شبكة ذي قار

أرشيفات فبراير 16, 2025

القيادة القومية: لإطلاق أوسع حراك سياسي وشعبي ضد التطبيع مع العدو الصهيوني

القيادة القومية: لإطلاق أوسع حراك سياسي وشعبي ضد التطبيع مع العدو الصهيوني

أدانت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي التطبيع الذي تتسارع خطواته بين العدو الصهيوني وسلطة الانقلاب العسكري في السودان، ودعت جماهير السودان وقواها الوطنية كما جماهير الأمة العربية الى مقاومته وإسقاط نهج الردة والتطبيع.  جاء ذلك في بيان للقيادة القومية للحزب فيما يلي نصه:

في الوقت الذي يقدم فيه العدو الصهيوني على ارتكاب الجريمة تلو الأخرى بحق أبناء شعبنا في فلسطين المحتلة، ويتمادى مسؤولوه ومستوطنيه في إنهاك حرمة المسجد الأقصى، أقدمت سلطة الانقلاب العسكري في السودان على استقبال وزير خارجية العدو في تطور خطير لمستوى العلاقات بين الطرفين، وصولاً إلى إقامة علاقات سياسية كاملة بإشراف أميركي كما صرح بذلك ما يسمى برئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان. ففيما كان المطلوب اتخاذ مواقف عربية ترتقي ومستوى الخطورة التي تنطوي علبها إجراءات العدو في الأرض المحتلة من قتل وتدمير واعتقالات وانتهاك حرمات الأعيان الدينية والثقافية وإغراق الضفة الغربية بالمستوطنات والتلويح بتهجير شامل لأهلها في استحضار لمشهديات التهجير التي حصلت قبل وبعد إقامة الحركة الصهيونية لكيانها الغاصب على ارض فلسطين العربية ، يقوم وزير خارجية العدو بزيارة للخرطوم ليعلن بنفسه إسقاط لاءاتها الشهيرة ، مبشراً بصفحة جديدة من العلاقات التطبيعية مع نظام الحكم القائم ، الذي تبين الوقائع أن الانقلاب الذي حصل في ٢٥ تشرين الأول ٢٠٢١ كان  انقلاباً على المسار السياسي الهادف الى الدخول في مرحلة التحول الديموقراطي الفعلي بقدر ما كان  يرمي الى إزالة  العوائق أمام عملية التطبيع مع العدو التي تم التأسيس  لها في لقاء نتنياهو – البرهان في أوغندا منذ أكثر من سنتين.

إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي وهي تدين بشدة مسار التطبيع الذي ينتهجه نظام الحكم القائم في السودان حالياً ، تدعو  جماهير السودان وقواها الوطنية والتقدمية والديموقراطية وفعالياته الشعبية وكل القوى الحريصة على عروبة السودان ودوره القومي في احتضان قضايا الأمة وفي الطليعة منها قضية فلسطين ،  الى محاصرة هذا النهج الخياني وإسقاطه وملاقاة جماهير الأمة العربية وقواها التحررية في تحركٍ  شاملٍ ، للتصدي لخطوات التطبيع التي تتوسع مروحتها على حساب الأمن القومي العربي وعلى حساب دم الشهداء الذين يراق دمهم الطاهر على ارض فلسطين بآلة الحرب الصهيونية . وإنه لمعيب جداً، أنه  في الوقت الذي بدأت فيه مؤشرات التحول في الرأي العام الدولي لمصلحة قضية فلسطين، و تزايد  الدعوات لمقاضاة “إسرائيل”، أمام المحكمة الجنائية الدولية لارتكابها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق أبناء شعب فلسطين مع ممارستها   لسياسة فصل عنصري بما هي سلطة احتلال على مساحة الأرض الوطنية الفلسطينية، تتهافت بعض الأنظمة العربية وآخرها نظام البرهان  لتطوير علاقاتها السياسية والاقتصادية والأمنية مع العدو الغاصب  عبر الارتماء  في أحضان التحالف الصهيو – أميركي في تحدٍ سافرٍ للمشاعر الشعبية العربية  وتنكر لأبسط الموجبات والالتزامات القومية تجاه قضية فلسطين التي يقاوم أبناؤها باللحم الحي ويقدمون قوافل الشهداء في ساحة المواجهة مع العدو الغاصب.

إن القيادة القومية للحزب التي تعتبر قضية فلسطين هي قضية الأمة برمتها بكل  ما تنطوي  عليه من أبعاد وطنية وقومية وإنسانية، تدعو منظمات الحزب في كل الساحة القومية كما المغتربات، وكل القوى  التحررية  في الأمة الى تصعيد حراكها ونضالها الجماهيري ضد نهج التطبيع ، بنفس الحيوية التي تخوض فيه  نضالها ضد أنظمة الردة  والقمع والاستبداد والفساد السياسي والاقتصادي والمالي ، وعلى قاعدة ارتباط النضال من اجل التغيير الوطني وتحقيق ديموقراطية الحياة السياسية بالنضال التحريري ضد الاحتلال للأرض العربية أياً كانت أنماطه وأطرافه وصيغ تحالفاته المنظورة والمبطنة ، وخاصة ذاك الذي تنوء تحت أعبائه فلسطين في ظل  الاحتلال الصهيوني والعراق تحت الاحتلال الأميركي – الإيراني المرّكب.

إن القيادة القومية للحزب وهي تحيي صمود جماهير شعبنا في فلسطين المحتلة وارتقاء عمليات المقاومة فيها حتى الاستشهاد رداً على جرائم العدو وتماديه في عدوانه وتدميره لكل مرافق الحياة، توجه التحية لجماهير شعبنا في السودان وقواها الوطنية التي تعمل على محاصرة نهج التطبيع لطغمة الردة والانقلاب، تمهيداً لإسقاطه وإلغاء كل ما يترتب على ذلك من نتائج تفرزها العلاقات الصهيونية مع منظومةٍ حاكمةٍ تفتقر الى الشرعية الوطنية والمشروعية الشعبية.  فالخرطوم التي انطلقت  منها اللاءات الشهيرة  ستبقى أمينة على تاريخها وارثها النضالي، ولن تقبل أن يحصل الارتداد على ماضيها ودورها في إسناد قضايا النضال القومي من قبل منظومة مرتدة تعمل على ربط السودان بمشروع التطبيع الذي تتهافت عليه أنظمة الخيانة والتخاذل، ولها ملء الثقة بان الثورة التي انطلقت لتحرير السودان من موبقات نظام التمكين وممارسات الدولة الأمنية لأجل إقامة دولة المواطنة المدنية ومنع رهن ثروات السودان واقتصاده لشركات نظام العولمة المتوحش وصندوق النقد الدولي ، ستبقى على عهدها في التعبير عن إرادة الجماهير وهي مستمرة حتى تحقيق الأهداف التي انطلقت منها. 

تحية لقوى شعبنا المناهضة والمقاومة للتطبيع في السودان كما على المستوى القومي وتحية لفلسطين وثورتها ومقاوميها وتحية لشهدائها والحرية لأسراها والخزي والعار لكل الخونة والمطبعين والمتخاذلين.

القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

في ٢٠٢٣/٢/٤ 

القيادة القومية في بيان شامل حول الأوضاع العربية

القيادة القومية في بيان شامل حول الأوضاع العربية

إدانة العدوان الخارجي على الامة العربية  ولإنشاء صندوق قومي لدعم فلسطين

لإعادة الاعتبار للمسألة  الديموقراطية وقيام الجبهة الشعبية العربية

الانتفاضة الشعبية في ايران دليل تحول في الرأي العام ضد نظام الملالي

تفهم ضرورات امن روسيا القومي ،وحق اوكرانيا في وحدة ارضها وشعبها

دانت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي كل اشكال العدوان الذي تتعرض له الامة العربية ودعت الى اعادة الاعتبار للكفاح الشعبي المسلح لتحرير فلسطين و تأسيس صندوق قومي لدعم ثورتها ،  وقيام الجبهة الشعبية العربية واعادة الاعتبار للقضية  الديموقراطية في عمليات التحول السياسي .

جاء ذلك في بيان للقيادة القومية في ما يلي نصه.

بعدما استمرت الساحة العربية لسنوات ، جاذباً للأنظار ، ومسرحاً  لأحداث كبرى من العدوان الخارجي عليها الى الانتفاضات الشعبية التي انفجرت في العديد من الاقطار العربية وتولد ازمات بنيوية  ، تعيش بعض الساحات الدولية والاقليمية تطورات هامة ، لن تقتصر نتائجها وتداعياتها على ساحاتها وحسب ، بل تتعداها الى الجوار الاقليمي والدولي. ومن بين هذه الاحداث الكبرى يبرز الحدث المتفجر في الشرق الاوروبي والانتفاضة الشعبية في ايران. لكن  انفجار ازمات كبرى على المستوى الدولي ،  كتلك المتولدة  عن سياقات الحرب الروسية -الاوكرانية التي تدخل هذه الايام شهرها التاسع دون ان تلوح في الافق بوادر قريبة لوضع نهاية لها، لم يحرف الانظار عن تفاعل تطورات الاحداث على الساحة القومية وتلك الدائرة في دول الاقليم ، بدءاً من النتائج التي افرزتها الانتخابات التشريعية في الكيان الصهيوني مروراً  بالانتفاضة الشعبية ضد نظام الملالي في ايران التي  دخلت شهرها الثالث ، وصولاً الى احتدام الصراع على الساحة القومية بين قوى الحراك الشعبي العربي ونظم الرجعية والتطبيع  والاستبداد والتسلط والتوريث السلطوي واستباحة القوى الدولية والاقليمية للامن القومي العربي .

ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، التي واكبت من خلال مواقفها تطورات الاحداث على مدى العام الذي يطوي ايامه الاخيرة على وقع استمرارية تفاعل الاحداث عربياً واقليمياً ودولياً إنما  تؤكد على ما يلي :

اولاً،

ان الحرب التي اندلعت بين روسيا واوكرانيا ، هي بمقدماتها وسياقاتها وما ستؤول اليه من نتائج ، لم تكن صاعقة في سماء صافية ،بل بدأت عناصرها بالتشكل  بعد تفكك الاتحاد السوفياتي ومسارعة اميركا لملء الفراغ الناجم عن سقوط حلف وارسو ، عبر التمدد الى الشرق الاوروبي ، ونشر منظومات صاروخية فيه ،بدأت روسيا تشعر بعد استفاقتها من غيبوبة الصدمة ، ان امنها القومي اصبح عرضة للتهديد من جراء تواصل انضمام دول اوروبا الشرقية الى حلف شمال الاطلسي.

ان روسيا التي بدأت استعادة حضورها على مسرح الاحداث الدولية والقارية ، رأت في السعي الاوكراني للانضمام الى الحلف الاطلسي ، ليس تهديداً مباشراً للأقلية الروسية في اوكرانية والتي كانت احدى الاوراق التي توظفها موسكو في الضغط على الداخل السياسي الاوكراني وحسب ، وانما لأمنها القومي الذي لم يفارق ما يستوطن  ذاكرتها  من احداث تاريخية ، كان القوقاز وشبه جزيرة القرم مسرحاً لها ، من روسيا القيصرية الى الاتحاد السوفياتي ، وصولاً الى المرحلة الراهنة ، حيث تسعى موسكو لإعادة الاعتبار لدور فاعل فقدته منذ اصبحت اميركا تتصرف كقطبية أحادية  مقررة لمسار الاحداث الدولية.

ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، التي تؤكد على حق الشعوب في ممارسة خياراتها السياسية وفق مقتضيات مصالحها الوطنية بعيداً عن التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية ومنها الحق السيادي للشعب الاوكراني  ، تتفهم هواجس دولة روسيا الاتحادية  لما ينطوي عليه تمدد الاطلسي الى مقربة من حدودها من مخاطر محتملة على امنها القومي. وهي تعتبر  ان الحل السياسي الذي يضع حداً لهذا الصراع الذي يتسم بالطابع الدولي بعد الاصطفاف الغربي عامة والاطلسي خاصة خلف اوكرانيا ،يجب ان يرتكز على قاعدتين   تتعلقان بتفهم ضرورات الامن القومي الروسي من جهة اولى ،  ووحدة الاراضي الاوكرانية من جهة ثانية  .وكل محاولة لكسر واحدة من هاتين  القاعدتين على حساب الاخرى ،  سيؤسس لحرب جديدة اذا ما انطوى  حل الصراع المتفجر حالياً على عكس ما تقضيه موجبات هاتين القاعدتين.

ثانياً،

ان الانتفاضة الشعبية التي تتسع مساحتها على مدى الجغرافيا الايرانية بتعددية تكوينها القومي والديني والمجتمعي ، دون ان يتمكن القمع السلطوي من اسكات صوت المنتفضين الذين يملؤون الساحات والميادين  ، انما تختلف عن سابقاتها من حيث العناوين السياسية التي ترفعها ضد حكم الملالي والدولة الامنية التي صادرت الحريات العامة ومارست سياسة الفصل العنصري بين المكونات المجتمعية للشعوب الايرانية.

ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، ترى في هذا الذي يجري في ايران حالياً  ،انما يعبر عن حجم الاحتقان الشعبي المتراكم على مدى عقود من الزمن تعطلت فيه الحياة السياسية ، الا ما يخدم  النظام القائم على القمع في الداخل الايراني ، والاندفاع الى الخارج الاقليمي وخاصة المدى العربي منه ، في تنفيذ لاستراتيجية تهدف الى تفكيك بنى الدولة الوطنية العربية  ،وتغيير التركيب الديموغرافي لبنى المجتمع العربي وحيث وصل  التغول الايراني في العمق القومي العربي.

ان هذا الذي تعيشه ايران حالياً ، اماط اللثام عن حقيقة الوضع الذي حاول النظام اخفاء معطياته فترة طويلة ، متستراً  برفع شعارات ضد الكيان الصهيوني وما يسميه نظام الاستكبار العالمي في الوقت الذي يجري فيه الصفقات السرية مع هذين الطرفين ، خدمة للمصالح المشتركة التي تجمعهم على حساب الامة العربية ومصالحها الحيوية  ،وكان اخرها صفقة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة  التي اديرت برعاية اميركية في استجابة مكشوفة للمطالب الامنية والاقتصادية الصهيونية ، واعادة تعويم الدور الايراني في العراق والافراج عن ٧ مليار دولار اميركي  محتجزة في البنوك الغربية وغض النظر عن تصدير النفط والغاز الايرانيين لتلبية حاجة السوق الاوروبي كبديل عن الغاز الروسي. 

ان القيادة القومية التي تؤكد على حق الشعوب في تقرير مصيرها وتحديد خياراتها السياسية انطلاقاً من الموقف المبدئي القائم على عدم جواز التدخل في الشؤون الداخلية للدول ،ترى في هذا الذي  تشهده الساحة الايرانية من انتفاضة شعبية شاملة لم يستطع النظام احتواء تداعيتها حتى الان  رغم القمع المفرط الذي تمارسه الاجهزة السلطوية ، هو بداية تحول ايجابي في الرأي العام لدى الشعوب الايرانية ضد سلوك نظام الملالي  في سياساته القمعية الداخلية  ،كما هو دليل على ان السياسة العدوانية التي ينتهجها هذا النظام   مباشرة او عبر اذرعه الامنية المليشياوية   في العديد من الاقطار العربية  ، انما بدأت ترتد عليه في الداخل من خلال الانتفاضة الشعبية  التي تدعو قواها  للتغيير واسقاط النظام .

ثالثاً،

ان القيادة القومية للحزب ، ترى  ان تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية وتطورات الاوضاع الداخلية في ايران كما في تركيا ، بدأت ترخي ظلالها الثقيلة على الساحة العربية ، من خلال ادخال النفط والغاز في شرق المتوسط والخليج العربي في التأثير على مجرى هذا الصراع ، لانتزاع ورقة ضغط رئيسية من  روسيا لتوظيفها في سياقات هذه الحرب ، كما بلجوء النظام الايراني الى تصدير التفاعلات للازمة الداخلية المتفاقمة ، برفع مستوى تدخلاته في دول الجوار من خلال الاعتداءات المتصاعدة  على شمال العراق والتهديد باجتياح بري ، في استحضار لمواقفه التي سبقت تحضيراته للعدوان على العراق في الرابع من ايلول ١٩٨٠، والتي توازيها  الاعتداءات  العسكرية التركية على الشمال العراقي والتهديد باجتياح عسكري للشمال السوري ، ومثلها الاعتداءات الصهيونية على سوريا بحجة ضرب المواقع الايرانية ، في نفس الوقت الذي تدار فيه اتصالات سرية بين الكيان الصهيوني والنظام الايراني ، وعلنية مع تركيا لرسم خطوط تقاسم  المصالح بين  القوى الاقليمية على حساب الامن القومي العربي.

ان القيادة القومية للحزب ، في الوقت الذي تدين فيه كل اشكال العدوان المتعدد المصادر ضد الامة العربية  ، ترى ان هذا العدوان المتعدد الاشكال  ما كان ليحصل ويتمادى ، لولا الانكشاف للساحة القومية والذي بلغ ذروته بعد العدوان المتعدد الجنسية على العراق واحتلاله منذ ما يقارب العشرين سنة. ولهذا فإن الرد على هذا الاطباق العدواني من قبل قوى اقليمية ودولية على الامة ، لا يكون الا بأسقاط النتائج التي ترتبت على اسقاط واحتواء دول الارتكاز العربي التي تمثلها مواقع مصر والعراق وسوريا، . وهذا ما يتطلب  تحرير مصر من قيود اتفاقيات “كامب دافيد” ، وتحرير العراق من الاحتلال الاميركي – الايراني المزدوج واسقاط العملية السياسية بكل شخوصها ، واستعادة سوريا لدورها في قلب المشروع القومي ، بعدما ذهب النظام الحاكم فيها ، بعيداً  في رهن هذا القطر العربي الاصيل في عروبته ، لمصلحة المشروع الشعوبي الفارسي المحمول على رافعة التحالف الصهيو – اميركي .

رابعاً ،

ان القيادة القومية للحزب ، التي تدرك حجم المخاطر التي يمثلها التنمر الذي يمارسه النظامين الايراني والتركي  على العرب كمكون قومي ، من خلال تقديم نفسهما مرجعان لمشروع نظام الحاكمية وولاية الفقيه ، وكلاهما ينطويان على تهديد لهوية الامة القومية ولوحدة نسيجها المجتمعي ، تعيد التأكيد بأن التناقض العدائي الذي يحكم علاقة هذين النظامين مع الامة العربية انما يتغذى من المدى الذي بلغه المشروع الصهيوني الذي تحكمه قاعدة التناقض الوجودي مع المشروع القومي. ولهذا فإن  الاخطار ذات الطابع الشمولي التي تهدد الامة بوجودها ودورها ورسالتها التاريخية ، لا تستقيم مواجهتها الا اذا اتت في سياق المشروع الوحدوي الذي تنصهر فيه امكانات الامة على الصعد السياسية والاقتصادية والتعبوية والتنموية ، والعودة للجماهير في نضالها لإنجاز تحررها القومي والاجتماعي. فالجماهير هي صاحبة المصلحة في التغيير ، وهي المادة الاساسية لفعل التحرير ،وهذا ما وعاه الحزب في وقت مبكر من انطلاقته ، بتأكيده بان الحزب يقف دائماً على الضفة  التي تقف عليها الجماهير ، وان الكفاح الشعبي المسلح هو الطريق القويم لتحرير الارض والانسان من الاحتلال الاجنبي.  ولهذا ،فإن حزبنا ،حزب البعث العربي الاشتراكي ، يجدد الدعوى لقوى الثورة العربية وتلك التي  تناضل من اجل التغيير والتحرير،  لمسارعة الخطى  من أجل قيام  الجبهة القومية الشعبية العربية ، لتشكيل الاطار القومي لتوحيد الجهد العربي، وتوفير رافعة قومية لدعم النضال الوطني التحرري بمضامينه السياسية والاقتصادية والاجتماعية وابعاده القومية ،ورفع  مصدٍ شعبي في مواجهة مسار التطبيع مع العدو الصهيوني ومواجهة الاخطار التي تهدد الامن القومي من داخل الوطن العربي ومداخله.  واذا كانت الامة العربية تعيش تحت وطأة احتلال متعدد الاشكال ، فإن اخطر تجسيداته  هو ذاك الذي يمثله الاحتلال الصهيوني لفلسطين ، يليه الاحتلال الايراني للأحواز ،وما اقتطع من الجغرافيا العربية والحق بدول الجوار الجغرافي اقليمية كانت ام دولية.

من هنا ، فان القيادة القومية التي تدعو الى مواجهة كل عدوان او تدخل  خارجي  تتعرض له الامة العربية  ،  بموقف موحد ،ترى ان الترجمة العملية لهذا الموقف انما تكون بتوفير الدعم والاحتضان لقوى التحرير ضد الاحتلال وقوى التغيير ضد نظم الاستبداد والاستغلال والتخلف والرجعية.

ان هذا يتطلب ، دعماً قومياً على كافة الصعد والمستويات لقوى المشروع المقاوم للاحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة  ولقوى المشروع الوطني المقاوم للاحتلال الاميركي الايراني للعراق ، وتوفير الدعم والاسناد السياسي والمادي لثورة الشعب العربي في الاحواز ، ووقف خطوات التطبيع مع العدو الصهيوني وعدم المراهنة على اعتدال او تطرف في تركيب السلطة في الكيان الصهيوني.

وعليه ، فإن أي  عمل عربي  لا يرتقي في اجراءاته العملية الى مستوى ماهو مطلوب من دعم سياسي ومادي لقوى الثورة العربية  ، يبقى كلاماً مفرغاً من اية مضامين عملية. وهذا  ما ينطبق  على مقررات القمة العربية الاخيرة ، التي لم تلامس حقيقة ما يتهدد الامة من مخاطر ، واقتصرت على التمنيات المجردة من اية التزامات جدية وفعلية لمواجهة هذه التهديدات وخاصة في فلسطين والعراق.

خامساً،

ان القيادة القومية للحزب في الوقت الذي تسجل فيه تحفظها على ما تمخضت عنه القمة العربية الاخيرة من مقررات ، تدعو الى انشاء صندوق قومي لدعم الثورة الفلسطينية وتعزيز صمود جماهير شعبنا في الارض المحتلة في مواجهة ما تتعرض له من حصار وتضييق على نظام التقديمات التي توفرها “الأونروا”، وتشدد على اهمية الارتقاء بالموقف الوطني الى مستوى التوحد الفعلي ضمن اطار منظمة التحرير الفلسطينية ، بعد تطوير مؤسساتها وتفعيلها لتكون قادرة على تلبية متطلبات النضال الوطني الفلسطيني، ووضع حدٍ لحالة الانشطار السياسي الذي يضعف من فعالية الموقف الفلسطيني ويوفر فرصة للقوى المعادية والتي تسعى للاستثمار السياسي بالقضية الفلسطينية من توظيف التناقضات في خدمة مصالحها السياسي على حساب القضية الفلسطينية.

ان القيادة القومية التي تعي كم هي الضرورة  ملحّة ، للارتقاء بالموقف الشعبي العربي الى مستوى ما هو مطلوب ، للانتصار لحراك الجماهير بكل تعبيراتها النضالية ، تؤكد على التمسك بخيار الكفاح الشعبي بكل اشكاله ، والمسلح  هو الافعل والارقى في مواجهة الاحتلال ، كما تشدد على اهمية التمسك  بسلمية الحراك الشعبي  في انجاز عملية التغيير السياسي للحؤول دون دفعه للوقوع في فخ العسكرة ، الذي تنشده القوى السلطوية التي تقاوم الاصلاح والتغيير في بنى النظم السياسية .

 سادساً،

ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، وفي مناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لصدور القرار الدولي بتقسيم فلسطين ، تعيد التأكيد ، بأن فلسطين لا تقبل القسمة ، وهي كانت وستبقى عربية الانتماء والهوية ، وان الاحتلال مهما طال امده لن يستطيع اسقاط الحق التاريخي للامة في فلسطين ، التي لم تستهدف بالأساس لذاتها فقط ، وانما كانت الامة العربية هي المستهدفة من خلالها. وان استعادة هذا الحق التاريخي الذي لا يسقط بالتقادم  لا يكون الا بالتحرير الشامل واقامة الدولة الوطنية الفلسطينية على كامل التراب الوطني من البحر الى النهر. وهذا ما يستوجب مغادرة الاوهام على مشاريع التسويات التي يروج لها في الاوساط الدولية واروقة النظام الرسمي العربي   ومنها  ما سمي  “بالمبادرة العربية للسلام”.

  

ان القيادة القومية التي تكبر بجماهيرنا شعبنا في فلسطين المحتلة صمودها ، توجه التحية للقابضين على جمر المواقف المبدئية الذين يتصدون  للعدو باللحم الحي ، مسطرين اروع الملاحم البطولية في القدس ونابلس وجنين وكل مدن الضفة وغزة وعمق الداخل الفلسطيني ، وغير مراهنين على تمايز بين  “صقور” “وحمائم” ويمين ويسار في بنية كيان الاغتصاب ، لان الكل الصهيوني هو عدو للكل الوطني الفلسطيني كما للكل القومي العربي. 

ان الحركة الصهيونية  تعمل على قضم الارض الفلسطينية  لإقامة كيانها على كل فلسطين ، مقدمة لإقامة دولة “اسرائيل” التوراتية التي تمتد ما بين الفرات والنيل ، وعلى الامة العربية أن لا تقبل باقل من تحرير فلسطين بكاملها،  كخطوة على طريق تحقيق الوحدة العربية عملاً بمقولة القائد المؤسس ، فلسطين طريق الوحدة ، والوحدة طريق تحرير فلسطين.

سابعاً،

ان القيادة القومية للحزب التي رأت في الحراك الشعبي المنطلق في اكثر من ساحة ، دليلاً على حيوية الجماهير العربية وعلى قوة نبض الشارع المنتفض على وقع هتاف “الشعب يريد اسقاط النظام “، تؤكد أن هذا الحراك وان تعرض للاختراق في بعض الساحات  من قبل القوى المعادية لتطلعات الجماهير وحقها في التغيير ، فهو يبقى معبراً اصيلاً عن ارادة التغيير لدى الامة بوسائل التعبيرات الديموقراطية ولا تستبطنه نظرية المؤامرة كما يروج لها بعض الاصوات الاعلامية بهدف شيطنة الحراك وتبرير الانقضاض عليه.

والقيادة القومية اذ تشدد على اهمية هذه الظاهرة الشعبية التي يختلج بها الشارع العربي في العديد من الاقطار ، ترى ان اعادة الاعتبار للقضية  الديموقراطية في مسيرة النضال  الوطني العربي  ،  هي السبيل الذي يمكن الجماهير من الامساك بناصية قرارها بعيداً عن القولبة السلطوية التي عطلت دور الجماهير وافقدت الامة احد مصادر قوتها في سعيها لتحقيق اهدافها في التقدم والتحرر القومي والاجتماعي. فكما الديموقراطية هي اساس في تفعيل الحياة السياسية عبر اطلاق الطاقات الجماهيرية واقامة النظم التي تحكمها قواعد تداول السلطة والتعددية السياسية  بالاستناد الى ما تفرزه الارادة الشعبية  ، فإنها ضرورية لمحاكاة مشاريع التنمية المستدامة ببعدها القومي الشامل  التي تؤسس لاقتصاد قومي تحكمه قواعد التفاعل والتكامل في استثمار الموارد الطبيعية والبشرية ، وبما يوفر فرص عمل ويحد من هجرة الكفاءات ويفتح الاسواق العربية امام الانتاج القومي الذي يتطلب اقامة شبكة مواصلات وبنى تحتية تربط الامصار العربية بعضها بالبعض الاخر وبما يساعد ويرفع من مستوى التحفيز للاستثمار ضمن الشروط التفضيلية للرأسمال الوطني بطرفيه الخاص والعام . 

فلتعد القضية الديموقراطية لتحتل موقعها المتقدم في مسيرة النضال  الوطني جنباً الى جنب مع قضايا الوحدة والحرية وانهاء كل اشكال الاستلاب القومي والاجتماعي   .

 ثامناً،

ان القيادة القومية للحزب اذ تشدّد على  اهمية العودة للشعب في انجاز عمليتي التحرير والتغيير والبناء الوطني ، فإنها تقدر عالياً الدور الذي يضطلع به الرفاق في العراق قيادة وكوادر ومناضلين وحاضنة شعبية ، وهم يخوضون مواجهة ، على جبهة اعداء الخارج التي تتمثل بالاحتلال الايراني وبقايا الاحتلال الاميركي ، وجبهة فساد الداخل التي تديرها منظومة سلطوية  ميلشياوية لعبت دوراً في تعميم ثقافة الفساد السياسي والاقتصادي والاداري والمالي ، واغرقت الحياة بكل الموبقات الاجتماعية.  ان هذه  المنظومة التي تنفذ الاملاءات الايرانية  وفق ما تمليه التوافقات الخارجية وخاصة الاميركية والايرانية منها ،واخرها اعادة تركيب مؤسسات السلطة بعد انسداد استمر لأكثر من سنةٍ ، لن تختلف عن سابقاتها في الاداء والارتهان  وان تبدلت رموزها ، وبالتالي فإن ما آلت اليه مؤخراً  ، لن يزيد الامور والاوضاع الا تفاقماً وسيكون سبباً لحولة  جديدة من الانتفاضة الشعبية عبر استعادة الشارع لنبضه واعادة استحضار القضية الوطنية العراقية بما هي قضية تحرير وتوحيد ، في انطلاقة حراك جديد لاستعادة العراق لدوره وحضوره في مشروع الاستنهاض الوطني والقومي الشاملين .

فتحية للجماهير المنتفضة في العراق العزيز وهي  التي اعطت لحراكها بعداً وطنياً كما بعدها الاجتماعي .وتحية لحاضنة هذه الانتفاضة الشعبية وللقوى الوطنية والشرائح الشبابية  التي صوبت مسارها واتجاهاتها نحو اهدافها الاساسية في التحرير والتغيير ، وفي طليعتها الحزب الذي لم يغادر ساحات النضال وبقي ملتحماً  بالجماهير في قيادة المقاومة كما في قيادة الحراك الشعبي  رغم الظروف الصعبة التي يعيشها الرفاق في كافة المستويات   ويقدمون  التضحيات الجسيمة وهم يخوضون معركة انقاذ العراق من براثن الاحتلال واسقاط كل افرازاته.  

 تاسعاً،

ان القيادة القومية التي تكبر في رفاقنا في العراق دورهم في تثوير الحالة الشعبية والتي كانت انتفاضة تشرين واحدة من تعبيراتها ، تقدر  عالياً المدى الذي وصلته الانتفاضة الشعبية في السودان بعدما  استطاعت ان تفرض ايقاعها على ادارة الحياة السياسية وتحاصر من خلال مواقفها وحراك الشارع، محاولات “المكون العسكري” الذي نفذ انقلاب  الارتداد عن كل ما تم الاتفاق عليه في الوثيقة الدستورية لإدارة المرحلة الانتقالية  بإنجاز عملية  التحول الديموقراطي واقامة الدولة المدنية التي تصون الحريات العام وتطلق عملية تنموية تلبي الحاجة الشعبية  في بناء اقتصاد وطني غير مرتهن للصناديق الدولية ولاتجاهات قوى التطبيع مع العدو الصهيوني.

 فتحية لهذا الحراك الشعبي الذي حافظ على سلميته ، وتحية للجان المقاومة والقوى السياسية والنقابية والديموقراطية و لحزبنا المناضل ودوره المتميز في العمل من أجل وحدة قوى الثورة  وفي التصدي لنظام البشير ومحاولات اعادة انتاج نفسه بأدوات وشخوص جديدة تصدى لها الشعب بقوةٍ ، بعد انقلاب ٢٥ اكتوبر من العام ٢٠٢١.

ان القيادة القومية للحزب وهي توجه  التحية  للرفاق في السودان قيادة وكوادر ومناضلين ،تشد على ايديهم وهم يواجهون سلطة القمع دون ان ترهبهم او تفت من عضضهم اجراءات الاعتقال والتعسف ، التي طالت مناضلين من الحزب وقوى الحرية والتغيير وعلى رأسهم الرفيق المناضل المحامي وجدي صالح ، عضو القيادة القطرية للحزب وعضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير وعضو لجنة ازالة نظام التمكين.

إن القيادة القومية للحزب في الوقت الذي تفخر فيه  بالدور النضالي الذي يؤديه الرفاق في السودان وحضور الحزب في المشهد السياسي ، تنوه  بدور المنظمات الحزبية في ساحات النضال القومي ،من فلسطين الى لبنان والاردن وسوريا والبحرين واليمن  والاحواز وكل ساحات المغرب العربي  وساحات الاغتراب من اجل دفع مسيرة النضال العربي خطوات الى الامام على طريق اهداف الامة العربية في الوحدة والحرية والاشتراكية. 

عاشت الامة العربية ، والمجد والخلود لشهدائها الابرار والحرية للأسرى والمعتقلين. الخزي والعار للعملاء والخونة والمطبعين  والعهد على استمرار النضال لتحقيق اهداف امتنا العربية في التحرر والتقدم والوحدة . 

القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

٢٠٢٢/١١/٢٦      

        

القيادة القومية: سيبقى الثامن من آب ٨٨ يوماً مجيداً من أيام العرب الخالدة

القيادة القومية: سيبقى الثامن من آب ٨٨ يوماً مجيداً من أيام العرب الخالدة

أكدت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، أن يوم الثامن من آب ١٩٨٨، سيبقى يوماً مجيداً من أيام العرب الخالدة، ومحطة هامة يتم التوقف عندها لتزويد مسيرة النضال العربي بشحنات دعم معنوي واعتباري في مواجهة أعداء الأمة العربية على مختلف مشاربهم ومواقعهم.

جاء ذلك في بيان للقيادة القومية للحزب فيما يلي نصه:

تحل هذه الأيام الذكرى الخامسة والثلاثون ليوم النصر العظيم، يوم الثامن من آب عام ١٩٨٨، اليوم الذي أرخ لإعلان الانتصار على العدوان الفارسي الذي شنه نظام الملالي بهدف النيل من العراق وثورته وإنجازاته، ومن الأمة العربية وهويتها القومية، في محاولة ثأر تاريخي من هزيمة منيت بها فارس في القادسية الأولى في زمن الخلافة الراشدية الثانية.  فكان للعرب انتصارهم في القادسية الثانية بقيادة القائد صدام حسين تجديداً لانتصارهم في القادسية الأولى بقيادة الصحابي سعد بن أبي وقاص.

وبذلك دخل يوم النصر العظيم كيوم مجيدٍ من أيام العرب الخالدة التي سطرت فيها ملاحم بطولية ورسمت بالاستناد إليها معالم عصر عربي انطوى على معطيات حضارية شعت على العالم بما تحقق في ميدان العلوم والمعرفة والفلسفة والآداب وإدارة الاجتماع السياسي. 

لقد استطاع العراق وبعد ثمان سنوات من الحرب التي فرضت عليه أن يخرج منها أكثر قوة واقتداراً بعدما ألحق الهزيمة العسكرية والسياسية بنظام الملالي الذي رفض كل مبادرات إنهاء الحرب، إلى أن َقبِل بذلك مرغماً وتجرع الخميني كأس سم الهزيمة إنقاذاً لنظامه من السقوط إذا ما استمر بالحرب على وقع ضربات العراق على طول الجبهة وفي العمق الإيراني.

إن انتصار  العراق على العدوان الإيراني ، لم تكن نتائجه مدوية على النظام الإيراني فحسب ، بل كانت كذلك على كل الذين يناصبون العراق والأمة العربية العداء وخاصة التحالف الصهيو-  الأميركي ، كما كل الذين لا يريدون للعراق أن يتحول إلى رافعة للمشروع القومي في قيادة النضال العربي من أجل تمكين الأمة من امتلاك ناصية قرارها المستقل في مجالات تطوير علائقها السياسية والاقتصادية التكاملية التي ترسي أسساً صلباً للبناء الوحدوي، كما في مجالات  البناء الوطني الداخلي والتنمية المستدامة  والتحولات الاجتماعية الشاملة لرفع مستوى شأن الإنسان العربي في حياة حرة كريمة.

ولذلك لم تكد تلك الحرب تضع أوزارها، حتى بدأ التجييش المعادي على نتائجها لإجهاضها، وعدم تمكين العراق من الخروج خارج حدوده على مستوى الموقف وحشد الإمكانات القومية انتصاراً لقضايا الأمة العربية وخاصة قضية فلسطين.

وعليه فإن ما تعرض له العراق وفور وضع الحرب لأوزارها، من حصار اقتصادي من الأقربين والأبعدين، كان الهدف منه ابقاء يده مغلولة وتوظيف الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تولدت عن الحرب في انتزاع مواقف سياسية لا تصب في مصلحة العراق ولا الأمة العربية. وضمن سياق الضغوط التي بدأت تمارس على العراق بعد انتهاء الحرب تشكلت عناصر الأزمة مع  الكويت وما ترتب عليها من نتائج، ومن ثم العدوان الثلاثيني والحصار الظالم وانتهاء بالغزو الذي أدى إلى احتلال أمريكا وحلفائها  للعراق وتمكين النظام الإيراني من التغول في مفاصل الحياة العراقية بتسهيل ودعم أمريكيين وهو الذي بات يتحكم بإدارة عملية سياسية أفرزها الاحتلال الأمريكي، وعبرها تحول العراق إلى دولة مسلوبة الإرادة الوطنية ، وتنهب ثرواته لتوظف في خدمة المشروع الإيراني على مستوى الإقليم وفي حل الاختناقات الاقتصادية التي يعيشها نظام طهران  بسبب سياساته العدوانية   وتمدده وتغوله في العمق القومي  وامعانه في رعاية التغيير الديموغرافي في العراق وأقطار عربية أخرى، واغراق العراق بكل أشكال الموبقات السياسية والاجتماعية التي تديرها شبكات  منظمة تمسك بمفاصل السلطة، وتجعل من الفساد سمة من سمات الحكم الذي لم تكتف قواه الميليشياوية الطائفية  بفسادها ونهبها للمال العام وافقار الشعب وحرمانه من الخدمات الأساسية وحسب، بل تمادت في تمكين أعداء العراق والطامعين بثرواته وأرضه، ومن استباحة أرض العراق كما جعلها سلعة للبيع والشراء، كما حصل مع حقل الفكة النفطي وكما يحصل اليوم مع أم قصر، وقبله مع الفاو وخور عبد الله.

إن هذا الإطباق المعادي الذي يتعرض له العراق، من أعدائه القوميين، وخاصة النظام الفارسي الذي تمسك بجلابيبه مؤسسة الملالي، ومن هم محسوبون بالنسب القومي على الأمة وقوى التخريب الداخلي التي تمتهن ممارسة الفساد والنهب والارتهان للخارج الدولي والإقليمي، هو للحؤول دون استنهاض العراق وعودته إلى سابق عهده كدولة مهيوبة الجانب وصاحبة قرار في تحديد خياراتها السياسية على مستوى البناء الوطني والتحولات الاجتماعية والاقتصادية وعلى مستوى العلاقات مع الخارج.

إن من يدرك جيداً حقيقة ما ينطوي عليه العراق من امكانيات استنهاض رغم ما يتعرض له من إطباق معادي وذي أبعاد تخريبية على مستوى البناء المجتمعي، لا ينتابه أدنى شك، بأن العراق الذي واجه ظروفاً صعبة كتلك التي يمر بها الآن، إنما يمتلك من الامكانات الذاتية ما يمكنه من تجاوز هذه الصعوبات التي تعترض مسيرة استعادة وضعه الطبيعي، ومن ثم التأسيس لمرحلة جديدة من حياته السياسية بالاستناد إلى ما يختزنه من تراث نضالي وتراكم خبرة لدى جماهيره في تعاملها مع الأزمات الحادة، سياسية كانت أو وطنية.

فالعراق الذي أسقط شعبه حلف بغداد، وصنع ثورة ١٤ رمضان ١٩٦٣ التي أعادت لثورة ١٤ تموز ٥٨ وهجها القومي، وفجر ثورة ١٧-٣٠ تموز ١٩٦٨ وهي التي استفزت أعداءه من خلال إنجازاتها، إن هذا العراق لا يمكن أن يسكت على ضيم ولا يمكن أن يستكين في مواجهة من يسعى لتدميره وتخريبه وتطييف حياته المجتمعية وتشويه تاريخه الوطنية وهويته القومية.

فالعراق الذي يريدون جعله عرضة للنهب الامبريالي والصهيوني ، وتحويله  جرماً يدور في الفلك الإيراني ، هو العراق الذي جرع الخميني كأس السم ، وهو الذي جرع المحتل الأميركي مر الهزيمة بفعل مقاومته البطلة ، وهو الذي يجعل الأرض تميد تحت أقدام المحتل الإيراني وعملائه من خلال الانتفاضة الشعبية الشاملة التي انطلقت على مساحة العراق ضد الفساد والمحسوبية والمحاصصة المذهبية وانعدام الخدمات وهي تضعها الآن  في سياق مشروع متكامل لمقاومة التغول الإيراني في مفاصل الحياة العراقية تحت شعار ” إيران برا برا بغداد تبقى حرة “.

إن العراق  الذي شكل ركيزة للنضال  العربي ووفر الحضن القومي الدافئ للقضية الفلسطينية ، وحقق الإنجازات العظيمة في وقت قياسي، ما كان ليستطيع ذلك في ظل قيادة مخلصة لشعبها وملتصقة بقضاياه التصاقاً عضوياً وحسب ، بل لأن العراق بما يمثل من ثقل وطني وقومي  وما  يختزنه في ذاته من  إمكانات للاستنهاض  لقادر على الانبعاث المتجدد، ولو لم يكن يمتلك هذه الامكانات والقدرات والإرث التاريخي  لما كان استطاع تجاوز كثيراً من المعطلات لدوره ،  ولما كان بنى قاعدة وطنية وحقق  الإنجازات العظيمة التي لم يكن يوم  الثامن من آب  ١٩٨٨ إلا واحداً من تجلياتها.

إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، إذ تتوقف عند الدلالات التاريخية ليوم النصر العظيم قبل خمسة وثلاثين عاماً، تعتبر أن احياء هذا اليوم بكل المعاني والأبعاد القومية التي انطوى عليها، وهو يؤرخ ليوم مجيد من أيام العرب الخالدة، هو احياء لقيم البطولة التي جسدها جيش العراق العظيم بكل صنوفه وتشكيلاته العسكرية، وهو احياء لقيم التضحية والفداء التي جسدها شعب العراق وهو يبذل الغالي من النفس والمال دفاعاً عن حياض الوطن وحماية للبوابة الشرقية للوطن العربي من الاختراقات المعادية.  وأن يبقى العراق رغم الظروف التي يمر بها عرضة لهذا الكم من التآمر، فلأن المتآمرين المتعددي المشارب والمواقع تستوطنهم ظاهرة الخوف من استعادة العراق لوضعه الطبيعي بلداً موحداً متحرراً من أشكال الاحتلال والتبعية والارتهان، ومستحضراً تاريخه التليد الغني بالمحطات النضالية المضيئة والتي لم تكن ذكرى إعلان هزيمة المشروع الفارسي إلا واحدة منها.

تحية لشعب العراق العظيم الذي صنع الملاحم البطولية، وقادسية صدام إحدى عناوينها، وتحية للقيادة التاريخية التي قادت العراق إلى تحقيق النصر العظيم وعلى رأسها شهيد الحج الأكبر القائد صدام حسين.

تحية لجيش العراق الذي اختبرته الأمة في كل معاركها القومية.

تحية إلى شهدائه الذين رووا أرض العراق والعروبة بدمائهم الذكية، والتحية لأبطاله الذين قضوا شهداء في أسر الاحتلال، والحرية للذين ما يزالون قيد الاعتقال في سجون السلطة العميلة.

والخزي والعار لكل الخونة والمتآمرين والمطبعين والطامعين بأرض العروبة ونهب ثرواتها.

عاش العراق العظيم، وعاش يوم النصر الخالد وعاشت ثورة شبابه التي تنبعث وتتجدد من خلالها ثورة تموز المجيدة، وما النصر إلا حليف الشعوب المكافحة من أجل حقها في تقرير المصير والعيش بحرية وكرامة.

القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

في 8-8-2023

القيادة القومية: لإعادة الاعتبار للنضال الجماهيري وتشكيل جبهة شعبية عربية

القيادة القومية:

لإعادة الاعتبار للنضال الجماهيري وتشكيل جبهة شعبية عربية

استهداف البعث هدف مركزي لأعداء الأمة وقوى الردة

 

 دعت  القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي الى تصعيد النضال الجماهيري، واكدت على اهمية قيام الجبهة القومية التقدمية لتأطير الجهد الشعبي العربي السياسي انتصاراً لقضايا التحرير والتغيير، وشددت على أن  الرد  على التخرصات التي تستهدف الحزب هو بتصعيد النضال ضد اعداء الامة المتعدد المشارب والمواقع. 

جاء ذلك في بيان للقيادة القومية في ما يلي نصه:

 كثيرة هي الأيام التي تؤرخ لأحداث كبرى في تاريخ الأمة العربية، وكلها تترك بصماتها على مجرى الحياة، فيها سواء انطوت على أبعاد إيجابية أو سلبية.

فقبل نصف قرن من هذا التاريخ  كانت الأمة على موعد مع حدث تاريخي أحدث تحولاً نوعياً في مسيرة النهوض الوطني في العراق على كافة الصعد والمجالات، استناداً إلى النتائج السياسية والاقتصادية والتنموية التي تمخضت عن  قرار التأميم الذي اتخذته ثورة البعث تنفيذاً للشعار الذي رفعته حركة الثورة العربية  “بترول العرب للعرب”.

كما انه  قبل نيف وخمسة عقود من هذا التاريخ، تعرضت الامة العربية لعدوان صهيوني مدعوم من الامبريالية العالمية، مما جعل كل ارض فلسطين تقع تحت الاحتلال الصهيوني فضلاً عن اراضٍ عربيةٍ اخرى في مصر وسوريا والاردن ولبنان.

وكما كانت نتائج تأميم النفط عظيمة البعد الايجابي على العراق خاصة والامة العربية عامة، فان العدوان الصهيوني في الخامس من حزيران شكل نكسة قومية شديدة الخطورة على فلسطين خاصة والوطن العربية عامة.

ان هذين الحدثين شكلا على مدى العقود المنصرمة قاعدتي ارتكاز للقوى المتصارعة في الامة وعليها. ففيما اعتبرت قوى الثورة العربية انها سجلت بالاستناد الى انجاز التأميم  هدفاً لمصلحتها في مرمى اعداء الامة من صهاينة وامبرياليين وقوى اقليمية متحالفة معها ونظم رجعية عربية،  اعتبر الاصطفاف المعادي،  انه سجل هدفاً في المرمى العربي من خلال ما اسفرت عنه حرب حزيران من نتائج عسكرية واستطراداً سياسية، وعليه بدأ التخطيط لتوظيف نتائج ذلك  في تحقيق الاختراق السياسي للبنية القومية العربية من خلال جر بعض الانظمة العربية  لتوقيع اتفاقيات تسوية تقر بشرعية الكيان الصهيوني وتفتح المجال العربي امام الاختراق الصهيوني عبر شبكة من العلاقات السياسية الاقتصادية والامنية تحت مسمى التطبيع، والتي ما كانت لتصل الى المستوى الذي وصلت اليه حالياً لولا ان جرى الانقضاض على مفاعيل التأميم بثأر متأخر لثلاثة عقود.

ان العدوان المتعدد الجنسيات على العراق بقيادة اميركية، وكما اصبح واضحاً، لم يكن كما زعمت وروجت له اميركا بأن العراق يمتلك اسلحة دمار شامل أو أنه ينسج علاقات مزعومة مع “القاعدة” وهي التي  اقرت  بأنها استندت في الترويج لعدوانها  على تقارير كاذبة، بل كان لاجل ضرب النتائج التي افرزتها حرب الثماني سنوات مع النظام الايراني والتي خرج العراق منها  اكثر قوة واقتداراً على صعيد القدرات العسكري والموقف السياسي، ولاسقاط التجربة النهضوية والقاعدة الارتكازية التي كان يجسدها العراق للنضال القومي العربي.

 ان غزو العراق وتدمير كيانه الوطني واسقاط نظامه الوطني التحرري  ، ادى الى انكشاف الوطن العربي امام مخططات ومشاريع القوى المعادية التي تناصب الامة العداء، من التحالف الصهيو- استعماري، الى المشروع الشعوبي الفارسي الذي حمل على الرافعة الاميركية للنفاذ والتخريب والتدمير في بنى العمق القومي  والمتماهي  مع  المشروع التركي الذي بات يقيم قواعد عسكرية في شمال العراق ويحضّرنفسه لاقامة حزام امني في الشمال الشرقي لسوريا على غرار ما يسعى له العدو الصهيوني باقامة حزام امني على طول الحدود السورية – اللبنانية مع فلسطين المحتلة، وصولاً الى تهديد الامن القومي من بوابة الامن المائي من خلال التحكم بمصادر المياه لأنهر النيل ودجلة والفرات وتلك التي تنبع من الهضبة الايرانية باتجاه العراق.

ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، التي تتوقف عند الدلالات العظيمة لقرار التأميم التأريخي والتي سجلت فيه ثورة 17-30 تموز المجيدة واحداً من ابرز انجازاتها الوطنية بكل ما ينطوي  عليه من ابعاد اقتصادية وقومية، توجه التحية لقيادة الحزب والثورة التي ادارت معركة تأميم النفط  قبل خمسين عاماً بكفاءة واقتدار عاليين وحققت  نصراً مؤزراً في اول مواجهة مع الكارتلات النفطية العالمية التي اتقنت سياسة نهب ثروات الشعوب وحرمت تلك الشعوب من التمتع والاستفادة من ثروات بلادها. 

وان يعود الصراع على مصادر الطاقة العربية من نفط وغاز الى واجهة الاهتمام الدولي بعد انفجار الحرب الروسية الاوكرانية، فلكي تستعمل هذا المادة الحيوية كورقة ضغط على سياقات هذه الحرب بتوفير البدائل للنفط والغاز الروسيين اللذين  كانا يغطيان مساحة واسعة من حاجة السوق الاوروبية .

ولهذا فإن القيادة القومية للحزب ترى ان استخدام مصادر الطاقة العربية تعويضاً عن الطاقة الروسية، لا يساعد في توفير ظروف افضل لانهاء هذه  الحرب المدمرة وفتح المجال امام حلول سياسية تلبي حاجة الامن القومي الروسي من ناحية، وحاجة اوكرانيا في الحفاظ على وحدة اراضيها واستقلالية خياراتها السياسية  ناحية اخرى وحسب ، بل تدفع ايضاً باتجاه استخدام مصادر الطاقة العربية في اتون الصراعات الدولية المتفجرة  والتي “لا ناقة للامة العربية فيها ولا جمل”. فهذه الثروة الطبيعية هي ملك شعوبها وتوظيفها يتم بالاتجاه الذي يخدم مصالح هذه الشعوب في التقدم  والازدهار، وتوظيف مردود هذه الطاقة في خدمة مشاريع التنمية على المستوى الوطني كما على المستوى القومي، وليس باستعمالها ورقة ضغط في كل مرة ترى فيها الكارتلات النفطية حاجتها لتوجيه انتاج وتسويق هذه المادة بما يخدم الاستراتيجيات الكونية لهذه الكارتلات والتي تديرها حكومات ظلٍ، للعديد من الدول في العالم، خاصة  تلك التي تنتهج سياسة السيطرة والاستعمار الجديد.

ان القيادة القومية للحزب، وهي تؤكد على هذا الموقف، ترى بأن الطاقة العربية من نفط وغاز وطاقة شمسية،  ان لم يتم  وضعها تحت سقف الشعار القومي “بترول العرب للعرب”، ستبقى عرضة للسرقة الموصوفة كما يحصل الان مع ثروات العراق في ظل الاحتلال  الاميركي الايراني المركب، وستبقى عرضة لاستعمالها سلاحاً استراتيجياً توظفه الدول المهيمنة على سوق النفط انتاجاً وتسويقاً في حروبها وصراعاتها المنخرطة فيها مباشرة،  او بالنيابة لتحقيق اهدافها في ابقاء هيمنتها على العالم من بوابة التحكم بمصادر الطاقة.

من هنا ، فإن القيادة القومية للحزب ، وفي ظل تمادي  العديد من الانظمة العربية باقامة تحالفات واضحة مع من يناصبون الامة العداء سواء باشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، او بنسج تحالفات عسكرية وامنية مع النظام الايراني او بتمكين قوى دولية واقليمية باقامة قواعد عسكرية على الارض العربية، كحال اميركا وروسيا وتركيا، فإنه لا امل مرتجى من هذه الانظمة بانتهاج  سياسة مستقلة قدر تعلق الامر بالخيارات السياسية الكبرى او بتحديد وجهة استعمال الطاقة المختزنة في باطن الارض العربية.  وعليه، فإنه امام هذا القصور الذي يرتقي حد التواطؤ والخيانة  لدى انظمة التطبيع والارتهان للخارج الدولي والاقليمي، لا سبيل لحماية الثروة العربية من النهب اولاً، والحؤول دون ادخالها سوق التوظيف السياسي في الصراعات الدولية المتفجرة ثانياً، إلا بإطلاق حركة شعبية على مستوى الوطن العربي  من مشرقه الى مغربه، تحت شعار “لنناضل من أجل حماية الثروة العربية من النهب الاقتصادي والاستثمار السياسي” لغير الغايات التي تلبي حاجة الامة في صراعها من اجل التغيير والتحرير.

ان القيادة القومية للحزب التي تؤكد على دور الجماهير في اثبات حضور الامة في مواجهة اعداء الخارج وقوى الردة والتخريب المجتمعي والتكفير الديني وتلك التي تدعو الى حلف الاقليات في الداخل، تدعو القوى الثورية العربية للارتقاء بموقفها الى مستوى التحديات التي تواجه الامة بوجودها وهويتها، ولا سبيل لذلك الا بتوحيد الموقف الشعبي والسياسي في اطار جبهة قومية تأتلف فيها كل القوى التي تجمعها وحدة الاهداف الكبرى، اهداف التحرر والتقدم والوحدة. والحزب الذي لم يوفر فرصة الا ودعا فيها الى قيام جبهة شعبية عربية تقدمية يعيد التأكيد على هذه الدعوة من خلال:

اولاً، الانتصار القومي لانتفاضة شعبنا في فلسطين المحتلة، وهو يواجه باللحم الحي آلة الحرب الصهيونية  التي تمعن قتلاً واغتيالاً بجماهيرنا  الصابرة الصامدة على مساحة كل فلسطين وتدميراً بالمدن والقرى والمخيمات وانتهاكاً للحرمات والمقدسات الدينية واخرها ماعرف  بمسيرة الاعلام الصهيونية التي نظمت بتوجيه وتخطيط ورعاية وحماية من سلطة الاحتلال، مرتكبة بذلك جريمة تقع تحت المساءلة الجنائية الدولية اسوة بالجرائم الاخرى، والتي هي جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية تمارسها دولة فصل عنصري صنفتها المنظمات الدولية ذات الصلة بحماية حقوق الانسان بانها دولة “ابارتهايد”.

ان الموقف الشعبي العربي بقدر ما هو مطلوب لتوجيه رسالة دعم لانتفاضة فلسطين مع الدعوة لتوحيد الموقف السياسي الوطني الفلسطيني على قاعدة ارضية الموقف المقاوم للاحتلال، فإنه مطلوب  بدرجة اولى، لتوجيه رسالة قوية لانظمة التطبيع، بأن ما اقدمت عليه من خطوات تطبيعية، انما شكل خيانة قومية بحق فلسطين اولاً، وحق الامة العربية ثانياً، وان هذا التطبيع الذي مكن العدو من اختراق العمق العربي، هو الذي جعله  يستقوي بهذا الموقف ويمضي قدماً في التدمير والقتل والتهجير وفرض الصهينة على كل معالم الحياة العربية في فلسطين المحتلة. 

ثانياً، الانتصار للمقاومة العربية بكل اشكالها ضد الاحتلال والتدخل والتغول الايراني في الشؤون العربية الداخلية وخاصة المقاومة الوطنية العراقية التي اجبرت المحتل الاميركي على الانسحاب ، ومن ثم فتح صفحة مقاومة الاحتلال  الايراني عبر انتفاضة شعبية اتخذت بعدين ، واحد  ضد العملية السياسية التي تديرها منظومة فساد عبثت بالامن الوطني والاجتماعي والحياتي ، وثانٍ ضد النظام الايراني بكل تغوله في مفاصل الحياة العراقية .  

هذا التغول الايراني الذي  يعمل على ترتيب اوراقه بعد اتساع مساحة الرفض الشعبي العربي له في ساحات العراق ولبنان وسوريا واليمن واينما اقام له مرتكزات ميدانية مغلفة تارة باغطية مذهبية ،وتارة باغطية سياسية ،سيكون مصيره الانكفاء والسقوط اذا ما تبلور موقف عربي موحد في مواجهته كعدو قومي للامة ،  والتعامل معه بانه عامل  تفكيك وتخريب للبنى المجتمعية العربية بات  يكمل بنتائج دوره ،المخطط الصهيوني الرامي الى تمهيد الارضية لقيام نظام اقليمي جديد ، يكون المكون العربي فيه  هو الاضعف من بين اركان هذا النظام الذي تعمل الامبريالية الاميركية  على تشكيله بالاستناد  الى ثلاثية اسرائيلية وايرانية وتركيا. 

ثالثا، باطلاق موقف سياسي ضد المشروع التركي الذي يستبطنه العقل العثماني اسوة بما يستبطنه العقل الايراني من شعوبية مجبولة بالحقد التاريخي على العروبة، واقله ادانة ما تخطط له الادارة التركية الحالية لاجتياح الشمال الشرقي من سوريا واقامة ما تسميه حزام آمني، بهدف تقوية مواقعها على طاولة الترتيبات السياسية للازمة البنيوية السورية والتي يتحمل النظام السوري المسؤولية الاساسية في دفع الامور الى مستوى ما وصلت اليه من تدمير لكل المدن والحواضر السورية وجعل هذا القطر الاصيل في عروبته يعيش تحت وطأة التهجير والتغيير الديموغرافي كما حصل في العراق في ظل الاحتلال الايراني  وتحويل  سوريا التي كانت دائماً  طالبة او مطلوبة لاي عمل عربي وحدوي قبل  ردة 23 شباط 1966، الى موقع ملعوب فيه ومكشوف امام كل القوى العابثة بالامن القومي العربي .

رابعاً، باعادة الاعتبار لنبض الشارع العربي بتجديد الانتفاضة الشعبية ضد انظمة الفساد والاستبداد والتوريث والتأبيد السلطوي، وتحقيق التحول الديموقراطي في البناء السياسي للانظمة التي تقوم على اساس الفصل بين السلطات وتداول السلطة واطلاق الحريات العامة، وحماية الاقتصاد الوطني بأقانيمه الاساسية من هيمنة المؤسسات المالية الدولية التي تعمل على  هيكلة  الاقتصاديات الوطنية وفقاً لقاعدة شروطها، من رفع الدعم عن السلع والخدمات الاساسية، ولو كان على حساب المقومات الاساسية لمشاريع التنمية المستدامة، الى ربط القروض بسلة من شروط الاذعان.

 ان النضال الجماهيري هو الذي يعيد الحركة الشعبية الى دائرة الفعل السياسي وهو الذي يحصن المشروع الوطني ببعديه التغييري والتحريري بحزام شعبي يحول دون اختراقه وحرفه عن مساره الاصلي.

  ان ما استطاع الحراك الشعبي تحقيقه  في اكثر من ساحة عربية وهو الذي ما يزال متوهجاً في السودان ماهو الا الدليل الحي على  اهمية الشارع المنتفض في فرض اجندة التغيير بوسائل التعبير الديموقراطي.

ان القيادة القومية للحزب التي تكبر في جماهير امتنا العربية حراك جماهيرها لتحقيق التحول الديموقراطي في المجتمعات الوطنية    واقامة نظم العدالة  والمساواة،  واسقاط مفاعيل الدولة الامنية لمصلحة دولة القانون والرعاية الاجتماعية، تدعو البعثيين على مساحة الوطن العربي الكبير لان يكونوا كما عهدهم حزبهم وامتهم في مقدمة الصفوف لقيادة النضال الجماهيري ضد كل اشكال الاستلاب القومي والاجتماعي. وهم بانخراطهم في آليات النضال الجماهيري لاجل التغيير الوطني الدبموقراطي وانخراطهم في الفعل المقاوم للاحتلال اياً كانت هويته وجنسيته لاجل تحرير الارض  العربية المحتلة من فلسطين الى الاحواز، انما يثبتون بالموقف والممارسة صدق الالتزام بالنهج النضالي الذي شق الحزب طريقه منذ الاعلان عن تأسيسه قبل خمسة وسبعين عاماً. فالحزب الذي يتصدر مناضلوه الصفوف ويرتقون في تضحياتهم حد الاستشهاد ومثالهم الحي الامين العام للحزب الشهيد القائد صدام حسين وكل شهداء الحزب من قيادييه ومناضليه من مختلف المستويات الحزبية، هو حزب يدرك حجم الاستهداف المركزي  المعادي له فكراً وتنظيماً ونضالاً من ضمن الاستهداف العام  للامة العربية. وعليه فان رده على حملات الاستهداف، بقرارات الاجتثاث  او بالتآمر  والتخريب والتشويش على مسيرته النضاليه، انما هو في  ساحات النضال ضد اعداء الامة المتعددي المشارب والمواقع. وان المهام النضالية الملقاة على عاتقه في تثوير الشارع العربي ضد اعداء الامة من خارجها وداخلها، تجعله منشغلاً في مواجهة الاصطفافات المعادية ولا وقت لديه  لاضاعة الوقت في المساجلات الاعلامية  على وسائل التواصل مع  المرتدين  والمتساقطين الذين  يقدمون انفسهم رديفاً اعلامياً لكل من يضمر شراً بالحزب، وهم حكماً متهاوون كما تهاوى قبلهم كل من زُيّن له  سهولة النيل من الحزب وشرعيته فكان مصيره السقوط بعد ان خرج عن خط الصواب وانحرف بسلوكه عن ضوابط الموقف والنظام. 

ان القيادة القومية للحزب وفي الذكرى الخمسين لقرار التأميم التاريخي في الاول من حزيران 1972 والذي يعتبر من ايام العرب الخالدة والمجيدة كايام اليرموك  والقادسية الاولى والثانية وحطين، توجه التحية للذين اتخذوا ذاك القرار وامنوا له كل مستلزمات نجاحه، كما توجه التحية لشهداء الحزب والامة وعلى رأسهم صدام حسين شهيد الحج الاكبر قائد العراق ومطلق مقاومته الوطنية ضد الاحتلال الاميركي ورديفه الاحتلال الايراني.

كما توجه التحية إلى الرفيق الأمين العام عزة إبراهيم رحمه الله تعالى وإلى كافة مناضلي الحزب وهم يتصدرون صفوف النضال الجماهيري ويتصدون لمحاولات التخريب على الحزب ومسيرته ووحدته الفكرية والتنظيمية برفع مستوى الاداء النضالي في الساحات والميادين وفي كل ساحات المواجهة مع اعداء الامة. 

تحية لجماهير الامة التي تثور ضد الاحتلال وتنتفض ضد انظمة التطبيع والظلم والاستبداد والردة. 

عاشت الامة العربية، وعاش نضالها من اجل الوحدة والحرية والاشتراكية.

المجد والخلود للشهداء الابرار والحرية للأسرى والمعتقلين والخزي والعار للمتخاذلين والمتآمرين والخونة والعملاء. 

القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

في 3/6/2022م

في بيان شامل حول الاوضاع السياسية والاقتصادية والتربوية

في بيان شامل حول الاوضاع السياسية والاقتصادية والتربوية  :

طليعة لبنان   :

لمواجهة وطنية فلسطينية شاملة مع المجموعات المتمردة في عين الحلوة

 انتخابات رئاسة الجمهورية مؤجلة بانتظار التفاهم الاميركي – الايراني على الترسيم البري

اعربت القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي عن تضامنها الانساني والقومي مع جماهير المغرب بعد الزلزال الذي اودى بالاف الضحايا ، ودعت الى ان تأخذ المواجهة مع المجموعات التي تمردت على قرارات الاجماع الوطني الفلسطيني بعداً وطنياً ، واعتبرت ان الافراج عن انتخابات رئاسة الجمهورية رهن الاتفاق الاميركي الايراني على الترسيم البري ، كما اعتبرت ان مشروع الموازنة جاء ليلبي شروط صندوق النقد الدولي وليس مصالح الشرائح الشعبية الاوسع وان قطاع التعليم الرسمي مهدد بالانهيار الكامل اذا ما استمرت الحكومة على نهجها الحالي في التعامل مع هذا القطاع.

جاء ذلك في بيان شامل للقيادة القطرية في مايلي نصه.

اولاً :

توقفت القيادة القطرية للحزب امام تداعيات الزلزال الذي ضرب المغرب فأعربت عن تضامنها الانساني والقومي  مع جماهير شعبنا في القطر المغربي ودعت الى اطلاق اوسع حملة دعم شعبي عربي لتوفير مايمكن توفيره للمنكوبين من جراء هذا الزلزال المدمر ، وكأنه لايكفي  ما يحل بهذه الامة من كوارث سياسية واقتصادية  وتدمير للبنيان الوطني والمجتمعي لدولها ،حتى تأتي الكوارث الطبيعية لتضيف الى النكبات السياسية ما تخلفه الزلازل من اضرار مادية وضحايا بشرية بلغت الالاف  ومثلها من الجرحى عدا الذين ما يزالون تحت الانقاض  وتتناقص فرص انقاذهم احياء مع تقدم الوقت.

والقيادة القطرية للحزب اذ تسجل ارتياحها لمواقف  العديد من الدول العربية التي نظرت الى هذه الكارثة ببعد قومي وانساني متجاوزة  الخلافات السياسية مع النظام ومبادرة الى تقديم الدعم والاسناد  للمساعدة في عمليات الانقاذ كما في فتح الاجواء والحدود لايصال المساعدة في اسرع وقت ممكن.تدعو أن  لا تكون   عملية فتح الحدود بين الاقطار العربية محكومة بظرفية حدث طارئ  او كارثة طبيعية  ، بل يجب ان تكون متصفة بطابع الديمومة انطلاقاً من المصلحة القومية التي تفرض تسهيل عملية تنقل  الاشخاص والبضائع كخطوة على طريق فتح  اسواق العمل العربية امام اليد العاملة العربية وكذلك الاسواق ، كانطلاقةٍ عمليةٍ  نحو  التكامل الاقتصادي بين الدول العربية . فالرحمة لارواح الضحايا والشفاء للجرحى والايواء لمن يفترش الارض ويلتحف السماء بعدما انهارت البيوت على رؤوس ساكنيها.

ثانياً

توقفت القيادة القطرية للحزب امام تجدد الاشتباكات في مخيم عين الحلوة في ضوء رفض مجموعات مسلحة الالتزام بمقررات هيئة العمل الفلسطيني المشترك وتسليم الذين ارتكبوا جريمة اغتيال مسؤولا الامن الوطني الفلسطيني في المخيم الاخ ابو اشرف العرموشي ورفاقه ، فرأت في رفض هذه المجموعات تنفيذ قرارات هيئة العمل المشترك  تمرداً على الاجماع الوطني الفلسطيني ، وعليه فإن مواجهة هذه المجموعات يجب ان يأخذ ُبعداً وطنياً فلسطينياً شاملاً  ،كون   المشكلة هي مع الحالة الوطنية الفلسطينية بكل طيفها السياسي والفصائلي وليست مع حركة فتح بالذات والتي وإن وُجِهَتْ  اليها نيران الغدر ، فلموقعها المحوري والقيادي في الساحة الفلسطينية ، ولتقدير من الذين يضمرون شراً بفلسطين وقضيتها وثورتها ، بان ضرب حركة فتح واضعافها يفتح الطريق امام ضرب البنية الوطنية الفلسطينية والشرعية التمثيلية التي تجسدها منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد لشعب فلسطين.

من هنا ، يجب رفع الغطاء السياسي عن هذه المجموعات ، واتخاذ مواقف حاسمة باعتبار  مخيم عين الحلوة كما سائر المخيمات هى اماكن لجوء مؤقت لجماهير شعبنا التي هجرّت بفعل الاحتلال الصهيوني ، وليست ملاذاتٍ امنةٍ  للخارجين عن القانون في لبنان او الذين يتم الاستثمار بهم اقليمياً ودولياً لاختراق ساحة العمل الوطني الفلسطيني وضرب شرعيتها التمثيلية خدمة لاجندات اقليمية ودولية .

ان امن مخيم عين الحلوة هو مسؤولية وطنية فلسطينية بقدر ماهو مسؤولية وطنية لبنانية ، وعلى الدولة اللبنانية ان تكون حاسمة في تنسيق الخطوات مع منظمة التحرير عبر الاصرار على تسليم المطلوبين باعتبار ان الجريمة وان حصلت داخل المخيم فا لصلاحية معقود اختصاصها للقضاء اللبناني باعتبار المخيم ارض لبنانية وللقضاء اللبناني ولاية شاملة على مقاضاة من يرتكب جريمة على الارض اللبنانية الا من كان مشمولاً بحصانة دبلوماسية  وهذا لايشمل هذه المجموعات ولو كانت تحظى بحماية سياسية وامنية ممن يقفون وراءها.

ثالثاً :

توقفت القيادة القطرية للحزب ، امام قدوم المبعوثين والمسؤولين الدوليين والاقليمين الى لبنان في ظل استمرار الانسداد السياسي امام انجاز الاستحقاق الدستوري بانتخاب رئيس للجمهورية. اذ لم يكد يطير الواحد منهم حتى يغط الثاني ، من المبعوث الاميركي هوكشتين  الى الوزير الايراني عبد اللهيان وصولاً الى ثالثهما لودريان . ويبدو من خلال ماتسرب الى وسائل الاعلام ، ان الاخير لم يعد  يجد ما “يتعشى”به بعد الغداء الدسم الذي  مسح فيه  الاميركي والايراني كل الصحون على الطاولة.

واذا كان لودريان يعطي للشأن الرئاسي اولوية ، فهذا ليس اولوية عند الاميركي والايراني ، بل هو نطقة تفصيلية في اطار أشمل  يتناول انجاز ترسيمٍ  جديد استكمالاً لعملية ترسيم الحدود البحرية ، وهذا ماركز عليه هو كشتبن  ، فاذا اخذت اميركاً موقفاً في عملية ترسيم الحدود البرية وفق ماتحدده من مخرجات ،فعندها ستعطي في مسائل اخرى ومنها رئاسة الجمهورية. ففي عملية ترسيم الحدود البحرية  التي اشرفت اميركا على رعاية مفاوضات صهيونية – ايرانية بشأنها، ادت الى مقايضة ملف الترسيم لمصلحة اميركا “واسرائيل”، مقابل انهاء الانسداد السياسي في ازمة تشكيل السلطة في العراق ، فإن نجاح تلك العملية سيفتح الطريق امام سيناريو مماثل ، مفاوضات صهيونية – ايرانية برعاية اميركية حول ترسيم الحدود البرية مقابل فك عقد الانسداد السياسي في ازمة الرئاسة ، فتأخذ اميركا “واسرائيل” في ملف الترسيم البري وتأخذ ايران في الملف الرئاسي ما تعتبره الرئيس الضمانة ، واميركا لايهمها شخص الرئيس ، بل الاستثمار في هذه الازمة لمصلحة ترتيبات امنية “لاسرائيل” . وعليه وحتى لايقع اللبنانيون في وهْم   قرب الانفراج في الملف الرئاسي ، فإن الوصول الى حل في هذا الموضوع لن يكون عبر “القابلة الفرنسية ” ، ولا عبر دعوة رئيس المجلس النيابي ، لان النظر بها ، مؤجل  بانتظار الاجوبة الايرانية والاسرائيلة للوسيط الاميركي على ملف الترسيم البري. وهذا يعني ان الازمة مفتوحة على الزمن  ، وان تداعياتها ستكون اشد وقعاً على الشرائح الشعبية الاوسع ، ولا خيار امام الاعتراض الشعبي والوطني  الا الاستمرار في المواجهة ، لانه لم يعد لديها ماتخسره بعدما فقدت جنى عمرها ،ولا همّ للذين يقبضون على مفاصل السلطة الا الاستمرار في نهج الاستقواء بالخارج الاقليمي والدولي لاعادة انتاج سلطة تلبي مصالح القوى الدولية والاقليمية وشروط صندوق النقد الدولي. 

 رابعاً:

توقفت القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي ، امام مشروع الموازنة للعام الجديد ، فلم تر فيه من ايجابية سوى انه مقدم ضمن المهلة الدستورية ، اما ما انطوى عليه من بنود وفذلكات ، فيمكن ان يقال فيه كل شيئ الا موضوع الموازنة التي يفترض ان ترسم سياسة اقتصادية ومالية وانمائية للنهوض بالوضع الاقتصادي المنهار. ففضلاً عن كون مشروع الموازنة يرتكز على زيادة  الضرائب من جانب وعلى دولرة الضرائب من جانب الاخر ، فإن كعب اخيل هذه الموازنة ، انها تطرح حلولاً مالية ونقدية لمعالجة الازمة الاقتصادية فيما المطلوب وضع خارطة طريق لاعادة بناء اقتصاد وطني يرتكز على اقانيم الاقتصاد المنتج ، وعندها يأتي الاصلاح المالي والنقدية كنتيجة للاصلاح الاقتصادي. 

ان الخلل في الادارة المالية والنقدية هو نتيجة الاختلال في البنية الاقتصادية ، وعليه يجب ان تنطلق المعالجة من القاعدة الاقتصادية وليس من البنية المالية والنقدية الفوقية ، وبالتالي يجب ان لاتمر هذه الموازنة بما تنطوي عليها من ابواب انفاق وايرادات ، والا ستكون بمثابة رصاصة الرحمة التي ستطلق على رأس  دولة هي حالياً في وضع يشبه حالة  الموت السريري.

خامساً

توقفت القيادة القطرية للحزب امام التوقف العملي للمرفق القضائي بعد اعلان اكثر من مئة قاضٍ توقفهم عن العمل ، كذلك التعثر الذي يواجه انطلاق العام الدراسي في ظل عدم تنفيذ الوعود بانصاف المدرسين في الملاك والمتعاقدين ، فرأت في  ذلك استمراراً لنهج السلطة في اغداق الوعود دون الالتزام بالتنفيذ ، وهذاما يضع المرفق القضائي امام التوقف الكلي عن العمل  كما انه يضع  العام الدراسي امام مصير مماثل  للعام السابق في وقت يواجه فيه الاهالي ظروفاً صعبة تجعلهم عاجزين عن دفع اقساط المدارس الخاصة التي اصبحت مدولرة بغالبيتها ، فضلاً عن رفع رسوم التسجيل في المدارس الرسمية والجامعة اللبنانية في وقت لم يعد باستطاعة الطلاب الوصول الى المدارس والجامعات بسبب تكلفة النقل المرتفعة.

 ان القيادة القطرية للحزب ، ترى ان القطاع التعليمي الرسمي من اساسي وثانوي وجامعي اصبح على حافة الانهيار ، واذا لم تبادر وزارة التربية الى اتخاذ خطوات سريعة لتوفير الحماية والدعم  لمؤسسات التعليم الرسمي عبر الجهات المانحة ، فان الايام القادمة ستكون سوداوية على اجيالنا الشبابية التي لم تعد معاناتها  تقتصر عن توفير الحد الادنى من مستلزمات الحياة ، بل باتت مهددة ايضاً باقفال فرص العِلْم  الذي نص الدستور على الزاميته.  وعليه فإن انقاذ التعليم الرسمي هو من  اولويات العمل الوطني بعدما باتت  خيوط المؤامرة مكشوفة  على هذا القطاع الحيوي والذي يعتبر الركيزة الاهم في البنيان الوطني.  وعليه فإن مواجهة  هذه المؤامرة لاتكون بسياسة اغراق الرؤوس بالرمال بل بتسمية الامور بمسمياتها ، وهي ان الذين اوصلوا البلد الى هذا المستوى من الانهيار السياسي والاقتصادي والمالي والانكشاف الوطني هم انفسهم الذين يتآمرون على التعليم الرسمي لمصلحة خصخصة  التعليم اسوة بسائر القطاعات.  “كلن يعني كلن”، ولا  انقاذ للبنان الا باسقاطهم كلهم ومن خلال الشارع .

فالى الشارع مجدداً ، ولتكن عملية احياء الذكرى السنوىة لانتفاضة ١٧  تشرين باعادة تجديد انطلاقة هذه الانتفاضة تحت سقف العناوين الوطنية والتغييرية  مع التشديد على تطبيق  مبدأ العدالة الانتقالية بحق الذين اجرموا بحق الشعب وكلٌ  على  طريقته .

القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي

 

بيروت في ٢٠٢٣/٩/١٢

طليعة لبنان : في الذكرى الخمسين لحرب تشرين ٧٣

طليعة لبنان : في الذكرى الخمسين لحرب تشرين ٧٣

المقاومة الفلسطينية تستحضر الحدث بعبور بطولي الى العمق الفلسطيني

حيت القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي ، العملية البطولية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في داخل الكيان الصهيوني ، ودعت الى توحيد الجهد النضالي الوطني الفلسطيني على ارضية الموقف المقاوم . جاء ذلك في بيان للقيادة القطرية للحزب في مايلي نصه.

في الوقت الذي كان فيه العدو الصهيوني يصعد من عدوانه واجراءاته القمعية بحق جماهير فلسطين في مدن الضفة الغربية ومخيماتها ، ويعمد مستوطنوه على اقتحام الاقصى وتدنيس حرماته ، جاءه الرد الصاعق من المقاومة التي نفذت صبيحة هذا اليوم السابع من تشرين الاولى عملية بطولية داخل الكيان الصهيوني ، حيث استطاع المقاومون الابطال اقتحام خطوط العدو والسيطرة على العديد من المستوطنات المقاومة في الغلاف الجغرافي لقطاع غزة. وقد اسفرت العملية التي رافقها قصف صاروخي للعمق الصهيوني الى اسر عدد من الجنود الصهاينة والمستوطنين الذين اقتيدوا الى داخل غزة فضلاً عن السيطرة على اليات عسكرية واحراق بعضها.

ان هذه العملية البطولية ، اثبتت مرة اخرى  ان يد المقاومة طويلة ،وان اجراءات العدو من قتل وتدمير واعتقالات لن  تفت من عضد المقاومة ولن تلوي ذراعها ، وان الثمن الذي سيدفعه العدو مقابل استمرار احتلاله سيكون باهظاً ، وان جماهير شعبنا في الارض المحتلة والتي تقاوم في حدود الامكانات المتاحة وباللحم الحي في كثير من الاحيان ، مصممة على السير في نهج المقاومة ادراكاً منها بان ما اخذ بالقوة لايسترد الا بالقوة ، وان لاسبيل لتحرير فلسطين الا عبر الكفاح الشعبي بكل اشكاله وافعله الكفاح الشعبي المسلح.

اننا في الوقت الذي نحيّ فيه  المقاومين الذي يخوضون معارك المواجهة مع العدو على الحدود وفي العمق ، ندعو الى وضع الخلافات السياسية بين فصائل المقاومة جانباً ، واعتبار هذا المواجهة المفتوحة على كل احتمالاتها مناسبة للارتقاء بالموقف الوطني الفلسطيني الى مستوى الوحدة الفعلية على ارضية الموقف المقاوم ، وليكون بذلك رداً ميدانياً على استمرار الاحتلال لكل فلسطين ، ورداً سياسياً على دعاة التطبيع والمتهافتين لنسج علاقات مع العدو على حساب الحقوق  الوطنية الفلسطينية والحقوق القومية للامة العربية .

ان هذه العملية التي وقّت تنفيذها بمناسبة الذكرى الخمسين لحرب تشرين عام ١٩٧٣ ، تقدم دليلاً جديداً بان امتنا قادرة على اثبات وجودها وعلى خوض معاركها ضد محتلي ارضها  وناهبي خيراتها اذا ما امتلكت ارادة المواجهة وتم حشد الامكانات وتوظيفها في الاتجاه التحريري. واذا كنا نكبر بمقاومة شعبنا في الارض المحتلة التضحيات الجسيمة التي يقدمها وهو يخوض غمار المواجهة ضد العدو على مساحة ارض فلسطين التاريخية ، فإننا نشدد على ان تكون عملية “طوفان القدس” قاعدة ارتكاز يؤسس عليها لتطوير فعاليات المواجهة وتوسيع امداءاتها وحتى لايقع المحظور السياسي الذي حال دون تطوير الموقف العسكري ابان حرب تشرين بعد القبول بوقف اطلاق النار ، ومن ثم الدخول في مفاوضات مع العدو كان من نتائجها توقيع اتفاقيات كامب دافيد واخراج مصر بكل ثقلها من مجرى الصراع العربي الصهيوني وتوقيع اتفاقيات فك الارتباط على الجبهة السورية والتي ما تزال مفاعيلها سارية حتى الان . 

ان القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي ، التي تعيد تأكيد موقف البعث من الصراع العربي الصهيوني ، بانه صراع وجودي بين المشروع الصهيوني والمشروع القومي العربي بكل ابعاده ومضامينه ، تدعو الى توفير كل وسائل الدعم والاسناد المادي والسياسي والتعبوي لجماهير شعبنا في فلسطين المحتله لتعزيز صمودها من ناحية وتفعيل دورها المقاوم للحتلال بكل تعبيراته وتجسيداته من ناحية اخرى . 

ان قضية فلسطين هي قضية قومية بامتياز ، وعلى الامة العربية وقواها الشعبية ان ترتقي في دعمها الى مستوى التضحيات التي تقدمها جماهير فلسطين وفصائلها المقاومة في غزة وعلى تخومها وفي القدس وكل مدن الضفة ومخيماتها ، وهذا مايعيد للقضية الفلسطينية القها القومي ،ويقطع الطريق على السائرين نهج التطبيع وعلى الذين يعملون للاستثمار السياسي  في قضية فلسطين خدمة لاجندة اهدافهم الخاصة.

تحية لفلسطين وثورتها التي تجدد نفسها من خلال الفعل المقاوم ، وتحية لشهدائها ومقاوميها.

الشفاء للجرحى والحرية للاسرى والمعتقلين ، والخزي والعار لكل الخونة والمطبعين والمتخاذلين. 

القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي

بيروت في ٢٠٢٣/١٠/٧

بيان القيادة العامة للقوات المسلحة رقم (159) بمناسبة الذكرى (101) لتأسيس الجيش العراقي الباسل

بسم الله الرحمن الرحيم

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (الأنفال:15ــ16) صدق الله العظيم

القيادة العامة للقوات المسلحة

بيان رقم (159) بمناسبة الذكرى (101) لتأسيس الجيش العراقي الباسل

 

يا أبناء شعبنا العظيم

يا أبناء أمتنا العربية المجيدة

أيها النشامى في قواتنا المسلحة الباسلة

أيها الأحرار في كل مكان

يستذكر العراقيون في هذه الأيام الخالدة الذكرى الأولى بعد المائة لتأسيس الجيش العراقي الباسل حيث وضعت لبنته الأولى في السادس من كانون الثاني 1921 وشكل ركناً أساسياً من أركان الدولة العراقية الحديثة وامتداداً لتاريخ العراق وقواته المسلحة الباسلة المعروفة، ولعل من أهم إنجازات العراق في العصر الحديث هي إعادة بناء جيش العراق وإعداده إعداداً حضارياً ووطنياً وقومياً وإنسانياً مع التركيز على تأهيله علمياً وعصرياً وباقتدار وتمكين على استيعاب كل معطيات التطور التقني والعلمي في ميادين الصناعات والابتكارات العسكرية تسليحاً وتجهيزاً.

وقد شكل أساس هذا البنيان الرصين والمتين لجيش العراق ونموه المضطرد في شتى الصعد خطراً بالغاً على مخططات وأهداف ومصالح الإمبريالية والكيان الصهيوني ونواياهما العدوانية ضد أمتنا،  ودق ناقوس الخطر مجدداً وبشكل مكثف ومتسارع في هذه الأوساط العدوانية بعد أن تمكن هذا الجيش الوطني العريق من تحطيم وتهديم وتهشيم تلك الموجة الطائفية الصفراء القادمة من أشرار الشرق التي كادت أن تجتاح الأمة برمتها بالحرب التي شنتها إيران لكسر البوابة الشرقية للوطن العربي من خلال العراق بقيادته الوطنية الشامخة وشعبه الأبي الصامد، فكان جيش العراق لها، فكسر شوكتها وحطم كل آمالها بالنصر العسكري المبين في الثامن من آب عام 1988.

ومنذ ذلك الحين وحتى يوم الاحتلال العسكري الغاشم لبلادنا الجريحة استمرت المخططات  والتهديدات والمؤامرات بوسائل متنوعة وبكل ما أوتي الأعداء من قوة عسكرية واقتصادية وسياسية لاستهداف العراق وإضعافه والنيل من جيشه الباسل، صاحب السفر الخالد في عقيدته العسكرية الوطنية والقومية، التي كانت تعتبر جيش العراق هو جيش الأمة أينما تطلب الأمر وجودها على أراضيها للدفاع عنها، وهكذا نجد الشواخص قائمة في مقابر شهداء هذا الجيش العروبي في المفرق الأردنية وجنين الفلسطينية ودماء الشهداء في أرض سيناء المصرية ودمشق السورية، مثلما ساند جميع حركات التحرر للشعوب المناضلة من أجل حريتها واستقلالها. وأن التاريخ القريب يروي لنا قصص البطولة والبسالة والفداء لهذا الجيش الباسل ومقاتليه الأشاوس عبر سني كفاحه المجيد منذ تأسيسه عام 1921 وحتى الاحتلال الغاشم في 2003م. ولذلك نرى أن من أولى القرارات التي اتخذها العدو الغازي بعد دخوله العراق هو قرار حل الجيش وقوى الأمن الوطني.

أيها الأحرار في كل مكان

بعد أن أصبح جيش العراق نموذجاً فريداً وعنواناً كبيراً لتجربة العراق الجديدة التي تجاوزت تلك الخطوط والحدود التي رسمتها الصهيونية العالمية والامبريالية الأمريكية لأقطار الأمة وأنظمتها، قررت التصدي لتجربة العراق وجيشه الباسل فحشدت عليها قوى الكفر والشرك والعدوان من كل أصقاع الأرض لتطفئ جذوتها خلال الغزو والاحتلال الذي جرى في التاسع من نيسان 2003.

 لقد تصور الغزاة وعملائهم وأذنابهم والمنافقين والمرتدين أن كل شيء قد انتهى بعد الاحتلال وحل الجيش العراقي، وسوف لن يبقى للعراق الثائر جيش بعد اليوم يحمل الأمانة ويسهم في إعادة بناء الوطن. خسئوا، فلم يعلموا أن جيش العراق هو ابن الشعب العظيم، ولد في أرضه، وشرب من لبنه، ونشأ على عقيدة الأمة، ونهل من قيمها الأصيلة، وتربى على الطهر والأمانة والصدق والوفاء والفداء والبطولة، وعلى قيم ومبادئ الوطن والأمة. فانتفض رجاله مع أبناء الشعب في وجه الغزاة وعملائهم من خونة الشعب والأمة، وأشعل الأرض ناراً تحت أقدامهم بقوة لا تلين وعزم لا يستكين في أسرع وأشرف وأقوى مقاومة شهدتها حركات التحرير الشعبية في المعمورة، لقد قامت على أكتاف رجال جيش العراق ومن تعاون معهم  أعظم وأسرع وأشرف مقاومة في حروب التحرير الشعبية في الأرض وأدوا دوراً باسلاً ومجيداً يضاف إلى تاريخهم وتاريخ جيشهم الباسل المجيد، حتى اعترف العدو بالخسران والخذلان والهزيمة النكراء بالرغم من فارق القوة العسكرية والتسليحية والاقتصادية بين طرفي الصراع، طرف استعماري محتل بغيض، وطرف مقاوم متوكل على الله وذو روح معنوية فريدة للدفاع عن الأرض والعرض ضد الغزاة.

يا أبناء شعبنا المجيد

لقد لاحق الأعداء والأشرار من الغزاة والعملاء أبناء جيشنا الباسل المجيد فاغتالوا العديد من قاداته ومقاتليه واعتقلوا وشردوا وهجروا الكثير من أبنائه. إلا أن جذوة روح الكفاح ما زالت تعتمل جنبات الأحياء منهم وستبقى دافعاً لهم في التصدي لمشروع الغزاة والمحتلين مهما زادت الخطوب ومهما ارتفع سقف التحديات، فهم الأبناء البررة لشعبهم وأمتهم. فالمجد كل المجد والتحية المعطرة بأريج الانتصارات في كل الميادين مهداة لهم في عيدهم المجيد وفي ذكرى التأسيس الخالد.

 وفي هذا اليوم المجيد نتقدم بأزكي التحايا إلى قادة جيشنا البواسل يتقدمهم شهيد الحج الأكبر القائد الشهيد صدام حسين رحمه الله والذي كان القائد الفعلي للنصر الناجز في القادسية المجيدة خلال صراع السنوات الثمان في الحرب الإيرانية العراقية، والتحية مقرونة بالتقدير والاعتزاز لشهيد الجهاد والمطاولة البطل المجاهد عزة إبراهيم الذي كان له الدور الأبرز في المحافظة على المسار الوطني للقوات المسلحة خلال سنوات المقاومة والتصدي لقوات الغزو والاحتلال وتجنيبها  الانحراف والانزلاق مع مخططات الأعداء والعملاء، وساهم في حفاظها على مسارها الوطني والقومي.

 

الرحمة والغفران مقرونة بالشكر والتقدير لشهداء جيشنا الباسل ممن روت دماؤهم الزكية أرضنا الطاهرة وساهمت في صناعة تاريخه المشرق

 

تحية إلى كافة رجال جيش العراق الباسل المجيد وإلى مؤسسيه الأوائل وقادته الذين تحملوا مسؤولية قيادته في كل الظروف والأحوال وسجلوا المآثر الخالدة

 

تحية إلى القادة البارزين الشجعان في جيشنا الذين قضوا نحبهم خلال مواجهة قوات الغزو والاحتلال، سواء خلال المواجهة المباشرة أو في ملاحم المقاومة الوطنية ضد الغزاة أو من الذين استشهدوا في سجون الاحتلال والحكومات العميلة، ونسأل الله تعالى أن يفرج عن الذين لا زالوا في المعتقلات والسجون.

 

تحية مقرونة بالتقدير والمحبة إلى كل صنوف جيشنا الباسل في هذه المناسبة العزيزة على القلوب

تحية إلى شعبنا العراقي العظيم من أقصى شماله إلى أقصى الجنوب

والمحبة والتقدير والاعتزاز لكل من آمن بالعراق العظيم واحداً موحداً مستقلاً.

 

القيادة العامة للقوات المسلحة

بغداد المنصورة بإذن الله

6  كانون الأول 2022

بيان القيادة العامة للقوات المسلحة رقم (52) بمناسبة ذكرى يوم النصر العظيم في 8 / 8/ 1988

بسم الله الرحمن الرحيم

)) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (15) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16) )) (الانفال )           صدق الله العظيم

بيان رقم (52)

بمناسبة ذكرى يوم النصر العظيم في 8 / 8/ 1988

أيها الشعب العراقي العظيم

يا أبناء أمتنا العربية المجيدة 

يا أبناء قواتنا المسلحة الباسلة

       في هذه الأيام المباركة يستذكر العراقيون ورجال القوات المسلحة العراقية الباسلة الذكرى الثانية والثلاثين ليوم الأيام وتحقيق النصر العظيم ضد جار الشر والعدوان.. حيث أعلن النصر النهائي في الحرب الإيرانية ـ العراقية يوم 8 / 8 / 1988 والذي يعتبر واحداً من أهم مفاخر العرب في العصر الحديث عندما تصدى أبطال العراق وقواته المسلحة وشعبه المجيد للمحاولات البائسة واليائسة في الغزو القادم من الشرق ومنعه من تحقيق أحلامه وآماله في تصدير ثورته المنحرفة والتي جاءت بغطاء ديني مزيف إلى العراق وأمة العرب وسحقوا قواته وأوقعوا فيها الهزيمة المنكرة التي ستبقى شاخصة وشاهدة على قدرة العراق بجيشه الباسل وشعبه الأبي وعلى خيبة الملالي الذي ابتلت بهم شعوب إيران.

أيها الأحرار في كل مكان

   

لقد هب شعب العراق المجيد وجيشه الباسل بكل أطيافه وقومياته رجالاً ونساء شيباً وشباباً للدفاع عن أرض السواد وبلد النهرين الخالدين وأرض الأنبياء ومنطلق رسالة الإسلام الحقة، فتمكنوا بعد حرب ضروس ومطاولة قل نظيرها في التاريخ من تحقيق هذا النصر النهائي والعظيم في ذلك اليوم المجيد.. ولعل ذلك كله جاء بعدما استحضروا دورهم التاريخي المشرق واهتدوا بدينهم الحق وتراثهم المجيد فراحوا يتسابقون في الدفاع عن الحدود الشرقية للعراق بنفس الوقت الذي كانوا فيه حراساً للبوابة الشرقية لأمة العرب ضد الريح الصفراء التي حاول أصحاب الفكر الكهنوتي المتخلف تصديرها إلى العراق في محاولة لاستعادة امبراطوريتهم الزائفة التي كان لأبناء العراق الدور المهم في سحقها وتدميرها عندما كانوا في طليعة رجال الفتح الإسلامي في صدر الرسالة الإسلامية السمحة.

يا أبناء شعبنا العراقي العظيم 

أيها الأحرار في كل مكان

       

 لقد أفرزت الحرب الإيرانية ـ العراقية قدرات وإمكانيات هائلة لدى العراق في الحشد والتعبئة وفي الإدارة وممارسة القيادة وفي القتال والمطاولة فكانت السنوات الثمان التي استمرت فيها الحرب من أكثر السنوات عطاءً وتضحية.

وإذ نشير اليوم إلى النزر القليل منها فلن نعطيها حقها الذي لا تستوعبه المجلدات.. لقد ملأ العراقيون الأرض بملايين الخنادق الشقية والملاجئ والمواقع المحكمة على طول جبهات القتال، كما كان العراقيون مبدعون في شق الطرق المعبدة التي تجاوزت الآلاف من الكيلومترات في الجبال والسهول والصحاري والوديان، كما أنشأوا السداد والموانع ووسائل إعاقة العدو كالألغام والأسلاك الشائكة والخنادق العميقة في عمل منظم ومبرمج كان للقيادة العامة للقوات المسلحة السبق والفخر في التخطيط لها والإشراف على تنفيذها.

 إن نتائج تلك الحرب الذي نستذكر نصرنا بها اليوم بفخر واعتزاز قد أسهمت في إعلاء شأن العراق في كل الصعد فغاضت الأعداء ودق ناقوس الخطر في الكيان الصهيوني بعد أن أنتجت الحرب لمليون مقاتل عراقي مدرب ومجرب، فتكالبت كل قوى الشر في حلقات تآمرية لإفراغ ذلك النصر والاقتدار العراقي من فحواه، ولكنه أبداً لن يغيب أو يموت في قلوب وضمائر الأبطال الذين كان لهم المساهمة الفعلية في تحقيقه.

يا أبناء شعبنا العراقي العظيم 

أيها الأحرار في كل مكان

 

 لقد كان لأبطال قواتنا المسلحة الباسلة وبكل صنوفهم الأساسية الجوية والبرية والبحرية الدور الحاسم في تحقيق النصر العظيم في يوم الأيام المجيد..  كما أن شعب العراق العظيم كان له الدور المتميز في مساندة ودعم قواته المسلحة من خلال المشاركة في قواطع الجيش الشعبي والمهمات الخاصة أو في حماية الجبهة الداخلية ومواصلة البناء والإعمار رغم قساوة الحرب وطول مدتها.. ورغم كل الظروف والأحوال لا زال الأبطال والنشامى الذين خاضوا تلك الحرب محل فخر واعتزاز لكل أبناء الشعب ولا زال الجميع يتغنى ببطولاتهم وأمجادهم ويربط الخلاص والأمل بهم.

وإذ نستحضر يوم الأيام وبيان البيانات الذي وضعت به الحرب أوزارها بالنصر العراقي المجيد بعد أن تجرع كبيرهم الذي علمهم السحر السم الزعاف وموافقته على قرار مجلس الأمن الدولي 598 ..

 إذ نستحضر كل ذلك فإننا نستبشر ونبشر شعبنا الصامد الصابر المحتسب بأن يوم الأيام الجديد قد اقترب للخلاص من النفوذ الإيراني وميليشياته المجرمة التي عاثت في الأرض فساداً وقتلاً وإجراماً، وسيفرح شعبنا كما فرح في ذلك اليوم التاريخي .. و(لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون) صدق الله العظيم

   

المجد للعراق العظيم ولجيش القادسية المجيدة وأم المعارك الخالدة ولكل المجاهدين الذين يقتفون آثار تأريخ جيش العراق البطل ويسطرون ملاحم البطولة في مقارعة المحتل الغازي وأذنابه الدجالين.

الرحمة لشهداء جيش العراق العظيم والأمة العربية المجيدة يتقدمهم شهيد الأضحى السعيد. والعهد الثابت للمجاهد المهيب الركن عزة إبراهيم القائد العام للقوات المسلحة والقائد الأعلى للجهاد والتحرير.

الحرية لقادة جيشنا الميامين الذين يقبعون في السجون الحكومية منذ سنوات طويله وهم فرسانه الاشاوس الذين دافعوا عن بلادهم بكل بسالة وبطولة

تحية الى شعبنا العراقي العظيم من أقصى شماله الى اقصى جنوبه

المحبة والتقدير والاعتزاز لكل من آمن بالعراق العظيم واحداً موحداً مستقلاً

 

القيادة العامة للقوات المسلحة

بغداد المنصورة بأذن الله

 8 / 8 / 2020

بيان القيادة العامة للقوات المسلحة رقم (  165) بمناسبة الذكرى العشرون لغزو واحتلال العراق

القيادة العامة للقوات المسلحة

بيان رقم (  165) بمناسبة الذكرى العشرون لغزو واحتلال العراق

بسم الله الرحمن الرحيم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ ( * ) وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ..   الانفال  (16)

 

أيها الشعب العراقي العظيم

أيها النشامى من أبناء قواتنا المسلحة الباسلة

        يبقى  غزو واحتلال العراق في التاسع من نيسان 2003  واحدا من اكثر جرائم التاريخ الحديث وحشية ، حيث ان هذا الغزو والاحتلال بني وتم تسويقه على  معلومات كاذبه وخادعه ساقتها الادارة الامريكيه المجرمة  .. واليوم وبعد عشرون عاما ونحن نستذكر هذه الجريمه الكبرى التي قامت الادارة الامريكيه بارتكابها بحجة امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل وارتباط العراق بتنظيم  القاعدة الارهابي تثبت الايام وبشكل قاطع وواضح ان هذه المعلومات الكاذبه كان حجج مزيفه صنعتها الادارة الامريكيه بالتعاون مع اتباعها من الخونه والجواسيس والمجرمين.

      لقد قاتل شعب العراق الابي صاحب التاريخ الطويل العدو الغازي بكل صبر واناة وساهم في انطلاق اسرع مقاومة عرفتها الامم احرقت نيرانها اقدام الغزاة في كل شبر من ارضنا الحبيبه ، وقاتل جيش العراق الباسل وقواتنا المسلحه العدو الغازي ببسالة نادره رغم الفوارق التقنيه والفنيه ورغم التفاوت الهائل في القدرات والامكانيات والوسائل ورغم سنوات الحصار الطويله والمريره وكان لرجال جيشنا الباسل صولات وجولات تركوا خلفهم ماثر ومواقف يشهد لها العدو قبل الصديق . وتمكن شعب العراق وقواته المسلحه من افشال مشروع العدو الاستعماري واجبره على ترك العراق مهزوما ومدحورا .

يا ابناء شعبنا العظيم

          يعلم الجميع ان قوات الغزو والاحتلال وبعد هزيمتها وخروجها المذل وفشل مشروعها على ارض الرافدين ذهبت الى ترك حكومة عميله وضعيفه تدير شؤون البلاد ، ولكن شعب العراق وقواته المسلحه الباسله والقوى المجاهدة الاخرى تمكنوا من تحطيم أمال المجرمين والخونه والذيول وافشال حكوماتهم المتعاقبه والتي خسرت ثقة الشعب تماما ولم تتمكن من تدبير شيء على الاطلاق ، ولذلك نرى الانتكاسات تتعاقب خلال السنوات الماضيه ، ولقد عبر شعبنا المجاهد وخاصة بعد ان خرجت قوات الغزو والاحتلال من التعبير عن ارادته الحره ورفضه لهؤلاء العملاء والخونه والجواسيس ، وراحت طلائعه الوطنيه تصرخ بوجه الحكام الجدد وبشكل مدوي تحت شعار عظيم ينطلق من الاعماق ويهتف به شباب العراق من كل مكوناته ويقولون ( نريد وطن ) نعم هذه هي صرخة ثوار تشرين الابطال والتي عبرت عن دواخل كل العراقيين الوطنيين والاشراف ولازالت هذه الصرخة المدويه تقض مضاجع الخونه والعملاء الذين نهبوا البلاد بشكل لم يسبق له مثيلا  في التاريخ.

يابناء شعبنا العظيم

ايها النشامى في قوانا المسلحه

       وفي هذا المخاض العسير الذي يمر به شعبنا وامتنا فاننا في القيادة العامة للقوات المسلحه نرى بانه  ليس هنالك حل حقيقي للازمة العراقيه الا بانتفاضه وثورة شعبيه يشترك فيها كل ابناء شعبنا العراقي من الشمال الى الجنوب ومن كل الاطياف لقلع هذه الطبقة السياسيه الفاسدة والتأسيس لعملية سياسيه جديده تتمكن من الحفاظ على سيادة العراق وشعبه وارثه وثرواته وتاريخه المجيد ، واننا في القيادة العامة للقوات المسلحه سنبقى رهن اشارة شعبنا لمساندته في مشروعه التحريري الذي يعيد لبلادنا زهوها ومجدها ومكانتها التي تستحقها بين الامم ، واننا في القيادة العامة للقوات المسلحه على استعداد تام لتقديم الغالي والنفيس من اجل هذا الهدف الغالي والنبيل.

عاش جيش العراق الجسور وقواتنا المسلحة الباسلة صاحبة  السفر المجيد وعاش رجاله الغر الميامين

والمجد  والرحمه لشهدائه الأبطال الميامين الذين روت دمائهم الزكيه ارض العراق الطاهرة الابيه وعلى رأسهم شهيد الحج الأكبر القائد العام للقوات المسلحة صدام حسين والتحية مقرونة بالتقدير والاعتزاز لشهيد الجهاد والمطاولة البطل المجاهد عزة إبراهيم رحمهما الله

تحية إلى القادة البارزين الشجعان في جيشنا الذين قضوا نحبهم خلال مواجهة قوات الغزو والاحتلال، سواء خلال المواجهة المباشرة أو في ملاحم المقاومة الوطنية ضد الغزاة أوالذين استشهدوا في سجون الاحتلال والحكومات العميلة، ونسأل الله تعالى أن يفرج عن الذين لا زالوا في المعتقلات والسجون.

والخزي والعار لكل من غادر شرف العسكرية العفيفة الشريفة وانضوى تحت عباءة المحتل الغاشم وعملاءه وأتباعه المأجورين

تحية إلى شعبنا العراقي العظيم من أقصى شماله إلى أقصى الجنوب

والمحبة والتقدير والاعتزاز لكل من آمن بالعراق العظيم واحداً موحداً مستقلاً.

 

القيادة العامة للقوات المسلحة

بغداد المنصورة بأذن الله

9 نيسان 2023

بيان القيادة العامة للقوات المسلحة رقم (168) بمناسبة يوم الأيام بمناسبة يوم الشهيد

القيادة العامة للقوات المسلحة

بيان رقم (168) بمناسبة يوم الأيام

بمناسبة يوم الشهيد

بسم الله الرحمن الرحيم

 وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴿١٦٩﴾ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿١٧٠﴾ ال عمران  ….           صدق الله العظيم

 

أيها الشعب العراقي العظيم

أيها النشامى من أبناء قواتنا المسلحة الباسلة

أيها الأحرار في كل مكان

       في مثل هذا اليوم من تاريخ بلادنا يستذكر العراقيون وبمزيد من الفخر والاعتزاز  شهداء العراق العظيم الذين روت دماءهم ارض العراق الطاهره وهم يدافعون عن بلادهم من شر الاشرار وكيد الكائدين الذين دفعهم طمعهم وخستهم الى محاولة اذلال العرقيين واستعبادهم . كما ويستذكر العراقيين والعرب والمسلمين ارتكاب النظام الايراني المجرم واحدة من أكبر الجرائم الانسانيه في العام 1981 وبعد انتهاء المعركة المحتدمة انذاك في منطقة البسيتين وعند الحدود الدوليه بين العراق وايران ، حيث قام النظام الايراني الذي يدعي الاسلام للاسف الشديد الى قتل الاسرى العراقيين بطريقة بشعه وساديه وتعبر عن حقد وهوس واجرام قل مثيله ، حيث قام بربط الاسرى العراقيين وهم احياء بالحبال التي تسحبها عجلات تسير باتجاهات متعاكسه لتتمزق اجسادهم الطاهره وهم احياء للاسف ولتصور تلك اللحظة وتنقل لنا وللعالم واحدة من اكثر اللحظات اجراما وخسه للاسف الشديد ولتسجل هذه الواقعه في ذاكرة العراقيين ويدونوها كمناسبة سنويه ليوم الشهيد العراقي . 

أيها الأحرار في كل مكان

           ان تلك الواقعه التي لن تنساها ذاكرة العراقيين والاحرار في العالم لم توقف عزم وارادة الابطال في جيش العراق وقواته المسلحه بل انها كانت دافعا لهم وحافزا  لبذل المزيد من الجهود وحث الخطى لكسر ارادة العدوان الايراني وتحقيق النصر العظيم والكبير على ايران المعتديه واجبار الخميني على القبول بقرار مجلس الامن الدولي ( 578 )  ويتجرع كاس السم وكما قال ذلك بلسانه وامام العالم اجمع ، بعد معارك كبيره وطاحنه استمرت لما يقارب ثمان سنوات متواصله .

يا أبناء شعبنا العراقي العظيم

          ان شعبنا العراقي العظيم وقيادته الوطنيه لم ولن تنسى مواقف شهداء العراق ودورهم الكبير في تحقيق نصر القادسيه المجيدة ، وقد اعتبرت تلك الحادثه الاجراميه التي ارتكبها النظام الايراني يوما خالدا للشهيد يقف العراقيون جميعا في صباحها ساعة صمت يقرأون سورة الفاتحه على ارواحهم ويزينون صدورهم بصورة نصب الشهيد الخالد ، ذلك النصب البارز الذي انتصب على ارض بغداد الحبيه بقبته الخضراء المفتوحه وتتزين جدرانه باسماء شهداء العراق الخالدون ، كما انها شرعت الكثير من القرارات والقوانين التي انصفت الشهداء وعوائلهم وحملت في طياتها مكارم سخيه ومتنوعه جعلتهم يتقدمون الصفوف في كثيرا من مناحي الحياة ، وهم يستحقون تلك المكارم التي تليق بتضحياتهم واداءهم الوطني الكبير وليكونوا قدوة للاخرين من ابناء شعبنا الصابر المرابط.

 

وفي هذه المناسبه الوطنيه  الخالدة التي تمر ذكراها هذه الايام لابد لنا من القول وبايمان راسخ   المجد والفخار والرحمة لشهداء العراق الميامين ممن سقطقوا دفاعا عن بلادهم والذين كان لهد الدور الأبرز في تحقيق الانتصار التاريخي ضد الغزاة والطامعين في أرض العراق.

والتحية والتقدير والعرفان إلى قادة وأبطال ملاحم القادسية المجيدة ضباطاً ومراتب ومساندين من مختلف الصنوف والمسميات.

عاش جيش العراق الجسور وقواتنا المسلحة الباسلة صاحبة السفر المجيد، وعاش رجالها الغر الميامين.

تحية إلى شعبنا العراقي العظيم من أقصى شماله إلى أقصى الجنوب.

والمحبة والتقدير والاعتزاز لكل من آمن بالعراق العظيم واحداً موحداً مستقلاً.

 

القيادة العامة للقوات المسلحة

بغداد المنصورة بإذن الله

1/ 12  / 2023