الأَسْرَى العِرَاقِيّين في ايْرَان
يمثّل الانسان العربي عامة قيمة عليا نحرص على حمايته والحفاظ عليه وعلى ارثه التاريخي والحضاري ودوره الانساني والنضالي في بناء الوطن والدفاع عنه والذود عن حدوده . ونؤكد اليوم مثلما كنا نؤكد مرارا على ان الاسرى العرب وفي مقدمتهم الابطال الفلسطينيين والعراقيين ما زالوا يعانون الويل في سجون الاحتلال الصهيوني والايراني بعد ان اعطوا وقدموا ارواحهم للدفاع عن تراب الوطن ، والذود عن كيانه ووجوده وحدوده، ومجابهة الاعداء والرد على التآمر الإقليمي والدولي على الامة العربية.
وكان العراق برجاله وابنائه الميامين من الذين تصدوا لهذا التآمر والعدوان، الذي كان من أهدافه انهاء العراق وحكمه الوطني القومي، فقد تحالفت قوى الشر المتمثلة بامريكا والكيان الصهيوني وإيران، للاتيان بسلطة عميلة يقودها مجموعة من السراق والخونة لتراب الوطن المعروفين بمحاربة العراق والعروبة وعدم الانتماء لهما، وسجلهم الأسود الحافل بكل ما يسئ الى الوطن والانسان فيه وبما يخالف كل الاعراف السماوية والقيم الحضارية الانسانية.
فلا زال يقبع في سجون إيران الشر أكثر من 12 ألف اسير عراقي منذ الحرب العراقية الايرانية التي انتهت عام 1988 فضلا عن وجود رفاة عدد لا يقل عن عدد الاسرى من الذين وافاهم الاجل في غياهب السجون والمعتقلات الايرانية من جراء التعذيب وسوء المعاملة. وبهذا يؤكد نظام الولي الفقيه في إيران بعده عن الدين الإسلامي وشريعته السمحاء والاعراف الدولية والاجتماعية و حقوق الانسان التي تنص عليها وتحكمها القوانين الدولية بموجب معاهدة جنيف للاسرى.
ومن هنا ندعو الى اعتبار كل القابعين في زنازين الاسر والاعتقال الايراني هم مقاتلون عراقيون أسرى لهم كافة الحقوق اسوة بأقرانهم، واعتبار المتوفين والمفقودين منهم شهداء يتمتعون بكل حقوق الشهداء الذين دافعوا عن حياض الوطن، وعلى السلطة في بغداد العمل على اطلاق سراح الاسرى وحسم موضوع المفقودين واستلام رفاة الشهداء منهم، وندعو كل الهيئات الوطنية العراقية والوطنيين الاحرار والجمعيات والمنظمات الانسانية بالضغط على السلطة في بغداد لتحريك هذا الملف.
كما وندعو ونناشد الهيئات العربية المعنية بحقوق الانسان وكذلك المجتمع الدولي وهيئة الامم المتحدة والمنظمات الانسانية في كافة انحاء العالم العمل والتعبئة لمعرفة مصير الشهداء والمفقودين والاسرى العراقيين في ايران .
واذ نعرض ذلك لابد ان نخاطب اسر الشهداء والمفقودين والاسرى ونقول لهم صبرا جميلاً فبارك الله فيكم على كل ما بذلتموه وان صبركم وجلدكم وتحملكم الآلام والاحزان بفقدان ابنائكم واعزائكم لهو ملهم لكل المناضلين الاحرار للمضي الى امام رافعين راية النضال التحرري في كل مكان من ارض الوطن العربي الطاهرة،
والله ناصر لعباده الصابرين المحتسبين .
مكتب الثقافة والاعلام القومي
23/2/2025