بيان القيادة العامة للقوات المسلحة رقم (172) في الذكرى السادسة والثلاثين ليوم الأيام،  يوم النصر العظيم

القيادة العامة للقوات المسلحة

بيان رقم (172)

في الذكرى السادسة والثلاثين ليوم الأيام  8 / 8 / 1988

  يوم النصر العظيم

بسم الله الرحمن الرحيم

( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ  وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴿60﴾ ) الأنفال   

صدق الله العظيم

أيها الشعب العراقي العظيم

أيها النشامى من أبناء قواتنا المسلحة الباسلة

أيها الأحرار في كل مكان

تمر علينا في هذه الأيام ذكرى خالدة وعزيزة على قلوب العراقيين والعرب وهي الذكرى السادسة والثلاثون للانتصار التاريخي لشعب العراق وقواته المسلحة على عدوان إيران الشر في ملحمة القادسية الثانية المجيدة، تلك المعركة التي كان لها الدور الأكبر والرئيس في منع ملالي إيران من تصدير (ثورتها الإسلامية) المنحرفة، والتي كانت وما زالت في جوهرها تسعى بخبث لإعادة ما كان يسمى الامبراطورية الفارسية الغابرة.

كانت تلك الحرب واحدة من أطول حروب التاريخ الحديث، والتي مرت بالعديد من المراحل، فتضمنت مرحلتها الأولى للفترة من الرابع من أيلول حتى الثاني والعشرين منه عام 1980م الاعتداءات الإيرانية اليومية المتواصلة على الحدود، وفي داخل المدن والقصبات الحدودية، ضمن محافظات ديالى والبصرة تصحبها التهديدات الإعلامية والتصريحات الاستفزازية ضد قيادة العراق وقواته المسلحة، أما المرحلة الثانية للفترة من 22 أيلول لغاية 1 كانون أول 1980م فتمثلت بالتعرض السوقي (الاستراتيجي) العراقي الجوي والبري الشامل الذي بدأ بعد أن نفد صبر القيادة العراقية على الاعتداءات الإيرانية، وبعد استخدام العراق الوسائل السلمية والدبلوماسية كافة من خلال الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المختلفة، وشملت اندفاع وتوغل الجيش العراقي في الأراضي الإيرانية واحتلال بعض المدن وتطويق مدن أخرى مع ضربات القوة الجوية العراقية الشديدة والمركزة والدقيقة ضد القواعد الجوية الإيرانية.

أما المرحلة الثالثة للفترة من 1 كانون أول 1980 لغاية 30 حزيران 1982م فتمثلت بالمحاولات الإيرانية لإيقاف الاختراقات العراقية والسعي لاستعادة المبادأة في الحرب وشن الهجمات المقابلة والتي تمخضت في اتخاذ القرار العراقي في سحب قطعات الجيش إلى الحدود الدولية، وقد شهدت تلك الفترة معارك كبرى كمعارك قاطع عبادان والخفاجيه والشوش وديزفول والمحمرة ومهران وسربيل زهاب وغيرها.

وكانت المرحلة الرابعة للفترة من 30 حزيران 1982م لغاية 16 نيسان 1988م قد تمثلت بالدفاع السوقي الاستراتيجي الموضعي للجيش العراقي، وشهدت ملاحم ومعارك دفاعية بطولية عديدة لعل من أشهرها معارك شرق البصرة وهور الحويزة والشيب وكردمند وحاج عمران وغيرها، والتي أوقعت خسائر كبرى في صفوف الجيش الإيراني الذي يتفوق عددياً وتسليحياً بأربعة أضعاف جيش العراق الباسل. وفي هذه المرحلة تمكنت إيران من احتلال بعض من الأراضي العراقية بضمنها مدينة الفاو سنة 1986م.

أما المرحلة الخامسة والأخيرة للفترة من 17 نيسان 1988م لغاية الثامن من آب 1988م يوم النصر العظيم فتمثلت بالتعرض الواسع لاستعادة الأراضي المحتلة كافة ضمن معارك التحرير الكبرى الخالدة التي سطر فيها جيشنا الباسل وحرسه الجمهوري البطل المآثر والأمجاد التاريخية في سوح القتال، فتمكن العراق من تحقيق النصر الحاسم والنهائي في الحرب وأجبر الخميني على تجرع كأس سم الهزيمة لجيشه ومشروعه العدواني البغيض.

 

يا أبناء شعبنا المجيد وقواتنا المسلحة الباسلة

إن تلك الحرب الطويلة التي خاضها جيشنا العراقي الباسل وقواتنا المسلحة البطلة بعطاء وتضحيات جسيمة وأداء وطني قل مثيله تميزت بأن إدارتها كانت بمستوى عالي من العطاء الفكري والميداني وتلاحم شعبي وتكامل سياسي واجتماعي وإعلامي رائع، وإن ذلك الجهد المبارك قد ساهم  في تطوير فن الحرب وترسيخ وتطوير نظرية الدفاع التعرضي التي اعتمدها العراق في تلك الحرب، وكانت كفاءة وجدارة القيادة السياسية الوطنية آنذاك وهي تستشعر الخطر الإيراني الجديد وخطر مشروعه الخبيث الذي أطلقه الخميني حال نجاح  الثورة سنة 1979،  كما أن الإيمان المطلق للقيادة السياسية العراقية آنذاك بأن هذا المشروع يهدد الأمة العربية بالصميم هو الذي فرض حشد كل الطاقات لتحقيق الانتصار الناجز.

كما أن ملاحم القادسية المجيدة بمعاركها الطويلة والمتنوعة أنتجت للعراق العديد من قادة الجيش الأفذاذ الذين صنعوا مجداً عظيماً للعراق وقادوا معارك البطولة والانتصار وحافظوا على أمن العراق وسيادته، وذاع صيت الكثير منهم في كل أنحاء العالم، ولازال شعبنا يفخر ببطولات الرجال الذين صنعوا النصر ويتغنى بهم وبتاريخهم المجيد.

كما أنتجت تلك الحرب مليون مقاتل مدرب ومجرب سبب دق ناقوس الخطر في الكيان الصهيوني الذي بادر مع كل قوى الشر الدولية للتخطيط لتدمير هذا الجيش وقيادته السياسية الوطنية منذ اليوم الأول للنصر العظيم.

 

أيها الأحرار في كل مكان

لقد كان النصر العظيم في يوم الأيام  8 / 8 / 1988 نصراً عراقياً خالصاً صاغته أفكار ودماء وإرادة العراقيين الأباة، وعبر عن حقيقة شعب العراق الواحد  صاحب الحضارة العريقة والمجد التليد، وكان أداء رجاله في المعارك معبراً حقيقياً عن سجايا وأخلاق ونخوة العراقيين، ولقد شاركت في ذلك النصر العظيم  كل صنوف جيشنا الباسل، وكان لكل منهم دوراً مهماً في رسم ذلك اليوم الخالد، فكانت  لصنوف جيشنا الباسل المقاتلة والساندة والخدمية دوراً مهماً ومجيدا وكل تميز في ميدانه، فالتحية مقرونة بالمحبة والافتخار إلى كل صنوف هذا الجيش الوطني الباسل، من القوة الجوية وطيران الجيش والدفاع الجوي والقوات الخاصة والمشاة والدروع والمدفعية والصنف الكيمياوي والصواريخ  والهندسة العسكرية والمعدات الفنية والمخابرة والتموين والنقل والطبابة والعينة والهندسة الآلية الكهربائية والانضباط العسكري، كل ضمن دوره وقدراته المعروفة للجميع.

ولا يسمح المجال لسرد مآثر كل منهم في تلك الحرب الطويلة التي تحتاج إلى كتب ومجلدات لبيان بعض من مآثرها وأمجادها وبطولات رجالها.

 

أيها الأحرار في كل مكان

إن شعبنا العراقي الموحد البطل والذي ساند جيشه وقواته المسلحة الجسورة وقدم كل امكانياته وقدراته لتحقيق ذلك النصر العظيم الذي أغاض الكثير من الأطراف بما فيها دولاً كبرى، بات شعبنا اليوم يدفع ثمنَ ذلك النصر الواضح بعد أن قامت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها وباستخدام قواتها المسلحة بغزو العراق بحجج كاذبة ومسوغات غير قانونية، ولتسلم البلاد إلى إيران وتمنحها الفرصة الذهبية للثأر من يوم النصر العظيم ومن هزائمها العديدة التي ألحقها جيش العراق وقواته المسلحة خلال الحرب التي استمرت ملاحمها لثماني سنوات متواصلة، ونرى اليوم  كيف أنها وعملاؤها تعبث بالعراق وخيراته، ولكن شعبنا العراقي المجيد وقواتنا المسلحة الباسلة ورجالها الأشداء من الذين لم يفقدوا بوصلة حبهم للعراق ودفاعهم عنه في أحلك الظروف سوف لن يتنازلوا عن حقهم في الدفاع عن أمنه وسيادته، وفي تثوير شعبنا لتحقيق أهدافه العليا في السيادة والاستقلال مهما طالت الأيام وغلت التضحيات، وإن النصر القريب قادم بإذن الله، وما النصر إلا من عند الله.

تحية وتقدير عالي إلى روح صانع النصر وعنوانه الأبرز شهيد الحج الأكبر صدام حسين، وإلى رفاقه الأبطال من الذين كان لهم دورٌ مهمٌ في تحقيق ذلك النصر.

والتحية المقرونة بالافتخار والاعتزاز لكل قادة جيشنا الأبطال والآمرين والضباط والمقاتلين وإلى كل المساندين لتحقيق نصر يوم الأيام.

تحية إلى شعبنا العراقي العظيم من أقصى شماله إلى أقصى الجنوب

تحية إلى رجال القوات المسلحة البواسل عنوان مجد العراق ووحدته

تحية إلى شهداء العراق العظيم

والمحبة والتقدير والاعتزاز لكل من آمن بالعراق العظيم واحداً موحداً مستقلاً..

 

 

القيادة العامة للقوات المسلحة

بغداد المنصورة بإذن الله

8 / 8 / 2024