بيان رقم 1 لثورة 14 رمضان 1963
8 شباط 1963
بيان رقم (١)
من المجلس الوطني لقيادة الثورة
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الشعب العراقي الكريم:
لقد تم بعون الله القضاء على حكم عدو الشعب عبد الكريم قاسم وزمرته المستهترة، التي سخرت موارد البلد لتطمين شهواتها وتأمين مصالحها، فصادرت الحريات، وداست الكرامات، وخانت الأمانة، وعطلت القوانين، واضطهدت المواطنين.
يا أبناء الشعب الكرام:
قامت ثورة الرابع عشر من تموز لتحرير وطننا من الأوضاع الاستعمارية المتمثلة بالحكم الملكي، وسيطرة الاقطاع وسياسته، ومن التبعية، ولتحقيق أوضاع ديمقراطية ينعم فيها الشعب بحياة كريمة، ولكن عدو الله وعدوكم المجرم والخداع استغل منصبه واندفع بكل الوسائل الدنيئة والأساليب الإجرامية لإقامة حكمه الأسود الذي أفقر البلاد وصرع الوحدة الوطنية، وعزل العراق عن ركب العروبة المتحررة وطعن أماني شعبنا القومية.
أيها المواطنون:
إن حرصنا على سلامة وطننا، ووحدة شعبنا، ومستقبل أجيالنا، وإيماننا بأهداف ثورة تموز العظيمة، قد حمّلنا مسؤولية القضاء على الطغمة الفاسدة التي تسلطت على ثورة الشعب والجيش، فأوقفت مسيرتها، وعطلت انطلاقتها، وقد تم ذلك بمؤازرة كافة القوات المسلحة الوطنية، وتأييد جماهير الشعب.
يا أبناء الشعب الكرام:
إن هذه الانتفاضة التي قام بها الشعب والجيش من أجل مواصلة المسيرة الظافرة لثورة تموز المجيدة، لا بد لها من إنجاز هدفين، الأول تحقيق وحدة الشعب الوطنية، والثاني تحقيق المشاركة الجماهيرية في توجيه الحكم وإدارته، ولا بد من إنجاز هذين الهدفين الاثنين من إطلاق الحريات وتعزيز مبدأ سيادة القانون.
إن قيادة الثورة المتمثلة بالمجلس الوطني لقيادة الثورة، إذ تؤمن بهذا وتعمل على تحقيقه، تؤمن كذلك بما يزخر فيه الشعب من روح وطنية وثابة وما يتحلى به من عزم ثوري وما يتصف به من وعي عميق لذا نحن نأمل أن يترفع المواطنون في هذا اليوم المبارك عن الضغائن والأحقاد، وأن يعملوا جميعاً على ترسيخ وحدتهم الوطنية، وتقوية التفاهم حول أهداف ثورة تموز المجيدة، وألا يدعو منفذاً لعميل أو مفسد ومأجور يسعى فيه للتفرقة.
أيها المواطنون:
إن المجلس الوطني لقيادة الثورة يعمل على إقامة حكومة وطنية من المخلصين من أبناء الشعب، ومن المخلصين من أبناء هذا الوطن، وستكون سياسة حكومة الثورة، وفقاً لأهداف ثورة تموز المجيدة لذا فإن الحكومة ستعمل على إطلاق الحريات الديمقراطية، وتعزيز مبدأ سيادة القانون، وتحقيق وحدة الشعب الوطنية بما يتطلب لها من تعزيز الأخوة العربية الكردية، بما يضمن مصالحها القومية ويقوي نضالهما المشترك ضد الاستعمار واحترام حقوق الأقليات وتمكينها من المساهمة في الحياة الوطنية.
كما إنها تتمسك بمبادئ الأمم المتحدة ، والالتزام بالعهود والمواثيق الدولية، والمساهمة في تدعيم السلام العالمي و مكافحة الاستعمار بانتهاج سياسة عدم الانحياز ، والالتزام بقرارات مؤتمر باندونغ ، وتشجيع الحركات الوطنية المعادية للاستعمار وتأييدها كما إن قيادة الثورة تعاهد الشعب على العمل نحو استكمال الوحدة العربية ، وتحقيق وحدة الكفاح العربي ضد الاستعمار والأوضاع الاستعمارية في الوطن العربي والعمل على استرجاع فلسطين المحتلة وستحافظ على المكتسبات التقدمية للجماهير وفي مقدمتها قانون الإصلاح الزراعي وتطويره ولمصلحة الشعب وإقامة اقتصاد وطني يهدف إلى تصنيع البلد وزيادة امكانياته المادية والثقافية كما سيؤمن تدفق البترول إلى الخارج.
أيها الشعب الكريم:
إننا نعاهد الله ونعاهدكم أن نكون مخلصين لجمهوريتنا، آمنين على مبادئنا، مضحين في سبيلها. وكلنا أمل وثقة بأن أبناء شعبنا الكرام سيكونون وحدة متراصة للمحافظة على هذه المبادئ، والسير قدماً في طريق التقدم والرقي والله ولي التوفيق.
كتب ببغداد في ١٤/رمضان/١٣٨٢هـ
الموافق لـ ٨/شباط/١٩٦٣م
المجلس الوطني لقيادة الثورة