شبكة ذي قار
غزة ولبنان: القاتل واحد

غزة ولبنان: القاتل واحد

 

ثابت ياسر الجميلي

 

المؤكد أن ايران حققت الكثير من أهدافها في الوطن العربي، سواء بشكل مباشر أو عبر الأدوات التي صنعتها منذ عشرات السنين، واستأسدت بشكل خاص بعد إيصال خميني للسلطة، والذي كان من بين نتائجه الكارثية على العرب احتلال العراق وتسليمه لإيران لتعبث بأمنه ووحدته الوطنية.

حقق النظام الإيراني هدفه الأول، وهو هدف صهيوني امبريالي بامتياز باغتيال النظام الوطني العراقي وذبح قواه الوطنية وقدراته العلمية والصناعية، ولم يكن هو القوة الفاعلة في هذا التحقيق الغاشم بل أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني ومعهم كل كارهي الأمة العربية ومبغضيها إلى حدود كسر العظام والإفناء وليس كراهية وبغضاء عادية، ومن بينهم عرب اللسان والجنسية.

وانطلاقاً من العراق المحتل انتشر السرطان الفارسي إلى كل بقعة عربية تم فيها زرع خلايا ذاك السرطان، وكان من نتائج السياسات العدائية للأمة العربية التي سلكتها معظم الأنظمة العربية أن تم محاصرة الفلسطينيين ومقاومتهم للاحتلال الصهيوني حتى صارت أبواب طهران هي الأبواب الوحيدة التي يمكنهم ولوجها للحصول على بعض المعونات وبعض السلاح، فكان هذا الحاصل هو ثمرة من ثمار ذبح العراق، وأعطى للنظام الفارسي فرص مناورة واسعة للإيقاع بمزيد من العربان.

أوهم النظام الإيراني الكثير من العرب أنه نظام إسلامي، وحاصرهم لإرغامهم على التعاطي معه من هذا الباب، وهو نظام في حقيقته طائفي مدمر للإسلام، واستخدم الطائفية كما لم تستخدم من قبل، واستثمرها كما لم تستثمر من قبل لتفتيت العرب وزرع العداوات بينهم، بل وزرع أنهار من الدم بين سنة العرب وشيعتهم.

نجح الفرس في اقناع أو خداع بعض العرب بأن تشكيلات حزبية مذهبية أو ميليشيات طائفية متمردة على الدولة كفيلة بتحرير فلسطين، ليس هدف إيران طبعاً تحرير فلسطين، بل زرع الوهن في الدول العربية وتمزيق إرادة الدولة وقوتها بدول عميقة إيرانية الولاء علناً وبلا مواربة، أي بخيانة مبررة لصالح النظام الإيراني.

حالة لم تحصل من قبل بل تكرست واتسعت وتعمقت بعد احتلال العراق وإطلاق يد إيران ليس حباً بل لإنهاك النظام العربي وهو عاجز عن النهوض ولإضعاف الشعب العربي وهو أعزل بلا حول ولا قوة.

الآن….

وصل النظام الفارسي إلى أهدافه وتتجسد في بقائه كنظام كهنوتي مجرم رغم أنف الشعوب الإيرانية، وذلك بعقد صفقات التفاهم مع الولايات المتحدة والغرب والصهيونية على حساب الولائيين والتابعين الأذلاء.

انتهى دور ميليشيات وأحزاب الطوائف الفارسية بوصول النظام الإيراني إلى حلقة التفاهم التي سعى أصلاً لخلقها لتؤدي له وظائف وخدمات لا يقدر هو عليها: يقدم رقاب عملائه مقابل الاتفاق النووي واتفاق بقاء النظام على سدة الحكم في إيران، بدأ البرنامج برأس هنية وهو مستمر ليصل إلى رأس بشار الأسد وما بينهما.

هكذا لم تخسر إيران شيئاً بل كسبت كل شيء، ليس بقوتها بل بقوة عرب خدعتهم بالدين وبالمذهب وبشعارات تحرير فلسطين التي لم يجن منها العرب غير وهم وسراب ورقاب قطعت وبإسناد صهيوني أمريكي غربي معلن وخفي.

ومعضلة عرب الطائفية الآن أنهم كما يقال مثل “بلاع الموس” ليس بوسعه ابقاءه بانتظار هاتف ينفجر بوجهه أو مسيرة تهدم بيته على رأسه، أو برصاصة قناص من شخص تغدى معه قبل ساعة، أو بصاروخ هو دفع ثمنه، أو لنقل إن العراق قد دفع ثمنه قبل أن تشحنه طهران إلى وجهته ليقتل به عرباً. فإيران لم تخسر دولاراً واحداً في ما منت به على بعض العرب لتحولهم إلى أدوات خانعة لمشروعها بل إن العراق هو من كان ولا زال يدفع لإيران لتتاجر بقضايانا المصيرية.

فلسطين لا يحررها رد فعل إيراني هدفه حفظ بعض ماء الوجه أو للتغطية على بيع الرقاب العربية للكيان الصهيوني الذي مارسته إيران لتنال رضى الأمريكان.

النظام الإيراني يفضح ويعري نفسه من واشنطن

النظام الإيراني يفضح ويعري نفسه من واشنطن

 

أبو الحسنين علي

 

من واشنطن ، في مؤتمر صحفي ، قال الرئيس الإيراني الجديد كلمته للعالم ولأمريكا: لسنا أعداء لأمريكا ولا لـ( إسرائيل ) وعليهم إيقاف عدوانهم علينا.

قالها في ظرف خاص جداً يتم فيه ذبح حزب الله في لبنان، وهو الحزب الذي مثل ركيزة للمشروع الفارسي لاحتلال أرض العرب، وحماس وغزة تباد، وهي التي بيضت وجه إيران الكالح في عيون ملايين العرب لمجرد أنها تستلم معونات سد العرب الرسميون أبوابها، أو لأن إيران تهديها أو تبيعها بعض نتاجها الحربي للدعاية والإعلان ليس إلا.

الرئيس الإيراني الجديد يفضح التسويف الفارسي الذي طال أمده، ويتوسل بأمريكا و( إسرائيل ) بلغة مبتذلة قد يسمونها ( تقية) وقد يسموها مناورات سياسية، غير أن حقيقتها الظاهرة والباطنة لكل ذي بصر وبصيرة إنها الاستسلام بعينه، وحين تستجيب الصهيونية وأميركا فإن النظام الكهنوتي في طهران سيطبع أو بالأحرى يفعل التطبيع كما طبع غيره من عرب اللسان.

لن يحرر فلسطين غير أهلها وأشقائهم العرب والمسلمين المؤمنين حقاً بالحق العربي في فلسطين، والأحزاب القومية والوطنية العربية التي لم تؤسس لتجلس فوق كراسي السلطة بل لتنشر الوعي وتعمق سير العرب نحو وحدتهم الحتمية، وإيران وذيولها وعصاباتها في كل مكان هم زوبعة المشروع الفارسي المبني على عقيدة إقامة دولة فارسية على أرض العرب التي تستغني عنها ( إسرائيل ).

الرد العراقي يوم ٢٢-٩-١٩٨٠ على العدوان الإيراني: القول الفصل في حماية الأرض والعرض

افتتاحية العدد 83 – مجلة الق البعث 

الرد العراقي يوم ٢٢-٩-١٩٨٠ على العدوان الإيراني:

القول الفصل في حماية الأرض والعرض

 

لم تكن إيران خميني يوماً لاهية ولا عابثة في تصدير مشروعها الامبراطوري الفارسي، ولم تتوان ولم تدخر وسيلة ممكنة لإخفاء ذاك المشروع الإجرامي تحت غطاء ديني من جهة ومذهبي من جهة أخرى.

الخميني راهن على احتلال العراق واسقاط نظامه الوطني ظناً منه أن طابوره الخامس وخلاياه الطائفية وعصاباته في الداخل العراقي قادرة على اختراق أمن العراق والعبث بوحدته الوطنية بينما يقوم هو بالغزو لإكمال مؤامرة احتلال العراق.

انشطر الإعلام في كل الأزمنة التي أعقبت احتلاله لمركز السلطة الرابعة إلى شطرين، كل منهما يمثل مصلحته والجهة التي تموله وتحركه، لذلك فإن الإعلام الامبريالي الصهيوني والرجعي والممثل لعصابات وشلل الطوائف قال ومازال يقول كلمته: العراق هو المعتدي، وأحرار العراق والأمة العربية والعالم كله قالوا ولا زالوا يقولون: بأن العراق الشجاع قد مارس حقه في الدفاع عن نفسه وجيشه الباسل حمى الأرض والعرض.

الإعلام المعادي للعراق الوطني القومي الجسور لا زال ينبح ليل نهار ليدين العراق دون جدوى، العالم كله أبصر تحالف إيران مع الغزو الأمريكي، وهو تحالف لا تنكره إلا الأصوات التي نبحت ولا زالت حتى تمزقت حناجرها التي أدانت ولا زالت تدين العراق لأنه رد على العدوان الإيراني الخميني الكهنوتي الفارسي وحجَّمه وقزَّمه.

الرد العراقي الجسور في ٢٢ أيلول ١٩٨٨ حرر مدن زين القوس وسيف سعد ومعها عشرات القرى والقصبات المحتلة من قبل إيران، وأبعد المدفعية الخمينية مئات الكيلومترات عن أرض العراق ومدنه حيث كانت تستهدفها كل يوم بعد وصول خميني إلى طهران على متن طائرة فرنسية خاصة.

الرد العراقي الشجاع العزوم قال لإيران كلمته الفصل وقال لكل العالم أن العربي لا يرضى بالذل والهوان، وهو قادر على حماية وطنه حراً سيداً مستقلاً.

الرد العراقي جاء مزلزلاً وخارج توقعات خميني ومن نفخوا بصورة خميني من محافل الماسونية التي تمثل الدول العميقة في أميركا وأوروبا، وتمثل الصهيونية والرجعية العربية والحراك الطائفي المغذى خارجياً بكل ألوانه البشعة ليتحول إلى خنجر في خاصرة العرب وعامل إنهاك وتدمير واستنزاف للقوة التي أعدها العراقيون وحزبهم المناضل وحكمهم الوطني لتحرير فلسطين كل فلسطين.

عام على معركة الأقصى

عام على معركة الأقصى

أحمد صبري

من المناسبِ ونحن نتوقَّف عِند الذِّكرى الأُولى لمعركة طوفان الأقصى ومخرجاتها ودلالاتها بالتَّحليل والقراءة الاستباقيَّة لمسار معركة بحجم طوفان الأقصى، ينبغي رصد اتِّجاهاتها وما حقَّقته في ميزان الصِّراع العربي ـ الصهيوني والتَّحدِّيات الَّتي واجهتها لِتَصحيحِ مسار المعادلة الَّتي كانت على الدَّوام تميل لصالحِ الكيان الصهيوني المدعوم أميركيًّا.

وعِندما نتوقَّف عِند رصدِ ومتابعة هذا الحدَث بفعل ارتدادات معركة طوفان الأقصى، فإنَّنا نركِّز بمزيدٍ من الفخر والاعتزاز بالمقاومة الفلسطينيَّة وما حقَّقته على الأرض من مكاسب، فإنَّ معركة (طوفان الأقصى) الَّتي أدَّت إلى إحداثِ خرقٍ كبير في جبهة العدوِّ الصهيوني، وانتزعت مِنْه زمام المبادرة على الرّغم من استشهاد كوكبة من رموز العمل المقاوم للعدوِّ الصهيوني الَّذي لم يفتَّ من عضد الصُّمود الفلسطيني وهو يواجه آلة الحرب العدوانيَّة على أصحاب الأرض وتصدِّيه لقطعانِ المستعمِرِين.

لقَدْ أثبتَتْ معركة الأقصى أنَّها واحدة من المعارك الفاصلة في تاريخ الصِّراع على فلسطين مع العدوِّ الصهيوني؛ لآثارها الاستراتيجيَّة الَّتي ستتركها هذه الصولة على الكيان الَّذي أقام بنيانه على آلة حربيَّة إرهابيَّة بامتياز بدَّدتِ الخوف، وأزالتِ الوهْمِ من خلال تكريس حقيقتَيْنِ اثنتَيْنِ: الأُولى هي إمكانيَّة النَّيْل من الكيان عسكريًّا على وَجْهِ الخصوص، والأُخرى أنَّ هذا الكيان ليس قويًّا بالصُّورة الَّتي يبدُو عَلَيْها، وأنَّ عوامل التَّفكُّك والتَّآكل قد تسلَّلت إلى مفاصلِه.

وعلى الرّغم من مرور عامٍ على معركة طوفان الأقصى، وتغوُّل الكيان الصهيوني في إيقاع أفدح الخسائر بالشَّعب، فإنَّنا نرصد انعكاسَه على الموقف الغربي والأميركي عِندما تداعَتْ دوَل الغرب وأميركا منذُ اللَّحظات الأُولى لإنقاذِ كيان الاحتلال، ومحاولة تعزيزِ روحِه المعنويَّة، وأكَّدت أنَّ هذا الكيان هو موقع أميركي وغربي متقدِّم، وأنَّه أُقيم في هذا المنطقة لاستنزاف قوَّتها ومنع وحدتها، فضلًا عن كونه جدارًا متقدِّمًا للدِّفاع عن الهَيْمنة الغربيَّة في هذه المنطقة الحيويَّة.

لقد وضعَتْ معركة الأقصى النّقاط على الحُروف برؤيةٍ واضحة المعالِم لمسارِ المعركة وارتداداتها على جميع الصُّعد، وهي رؤية أبرزَتْ موقفها المُتقدِّم في رصدِها لمسارِ التَّحدِّي وأدواته في مقارعة اغتصاب الأرض والحقوق التَّاريخيَّة للشَّعب الفلسطيني في إقامة دَولته المُستقلَّة وعاصمتها القدس الشَّريف.

إنَّ المنازلة المتوالية فصولًا كشفَتْ عن قدرة المقاوَمة الفلسطينيَّة وأذرُعِها على مواجهةِ الحرب العدوانيَّة من خلال التَّمسُّك بثوابتِ العمل المقاوِم وشرعيَّته عَبْرَ رفضِ كُلِّ محاولات التَّهويد وقضمِ الأرض وإنكار الحقوق، وما يجري على ثرى فلسطين الدَّليل على أنَّ قضيَّة فلسطين قضيَّة عادلة رغم محاولات النَّيْل ومصادرة أحقيَّة الفلسطينيِّين بدَولةٍ قابلة للحياة.

وباتَ الصُّمود الفلسطيني بعد مُضي عامٍ على انطلاقه، سيبقَى عنوانًا ورايةً لكُلِّ المُتطلِّعين للحُريَّة والاستقلال؛ لأنَّ ما جرَى ويجرى في غزَّة والضفَّة الغربيَّة هو انتصار لإرادة الصُّمود الَّتي جسَّدها أبطال فلسطين في مواجهة عدوٍّ طامعٍ بالأرض والمُقدَّسات.

ومهما حال العدوُّ الصهيوني من التَّأثير على إرادة وصمود ومعنويَّات المقاوَمة الفلسطينيَّة، فإنَّ نتائج هذه المنازلة التَّاريخيَّة ستظهر للعالَم أجمع أنَّها معركة بَيْنَ الحقِّ والباطل مهما تغوَّل العدوُّ الصهيوني في غيِّه، إلَّا أنَّ إرادة الصُّمود والتَّمسُّك بالحقوقِ ستبقَى حيَّة ووازنة في موازين الصِّراع وارتداداته.

كاتب عراقي

في الذكرى السنوية لـ(طوفان الأقصى).. متى يفيقُ بعض العرب من غفلتهم؟!

في الذكرى السنوية لـ(طوفان الأقصى)..

متى يفيقُ بعض العرب من غفلتهم؟!

 

* سعد الرشيد

متى يدرك بعض العرب الموالين لإيران أنهم وفي كل مرة يتم استغفالهم ثم بيعهم بأبخس الأثمان.. سؤال افتتح به حديثي اللاحق لتفصيل ما هو واضح إلا للمُغيبة عقولهم من أبناء شعبنا العربي.

إيران كما يُدرك كل ذو وعي وثقافة لم تكن يومًا ما دولة إسلامية، على الرغم من شعاراتها التي تخدع بها أصحاب العاطفة، إيران كانت دائمًا وأبدًا دولة قومية عنصرية، لا تكترث غير لمصالحها ومشروعها الاستعماري المُغلف بلباس الدين لكسب موالاة الشعب العربي المُسلم.

قد يقول قائل بأنّ هذا كلام انشائي لا يمت للحقيقة والواقع بِصلة، فأقول مهلًا، تعال عزيزي القارئ لنقلب معًا بصفحات الأحداث ونتفحصها جيدًا:

–  سنة ١٩٩١ بعد العدوان الغربي على العراق، قامت إيران بتوريط بعض أبناء شعبنا العربي في وسط وجنوب العراق بأعمال تخريبية لمؤسسات ودوائر الدولة بالإضافة إلى عمليات قتل وتصفية للرفاق ومنتسبي الأمن والشرطة، بعد أن وعدتهم بأنها ستساعدهم في التخلص من نظام البعث.. ثم تخلت عنهم رغم أصواتهم المطالبة بنجدتها: (النجدة يا إيران، النجدة يا إيران).. وهذه المطالبات بالنجدة موثقة بالصورة والصوت وليس كلامًا انشائيًا..

–  في تموز سنة ٢٠٠٦، ورطت حزب الله بحرب غير متكافئة مع العدو الصهيوني دون أن تمد له يد المساعدة.

 –  قبل عام من الآن، قامت بخذلان حركة حماس بعد أن زرعت فيهم آمالًا بأنّها ، أي إيران، ستكون على رأس الحربة في محور المقاومة والممانعة وبأنها ستدخل الحرب معهم إن قامت بعمل ، ثم ما إن قام أبطال كتائب القسام بعملهم البطولي المقاوم في ٧ أكتوبر من العام المنصرم حتى أخذت إيران دور المتفرج على دمار غزة، ولم تكتفِ بذلك بل شاركت مشاركة مباشرة باغتيال اسماعيل هنية وهو ضيفٌ عندها.!

–  قبل أكثر من اسبوع ورطت حزب الله مجددًا بحرب شاملة مفتوحة مع الكيان الصهيوني، ثم تخلت عنه وباعت قادته واحدًا تلو الآخر.

 

ولنأتي عزيزي القارئ معًا لنستعرض بعض حوادث الاغتيالات التي وقعت لمناصري إيران من أتباع الولي الفقيه:

– أبو مهدي المهندس الذي قتل بغارة أمريكية مع قاسم سليماني، من يعرف تحركاتهم وخط سيرهم غير إيران!

– اسماعيل هنية، من كان يعرف مكان غرفته التي اغتيل فيها غير إيران؟!

– حسن نصر الله، من، غير إيران، يعلم مكان مخبئه تحت الأرض، وبأنه سيكون متواجدًا فيه تلك اللحظة في اجتماع مع بعض قادة حزب الله بحضور عدد من ضباط الحرس الثوري الإيراني؟!

هل عرفت الآن عزيزي القارئ من هو الذي باع كل هؤلاء ووشى بهم في صفقات تخدم مصالح مشروعه النووي؟!

 

كلامي المشار إليه آنفاً ليس فرط خيال، بل مدعوم بحادثة حقيقية يوثقها التاريخ عندما عرضت إيران على نظامنا الوطني في العراق تسليمه كافة من يُدعى بالمعارضة العراقية في إيران مقابل أن يسلمهم العراق منظمة مجاهدي خلق، ولم يوافق نظامنا في حينها إذ ليس من شيم العرب وعاداتهم الأصيلة الغدر بالضيف والدخيل وتسليمه إلى عدوه، إيران لا تحترم ذيولها وبإمكانها التخلي عنهم في أية لحظة مهما أخلصوا لها وعملوا في خدمتها.

 إيران ليست إلا وجه آخر للكيان الصهيوني الغاصب، بل هو أكثر نظام خدم المشروع الصهيوني في المنطقة، إذ بسبب التغوّل الفارسي وتهديده لأمن المنطقة بالكامل هرعت بعض الأنظمة العربية للتطبيع، وبسبب المجازر التي ارتكبها اتباعها في العراق وسوريا واليمن، صار بعض أبناء شعبنا العربي يفرحون عندما يقوم الكيان بغارات عدوانية على أقطارنا طالما المستهدف هم قادة أو ميليشيات ولائية تابعة لإيران.. هذا ما صنعته إيران، خدمت الكيان الصهيوني كما لم يخدمه أحد من قبل، وجمّلت وجهه القبيح بعيون الكثير من العرب بسبب مشاريعها الطائفية في المنطقة. فالمشروع الفارسي هو تمامًا كالمشروع الصهيوني، مشروعان يتخادمان مع بعضهما البعض في سبيل سحق المنطقة وإراقة الدم العربي، فأفيقوا من غفلتكم التي طال زمنها أيها المخدوعون بإيران!

بيان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي في الذكرى الأولى لطوفان الأقصى

القيادة القومية: 

– “طوفان الاقصى “، محطة مضيئة في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني

            وحمايته السياسية  تتطلب الاسراع بخطوات الوحدة الوطنية  .

-القضية الفلسطينية قضية قومية بامتياز ولا للاستثمار بدم شعبي فلسطين ولبنان  

  • الكيان الصهيوني يستحضر مشهدية غزة في عدوانه على لبنان
  • ولاستعادة نبض الشارع العربي انتصاراً للمقاومة واسقاطاً لنهج التطبيع

 

أكدت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، ان ملحمة”طوفان الاقصى” ، تشكل علامة مضيئة في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني، وان حماية هذا الانجاز الوطني – القومي يتطلب تسييجها بوحدة وطنية واحتضان قومي . وشددّت على اهمية  الاحتضان  القومي للقضية الفلسطينية  وهو الذي يضع حداً للاستثمار السياسي بدم شعب فلسطين ولبنان. ورأت في توسيع الكيان الصهيوني لعدوانه على لبنان استحضاراً لمشهدية غزة من قتل وتدمير وتهجير . كما دعت الى استعادة الشارع العربي لنبضه انتصاراً للمقاومة واسقاطاً لنهج التطبيع .

 جاء ذلك في بيان للقيادة القومية لمناسبة مرور سنة على  “طوفان الاقصى” ، في مايلي نصه.

 

في الذكرى السنوية الاولى ل “طوفان الاقصى” ،تحيي القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي   ارادة التصدي  التي جسدها المقاومون الابطال في غزة  باقتحامهم دفاعات  العدو واختراق تحصيناته والعودة بصيد ثمين من الاسرى ، كما تحيي  ارادة الصمود لدى جماهير شعبنا التي قدمت  تضحيات جسيمة  لتشبثها بالارض ، وتنحني اجلالاً لارواح الشهداء الذين رووا ارض غزة بكل حواضرها بدمائهم الطاهرة مسطرين واحدة من اروع ملاحم البطولة في تاريخ مقاومة شعب فلسطين للاحتلال الصهيوني.

 

بعد عام على “طوفان الاقصى”، ماتزال غزة تقاوم  رغم ما ارتكبه العدو من جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية ،بعدم احترامه لقوانين الحرب التي تفرض تحييد المرافق الطبية والانسانية ومراكز الايواء واحترام حقوق اسرى الحرب  وانتهاكه للمواثيق الدولية واحكام القانون الدولي الانساني منفذاً واحدةً من حروب الابادة الجماعية التي لم يشهد التاريخ الحديث مثيلاً لها ، هذا الى الحصار المفروض براً وبحراً وجواً ،وهو مايحول دون وصول مساعدات الاغاثة لاكثر من مليوني انسانٍ  يعيشون اوضاعاً معيشية قاسية لاتتوفر لهم الحدود الدنيا من الضرورات المعيشية والملاذات الامنة بعدما حّول العدو غزة الى ارض محروقة انتقاماً لما حل به  في السابع من اكتوبر ، ولعدم تمكنه من تحقيق اهدافه في استرداد اسراه ووأد ارادة المقاومة وتنفيذ “ترانسفير” جديد بحق  اهل غزة.

كما إن العدو ، بعد مرور عامٍ على “طوفان الاقصى”  ، لم يوفر الضفة الغربية والقدس من اعمال العدوان المتعددة الاشكال ، من اقتحام المخيمات وتجريف الاحياء السكنية ، وتنفيذ عمليات اغتيال ضد المقاومين وارتكاب المجازر بحق المدنيين واخرها الجريمة التي ارتكبها في طولكرم وقبلها في جنين وحرم الاقصى ، وذلك لابقاء جماهير الضفة والقدس  محاصرة ضمن دائرة حزام النار في الوقت الذي يواصل جرائمه بحق اهل غزة.

ان  العدو الصهيوني  وعلى ابواب الذكرى السنوية “لطوفان الاقصى” ، اقدم على توسيع رقعة عدوانه  ضد لبنان مستحضراً مشهدية ما ارتكبه في غزة ولم يزل من تنفيذ عمليات اغتيال وتدمير وتهجير  ،غير آبهٍ بالمبادرات الدولية الداعية الى وقف اطلاق النار وتنفيذ القرارات الدولية وخاصة القرار ١٧٠١ ،وهو مابات يرفضه مع التمهيد لعملية اجتياح  بري لخلق وقائع جديدة تمكّنه بالاستناد الى معطياتها فرض شروطه الامنية والسياسية التي تتجاوز مندرجات هذا القرار.

ان العدوان الصهيوني على لبنان الذي اوقع  حتى الان  اكثر من الفي شهيد واكثر من عشرة الاف جريح ، ودفع نحو مليون ونصف المليون الى النزوح في ظل واقع لبناني محكوم بانهيار مؤسسات الدولة وعدم قدرتها على تلقي عبء النزوح ،يضع  لبنان على حافة كارثة انسانية توازي تلك التي ينوء تحب اعبائها اهل غزة ، وهذا مايجعل العدوان على لبنان يتناسق مع العدوان على غزة لجهة مايريد العدو فرضه من شروط في ظل الدعم الاميركي اللامحدود على كافة الصعد والمستويات ،  وفي ظل واقع الانقسام السياسي لبنانياً وفلسطينياً وعدم الارتقاء الى مستوى تحقيق وحدة وطنية في هاتين  الدائرتين تمليها ضرورات  المواجهة ومنح الموقعين  الفلسطيني واللبناني مناعة  داخلية في مواجهات التحديات التي يفرضها تواصل العدوان وتصعيده. واذا ما اضيف الى النتائج السلبية المترتبة على استمرار الانقسام الفصائلي الفلسطيني والمناكفات السياسية الداخلية اللبنانية  وعجز النظام الرسمي العربي عن كسر الحصار المفروض على غزة وبرودته  في مساعدة لبنان مع استمرار بعضه في نسج علاقات تطبيع مع الكيان الصهيوني ،فإن الانكشاف القومي هو الذي  افسح المجال للنظام الايراني  التغول في العمق القومي موظفاً  دماء شهداء لبنان وفلسطين الذين يسقطون في المواجهة مع العدو في خدمة  تحسين مواقعه بالتماهي مع الرغبة الاميركية  بغية  انتاج نظامٍ اقليمي جديد تحت مسمى الشرق الاوسط الجديد،  وان حزبنا ،حزب البعث العربي الاشتراكي يرفض تجيير تضحيات شعب لبنان لصالح اجندة النظام الايراني ويدعو القوى التي تنفذ تلك الاجندات العودة الى وطنيتها تعلق الامر بساحة لبنان او بساحة فلسطين   .

ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ولمناسبة مرور سنة على”طوفان الاقصى ” ، وهي تكبر التضحيات الجسيمة  التي تبذلها جماهير فلسطين ولبنان وصمودهما في مواجهة تصاعد العدوانية الصهيونية عليهما انما تؤكد على الحقائق التالية  :

الحقيقة الاولى ، ان عملية “طوفان الاقصى “، شكلت محطة هامة في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني ، وهي وإن لم تكن  الاولى التي سطرت فيها المقاومة الفلسطينية ملحمة بطولية في مواجهة العدو الصهيوني  ، فإنها لن تكون الاخيرة ، لان الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع وجودي سيبقى مفتوحاً على المستقبل طالماً بقي الاحتلال قائماً . ولهذا فإن هذه الانجاز النضالي سيؤسس عليه نضالياً وسياسياً كونه  جسد نقلة نوعية في مسيرة  المواجهة مع العدو الصهيوني.

الحقيقة الثانية ، ان المقاومة ومعها جماهير فلسطين تدرك ، ان النضال من اجل حماية الهوية الوطنية والتحرير وحق تقرير المصير ، هو طريق ليس  مفروشاً بالورود، بل هو طريق شائك يتطلب تضحيات بالنفس والمال وكل ماهو متاح من امكانات لمواجهة عدوٍ عنصريٍ  لايعيرُ اعتباراً للقيم الانسانية والاخلاقية ، ويحكمه نظام مارق يحظى بدعم مطلق من دول النظام الاستعماري وفي طليعتها اميركا التي توفر له الحماية الدولية من كل ادانة سياسية  ومساءلة قضائية عن جرائمه التي يرتكبها ضد شعب اُغْتصِبت ارضه وشرد منها . 

وعلى هذا الاساس   فإن الصراع مع العدو ، لايقتصر على مواجهته لوحده  وحسب وانما يشمل كل الداعمين والمتماهين معه من قوى دولية واقليمية  يلتقون على معاداة العروبة كهوية قومية  وكمنظومة  قيمية انسانية واخلاقية وكتاريخ حضاري وكمشروع سياسي هادف الى توحيد الامة العربية  في دولة قومية تتحقق فيها ذاتها  التي تنطوي على كل مقومات الوحدة.

الحقيقة الثالثة ، ان القضية الفلسطينية ، كانت قبل “طوفان الاقصى” وستبقى بعدها،  تشكل عاملاً كاشفاً لكل الاوضاع المحيطة بها في دوائر الفعل الوطني الفلسطيني والقومي والاقليمي والدولي وكما يؤكد القائد المؤسس الاستاذ ميشيل عفلق . فهي كاشف لمخاطر الانقسام السياسي في بنية العمل المقاوم الاحتلال وتأثيراته السلبية على فعاليات المقاومة بكل تعبيراتها السياسية والعسكرية والجماهيرية والتعبوية ، كما هي كاشف لتخاذل دول النظام الرسمي العربي  لابل تواطؤ وتآمر بعضها على  فلسطين شعباً وثورةً  بالمحاصرة السياسية والتقتير المالي ، في الوقت الذي تستمر فيه هذه الانظمة بادامة  علاقاتها الدبلوماسية والتطبيعية مع الكيان الصهيوني رغم حرب الابادة والتدمير والتهجير التي يشنها على غزة ولبنان وهو الذي لا يخفي ان حدود كيانه تتجاوز حدود فلسطين التاريخية الى مايسمى بدولة “اسرائيل الكبرى”التي ترتسم حدودها مابين الفرات والنيل.

الحقيقة الرابعة ،

ان فلسطين ، ومنذ بدأ الحلف الصهيو –  استعماري  التخطيط والتنفيذ لاغتصابها واقامة كيان غاصب على ارضها ، لم تكن بأساس وخلفية مشروعه مستهدفةً لذاتها وحسب ، وانما الوطن العربي برمته ويكفي التذكير بمقررات مؤتمر كامبل بانرمان ١٩٠٥- ١٩٠٧ ، للتدليل على البعد الحقيقي لاختيار فلسطين ، موقعاً تقيم عليه الحركة الصهيونية كيانها بدعم استعماري لاحدود له . وهذا مايجعل من القضية الفلسطينية قضية قومية عربية مكتملة الاوصاف والاركان . وعندما تكون قضيةً ما ،  قضية قومية ، فأنها تتحول الى قضية شعبية تتجذر في وجدان الامة الجمعي وفي تفاصيل حياتها. وهذا مايشعر به كل انسان عربي حيث يرى بالقضية الفلسطينية قضية خاصة به تعنيه في حاضر حياته ومستقبله لارتباط مصير الامة بها .  وهذا ما لا ينطبق على تعاطي شعوب وامم اخرى معها ، اذ قد تقدم انظمة هذه الشعوب والامم على اتخاذ مواقف سلبية او ايجابية من القضية الفلسطينية ، ولكنها لا ترتقي في تعاملها معها باعتبارها قضية قومية ، وهذا ينطبق على الدول والانظمة التي تنظر الى القضية الفلسطينية وتتعامل معها باعتبارها قضية للاستثمار السياسي وكما هو حال النظام الايراني .

فالقضية الفلسطينية ما كانت يوماً قضية قومية للشعوب الايرانية ، بل هي مجرد قضية سياسي فوقية يتعامل معها النظام الايراني  باعتبارها مدخلاً للنفاذ الى قلب الوطن العربي وغرس مخالبه به .  وقد ساعده على ذلك ، الانكشاف القومي للامة بعد احتلال العراق من جهة  ، والتسهيلات الاميركية  من جهة اخرى بغية تنفيذ ماعجز عنه العدو الصهيوني من تحقيقه في اختراق العمق الشعبي العربي وتفتييت بناه المجتمعيه وتحويل الدول العربية  الى دول فاشلة . وقد اثبتت الوقائع التي اعقبت “طوفان الاقصى” على جبهتي لبنان وفلسطين ،ان النظام الايراني يستثمر بدم ابناء الامة من فلسطينيين ولبنانيين خدمة لاجندة اهدافه الخاصة بالاستناد الى التضليل الذي مارسه  في تعامله مع القضية الفلسطينية ، وبما دفع كثيرين من القوى السياسية العربية وللاسف لان تعمل على تسويق الموقف الايراني على انه موقف  جذري في معاداته للكيان الصهيوني فيما الحقيقة عكس ذلك وهو الذي يبقي قنوات اتصاله مفتوحة مع اميركا التي تضبط ايقاع تبادل الرسائل بالنار بين النظام الايراني والكيان الصهيوني لابقائها ضمن دائرة الاحتواء وفق الحدود المتفق عليها سلفاً .

ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، التي ترى ان “طوفان الاقصى” ليست الا محطة في مسار النضال الوطني الفلسطيني ، تؤكد مجدداً ، بأن التضحيات التي تقدمها جماهير الامة في ساحتي فلسطين ولبنان ، ستذهب سدىً ان لم يتم تثميرها وتوظيفها توظيفاً نضالياً  في سياق تحصين الموقف الوطني الفلسطيني كما الموقف الوطني اللبناني.  وهذا مايتطلب :

اولاً ، المبادرة فوراً الى تفعيل ماتم الاتفاق عليه في بكين عبر وضع مندرجات اتفاق الوحدة الوطنية  قيد التنفيذ العاجل .  فبمثل هذه الوحدة ، تُحْدِثُ المقاومة صدمة ايجابية لدى جماهير فلسطين والامة ، وصدمة سلبية لدى العدو الذي يراهن على استمرار الانقسام في الصف الوطني الفلسطيني لتمرير مخططاته السياسية الانية والبعيدة المدى بدءاً بطمس  الهوية الوطنية الفلسطينية عبراسقاط التمثيل السياسي للشعب الفلسطيني والذي تمثله منظمة التحرير الفلسطينية.فضلاً عن ذلك ، فإن تحقيق هذه الوحدة بقدر ماهو حاجة وطنية فلسطينية ، فإنه حاجة عربية لمحاكاة الواقع العربي الرسمي والشعبي بموقف سياسي موحد ورؤية موحدة لآلية  ادارة الصراع بكل عناوينه ومتفرعاته ومنها ادارة الحراك الدبلوماسي الذي يفترض تفعيله في الحد الاقصى الممكن للاستفادة من معطى المتغيرات الايجابية على المستوى الدولي ،تعلق الامر بارتفاع عدد الدول التي تعترف بفلسطين ، او  بمقاضاة “اسرائيل”  على جرائمها امام محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية ، او   باجراءات المقاطعة لهذا الكيان والتي اتخذتها شركات وجامعات ومؤسسات بحث علمي وهيئات تعمل في مجال حقوق الانسان  .

لقد تحولت القضية الفلسطينية بعد “طوفان الاقصى” الى قضية رأي عام دولي ،وعلى ثورة فلسطين ان ترتقي الى مستوى هذا التحول واعتباره الانجاز الاهم الذي تحقق على مدى عقود من النضال  بوضع  القضية الفلسطيني في مدارها الانساني وهو الذي كانت تفتقر له في السابق ، وكان احد اسباب ضعفها وعدم قدرتها على خوض صراعٍ متكافىءٍ بكل ابعاده وعناوينه.

 

كما ان  القيادة القومية للحزب، بقدر تأكيدها على اهمية  الارتقاء بالعلاقات الفصائلية الفلسطينية الى مستوى الوحدة الوطنية الفعلية على ارضية برنامج مقاوم ، تشدد على اهمية تحصين جبهة لبنان الداخلية بوحدة وطنية فعلية ، وانطلاقاً من ادراك عميق ، بان العدو الصهيوني ، هو عدو للبنان بكل مكوناته ، وهو يبغي ابقاء بنيته الداخلية مفتتة ومتشظية ، اسوة بما يبغيه للمكونات الوطنية العربية التي  دُمِرَتْ بنيتها بفعل الدور الايراني التدميري واخطره تطييف  الحياة السياسية  واحداث تغيير في التركيب الديمغرافي عبر استقدام كتل بشرية غير عربية  لتوطينها في سوريا والعراق على غرار الاستيطان الصهيوني في فلسطين الذي يتوسع ويتمدد على حساب الوجود العربي.

ان تمكين لبنان من توحيد جبهته الداخلية  في مواجهة مخاطر العدوان الصهيوني ، هي عامل اساس من عوامل افشال المخطط الصهيوني ، وان المدخل لتوحيد هذه الجبهة الداخلية على ارضية مشروع يعيد توحيد لبنان ارضاً وشعباً ومؤسسات ، هو اعادة الاعتبار الدولة واعادة تفعيل حضورها في القيام بمهامها الاساسية  الرعائية والحمائية.

إن توحيد  الادراة السياسية الوطنية على جبهتي لبنان وفلسطين الساخنتين حالياً  إنما يساعد في تعزيز الصمود في الميدان وعلى جبهتي العمل السياسي والدبلوماسي وتلقي نتائج العدوان والعمل على احتواء تداعياته في الحد الادنى من الانعكاسات السلبية.

 والقيادة القومية للحزب ، وهي تولي اهمية لتحقيق وحدة وطنية فعلية على هاتين الجبهتين ، لاتسقط الاهمية التي تنطوي عليها الساحات العربية الاخرى خاصة تلك التي تعيش تحت وطأة ازمات بنيوية بعضها مستباحة من عصابات اللصوص والتشكيلات المليشياوية التي ترتبط بمركز التحكم والتوجيه الايراني كحال العراق وسوريا واليمن ، وبعضها تحت وطأة حرب عبثية كحال السودان الذي يندفع نحو المجهول  ، وبعضها تستنزفه الصراعات القبلية والجهوية كحال ليبيا والصومال ، الى ساحات اخرى تنوء تحت عبء ازماتها السياسية  والاقتصادية والاجتماعية.

وعليه ، فإن الصراع  مع العدو الصهيوني ، والذي هو صراع قومي بكل ابعاده وان تموضعت فعالياته الميدانية على جبهتي لبنان وفلسطين بشكل اساسي ، بات يوجب  تحصين الجبهات العربية الداخلية من الاختراقات المعادية سواء كانت من المداخل او الداخل القومي  وهو الذي يتطلب نضالاً وجهداً سياسياً وشعبياً  لاسقاط منظومات الحكم المرتهنة للقوى الدولية وقوى الاقليم ، وتخليص جماهير الساحات من تسلط المليشيات على مقدرات البلاد والعباد واعادة الاعتبار للدولة الوطنية وبما يمكنها من توفير مسلتزمات الامن القومي  في مواجهة تحديات الخارج والامن المجتمعي في مواجهة قوى التكفير الديني والفساد والمحاصصة والتخريب  على كافة اشكاله سواء هدف الى تناول بنية الدولة او البنية المجتمعية.

 

ان القيادة القومية للحزب ، وفي الذكرى السنوية لعملية “طوفان الاقصى”  ، ترى في الوحدة الوطنية الفلسطينية عنصر الاستعصاء الوطني  الذي يحول دون احتواء القرار الوطني الفلسطيني ،كما بالوحدة الوطنية اللبنانية عنصر الارتكاز الذي يمكن اللبنانيين من الوقوف على ارضيته لحماية لبنان مما يتهدده من مخاطر صهيونية ومن الاثار السلبية لتثقيل ساحته باعباء مشاريع  قوى دولية واقليمية  تتعارض والمصلحة الوطنية اللبنانية الذي لايحميها الا العمق القومي. 

 

والقيادة القومية للحزب ، وهي تعتبر  يوم السابع من اكتوبر يوماً مجيداً من ايام العرب الخالدة   ، تدعو الجماهير العربية عبر قواها الوطنية والامينه على  تمثيلها للارادة الشعبية الى اطلاق حراك شعبي  يعيد للشارع العربي نبضه انتصاراً للمقاومة واسقاطاً لنهج التطبيع ، وحتى يدرك كل من يتعامل مع القضية الفلسطينية من الموقع  السلبي او المستثمر بها ، بان هذه القضية ستبقى محركاً للنضال العربي ومن يقاتل صدقاً من اجلها هم ابناء الامة انطلاقاً من وعي قومي متجذر في الوجدان القومي بأن   الصراع العربي – الصهيوني  سيبقى مفتوحاً  طالما بقي الاحتلال قائماً . وعلى قاعدة  وجودية هذا الصراع فإن  الحياة لاتستقيم   لاحدهما الا بنفي الاخر. ومن يبقى هو الاصيل بانتمائه للارض ومن تشكلت هويته القومية عبر تواصل المراحل التاريخية للتشكل القومي العربي  ، ومن سيزول هو من تم استيلاده بقرار دولي في ظل توازنات وتقاطع مصالح دولية ، وهو سيزول حكماً باختلال هذه التوزانات والمصالح  والمهم ان تبقى جذوة المقاومة والنضال متقدةً .

 

المجد والخلود للشهداء من ابناء هذه الامة في أية  ساحة سقطوا دفاعاً عن الامن القومي العربي

والشفاء للجرحى والحرية للاسرى والمعتقلين في سجون ومعسكرات العدو الصهيوني وفي سجون ومعتقلات انظمة الاستبداد والفساد والرجعية ، والنصر ما كان يوماً الا حليف الشعوب المكافحة من اجل الحرية والاستقلال وحق تقرير المصير.

 

القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

في 7/10/2024

 

 

إضاءات فكرية

إضاءات فكرية

أ.د. طارق السامرائي

 

سيناريو التوغل البري الصهيوني بداية مشروع اقليمي لمشروع دولي

قد يخيب ظن البعض من يقرأ الحوادث بعكسية أهدافها، فالأمر يتعلق بتحليل مجمل ما يجري لما سيجري.

فبعد أن تم جر إيران إلى سوح المنازلة أصبح للجريمة طعم خاص ومذاق معسل، الرعب في لبنان وديمومة نيران الحرب مكلفة لكنها مطلوبة وتوسيعها إقليمياً ودولياً هدف مركزي واستراتيجي ملح وإن لا زال تحت المظلة.

إيران لا ترغب بإسقاط حالات التقادم لمشروعها الحلم العسكري السياسي المذهبي (النووي) تلوح به وهو في مرحلة طفولته وتنتظر مرحلة النضج ثم التلويح بالحرب، لكن جملة من الضغوط القسرية دفعتها لخوض شفاف للمعركة مع حسابات بإطار تفاهمات ستجري وراء اللا_مرئيًا مع الخصوم لترسيم حدود المعركة وما تتمخض عنه.

إيران وأمريكا و”إسرائيل” ليسوا أغبياء، ولكن الظروف تفرض تناولها بحكم الحسابات في الربح والخسارة.

الآن تكاملت ملامح الصورة …نحن في حرب أركانها “إسرائيل” -إيران- فلسطين -لبنان -أمريكا -الغرب، والباب مفتوح على مصراعيه للصين وروسيا من طرف ودعوة منظمات جهادية أفغانية وباكستانية وإسلامية وأجنبية من طرف ثاني.

إيران تريد السلام والهدوء و”إسرائيل” تجبرها على زجها في أتون الحرب وبعلم الولايات المتحدة الأمريكية…

والمجتمع الدولي بين القوانين بلا تطبيق ويطالب بسياسة ضبط النفس!!!

والأمور تجري بما لا تشتهي براقش!!!

سيعقد مجلس التعاون الخليجي بعد ساعات.. ما عليه وما له والعلم عند الناس اليوم، يريد المجلس تطبيق القرار 1651 تطبيق مخرجات اتفاق الطائف بشأن لبنان وهو مرتعب من تهديدات إيران إن شذ العرب عن مواقفهم وذهبوا لدعم تل أبيب.

السؤال هل سيعقد هذا المؤتمر بمعزل عن دراية وعلم أمريكا والغرب؟ وهل ستترتب الأوراق حسب أولوياتها وأهميتها؟ (وهل سينجح ويجتاز المحنة أم يخفق ويستدير للوراء؟

وهنا يبرز سؤال آخر مرادف (لماذا نجحوا هم …. ولم ننجح نحن)

هو ما على الطاولة للمؤتمر الآن!

نجح دعاة الخراب والتدمير والحرب، نجحوا في قلب الموازين وتخلف معايير المصلحة الوطنية العربية وإعاقة نضج مشاريع التقدم والمقاومة النظيفة، وهو تفوق له أدوات نجاحه في التصنيع والتقنية والدونات السياسة الملتوية الغربية.

دخلت إيران عنوة عنها الحرب لكي تصبح الخطوة الأخيرة للحرب الإقليمية قائمة في الشرق الأوسط والمنطقة العربية على الخصوص، والمستجد الحالي هو (أن نصر الله تابع انتهت صلاحية استخدامه…. فقتل).

ولابد من مراجعة وقراءة للأحداث المتصاعدة في لبنان والاستهدافات التي نفذتها عساكر “إسرائيل” ضد فلول وقادة حزب الله وحماس من أذى واغتيالات وصولًا للتهديد باجتياحه وفرض الطاعة إزاء صمت دولي رهيب وعجعجة إعلامية مذبذبة وتأييد أمريكي غربي صارخ.

أحداث متشابكة متسارعة يومية بإطار حرب تجاوزت حدود 370 يوماً تتطلب تعاملًا جديًا عربياً إسلامياً ودولياً بإطار الاستنكار الشديد لجملة الجرائم البشعة والإبادة الجماعية التي تستهدف بشكل ممنهج الأطفال والنساء وكبار السن بلا تفريق، والتي لها استراتيجيتها المبرمجة والتي صنعت وتبلورت وطبخت في مطابخ الأجنبي.

ومن هذا الباب فإن الطبخة الجديدة بعد فلسطين ولبنان هو الأردن ومصر ومحاولات خلق المناخ الاحتجاج التأجيجي ضد السلطة في البلدين وتغذية النعرات الطائفية في العراق واليمن وأقطار الخليج العربي، وهو تنسيق بين المشروعين الصهيوني الغربي الصفوي رغم توفر بعض التعارض في مقاربات تطبيقه إلا أن الاتفاق قد تم وهو الذي يحمل رياح الكراهية والتفتيت للعرب في المنطقة.

إن منطلقات نجاح هذا المشروع يدعو إلى تكريس سياسة (التجويع والترويع والحصار الاقتصادي) لترويض شعب الأمة للاستسلام وتوديع ما يدعى وحدة الأمة العربية كنواة لوحدة الأمة الإسلامية والاستعانة بنظريات (الإبادة الجماعية والتهجير القسري).

وهو مشروع ممنهج لتوظيف حالات العقم للنسل العربي واجهاض التوليد البشري العربي. إن ما يجري في بلدان الوطن العربي لا ينحصر في حلم عدائي للتوسع وإشاعة الوجود “الإسرائيلي” اللقيط القسري إنما لنشر العقيدة الصهيونية والفكر الالحادي وشرذمة المجتمع العربي والإسلامي (رامبو التخلف المقصود).

ساهمت إيران بغيها التاريخي وكرهها العرب والإسلام بقسط وفير من الحرب والتنكيل بالأمة، تتعامل مع الشيطان بلا تردد، لذلك ساهمت وعبر ذراعها في لبنان خدمة لولاية الفقيه جرائم منكرة بحق شعب العراق وسوريا ولبنان وقتل الناس تحت مسميات طائفية ومذهبية وتعميق سياسة النزوح بحق العراقيين وأهل الشام لا تمحي من الذاكرة.

لكننا نلاحظ أن المشروع الصهيوني يتقدم على المشروع الصفوي من حيث القوة العسكرية والدعم الغربي والأمريكي وعدم التقيد بالقوانين والتشريعات الدولية ويتقدم المشروع الصفوي الإيراني على الصهيوني من حيث المراوغة السياسية وأسلوب التدليس وممارسة الخداع واعتماد صيغ التوريط ثم الانسحاب والتنصل من الالتزامات وهو ما نجح فيه بالتعامل مع دول الجوار عبر التاريخ.

وكلاهما من حيث المبدأ يهدف إلى تمزيق اللبنة المجتمعية العربية الإسلامية واحداث شروخ في بنيته القيمية والأخلاقية كمنظومة صعبة الاختراق وتقويض قدراته في المواجهة على كافة الأصعدة ، يصاحبه مع الأسف والألم النفسي قبول جزئي لما يحدث من قبل بعض الأنظمة العربية التي تباطأت في نصرة القضية الفلسطينية كقضية عربية ثم دولية وترك مصيرها متعلق بقرارات الغرب مطحونا بالمزايدات وأسواق المراهنة كما حدث في العراق سنة 2003 حيث أعلن المزاد العلني تبعًا للمصالح وتم استباحة الساحة العربية بالفيضان الإيراني وموجاته التترية، ودفعت الفاتورة بأثمان باهظة ولا زالت الجريمة مستمرة تطال الأردن وسوريا من جديد ومصر وهي ضريبة مضافة لما حدث وسبب الغصة ودعا حماس وفلسطين أن تلجأ إلى دفء الحضن الإيراني كضرورة تاريخية لتجاوز منعطف استئصال دورهم الجهادي في التحرير.

ونتيجة لهذا الوضع صممت إيران شعاراتها التكتيكية تحت يافطة فلسطين قضية إيرانية، الأمر الذي دعا حزب الله أن يلعب دوراً إجرامياً في سوريا والعراق ولبنان مستثمرًا الموقف لينال من الأغراض والنفوس قتلًا وتشريدًا.

وهنا لابد من طرح الحقيقة إن القاتل صهيوني وهو عدو الأمة الأول لكن هذا لا يمنع أن تقاس الجرائم بما جرت وهو أمر يتطلب وعيًا لما يحاك للعرب والمسلمين وإن تداخلت الخنادق وما هو في طريق البلورة من استهدافات لمصير الأمة والذي يدعونا بالضرورة إلى قراءة المشهد بدقة وموضوعية كونه يمثل مشروعًا جديداً قابلاً للافتتاح فمن العراق إلى غزة إلى لبنان وعلى المدي القريب على الأردن ثم مصر وبذلك تنتهي مراسيم المشروع الصهيوني الصفوي الغربي وعلينا تفويت الفرصة قبل استفحالها وسريان سرطانها في جسم الأمة.

رؤيتي لخطابات ولاية الفقيه الفارسية

رؤيتي لخطابات ولاية الفقيه الفارسية

خلال متابعتي لخطاب المرشد، علي خامنئي التأبيني لاغتيال حسن نصر الله، والذي تحدث خلال باللغة العربية، عدت بذاكرتي إلى خطابات الخميني التي مضى عليها 45 سنة، كانت باللغة الفارسية، خطابات الاثنين تحمل المضمون نفسه، ليس هناك اختلاف بينهما سوى أحدهم باللغة العربية والآخر باللغة الفارسية، يتضمن (نقتل ونمسح من الخارطة إسرائيل ،وننصر المستضعفين في العالم)..

لم نر أي تغيير بسياستهم الخارجية بالرغم أنهم احتلوا أربع عواصم عربية  والخامسة دولة الأحواز العربية المحرم عليهم أبسط حقوقهم القومية المشروعة، المعترف بها.

كيف لنا أن نصدق ادعاءهم بنصرة المستضعفين، وما زالت (إسرائيل) تتمدد بحدودها، والظاهر أن بعض الدول العربية سوف تمحى من الخارطة كما الأحواز وثم فلسطين والقادم أعظم.

وأصبح الملالي اليوم يتدخلون بشكل سافر في شؤون الدول العربية بشكل مباشر، ويفرضون ما يريدونه بالقوة أو بالتواطؤ مع أذنابهم.

 

هل نصدق بعد كل هذه السنين ادعاءهم نصرة المستضعفين، وادعاء الفرس نيتهم تحرير فلسطين بعد اغتيال هنية رئيس حركة حماس في طهران؟

وكل أذرعهم في البلاد العربية ما هي إلا وسيلة لتنفيذ مآربهم القومية العنصرية وفرض سيطرتهم على الدول العربية وتحقيق أحلامهم باستعادة إمبراطورية كسرى البائدة، ومن يظن أن الملالي هَمّ الملجأ الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار والحرية والرخاء ونشر الإنسانية والديمقراطية الحقيقية فهو واهم.

الحل الوحيد هو تصميمنا نحن العرب على تحقيق الأمن والأمان وتحرير أراضينا العربية المحتلة من أي أجنبي دون الاعتماد على المساعدة الخارجية.

 

 

محمود بشاري الكعبي

من مؤسسي الجبهة العربية لتحرير الأحواز

 وأمين عامها الأسبق.

ما هيك اتفقنا!

ما هيك اتفقنا!

أ.د. سلمان الجبوري

كثر الحديث عن قواعد الاشتباك منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب بين الكيان الصهيوني وحزب اللات اللبناني، ولما وجدت ان هناك خروجا عن المفهوم الحقيقي الذي اعرفه لهذا المصطلح لذا عمدت الى الكتابة على بعض وسائل التواصل الاجتماعي وبعض الصفحات الخاصة متسائلا عما هو مقصود بتلك    القواعد لاعتقادي ربما يكون قد جرى تغيير على ذلك المفهوم او لربما أكون انا قد فهمت المصطلح بشكل غير صحيح، واذ تبين لي بان المعنى والمضمون الحقيقي لهذا المصطلح هو كما عرفته انا، فعدت ابحث عن تفسير لما هو حاصل من تطبيق له على ارض الواقع وعندما استحضرت الوقائع السابقة والحالية المتعلقة بالعلاقة بين اميركا والكيان الصهيوني من جهة وايران واجنحتها من حزب اللات اللبناني والحوثيين والميليشيات الولائية والحشد من جهة أخرى وجدت ان ماهو متداول الان بقدر تعلق الامر بأطراف تلك العلاقة هو بالفعل قواعد جديدة للاشتباك متفق عليها بينهم تختلف عن تلك المتعارف عليها دوليا، حتى ولو لم تكن مكتوبة مفادها نحن أعداء في العلن ولكننا متخادمون سرا في التطبيق ومضمون ذلك الاتفاق اننا نضرب بعض دون إيقاع الأذى المعتاد في الحروب الحقيقية بل وابعد من ذلك السماح المتبادل لطرفي النزاع المزعوم بايقاع قدر من الخسائر في الجانبين. ان سبب تكرار ترديد مصطلح قواعد الاشتباك المتفق عليها بين الأطراف هو تجاوز الكيان الصهيوني لتلك القواعد وايقاعه اذى اكبر مما هو مسموح به بينهما . ان اعتماد قواعد الاشتباك المتفق عليها وإصرار النظام الإيراني على العمل بموجبها انما هو يخدم الاهداف المشتركة لتلك الأطراف وابرزها عدم زج ايران في حرب مع اميركا والكيان الصهيوني والمحافظة على الدور التخريبي لإيران في المنطقة من خلال تواجدها بواسطة اذرعها وعملائها في العراق وسوريا ولبنان واليمن واستعدادها للتمدد الى اقطار أخرى كالسودان وربما الأردن ومصر والشمال الافريقي بواسطة استخدام سياسة ايهام تلك الدول بحرص ايران بالدفاع عنها كما فعلت مع حماس في غزة دون ان تقدم دعم ظاهر يمكنها من إيقاف عجلة التدميرللكيان الصهيوني ان تفعل فعلها التدميري في غزة او في لبنان الان.

وبالعودة الى المفهوم الحقيقي لقواعد الاشتباك يمكننا القول ان من قواعد الاشتباك ما هو عام تحكمه المواثيق والأعراف الدولية وتضبطه المؤسسات الدولية ومنها ما هو خاص بكل طرف من الأطراف المتحاربة تحكمه الأعراف الإنسانية والدينية وقيم الرجولة والفروسية كتلك التي أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فى «الحروب» فقال: «لا تقطعوا شجرة.. وألا تقتلوا امرأة ولا صبيا ولا وليدا ولا شيخا كبيرا ولا مريضا.. لا تمثلوا بالجثث.. ولا تسرفوا فى القتل.. ولا تهدموا معبدا ولا تخربوا بناء عامرا.. حتى البعير والبقر لا تذبح إلا للأكل».. كما أوصانا أيضا بالإحسان إلى الأسير وأن نكرمه ونطعمه.. وأن نوفى بالعهد. وكذلك ما أوصى به من بعده الخليفة عمر الفاروق رضي الله عنه وارضاه جيشه الذى فرق بين الحق والباطل (لا تُسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينقص منها ولا من خيرها ولا من صليبهم ولا من شىء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم ولا يضار أحد منهم)

تلك القواعد التي شذ عنها مدعو الإسلام الفرس المجوس في حربهم مع العراق حيث جندوا الأطفال بخديعة ان سيدخلون الجنة واعدموا الاسرى واسائوا معاملة من بقي منهم على قيد الجياة ولم يفرقوا بين مقاتل ومدني اعزل او بيوت مسكونة او منشئاة النفع المدني العام او ما فعلوه مباشرة او بواسطة اذرعهم المجرمة في اليمن او في سوريا او في العراق.

ان ما شهدناه في الآونة الأخيرة من قواعد اشتباك بين ايران واذرعها من جهة والكيان الصهيوني وأميركا من جهة أخرى انما هو اتفاقات مسبقة على قواعد اشتباك من نمط خاص يبقي ايران خادمة للمشروع الأميركي في محيطها الإقليمي ويظهرها كأنها عدو حقيقي لهم وكانت تنتظر ان تلتزم الأطراف الأخرى بهذا النمط الجديد من قواعد الاشتباك والذي لم يلتزم به الكيان الصهيوني والذي اثخن جراح حزب اللات اللبناني  والذي دعاهم الى الاستغراب من تجاوز الكيان الصهيوني لما اتفق عليه.

 

الحيرة الأمريكية في الوقت الضائع

الحيرة الأمريكية في الوقت الضائع

نزار السامرائي

في المواجهات التي تشهدها المنطقة منذ سنة تقريبا، الولايات المتحدة، هي التي تحدد لإيران حجم ردها ومداه على الإذلال الذي عاشته لنحو سنة في مناطق نفوذها وداخل أراضيها، ولأن أمريكا تعرف ان (إسرائيل) إبنتها الصغيرة وهي المدللة أكثر من شقيقتها الكبيرة ومضطرة لمواصلة تدليعها، فإن إدارة بايدن التي توشك على الرحيل، وبايدن أصلا رحل منذ أن كان نائبا لأوباما، وفقدَ لعدم قدرته على التركيز، فرصته للتأثير أو المشاركة في القرار السياسي الأمريكي، فقد وجد بايدن أن إبنته المدللة كانت تظهر تمردها على رغباته وقراراته، واللعب بكرامته واعصابه برغم أنه رئيس لٱقوى دولة في العالم، وأنه أعلن أنه صهيوني رغم أنه مسيحي الديانة، فلم تشفع له تلك المواقف، وجعلت منه أضحوكة يتندر بها الساسة المحترفون والهواة على حد سواء في هذا الظرف الحرج الذي يخوض هو وحزبه الديمقراطي معركة الرئاسة لصالح هاريس، فأظهر عجزا فاضحا عن اخضاع (إسرائيل) لإملاءاته فيما يتعلق برسم الخطط الحربية، فراح يرجوها في مواقف معلنة إلا يشمل ردها التالي على الرد الإيراني الاستعراضي الأخير. المنشآت النووية أو المراكز النفطية. في الطلب الأول كان يداعب أحلام إيران إبنته التي توشك شمسها على الأفول ، في طموحها في ان تتحول الى هراوة إقليمية، وفي الثانية كان يداعب مشاعر المواطن الأمريكي في الحفاظ على إنسيابية تدفق النفط وثبات أسعاره، كي لا يدفع المواطن الإيراني فاتورة إضافية عل سعر الغالون الواحد.
ولكن هل تبقى إيران و(إسرائيل) على درجة الانصياع نفسه لأوامر الأب وخاصة إذا وصل مرحلة الزهايمر وتصادمت إراداته وقراراته مع بعضها، ومع رغبات بنتيه الحبيبتين اللتين وصلتا مرحلة البلوغ، وبالتالي حرية إتخاذ القرار في الزواج والطلاق، في زمن تقاس فيه أحكام السكان المحليين والٱتباع والاعداء، بالمواقف المتخذة بما فيها الخطط الحربية، ولا يستطيع أحد التحكم بسريتها ولو لدقائق بعد وقوعها، نتيجة التطور الخرافي لتكنولوجيا الاتصالات، ووصولها الى مواقع التواصل الاجتماعي، التي تحولت إلى سياط تجلد رؤوس راسمي السياسة والاستراتيجية وظهورهم، وكابوسا مرعبا يخيم فوق المراقد، بحيث بات حتى الفرد البسيط يعرف ما يدور في غرف النوم، وربما صار السياسي المحترف يتلفت إلى الجهات الثلاث خشية من كاميرات المراقبة قبل أن يصرح أو يقول شيئا في اجتماع مغلق أو يوَقّع قرارا أو مرسوما أو قانونا، ولعل في مراجعة ما حصل لحزب الله من اختراقات فاضحة، ما يعزز من المخاوف لكل من يتصدى لوظيفة عامة في اي بلد، حتى لو كان يمتلك أقوى أجهزة الأمن والمخابرات، لأنها باتت مخترقة هي أيضا، حتى لو اعتمدت على أعلى ما تنتجه أدوات الحماية من تكنولوجيا الاتصالات ووسائل حمايتها.