شبكة ذي قار

أرشيفات 2025

بيان قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي بمناسبة الذكرى الرابعة بعد المائة لتأسيس الجيش العراقي

بيان قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي

بمناسبة الذكرى الرابعة بعد المائة لتأسيس الجيش العراقي

 

{ وَلَا تَهِنُواْ وَلَا تَحْزَنُواْ وَأَنتُمُ ٱلْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } (آل عمران 139)                        

 

في الذكرى الرابعة بعد المائة لتأسيسه

الجيش العراقي هوية وطنية وسارية قومية لن تهزها ريح صفراء

لعل من أهم أدلة التطابق في إعلان تأسيس الجيش العراقي الباسل، أنه جاء متطابقاً تماماً مع الروح العراقية الوثابة، المتطلعة إلى بناء تجربة دولة متكاملة الأركان، فكأن ما فكر به العراقيون الاستناد إلى القوة الذاتية لحماية دولتهم المنشودة التي تأسست بعد عدة شهور من القرار التي اتخذه الوطنيون الذين خططوا لإقامة الدولة الوطنية بعد زمن طويل من فقدان الهوية الوطنية العراقية،

فالإعلان عن تأسيس أول وحدة من وحدات الجيش العراقي، قبل الإعلان عن قيام الدولة العراقية المدنية بعد عدة شهور من تأسيس الجيش، إنما يعبر عن طموح كبير ظل يتردد في البيوت والطرقات والمدن العراقية من أقصى شِماله إلى أبعد نقطة في جنوبه، تثميناً لقيم البطولة التي لا تفارق الشخصية العراقية حتى في أكثر أوقاتها انكساراً، فجاء تأسيس الجيش استجابة لحاجة وطنية غلابة في التعبير عن الشموخ العراقي في مراحله التاريخية التي تمتد إلى أعماق التاريخ القديم وصولاً إلى الدولة العباسية التي امتدت لمساحات شاسعة، وكانت بغداد على الدوام تمد أطراف الدولة بالمدد الحربي كلما اقتضت مصلحة الدولة ذلك.

إن منظومة القيم العراقية التي ترسخت من أقدم العصور وتناقلتها الأجيال العراقية جيلاً بعد جيل، لا سيما  جيل الأجداد العظام الذين حكموا العالم القديم بفروسيتهم وقيمهم السامية، مع حرص على تطبيق العدل واعتباره ركيزة أساسية لاستمرار الحكم، ولقد سادت في تقاليدنا العراقية التي يعتز بها كل عراقي وعربي، وفرضت نفسها على رسم معالم الدولة العراقية في وضع القوة في موضعها الصحيح، وهذه الثقة التي ينطلق العراقيون ضمن مقولة الرئيس القائد الشهيد صدام حسين “نحن أقوياء بلا غرور ومتواضعون بلا ضعف” والتي جسدت قيماً وقاعدة متينة في إغاثة المظلوم والتصدي للعدوان، وقد سجل الجيش العراقي الباسل أروع صفحات الفخر والمجد منذ أيام تأسيسه الأولى، فما أكثر المعارك التي خاضها دفاعاً عن وحدة الأراضي العراقية وسيادة البلد واستقلاله، وعلى صعيد المواجهات للتصدي للعدوان الخارجي، فلعل الحرب العراقية البريطانية عام 1941، تبقى الصفحة المشرقة على الرغم من عدم تكافؤ القوة التسليحية بين الطرفين، إلا أن نتائج المعركة كانت محل فخر لكل من شارك فيها، ظلت راسخة في تقاليد الجيش العراقي الذي نحتفي اليوم بذكراه الرابعة بعد المائة.

وهناك حقيقة لا بد من الإشارة لها، وهي أن العراق الذي لا يمتلك حدوداً مباشرة مع فلسطين، كان الأسرع في التحرك للمشاركة في حروب الأمة العربية لمواجهة العدو الصهيوني منذ النكبة سنة 1948، ولم يتردد في أي من المعارك القومية، فلبى نداء الشعب العربي في كل مكان، إما بالمشاركة المباشرة، فتتحرك أرتاله الممتدة من معسكراتها في العراق، وحتى خط المواجهة في الخطوط الأولى، كما حصل في حرب حزيران 1967، أو في حرب تشرين الأول 1973 على الرغم من أن العراق لم يعرف بتوقيتات الحرب أو حتى العزم على تنفيذها إلا من أجهزة الإعلام، فكان الجيش العراقي رجلاً راسخة في الأرض الوطنية، وأخرى تتحرك على الساحة القومية بلا كلل أو ملل، وإذا صادف أنه لن يشارك في أية معركة بصورة مباشرة، فإنه كان يداً سخية مفتوحة للأشقاء، لا يبخل في تقديم المدد في السلاح أو الخبرة التدريبية، كما حصل مع ثورة الشعب الجزائري التي انطلقت عام 1954، وانتصرت عام 1962، فقد حرص العراق على نجدة ثوار الجزائر بكل احتياجاتهم من السلاح والعتاد الذي يتوفر لديه، كما أنه كان صاحب اليد البيضاء في تأسيس جيش التحرير الفلسطيني، كل هذا نذكره ليس على سبيل أن نمّنَ به على الأشقاء العرب، وإنما لتذكير الأجيال الجديدة التي لم تعش ألق الالتزام القومي الذي عاشته الأمة العربية في عقود الخمسينيات والستينيات والسبعينيات.

وعلى المستوى الوطني فقد احتل الجيش العراقي الركيزة الأساسية التي حمت حدوده الوطنية بوجه كل الأخطار المحدقة به من جهة الشرق خاصة، لقد كانت إيران تحمل إرثاً ثقيلاً من الكراهية ونزعة الانتقام من العراق، وهو ما لم تتمكن من انتزاعه من ضميرها المستتر في أعماق الضمير الإيراني، وقد يجد بعض المراقبين بعض التبريرات لكل ما تحمله بلاد فارس من ضغينة متناسلة عبر الأجيال، عندما يقلب صفحات الماضي القريب منه والبعيد، فالأطماع القديمة بالوادي الخصيب، كانت محوراً أساسياً لتحرك دولة الأكاسرة، ثم أن هذه الدولة التي واجهت الإمبراطورية الرومانية وهزمتها غير مرة، عند وقوع أول مواجهة لها مع قبائل العراق العربية، سجلت على نفسها أول هزيمة منكرة في معركة ذي قار، والتي من حق العراق أن يباهي بها العالم، أن شعبه استطاع أن يلحق هزيمة منكرة بجيش ثاني أكبر مركز للقوة المسيطرة على السياسة الدولية في العالم القديم، وهي دولة فارس.

فكانت تلك الهزيمة بمثابة مرجل من الحقد ضل يغلي في الصدور وتتوارثه فارس، فعاشت فكرة الانتقام من العراق لهزيمتها في ذي قار، ولكنها لم تستطع رفع رأسها بوجه العراق من ذلك اليوم، وعندما قامت الدولة الراشدة، وانتشر الإسلام في العراق، تطيرت فارس من هذا التحول الخطير في هذه المنطقة التي كانت تنظر إليها كمنطقة حيوية لها لا تسمح لغيرها في منافستها فيها، وهنا كانت ساعة الاختبار الأولى لموازين القوى في العالم يومذاك، فقد احتفظ المسلمون الأوائل بذكرى حدث منكر فعله كسرى عندما مزق رسالة الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم يدعوه فيها إلى الإسلام، لهذا احتفظت دولة فارس بأعلى وتيرة من الرغبة في مواجهة الدين الجديد الذي بدأ يطرق على أبوابها بقوة، فكانت معركة القادسية الأولى أعظم إنجاز عسكري عرفه تاريخ الحروب حتى ذلك الوقت، بسبب عدم التكافؤ في القوة المادية بين الجيشين، من حيث العدد والعدة.

بفخر نستطيع أن نسجل أن الجيش العراقي، خاض غمار حروب بلا حصر، منذ تأسيسه، اضطر لكثير منها اضطراراً، لأنها حروب دفاعية عن حياض الوطن أو الأمة، ولعل أنصع مثل لها معركة القادسية الثانية، التي حضّر لها النظام الإيراني بمجرد وصوله إلى الحكم في شباط 1979، إذ رفع شعار تصدير الثورة، فوضع العراق على رأس جدول الأولويات، تنفيساً لحقد حمله معمم جاهل احتضنه العراق ردحاً من الزمن، فلم يذكر من تلك الضيافة شيئاً من خُلق الرد، بل عزم على توسيع مملكة الحقد والكراهية على البلد الوحيد الذي استضافه وفتح له ذراعيه ووسع عليه أبواب الكسب والرزق، ومن هنا لم يجد العراق بُداً من حماية مواطنيه من تحرشات لئيمة من قوات إيرانية، قديمة أو استحدثها النظام الجديد، وظن أن التفوق العددي أو العمق الاستراتيجي الذي تملكه إيران مقارنة بالعراق سيضمن لها تحقيق نصر سريع عليه، ولكن عزيمة العراقيين وبطولة جيشهم، وإصرار قائدهم على انتزاع النصر من عيون عدوهم، كان بالمرصاد لكل الخيالات المريضة التي عشعشت في عقول قياداتهم السياسية والعسكرية والدينية، فبعد ثماني سنوات من أطول منازلة شهدها القرن العشرين، أجبر العراقيون الزعيم الإيراني على تجرع كأس السم، الذي تجرعه على مضض، فأيقظ في نفسه كل تجارب الماضي المرير لفارس.

وتواصلت بطولات الجيش العراقي في كل الساحات، في حروب فُرضت عليه من قوى إقليمية أو دولية لم تشعر بالارتياح لوجود بلد يحمل كل عوامل القوة الاقتصادية والسياسية والعسكرية، فكانت أم المعارك التي شنتها عليه أكثر من ثلاثين دولة بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، 1991، ثم أتبعتها بغزو 2003، الذي أعقبه احتلال غاشم أخرج العراق من معادلة التوازن الإقليمي ومن منظومة الأمن القومي العربي، فكانت التداعيات والهزات السياسية والعسكرية الارتدادية التي شهدتها المنطقة منذ 2003 وحتى الآن، شهادة فخر للعراق ولجيشه الباسل رغم مرارتها، لأنها بمثابة شهادة تاريخية، بأن العراق وجيشه هما  قوة التوازن الاستراتيجي في هذه المنطقة، وأن أي خلل في المعادلة، سيؤدي إلى فوضى لا حصر لها قد تهدد أمن المنطقة واستقرارها بأفدح الأخطار، وهذا ما لمسناه منذ سنة 2003 ولحد الآن.

تحية للجيش العراقي الباسل في ذكرى تأسيسه، وتحية لشهدائه الأبطال في كل المعارك الوطنية والقومية التي خاضوها ببسالة وإباء.

تحية لروح القائد العام للقوات المسلحة الشهيد المهيب الركن صدام حسين وكل شهداء الحزب الذي ضحوا بأرواحهم رخيصة فداء للوطن والأمة والمبادئ.

قيادة قطر العراق

لحزب البعث العربي الاشتراكي

بغداد الرشيد 6 كانون الثاني 2025

بيان قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي بمناسبة الذكرى الثانية والستين لعروس الثورات

بيان قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي

بمناسبة الذكرى الثانية والستين لعروس الثورات

 

في 14 تموز 1958، حصل تغيير كبير في نظام الحكم، إذ تم إسقاط النظام الملكي على يد تنظيم الضباط الأحرار، الذي كان قد تشكل رداً على سياسات الحكومة بالارتباط بسياسة الأحلاف الغربية، هذا في مجال السياسة الخارجية، وحصلت ممارسات قمعية على مستوى المعارضة السياسية بكل أطيافها، إضافة إلى ظلم اجتماعي كثير تعرضت له الطبقات الفقيرة.

كان يجب على الثوار اعتماد خط سياسي وطني وقومي يراعي مصالح العراق والأمة العربية، واعتماد سياسة الحياد الإيجابي وعدم الانحياز إلى أي من المعسكرين المتناحرين، الشرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي السابق، والغربي بقيادة الولايات المتحدة، والنأي عن سياسة الأحلاف.

ولكن افتقاد قيادة الثورة إلى الخبرة السياسية في إدارة شؤون البلد، أدت إلى وقوع أزمات داخلية وتوترات في علاقات العراق العربية والدولية، فلم تكد تمضي إلا شهور معدودات، إلا وتفجر الخلاف داخل القيادة الجديدة، فقد اختار الزعيم عبد الكريم قاسم النهج الدكتاتوري لإدارة شؤون العراق، فأزاح أقرب قادة الثورة إليه، وتحالف مع الحزب الشيوعي، وأطلق له الحرية الكاملة في توازنات غبية، ظنا منه أن هذا التوجه هو الضامن له الاستمرار في الحكم، فاستغل الحزب الشيوعي تلك الثقة التي حصل عليها من قاسم، فمارس إرهاباً ضد التيارات السياسية الوطنية والقومية، وبطش بعشرات الآلاف من معارضيه، بحيث ضجت المؤسسة العسكرية التي تعتز بتقاليدها العريقة بالشكوى من دور المنظمات المسلحة وشبه المسلحة التي شكلها الحزب الشيوعي مثل “المقاومة الشعبية”، والتي سطت على دور الأجهزة الأمنية، وحلت محلها في ملاحقة الخصوم السياسيين، فحصلت ممارسات أقل ما يقال فيها، أنها استهتار بكل القيم العراقية، فتم توجيه الإهانات للعراقيين على مدار ساعات اليوم، وتلقى حزب البعث العربي الاشتراكي أقسى الضربات، فتم الزج بمناضليه في السجون، ونشطت أجهزة السلطة والمقاومة الشعبية في ملاحقات غير قانونية ضد الآخرين، ولكن البعث كان بعد كل مواجهة، يخرج أصلب عوداً وأكثر تألقاً وحضوراً في أوساط الجماهير.

لقد أدت سياسات عبد الكريم قاسم إلى تفاقم الوضع السياسي الذي وصل إلى درجة الاحتقان الكامل، في مطلع 1959، لا سيما بعد أن سمح عبد الكريم قاسم لما يسمى بـ”قطار السلام” بالتوجه إلى مدينة الموصل، التي عانت كثيراً من سطوة المنظمات المدعومة من قاسم، وخاصة المقاومة الشعبية وبقية تشكيلات الحزب الشيوعي، مثل أنصار السلام ورابطة الدفاع عن حقوق المرأة، والنقابات التي أطلقت يدها للعبث بحركة الإنتاج الصناعي، والجمعيات الفلاحية التي تخلت عن خدمة الأرض وراحت تفلسف دورها بأنه لحماية الفلاحين من ظلم الإقطاع، الذي كان قد خسر قدراته كلها بصدور قانون الإصلاح الزراعي الذي شرعته سلطة الثورة على عجل.

ومع أن السلطات العسكرية في مدينة الموصل ألحت على قاسم بعدم ارسال قطار السلام، إلا أنه ركب رأسه وتجاهل نصائح المقربين منه، واستجاب لطلب الحزب الشيوعي في استعراض القوة، وعندما وصل قطار السلام إلى المدينة، طفق راكبوه باستفزاز سكان الموصل ذات التراث العروبي الرافض لتوجهات قاسم والحزب الشيوعي، فتحركت وحدات من موقع الموصل بقيادة العقيد الركن عبد الوهاب الشواف آمر الموقع، فأعلن الثورة على سلطة الزعيم عبد الكريم قاسم والتي قوبلت بترحاب واسع، ولكن الحركة فشلت بعد استخدام الطائرات الحربية لقصف مواقعها وتلكؤ بعض القطعات عن التحرك المطلوب في الوقت المناسب، عندها خرجت قطعان الغوغاء من جحورها لتعمل القتل بسكان الموصل رجالاً ونساء وسحلهم بالشوارع، وتم تعليق جثامين الشهداء على أعمدة الكهرباء بعد قتلهم بكل وحشية وضمائر ميتة، وفي اليوم التالي لفشل حركة الشواف، استباحت عناصر متعطشة للانتقام، شوارع بغداد والموصل وكركوك وحولتها إلى ساحات احتراب وقتل وتغوّل على المواطنين العزل لمجرد أنهم يرفضون تسلط الشيوعيين على مقاليد العراق السياسية، فذهب ضحية ذلك عشرات الآلاف من الضحايا، مما يمكن وصفه بحمام دم هائل يتحمل وزره قاسم والحزب الشيوعي، الذي أخذ الضوء الأخضر منه للفتك بكل معارضيه، وكي تكتمل صور الجريمة بكل أبعادها، فقد جرت اعتقالات عشوائية لمئات الآلاف لكل من يُعتقد بعدم تأييده للانحراف عما تم الاتفاق عليه بين الضباط الأحرار، فتم إعلان الأحكام العرفية وحالة الحصار التام، بحيث لم يعد بوسع المواطن العراقي التنقل حتى داخل محافظته إلا بعد الحصول على إذن خطي مسبق من دائرة الانضباط العسكري.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد سيق مئات الضباط، بمن فيهم الذين كان لهم السبق على عبد الكريم في الانتماء لتنظيم الضباط الأحرار، سيقوا إلى محكمة الشعب التي يرأسها العقيد فاضل عباس المهداوي “ابن خالة الزعيم الركن عبد الكريم قاسم” والتي تحولت إلى أبشع سيرك سياسي عرفه القضاء، وفي جو إرهابي لم تشهده ساحات المرافعات القضائية، لوح خلالها الغوغاء بالحبال في وجوه المتهمين، لإرهابهم بشعار بائس، يقول “ماكو مؤامرة تصير والحبال موجودة” كانوا يصرخون بها بأعلى أصواتهم، وعلى الرغم من أن نتيجة المحاكمات كانت معروفة مسبقا بسبب نزعة الانتقام التي سيطرت على عقل رئيس الوزراء وقيادة الحزب الشيوعي ورئاسة المحكمة، فإن بعض أعضاء المحكمة رفضوا المصادقة على قرار إعدام الزعيم الركن ناظم الطبقچلي، والعقيد رفعت الحاج سري وهو مؤسس تنظيم الضباط الأحرار الذين تصدوا ببسالة للانحراف الذي اعتمده قاسم عن المسار الذي رسمه الضباط الأحرار لعراق ما بعد التغيير.

ورغم ذلك سارع رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، للمصادقة على أحكام الإعدام التي صدرت على عدد كبير من الضباط الكبار بتهمة الضلوع بما أطلق عليه مؤامرة الشواف.

وكان يوماً حزيناً عاشته بغداد وكثير من مدن العراق، بعد الإعلان عن تنفيذ حكم الإعدام بكوكبة من خيرة ضباط الجيش العراقي الباسل، حتى استعادت الذاكرة العراقية جريمة إعدام العقداء الأربعة بعد حركات عام 1941.

كل هذه العوامل اجتمعت مع بعضها، إضافة إلى رفض عراقي قاطع لسياسة المحاور والارتباط بالأحلاف العسكرية التي اعتمدها نظام الحكم الجديد، وهي السياسة التي كانت من بين أسباب نقمة الضباط الأحرار على النظام الملكي، وبدلاً من انتهاج خط سياسي مستقل، تحول العراق من التحالف مع الغرب إلى التحالف مع المعسكر الشرقي، ففاقم من الاحتقان الشعبي والرفض في أوساط ضباط الجيش العراقي، والتقت تلك المشاعر الغاضبة مع إرادة قوية لحزبكم حزب البعث العربي الاشتراكي، الذي تصدى ببسالة منقطعة النظير للسياسات الهوجاء التي سار عليها نظام عبد الكريم قاسم، فكان الإجماع على ضرورة التغيير السريع قبل أن يتم ربط العراق نهائياً بسياسة الأحلاف مرة أخرى، فكان ضحى الجمعة بكلمة السر “رمضان مبارك” يوم انطلق فيه فرسان البعث للسيطرة على مداخل بغداد ومخارجها ومفترقات الطرق والساحات العامة، كأول خطوة بانبثاق ثورة الرابع عشر من رمضان 1382هـ  الثامن من شباط 1963، والتي خاض فيها مناضلو البعث معارك مشرّفة ضد السلطة الجائرة وفلول الحزب الشيوعي، الذي تصرف بطيش عندما دعا في بيان ناري له جماهيره للنزول إلى الشارع ودعا الزعيم إلى توزيع السلاح على عناصره لمواجهة ما أسماه بالمؤامرة، فحصلت حرب شوارع في أكثر من منطقة من بغداد وفي مدن عراقية أخرى، حتى تمكن رفاقكم المناضلون مع قوات الجيش العراقي، من حسم المعركة لصالح الثورة بعد ثلاثة أيام من ساعة الصفر، وتم تشكيل المجلس الوطني لقيادة الثورة كجهة لقيادة النظام الجديد، وتم تشكيل حكومة برئاسة الرفيق القائد أحمد حسن البكر رحمه الله، وباشرت عملها بكل أمانة وإخلاص لإزالة التخريب الذي تركه الحكم القاسمي والحزب الشيوعي، لكن التآمر على الثورة لم ينته بعد ذلك، فقد تحركت فلول من مختلف التيارات والتوجهات، بهدف اسقاط التجربة الأولى للحزب في الحكم، صحيح أن هدفهم قد تحقق في ردة 18 تشرين الثاني 1963، لكن البعث خرج من التجربة وهو أكثر قوة وحزما ولهذا عاد إلى الحكم بعد خمس سنوات.

تحية لعروس الثورات في ذكراها الثانية والستين

تحية لشهداء الثورة وتحية لشهداء الحزب في العراق وفي طول الساحات العربية وعرضها، الذين كافحوا ببسالة وإباء عن أهداف الأمة بالسيادة والكرامة والوحدة.

قيادة قطر العراق

لحزب البعث العربي الاشتراكي

                         بغداد الرشيد 8  شباط 2025

مصدر مسؤول في قيادة قطر العراق حول تداول بعض مواقع التواصل الاجتماعي

 أدلى مصدر مسؤول في قيادة قطر العراق بما يلي:

تتداول بعض وسائل الإعلام المرئية والمقروءة مقابلات وتحليلات منسوبة إلى العلاقة مع البعث من قبل أشخاص أو جهات. كما تتداول بعض وسائل التواصل الاجتماعي، تقريراً يفيد أنه منسوب إلى مصدر في حزب البعث – قطر العراق يبني تقديراته على تصورات افتراضية تتناول الوضع السياسي في العراق وانهيار نظام العملية السياسية التي أفرزها الاحتلال، وتربط هذه التصورات الافتراضية بما تنشره بعض القنوات والصحف من مقالات وتحليلات ومقابلات مع بعض الأشخاص ذات صلة بوضع العراق.

 وهنا يهم قيادة القطر في العراق أن توضح ما يلي:

إن من يعبرّ عن موقف حزب البعث العربي الاشتراكي بما يتعلق بالوضع الداخلي للعراق أو العلاقة مع الخارج هو قيادته، وهي عندما تريد أن تعلن موقفاً أو أن تحدد مساراً، تعلنه بشكل واضح لا لبس فيه ولا التباس حوله ولا تنسبه إلى شخص ما أو مصدر مجهول الهوية بقصد إحداث التشويش على مواقف الحزب وعلاقاته الوطنية ودوره في مقاومة العملية السياسية التي أفرزها الاحتلال.

إن قيادة قطر العراق تهيب بكل الغيورين على العراق وتوقهم لرؤيته حراً عربياً متحرراً من كل أشكال الاحتلال والارتهان للخارج الدولي والإقليمي ألَّا يقعوا في مطب التسريبات الإعلامية المفبركة وترويجات وسائل التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام بخصوص ما يروجه بعض الأشخاص، وألَّا يبنوا على تقديرات افتراضية بكل ما يتعلق بمعطى الوضع السياسي في القطر.

بيان لقيادة قطر سوريا لحزب البعث العربي الاشتراكي حول عودة الرفاق إلى سوريا

في بيان لقيادة قطر سوريا لحزب البعث العربي الاشتراكي :

 

اسقاط النظام السياسي في سوريا ،اسقطه كمنتحل صفة باسم البعث

بناء الدولة المدنية الديموقراطية مهمة وطنية على قاعدة خطاب التطمين الوطني

دعوة البعثيين للعودة الى سوريا والمساهمة في ورشة البناء الوطني لسوريا.

 

 

اعتبرت قيادة قطر سوريا لحزب البعث العربي الاشتراكي   ، ان اسقاط النظام في لم ينهه كنظام سياسي وحسب وانما اسقطه وبدرجة اولى كمنتحل صفة   لممارسته  للحكم تحت شعار البعث الذي تعرض لا فظع عملية تشويه لاهدافه الثورية  لاكثر من خمسة عقود   وكانت تداعياتها شديدة الوطأة على سوريا والامة العربية.

 جاء ذلك في بيان لقيادة القطر في مايلي نصه.

 

بعد ٥٨ عاما على الردة الشباطية ، سقط النظام السياسي الذي انتحل صفة البعث وحكم باسمه لمدى قارب  الستة عقود كانت شديدة الوطأة على جماهير سوريا وشديدة السلبية على الامة العربية وامنها القومي. إن  اسقاط هذا النظام لم ينهه فقط كنظام سياسي حكم سوريا بالحديد والنار والغى الحياة السياسية بمصادرته للحريات العامة  ، بل انهاه كمنتحلَ صفةٍ  في افظع عملية تزوير لاهداف الامة في الوحدة والحرية والاشتراكية.

لقد عانى مناضلو البعث من عسف النظام وقمعه ،كما لم تعانه اية قوة سياسية اخرى ، حيث قضى المئات من الرفاق ومن مختلف المستويات الحزبية تحت التعذيب في اقبية السجون والمعتقلات ،هذا الى الذين تمت عمليات اغتيالهم  في داخل سوريا وخارجها والمختفين قسراً اضافة الى الذين امضوا عشرات السنين في السجون ، لاتهمة  لهم الا تهمة الانتماء لحزب البعث العربي الاشتراكي.

ان اسقاط هذا النظام الا ستبدادي ، لم يزل كابوساً ثقيلاً عن كاهل شعب سوريا  وحسب ، بل ازال ايضاً كابوساً عن صدر حركة الثورة العربية بكل فصائلها التقدمية وفي الطليعة منها الحزب الذي انطلق من ساحة سوريا الى رحاب الوطن العربي بعد مؤتمره التأسيسي على ضفاف بردى في السابع من نيسان ١٩٤٧. وعليه فإن اسقاط هذا النظام هو خطوة كان لا بد  منها لادخال سوريا معطى مرحلة جديدة لجهة بناء دولتها الوطنية الديموقراطية كما لجهة استعادتها لعروبتها التي تعرضت للتشويه والتجويف منذ تسلط نظام الردة الشباطية على مقدرات البلاد وتحكم بمصير العباد.

ان حزبنا، حزب البعث العربي الاشتراكي ، الذي بقي قابضاً على جمر المواقف المبدأية والذي لم يوفر جهداً لحماية شرعية الحزب الذي جسدته القيادة القومية بكل رموزها التاريخية من القائد المؤسس الاستاذ ميشيل عفلق الذي حكم عليه النظام الاسدي بالاعدام الى القائد الشهيد صدام حسين  وكل قادة الحزب التاريخيين   ، كان شديد اليقين ، بأن اسقاط النظام سيؤدي حكماً الى اسقاط مرتكزاته الامنية وكل الاغلفة التي تغطى بها ومنها تغلفه بشعار الحزب واهدافه. وهذا ماحصل فعلاً . اذ لم تكد تمضي ايام قليلة على اسقاط النظام ، حتى أُعْلِنَ عن حل الحزب الذي كان حزب سلطة بكل ماتعني به الكلمة من معنى ، وبعكس ماتنطوي حقيقة البعث كحزب جماهيري انبثق عن ارادة شعبية.

 فالحزب الذي يتشكل بقرار سلطوي ، يسقط بسقوط السلطة ويغادر الحياة السياسية مع مغادرة رموز النظام لموقعهم في السلطة. وبهذا السقوط للنظام تطوى صفحة التزوير الذي طال البعث اسماً وشعاراً واهدافاً وهو الذي لم تهتز جذوره العميقة  في البنية الشعبية العربية وخاصة بنية المجتمع السوري الذي كان له فضل السبق في احتضان انطلاقة  البعث لسبعة وسبعين عاماً خلت وكانت مسيرته حافلة بالومضات المضيئة   قبل انقضاض المرتدين عليه والحكم باسمه في تآمر موصوف على الحزب وحركة النضال العربي كما على الامة العربية.

ان قيادة قطر سوريا  لحزب البعث العربي الاشتراكي  ،التي تعتبر اسقاط النظام انجازاً هاماً على طريق استرداد سوريا من  اصطفافها مع القوى المعادية للعروبة ، ترى ان تحديات اعادة البناء الوطني تتطلب اطلاق ورشة عمل تشارك فيها كل القوى الحريصة على وحدة سوريا وعروبتها وديموقراطية الحياة السياسية فيها، وخاصة القوى الوطنية والتقدمية والديموقراطية ، لاجل اقامة الدولة المدنية التي يجب ان تأخذ دورها وتحتل موقعها في الخارطة السياسية لاقامة الدولة الوطنية الديموقراطية ، دولة المساواة في المواطنة بكل الحقوق والواجبات .

 وعليه ان تخليص سوريا ، من اعباء التركة الثقيلة التي اثقلت كاهلها على مدى عقود من الزمن والاستجابة للارادة الشعبية التي عبرت عن نفسها في مشهدية رائعة عمت كل المدن والحواضر السورية  في اول يوم جمعة يعقب سقوط النظام  ، هي مهمة وطنية توجب  اطلاق خطاب ينطوي على كل عناصر التطمين الوطني لكل الطيف المجتمعي ، ويحدد الاليات العملية والسياسية لمواجهة التحديات المتعددة الجوانب سواء المتعلق منها بتحديات الخطر الخارجي وعلى رأسه الخطر الصهيوني ، كما التحديات المتعلقة بجانب   البناء السياسي الداخلي لانتاج نظام سياسي جديد تحمكه ديموقراطية وتعددية الحياة  السياسية وتداول السلطة وتطبيق احكام العدالة الانتقالية .

ان القوى الوطنية والقومية  والديموقراطية  وعلى ابواب دخول سوريا الحبيبة  مرحلة الانتقال السياسي ، مدعوة الى توحيد صفوفها ضمن اطار جبهوي على مستوى اطرها التنظيمية ورؤيتها السياسية للتغيير الوطني الديموقراطي . وان حزبنا ، حزب البعث العربي الاشتراكي الذي قدّم مالم يقدمه حزب اخر في مواجهة استبداد النظام وقمعه وشعوبيته  لن يوفر جهداً لتشكيل الاطار الوطني الجامع و يدعو كافة الرفاق الذين سَلِموا من الاغتيال والاخفاء القسري  والاعتقال  و الذين دفعهم استبداد نظام الردة الشباطية  الى الابتعاد طويلاً عن بلدهم وحاضنتهم الشعبية ، العودة الى سوريا والانخراط في ورشة العمل الوطني مع سائر القوى التي ساهمت باسقاط النظام والمعنية ببناء الدولة الوطنية الديموقراطية  واعادة الاعتبار لموقع ودور سوريا القومي.

تحية لشهداء البعث الذين قضوا في اقبية نظام الردة الشباطية

 وتحية لكل المناضلين الذين تحملوا عسف النظام وقمعه واستبداده

عاشت الامة العربية وعاشت سوريا حرة عربية موحدة الارض والشعب والمؤسسات.

قيادة قطر سوريا لحزب البعث العربي الاشتراكي

 

في ٢٠٢٤/١٢/١٥

بيان إدانة واستنكار

بيان إدانة واستنكار

 

   أيها الشعب اليمني العظيم 

 وقفت قيادة قطر اليمن لحزب البعث العربي الاشتراكي القومي أمام عدوان الكيان الصهيوني المجرم على مقدرات الشعب اليمني التي كان آخرها شنُ غارات في وقت مبكر من صباح يوم الخميس 18 جماد الآخرة 1446هـ الموافق 19 ديسمبر 2024م ، مستهدفة البنية التحتية في كل من محطات الكهرباء في العاصمة صنعاء ، ومنشآت نفطية في ميناء الحديدة وميناء الصليف ورأس عيسى ؛ بهدف تعطيل الحياة اليومية للمواطنين، نتج عن هذه الغارات  تدمير مقدرات الشعب ، واستشهاد عدد من المواطنين وإصابة آخرين ؛ انتهاكا لسيادة الآراضي اليمنية ، ومخالفة صريحة لكافة القوانين الدولية ، وتصعيدا خطيرا وامتداد للإبادة الجماعية التي يقوم بها الكيان الصهيوني في غزة منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي .                     

  وعليه :

    1- تدين قيادة قطر اليمن وتستنكر بأشد عبارات الإدانة والاستنكار عدوان الكيان الصهيوني المجرم على سيادة اليمن.

    2- نحمل المليشيات الحوثية المسؤولية عما جرى ويجري من أضرار لمقدرات الشعب؛ جراء إنخراطها في تنفيذ أجندات  إيرانية تتعارض مع مصالح اليمن  .  

    3- ندعو الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى إدانة هذا العدوان ، واتخاذ خطوات عاجلة لوقفه .

 

 

صادر عن قيادة قطر اليمن لحزب البعث العربي الاشتراكي القومي.

18 جماد الآخرة 1446هـ الموافق 20 ديسمبر، كانون الأول 2024م .

برقية تعزية إلى الرفيق علي الجابري

بسم الله الرحمن الرحيم

{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ }

صدق الله العظيم

 

الرفيق الدكتور علي قائد الجابري حفظكم الله ورعاكم

نائب أمين سر قيادة قطر اليمن لحزب البعث العربي الاشتراكي

 

تلقينا ببالغ الأسى والحزن نبأ رحيل والدتكم رحمها الله التي وافتها المنية يوم  الأربعاء الموافق 18-12-2024، سائلين المولى عز وجل أن يتغمدها برحمته الواسعة وأن يدخلها مُدخلاً ترضاه، ويسكنها فسيح جنانه ويرحمها برحمته الواسعة.

 

إن رفاقكم في مكتب الثقافة والإعلام القومي يتقدمون إليكم بأحر التعازي والمواساة بهذا المصاب الكبير سائلين الله أن يمنحكم الصبر والسلوان، ولا نقول الا ما يرضي الله تعالى ، انا لله وانا اليه راجعون.

 

 

رفاقكم في

 مكتب الثقافة والإعلام القومي

 

ثورة الثامن من شباط 1963 معجزة البعث وغرسه الأول

ثورة الثامن من شباط 1963 معجزة البعث وغرسه الأول

ا. د. سلمان حمادي الجبوري

 

في استذكار ثورة الثامن من شباط 1963 والتي اطلق عليها الرفيق الاب القائد أحمد حسن البكر تسمية عروس الثورات، وفي ذكراها الحادية والستون اليوم نستطيع القول وبثقة عالية انها كانت معجزة البعث، لانها تفجّرت في ظروف بالغة الصعوبة والعتمة، وانتشار يأس شديد انتاب الجماهير التي كانت تتأمل خيراً من ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 التي انحرفت عن اهدافها لا حقاً بسبب سرقتها من قبل عبد الكريم قاسم الذي فرض دكتاتوريته المقيتة، وخرج عن مبادئها، مضيقاً على الجماهير التواقة الى الحرية و التحرر، ومخيباً امال القوى الثورية الوطنية والقومية فيما انتظرته من التغيير، ومطلقاً يد الشعوبيين في العبث بمقدرات الشعب والوطن. فانفجرت ثورة 8 شباط كثورة شعبية شاركت فيها قوى الشعب المدنية مع الجيش في الإطاحة بحكم الفرد والدكتاتورية.

وبهذه المناسبة العزيزة على قلوب جميع الاحرار في العراق والوطن العربي، لابد من القول ان اقدام البعث على القيام بهذا العمل الثوري الجريء في ظل طغيان شديد واستحكام امني اشد، انما يعد بطولة فذّة وقدرة عالية على تحمل مسئولية الشعب والوطن، والانتصار لهما مهما بلغت التضحيات.

لقد كانت الثورة معجزة بحق، لان كل الظروف السائدة حينها في العراق كانت تؤشر الى استحالة القيام بأي تغيير ، تلك الظروف التي خلقتها فردية الحكم وعشوائية قرارته، واطلاق يد الشعوبيين للعبث بمقدرات الشعب والوطن، وشيوع أساليب العنف المفرط والترهيب الغير مسبوقة ازاء كل من لا يتفق مع توجهاتهم ، فامعنوا في القسوة في التعامل مع الشارع العراقي الى الحد الذي جرى فيه السحل و تعليق جثث الابرياء على اعمدة الكهرباء واستبيحت دماء العراقيين من الشمال الى الجنوب .

هذا اضافة الى الأسلوب القمعي الذي درج عليه قاسم منذ انفراده بالحكم بواسطة ما سمي (بمحكمة المهداوي) التي اساءت للقضاء العراقي المشهود له بالحيادية والنزاهة والعدالة فكان ان جرى التشهير بالمواطنين والقوى الوطنية من خلالها و سُيّسَت الاحكام الجائرة التي اتخذتها بحق العديد من الأبرياء وخاصة أعضاء حزب البعث العربي الاشتراكي والقوى الوطنية والقومية الاخرى.

ورغم كل ذلك، فان محدودية حجم الحزب وقصر تجربته في العمل الثوري حينها، لم تشكل عائقا امامه للانتصار للعراق وشعبه الابي وتصحيح الأوضاع السياسية في البلد. فرغم كل تلك العوامل المؤثرة سلبا على أي عمل ثوري نرى ان روح الاقدام والشجاعة التي تمتع بها البعثيون إضافة الى القدرة على تحمل المسئولية الوطنية والقومية، وثبوت زيف ادعاءات الحركات الأخرى الفاعلة في الساحة العراقية، كل ذلك حمل قيادة البعث في العراق الى اخذ زمام المبادرة والقيام بذلك العمل الثوري العظيم  الذي كان بمثابة معجزة بكل المقاييس.

 هذا من جانب ومن جانب اخر فأن اقدام الحزب على القيام بهذه الثورة المتفردة في الساحة العربية عموما والعراقية خصوصا، ووسط كل تلك الظروف السائدة حينها، شكّل  اول ثورة للحزب فكانت الغرس الأول له الذي انتظرته الجماهير التواقة الى الحرية ان ينمو ويؤتي أكله .

لقد نبع هذا الفعل الثوري الجريء من أيديولوجية البعث الانقلابية. التي تعني احداث التغيير الجذري الشامل والمستمر للانتقال بالواقع من حالة الانكسار والإحباط والتخلف الى حالة متقدمة على كل الأصعدة وفق اهداف الحزب في الوحدة والحرية والاشتراكية . ويكون هذا التغيير شاملاً للحريات الشخصية والسياسية ، وتحقيق الاستقلال الاقتصادي والسياسي ، وإشاعة العدالة ، وتعزيز الرفاه المجتمعي، واطلاق طاقات الابداع لدى افراد المجتمع انطلاقا من مبدأ كون الانسان وسيلة الثورة وغايتها في نفس الوقت.

 لقد استطاعت ثورة الثامن من شباط المجيدة أن تغرس في نفوس العراقيين مباديء الحق والعدل والقوة والاقدام والتضحية، وقد كان لها الدور الهام في ردّ الثقة والكرامة، واستعادة اللحمة الوطنية للشعب العراقي، بعد أن مزَّقتها سلوكيات قاسم الهوجاء، وسياساته وقراراته المتذبذبة الحمقاء .

لقد كان قادة ورجال ثورة الثامن من شباط المباركة  (صُنَّاع ثورة)، بعد أن تقدموا الصفوف في التخطيط والتهيئة لها، و تنفيذها على الأرض، ومن ثم قيادتها وفق الخطط والأهداف المرسومة، على طريق تحقيق أهداف البعث المنشودة في الوحدة العربية، ابتداءً من تحقيق الوحدة الوطنية التي هددها الحكم الفردي وجعلها عرضة للتمزّق، ثم تحقيق الحريات الاجتماعية والسياسية ووضع اسس لنهضة تنموية مبنية على استراتيجيات وطنية مدروسة بعيدا عن الشعارات الفارغة والقرارات العشوائية. وهكذا خطت الثورة الخطوات الاولى نحو تحقيق آمال الجماهير العراقية والعربية في عراق عربي قوي وناهض وموحَّد ليكون امل وقدوة للشعب العربي من المحيط الى الخليج العربي.

ومن هنا لم يكن هدف البعث الأساسي وغايته استلام الحكم،  بل كان وسيلة لبلوغ الغايات والاهداف المشار اليها اعلاه في التغيير الشامل وانقاذ العراق.

 ومما يؤكد ذلك هو ان الحزب لم ينفرد بالسلطة منذ يومها الأول بل اشرك القوى القومية في قيادة الدولة وإدارتها.

وعلى الصعيد القومي، اعتبرت الثورة استنادا الى أيديولوجية البعث أنَّ الأمة العربية هي وحدة سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية متكاملة، وأن ما تعيشه من حالة التجزئة التي فرضها الاستعمار، انَّما هو طارئ واستثنائي، وأن هذه الأمة لها مشتركات أساسية هي وحدة التاريخ والتراث ، واللغة ، والثقافة ، والمصير الواحد، والآمال المشتركة، إضافة إلى الدين والمعتقدات والأعراف، والتكوين النفسي و السلوك الاجتماعي.

ولقد اعطت الثورة القضية الفلسطينية اولوية قصوى، فأخذت على عاتقها تهيئة الكيفية التي يتم تعامل العراق بها مع قضية الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين، اضافة الى ما تتعرض له الأمة العربية من عدوان أجنبي استعماري في اقطار اخرى فوضعت الأسس اللازمة لإسناد حركات المقاومة والتحرر في تلك الاقطار.

إن ما أرسته وأسست له ثورة الثامن من شباط المجيدة رغم قصر عمرها هو اعمق مما يتم تناوله في مقال واحد ، فما ذكر اعلاه هو غيض من فيض قد لا يفيها حقها.

 الرحمة لقادة الثورة ولشهدائها الابرار الذين ثاروا مضحّين بأرواحهم في سبيل الانتصار للعراق وعروبته وتحقيق نهضته .

صفحات من ملاحم المارد العربي

 

صفحات من ملاحم المارد العربي

 الذي حمى البوابة الشرقية للأمة العربية

في ذكرى تأسيسه

بقلم ابو مناضل الكرخي

 

في تاريخ العراق بلد الحضارات، كانت الخوذة والسيف والدرع العراقي حاضرة قبل الميلاد بآلاف السنين  فاهتم العراقيون ببناء الجيش دفاعا عن حضارتهم وردع الأعداء، فكان جيش نبوخذ نصر البابلي الذي لقن الفرس درسا قاسيا في معركة الشوش وهرب ملكهم. وتمكن نبوخذ نصر من استرداد المسلة المسروقة. وجيوش الاشوريين في نينوى التي كانت من اقوى جيوش العالم عل الإطلاق في تنظيمها وتدريبها وتسليحها. ثم جيش المنصور و الرشيد والمعتصم في العصر العباسي وامجادهم. هم العراقيون دائما في قلبهم حب العراق والدفاع عنه والانتصار للعرب. وبعد احتلال بغداد من قبل هولاكو وتدميرها عام ١٢٥٨، اختفى جيش العراق الوطني ودخل البلاد من هب ودب من اعاجم، ولم يكن هناك جيش عراقي لمدة حوالي ٦٦٣ سنة. فقط في ٦ كانون الثاني عام ١٩٢١ أسس اول فوج للجيش العراقي اسمه فوج موسى الكاظم، في زمن الملك فيصل الأول، ثم تطور الجيش ليصبح فرق والوية وصنوف مختلفة جوية وبحرية إضافة للبرية.

تكرر دخول هولاكو الثاني بوش ومعه ٣٤ دولة في نيسان ٢٠٠٣ لتدمير هذا الجيش لتحقيق هدف الكيان الصهيوني في الحرب، بتدمير مركز ثقل الامة العربية، واختل التوازن في الصراع العربي معه.

سيتم تناول السفر الخالد للجيش العراقي على صعيدين هما الوطني والقومي.

الدور الوطني للجيش للعراقي

لعب الجيش العراقي دورا وطنيا منذ زمن  النظام الملكي و الجمهوري لغاية ٩ نيسان ٢٠٠٣، فكان دائما مع الشعب مساهما بتحقيق تطلعاته، و ساهم في اخماد الفتن والتمرد الذي يهدد أمن العراق وو حدته.

ففي مقارعة النفوذ البريطاني قام بثورة تحررية شجاعة، في مايس ١٩٤١،بقيادة الضباط الاحرار، واسفرت عن إسقاط حكومة عبد الإله الوصي على العرش وتشكيل حكومة جديدة، برئاسة رشيد عالي الكيلاني، التي بدأت في العراق في شهر شباط عام ١٩٤١ لغاية ٢مايس ١٩٤١، لكنها اجهضت من قبل تدخل الجيش البريطاني في  معركة الحبانية وتم إعدام العقداء الأربعة، الشهداء العقيد صلاح الدين الصباغ، والعقيد كامل شبيب، والعقيد محمود سلمان والعقيد فهمي سعيد.  كما ساند الجيش انتفاضات الشعب ضد المعاهدات العراقية البريطانية،  فكان جيشا وطنيا بامتياز.

كما قام بتفجير ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ الخالدة، التي شارك فيها الجيش والشعب، وحزب البعث العربي الاشتراكي، والتي حولت العراق من النظام الملكي للنظام الجمهوري، وخرج العراق من حلف بغداد وانهت مابقى من الوجود البريطاني في العراق.

وعند انحراف النظام نحو الدكتاتورية والعنف الغير مسبوق في العراق والشعوبية وعزل العراق عن امته العربية،  قام الجيش بحركة العقيد الشهيد عبد الوهاب الشواف، ضد الاستبداد وعمليات القتل التي قامت بها ميليشيات شيوعية في الموصل وكركوك. فقامت الحركة يوم ٨ آذار ١٩٥٩ من معسكر الغزلاني في الموصل، واستشهد الشواف يوم ٩ آذار ١٩٥٩. وعلى اثرها صدرت أحكام الإعدام بمجموعة من الضباط الاحرار والقادة البعثيين والقوميين، وتم تنفيذ الأحكام في ميدان ام الطبول، فاستشهد العقيد رفعت الحاج سري، والعقيد ناظم الطبقجلي، وفاضل الشكرة، وعشرات الضباط الآخرين، فكانوا ضباطا ابطال، استشهدوا واقفين، تلقو الرصاص بصدورهم العامرة بالشجاعة والايمان، وتخليداً لهم فقد شيد جامع ام الطبول، في مكان استشهادهم.

ونتيجة لاستمرار الدكتاتورية الفردية فقد تمت الثورة عليها بتفجير ثورة ٨ شباط المجيدة عام 1963م التي قادها مناضلوا  حزب البعث العربي الاشتراكي،

في الجيش العراقي الباسل والشعب، وهم ضباط اشاوس،فتحية لتلك الأرواح الخالدة الشجاعة،، التي أنقذت العراق من حكم الميليشيات الشيوعية. وبعد ردة ١٨ تشرين الثاني السوداء، عام ١٩٦٣ أعاد الحزب صفوفه وفجر الجيش العراقي الباسل ثورة 17 تموز البيضاء،التي اعادت للعراق ثقله القومي العربي،

لقد كانت ثورة خالدة بنت العراق واممت النفط وحققت مئات الإنجازات الكبرى.

الدور القومي للجيش  العراقي الوطني

  •   شارك في معارك فلسطين  عام ٤٨، وسطر أروع الأمثلة في الدفاع عن مدينة جنين بعد تحريرها من الصهاينة، والتي حدثت في ٣١ ايار ١٩٤٨. وكذلك اقتحام قلعة كيشر، والتي قادها المقدم  عمر علي رحمه الله،  ثم تحركت القوات العراقية للدفاع عن مدينة نابلس، وقد غنم الجيش العراقي، في معركة جنين، ٣٠٠بندقية،١٠ مدافع، ٢٠ رشاشة،، وقتل ٣٠٠صهيوني، واصيب لدى الجيش العراقي نحو ١٠٠بين شهيد وجريح. ولازال الفلسطينيون حتى اليوم يزورن قبور الشهداء العراقيين، ويستمدون منهم الصمود والعزم فتحية لاوؤلئك الشهداء من جيش العراق، جيش النخوة العربي الأصيل.
  • حرب ٥ حزيران ١٩٦٧

معروف مانتج من نكسة الجيوش العربية في عام ٦٧،واحتلال سيناء في مصر، والجولان في سوريا، وغيرها،، ولذلك لم يكن هناك اشتباك بري للجيش العراقي في تلك الحرب لقصر مدتها ستة أيام ولكن كان للقوة الجوية العراقية الباسل موقف متميز، رغم فرض سيطرة جوية عل الأجواء الصهيونية،، فقد قامت القوة الجوية العراقية بما يلي:

اولا،، إسقاط طائرتين صهيونية من قبل الطيارين العراقيين في مطار الوليد غرب العراق، وهي من طراز فوتور، وميراج ٣،،وتم أسر الطيارين الصهاينة،، ونشرت صورهم في جريدة الجمهورية العراقية،

ثانيا، مساء يوم٦ حزيران، اغارت طائرات عراقية، ضد أهداف في نتاتيا وكفر سكين، وقامت طائرة توبوليف ١٦،تحمل ٦ قنابل، زنة القنبلة نصف طن، ورشاشات وهاجمت قاعدة، رامات ديفيد، واحدثت دمار كبير فيها، وتم قتل ٤٣ جندي صهيوني، وتم تبادل جثث الشهداء بالاسرى الصهاينة يوم ٢٦ حزيران ٦٧،وكذلك مقابل آلاف الأسرى العرب معهم.

  •  حرب تشرين 19٧٣

من المعارك القومية المهمة التي اشترك بها الجيش العراقي بقطعات كبيرة بالحرب عل الجبهة السورية، عل الرغم ان القيادة العراقية ليست لها علم بالحرب، بل سمعت من وسائل الإعلام، وانذرت القيادة العراقية كافة تشكيلات القوات المسلحة بالاستعداد للمشاركة في الحرب،

اولا،، عل الجبهة المصرية تتواجد منذ فترة قبل الحرب سربين هوكر هنتر، مع طيارين ابطال، وشاركت مع القوة الجوية المصرية الموجة الأولى من الغارات ضد اسرائيل، وتمكنت من تدمير قواعد هوك وهي صواريخ ضد الجو،، ودمرت ارتال الدبابات العدو، ومواضع المدفعية في منطقة الطاسة،، واستمرت مهامها الناجحة حتى وقف إطلاق النار، واستشهد عدد من الطيارين،

ثانيا، على الجبهة السورية وصل اللواء المدرع ١٢ من الفرقة المدرعة الثالثة، يوم ١٠ تشرين اول ٧٣ ال محافظة درعا، منطقة الصنمين، وتل عنتر،، ثم جاء امر من القيادة السورية بزج اللواء بضربة مقابلة اتجاه جناح العدو ل مجموعة الوية لانر الإسرائيلية التي تتجه باتجاه سعسع ثم دمشق، من منطقة الخرق،، حوالي ١٥٠ دبابة مدرعة  في ذلك الجو الذي لارياح فيه مع الغروب تبدو عاصفة ترابية مخيفة تتجه باتجاه جناح العدو وترمي من الحركة،، تقهقرت قوات العدو وتراجعت بارباك نحو تل الشعار بعد ترك العديد من دباباته صالحة بدون أفراد،، مع الفجر دخل اللواء المدرع ١٢ معركة طاحنة مع دروع العدو في تل الشعار،، وتل المال،، ودمرت العديد من دبابات العدو، لكن صواريخ تاو الأمريكية أثرت عل دبابات اللواء واوقعت بها خسائر،، ثم استمرت المعارك مع العدو وكانت المدفعية العراقية والسورية فعالة مؤثرة بينما مدفعية العدو تبدو غير مجدية، طائراته معظمها يتم اسقاطها ،،،، التحقت تشكيلات الفرقة المدرعة الثالثة وشنت هجمات مقابلة  ضد العدو،، وخاضت الفرقة الرابعة مشاة العراقية قتالا باسلا في جبل الشيخ من قبل لواء المشاة الخامس الجبلي،، ووصلت تشكيلات من الفرقة المدرعة السادسة، وقوات خاصة،، شنت غارات عل تجمعات قوات العدو ليلا ونجحت في ذلك، ودارت المعارك في تل عنتر، ودير العدس، وكفر ناسج، وبلغ حجم القوات العراقية ٧ الوية مدرعةوالية، ١٢ كتيبة مدفعية ومايعادل فرقتين مشاة،، وكان هناك خطة للهجوم المقابل ل استعادة الجولان تشارك بها الف دبابة عراقية مع قوات سورية،، ألغيت قبل  نصف ساعة من الشروع بالهجوم بعد الموافقة السورية لوقف إطلاق النار،، قاتل العراقيون وقدموا شهداء اغلبهم رفاق في الحزب من ضباط وجنود،، انقذ الجيش العراقي الشام من دنس الصهاينة،، اما القوة الجوية العراقية فقد اشتركت ٢٢٤ طائرة عل الجبهة المصرية والسورية وقاموا بمهمات بطولية ،، كانت خسائر العدو كبيرة لم يالفها من قبل، اما تضحيات الجيش العراقي، فكانت،، ١٢ طيار شهيد،، وتدمير ٣٦ طائرة،، بالقوات البرية ٨٣٥ شهيد،،، ٧٣ مفقود،، وتدمير ١٢٠ دبابة_مدرعة،، هذا موجز مختصر عن دور جيش العراق الباسل في حرب تشرين ٧٣ والذي دافع ضراوة عن دمشق،، وهذه هي القيادة العراقية البعثية المؤمنة بحماية الامة العربية المجيدة، تحية للشهداء،، ولابد ان يعود جيش العراق لماضي مجده،،

قادسية صدام المجيدة

تبدو معركة قادسية صدام المجيدة كأوسع حرب قومية خاضها الجيش العراقي دفاعا عن الامة العربية ومعه عمقه العربي القومي، بعد وصول خميني للحكم في إيران، رفع شعار تصدير الثورة ليس للعراق فقط، بل ل ابتلاع كل ارض العرب وخاصة دول الخليج العربي، وهي ليست حرب بل حروب، لان كل معركة فيها تبدو حربا بظروفها السياسية والاقتصادية، دامت تلك الحرب ثماني سنوات، ويمكن ايجازها كما يلي.

اولا، ان إيران هي التي بدأت العدوان فقد صرح وزير الدفاع الإيراني، بأنه سيمحي بغداد من الخارطة، هذا في عام ١٩٨٠،قبل الحرب باسابيع، والطائرات الإيرانية تقصف عل طول خط الحدود، وتم إسقاط طائرة إيرانية واسر الطيار، توترت العلاقات وبدأ العدو يحشد قطعاته عل طول خط الحدود، في أيلول ١٩٨٠،،في ١٨ أيلول ٨٠ ألغى العراق اتفاقية الجزائر ١٩٧٥،واصبحت الحرب قاب قوسين او أدنى،، ولقلة العمق الاستراتيجي للعراق فقد قررت القيادة نقل الحرب لعمق ارض العدو، وبدأت المرحلة الأولى من الحرب، فقد بدأ الرد العراقي، ظهر يوم ٢٢ ايلول ١٩٨٠،حيث اغارت تشكيلات جوية عراقية لضرب مطارات وقواعد العدو الجوية، وأندفعت القوات العراقية عل محاور عدة عل طول خط الجبهة البالغ اكثر من ١٠٠٠كيلومتر،في الجنوب والوسط والشمال، يوم ٢٨ أيلول حققت كافة قطعات الجيش العراقي أهدافها عل كافة المحاور، في قاطع الأحواز، المحمرة،  والخفاجية والشوش وديزفول، في  القاطع الجنوبي، وقاطع مهران وسربيل زهاب ، وكيلان غرب، في الوسط، وفي الشمال باتجاه ناوسود و محاور أخرى،، هزم العدو شر هزيمة وتم أسر جنوده والاستيلاء عل اسلحته، رغم انه قاتل بشراسة عل كافة المحاور لكن اصرار العراقيين كان عاليا فسحقهم، معنويات الجندي العراقي عالية يصعب وصفها،، استمرت المعارك داخل العمق الإيراني سنتان، أخذنا المبادأة فيها ثمانية ايام، ثم تحولنا للدفاع بعد تحقيق الأهداف ووصلنا إلى نقطة الذروة في الهجوم، أصدر مجلس الأمن قرار بوقف إطلاق النار يوم ٢٨ أيلول ٨٠، قبله العراق، ورفضه خميني،، وتستمر المعارك الطاحنة داخل العمق الإيراني لغاية حزيران ٨٢،حيث قررت القيادة العراقية العودة ل خط الحدود الدولية، وفي تلك المعارك القاسية جدا،، تم انجاز مايلي،،

_تحطيم وتدمير معظم القطعات المدرعة الإيرانية، في معارك الخفاجية الأولى في كانون ثاني عام ٨١،حيث دمرت الفرقة المدرعة ٩٢،والفرقة ١٦،الايرانية بنيران اللواء المدرع العاشر، وطيران الجيش وتشكيلات أخرى، وكذلك دروع العدو في الشوش وديزفول، وكيلان غرب، وسربيل زهاب، الأحواز، الطاهري، وعبادان، لم يعد للعدو قدرة ل استخدام واسع للدروع، واقتصر لواجبات الإسناد فقط.

_إسقاط اغلب طائرات العدو بقتال جوي ووسائل الدفاع الجوي،، حيث تمكن فقط اللواء المدرع بن الوليد َمن إسقاط ١٢ طائرة مقاتلة في البسيتين داخل العمق الإيراني،، لأن خط طيران العدو يمر فوقه ذهابا وايابا باتجاه مدينة العمارة وطيران واطي.

_تمكن العراق من تشكيل عشرات التشكيلات وزيادة حجم القوات البرية والبحرية الجوية وطيران الجيش الباسل الذي لعب دورا مهما في الحرب، وخلال هذه المرحلة دارت أعنف المعارك في الخفاجية، الطاهري، المحمرة، وعبادان، الشوش، ديزفول، مهران، كيلان غرب وسربيل زهاب، وحاج عمران،،

حين أصبح الجيش الإيراني والحرس الثوري بقبضة العراقيين بدأت عمليات التحرير الكبرى في معركة رمضان مبارك، لتحرير الفاو في ١٧ نيسان ٨٨، حيث دخل الجيش العراقي بكل صنوفه، معارك باسلة للدفاع عن البوابة الشرقية للامة العربية وقدم الوف الشهداء، وكبد العدو الايراني خسائر فادحة. وقبل ذلك في معارك الحصاد الأكبر فقط خسر العدو أربعمائة الف إصابة خلال ٤ أشهر من القتال، وفي تاج المعارك ٨٥ خسر العدو ١١ فرقة شرق دجلة حيث حوصرت وابيدت  بعد عبورها هور الحويزة. اضافة الى  معارك باسلة في الشيب والفكة والطيب في العماره، وفي قاطع عمليات الفيلق الثاني خانقين، وسانوبا، وحاج عمران وشميران شمال العراق. في تلك الملاحم كان الدور الحاسم للهجمات المقابلة للحرس الجمهوري، ولصمود قطعات المشاة الباسلة، ونيران المدفعية الجهنمية، وموانع رجال الهندسة،، وكافة الصنوف الاخرى المشاركة.

المرحلة الثالثة من الحرب

وتشمل عمليات التحرير الكبرى، التي امتدت على جبهة ١٠٠٠ كيلومتر من الفاو حتى حاج عمران شمال العراق،، شاركت فيها، كافة فيالق الجيش والقوة الجوية والحرس الجمهوري، وطيران الجيش والبحرية،، تم خلالها في الفترة بين ١٧ نيسان ٨٨،و٢٥ تموز ٨٨،انتزاع كل شبر احتله الغزاة وتحريره، إضافة الى خرق عميق بدفاعات العدو بحرب خاطفة شاركت فيها آلاف الدروع، وغنمت معظم أسلحة العدو ومعداته، واسر جنوده،، لقد أصبح الجيش الإيراني والحرس الثوري بقبضة العراقيين، معارك رمضان مبارك وتحرير الفاو، توكلنا عل الله الأولى والثانية، تحرير الشلامجة وجزر مجنون في البصرة، وتوكلنا عل الله الثالثة، المعركة الحاسمة في العمارة، وتوكلنا ع الله الرابعة في القاطع الأوسط، ومحمد رسول الله في القاطع الشمالي،،

لقد كان نصرا عظيما يوم ٨اب ٨٨، حين انتهت الحرب، بانتصار كبير للجيش العراقي وشعب العراق والأمة العربية ،،

النيران العراقية تلتهم العناد الفارسي

 كمثال لحجم الجهد العراقي في عملية تحرير الفاو، فقد حشدنا ٨٠ كتيبة مدفعية، ٣٥ بطرية خفيفة ١٢٠ ملم، ٢٤ بطرية انبوبية،، في مسرح العمليات مملحة الفاو لم يكن هناك شبرا الا سقطت به قذيفة،، بدأت الحرب باسلوب الحرب الخاطفة وهاهي تنتهي بنفس الأسلوب، لقد لعبت الاستخبارات دورا مهما بالحرب وهي تعرف العدو اكثر من ان يعرف نفسه،، لقد كان عنادا فارسيا تلتهمه النيران العراقية، وكذلك لعب التصنيع العسكري دورا رائعا بتامين العتاد والسلاح لقد جاهدوا ليل نهار، وكذلك رجال الصواريخ ارض ارض الذين دمروا اوكار الشر، كل الصنوف قاتلت متعاونة، ورجال الجيش الشعبي الابطال ومناضلي حزب البعث العربي الاشتراكي الذين قاتلو بالجبهة وأمنوا العمق ،، و انتهت الحرب والعراق يملك جيشا جرارا اكثر من ١٢٠٠طائرة مقاتلة وسمتية، والاف الدبابات والمدافع والوية صواريخ ارض ارض، دفاع جوي متطور، وقاعدة تصنيع عسكري متطورة،،

التصدي للعدو ان الأمريكي وحلفائه

_ وتشمل معركة ام المعارك التي دارت في الكويت يوم ١٧ كانون ثاني ٩١ لغاية وقف إطلاق النار نهاية شباط ٩١،لقد اسقطنا للعدو الأمريكي ثمانون طائرة مقاتلة باعتراف شوارزكوف في مذكراته، ودمرنا العديد من دروعه وقتل أفراده، فقط في معسكر امريكي بالبحرين قتل ٣٣ جندي امريكي بنيران الصواريخ ارض ارض العراقية، ولكون الحرب غير متكافئة مع ٤٤ دولة نتيجتها معروفة، في منطقة صحراوية، تغزوها آلاف الطائرات،،

_حصار ظالم امتد من اب ٩٠ واستمر لغزو أمريكا و٣٤ دولة حليفة للعراق يوم ١٨ آذار ٢٠٠٣،وقاتل الجيش والشعب بصفحة الحرب النظامية لغاية ٩ نيسان ٢٠٠٣،حيث تمكن العدو من دخول بغداد، ل اختلاف موازين القوة، وغياب القوة الجوية العراقية وقدرات معروفة للدفاع الجوي من قبل العدو، بعد أن درس العدو وسجل كل الأهداف بواسطة ا لمفتشين الجواسيس لسنوات عدة ومناطق الحضر الجوي،

مرحلة المقاومة العراقية للاحتلال الأمريكي البريطاني وحلفائهما

_مرحلة المقاومة العراقية للاحتلال الأمريكي البريطاني وحلفائهما، وقد تكبد العدو الأمريكي ٩٠ الف إصابة بين قتيل وجريح، فقط ليثبت حكومة عميلة ل إيران، شارك منتسبي القوات المسلحة في أغلب الفصائل التي قاومت المحتل، وضحى الحزب بآلاف الشهداء دفاعا عن العراق، واجبر العدو لسحب قواته،، لكن ينبغي أن تستمر المقاومة لحين طرد من جاء مع المحتل الأمريكي،،

و الخاتمة

قدمنا باختصار شديد بعض صفحات  السفر المجيد للقوات المسلحة العراقية وهو يحتاج لمجلدات لتغطيته،

 فتحية للشهيد صدام حسين ولشهداء القوات المسلحة العراقية، والرسالة أمتنا المجد والخلود، ولابد ان يعود جيش العراق الوطني بعد تحرير العراق، ليكون مع الامة العربية حارسا للبوابة الشرقية كما كان،،

الجيش العراقي الوطني الباسل فخر الشعب والأمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الجيش العراقي الوطني الباسل فخر الشعب والأمة

أبو عمر العزي

 

يطل علينا يوم 6 كانون الثاني من كل عام الذكرى الرابعة بعد المائة لتأسيس الجيش العراقي الباسل صاحب الملاحم البطولية في سفره الخالد على أرض العراق والوطن العربي , تأسس هذا الجيش العروبي القومي على أيدي ثلةً من الضباط ممن كانوا يخدمون في الجيش العثماني بنواة اول فوج سمي فوج موسى الكاظم في بغداد(الكرنتينه) وفق أُسس وتقاليد عسكرية نموذجية وضم هذا الفوج نخبة ًمن خيرة الرجال ضباطاً ومراتب اتصفت فيهم حسن السيرة والسلوك والمؤهلات العلمية والمعرفية, بعد فوج النواة شكلت افواج اخرى وشكلت من هذه ألوية وفرق حتى تكامل الجيش مع الصنوف والخدمات اللازمة واصبح قادرا على تحقيق ألأمن والاستقرار بأكمل وجه .

لفد كان اول واجب قومي يشارك به جيشنا الباسل خارج الوطن مع بعض الجيوش العربية في فلسطين 1948 بعد عدوان العصابات الصهيونية بمساعدة الاستعمار البريطاني واحتلاله ما يقارب ثلث الاراضي الفلسطينية وقد ابلى جيشنا بلاء حسناً في هذه المعركة المقدسة وتمكن من تحرير الكثير من الاراضي الفلسطينية التي كان يسلمها بدوره الى الفصائل الفلسطينية المسلحة ليتفرغ الى مهام اخرى , لكن الحرب قد توقفت بسبب ضغط الاستعمار البريطاني على الانظمة العربية مما ادى لأن يوقف  جيشنا الباسل مهامه القتالية مكرها ويتم الانسحاب من فلسطين والعودة الى ارض الوطن . 

التطور الكبير لجيشنا العراقي الباسل تنظيما وتسليحا وتجهيزا بعد قيام ثورة 17تموز 1968 المجيدة , حيث حظي الجيش باهتمام ورعاية كبيرة من لدن القيادة الوطنية وكان زيادة حجم الجيش من ثلاث فرق الى 12 فرقة مدرعة ومشاة آليه ومشاة مع صنوفها وخدماتها والتي كانت هامة وضرورية مع الاهتمام بتدريبها واعدادها اعدادا كاملا وفق احدث وسائل التدريب للدول المتطورة بالابتعاث للضباط وضباط الصف الى بدورات الى الخارج او استقدام ضباط خبراء من الخارج للأغراض التدريبية للضباط والمراتب ولكل الصنوف المقاتلة والساندة .                      

من الادوار القومية التي كلف بها جيشنا البطل المغوار هي حرب تشرين عم 1973 , هذه الحرب وقعت ولم يعلم العراق بها إلا من خلال الإعلام، وشارك جيشنا الباسل فيها دون طلب الجبهة السورية. وحمى دمشق من السقوط واستعاد ومعه احدى الفرق السورية محافظة القنيطرة وجبل الشيخ واعد الخطط الازمة لتحرير الجولان، كما كان لطيرانه الحربي الرابض على الاراضي المصرية قبل أشهر من الحرب دورا فعالا في تسهيل عبور القوات المصرية قناة السويس واسقاط خط بالريف، وتمت الاشادة بدور قوتنا الجوية (سربي هوكر هونتر) من قبل رئيس اركان القوات المشتركة المصرية خلال سير المعركة وما بعدها وذكر ذلك في مذكراته الشخصية..

ومن المواقف الخالدة والمشرفة التي قام بها جيشنا الباسل الوطني القومي هو دحر النظام الفارسي وجيشه في الحرب التي ابتدأها في 4 ايلول 1980 وبهزيمة الفرس عام 8/8/1988 وانهاء مشروعهم التوسعي ل “”تصدير الثورة “” واقامة امبراطورية خميني القذرة، والتي كانت تخطط وتنفذ أكبر حملة لتحقيق الحلم الفارسي على مدى التاريخ، هزمتهم بغداد ومرغت راياتهم في قادسية صدام المجيدة، وسوف تعود لتقبر احلام الصفويين إلى الأبد.

ومن ملاحم جيشنا المقدام التي خاضها بشراسة وبطولة فذة عندما فرضت عليه المواجهة مع قوات محور الشر الأمريكية الغربية وبعض الانظمة المحسوبة على الوطن العربي في مطلع تسعينيات القرن الماضي , ورغم فارق القدرات الكبيرة بين ما يملكه جيشنا وما تملكه تلك القوات حجما وتسليحا وتجهيزا وتقنية عالية ومعدات مهيأة لخوض حرب عالمية إلا أنه واجه تلك الحرب العدوانية بكل بطولة وكان ندا لهم ولم يستسلم وكبد العدو خسائر بشرية ومادية منها اسقاط العديد من طائراته الحربية واسر طياريها وادى واجبه وفق امكانياته وقدراته المتواضعة قياسا لإمكانية العدو  .           

وليختم جيشنا الباسل صاحب المنازلات والصولات والجولات دفاعا عن الوطن والامة العربية حربا مقدسة دفاعا عن بلده ضد القوات الغازية الصليبية المدعومة بغطاء سياسي من بعض الانظمة العربية العميلة التي سبق ودافع عنها وقدم التضحيات الجسام على ارضها , اضافة الى غدر النظام الفارسي الذي كان يرفع شعار امريكا الشيطان الاكبر ليتبين ان هذا النظام كان ينسق مع الشيطان الاكبر لاحتلال العراق , فوقع الغزو على العراق  في 19/3/2003  وتم التصدي له بكل قوة و خاض جيشنا قتالا ملحميا ابتدأه من ام قصر حتى مطار بغداد ليتم تدمير قوته بالكامل في معركة المطار , مما دفع قوات العدو لان يستخدم الأسلحة الفتاكة المحرمة دوليا ضد قوات جيشنا المدافعة عن المطار ليتم ابادتها ويعلن العدو احتلاله العراق . .

وتبدأ صفحة المقاومة الوطنية الخالدة في تاريخ العراق  لمرحلة ما بعد الاحتلال والتي شارك فيها خيرة ابنائها من الجيش العراقي ومناضلي حزبنا واحرار واخيار الوطن من كل شرائح المجتمع , واختطت المقاومة قتالها باعتماد حرب العصابات و هو الاسلوب الامثل للتعامل مع المحتلين وهذا مقتلهم ونقطة ضعفهم كقوة كبرى محتلة لأرضنا, كانت المقاومة العراقية الامتداد الحقيقي لجيشنا الباسل من حيث سرعة تنظيم صفوفها وقتالها البطولي والمزلزل الذي كان صدمة ومفاجئة لهم والتي شملت فعالياتها القتالية قنصا وتعرضا لدورياتهم الألية و الراجلة وحتى اسقاط بعض طيرانهم السمتي, وقد  اقر المحتلين بقوة المقاومة وعظمتها وارهابها لهم بعد انكروا وجودها في البداية ,تعاظمت خسائر جيوش العدوان البشرية والمادية وبدى واضحا الارهاق والرعب والانهاك على وجوه قواتهم مما دفع الكثير منهم الى الانتحار وهذا باعتراف قياداتهم والتقارير التي نشرت عنهم بان الانتحار سجل رقما قياسيا بين صفوفهم زاد على ما كان في حرب فيتنام بكثير , وصار التفكير بالانسحاب من قبل قياداتهم السياسية والعسكرية امرا واقعا خوفا من الانهيار الذي اصبح قاب قوسين او ادنى , وبدا الاعتراف بان احتلال العراق كان  خطأ جسيما وتبريرا لأمر الانسحاب حتى من رئيس هرم ادارتهم سيئة الصيت ,كل ذلك بفضل المقاومة الباسلة البطلة واخر المطاف تم سحب جيوش الاحتلال اقرارا بالهزيمة, فمرحى لتلك المقاومة ورجالها من الاحياء ورحم الله مجاهديها الاشاوس ولعوائلهم التي انجبتهم .

مبارك لجيشنا العراقي البطل عيده، كما هو عيد الشعب، ونحن نستذكر مواقفه العظيمة التي قام بها تجاه شعبه وطنه وامته وتضحياته السخية والكبيرة التي قدمها، وتشهد له ساحات ميادين المنازلات…. تحية لصناديد الجيش العراقي الباسل قادة وضباط ومراتب، الاحياء منهم، ورحم الله كل شهداء الجيش العراقي الباسل.

القومية الجامعة وتفاعل الأقليات العرقية الأخرى معها

القومية الجامعة وتفاعل الأقليات العرقية الأخرى معها



التعدديات العرقية موجودة في غالبية دول العالم وهنالك تعايش بين كل هذه التعدديات وفق انظمة وقوانين تخدم الجميع .
سوريا نسبيا يتعايش على أرضها عبر التاريخ القديم والحديث عدة قوميات ومنها الأصيلة في انتمائها للوطن السوري ومنها من هاجروا إلى سوريا من الدول المجاورة وغير المجاورة واستقروا فيها
أ- من استقبلتهم سوريا وأصبحوا مواطنين سوريين لهم ما عليهم من واجبات وحقوق أسوة ببقية أبناء الشعب في سوريا والقانون يحفظ حقوق الجميع.
ب- بالنسبة للمكونات العرقية التي تعيش على الأرض السورية منذ التاريخ القديم فالتعامل معها يكون بالتساوي مع بقية مكونات الشعب في الحقوق والواجبات مع وجود قوانين تحفظ حقوقهم الاجتماعية والثقافية وعلى بقية مكونات الشعب احترام ذلك.
ج- أما المكون الجامع والذي يلتف حوله بقية مكونات الوطن فهو المكون العربي (الغالبية المطلقة) وعليه فالقوانين تحافظ على حقوقه وواجباته وتكون اللغة المتعامل بها رسميا في سوريا هي اللغة العربية ويكون انتماء سوريا للعروبة وعليه فيكون اسمها سوريا العربية وممكن في المستقبل أن يزداد ويتفاعل هذا الانتماء القومي وصولا للانضمام إلى اتحادات عربية أو وحدة مع قطر أو أقطار عربية أو اتفاقيات متطورة تتم مع أقطار عربية وبما يخدم شعبنا في سوريا ويخدم شعوب الأقطار العربية الأخرى المعنية…
د- دول مثل أمريكا وكندا وأستراليا ودول أوروبية يتواجد فيها نسبة التعدديات العرقية أكثر بعشرات المرات من سوريا ولكنها تتبع الانتماء للتعددية الأكبر ولغتها وثقافتها تتبع القومية الأكبر وهنالك قوانين تحفظ حقوق الجميع.
البعض يرفع شعار الحكم الذاتي لأتباع قومية معينة وهذا يمكن لو كانت متقاربة مع القومية الأم بالتعداد السكاني أما لو كانت نسبتها ضئيلة فمن غير الممكن ذلك ولو كان ممكنا فبعض الدول في العالم ستصبح عشرات الحكومات والقوميات ة وتضيع هوية الدول…
عمل الانفصاليون الكرد بمساعدة أمريكا على تحقيق موقع لهم في شمال سوريا شرق نهر الفرات علما أن غالبية الأرض يسكنها عشائر عربية واتخذوا له تسمية روج آفا وغير ذلك من المسميات وتنكروا لحقوق السكان الأصليين واستولوا على ممتلكاتهم وأراضيهم وهجروا غالبيتهم ووو… علما أنهم لا يشكلون الأغلبية السكانية حتى لسكان للمنطقة التي هيمنوا عليها…

بعيداً عن التزمت العرقي وضمن قوانين تحفظ الحقوق والواجبات في المواطنة الدولة السورية اكثر من 80 % من سكانها ينتمون للمكون العربي وعليه فسوريا كانت وستبقى عربية . .


خالد مصطفى رستم
. 4 / 1 / 2025