في الذكرى السنوية لـ(طوفان الأقصى).. متى يفيقُ بعض العرب من غفلتهم؟!

في الذكرى السنوية لـ(طوفان الأقصى)..

متى يفيقُ بعض العرب من غفلتهم؟!

 

* سعد الرشيد

متى يدرك بعض العرب الموالين لإيران أنهم وفي كل مرة يتم استغفالهم ثم بيعهم بأبخس الأثمان.. سؤال افتتح به حديثي اللاحق لتفصيل ما هو واضح إلا للمُغيبة عقولهم من أبناء شعبنا العربي.

إيران كما يُدرك كل ذو وعي وثقافة لم تكن يومًا ما دولة إسلامية، على الرغم من شعاراتها التي تخدع بها أصحاب العاطفة، إيران كانت دائمًا وأبدًا دولة قومية عنصرية، لا تكترث غير لمصالحها ومشروعها الاستعماري المُغلف بلباس الدين لكسب موالاة الشعب العربي المُسلم.

قد يقول قائل بأنّ هذا كلام انشائي لا يمت للحقيقة والواقع بِصلة، فأقول مهلًا، تعال عزيزي القارئ لنقلب معًا بصفحات الأحداث ونتفحصها جيدًا:

–  سنة ١٩٩١ بعد العدوان الغربي على العراق، قامت إيران بتوريط بعض أبناء شعبنا العربي في وسط وجنوب العراق بأعمال تخريبية لمؤسسات ودوائر الدولة بالإضافة إلى عمليات قتل وتصفية للرفاق ومنتسبي الأمن والشرطة، بعد أن وعدتهم بأنها ستساعدهم في التخلص من نظام البعث.. ثم تخلت عنهم رغم أصواتهم المطالبة بنجدتها: (النجدة يا إيران، النجدة يا إيران).. وهذه المطالبات بالنجدة موثقة بالصورة والصوت وليس كلامًا انشائيًا..

–  في تموز سنة ٢٠٠٦، ورطت حزب الله بحرب غير متكافئة مع العدو الصهيوني دون أن تمد له يد المساعدة.

 –  قبل عام من الآن، قامت بخذلان حركة حماس بعد أن زرعت فيهم آمالًا بأنّها ، أي إيران، ستكون على رأس الحربة في محور المقاومة والممانعة وبأنها ستدخل الحرب معهم إن قامت بعمل ، ثم ما إن قام أبطال كتائب القسام بعملهم البطولي المقاوم في ٧ أكتوبر من العام المنصرم حتى أخذت إيران دور المتفرج على دمار غزة، ولم تكتفِ بذلك بل شاركت مشاركة مباشرة باغتيال اسماعيل هنية وهو ضيفٌ عندها.!

–  قبل أكثر من اسبوع ورطت حزب الله مجددًا بحرب شاملة مفتوحة مع الكيان الصهيوني، ثم تخلت عنه وباعت قادته واحدًا تلو الآخر.

 

ولنأتي عزيزي القارئ معًا لنستعرض بعض حوادث الاغتيالات التي وقعت لمناصري إيران من أتباع الولي الفقيه:

– أبو مهدي المهندس الذي قتل بغارة أمريكية مع قاسم سليماني، من يعرف تحركاتهم وخط سيرهم غير إيران!

– اسماعيل هنية، من كان يعرف مكان غرفته التي اغتيل فيها غير إيران؟!

– حسن نصر الله، من، غير إيران، يعلم مكان مخبئه تحت الأرض، وبأنه سيكون متواجدًا فيه تلك اللحظة في اجتماع مع بعض قادة حزب الله بحضور عدد من ضباط الحرس الثوري الإيراني؟!

هل عرفت الآن عزيزي القارئ من هو الذي باع كل هؤلاء ووشى بهم في صفقات تخدم مصالح مشروعه النووي؟!

 

كلامي المشار إليه آنفاً ليس فرط خيال، بل مدعوم بحادثة حقيقية يوثقها التاريخ عندما عرضت إيران على نظامنا الوطني في العراق تسليمه كافة من يُدعى بالمعارضة العراقية في إيران مقابل أن يسلمهم العراق منظمة مجاهدي خلق، ولم يوافق نظامنا في حينها إذ ليس من شيم العرب وعاداتهم الأصيلة الغدر بالضيف والدخيل وتسليمه إلى عدوه، إيران لا تحترم ذيولها وبإمكانها التخلي عنهم في أية لحظة مهما أخلصوا لها وعملوا في خدمتها.

 إيران ليست إلا وجه آخر للكيان الصهيوني الغاصب، بل هو أكثر نظام خدم المشروع الصهيوني في المنطقة، إذ بسبب التغوّل الفارسي وتهديده لأمن المنطقة بالكامل هرعت بعض الأنظمة العربية للتطبيع، وبسبب المجازر التي ارتكبها اتباعها في العراق وسوريا واليمن، صار بعض أبناء شعبنا العربي يفرحون عندما يقوم الكيان بغارات عدوانية على أقطارنا طالما المستهدف هم قادة أو ميليشيات ولائية تابعة لإيران.. هذا ما صنعته إيران، خدمت الكيان الصهيوني كما لم يخدمه أحد من قبل، وجمّلت وجهه القبيح بعيون الكثير من العرب بسبب مشاريعها الطائفية في المنطقة. فالمشروع الفارسي هو تمامًا كالمشروع الصهيوني، مشروعان يتخادمان مع بعضهما البعض في سبيل سحق المنطقة وإراقة الدم العربي، فأفيقوا من غفلتكم التي طال زمنها أيها المخدوعون بإيران!