ثورة ٨ شباط في عيدها الثاني والستين:
ملحمة بعثية بطولية خالدة في تاريخ العراق والوطن العربي
فهد الهزاع
في صبيحة الرابع عشر من رمضان عام ١٩٦٣ انطلقت كوكبة من فرسان البعث العظيم ليخلصوا شعب العراق المناضل من نير الديكتاتورية الشعوبية التي أغرقت العراق بالدماء، وما مجازر الموصل وكركوك والدملماجة والمسيب وبغداد في سنة ١٩٥٩ إلا شواهد على جرائم حكم عبد الكريم قاسم وزبانيته.
لقد كانت ثورة الثامن من شباط المظفرة رداً عملياً على انحراف الزعيم الشعوبي وأعوانه عن أهداف ثورة الرابع عشر من تموز عام ١٩٥٨ والغدر بالضباط الأحرار، كما كانت ثأراً للأمة العربية التي هزتها نكسة الانفصال بين سوريا ومصر سنة ١٩٦١ وإنقاذاً لعروبة العراق وخطوة قومية هامة في طريق الوحدة العربية الشاملة.
إن تلاحم صناديد البعث الأشاوس من مدنيين وعسكريين في عملية التغيير وإسقاط النظام كان مثالاً رائعاً للإنضباط الحزبي، كما مهدت تنظيمات الحزب المجاهدة ليوم الثورة عبر تصديها الشجاع للسلطة القمعية في إضراب البنزين الجماهيري في السابع والعشرين من آذار عام ١٩٦١ ومن ثم إضراب الطلبة البطولي في العشرين من كانون الأول عام ١٩٦٢ الذي استمر حتى يوم اندلاع الثورة وشل أركان الحكم القاسمي الفردي وبشر بقرب زوال الديكتاتورية الغاشمة المستبدة.
وما إن أذاعت إذاعة بغداد البيان الأول للثورة حتى هبت الجماهير لمؤازرة أبطال الجيش والحرس القومي في مواجهة المقاومة الشعوبية البائسة دفاعاً عن حكم الفرد المستبد في وجه الثورة الشعبية الظافرة.
لقد حققت ثورة الثامن من شباط المجيدة العديد من المنجزات خلال عمرها القصير كالتوقيع على ميثاق الوحدة الاتحادية بين العراق ومصر وسوريا في السابع عشر من نيسان، وميثاق الوحدة العسكرية بين العراق وسوريا في الثامن من تشرين الأول عام ١٩٦٣ ووضع حجر الأساس للعديد من المشاريع التنموية وإجراء إصلاحات جذرية في نظم الدولة وقوانينها.
وفي الثامن عشر من تشرين الثاني سنة ١٩٦٣ دبر عبد السلام عارف ردته الغادرة ضد ثورة ١٤ رمضان وهو الذي أحضرته قيادة الحزب من بيته يوم الثورة ونصبته رئيساً للجمهورية، فشن حملةً إرهابيةً شعواء ضد الحزب وثواره بلغت ذروتها في الرابع والخامس من أيلول سنة ١٩٦٤.
ولكن حزب البعث العربي الاشتراكي نهض كطائر العنقاء من تحت الركام وفجر ثورة السابع عشر – الثلاثين من تموز العظيمة عام ١٩٦٨، لتبدأ مسيرة التنمية الظافرة والمنجزات العملاقة التي شهدها العراق قبل الاحتلال الأمريكي سنة ٢٠٠٣.
وستبقى عروس الثورات الخالدة صفحة ناصعة من صفحات البعث المشرفة رغم محاولات التشويه الشعوبية البائسة، ومصدر إلهام لشعب العراق الثائر في مواجهة سلطة العملاء في المنطقة الخضراء وأسيادها في إيران.
تحية فخر ووفاء لأرواح القادة الأبطال: أحمد حسن البكر وصالح مهدي عماش وصدام حسين وعزة إبراهيم وطه ياسين رمضان وطارق عزيز ورفاقهم الأبرار.
تحية عز وولاء للقيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي وعلى رأسها الرفيق القائد المجاهد علي الريح السنهوري الأمين العام المساعد، ولقيادة قطر العراق للحزب وعلى رأسها الرفيق القائد المجاهد أبو خليل أمين سر قبادة قطر العراق.
المجد والخلود لشهداء ثورة الرابع عشر من رمضان المباركة.