شبكة ذي قار

أرشيفات 2025

القيادة العامة للقوات المسلحة بيان رقم (167) بمناسبة يوم الأيام

القيادة العامة للقوات المسلحة

بيان رقم (167) بمناسبة يوم الأيام

بسم الله الرحمن الرحيم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (15) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16) فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (17) الأنفال ….  

صدق الله العظيم

أيها الشعب العراقي العظيم

أيها النشامى من أبناء قواتنا المسلحة الباسلة

أيها الأحرار في كل مكان

في كل عام وفي مثل هذه الأيام الخوالد تمر علينا وعلى شعبنا وأمتنا الذكرى الخامسة والثلاثون للانتصار التاريخي للعراق على إيران في العام 1988، تلك الحرب التي دامت ثمان سنوات بين البلدين الجارين، والتي دفعت إليها ظروف داخلية وإقليمية ودولية، وساهمت في اضعاف البلدين، وتمكن خلالها العراقيون من انتزاع النصر الباهر عندما تمكنوا من سحق الجيش الإيراني الذي كان أكثر عدداً وعدة وتسانده قوى وقدرات متنوعة.

لقد أظهرت إيران الخميني وثورته الجديدة نفساً عدوانياً ضد العراق منذ سيطرتها على الحكم في إيران خلال سنة 1979 وكان لها أطماع توسعية واضحة حاولت تغطيتها بشعار (تصدير الثورة)، تلك الثورة الصفراء التي حاول قادتها تزييف حقائق التاريخ وهم  يعلمون أن جيش الفتح الإسلامي الذي انطلق من أرض العراق لينشر ويوصل إليهم رسالة الإسلام  الخالدة ويدخلهم فيه كان رجال العراق يمثلون قلبه وفكره، ويشكل أبناء العراق طليعته والكتلة الأكبر من رجاله ، وقبل بدأ الحرب وبأشهر عديدة كان العراق وقيادته آنذاك  يحاولون دفع الأذى ويطيلون النفس، وبعثوا بعشرات بل مئات مذكرات الاحتجاج إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي يدينون فيها الاعتداءات، ويثبتون حالات خرق الحدود أو القصف المدفعي على مدن العراق الحدودية وغير ذلك. ولم يكن لهم من سبيل إلا التصدي للعدوان وحماية أرض ومياه وأجواء العراق ومنع الإيرانيين من تحقيق أهدافهم العدوانية.

يا أبناء شعبنا العراقي العظيم

لقد هب شعبنا العراقي العظيم وقواتنا المسلحة الظافرة هبة رجل واحد للدفاع عن بلادهم تجاه العدوان الجديد، وخاضوا معارك باسلة ومجيدة، وسطروا عند تخوم الوطن ملاحم وطنية جديرة بأن يستذكرها شعبنا العراقي وأمتنا المجيدة، ولم يسجل التاريخ مثيلاً لها إلا في ملاحم صدر الرسالة الإسلامية الخالدة ، كانت ملاحم خطط لها وقادها أبطال العراق الميامين من تربوا على أرضه الحبيبة وشربوا لبنه الطاهر، وقد أظهرت صفحات الحرب الطويلة قدرات الرجال والقادة والمقاتلين الذين برزوا خلال تلك الحرب الطويلة، كما كان شعب العراق مسانداً حقيقياً لقواتنا المسلحة وتمثل ذلك في ملاحم وعناوين شعبية خالدة، كالجيش الشعبي والمهمات الخاصة وحملات قص القصب والبردي والجهد المدني وحملات إنشاء السدود والطرق والتبرع بالمصوغات الذهبية دعماً للمجهود الحربي والكثير غيرها، وكان تأثيرها واضحاً على نسيج شعب العراق ووحدته الوطنية وتلاحمه خلف قيادة تاريخية كانت بصيرة ومتبصرة بوقت مبكر وأحست ببواطن الخطر المقبل، وحددت اتجاهه العدواني والذي ظهر اليوم بعد الغزو والاحتلال الأمريكي لبلادنا، والذي فتح المجال واسعاً للمشروع الإيراني (الخميني) في التوغل داخل النسيج العراقي وبشكل خطير ومدمر.

أيها النشامى في قواتنا المسلحة

إن نصر القادسية المجيد الذي نستذكره هذا اليوم حققه بالدرجة الأولى وقفة القيادة السياسية الجادة والحقيقية في التصدي للعدوان الذي يدفع ثمنه شعبنا اليوم، وحققته القيادة العامة للقوات المسلحة والتي نجحت إلى حد كبير في تعبئة الموارد المادية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والأمنية، وشارك فيه وبجدارة كل صنوف جيش العراق الباسل، من القوة الجوية والدفاع الجوية والقوات البحرية وصنوف القوات الخاصة والمشاة والدروع والمدفعية والهندسة العسكرية والمعدات الفنية والصنف الكيمياوي ، والتموين والنقل والطبابة والعينة والهندسة الآلية الكهربائية والبريد، بل حتى الاستخبارات وحماة الأمن الداخلي، مثل الأمن العامة والمخابرات وحتى المنظمات الحزبية الأخرى، ففي يوم النصر العظيم هذا نتقدم لهم بأسمى آيات التهاني والتبريكات وهم لازالوا يتذوقون طعم ذلك النصر التاريخي على الأعداء والأشرار والغزاة.

أيها البواسل والأحرار في أرض العراق

إن النصر العظيم والواضح في الثامن من آب 1988 على العدوان الإيراني خلال حرب الثمان سنوات والذي تحقق بفضل الله وقدرته أولاً ثم بتضحيات شعبنا الموحد وقواتنا المسلحة الجسورة، ولقد مثل ذلك النصر السبب الحقيقي وراء التآمر الواسع لاحتلال بلادنا، وهو من دفع دول الغزو والعدوان لأن تحشد الحشود وتعتدي بقواتها الرسمية لاحتلال بلادنا وأن تدعم وتساند وتشارك كل الذين نراهم اليوم يتآمرون ويبحثون عن ثأر معركة القادسية المجيدة من  الأعداء والعملاء والمتآمرين على بلادنا للأسف ، والحقيقة الواضحة أن ما يدفعه شعبنا اليوم من تضحيات جسيمة وخسائر هائلة وتدمير لمشاريعه التنموية  وتفكيك لنسيجه الاجتماعي وارتباطات سياسية مؤذية لمصالح العراق الكبرى وغير ذلك، كان بسبب النصر الباهر الذي تحقق في تلك الحرب الطويلة التي أظهرت  قدرات الشعب الهائلة والتي توحدت خلف قيادة واعية ومدركة للمخاطر والتحديات التي تجابه العراق وأمة العرب.

يا أبناء شعبنا العراقي العظيم

إن الدروس العظيمة التي ظهرت خلال الحرب الإيرانية-العراقية  والمتمثلة بوحدة الشعب وصلابته وقدرته على حشد الطاقات والقدرات التي يمتلكها العراق خلف القيادة التاريخية هي التي  مكنت العراق من تحقيق النصر العظيم واجبار القيادة الإيرانية على قبول قرار مجلس الأمن الدولي المرقم (598) ومن ثم تجرع كأس السم في القبول بإنهاء الحرب وإعلان النصر النهائي للعراق، وإن هذه الدروس العظيمة تتطلب من أبناء شعبنا الاستفادة منها والسير على  خطاها لتحرير بلادنا من الاحتلال الأمريكي والفارسي، والخلاص من توابع قوات الاحتلال من العملاء والخونة ومن الذين ملأوا أرض العراق فساداً وخراباً وتدميراً للقيم والأعراف التي تربى عليها شعب العراق بقومياته ودياناته وأطيافه ومكوناته  كافة ، وإن النصر العظيم سيكتب بإذن الله للعراقيين الأبطال الصابرين والمرابطين ومنه نستمد العون والتوفيق.

المجد والفخار والرحمة لشهداء العراق الميامين الذين كان لهد الدور الأبرز في تحقيق الانتصار التاريخي ضد الغزاة والطامعين في أرض العراق.

التقدير العالي والاحترام مقروناً بالعرفان إلى بطل القادسية والتي اقترنت الانتصارات باسمه الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله ورفاقه الميامين في القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة.

والتحية والتقدير والعرفان إلى قادة وأبطال ملاحم القادسية المجيدة ضباطاً ومراتب ومساندين من مختلف الصنوف والمسميات.

عاش جيش العراق الجسور وقواتنا المسلحة الباسلة صاحبة السفر المجيد، وعاش رجالها الغر الميامين.

تحية إلى شعبنا العراقي العظيم من أقصى شماله إلى أقصى الجنوب.

والمحبة والتقدير والاعتزاز لكل من آمن بالعراق العظيم واحداً موحداً مستقلاً.

القيادة العامة للقوات المسلحة

بغداد المنصورة بإذن الله

8 /8 / 2023

بيان قيادة قطر العراق في الذكرى 32 ليوم الأيام -8 آب 1988

بسم الله الرحمن الرحيم

{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}

صدق الله العظيم

   يحتفل شعب العراق العظيم اليوم بالذكرى الثانية والثلاثين لصدور بيان البيانات في يوم الأيام، الثامن من آب عام ١٩٨٨ والذي زف لأمتنا العربية وللإنسانية المؤمنة بالحرية والاستقلال والكرامة انتصار العراق على العدوان الإيراني الذي خطط له ونفذه خميني لغرض اسقاط الدولة واحتلال العراق في خطوة استراتيجية أولى لإقامة دولة الولي الفقيه الفارسية على أرض العراق وانطلاقاً منه إلى باقي أجزاء الوطن العربي.

 ذلك الانتصار التاريخي الذي توج بوصف خميني موافقته وكأنها شرب كؤوس السم الزعاف لأنها موافقة أرغمته على إيقاف وعنجهيته ومكابرته الجوفاء التي أدام بها زمن الحرب إلى ثمان سنوات متوهماً أن هذه الإطالة كفيلة بإنهاك العراق واسقاط قدرات شعبه الدفاعية وهزيمة قواته المسلحة البطلة.

يا أبناء شعبنا العراقي العظيم ويا جماهير أمتنا العربية المجيدة

لقد بدأ خميني ونظامه عدوانه على العراق فور تسلمه زمام سلطة إيران عام ١٩٧٩ بانياً خططه وتصوراته على أوهام خاسئة وحسابات خطلة، حين ظن أن جزءاً من شعب العراق ممكن أن يكون حصته تحت ظلاله المذهبية البغيضة، وأن تشكيلات الأحزاب والأذرع العسكرية التي بنتها إيران كطابور خامس ستكون قادرة على زعزعة أمن العراق بأعمالها الإرهابية المعروفة والمتمثلة بالاغتيالات الغادرة والتفجيرات الاجرامية، ثم طور عدوانه تدريجياً ليحتل أراض عراقية وشن هجمات بالمدفعية بعيدة المدى على القرى الآمنة وقصفها بالطائرات المقاتلة.

وبعد أن صبر العراق صبر الحليم المقتدر وقدم مئات الاحتجاجات والوثائق للأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وبعد أن تمادى خميني ونظامه في الوهم والظنون الخائبة، أقدم جيش العراق الباسل وقيادة الدولة والحزب التاريخية الفذة، على تصميم رد صاعق مزلزل نزل على رأس خميني وخططه الاجرامية منزل الصدمة المدمرة ووضعه أمام حقيقته الخائبة، فكسر وعنجهيته الهشة وبين له وللعالم بوضوح لا لبس فيه أن العراق يقف شامخاً وقادراً على حماية سيادته وأمن شعبه وخياراته الوطنية والقومية.

فانتفض جيش العراق الأبي الذي لم ينكسر يوماً في سفره الوطني والقومي الخالد وعبر سني كفاحه المسلح ضد المعتدين والطامعين بأرض العراق وأرض العرب، متصدياً للعدوان ومحققاً الانتصارات الباهرة في أشرس حروب العرب في العصر الحديث.

لقد كانت اسس الاقتدار العراقي الممهور بالتضحيات الجسيمة هي الايمان بالحق في الدفاع عن الوطن. وكانت نتيجة طبيعة لثقة الشعب بالقيادة وبما أنجزته له قبل واثناء عدوان خميني من عز ورفاهية. فصنع العراق النصر وثبت أركانه بقوة تفاعل غير مسبوق بين الشعب والقوات المسلحة وحزب البعث العربي الاشتراكي المزروع عقيدة وطنية وقومية مقدسة في كل بيت عراقي.

يا ثوار تشرين الشجعان وأبناء العراق المنتصر دوماً بعون الله

بعد أن حقق العراق أهداف الرد الحاسم المقتدر والذي أثبت للقاصي والداني ان العراق ليس جداراً واطئاً يعبره خميني أو غيره، وبعد أن رد جيش وشعب العراق العدوان وحقق اهدافه الوطنية والقومية، بادر فورا الى انهاء العمليات العسكرية، والمطالبة بعودة البلدين الى علاقات جيرة طبيعية تحترم خيارات الشعبين واستقلالهما وسيادتهما. الا ان خميني رفض وأصر على استمرار الحرب لثمان سنوات مما يحمله شرعا وقانونا أمام الله ثم الانسانية خسائر إيران الفادحة كما يتحمل وزر تضحيات العراق التي قدمها خلال معارك دفاعية شرسة كان خميني يجند فيها الالاف من الاطفال والشباب الايرانيين رامياً بهم في اتون المعارك فحملهم حقده وساديته الى الانتحار على دفاعات العراق الحصينة.

فاجهز جيش العراق وشعبه على المعتدي في معارك وصولات جسورة خالدة اسقطت العدو مترنحا منكفئا خاسئا لا يرى في أفق روحه الدموية سوى تجرع سم القبول بوقف الحرب وموت أحلامه العدوانية.

يا أبناء العروبة التي تنتظر نصر تحرير العراق

لقد أنجزت الأمة في هذا النصر العظيم دفعة واحدة مهمة عبور الانكسارات والهزائم والعجز، واجتازت بكفاءة هنات وعثرات تمكين الشعب من لعب دوره الحاسم في صناعة حاضره ومستقبله من أجل نقل الأمة إلى عصر مجدها الموعود.

إن من صنع نصر الثامن من آب عام ١٩٨٨ الذي تكاتفت فيه بشكل غير مسبوق القيادة والشعب والقوات المسلحة والجيش الشعبي البطل ورفاقكم في حزب البعث العربي الاشتراكي هم من أوقع بأميركا وحلفها الذين غزوا العراق سنة ٢٠٠٣ خسائر فادحة صدمت أميركا ومن معها وخسفت بها أرض العراق حتى أجبرتها على الفرار من العراق سنة ٢٠١١، وهم من ثاروا في مدن العراق العصية الغربية والشمالية وهم من تحمل عدوان الحشد الصفوي وداعش المجرمة وهم من يثورون الآن في ثورة تشرين السلمية وأهدافها الوطنية النبيلة في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب البطلة التي تجبر مرتزقة إيران وأذرعها المحتلة للعراق على الوقوف مجدداً أمام حقيقة شعبنا الرافضة للطائفية وللغزو الإيراني لبلادنا والتي ستستمر مشتعلة متصاعدة حتى انجاز تحرير العراق بعون الله .

 

  • تحية الاعتزاز والاكبار لشهداء قادسية العرب الثانية وشهداء العراق والأمة يتقدمهم شهيد الحج الأكبر صدام حسين.
  • تحية المحبة والوفاء والولاء لقائد البعث والمقاومة القائد العام للقوات المسلحة الرفيق المجاهد عزة إبراهيم وهو يقود معارك تحرير العراق.
  • تحية لجيش العراق الذي انتصر في الثامن من آب، جيش الأمة العربية الذي سيبقى المدد لكل العرب بعقيدته الراسخة وتاريخه العريق.
  • تحية لشعب العراق الذي صنع أعظم نصر للعرب في تاريخهم الحديث والمعاصر
  • الله أكبر والنصر للعراق ولأمتنا العربية المجيدة في فلسطين والأحواز وسوريا ولبنان واليمن وليبيا وفي كل بقعة تناضل من أجل نيل حريتها وحقها في الحياة والنهضة والتقدم.

قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي

في الثامن من اب ٢٠٢٠

بيان قيادة قطر العراق في الذكرى السنوية الأولى لرحيل الرفيق المناضل عبد الصمد الغريري عضو القيادتين القومية والقطرية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

{ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا }

صدق الله العظيم

 

بيان قيادة قطر العراق في الذكرى السنوية الأولى

لرحيل الرفيق المناضل عبد الصمد الغريري عضو القيادتين القومية والقطرية

 

تحلُّ علينا الذكرى السنوية الأولى لرحيل قائد بعثي ومناضل عروبي، اتسمت حياته بالتضحية والوفاء والإخلاص للعراق والأمة ولبعثه العظيم، إنها ذكرى رحيل الرفيق المناضل عبد الصمد الغريري (أبا زيد)، عضو القيادتين القومية والقطرية الذي رحل متوجاً مسيرة نضالية حافلة بالعطاء والتضحية.

إننا في هذه الذكرى نرى أن أيام بغداد الحزينة تفتقد مناضلاً صلباً، كان يرسلُ طيبه إلى كل عارفيه، أعطى العراق والبعث والأمة وأجزل في العطاء، تفتقد مناضلاً غادرنا على حين غفلة من الزمن، تاركاً غصة في نفوس رفاقه وعارفيه لا يقهرها سوى الإيمان بالله والقبول بقضائه.

كان الرفيق عبد الصمد الغريري مناضلاً لم نره في ساحات النضال إلا بيرقاً مرفرفاً في طليعة المجاهدين الداعين لتحرير العراق من براثن الاحتلال المركب الأمريكي الصفوي.

إن القائد المناضل أبا زيد عرفته كل الساحات، ساحات الجهاد والمقاومة ضد الفرس المجوس، وساحات العمل النضالي الحزبي في وقتٍ من أكثر الأوقات صعوبة وظلمة، وأنجز ما كلف به من مهمات من قبل الرفيق الأمين العام عزة إبراهيم رحمه الله بصدق وأمانة بعد أن كلفه بهذه المسؤولية لما عرفه منه من إخلاص لحزبه وقائده.

نستذكرُ في هذه الذكرى قائداً مناضلاً ودوداً لا تفارق الابتسامة شفتيه، يستمع لمحدثيه بهدوء واهتمام، ويُحدث مستمعيه بثقة ودقة، وخلال كل هذا وذاك كانت علامات التفاؤل بغد أفضل ترتسم على محياه.

كما كان الرفيق عبد الصمد الغريري مناضلاً شجاعاً عانى الكثير دون أن يفصح، وكان الجميع يشعر بقوة صموده وتصديه وتجاوزه للمحن والصعاب يدرك أن النصر حليف العراق والأمة مهما طال الزمن واشتدت المحن وكثرت التضحيات.

 

أيها الرفاق، أيها البعثيون الغيارى:

لقد كان فِراق الرفيق عبد الصمد الغريري (أبا زيد)، لحزبه وعراقه وأمته العربية وهم بأشد الحاجة لمناضلين أشداء أوفياء في ظروف قاسية كالتي تعيشها أمتنا العربية وخاصة عراق العروبة والمجد والسؤدد، عراق القادسية الثانية، وعراق الشهداء والمناضلين والقياديين الأفذاذ الذين احتضنتهم ثراه الطاهرة من القائد المؤسس الأستاذ أحمد ميشيل عفلق، إلى شهيد الحج الأكبر القائد صدام حسين، والأمين العام للحزب، وقائد الجهاد والتحرير الشهيد الرفيق عزة إبراهيم وكل قياديي الحزب ومناضليه، وكل من قضى مدافعاً عن عروبة العراق ووحدته وحريته.

لقد كان الرفيق المناضل عبد الصمد الغريري من الرفاق الذين افتقدهم البعث، كما افتقده رفاقه في مختلف مواقع القيادة، ولكنه ورغم الرحيل الأبدي سيبقى حياً في وجدان رفاقه والذاكرة العراقية الحية، وهو الذي بقي ملتصقاً بقضاياها، التصاقاً حميمياً حتى اللحظات الأخيرة من حياته.

 

أيها الرفاق:

إن قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي وهي تستذكر ذكرى رحيل الرفيق المناضل عبد الصمد الغريري ، فإنها تستذكر معها الوفاء والإخلاص والثبات الذي تميز بهم الرفيق الراحل، وتعاهد روحه الطاهرة الشريفة وكل الذين ساروا على درب النضال والمقاومة وقضوا شهداء ولاقوا وجه ربهم، بأن الحزب ورفاق ومحبي الراحل سيبقون على العهد النضالي الذي التزم به فقيدنا الغالي، ونجدد عهد مواصلة المسيرة النضالية لتحرير العراق وفلسطين وكل أرض عربية محتلة لإنهاء كل أشكال الاستلاب القومي والاجتماعي الذي تعاني منه الأمة، وصولاً إلى تحقيق أهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية.

لروح رفيقنا المناضل عبد الصمد الغريري الرحمة والمغفرة، ونسأل الله تعالى أن يسكنه فسيح جنانه بجانب الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا.

 

قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي

بغداد في 15 تشرين ثاني 2021

بيان قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي في الذكرى الأولى لاستشهاد القائد المجاهد عزة إبراهيم

بسم الله الرحمن الرحيم

{مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}

 صدق الله العظيم

 

يا أبناء عراقنا العظيم

يا أبناء أمتنا العربية المجيدة

أيها الرفاق القابضون على الجمر الثابتون على شرف الموقف:

 

تمر على البعثيين وعلى أبناء العراق والأمة العربية والشرفاء في الإنسانية، اليوم، الذكرى الأولى لاستشهاد القائد المجاهد عزة إبراهيم الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي الذي ارتقت روحه الطاهرة إلى بارئها جَلَّ في علاه في مثل هذا اليوم الخامس والعشرين من تشرين الأول عام 2020.

 

وإننا إذ نحيي هذه الذكرى على ما فيها من ألمٍ وحزنٍ عظيمين لفقده الكبير، فإننا نستذكر تاريخ رجلٍ عرفته كل الساحات، عرفته ساحات العمل النضالي منذ شبابه، وساحات العمل السياسي الذي أثبت فيه قدرةً وحنكةً وصلابةً في مواجهة التحديات والصعوبات، كما نستذكرُ تاريخه النضالي المقاوم المشَرِّف في مواجهة الغزو الأمريكي ومن تحالف معهم، وثباته في ساحات الوغى منذ الدقيقة الأولى لدخول قوات الغزو إلى العراق، نستذكر وقفة رجلٍ شجاعٍ وقائدٍ مقدام تحدى المحتلين والعملاء، وبقي ثابتاً راسخاً فوق ثرى العراق، فكان نموذجاً بهياً ناصعاً للشجاعة والثبات على المبادئ.

أيها الرفاق الأباة الشرفاء

أيها الشعب العظيم

 

في كل حقبة مفصلية تمر بها أمتنا العربية المجاهدة يهبها الله رجالاً أفذاذاً وقادة عظام، يخوضون غمار المعارك والتحديات والبناء بإيمان وصدق وشجاعة فيغلبون بأمر الله، ثم بتضحياتهم الغالية، ويخرجون الأمة من اليَمِّ وينتقلون بها إلى حقب جديدة فيها من الإيجابيات والحياة الكريمة ما يعز العرب ويديم عطاءهم للإنسانية ولِذَاتِهم المستهدفة بالعدوان الظالم، والرفيق القائد عزة إبراهيم هو واحد من هؤلاء القادة العباقرة الأفذاذ الذين انتموا لقضايا الأمة وإلى حقوق شعبها، فانصهر فيها وحمل الرسالة في وقت ما كان لأحد غيره أن يقدر على حملها، ومن اصطفاهم الله ليتربعوا على عروش المجد المؤثل والبطولات الفريدة.

 

ولعل المفارقة الكبيرة التي شهدها عراق الحضارات وشعبه الأبي هي أن يكون حزب البعث العربي الاشتراكي هو حزب الرجال الرساليين الذين تصدوا للعدوان على العراق، وهو عدوان بدأ مع تسلم البعث لسدة الحكم وتطبيقه لمبادئه القومية الوحدوية ولبرنامجه الثوري الذي غير به وجه العراق وانتقل به إلى ضفاف التطور والتقدم العلمي والصناعي والزراعي وبناء الإنسان حيث كان القائد المجاهد عزة إبراهيم أحد أركانه الكبار، وأن تقع حلبة الصراع على أرض العراق بين الإيمان كله ممثلاً بشعب العراق وبرجال وماجدات البعث وبين الكفر والشرك وباعة الشرف وعديمي الإنسانية والمروءة من جهة أخرى.

 

وهنا برزت البطولة كلها ممثلة برفاق البعث يتقدمهم قادته التاريخيون صدام حسين لصدارة الفعل في ظروف معينة معروفة، وعزة إبراهيم لقيادة الحزب وجبهة الجهاد والتحرير في ظروف مختلفة تماماً، وكان القائد عزة إبراهيم فارسها المغوار الجسور وربان سفينتها المؤمن المفكر المدبر وبما يحق لنا وصفه بأنه قائد فريد من نوعه وطرازه.

 

يا رفاق الدرب الذي لا رجعة عنه:

 

لقد حمل الرفيق القائد عزة إبراهيم خصالَ وسماتَ الرجل البعثي الرسالي كلها، وتمثل فكر البعث ورسالة الأمة ومبادئها بثبات الجبال الراسيات وجعل المحال تحصيلاً حاصلاً، وجعل النائي البعيد وكأنه في متناول أهل العزم الرافعين راية الوطن ولا راية غيرها، والقاطنين في ضفاف الشرف والعفة والمروءة ولا ضفاف غيرها، والقابضين على جمر الصعاب ولا خيار لهم غير النصر بالشهادة بتقديم الأرواح أو النصر بفتح مبين تشرق به شمس الحرية والخلاص على وطن الحرية ومنبت الحضارات.

 

إن طريق البعث كان شاقاً عسيراً قبل غزو العراق واحتلاله، وصار أصعب وأعسر، بل تعمد بالدم الطهور وبالقهر والمعاناة العصية على الوصف بعد الغزو والاحتلال وتسليط الرعاع من الخونة والجواسيس والمرتزقة عديمي الشرف.

 

وقد كان من بين أعظم إنجازات صاحب الذكرى العطرة أنه قد رسم طريق الرجال الرساليين لمن يقدر على الثبات في السير فيه مترفعاً عن حاجات الدنيا منتمياً إلى خلود الرسالة والوطن والأمة وبين من تهزهم الريح التي لا تهز حتى سيقان الحنطة والشعير وتحركهم الأهواء والمصالح الطالعة من نفوس صَغُرت أمام كبار الأحداث وسقطت مغشياً عليها أمام عظيم المواجهة والمهام، فعصفت بها الأهواء وتلاعبت بها عواصف النفوس الضعيفة ، ومن إنجازاته الخالدة أنه عرف رجاله فجعلهم قادة يرممون ما هدمته الأقدار الطاغية الظالمة، ويبنون ما أسقطته طاقات وتكنولوجيا الساقطين في العالم السفلي وفي رداءة الذات، وأَشَّر بوضوح واقتدار على المهزوزين القابعين بعيداً عن عصف الأحداث ولا يرون من المشهد إلا ما تراه عيون غيرهم ولا يتنفسون روائح التراب والبارود فصاروا مشاريع للردة والتساقط .

 

يا رفاق البعث المتشبثين بعروة الأمة:

 

لقد تصرف الرفيق شهيد الصبر والمطاولة مع مهمات الحزب والجهاد لتحرير العراق بأدوات ووسائل حاذقة لا يمتلكها إلا الذين اصطفاهم الله للمهمات التاريخية، حيث غلب بعون من الله العسيرَ فصار يبدو يسيراً ممكناً، وجعل من الواقع البعيد عن البصر والأبصار قريباً تراه العيون المبصرة والأرواح المتفائلة، وجعل من العصي على التحقق متاحاً تطاله يد المجاهدين المؤمنين الصابرين، فأدار شؤون الحزب الشائكة المعقدة بل والمستحيلة في العراق المحتل الذي فرضت فيه على الحزب ظروفاً لم تفرض ولم يواجهها حزب في العالم كله من قبل ولا نظن أن التاريخ اللاحق سيشهد لعدوانية وحقد أعداء البعث شبيه ولا مثيل. حيث اشتغل البعث لإعادة بنائه التنظيمي وتوسيع قواعده وتخطي الحظر الدستوري والاجتثاث الجسدي وظروف الملاحقة الوحشية داخل العراق وخارجه، ونجح في ذلك نجاحاً باهراً يسعد الأحرار ويغيض تجار الموت والعمالة والارتزاق ونجح الحزب بقيادة الرفيق الراحل الحاضر في قيادة أعظم مقاومة تحرر وطني عرفها تاريخ الشعوب، وفي خضم هذا الجهاد والنضال الأسطوري قاد الرفيق القائد عزة إبراهيم القيادة القومية بكفاءة يعجز عنها من تتوفر لهم المكاتب ووسائل الاتصال والسفر والحرية والأمان والصحة التي كان الرجل المؤمن الفذ يفتقدها كلاً أو جزءاً. 

 

 

 

 

 

يا أبناء شعبنا العراقي العظيم

يا أبناء أمتنا العربية المجيدة

 

كانت الطاقة الكامنة في شخص الرفيق الغالي أبا أحمد من ولادات البعث الفريدة في الشخصية العربية المسلمة المؤمنة، وكانت حيويته ومرونته وروحه السمحة والمحبة وعقله الراجح وذكاؤه الخارق وتدابيره القيادية المقتدرة حاضرة في قرارات إدارة قيادة قطر العراق والمقاومة، وخاصة في ممارسات تعويض الفقد البشري في أعضاء القيادة والكادر، وسيسجل تاريخ البعث قدرات قيادة قطر العراق في تهيئة القادة البدلاء لرفاق يستشهدون وآخرون يعتقلون ويغيبون دون أن تتأثر لا مسيرة الحزب التنظيمية المتصاعدة المتجاوزة لكل اخفاقات وعثرات الماضي ولا فعاليات الجهاد ضد الاحتلال وأعوانه.

 

وفي مجال الفكر وإثراء عقيدة البعث يسجل للرفيق القائد عزة رحمة الله تغشاه الكثير والكثير رغم قساوة الظروف وملاحقة مخابرات دول العدوان وسلطتهم الخائنة وميليشياتها وأحزابها، فله يعود الفضل في رفع المعنويات وترميم الانكسارات الخطيرة عبر تواصله المباشر مع رفاقه داخل العراق وخارجه والبيانات والرسائل التي كانت لغة عظيمة واسعة ثرية أحاطت بشؤون العراق والعرب والعالم فضلاً عن شؤون الحزب الداخلية والقومية وفي الشتات إحاطة كبيرة وشاملة.

ويسجل للرفيق القائد عزة معرفته الدقيقة والواسعة والتفصيلية برفاقه وبفعالياتهم وأنشطتهم الجهادية والنضالية والإعلامية وفي مختلف الساحات.

 

يا رفاق البعث المخلصين الغيارى:

 

ننتهز هذه الذكرى المؤلمة لنصنع منها ومن سيرة صاحبها الحافلة العطرة روحاً تضاف إلى روح البعث والبعثيين، وتصميماً وتحدياً جديداً لإدامة زخم جهاد البعث ونضاله وتمسكه بثوابته القومية في فلسطين والأحواز والخليج والجولان وكل أرض عربية محتلة ومغتصبة.

 

يا أبناء عراقنا العظيم

يا أحرار الأمة العربية العظيمة

 

تتزامن الذكرى السنوية الأولى لفقيد الحزب والعراق والأمة العربية الذي رحل ثابتاً صامداً فوق أرض العراق يواجه المعتدين والغزاة، مع يوم الخامس والعشرين من تشرين الأول، موعد تجدد وتصاعد ثورة تشرين البطلة التي تواجه ذات المعتدين والغزاة والمحتلين والعملاء، فإن هذا التزامن إنما يعبر عن تلاحم نضالي مشرف بين السيرة النضالية والجهادية الناصعة للشهيد الرفيق الأمين العام التي سخرها لخدمة قضايا نضال وطنه وأمته، وبين نضال وثبات شباب العراق في ساحات العز والكرامة، مما يعطي لهذه المناسبة بعداً وطنياً نضالياً جهادياً مشرف.

 

إن شعب العراق البطل يستحضر الأيام الأولى لثورة شبابه المنتفض ضد الارتهان وانتهاك السيادة الوطنية، وضد منظومة الفساد السياسي والإداري والاقتصادي وتسلط القوى الميليشياوية على كل مفاصل السلطة ومرجعياتها العسكرية والأمنية التي يناط بها قمع الانتفاضة الشعبية تنفيذاً لإملاءات النظام الإيراني المجرم الذي يسعى لتثبيت إمساكه بوضع العراق بعدما اهتزت ركائزه تحت ضغط الحراك الشعبي الذي غصت به الميادين والساحات في بغداد وكل مدن العراق وخاصة في الجنوب والفرات الأوسط، وهو يصدح (إيران بره بره ، بغداد تبقى حرة).

 

إن الحراك الشعبي الثوري الذي يتعرض للقمع في بغداد والمحافظات الأخرى، تنطلقُ جماهيره مجددة انتفاضتها وثورتها لتؤكد أن انتفاضة وثورة تشرين ماضية على أرضية الموقف الوطني الذي برزت معطياته وتراكمت بالفعل النضالي الذي انخرطت فيه القُوى المقاومة ضد الاحتلال الأميركي والتغول الإيراني وكل ما أفرزه الغزو والاحتلال والتغول من جرائم سياسية واجتماعية ونهب لثروة العراق الوطنية.

 

إن هذا الفعل المقاوم الذي تقوم به ثورة تشرين المباركة والذي لعب دوراً أساسياً في انضاج وعي الجماهير والتي عبرت من خلاله عن تجذر انتمائها الوطني، كان للشهيد القائد المجاهد الأمين العام للحزب عزة إبراهيم شرف حمل رايته والاستمرار به بعد استشهاد رفيق دربه القائد صدام حسين، وإن الشهداء الذين ضحوا وهم يواجهون الاحتلال الأميركي والتغول الإيراني، وشهداء ثورة تشرين الذين استشهدوا وهم يواجهون بالصدور العارية واللحم الحي سلاح المليشيات الطائفية التي تنفذ أجندة الولي الفقيه الفارسي، هؤلاء الشهداء يؤكدون صوابية نهجهم ووحدة مسارهم في مواجهة الأعداء.

 

ومع مرور الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد المؤمن عزة إبراهيم ما زلنا نرى ونلمس استمرار الاحتلال الإيراني الفارسي تحت خيمة الاحتلال الأمريكي للعراق، حيث تهيمن إيران على القرار السياسي فيه وعلى اقتصاده وثرواته وتعمل على تحويله إلى سوق لمنتجاتها، وتحريك المليشيات المجرمة لإنجاز عمليات تمزيق المجتمع العراقي عبر ممارسات طائفية مقيتة وعمليات إبادة وجرائم اعتقالات مليونية وتعذيب وتهجير ونزوح من خلال ممارسات متفردة في ظلمها وطغيانها وإجرامها.

 

ولقد أيقن شباب وثوار العراق الأبطال أن وطنهم وصل إلى حافة الهاوية بفعل الاحتلال المركب الأمريكي-الإيراني وعملائهما وأدواتهما، فتنادوا بروحٍ وطنيةٍ عالية لإنقاذ الوطن، فكانت ثورة تشرين الثمرة المباركة التي أثبت الشعب العراقي من خلالها أنه شعبٌ حيٌّ لا يمكن لأي قوة غازية محتلة أن تقضي عليه، فخرج في مواجهة العملية السياسية الاحتلالية ومحركيها في أمريكا وإيران كما خرج أبطال العراق يتقدمهم بعثنا العظيم لمواجهة جيوش الغزو الأمريكي البريطاني الصهيوني عبر مقاومته الباسلة.

 

وما زلنا نذكر ما قاله الشهيد رحمه الله عن هؤلاء الشباب:” صوت ابن البصــــرة في حـراكه ومظاهراته هو نفس صــوت ابـن نينوى وصوت ابن الأنبــار، ورأيـه وموقفه هو نفس رأي وموقـــف ابن النجف وكـربلاء، ولا يوجــد في الدنيا شعب أكــثر تمسكاً بوطنيته وقوميته من شــعب قدم مليونين ونصف المليون شـــهيد دفاعاً عن وطنه وعروبته ووحدته ووحدة أرضه”

 

نعاهدُ روحَ صاحب الذكرى الطاهرة وأرواح شهداء البعث وفي مقدمتهم الرفيق الأمين العام للحزب الرئيس القائد صدام حسين على الوفاء لقسم الانتماء والولاء، قسم الرجولة والغيرة والشرف، وأن نبقى مشاريعاً للشهادة والعطاء والتضحيات حتى نحرر العراق ونعيد عجلة حركة الثورة العربية في التحرير والحرية والوحدة والاشتراكية من خلال بعث الحياة وسبل الارتقاء بحراك الأمة القومي المقدس.

 

 

أيها الرفاق

أيها الشعب العراقي العظيم

يا أبناء أمتنا العربية المجيدة

 

إن حزبنا المناضل، حزب البعث العربي الاشتراكي، إذ يستحضر في ذكرى رحيل رفيقنا العزيز شهيد الثبات على المبادئ وشرف الموقف والمقاومة الأمين العام للحزب والقائد الأعلى للجهاد والتحرير الرفيق القائد عزة إبراهيم دماءَ شهداء العراق الأبرار الطاهرين، يتقدمهم شهيد الحج الأكبر الرفيق الأمين العام للحزب صدام حسين ورفاقنا أعضاء القيادتين القومية والقطرية وشهداء البعث من الكادر والأعضاء والأنصار والمؤيدين والأصدقاء، رحمهم الله تعالى وأسكنهم فسيح جناته، ومن غادرونا وهم يمسكون ويقبضون على جمر الصبر والثبات في ديار الغربة والنزوح والتهجير القسري، فإنه يؤكد ثباته في مسيرة تحرير العراق واستقلاله بكل السبل المتاحة وثباته في قيادة جهاد ونضال شعبنا ضد الاحتلالين الأمريكي والإيراني، وضد العملية السياسية العميلة التي أنتجها الاحتلال البغيض حتى يتحقق النصر بالتحرير الكامل من أية هيمنة اجنبية، وإنتاج عملية ديمقراطية تعددية وطنية حقيقية ويعود أحرار العراق لإدارة وطنهم وتحقيق نهضته ورفعته.

 

المجد والخلود لشهداء البعث، وشهداء العراق والأمة العربية المجيدة، يتقدمهم شهيد الحج الأكبر القائد صدام حسين ورفيق دربه شهيد الصبر والمطاولة القائد عزة إبراهيم، رحمهما الله.

تحية فخر واعتزاز لشباب ثورة تشرين الأبطال الذين قطعوا على أنفسهم عهد الوفاء والولاء للعراق، والعز والنصر المؤكد للعراق وشعبه.

وعهداً لدماء شهدائنا أن تستمر المقاومة روحاً وفعلاً ومنهجاً حتى الاستقلال الناجز.

 

قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي

بغداد / 24-10-2021

القيادة القومية: في ذكرى النكبة، فلسطين تستعيد هويتها الوطنية

القيادة القومية: في ذكرى النكبة، فلسطين تستعيد هويتها الوطنية

أكدت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي أن القضية الفلسطينية كانت وستبقى قضية مركزية للأمة وأن مرور الزمن لن يسقطها من وجدان أمتها، وأن فلسطين تستعيد هويتها الوطنية بالنضال على أرضية الموقف المقاوم للاحتلال. جاء ذلك في بيان للقيادة القومية للحزب في الذكرى الـ ٧٤ للنكبة فيما يلي نصه:

تحل الذكرى الرابعة والسبعون للنكبة القومية التي حلت بالأمة العربية في فلسطين، والصراع العربي – الصهيوني ما زال محتدماً على أرضها، وهو يسجل تطوراً نوعياً من طرفيه المباشرين، الاحتلال من ناحية ومقاومة جماهير فلسطين من ناحية ثانية. وإذا كان التطور النوعي لدى العدو يتجسد في تمادي سلوكه الفاشي والعنصري وانتهاكه لكل المواثيق الدولية التي تضمن حقوق الشعوب الواقعة الاحتلال ، فإن التطور النوعي الذي طرأ على مسار النضال الوطني الفلسطيني ،هو شمول المقاومة الشعبية بكل تعبيراتها الكفاحية كل أرض فلسطين التاريخية ، من العمليات البطولية التي تنفذ في داخل الأراضي التي تنفذ على طول الساحل الفلسطيني وفي قلب العصب الاقتصادي الصهيوني إلى المشاركة الشعبية من عمق الداخل الفلسطيني في معارك المواجهات المستمرة وشبه اليومية للدفاع عن الأقصى وحرمه ،وفي التصدي البطولي للمستوطنين الصهاينة الذي يحاولون اقتحام الأقصى تحت حماية قوات الأمن الصهيوني .

إن اتساع دائرة المقاومة الشعبية وتنفيذ ضرباتها في ما يعتبره العدو مناطق آمنه أفقد صوابه ، وجعله يرفع منسوب عنفه من تدمير البيوت وتشريد أهلها، إلى المداهمات التي ينفذها ضد المخيمات والأحياء السكنية بذريعة البحث عن مقاومين ، إلى الاعتقالات الواسعة وارتكاب جرائم القتل الموصوفة والتي كانت جريمة اغتيال مراسلة الجزيرة المناضلة شيرين أبو عاقلة في جنين واحدة من العمليات الإجرامية التي أثبتت أن عدواً يغتصب أرضاً ويدمر مدنها وقراها ويهجر سكانها ، هو عدو لا يقيم أيَّ اعتباراتٍ لحقوق الإنسان ،وهذا ليس غريباً عن طبيعته العنصرية وهذا ما دأب عليه منذ بدأ الغزو الاستيطاني قبل ما يزيد عن قرن من الزمن واستمر برعاية استعمارية بلغت ذروة عدوانها على فلسطين والأمة العربية يوم أقامت الحركة الصهيونية لكيانها الاستيطاني قبل ٧٤ سنة على أرض فلسطين تنفيذاً لبروتوكولات حكماء صهيون، وتوصيات مؤتمر بازل نهاية القرن التاسع عشر ، ومقررات مؤتمر كامبل بانرمان ،ووعد بلفور وتوسعت إلى أراضٍ عربية أخرى عقب حرب الخامس من حزيران ، وهي اليوم تحقق اختراقاً للعمق القومي العربي من خلال اتفاقيات التطبيع مع العديد من الانظمة العربية استجابة للإملاآت الأميركية في اطار ما انطوت عليه صفقة القرن من رؤية لحل ما يسمى بأزمة الشرق الأوسط حسب التوصيف الصهيو – استعماري للصراع العربي – الصهيوني.

إن القيادة القومية لحزب البعث الاشتراكي ، وفي الوقت الذي توجه فيه التحية للمقاومين الأبطال في الأرض المحتلة وتكبر بجماهير فلسطين صمودها وتضحياتها ،ترى أن تشبث شعب فلسطين بأرضه ورفع منسوب مواجهته بكل الامكانات المتاحة ، هو الرد الطبيعي على محاولات العدو اقتلاع هذا الشعب من أرضه وتهجيره عبر” ترانسفير” جديد في استحضار لمشهديات سابقة كما التي حصلت قبل الإعلان الرسمي لاغتصاب فلسطين عند ارتكاب العصابات الصهيونية لمجازرها بحق شعب فلسطين ومن بعدها ما حصل في كفر قاسم ودير ياسين على سبيل المثال لا الحصر.

إن هذا الصمود الشعبي الذي تبديه جماهير شعبنا في الأرض المحتلة رغم الظروف الاقتصادية والشعبية الصعبة، ورغم المحاصرة المالية من أنظمة النظام الرسمي العربي وربط تقديمها للمساعدات بالحصول على تنازلات سياسية خدمة لمسار التطبيع ، هو اثبات على أن أمتنا العربية تختزن بذاتها كل مقومات الصمود والانبعاث المتجدد، وأن القضية الفلسطينية التي تشكل قضية مركزية للأمة لن تسقط بمرور الزمن ، وأن الذي تعيشه فلسطين الواقعة برمتها تحت الاحتلال هي تأكيد بالحس والملموس لمقولة القائد المؤسس الرفيق ميشيل عفلق بأن أمتنا موجودة حيث يحمل أبناؤها السلاح ويمارسون الكفاح بكل أشكاله وهو الذي بلغ ارتقى تجلياته في تعبيرات المقاومة الشعبية ضد الاحتلال والذي أبرزت الأمة مثيلاً له في مقاومة شعب العراق عبر مقاومته الوطنية ضد الاحتلال الأميركي واستمرت فعالياتها في مشهديات الانتفاضة الشعبية ضد الاحتلال الإيراني وتغوله في مفاصل الحياة العراقية وفي المقاومة العربية لكل أرض عربية محتلة أياً كانت هوية دولة الاحتلال أو جنسيته.

إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي التي تعتبر أن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة، ترى أن تصعيد الكفاح الشعبي هو السبيل الوحيد لتحرير الأرض واستعادة الحقوق الوطنية والقومية المغتصبة. وهذا ما بقدر ما يتطلب ارتقاء في أساليب المواجهة، فإنه يتطلب وبدرجة أولى، وحدة وطنية فلسطينية تجمع كل الطيف السياسي الوطني على أرضية مشروع مقاوم متوجه نحو التحرير ويكون على درجة عالية من الحصانة السياسية لحماية المقاومة من الانزلاق إلى الصراعات الفئوية وتقديم الصراع على سلطة وهمية على الصراع مع العدو الذي يمضي قدماً لفرص الصهينة على كل مناحي الحياة في فلسطين المحتلة. كما أن هذه الوحدة تشكل حصانة للموقف الوطني الفلسطيني من محاولات أطراف إقليمية وخاصة النظام الإيراني الذي يتدخل بالشأن الفلسطيني لمجرد الاستثمار السياسي خدمة لمشاريع تستهدف الأمن القومي العربي، مستفيداً من الانقسام السياسي في الساحة الفلسطينية والتخاذل الرسمي العربي بسبب الانكشاف القومي الحاصل من جراء العدوان على العراق واحتلاله واسقاط نظامه الوطني الذي كان يشكل سنداً لقوى الثورة الفلسطينية ورافعة للمشروع القومي العربي ذي الأبعاد الوحدوية.

في هذه المناسبة التي يحييها العدو الصهيوني باعتباره مناسبة إعلان الاستقلال لدولته، هي بالنسبة إلى شعب فلسطين والأمة العربية نكبة قومية، كون الأمة أصيبت في صميمها بإقامة كيان غاصب في قلبها لتنفيذ مخطط قديم حديث للحؤول دون توحيد الأمة العربية وتقدمها وتحررها السياسي والاجتماعي.

من هنا، فإن الأمة التي نكبت بفلسطين قبل نيف وسبعة عقود قادرة على استعادة زمام المبادرة، وهذا لن يحصل إلا بإعادة الاعتبار للخطاب القومي وتوحيد الجهد العربي ببعده الوحدوي والتحريري وبمضمونه التقدمي التحرري.

وعليه فإن القيادة القومية للحزب وفي هذه المناسبة تدعو إلى توحيد قوى الثورة الفلسطينية وتفعيل حركة المقاومة على قاعدة إعادة الاعتبار للاآات الخرطوم، وإطلاقه حركة شعبية عربية دعماً لفلسطين وثورتها ولمقاومة نهج التطبيع والمطبعين الذين يفتحون الأجواء والممرات أمام العبور الصهيوني إلى العمق العربي في الوقت الذي يغلقونها أمام قوى المقاومة وجماهير فلسطين الصامدة الصابرة.

إن وحدة وطنية فلسطينية، وحراك شعبي عربي تقوده قوى حركة الثورة العربية من شأنها أن تعيد توجيه البوصلة باتجاه أهداف التحرير والتغيير وإطلاق دينامية نضالية شعبية عربية تلاقي المقاومة الشعبية التي استطاعت بنضالها أن تعيد لفلسطين هويتها الوطنية، وأن تقدمها للرأي العام الدولي باعتبارها قضية حق تقرير مصير لشعب سلبت منه أرضه ويمنع من التمتع بحقوقه الأساسية.

إن التحول الحاصل في الرأي العام الدولي وخاصة مؤسساته وهيئاته ذات الصلة بالدفاع عن حقوق الإنسان والتي صنفت “إسرائيل” باعتبارها دولة فصل عنصري، وفي قرار المحكمة الجنائية الدولية بأنها صاحبة اختصاص للنظر في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها “اسرائيل” باعتبارها سلطة احتلال في فلسطين المحتلة، ما كان ليحصل لولا الصمود الفلسطيني وتمسكه بأرضه والدفاع عن مقدساته وحرماته.

فلتكن هذه المناسبة التي يقاربها البعض بأنها ذكرى نكبة، بأنها مناسبة لتصعيد النضال بكافة أشكاله على مساحة كل فلسطين، وليكن مناسبة لتوحيد الموقف الوطني في مواجهة عدو الأمة الوجودي وفي مواجهة من يستثمر بالقضية الفلسطينية ومن يطعن هذه القضية من بوابة التطبيع.

في هذه المناسبة التي ندعو فيها جماهير الأمة العربية وقواها الثورة لأن تكون حضناً دافئاً للقضية الفلسطينية كما أوصى به شهيد الحج الأكبر الأمين العام للحزب القائد صدام حسين، نؤكد بأن فلسطين التي لم تكن مستهدفة لذاتها وحسب، كانت وستبقى بالنسبة لجماهير الأمة عامة وللبعثيين خاصة في قلوبهم وأعينهم إذا ما استداروا إلى أيٍ من الجهات الأربع.

فتحية لفلسطين وجماهيرها وثوارها من مقاومين بالبندقية والكلمة والمسيرات الشعبية والاعتصامات في الساحات والميادين.

والمجد والخلود للشهداء الأبرار والحرية للأسرى والمعتقلين والخزي والعار للعملاء والخونة والمطبعين.

وعهداً أن تستمر المسيرة لأجل تحرير فلسطين وتحقيق أهداف أمتنا العربية في التحرر والتقدم والوحدة ولإنهاء كل أشكال استلابها القومي والاجتماعي.

عاشت فلسطين حرة عربية من البحر إلى النهر، عاشت الأمة العربية.

القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي.

في 15-5-2022م

بيان القيادة القومية حول ما يجري في السودان

 القيادة القومية :

 

ما يجري في السودان نتيجة طبيعية للانقلاب على التحول السياسي الديموقراطي

اعتبرت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، ان مايجري في السودان حالياً ، هو نتيجة طبيعية للانقلاب الذي نفذه  المكون العسكري في ٢٥ تشرين الاول ٢٠٢١ ، ودعت القوى الوطنية والديموقراطية والهيئات النقابية والشعبية الى المبادرة السريعة  من اجل فرض وقف   القتال تداركاً لمزيد من سفك الدماء والتدمير ، وعدم الاعتراف باية نتائج تترتب عليه ، والمبادرة فوراً الى استعادة وحدتها التنظيمية والسياسية ،لاسقاط نتائج  الانقلاب ووضع حدٍ لدور القوات النظامية وكل التشكيلات العسكرية الرديفة في  المشهد السياسي . جاء ذلك في بيان للقيادة القومية في مايلي نصه.

بعد ثلاثة اعوام عن   إسقاط النظام البشير ، تعيش الخرطوم ومعها غالبية المدن والحواضر السودانية تحت وطأة القتال العنيف بين قوات الجيش النظامي بمختلف صنوفه العسكرية وقوات الدعم السريع ، والذي خلف حتى الان وقوع عشرات الضحايا بين العسكريين والمدنيين ،فضلاً عن التدمير والخراب الذي طال  المقرات والقواعد والاليات  العسكرية والشلل الذي احدثه في ادارة المرافق العامة واثر سلباً على نظام الخدمات في الادارة والتنقل وكل ماله علاقة بالشؤون الحيوية للمواطنين الذي يواجهون اصلاً ظروفاً معيشية صعبة من جراء تفاقم الازمة السياسية وارتفاع تكاليف المعيشة.

ان هذا الذي يحري في السودان حالياً ويدمي قلوب ابناء الامة العربية ، ماكان ليحصل لو سارت الامور وفي سياقاتها الطبيعية بعد الاتفاق السياسي الذي انبثقت عنه الوثيقة الدستورية ، ورسمت خارطة طريق للحل السياسي ، الذي يضع البلاد على سكة التحول الديموقراطي عبر  تشكيل سلطة سياسية تتولى ادارة شؤون البلد في المرحلة الانتقالية ،تمهيداً للانتقال بالسودان الى الحكم المدني الذي تديره وتشرف عليه سلطة منبثقة من ارادة شعبية تتولى وضع الاسس الدستورية والقانونية لنظام سياسي تحكمه قواعد الديموقراطية كناظم للحياة السياسية ، ويكون قادراً على تحقيق السلم الاهلي ببعديه الوطني والاجتماعي ، وبما يضع حداً لاستنزاف قدرات السودان في الصراعات العسكرية الداخلية ، ويعيد الجميع للتظلل بخيمة الدولة الوطنية التي توفر شروط الامن الوطني والمجتمعي  لعموم شعب السودان . 

ان هذا الذي يشهده السودان الان ،هو نتيجة طبيعية للانقلاب الذي نفذه المكون العسكري في المجلس السيادي في ٢٥ اكتوبر من العام ٢٠٢١ ، وهو الذي شكل ارتداداً موصوفاً على اتفاق انتقال رئاسة المجلس السيادي الى المكون المدني ،كخطوة على طريق استكمال عملية البناء الوطني واعادة تشكيل السلطة وفق مانصت عليه الوثيقة الدستورية. ولهذا لم يكن مستغرباً  ان يعود الصراع ليحتدم بين رموز الفريق الانقلابي ، للاستئثار بالسلطة وامتيازاتها ولو كان الثمن ادخال السودان من جديد نفق صراع دموي يدفع ثمنه ابناء الشعب السوداني من عسكريين ومدنيين. 

ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، وهي تدين هذا القتال الدائر في السودان اياً كانت الجهة التي بدأته ، تدعو الى وقفه فوراً ، وعدم ترتيب اية نتائج سياسية عليه في سياق البحث على حل  يخرج  السودان من ازمته الخانقة. فالحل السياسي لاتحدد مرتكزاته ومضامينه نتائج هذا القتال العبثي بين طرفين كانا بالاساس طرفاً واحداً في تعطيل عملية انتقال السلطة وفق الاتفاقيات المعقودة والاليات الديموقراطية ، كما كانا طرفاً واحداً في تنفيذ انقلاب اكتوبر، وإنما تحدد اسسه المرتكزات التي انطلقت لاجلها ثورة ديسمبر ٢٠١٨  ، والتي لاجلها قدمت جماهير السودان وقواه الوطنية والشعبية تضحيات جسام لاعادة بناء دولة مدنية محمية بقاعدة شعبية عريضة التمثيل السياسي من كافة القوى الحريصة على وحدة السودان وعروبته وتقدمه وتحقيق انمائه الاقتصادي والاجتماعي الشاملين. 

وعليه ، فإن القيادة القومية للحزب ، تدعو القوى الوطنية والديموقراطية والهيئات النقابية وكل من يبدي حرصاً على وحدة السودان ارضاً وشعباً ومؤسسات ، الى المبادرة السريعة لاستعادة  وحدتها التنظيمية والسياسية  وطرح رؤيتها للحل السياسي الذي يقوم على بناء سلطة مدنية ديموقراطية انتقالية ،تؤكد على وحدة القوات النظامية  وابعادها عن الانخراط في الحياة السياسية واخضاعها لقانون الدفاع الوطني الذي يضع الجيش بكل صنوفه ومؤسساته ذات الصلة بدورها في حماية الامن الوطني تحت اشراف السلطة السياسية المتشكلة وفق الاليات الدستورية واليات  التحول الديموقراطي   والسير قدماً لاستكمال تشكيل هياكل السلطة المنبثقة من  ارادة شعبية تفرزها انتخابات تشريعية نزيهة . وكأجراء عاجل لابد من اطلاق  موقف قوي بادانة هذا الاقتتال وايقافه فوراً ، وعدم التسليم باية نتائج تترتب عليه . 

ان القيادة القومية للحزب التي ادماها سقوط الضحايا من ابناء شعبنا في السودان ، وتتمنى للجرحى الشفاء العاجل ، تعتبر  بأن المواقف الخارجية  التي تطلق من هنا وهناك وتدعو الى وقف القتال  والعودة الى استئناف العملية السياسية انطلاقاً من النتائج التي ترتبت على انقلاب ٢٥ اكتوبر ، انما تعمل على تعويم هذه العملية السياسية التي رفعت مستوى التأزم في الوضع السياسي والتي كانت وراء احتدام الصراع على السلطة بين  من ارتد على الاتفاق السياسي على عملية التحول الديموقراطي.  ولهذا فإن كل تحرك سياسي لا ينطلق من وجوب اسقاط نتائج الانقلاب ، لا يساعد على انتاج حل سياسي يضع حداً لازمة ، وإنما يؤسس لانفجار جديد طالما بقيت عملية مقاربة الحلول بعيدة عن ملامسة حقيقة المشكلة الاساسية التي تتمثل باصرار المكون العسكري على تشبثه بالسلطة ولو كان الثمن هذا الذي تعيش  تحت عبئه جماهير السودان الصامدة الصابرة.

فلوقف القتال فوراً ، ولعودة القوات العسكرية من جيش نظامي وقوات دعم سريع الى ثكناتها، ولإلغاء التعددية في التشكيلات العسكرية  بعد اخضاعها لقانون دفاع وطني يحدد وظيفتها ودورها وفق مقتضيات الامن الوطني . وللإسراع في عملية الانتقال السياسي من اجل اقامة سلطة مدنية منبثقة من ارادة شعبية .

الرحمة للضحايا والشفاء للجرحى ، والامن والسلام الوطني والاجتماعي لشعبنا في السودان الذي كان وسيبقى ركيزة من ركائز البنيان القومي للامة العربية.

القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي.

٢٠٢٣/٤/١٦/

   

القيادة القومية في بيان شامل حول الأوضاع العربية

 

القيادة القومية في بيان شامل حول الأوضاع العربية

 

إدانة العدوان الخارجي على الأمة العربية ولإنشاء صندوق قومي لدعم فلسطين

لإعادة الاعتبار للمسألة  الديموقراطية وقيام الجبهة الشعبية العربية

الانتفاضة الشعبية في إيران دليل تحول في الرأي العام ضد نظام الملالي

تفهم ضرورات أمن روسيا القومي، وحق أوكرانيا في وحدة أرضها وشعبها

 

دانت(أدانت) القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي كل أشكال العدوان الذي تتعرض له الأمة العربية ودعت إلى إعادة الاعتبار للكفاح الشعبي المسلح لتحرير فلسطين وتأسيس صندوق قومي لدعم ثورتها، وقيام الجبهة الشعبية العربية وإعادة الاعتبار للقضية الديموقراطية في عمليات التحول السياسي.

جاء ذلك في بيان للقيادة القومية فيما يلي نصه:

بعدما استمرت الساحة العربية لسنوات، جاذباً للأنظار، ومسرحاً لأحداث كبرى من العدوان الخارجي عليها إلى الانتفاضات الشعبية التي انفجرت في العديد من الأقطار العربية وتولد ازمات بنيوية، تعيش بعض الساحات الدولية والإقليمية تطورات هامة، لن تقتصر نتائجها وتداعياتها على ساحاتها وحسب، بل تتعداها إلى الجوار الإقليمي والدولي. ومن بين هذه الأحداث الكبرى يبرز الحدث المتفجر في الشرق الأوروبي والانتفاضة الشعبية في إيران. لكن  انفجار أزمات كبرى على المستوى الدولي،  كتلك المتولدة  عن سياقات الحرب الروسية -الأوكرانية التي تدخل هذه الأيام شهرها التاسع دون أن تلوح في الأفق بوادر قريبة لوضع نهاية لها، لم يحرف الأنظار عن تفاعل تطورات الأحداث على الساحة القومية، وتلك الدائرة في دول الإقليم، بدءاً من النتائج التي أفرزتها الانتخابات التشريعية في الكيان الصهيوني مروراً  بالانتفاضة الشعبية ضد نظام الملالي في إيران التي  دخلت شهرها الثالث، وصولاً إلى احتدام الصراع على الساحة القومية بين قوى الحراك الشعبي العربي ونظم الرجعية والتطبيع والاستبداد والتسلط والتوريث السلطوي واستباحة القوى الدولية والإقليمية للأمن القومي العربي.

إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، التي واكبت من خلال مواقفها تطورات الأحداث على مدى العام الذي يطوي أيامه الأخيرة على وقع استمرارية تفاعل الأحداث عربياً وإقليمياً ودولياً إنما تؤكد على ما يلي:

أولاً:

إن الحرب التي اندلعت بين روسيا وأوكرانيا، هي بمقدماتها وسياقاتها وما ستؤول إليه من نتائج، لم تكن صاعقة في سماء صافية، بل بدأت عناصرها بالتشكل بعد تفكك الاتحاد السوفياتي ومسارعة أميركا لملء الفراغ الناجم عن سقوط حلف وارسو، عبر التمدد إلى الشرق الأوروبي، ونشر منظومات صاروخية فيه، بدأت روسيا تشعر بعد استفاقتها من غيبوبة الصدمة، أن أمنها القومي أصبح عرضة للتهديد من جراء تواصل انضمام دول أوروبا الشرقية إلى حلف شمال الأطلسي.

إن روسيا التي بدأت استعادة حضورها على مسرح الأحداث الدولية والقارية، رأت في السعي الأوكراني للانضمام إلى الحلف الأطلسي، ليس تهديداً مباشراً للأقلية الروسية في أوكرانية والتي كانت إحدى الأوراق التي توظفها موسكو في الضغط على الداخل السياسي الأوكراني وحسب، وإنما لأمنها القومي الذي لم يفارق ما يستوطن ذاكرتها  من أحداث تاريخية، كان القوقاز وشبه جزيرة القرم مسرحاً لها، من روسيا القيصرية إلى الاتحاد السوفياتي، وصولاً إلى المرحلة الراهنة، حيث تسعى موسكو لإعادة الاعتبار لدور فاعل فقدته منذ أصبحت أميركا تتصرف كقطبية أحادية مقررة لمسار الأحداث الدولية.

إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، التي تؤكد على حق الشعوب في ممارسة خياراتها السياسية وفق مقتضيات مصالحها الوطنية بعيداً عن التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية ومنها الحق السيادي للشعب الأوكراني، تتفهم هواجس دولة روسيا الاتحادية لما ينطوي عليه تمدد الأطلسي إلى مقربة من حدودها من مخاطر محتملة على أمنها القومي. وهي تعتبر أن الحل السياسي الذي يضع حداً لهذا الصراع الذي يتسم بالطابع الدولي بعد الاصطفاف الغربي عامة والأطلسي خاصة خلف أوكرانيا، يجب أن يرتكز على قاعدتين   تتعلقان بتفهم ضرورات الامن القومي الروسي من جهة أولى، ووحدة الأراضي الأوكرانية من جهة ثانية. وكل محاولة لكسر واحدة من هاتين القاعدتين على حساب الأخرى، سيؤسس لحرب جديدة إذا ما انطوى حل الصراع المتفجر حالياً على عكس ما تقضيه موجبات هاتين القاعدتين.

ثانيا:

إن الانتفاضة الشعبية التي تتسع مساحتها على مدى الجغرافيا الإيرانية بتعددية تكوينها القومي والديني والمجتمعي، دون أن يتمكن القمع السلطوي من اسكات صوت المنتفضين الذين يملؤون الساحات والميادين، إنما تختلف عن سابقاتها من حيث العناوين السياسية التي ترفعها ضد حكم الملالي والدولة الأمنية التي صادرت الحريات العامة ومارست سياسة الفصل العنصري بين المكونات المجتمعية للشعوب الإيرانية.

إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، ترى في هذا الذي يجري في إيران حالياً، إنما يعبر عن حجم الاحتقان الشعبي المتراكم على مدى عقود من الزمن تعطلت فيه الحياة السياسية، إلا ما يخدم النظام القائم على القمع في الداخل الإيراني، والاندفاع إلى الخارج الإقليمي وخاصة المدى العربي منه، في تنفيذ لاستراتيجية تهدف إلى تفكيك بنى الدولة الوطنية العربية، وتغيير التركيب الديموغرافي لبنى المجتمع العربي وحيث وصل التغول الإيراني في العمق القومي العربي.

إن هذا الذي تعيشه إيران حالياً ، أماط اللثام عن حقيقة الوضع الذي حاول النظام اخفاء معطياته فترة طويلة ، متستراً  برفع شعارات ضد الكيان الصهيوني وما يسميه نظام الاستكبار العالمي في الوقت الذي يجري فيه الصفقات السرية مع هذين الطرفين ، خدمة للمصالح المشتركة التي تجمعهم على حساب الأمة العربية ومصالحها الحيوية  ، وكان آخرها صفقة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة التي أديرت برعاية أميركية في استجابة مكشوفة للمطالب الأمنية والاقتصادية الصهيونية ، وإعادة تعويم الدور الإيراني في العراق والإفراج عن ٧ مليار دولار أميركي  محتجزة في البنوك الغربية وغض النظر عن تصدير النفط والغاز الإيرانيين لتلبية حاجة السوق الأوروبي كبديل عن الغاز الروسي. 

إن القيادة القومية التي تؤكد على حق الشعوب في تقرير مصيرها وتحديد خياراتها السياسية انطلاقاً من الموقف المبدئي القائم على عدم جواز التدخل في الشؤون الداخلية للدول ،ترى في هذا الذي  تشهده الساحة الإيرانية من انتفاضة شعبية شاملة لم يستطع النظام احتواء تداعيتها حتى الآن رغم القمع المفرط الذي تمارسه الأجهزة السلطوية ، هو بداية تحول إيجابي في الرأي العام لدى الشعوب الإيرانية ضد سلوك نظام الملالي  في سياساته القمعية الداخلية  ،كما هو دليل على أن السياسة العدوانية التي ينتهجها هذا النظام   مباشرة أو عبر أذرعه الأمنية الميليشياوية   في العديد من الأقطار العربية  ، إنما بدأت ترتد عليه في الداخل من خلال الانتفاضة الشعبية  التي تدعو قواها  للتغيير واسقاط النظام.

ثالثاً:

إن القيادة القومية للحزب ، ترى أن تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وتطورات الأوضاع الداخلية في إيران كما في تركيا، بدأت ترخي ظلالها الثقيلة على الساحة العربية ، من خلال ادخال النفط والغاز في شرق المتوسط والخليج العربي في التأثير على مجرى هذا الصراع ، لانتزاع ورقة ضغط رئيسية من روسيا لتوظيفها في سياقات هذه الحرب، كما بلجوء النظام الإيراني إلى تصدير التفاعلات للأزمة الداخلية المتفاقمة ، برفع مستوى تدخلاته في دول الجوار من خلال الاعتداءات المتصاعدة  على شمال العراق والتهديد باجتياح بري ، في استحضار لمواقفه التي سبقت تحضيراته للعدوان على العراق في الرابع من أيلول ١٩٨٠، والتي توازيها  الاعتداءات  العسكرية التركية على الشمال العراقي والتهديد باجتياح عسكري للشمال السوري ، ومثلها الاعتداءات الصهيونية على سوريا بحجة ضرب المواقع الإيرانية ، في نفس الوقت الذي تدار فيه اتصالات سرية بين الكيان الصهيوني والنظام الإيراني ، وعلنية مع تركيا لرسم خطوط تقاسم  المصالح بين  القوى الإقليمية على حساب الأمن القومي العربي.

إن القيادة القومية للحزب، في الوقت الذي تدين فيه كل أشكال العدوان المتعدد المصادر ضد الأمة العربية، ترى أن هذا العدوان المتعدد الأشكال ما كان ليحصل ويتمادى، لولا الانكشاف للساحة القومية والذي بلغ ذروته بعد العدوان المتعدد الجنسية على العراق واحتلاله منذ ما يقارب العشرين سنة. ولهذا فإن الرد على هذا الاطباق العدواني من قبل قوى إقليمية ودولية على الأمة ، لا يكون إلا بإسقاط النتائج التي ترتبت على اسقاط واحتواء دول الارتكاز العربي التي تمثلها مواقع مصر والعراق وسوريا، وهذا ما يتطلب  تحرير مصر من قيود اتفاقيات “كامب دافيد” ، وتحرير العراق من الاحتلال الأميركي – الإيراني المزدوج واسقاط العملية السياسية بكل شخوصها ، واستعادة سوريا لدورها في قلب المشروع القومي ، بعدما ذهب النظام الحاكم فيها ، بعيداً  في رهن هذا القطر العربي الأصيل في عروبته، لمصلحة المشروع الشعوبي الفارسي المحمول على رافعة التحالف الصهيو – أميركي.

رابعا:

إن القيادة القومية للحزب، التي تدرك حجم المخاطر التي يمثلها التنمر الذي يمارسه النظامين الإيراني والتركي على العرب كمكون قومي، من خلال تقديم نفسهما مرجعان لمشروع نظام الحاكمية وولاية الفقيه، وكلاهما ينطويان على تهديد لهوية الأمة القومية ولوحدة نسيجها المجتمعي، تعيد التأكيد بأن التناقض العدائي الذي يحكم علاقة هذين النظامين مع الأمة العربية إنما يتغذى من المدى الذي بلغه المشروع الصهيوني الذي تحكمه قاعدة التناقض الوجودي مع المشروع القومي. ولهذا فإن الأخطار ذات الطابع الشمولي التي تهدد الأمة بوجودها ودورها ورسالتها التاريخية، لا تستقيم مواجهتها إلا إذا أتت في سياق المشروع الوحدوي الذي تنصهر فيه امكانات الأمة على الصعد السياسية والاقتصادية والتعبوية والتنموية، والعودة للجماهير في نضالها لإنجاز تحررها القومي والاجتماعي.

فالجماهير هي صاحبة المصلحة في التغيير، وهي المادة الأساسية لفعل التحرير، وهذا ما وعاه الحزب في وقت مبكر من انطلاقته، بتأكيده بأن الحزب يقف دائماً على الضفة التي تقف عليها الجماهير، وإن الكفاح الشعبي المسلح هو الطريق القويم لتحرير الأرض والإنسان من الاحتلال الأجنبي.  ولهذا، فإن حزبنا، حزب البعث العربي الاشتراكي، يجدد الدعوى لقوى الثورة العربية وتلك التي تناضل من أجل التغيير والتحرير، لمسارعة الخطى من أجل قيام الجبهة القومية الشعبية العربية، لتشكيل الإطار القومي لتوحيد الجهد العربي، وتوفير رافعة قومية لدعم النضال الوطني التحرري بمضامينه السياسية والاقتصادية والاجتماعية وأبعاده القومية، ورفع مصدٍ شعبي في مواجهة مسار التطبيع مع العدو الصهيوني ومواجهة الأخطار التي تهدد الأمن القومي من داخل الوطن العربي ومداخله.  وإذا كانت الأمة العربية تعيش تحت وطأة احتلال متعدد الأشكال، فإن أخطر تجسيداته هو ذاك الذي يمثله الاحتلال الصهيوني لفلسطين، يليه الاحتلال الإيراني للأحواز، وما اقتطع من الجغرافيا العربية وألحق بدول الجوار الجغرافي إقليمية كانت أم دولية.

من هنا، فإن القيادة القومية التي تدعو إلى مواجهة كل عدوان أو تدخل خارجي تتعرض له الأمة العربية، بموقف موحد، ترى أن الترجمة العملية لهذا الموقف إنما تكون بتوفير الدعم والاحتضان لقوى التحرير ضد الاحتلال وقوى التغيير ضد نظم الاستبداد والاستغلال والتخلف والرجعية.

إن هذا يتطلب، دعماً قومياً على كافة الصعد والمستويات لقوى المشروع المقاوم للاحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة ولقوى المشروع الوطني المقاوم للاحتلال الأميركي الإيراني للعراق، وتوفير الدعم والاسناد السياسي والمادي لثورة الشعب العربي في الأحواز، ووقف خطوات التطبيع مع العدو الصهيوني وعدم المراهنة على اعتدال أو تطرف في تركيب السلطة في الكيان الصهيوني.

وعليه، فإن أي عمل عربي لا يرتقي في اجراءاته العملية إلى مستوى ما هو مطلوب من دعم سياسي ومادي لقوى الثورة العربية، يبقى كلاماً مفرغاً من أية مضامين عملية. وهذا ما ينطبق على مقررات القمة العربية الأخيرة، التي لم تلامس حقيقة ما يتهدد الأمة من مخاطر، واقتصرت على التمنيات المجردة من أية التزامات جدية وفعلية لمواجهة هذه التهديدات وخاصة في فلسطين والعراق.

خامساً:

إن القيادة القومية للحزب في الوقت الذي تسجل فيه تحفظها على ما تمخضت عنه القمة العربية الأخيرة من مقررات ، تدعو إلى انشاء صندوق قومي لدعم الثورة الفلسطينية وتعزيز صمود جماهير شعبنا في الأرض المحتلة في مواجهة ما تتعرض له من حصار وتضييق على نظام التقديمات التي توفرها “الأونروا”، وتشدد على أهمية الارتقاء بالموقف الوطني إلى مستوى التوحد الفعلي ضمن إطار منظمة التحرير الفلسطينية، بعد تطوير مؤسساتها وتفعيلها لتكون قادرة على تلبية متطلبات النضال الوطني الفلسطيني، ووضع حدٍ لحالة الانشطار السياسي الذي يضعف من فعالية الموقف الفلسطيني ويوفر فرصة للقوى المعادية والتي تسعى للاستثمار السياسي بالقضية الفلسطينية من توظيف التناقضات في خدمة مصالحها السياسي على حساب القضية الفلسطينية.

إن القيادة القومية التي تعي كم هي الضرورة ملحّة، للارتقاء بالموقف الشعبي العربي إلى مستوى ما هو مطلوب، للانتصار لحراك الجماهير بكل تعبيراتها النضالية، تؤكد على التمسك بخيار الكفاح الشعبي بكل أشكاله، والمسلح هو الأفعل والأرقى في مواجهة الاحتلال، كما تشدد على أهمية التمسك بسلمية الحراك الشعبي في انجاز عملية التغيير السياسي للحؤول دون دفعه للوقوع في فخ العسكرة، الذي تنشده القوى السلطوية التي تقاوم الإصلاح والتغيير في بنى النظم السياسية.

 سادساً:

إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، وفي مناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لصدور القرار الدولي بتقسيم فلسطين، تعيد التأكيد، بأن فلسطين لا تقبل القسمة، وهي كانت وستبقى عربية الانتماء والهوية، وأن الاحتلال مهما طال أمده لن يستطيع اسقاط الحق التاريخي للأمة في فلسطين، التي لم تستهدف بالأساس لذاتها فقط، وإنما كانت الأمة العربية هي المستهدفة من خلالها. وإن استعادة هذا الحق التاريخي الذي لا يسقط بالتقادم لا يكون إلا بالتحرير الشامل وإقامة الدولة الوطنية الفلسطينية على كامل التراب الوطني من البحر إلى النهر. وهذا ما يستوجب مغادرة الأوهام على مشاريع التسويات التي يروج لها في الأوساط الدولية وأروقة النظام الرسمي العربي   ومنها ما سمي “بالمبادرة العربية للسلام”.

  

إن القيادة القومية التي تكبر بجماهيرنا شعبنا في فلسطين المحتلة صمودها، توجه التحية للقابضين على جمر المواقف المبدئية الذين يتصدون للعدو باللحم الحي، مسطرين أروع الملاحم البطولية في القدس ونابلس وجنين وكل مدن الضفة وغزة وعمق الداخل الفلسطيني، وغير مراهنين على تمايز بين “صقور” “وحمائم” ويمين ويسار في بنية كيان الاغتصاب، لأن الكل الصهيوني هو عدو للكل الوطني الفلسطيني كما للكل القومي العربي. 

إن الحركة الصهيونية تعمل على قضم الأرض الفلسطينية لإقامة كيانها على كل فلسطين، مقدمة لإقامة دولة “اسرائيل” التوراتية التي تمتد ما بين الفرات والنيل، وعلى الأمة العربية ألا تقبل بأقل من تحرير فلسطين بكاملها، كخطوة على طريق تحقيق الوحدة العربية عملاً بمقولة القائد المؤسس، فلسطين طريق الوحدة، والوحدة طريق تحرير فلسطين.

سابعاً:

إن القيادة القومية للحزب التي رأت في الحراك الشعبي المنطلق في أكثر من ساحة، دليلاً على حيوية الجماهير العربية وعلى قوة نبض الشارع المنتفض على وقع هتاف “الشعب يريد اسقاط النظام”، تؤكد أن هذا الحراك وإن تعرض للاختراق في بعض الساحات من قبل القوى المعادية لتطلعات الجماهير وحقها في التغيير، فهو يبقى معبراً أصيلاً عن إرادة التغيير لدى الأمة بوسائل التعبيرات الديموقراطية ولا تستبطنه نظرية المؤامرة كما يروج لها بعض الأصوات الإعلامية بهدف شيطنة الحراك وتبرير الانقضاض عليه.

والقيادة القومية إذ تشدد على أهمية هذه الظاهرة الشعبية التي يختلج بها الشارع العربي في العديد من الأقطار، ترى أن إعادة الاعتبار للقضية الديموقراطية في مسيرة النضال الوطني العربي، هي السبيل الذي يمكن الجماهير من الامساك بناصية قرارها بعيداً عن القولبة السلطوية التي عطلت دور الجماهير وأفقدت الأمة أحد مصادر قوتها في سعيها لتحقيق أهدافها في التقدم والتحرر القومي والاجتماعي. فكما الديموقراطية هي أساس في تفعيل الحياة السياسية عبر اطلاق الطاقات الجماهيرية وإقامة النظم التي تحكمها قواعد تداول السلطة والتعددية السياسية  بالاستناد إلى ما تفرزه الإرادة الشعبية، فإنها ضرورية لمحاكاة مشاريع التنمية المستدامة ببعدها القومي الشامل  التي تؤسس لاقتصاد قومي تحكمه قواعد التفاعل والتكامل في استثمار الموارد الطبيعية والبشرية ، وبما يوفر فرص عمل ويحد من هجرة الكفاءات ويفتح الأسواق العربية أمام الإنتاج القومي الذي يتطلب إقامة شبكة مواصلات وبنى تحتية تربط الأمصار العربية بعضها بالبعض الآخر وبما يساعد ويرفع من مستوى التحفيز للاستثمار ضمن الشروط التفضيلية للرأسمال الوطني بطرفيه الخاص والعام . 

فلتعد القضية الديموقراطية لتحتل موقعها المتقدم في مسيرة النضال الوطني جنباً إلى جنب مع قضايا الوحدة والحرية وإنهاء كل أشكال الاستلاب القومي والاجتماعي.

 ثامناً:

إن القيادة القومية للحزب إذ تشدّد على أهمية العودة للشعب في إنجاز عمليتي التحرير والتغيير والبناء الوطني، فإنها تقدر عالياً الدور الذي يضطلع به الرفاق في العراق قيادة وكوادر ومناضلين وحاضنة شعبية، وهم يخوضون مواجهة، على جبهة أعداء الخارج التي تتمثل بالاحتلال الإيراني وبقايا الاحتلال الأميركي، وجبهة فساد الداخل التي تديرها منظومة سلطوية ميليشياوية لعبت دوراً في تعميم ثقافة الفساد السياسي والاقتصادي والإداري والمالي، وأغرقت الحياة بكل الموبقات الاجتماعية. 

إن هذه  المنظومة التي تنفذ الاملاءات الإيرانية  وفق ما تمليه التوافقات الخارجية وخاصة الأميركية والإيرانية منها ،وآخرها إعادة تركيب مؤسسات السلطة بعد انسداد استمر لأكثر من سنةٍ ، لن تختلف عن سابقاتها في الأداء والارتهان  وإن تبدلت رموزها ، وبالتالي فإن ما آلت إليه مؤخراً  ، لن يزيد الأمور والأوضاع إلا تفاقماً وسيكون سبباً لحولة  جديدة من الانتفاضة الشعبية عبر استعادة الشارع لنبضه وإعادة استحضار القضية الوطنية العراقية بما هي قضية تحرير وتوحيد ، في انطلاقة حراك جديد لاستعادة العراق لدوره وحضوره في مشروع الاستنهاض الوطني والقومي الشاملين.

فتحية للجماهير المنتفضة في العراق العزيز وهي التي أعطت لحراكها بعداً وطنياً كما بعدها الاجتماعي. وتحية لحاضنة هذه الانتفاضة الشعبية وللقوى الوطنية والشرائح الشبابية التي صوبت مسارها واتجاهاتها نحو أهدافها الأساسية في التحرير والتغيير، وفي طليعتها الحزب الذي لم يغادر ساحات النضال وبقي ملتحماً بالجماهير في قيادة المقاومة كما في قيادة الحراك الشعبي رغم الظروف الصعبة التي يعيشها الرفاق في كافة المستويات ويقدمون التضحيات الجسيمة وهم يخوضون معركة انقاذ العراق من براثن الاحتلال واسقاط كل إفرازاته.  

 تاسعاً:

إن القيادة القومية التي تكبر في رفاقنا في العراق دورهم في تثوير الحالة الشعبية والتي كانت انتفاضة تشرين واحدة من تعبيراتها ، تقدر  عالياً المدى الذي وصلته الانتفاضة الشعبية في السودان بعدما  استطاعت أن تفرض إيقاعها على إدارة الحياة السياسية وتحاصر من خلال مواقفها وحراك الشارع، محاولات “المكون العسكري” الذي نفذ انقلاب  الارتداد عن كل ما تم الاتفاق عليه في الوثيقة الدستورية لإدارة المرحلة الانتقالية  بإنجاز عملية  التحول الديموقراطي وإقامة الدولة المدنية التي تصون الحريات العامة وتطلق عملية تنموية تلبي الحاجة الشعبية  في بناء اقتصاد وطني غير مرتهن للصناديق الدولية ولاتجاهات قوى التطبيع مع العدو الصهيوني.

 فتحية لهذا الحراك الشعبي الذي حافظ على سلميته، وتحية للجان المقاومة والقوى السياسية والنقابية والديموقراطية ولحزبنا المناضل ودوره المتميز في العمل من أجل وحدة قوى الثورة وفي التصدي لنظام البشير ومحاولات إعادة إنتاج نفسه بأدوات وشخوص جديدة تصدى لها الشعب بقوةٍ، بعد انقلاب ٢٥ أكتوبر من العام ٢٠٢١.

إن القيادة القومية للحزب وهي توجه التحية للرفاق في السودان قيادة وكوادر ومناضلين، تشد على أيديهم وهم يواجهون سلطة القمع دون أن ترهبهم أو تفت من عضدهم إجراءات الاعتقال والتعسف، التي طالت مناضلين من الحزب وقوى الحرية والتغيير وعلى رأسهم الرفيق المناضل المحامي وجدي صالح، عضو القيادة القطرية للحزب وعضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير وعضو لجنة إزالة نظام التمكين.

إن القيادة القومية للحزب في الوقت الذي تفخر فيه بالدور النضالي الذي يؤديه الرفاق في السودان وحضور الحزب في المشهد السياسي، تنوه بدور المنظمات الحزبية في ساحات النضال القومي، من فلسطين إلى لبنان والأردن وسوريا والبحرين واليمن والأحواز وكل ساحات المغرب العربي وساحات الاغتراب من أجل دفع مسيرة النضال العربي خطوات إلى الأمام على طريق أهداف الأمة العربية في الوحدة والحرية والاشتراكية. 

عاشت الأمة العربية، والمجد والخلود لشهدائها الأبرار والحرية للأسرى والمعتقلين. الخزي والعار للعملاء والخونة والمطبعين، والعهد على استمرار النضال لتحقيق أهداف أمتنا العربية في التحرر والتقدم والوحدة. 

القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

٢٠٢٢/١١/٢٦

 

ملف جريمة تفجير السفارة العراقية في بيروت

https://thiqar.net/wp-content/uploads/2025/02/ملف-جريمة-تفجير-السفارة-العراقية-1.pdf

 

 

ملف-جريمة-تفجير-السفارة-العراقية-1.pdf

ملف جريمة تفجير السفارة العراقية (1)

بيان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مشروع ترامب بترحيل الفلسطينيين من غزة

بيان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مشروع ترامب بترحيل الفلسطينيين من غزة

القيادة القومية: 

دعوة ترامب   لترحيل سكان غزة، اعادة انتاج وعد بلفور بنسخة اميركية

لا طلاق اوسع تحرك سياسي عربي شعبي ورسمي ضد “الترانسفير” الجديد.

اعتبرت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، ان دعوة الرئيس الاميركي لترحيل سكان غزة من ارضهم هو اعادة انتاج وعد بلفور جديد ولكن بنسخة اميركية. وخطورة هذا المشروع تتطلب اوسع تحركٍ سياسيٍ عربي شعبي ورسمي للتصدي له واسقاطه مع توفير كل الدعم والاسناد لجماهير شعبنا في فلسطين المحتلة لتعزيز صمودها وتثبيت وجودها في ارضها الوطنية. 

جاء ذلك في بيان للقيادة القومية للحزب فيما يلي نصه:

لم يكد الرئيس الاميركي الجديد يتربع على عرش السلطة في العشرين من كانون الثاني، حتى فاجأ العالم برزمة من المواقف التي اقل ما يقال فيها انها تنم عن نهج امبريالي متجدد يتجاوز مداه حدود الجغرافيا الاميركية ببرها وبحرها الى كل اصقاع العالم. وكان أخطر ما جرى الافصاح عنه، هو دعوته الى ترحيل سكان غزة الى دول الجوار العربي كما الى دول خارج هذا النطاق.

فالرئيس الاميركي، الذي اعيد انتخابه في ظل الصخب السياسي الذي ساد اميركي طيلة أربع سنوات، جاء محمولاً ليس فقط على رافعة الشركات العملاقة وخاصة تلك التي تتحكم بمنظومة المعلوماتية ووسائل التواصل الاجتماعي، وانما ايضاً بدعم ممن يسمون أنفسهم “بالمحافظين الجدد” الذين يستبطنون في عقلهم السياسي مشروع الحركة الصهيونية لإقامة ” الدولة التوراتية ” دولة “اسرائيل الكبرى” من الفرات الى النيل. ولهذا فإن دعوته الى افراغ غزة من سكانها وترحيلهم الى خارج ارض فلسطين، تفوق في خطورتها ما انطوى عليه وعد بلفور من خطورة يوم اعطى من لا يملك حقاً بارضٍ لمن لا يستحق. فيوم ذاك، فتح المستعمر البريطاني المعابر للهجرة اليهودية الى فلسطين لإغراقها بالقادمين اليها من كل اصقاع العالم لتأمين العنصر البشري لإقامة كيان غريب في قلب الوطن العربي. واليوم يعود ترامب ليطلق مشروع تهجير الفلسطينيين من ارضهم، وتمكين الكيان الصهيوني من السيطرة على كامل ارض فلسطين التاريخية.

ان اميركا التي انتقلت اليها حماية الكيان الغاصب منذ وضعت الحرب العالمية الثانية اوزارها ووفرت له كل وسائل الحماية السياسية والدعم العسكري والاقتصادي والمالي، تتعامل مع “اسرائيل”، باعتبارها من ركائز امنها القومي معتبرة أن أي اهتزاز في بنية هذا الكيان انما ينعكس مباشرة على اهتزاز مكانتها الدولية وعلى مصالحها في المنطقة العربية وحوض المتوسط، وخاصة ما يتعلق منها بالموارد الطبيعية والنفط والغاز في رأس سلم الاولويات. ولهذا، فإن ما أعلنه الرئيس الاميركي حول ترحيل سكان غزة، لم يكن غريباً عن نهجه ومن يمثّل في بنية الدول العميقة وخارجها، وهو الذي أقدم خلال رئاسته السابقة على نقل السفارة الاميركية الى والقدس والى الاعتراف بضم الجولان الى الكيان الغاصب، كما بإعلانه إبان حملته الانتخابية، بأن ارض “اسرائيل”، باتت ضيقة على الصهاينة وهي بحاجة لتوسيع كي تكون قادرة على استيعاب المزيد من اليهود.

من هنا، فإن دعوة ترامب لترحيل سكان غزة، لا تنطلق من خلفية نسبة الكثافة السكانية فيها وهي الاعلى في العالم، بل من خلفية تفريغها وتمكين الكيان الصهيوني من اغراقها بالمستوطنات تماهياً مع الدعوات المتصاعدة في مؤسسة الحكم الصهيوني ومن يندرج تحت مسمى المتدينين المتشددين لإعادة الاستيطان الى غزة، وخلق واقع جغرافي وديموغرافي شبيه بالذي جري ويجري في الضفة الغربية والجولان المحتل. 

ان اميركا، التي وضعت كل ترسانتها العسكرية بتصرف “اسرائيل”، خلال حرب الا بادة التي شنها العدو على غزة، وعطلت كل محاولات مجلس الامن اصدار قرار لوقف الحرب وفك الحصار عن غزة، ومن ثم إطلاق حملة سياسية واعلامية ضد محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، هالها ان ترى كم يتعلق الفلسطيني بأرضه، وبقي متشبثاً بها وقابضاً على ترابها رغم القصف التدميري الذي لم يوفر بشراً ولا حجراً وشجراً. وهاله أكثر ان يرى قوافل العودة من جنوب القطاع الى شماله، غير آبهة بالظروف الصعبة التي تعترض طريق عودتهم وسكنهم بعدما دمرت المساكن وكل المرافق الحياتية والحيوية.

ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، التي تكبر بجماهير شعبنا في غزة صمودها وصبرها وتشبثها بأرضها، توجه التحية لها ولقوافل عودتها الى اماكن سكنها وبنفس السياق عودة جماهير شعبنا في جنوب لبنان مُتَحَدِّين الاحتلال وآلته الحربية، وتعتبر ان هذه المشهدية التي وقف العالم عليها في غزة وجنوب لبنان هي الرد الاوليّ على موقف الرئيس الاميركي الا خير. والذي يرتقي حد اعلان جولة جديدة من الحرب الصهيو- اميركية ضد شعب فلسطين وقضيته الوطنية وحقه في استعادة حقوقه وتقرير مصيره.

ان موقف اميركا الذي أطلقه رئيسها الحالي، لا ينطوي على استمرار التنكر الاميركي لحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره والقرارات الدولية ذات الصلة ومنها حق العودة وانتهاكه لأحكام القانون الدولي الانساني وحسب، بل يشكل اعلانه إطلاق اشارة جولة حرب صهيو – اميركية جديدة ضد الوجود الفلسطيني في ارضه الوطنية علّه يحقّق بالضغط السياسي ما فشل في تحقيقه بالحرب التي مولتها وذخّرتها اميركا بكل ما تملك من امكانات.  ولهذا، فإن الحرب التي أطلقها العدو الصهيوني على غزة كما على لبنان، وتوسيع رقعة احتلاله على الجبهة السورية وما يقوم به في الضفة الغربية وخاصة في جنين وطولكرم، لم تنته فصولاً مع الاتفاقات التي تم التوصل اليها على جبهتي غزة ولبنان، بل ان الصراع سيدخل مرحلة جديدة بعد الدخول الاميركي المباشر على مجرى عملياتها بدءاً بمقدمات مشروعه الذي أعلنه ترامب ضد غزة والخطوة التالية ستكون الضفة الغربية فيما لو قيض للدعوة الاميركية ان تجد طريقها الى التنفيذ.

من هنا ، وفي ضوء ما ينطوي عليه الاعلان الاميركي من خطورة على الحقوق الوطنية الفلسطينية وعلى الامن القومي العربي ، فإن مسؤولية التصدي لهذا المشروع واسقاطه وهو في مهده ، بقدر ما هو مهمة شعب فلسطين وقواه المقاومة ، فإنه وبنفس المستوى هو مهمة الامة العربية على مستوى نظامها الرسمي وقواها الشعبية وكل القوى الدولية التي ادانت العدوان ودعت الى تمكين شعب فلسطين من تقرير مصيره ، لتعلق الامر بالحق الوطني لجماهير فلسطين المتجسد بالبقاء في ارضها وتمكينها من تقرير مصيرها ، كما لتعلقه بالأمن القومي العربي سياسياً واقتصادياً وتنفيذ القرارات الدولية التي تؤكد على الحقوق الوطنية الفلسطينية .

وعليه، فإن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، اذ تدين الموقف الاميركي بدعوته ترحيل سكان غزة تدعو الى إطلاق اوسع تحرك شعبي وسياسي، اولاً: لدعم صمود جماهير فلسطين في ارضها، وثانياً: للتصدي للدعوة الاميركية لتنفيذ “ترانسفير ” جديد بحق ابناء شعبنا في فلسطين المحتلة.

ان خطورة ما يطرح من مشاريع تصفوية جديدة للقضية الفلسطينية، يتطلب الاسراع بإنجاز خطوات الوحدة الوطنية الفلسطينية ليس لادارة الشأن الفلسطيني في غزة عبر ادارة وطنية تعمل تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعب فلسطين وحسب، وانما ايضاً لادارة حراك سياسي على المستوى العربي والدولي ضد الموقف الاميركي ولتوظيف التحولات الإيجابية في الرأي العام الدولي التي برزت مؤخراً لمصلحة القضية الفلسطينية.

إن القيادة القومية للحزب التي تدعو الى تحشيد الموقف العربي رسمياً وشعبياً ضد ما أعلنه الرئيس الاميركي ووضعه في نفس المصاف من مواجهة العدو الصهيوني، تطلب من كافة منظمات الحزب في داخل الوطن العربي وخارجه القيام بأوسع مروحة من الاتصالات السياسية والفعاليات الشعبية لتنظيم صفوفها والنزول الى الشارع بالتظاهرات والاعتصامات والمهرجانات والندوات بغية تمكين الشارع العربي من استعاده نبضه وهو الذي كان وسيبقى الرافعة لقضايا النضال العربي وفي طليعتها القضية الفلسطينية.

تحية لجماهير شعبنا في غزة والضفة والقدس وكل عموم فلسطين،

وتحية لقوافل العودة الشعبية في غزة والجنوب اللبناني،

والتحية للذين ارتقوا في تصديهم للعدوان الصهيوني وتشبثهم بأرضهم على كل الجبهات حتى الاستشهاد، وما النصر الا حليف الشعوب المكافحة من اجل استقلالها وحقها في تقرير مصيرها. 

القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

في ٢٠٢٥/١/٢٩.

بيان للقيادة القومية حول العدوان الصهيوني على سوريا

في بيان للقيادة القومية حول العدوان الصهيوني على سوريا:

العدوان الصهيوني الواسع على سوريا هو خامس من حزيران جديد

لتحرك عربي لردع العدوان ومساعدة سوريا على استنهاض وضعها السياسي والاقتصادي. 

 

اعتبرت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، إن العدوان الصهيوني الواسع على سوريا في لحظة الانتقال السياسي، هو استحضار لخامس من حزيران جديد، والواجب القومي يملي التحرك السريع لردع العدوان وتوفير كل الدعم لسوريا من أجل استنهاض وضعها السياسي والاقتصادي وإعادة بناء دولتها الوطنية الديموقراطية.

جاء ذلك في بيان للقيادة القومية للحزب فيما يلي نصه:

لم تكد تمضي ساعات قليلة على تهاوي النظام في سوريا، واطلاق صفارة الانطلاق لبدء مرحلة جديدة من الحياة السياسية ، حتى كان العدو الصهيوني يحشد قواته على طول الحدود البرية والتي منها انطلق لاحتلال حزام جغرافي والسيطرة على قمة جبل الشيخ بذريعة ملء الفراغ العسكري والأمني الذي نتج عن انسحاب وحدات الجيش السوري من مواقعه  والتي يتحمل النظام السابق مسؤولية احداث الفراغ العسكري على طول الجبهة مع العدو  الذي  لم يكتف بدفع قواته إلى ما بعد المنطقة العازلة التي تشغلها القوات الدولية، بل بادر إلى شن غارات جوية شملت كل مساحة سوريا الجغرافية من شرقها إلى غربها مستهدفاً المطارات العسكرية ومعسكرات الجيش والمؤسسات ذات الصلة ومراكز البحث العلمي وميناء اللاذقية ، في استحضار لمشهدية الخامس من حزيران سنة ١٩٦٧ .

إن هذا العدوان الصهيوني الواسع  الواضح باستهدافاته وأبعاده التي تهدف إلى تدمير القدرات العسكرية لسوريا أولاً ، وزيادة مصاعبها في إعادة البناء السياسي والاقتصادي والتأهيل الوطني والاجتماعي ثانياً ، يؤكد وبما لا يقبل الشك ، بأن العدو كان يريد أن لا تنتهي الأمور في سوريا ، بالطريقة التي انتهت إليها بإسقاط النظام الحاكم بأقل الخسائر الممكنة ، بل كان يتمنى بأن تندفع الأمور إلى اقتتال وتمزق داخليين يؤدي بنتيجته إلى التدمير الذاتي للقدرات السورية واسقاط دور الدولة المركزي الذي يحول دون دفع الأوضاع نحو التقسيم المناطقي.

إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، ترى بما قام به العدو من توسيع لرقعة احتلاله وتدمير المراكز والمؤسسات ذات الصلة بالجهد العسكري والعلمي، ليس أمراً غريباً على طبيعته العدوانية والتوسعية، وهو بما قام به إنما هو استمرار لعدوانه على لبنان، وارتكابه لإبادة جماعية في غزة ، وهو بطبيعة الحال لم يخفِ ذلك ، بل يجاهر به ويعد الخطط لتنفيذه بدعم كامل ومطلق من الولايات المتحدة الأميركية التي أوكلت إليه تمهيد الأرضية لتشكيل النظام الإقليمي الجديد الذي تسعى إليه الدولة العميقة في أميركا، والتي ساعدها على ذلك ما أفرزه التغول الإيراني في العمق القومي الذي أدى إلى اضعاف مناعة ومقومات الدولة الوطنية بعدما ضرب النظام الإيراني  مخالبه في البنية الوطنية والمجتمعية العربية  وبشكل خاص سوريا والعراق كدولتين محوريتين في الوطن العربي.

إن القيادة القومية للحزب، تعي جيداً، إن التحديات التي ستواجه سوريا في المرحلة الانتقالية ستكون كبيرة وكثيرة وعلى رأسها تحدي الاحتلال الصهيوني للأرض العربية السورية القديم منه والحديث، كما تحدي تموضع سوريا السياسي في موقعها القومي الطبيعي بعيداً عن الارتهان لقوى إقليمية ودولية، وتحدي إعادة البناء الوطني للدولة المدنية الذي يديرها نظام سياسي تحكمه قواعد الديموقراطية والتداول السلمي للسلطة وفق الخيارات التي تفرزها الإرادة الشعبية. 

إننا ندرك جيداً، إن العبء ثقيل على قوى التغيير السياسي للانتقال بسوريا إلى وضع جديد في إدارة الحياة السياسية الداخلية وإلى تحديد الخيارات في العلاقة مع الخارج. إذ بعد ما ينوف عن خمسين سنة من حكم استبدادي  ألغى كل مظاهر الحياة السياسية بتعبيراتها الديموقراطية وصادر الحريات العامة، وارتبط بعلاقات مشبوهة مع قوى إقليمية  تناصب العروبة العداء ، ومارس السلطة تحت شعار البعث الذي انتحل اسمه بعدما ارتد عليه في تشويه مقصود وعن سابق تصور وتصميم مرتكباً أفظع الموبقات القومية باسم البعث بكل ما تعلق بالأمن القومي العربي وقضايا الأمة وفي طليعتها القضية الفلسطينية، بات الأمر  يتطلب الاسراع في عملية الانتقال السياسي وإعادة بناء الدولة على قاعدة اشراك كافة القوى السياسية وخاصة القوى القومية والوطنية والديموقراطية التي أُقصيت عن المشهد السياسي طيلة الحقبة المظلمة من تاريخ سوريا الحديث. وإذا كان من أولوية يجب التشديد عليها في ضوء المخاطر التي تهدد الأمن الوطني وخاصة تلك يجسدها الخطر الصهيوني، فهي الحفاظ على وحدة المؤسسات وخاصة مؤسسة الجيش التي يفترض إعادة هيكلته بما يستجيب والمهمات الوطنية الملقاة على عاتقه. وإذا ما خامر البعض فكرة حل الجيش، فتكون سوريا قد دخلت في المحظور الوطني واندفعت إلى حيث يريد الأعداء لها أن تصل، وعملية حل الجيش العراقي وما ترتب عليها من نتائج كارثية ما تزال تداعياتها تترك بصماتها على واقع العراق والأمة العربية.

إن ما يواجه سوريا من تحديات، يوجب على الأمة العربية توفير الدعم والإسناد لها في مواجهة العدوان الصهيوني المتصاعد، وفي عملية إعادة البناء الوطني واستنهاض وضعها السياسي والاقتصادي والاجتماعي كي تكون قادرة على تجاوز الصعوبات والعراقيل التي تعترض مسيرة التأهيل الوطني وإعادة تموضع سوريا في موقعها القومي الطبيعي.

إن القيادة القومية للحزب، التي تكبر بجماهير سوريا وعيها الوطني، تدعو كافة طيفها السياسي إلى توحيد قواها من مواجهة القوى التي لا تريد لسوريا أن تستعيد دورها كرافعة للنضال العربي التحرري في التصدي لأعداء الأمة المتعددي المشارب والمواقع بدءاً بالعدو الصهيوني. كما تدعو إلى توحيد الجهود الوطنية في سوريا والجهد القومي العربي لردع العدوان الصهيوني ولتوفير كل مقومات التصدي لاحتلال أرض سوريا وكل أرضٍ عربية محتلة.

القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

في ٢٠٢٤/١٢/١٠