفية، ثورة تشرين من طراز خاص، الثورة جمعت ألوف المحتجين في ساحة التحرير وسط بغداد، وحملت هموماً وقضايا لا تعد، وتمسكوا بشعار (نريد وطن)، وشعار (نازل آخذ حقي)، وطالبوا بحقوقهم المسلوبة، مطلبا الحق والوطن أرعبا السلطة، مما دفع السلطة الظالمة إلى استخدام العنف بأبشع صورة، وتوزيع القناصين على زوايا المباني لقنص المتظاهرين بلا رحمة، وقدمت ثورة تشرين أكثر من 800 شهيد وآلاف الجرحى، وشاركت الماجدة العراقية بقوة في التظاهرات وحصلت على نصيب وافر من القتل والاغتيالات والإصابات، وقادت النساء الصفوف الأمامية للتظاهرات في البصرة وميسان وذي قار، وأصبحت الماجدة فاعلة ومحركة ومشاركة وداعمة، فروح ثورة تشرين قد تغلغلت في نفوس أبناء الشعب العراقي، وأصبحت مثالاً حياً على قدرة الشعب على التغيير، واحتمال عودتها في أي لحظة، وإذا تفجرت ستكون أعمق وأقوى من سابقتها، وسيشترك فيها أبناء الشعب العراقي من الشمال إلى الجنوب، لأن الحكومات المتعاقبة بعد ثورة تشرين تجاهلت مطالب التغيير، ولا زال أبناء الشعب العراقي يكرهون الحكومة ويريدون الخلاص منها، والمجيء بحكومة وطنية تمثل الشعب وليس لها ارتباطات خارجية، والتخلص من المحاصصة الطائفية البغيضة، وتشكيل المنظومة القيمية للمجتمع وخلق مجتمع وتقاليد جديدة تنسجم مع العروبة والإسلام، والاهتمام بالهوية الوطنية الجامعة، وتشكيل مستقبل المشهد السياسي العراقي.

ماجدة من أصحاب الهمم صنعت النصر من الألم

ماجدة من أصحاب الهمم

صنعت النصر من الألم

 

فاطمة حسين

 

نجلة عماد بطلة البارالمبياد من أصحاب الهمم، فازت على الأوكرانية المصنفة الأولى عالمياً في باريس، وحصلت على الميدالية الذهبية في منافسات تنس الطاولة ضمن دورة الألعاب البارالمبية المقامة في باريس ورفع علم العراق في باريس بفضلها. حققت هذا الإنجاز الكبير على الرغم من إصابتها بالإعاقة الجسدية بفقد رجليها وواحدة من يديها، ولم تسمح لهذه الإعاقة الجسدية بأن تقف في طريق طموحاتها ورغبتها في تحقيق النجاح الباهر في هذه الحياة.

النجاح رغم الإعاقة هو إنجاز مذهل يحققه ذوو الاحتياجات الخاصة، تلهمنا جميعاً وتظهر لنا القوة اللافتة التي يمتلكونها لتحقيق أحلامهم، فالنجاح الذي يحققونه لا يقتصر على اجتياز الصعاب والتحديات الجسدية والنفسية، بل يمتد إلى الإسهام الإيجابي في المجتمع وتحقيق الاعتراف بإمكاناتهم الفائقة .

 نتعرف اليوم على قصة نجلة عماد:

ولدت نجله عماد في محافظة ديالى عام 2004 والدها كان جندي في الجيش العراقي السابق، وفي سنة 2008 وهي جالسة في سيارة والدها فُجرت قنبلة دمرت السيارة، ففقدت نجلة الجزء الأكبر من ساقها اليمنى وركبتها اليسرى وساعدها الأيمن، وتوقفت حياتها تماماً، ولكن بفضل صمودها بدأت تدرس في المدرسة، وبدأت في لعب تنس الطاولة في سن العاشرة شاركت في أولمبياد طوكيو 2020 وحققت الفوز فيه.

بدأت نجلة رحلتها الرياضية في سن العاشرة حين زار المدرب منزلها، إذ كان يسعى لتكوين فريق محلي بارالمبي، ولكن عائلتها اعترضت ولكنها أصرت أن تكون ضمن الفريق، ولكن عائلتها لم تقدم لها أي دعم في البداية، لعبت نجلة أول مباراة لها في بطولة محلية في بغداد وتمكنت من تحقيق فوز كبير ليكون نقطة انطلاقها للمنافسة لاحقاً في أكثر من 30 بطولة دولية، فازت خلالها بالميداليات والجوائز، فوقف أهلها ومدربها وأحد الخيرين من أهالي ديالى، حيث خصص لها راتباً شهرياً نظراً لظروفها المادية الصعبة، كانت تحتاج للتدريب المستمر حتى في البيت، أخذت نجلة أربع طاولات تنس مستعملة من ساحة للخردة، وتم تجميعها وإصلاحها،  وتلف قطعة قماش سوداء حول ذراعها اليمنى عند الكوع لتخفيف الضغط على عكازها بينما تقوم بتركيب طرفها الصناعي بعناية، وتمسك يدها اليسرى بالمضرب وتبدأ التدريب، هذا ما قالته في لقاء متلفز.

تعد نجلة عماد أول لاعبة عراقية تحصل على ميدالية بارالمبية منذ بداية تأسيس البارالمبياد.

والجدير بالذكر أن نجلة أنهت دراستها الثانوية/ القسم الأدبي وقبلت في كلية التربية الرياضية بناءً على رغبتها.

نجلة عماد حققت هذا الإنجاز بدون دعم في بلد تسرق به الأموال ، وتقتل به الكفاءات ، وأثبتت أنها حقاً من أصحاب الهمم وليست معوقة . وهي تقدم بذلك درساً لكل من يسعى لتحقيق طموحاته .

في الذكرى السنوية الأولى لرحيله .. الرفيق صبار المشهداني “رحمه الله” أنموذجاً للبعثي المناضل الصامد

في الذكرى السنوية الأولى لرحيله ..

الرفيق صبار المشهداني “رحمه الله”

أنموذجاً للبعثي المناضل الصامد

 

أم صدام العراقي

 

في هذه الأيام من العام المنصرم غادرنا الرفيق القائد أبو جعفر حين فاضت روحه الطاهرة الأبية إلى بارئها بعد سنوات نضال وجهاد  طويلة، فكان يوماً نعى فيه العراق والأمة العربية ابناً باراً وقائداً فذاً شجاعاً انحنت أمامه الصعاب، لقد غادرنا تاركاً فينا جذوة البعث وزهوه وانتصاراته، ففي ذكرى رحيله يستذكر رفاقه همته وشجاعته وثقته بانتصار أصحاب الحق والقضية العادلة على العدو مهما بلغت قوته، ويستمدون من الإنجازات التي حققها حزبهم العظيم صموداً واستبسالاً وقوة تساعدهم في هذه المرحلة المصيرية للعودة بوطنهم إلى المكانة المميزة التي رسمها للأمة.

لقد كان “رحمه الله” مثالاً رائعاً يحتذى به من خلال جهاده ونضاله المستمر خلال السنوات العجاف التي مرت على قطرنا ما بعد الاحتلال الغاشم، فقد تميز بشجاعته وصموده وعطائه الثر أثناء قيادته للحزب في العراق خلال تلك الفترة العصيبة التي مرت بالعراق والأمة، فكان أنموذجاً رائعاً للقائد الملهم المعطاء لهذه المرحلة، فمنذ تسنمه المسؤولية كأمين سر القطر أصبح أيقونة المناضلين، فبدأ مشواره بخطوات نضالية وجهادية مشهود لها، فسار على طريق النضال والجهاد والكفاح وتحمل الكثير الكثير ولم يبالِ للعقبات والعوائق رغم قساوتها، وواصل رحلته الجهادية التي اختارها مع رفاقه الغر الميامين على ذلك الطريق المعبد بالفداء والتضحية، فزرع الحلم الكبير لرفاقه وشعبه وأمته بأن إرادة الحرية لا تكبل وأن الاحتلال في زوال.

لقد كان قائداً فذاً عظيماً عصياً على الأعداء، قاد رجالاً أشداء أشاوس، واستطاع لم الشمل وتأليف القلوب وبث الحماس بين صفوف المناضلين، فكان قائداً يحمل صفات متميزة ونادرة، فقاد الجمع المؤمن تحت راية الله أكبر لتحرير وطن كان قلعة للعروبة ومناراً للإنسانية جمعاء، فكان نعم القائد الهمام الذي تجلت به كل صور الشجاعة والبطولة والفداء والتضحية.

في ذكرى رحيله لا يمكن أن ننسى هذا الرفيق المناضل الكبير، فهو حي في ضمائرنا جميعاً، وفي عملنا النضالي والجهادي المتواصل، وفي مشروعنا الوطني الكبير الذي هو تحرير العراق من شلة العملاء والخونة والفاسدين، فإننا سنمضي إلى النصر القريب العاجل بعون الله تعالى وهمة الغيارى المخلصين.

المسار والطريق الحقيقي لتحرير فلسطين

المسار والطريق الحقيقي لتحرير فلسطين

 الحسين العراقي

 

فلسطين لا يحررها حزب هو عبارة عن ميليشيا تتصرف خارج إطار الدولة، ولن تحررها دولة عربية بمفردها، ولن تحررها دولة تتبنى فقط الإسلام كغطاء سياسي، فلسطين يحررها أهلها ومعهم العرب، كل العرب.

طريق تحرير فلسطين هو الوحدة العربية، وهذه قناعة مواطن عربي يثق يقيناً بأن معه أكثر من ٨٠ بالمئة من العرب، الوحدة العربية بصيغة اندماج أو بصيغة فيدرالية أو بصيغة وحدة جيوش تترافق معها إرادة عربية أصيلة ثابتة باستخدام موارد وثروات العرب البشرية والاقتصادية من نفط ومعادن وشمس وماء وهواء.

ولأن الكيان الصهيوني والامبريالية والرجعية العربية والقوى الطائفية تدرك تماماً أن وحدة العرب هي المسار الوحيد لتحرير فلسطين، وتحرير كل العرب، فقد عملوا بكل امكاناتهم لجعل الوحدة العربية سراباً وهدفاً مستحيلاً وغاية تقف وراءها عقول غير واقعية ليسفهوا أعظم حقيقة جاءت رسالات السماء فوق أرضها وحملها العرب، ويحاولوا تغييب حقيقة أن الأمة العربية حضارية ومتمدنة وما أصابها من كوارث هو بفعل الفاعل الذي يعرف تماماً أن حرية العرب تتوقف على تحقيق وحدتهم.

لسنا ضد حزب يرفع شعار مقاومة الكيان الصهيوني، ولا ضد أية دولة أياً كان اسمها، لكننا ضد الخديعة والزيف وضد استغفالنا بتبني قضايا لتحقيق أهداف قومية لأي بلد آخر.

إن من يرفعون شعار حق الفلسطينيين هم من ذبح العراق الذي كان يسير حثيثاً لتحرير فلسطين، وهم من اجتثوا جيش العراق، ويبنوا لهم ميليشيات تعبث بأمن العراق والعراقيين، هم من يغتالون عروبة العراق لتسود الطائفية، هم من عاون أميركا، عرباً كانوا أم عجم، في غزو العراق العربي القومي واحتلوه وأخرجوه من دائرة الصراع العربي الصهيوني لتخلو الساحة لهم وللصهيونية ليلعبوا بمقدرات العرب.

نحن لن تخدعنا المناورات، من ألغى جيش العراق واجتث أبناءه، واغتال علماءه، ودمر صناعته لن يحرر فلسطين، لا إيران ولا عرب اللسان.

وحدة الأمة وقواها الوطنية والقومية وجيوشها وسلاحها وثرواتها في معركة متواصلة مستمرة هو الفعل الذي لا أمريكا ولا الكيان ولا أوروبا المعادية للعرب تستطيع الوقوف بوجه.

من يريد تحرير فلسطين فعليه أن يعمل بهذا المنهج وستتحرر فلسطين بعون الله، وما نقصده هنا ليس جزءاً من فلسطين المحتلة بل كل فلسطين من البحر إلى النهر.

غزة ولبنان: القاتل واحد

غزة ولبنان: القاتل واحد

 

ثابت ياسر الجميلي

 

المؤكد أن ايران حققت الكثير من أهدافها في الوطن العربي، سواء بشكل مباشر أو عبر الأدوات التي صنعتها منذ عشرات السنين، واستأسدت بشكل خاص بعد إيصال خميني للسلطة، والذي كان من بين نتائجه الكارثية على العرب احتلال العراق وتسليمه لإيران لتعبث بأمنه ووحدته الوطنية.

حقق النظام الإيراني هدفه الأول، وهو هدف صهيوني امبريالي بامتياز باغتيال النظام الوطني العراقي وذبح قواه الوطنية وقدراته العلمية والصناعية، ولم يكن هو القوة الفاعلة في هذا التحقيق الغاشم بل أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني ومعهم كل كارهي الأمة العربية ومبغضيها إلى حدود كسر العظام والإفناء وليس كراهية وبغضاء عادية، ومن بينهم عرب اللسان والجنسية.

وانطلاقاً من العراق المحتل انتشر السرطان الفارسي إلى كل بقعة عربية تم فيها زرع خلايا ذاك السرطان، وكان من نتائج السياسات العدائية للأمة العربية التي سلكتها معظم الأنظمة العربية أن تم محاصرة الفلسطينيين ومقاومتهم للاحتلال الصهيوني حتى صارت أبواب طهران هي الأبواب الوحيدة التي يمكنهم ولوجها للحصول على بعض المعونات وبعض السلاح، فكان هذا الحاصل هو ثمرة من ثمار ذبح العراق، وأعطى للنظام الفارسي فرص مناورة واسعة للإيقاع بمزيد من العربان.

أوهم النظام الإيراني الكثير من العرب أنه نظام إسلامي، وحاصرهم لإرغامهم على التعاطي معه من هذا الباب، وهو نظام في حقيقته طائفي مدمر للإسلام، واستخدم الطائفية كما لم تستخدم من قبل، واستثمرها كما لم تستثمر من قبل لتفتيت العرب وزرع العداوات بينهم، بل وزرع أنهار من الدم بين سنة العرب وشيعتهم.

نجح الفرس في اقناع أو خداع بعض العرب بأن تشكيلات حزبية مذهبية أو ميليشيات طائفية متمردة على الدولة كفيلة بتحرير فلسطين، ليس هدف إيران طبعاً تحرير فلسطين، بل زرع الوهن في الدول العربية وتمزيق إرادة الدولة وقوتها بدول عميقة إيرانية الولاء علناً وبلا مواربة، أي بخيانة مبررة لصالح النظام الإيراني.

حالة لم تحصل من قبل بل تكرست واتسعت وتعمقت بعد احتلال العراق وإطلاق يد إيران ليس حباً بل لإنهاك النظام العربي وهو عاجز عن النهوض ولإضعاف الشعب العربي وهو أعزل بلا حول ولا قوة.

الآن….

وصل النظام الفارسي إلى أهدافه وتتجسد في بقائه كنظام كهنوتي مجرم رغم أنف الشعوب الإيرانية، وذلك بعقد صفقات التفاهم مع الولايات المتحدة والغرب والصهيونية على حساب الولائيين والتابعين الأذلاء.

انتهى دور ميليشيات وأحزاب الطوائف الفارسية بوصول النظام الإيراني إلى حلقة التفاهم التي سعى أصلاً لخلقها لتؤدي له وظائف وخدمات لا يقدر هو عليها: يقدم رقاب عملائه مقابل الاتفاق النووي واتفاق بقاء النظام على سدة الحكم في إيران، بدأ البرنامج برأس هنية وهو مستمر ليصل إلى رأس بشار الأسد وما بينهما.

هكذا لم تخسر إيران شيئاً بل كسبت كل شيء، ليس بقوتها بل بقوة عرب خدعتهم بالدين وبالمذهب وبشعارات تحرير فلسطين التي لم يجن منها العرب غير وهم وسراب ورقاب قطعت وبإسناد صهيوني أمريكي غربي معلن وخفي.

ومعضلة عرب الطائفية الآن أنهم كما يقال مثل “بلاع الموس” ليس بوسعه ابقاءه بانتظار هاتف ينفجر بوجهه أو مسيرة تهدم بيته على رأسه، أو برصاصة قناص من شخص تغدى معه قبل ساعة، أو بصاروخ هو دفع ثمنه، أو لنقل إن العراق قد دفع ثمنه قبل أن تشحنه طهران إلى وجهته ليقتل به عرباً. فإيران لم تخسر دولاراً واحداً في ما منت به على بعض العرب لتحولهم إلى أدوات خانعة لمشروعها بل إن العراق هو من كان ولا زال يدفع لإيران لتتاجر بقضايانا المصيرية.

فلسطين لا يحررها رد فعل إيراني هدفه حفظ بعض ماء الوجه أو للتغطية على بيع الرقاب العربية للكيان الصهيوني الذي مارسته إيران لتنال رضى الأمريكان.

النظام الإيراني يفضح ويعري نفسه من واشنطن

النظام الإيراني يفضح ويعري نفسه من واشنطن

 

أبو الحسنين علي

 

من واشنطن ، في مؤتمر صحفي ، قال الرئيس الإيراني الجديد كلمته للعالم ولأمريكا: لسنا أعداء لأمريكا ولا لـ( إسرائيل ) وعليهم إيقاف عدوانهم علينا.

قالها في ظرف خاص جداً يتم فيه ذبح حزب الله في لبنان، وهو الحزب الذي مثل ركيزة للمشروع الفارسي لاحتلال أرض العرب، وحماس وغزة تباد، وهي التي بيضت وجه إيران الكالح في عيون ملايين العرب لمجرد أنها تستلم معونات سد العرب الرسميون أبوابها، أو لأن إيران تهديها أو تبيعها بعض نتاجها الحربي للدعاية والإعلان ليس إلا.

الرئيس الإيراني الجديد يفضح التسويف الفارسي الذي طال أمده، ويتوسل بأمريكا و( إسرائيل ) بلغة مبتذلة قد يسمونها ( تقية) وقد يسموها مناورات سياسية، غير أن حقيقتها الظاهرة والباطنة لكل ذي بصر وبصيرة إنها الاستسلام بعينه، وحين تستجيب الصهيونية وأميركا فإن النظام الكهنوتي في طهران سيطبع أو بالأحرى يفعل التطبيع كما طبع غيره من عرب اللسان.

لن يحرر فلسطين غير أهلها وأشقائهم العرب والمسلمين المؤمنين حقاً بالحق العربي في فلسطين، والأحزاب القومية والوطنية العربية التي لم تؤسس لتجلس فوق كراسي السلطة بل لتنشر الوعي وتعمق سير العرب نحو وحدتهم الحتمية، وإيران وذيولها وعصاباتها في كل مكان هم زوبعة المشروع الفارسي المبني على عقيدة إقامة دولة فارسية على أرض العرب التي تستغني عنها ( إسرائيل ).

الرد العراقي يوم ٢٢-٩-١٩٨٠ على العدوان الإيراني: القول الفصل في حماية الأرض والعرض

افتتاحية العدد 83 – مجلة الق البعث 

الرد العراقي يوم ٢٢-٩-١٩٨٠ على العدوان الإيراني:

القول الفصل في حماية الأرض والعرض

 

لم تكن إيران خميني يوماً لاهية ولا عابثة في تصدير مشروعها الامبراطوري الفارسي، ولم تتوان ولم تدخر وسيلة ممكنة لإخفاء ذاك المشروع الإجرامي تحت غطاء ديني من جهة ومذهبي من جهة أخرى.

الخميني راهن على احتلال العراق واسقاط نظامه الوطني ظناً منه أن طابوره الخامس وخلاياه الطائفية وعصاباته في الداخل العراقي قادرة على اختراق أمن العراق والعبث بوحدته الوطنية بينما يقوم هو بالغزو لإكمال مؤامرة احتلال العراق.

انشطر الإعلام في كل الأزمنة التي أعقبت احتلاله لمركز السلطة الرابعة إلى شطرين، كل منهما يمثل مصلحته والجهة التي تموله وتحركه، لذلك فإن الإعلام الامبريالي الصهيوني والرجعي والممثل لعصابات وشلل الطوائف قال ومازال يقول كلمته: العراق هو المعتدي، وأحرار العراق والأمة العربية والعالم كله قالوا ولا زالوا يقولون: بأن العراق الشجاع قد مارس حقه في الدفاع عن نفسه وجيشه الباسل حمى الأرض والعرض.

الإعلام المعادي للعراق الوطني القومي الجسور لا زال ينبح ليل نهار ليدين العراق دون جدوى، العالم كله أبصر تحالف إيران مع الغزو الأمريكي، وهو تحالف لا تنكره إلا الأصوات التي نبحت ولا زالت حتى تمزقت حناجرها التي أدانت ولا زالت تدين العراق لأنه رد على العدوان الإيراني الخميني الكهنوتي الفارسي وحجَّمه وقزَّمه.

الرد العراقي الجسور في ٢٢ أيلول ١٩٨٨ حرر مدن زين القوس وسيف سعد ومعها عشرات القرى والقصبات المحتلة من قبل إيران، وأبعد المدفعية الخمينية مئات الكيلومترات عن أرض العراق ومدنه حيث كانت تستهدفها كل يوم بعد وصول خميني إلى طهران على متن طائرة فرنسية خاصة.

الرد العراقي الشجاع العزوم قال لإيران كلمته الفصل وقال لكل العالم أن العربي لا يرضى بالذل والهوان، وهو قادر على حماية وطنه حراً سيداً مستقلاً.

الرد العراقي جاء مزلزلاً وخارج توقعات خميني ومن نفخوا بصورة خميني من محافل الماسونية التي تمثل الدول العميقة في أميركا وأوروبا، وتمثل الصهيونية والرجعية العربية والحراك الطائفي المغذى خارجياً بكل ألوانه البشعة ليتحول إلى خنجر في خاصرة العرب وعامل إنهاك وتدمير واستنزاف للقوة التي أعدها العراقيون وحزبهم المناضل وحكمهم الوطني لتحرير فلسطين كل فلسطين.

عام على معركة الأقصى

عام على معركة الأقصى

أحمد صبري

من المناسبِ ونحن نتوقَّف عِند الذِّكرى الأُولى لمعركة طوفان الأقصى ومخرجاتها ودلالاتها بالتَّحليل والقراءة الاستباقيَّة لمسار معركة بحجم طوفان الأقصى، ينبغي رصد اتِّجاهاتها وما حقَّقته في ميزان الصِّراع العربي ـ الصهيوني والتَّحدِّيات الَّتي واجهتها لِتَصحيحِ مسار المعادلة الَّتي كانت على الدَّوام تميل لصالحِ الكيان الصهيوني المدعوم أميركيًّا.

وعِندما نتوقَّف عِند رصدِ ومتابعة هذا الحدَث بفعل ارتدادات معركة طوفان الأقصى، فإنَّنا نركِّز بمزيدٍ من الفخر والاعتزاز بالمقاومة الفلسطينيَّة وما حقَّقته على الأرض من مكاسب، فإنَّ معركة (طوفان الأقصى) الَّتي أدَّت إلى إحداثِ خرقٍ كبير في جبهة العدوِّ الصهيوني، وانتزعت مِنْه زمام المبادرة على الرّغم من استشهاد كوكبة من رموز العمل المقاوم للعدوِّ الصهيوني الَّذي لم يفتَّ من عضد الصُّمود الفلسطيني وهو يواجه آلة الحرب العدوانيَّة على أصحاب الأرض وتصدِّيه لقطعانِ المستعمِرِين.

لقَدْ أثبتَتْ معركة الأقصى أنَّها واحدة من المعارك الفاصلة في تاريخ الصِّراع على فلسطين مع العدوِّ الصهيوني؛ لآثارها الاستراتيجيَّة الَّتي ستتركها هذه الصولة على الكيان الَّذي أقام بنيانه على آلة حربيَّة إرهابيَّة بامتياز بدَّدتِ الخوف، وأزالتِ الوهْمِ من خلال تكريس حقيقتَيْنِ اثنتَيْنِ: الأُولى هي إمكانيَّة النَّيْل من الكيان عسكريًّا على وَجْهِ الخصوص، والأُخرى أنَّ هذا الكيان ليس قويًّا بالصُّورة الَّتي يبدُو عَلَيْها، وأنَّ عوامل التَّفكُّك والتَّآكل قد تسلَّلت إلى مفاصلِه.

وعلى الرّغم من مرور عامٍ على معركة طوفان الأقصى، وتغوُّل الكيان الصهيوني في إيقاع أفدح الخسائر بالشَّعب، فإنَّنا نرصد انعكاسَه على الموقف الغربي والأميركي عِندما تداعَتْ دوَل الغرب وأميركا منذُ اللَّحظات الأُولى لإنقاذِ كيان الاحتلال، ومحاولة تعزيزِ روحِه المعنويَّة، وأكَّدت أنَّ هذا الكيان هو موقع أميركي وغربي متقدِّم، وأنَّه أُقيم في هذا المنطقة لاستنزاف قوَّتها ومنع وحدتها، فضلًا عن كونه جدارًا متقدِّمًا للدِّفاع عن الهَيْمنة الغربيَّة في هذه المنطقة الحيويَّة.

لقد وضعَتْ معركة الأقصى النّقاط على الحُروف برؤيةٍ واضحة المعالِم لمسارِ المعركة وارتداداتها على جميع الصُّعد، وهي رؤية أبرزَتْ موقفها المُتقدِّم في رصدِها لمسارِ التَّحدِّي وأدواته في مقارعة اغتصاب الأرض والحقوق التَّاريخيَّة للشَّعب الفلسطيني في إقامة دَولته المُستقلَّة وعاصمتها القدس الشَّريف.

إنَّ المنازلة المتوالية فصولًا كشفَتْ عن قدرة المقاوَمة الفلسطينيَّة وأذرُعِها على مواجهةِ الحرب العدوانيَّة من خلال التَّمسُّك بثوابتِ العمل المقاوِم وشرعيَّته عَبْرَ رفضِ كُلِّ محاولات التَّهويد وقضمِ الأرض وإنكار الحقوق، وما يجري على ثرى فلسطين الدَّليل على أنَّ قضيَّة فلسطين قضيَّة عادلة رغم محاولات النَّيْل ومصادرة أحقيَّة الفلسطينيِّين بدَولةٍ قابلة للحياة.

وباتَ الصُّمود الفلسطيني بعد مُضي عامٍ على انطلاقه، سيبقَى عنوانًا ورايةً لكُلِّ المُتطلِّعين للحُريَّة والاستقلال؛ لأنَّ ما جرَى ويجرى في غزَّة والضفَّة الغربيَّة هو انتصار لإرادة الصُّمود الَّتي جسَّدها أبطال فلسطين في مواجهة عدوٍّ طامعٍ بالأرض والمُقدَّسات.

ومهما حال العدوُّ الصهيوني من التَّأثير على إرادة وصمود ومعنويَّات المقاوَمة الفلسطينيَّة، فإنَّ نتائج هذه المنازلة التَّاريخيَّة ستظهر للعالَم أجمع أنَّها معركة بَيْنَ الحقِّ والباطل مهما تغوَّل العدوُّ الصهيوني في غيِّه، إلَّا أنَّ إرادة الصُّمود والتَّمسُّك بالحقوقِ ستبقَى حيَّة ووازنة في موازين الصِّراع وارتداداته.

كاتب عراقي

في الذكرى السنوية لـ(طوفان الأقصى).. متى يفيقُ بعض العرب من غفلتهم؟!

في الذكرى السنوية لـ(طوفان الأقصى)..

متى يفيقُ بعض العرب من غفلتهم؟!

 

* سعد الرشيد

متى يدرك بعض العرب الموالين لإيران أنهم وفي كل مرة يتم استغفالهم ثم بيعهم بأبخس الأثمان.. سؤال افتتح به حديثي اللاحق لتفصيل ما هو واضح إلا للمُغيبة عقولهم من أبناء شعبنا العربي.

إيران كما يُدرك كل ذو وعي وثقافة لم تكن يومًا ما دولة إسلامية، على الرغم من شعاراتها التي تخدع بها أصحاب العاطفة، إيران كانت دائمًا وأبدًا دولة قومية عنصرية، لا تكترث غير لمصالحها ومشروعها الاستعماري المُغلف بلباس الدين لكسب موالاة الشعب العربي المُسلم.

قد يقول قائل بأنّ هذا كلام انشائي لا يمت للحقيقة والواقع بِصلة، فأقول مهلًا، تعال عزيزي القارئ لنقلب معًا بصفحات الأحداث ونتفحصها جيدًا:

–  سنة ١٩٩١ بعد العدوان الغربي على العراق، قامت إيران بتوريط بعض أبناء شعبنا العربي في وسط وجنوب العراق بأعمال تخريبية لمؤسسات ودوائر الدولة بالإضافة إلى عمليات قتل وتصفية للرفاق ومنتسبي الأمن والشرطة، بعد أن وعدتهم بأنها ستساعدهم في التخلص من نظام البعث.. ثم تخلت عنهم رغم أصواتهم المطالبة بنجدتها: (النجدة يا إيران، النجدة يا إيران).. وهذه المطالبات بالنجدة موثقة بالصورة والصوت وليس كلامًا انشائيًا..

–  في تموز سنة ٢٠٠٦، ورطت حزب الله بحرب غير متكافئة مع العدو الصهيوني دون أن تمد له يد المساعدة.

 –  قبل عام من الآن، قامت بخذلان حركة حماس بعد أن زرعت فيهم آمالًا بأنّها ، أي إيران، ستكون على رأس الحربة في محور المقاومة والممانعة وبأنها ستدخل الحرب معهم إن قامت بعمل ، ثم ما إن قام أبطال كتائب القسام بعملهم البطولي المقاوم في ٧ أكتوبر من العام المنصرم حتى أخذت إيران دور المتفرج على دمار غزة، ولم تكتفِ بذلك بل شاركت مشاركة مباشرة باغتيال اسماعيل هنية وهو ضيفٌ عندها.!

–  قبل أكثر من اسبوع ورطت حزب الله مجددًا بحرب شاملة مفتوحة مع الكيان الصهيوني، ثم تخلت عنه وباعت قادته واحدًا تلو الآخر.

 

ولنأتي عزيزي القارئ معًا لنستعرض بعض حوادث الاغتيالات التي وقعت لمناصري إيران من أتباع الولي الفقيه:

– أبو مهدي المهندس الذي قتل بغارة أمريكية مع قاسم سليماني، من يعرف تحركاتهم وخط سيرهم غير إيران!

– اسماعيل هنية، من كان يعرف مكان غرفته التي اغتيل فيها غير إيران؟!

– حسن نصر الله، من، غير إيران، يعلم مكان مخبئه تحت الأرض، وبأنه سيكون متواجدًا فيه تلك اللحظة في اجتماع مع بعض قادة حزب الله بحضور عدد من ضباط الحرس الثوري الإيراني؟!

هل عرفت الآن عزيزي القارئ من هو الذي باع كل هؤلاء ووشى بهم في صفقات تخدم مصالح مشروعه النووي؟!

 

كلامي المشار إليه آنفاً ليس فرط خيال، بل مدعوم بحادثة حقيقية يوثقها التاريخ عندما عرضت إيران على نظامنا الوطني في العراق تسليمه كافة من يُدعى بالمعارضة العراقية في إيران مقابل أن يسلمهم العراق منظمة مجاهدي خلق، ولم يوافق نظامنا في حينها إذ ليس من شيم العرب وعاداتهم الأصيلة الغدر بالضيف والدخيل وتسليمه إلى عدوه، إيران لا تحترم ذيولها وبإمكانها التخلي عنهم في أية لحظة مهما أخلصوا لها وعملوا في خدمتها.

 إيران ليست إلا وجه آخر للكيان الصهيوني الغاصب، بل هو أكثر نظام خدم المشروع الصهيوني في المنطقة، إذ بسبب التغوّل الفارسي وتهديده لأمن المنطقة بالكامل هرعت بعض الأنظمة العربية للتطبيع، وبسبب المجازر التي ارتكبها اتباعها في العراق وسوريا واليمن، صار بعض أبناء شعبنا العربي يفرحون عندما يقوم الكيان بغارات عدوانية على أقطارنا طالما المستهدف هم قادة أو ميليشيات ولائية تابعة لإيران.. هذا ما صنعته إيران، خدمت الكيان الصهيوني كما لم يخدمه أحد من قبل، وجمّلت وجهه القبيح بعيون الكثير من العرب بسبب مشاريعها الطائفية في المنطقة. فالمشروع الفارسي هو تمامًا كالمشروع الصهيوني، مشروعان يتخادمان مع بعضهما البعض في سبيل سحق المنطقة وإراقة الدم العربي، فأفيقوا من غفلتكم التي طال زمنها أيها المخدوعون بإيران!