شبكة ذي قار
اجتثاث البعث والصيد في الماء العكر

اجتثاث البعث والصيد في الماء العكر

علي العتيبي

منذ أن أصدر المجرم بريمر قراره بحل حزب البعث والجيش والأجهزة الأمنية ووزارة الإعلام  مع حظر حزب البعث وبعدها صدور قانون اجتثاث البعث واستمرت قرارات الحكومات العميلة التي نصبها المحتل باسم الدم قراطية التي افضت الى لجنة المسائلة والعدالة سيئة الصيت التي حرمت الآلاف من أبسط حقوقهم الإنسانية ومنها عدم الحصول على الرواتب التقاعدية رغم السنين الطوال من أعمارهم التي أفنوها لخدمة العراق، والبعض حرموا حتى من الحصول على جوازات السفر إضافة إلى اعتقال وإعدام قيادات حزب البعث والنظام الوطني ثم أصدروا قوانين جائرة أخرى منها قانون تجريم البعث وتجريم من يروج له فصار المواطن الذي يمتدح عمل وإنحازات النظام الوطني يتهم بالترويج لحزب البعث ويتم اعتقاله وسجنه إن لم تتم تصفيته من قبل الميليشيات الولائية ورغم كل ذلك بقي البعث شوكة في عيونهم وصار الشاب العراقي الذي لم يعيش فترة النظام الوطني يترحم ويتباهى بالنظام الوطني ورجاله وعلى رأسهم شهيد الحج الأكبر وهذا كله أرعب أمريكا والصهيونية وإيران المجوسية بحيث صار المحققين الإيرانيين يوجهون سؤال إلى شباب الجنوب لماذا تكرهوننا وتحبون نظام صدام حسين ويعاتبون ذيولهم لماذا ونحن نصرف ملايين الدولارات على الحسينيات وشيوخ العشائر ولم نكسب الشباب ممن على مذهبهم.

رغم برامج الشيطنة والطعن التي يقوم بها أحفاد الأعور الدجال أصحاب قنوات اليوتيوب الحاقدين وممن يعملون لصالح أجندة مخابرات معادية وقنوات فضائية تدعي العروبة والحيادية لكنها تنفذ أجندة أسيادهم من اجل استمرار الشيطنة والطعن واستحداث قنوات يوتيوب لعواهر يدلين بها بتصريحات وروايات وأحداث مفبركة لم تحصل حتى في الخيال ووصل الحد إلى الطعن بالأعراض وتشويه صورة عوائل قيادة النظام الوطني  والبعض باستخدام برامج الدبلجة والمونتاج ويأتي بفيديوهات لنساء أجنبيات ويموه الوجه ويدبلج كلام بلهجة عراقية مكسرة تدعي أنها كانت تعمل في القصر أو في بيوت أعضاء القيادة وتسرد من الأكاذيب والأباطيل بحيث صرنا نضحك عليهم حينما نقرأ تعليقات مشاهديهم الذين كما يقول المثل العراقي ( مفتحين باللبن)  ويعلقون عليهم بسخرية …وبعد ذلك ولكون برامج الشيطنة لم تجد أي نفع فلجأوا إلى الاتصال بضعاف النفوس ممن لفظهم البعث والنظام الوطني وعاقبهم لأنهم ارتكبوا أخطاء بحق العراق وشعبه وحوكموا وفق القانون إلا أن نفسيتهم الحاقدة بدلا من أن يخجلوا من الأفعال التي قاموا بها ضد الحزب والنظام الوطني فخنعوا لطلبات تلك القنوات وخرجوا لنا بلقاءات بائسة يتخللها الكذب والتدليس وجعل الأمور شخصية واتباع طريقة الأحزاب الطائفية بادعاء المظلومية وصاروا يطعنون بالشهيد القائد صدام حسين طيب الله ثراه وبالنظام الوطني وبأعضاء القيادة التي هم كانوا جزء منها.

تحاول هذه القنوات أن تستغل حاجة البعض المادية واستغلال هؤلاء الأشخاص كونهم سبق أن تم معاقبتهم ليستدرجوهم لينفثوا سموم الحقد ليفشوا أسرار الدولة والحزب ويضيفوا روايات كاذبة وتهويل احداث وادعائهم البراءة كما يحصل مع الذي كان يشغل وزير الزراعة كريم حسن رضا الذي نسي الدعم الذي كان يحصل عليه ابتداء من ارساله للعلاج من مرض معدي ثم تعيينه محافظ ووزير وسرق وحوكم قضائيا والاخر الذي كان يشغل معاون مدير جهاز المخابرات وشغل منصب مدير الجهاز بالوكالة لمدة شهرين وكان يستغل موقعه ويستغل قرابته للشهيد ليبتز المواطنين ويسرق أيضاً ويتعامل بالربا وفضائحه منشورة على الصفحات واستهجن منه أقرب الناس له ولكن حينما يتم إحالته إلى القضاء ويحاكم قانونياً يدعي المظلومية رغم ان قضيته معروفة لدى العراقيين وأمثال هؤلاء آخرين  أمثال العميل سالم الجميلي الذي لا يقل عنهم قبحاً، وكل هذا يقع ضمن حملة شعواء للشيطنة والطعن بالنظام الوطني بعد ان عجزت هذه الفضائيات من استدراج وزراء وطنيين خلال المقابلة فكانت ردودهم صواريخ قاتلة للعملاء بثباتهم على مبادئهم الوطنية واوضحوا للعالم بصدق حقيقة النظام الوطني وقائده الشهيد صدام حسين وتفاعله مع تقديم الخدمة للشعب العراقي ولهذا لجأت الى ضعاف النفوس والشخصية ليستدرجوهم كما يريد أعداء البعث والعراق والنظام الوطني وكل هذا بسبب أن أمريكا والصهيونية وإيران وعملاؤهم في المنطقة الخضراء عجزوا من اجتثاث البعث لأن البعث ولد من رحم ومعاناة الامة وليس من مواخير المخابرات الغربية والفارسية

ونختتم بمقولة شهيد الحج الأكبر القائد صدام حسين رحمه الله (إذا خانتك قيم المبادئ فحاول ألا تخونك قيم الرجولة)، ولكن هل هؤلاء رجال مبادئ ويتمتعون بالرجولة، أم فقدوا الصفتين من خلال الكذب والتدليس والتشويه والشيطنة.

الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن الماضي هل جاءت من فراغ .. ؟؟

الحرب  الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن الماضي

هل جاءت من فراغ .. ؟؟

 

الرفيق أبو عمر العزي

 

الصراع العربي الفارسي

1 –  الصراع العربي _ الفارسي لم يكن وليد الحاضر وانما هو ازلي منذ الآف  السنين..!

ولم تذكر كتب التاريخ ولا في أية حقبة من التاريخ أن العرب اعتدوا على الفرس ولو لمرة واحدة, وإنما كان دائماً  المعتدون هم الفرس , أخذ الصراع بين العرب والفرس طابع الكر والفر على مر العصور والاسباب الحقيقيه لهذا الصراع هو نتيجة الاطماع الفارسيه باراضي العرب والعراق بشكل خاص , لقد اسس الفرس استراتيجيه خبيثه  طويلة المدى للتعامل مع العرب، وبنوا ذلك على إرث سياسي قديم لا يزال حيًّا في فكرهم وهو ما تؤكده الأحداث التاريخية في الصراع الفارسي العربي منذ القدم ,اليوم استعادت إيران مسارات الصراع التاريخية ووظفتها لصالح الحلم الفارسي في التمدد غربا خاصة في العراق، وشكل التدخل في شؤون جيرانها العرب الهدف الأول، وهذا ما كان يفعله الملوك الساسانيون في فارس القديمة، فقد كان ساحل الجزيرة العربية الشرقي ساحة معارك دائمة، وسكانه يعانون من التدخلات الفارسية، يتعامل الإيرانيون بـ “الحيلة الفارسية”، وهي الوصول إلى غاياتهم بأيدي غيرهم، والوقوف من خلف المشهد , يحركون الدُّمَى التي يمتلكون التأثير عليها وفق سياسة الاختراق للشعوب العربيه واستمالة بعضهم وتطبيق ايدولوجيه فرق تسد بينهم اعتمدوها في حروبهم عند احتلالهم لارض العرب واتخاذهم  كحائط صد او جدار  تجاه قبائل واقوام اخرى بمعارك مباشره واخرى غير المباشره , كما حصل مع المناذره في الحيره حيث استمالوهم الى جانبهم  ضد الغساسنة العرب في الشام المنظوين انذاك  تحت  سيطرة الروم , جاء الاسلام وحرر ارض العرب بمعارك القادسيه والشام  من نير الاحتلالين الفارسي والروم البيزنطي وبتحررهما  قد تخلص العرب من اسوأ احتلالين عرفوه  في تاريخهم الاسلام والفرس

 

 2 –  لم يؤمن الفرس بالاسلام ايمان حقيقي وانما كان ايمانهم ايمان المنافقين بعد الاسلام , بظاهرهم مسلمين وفي باطنهم من الد اعداء الاسلام والمسلمين وذلك الاسلام المخادع هو بحقيقته لحماية انفسهم واموالهم ومراكزهم بين شعوبهم ,لم يكن للفرس  شأن بعد سقوط وزوال امبراطوريتهم المجوسيه غير ما ملئ قلوبهم  بالحقد والكره على العرب وحياكة الدسائس وتدبير المكائد بالغدر تاره  والحيل والخداع تاره اخرى والتي لم تنقطع عبر  التاريخ حتى يومنا هذا…!!  لأنهم لم  يؤمنوا بالاسلام ايمان حقيقي وانما ايمان ظاهري كإيمان المنافقين في عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

   شكل سقوط الامبراوطوريه الفارسيه للفرس صدمه كبيره وقاسيه ومره ولم  يتوقعوها ولم يألفوها على الاطلاق ولأن السقوط هذه المره جاء من العرب ألد اعدائهم ولانهم في مخيلتهم يعتبرون العرب ليس اهل حضاره وانما اهل بداوه ورعاة للابل والماشيه فيستكثروا عليهم انهم اهل هذا الانتصار عليهم , دفع هذا السقوط غير المحسوب  لان  ينتقموا من العرب باي شكل من الاشكال ولكن ليس بساحات الحرب وانما بالمكر والغدر وهذا ما حصل فعلا عبر التاريخ وهي كثيره نذكر بعضها واهمها:

 أ. قتل الخليفه عمر ابن الخطاب رضي الله عنه من قبل المجوسي عبد الرحمن بن لؤلوه الفيروزي والاستهداف واضحا لان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه حطم  امبراطوريتهم العتيده .

ب. قتل الخليفه الرابع علي بن ابي طالب رضي الله عنه في الكوفه  وقاتله ايضا الفارسي المجوسي عبد الرحمن بن ملجم والدوافع نفسها .

 ج.لم يكن مقتل الخليفه عثمان بن عفان بمعزل عن تدبير ومكر وغدر الخبث الفارسي

د.مقتل الامام الحسين رضي الله عنه بدعوته المجيئ الى الكوفه لمبايعته ثم التخلي عنه وتركه ليلاقي مصيره واهل بيته بنكبه كبيره وقاسيه وموجعه .

 هـ .نكبة البرامكه في العهد العباسي الخليفه هارون الرشيد رضي الله عنه وذلك لتآمرهم لانتزاع الحكم من الخليفه ..

 و. خيانة العلقمي الفارسي للخليفه العباسي مع التتر المغول والذي ادى سقوط الخلافه العباسيه

 ز. احتلال بغداد من قبل السفاح اسماعيل الصفوي والمجازر التي اجراها بحق اهلها

 ح. استمالة الانكليز الى جانبهم وجعلوا من انفسهم عملاء وخدم اليه وبحيله ومكر وغدر كما عرف عنهم  القى الانكليز القبض  على شيخ المحمره خزعل الكعبي وتسليمه  لايران وفق اتفاق مبطن بينهم وبين الانكليز  لان شيخ المحمره ما كان على وفاق مع النظام الفارسي وليتم اعدامه سنة 1925.

 ط. بعد اعدام شيخ المحمره يقدم النظام  الارهابي الفارسي على احتلال المدن العربيه المحمره والاحواز وعبادان والساحل الشرقي للخليج العربي ويضمها اليه .

ك. لم يتخذ الانكليز اية رد فعل  على ذلك الاحتلال العدواني غير الشرعي والمستهجن  الغادر بحق المدن العربيه التي احتلها الفرس .

 ل. الغريب في الامر ان احدا لن يستنكر من العرب على ايران والانكليز لان كل ارض العرب هي محتله وتحت وصاية  الانكليز والفرنسيين ولكن غير مبرر لهم هذا الصمت .

 

معاداة الفرس لثورة 17 تموز

3 –   تسلم حزب البعث العربي الاشتراكي بثوره بيضاء السلطه  في 17 تموز 1968  ولم يمضي على الثوره الا اربع سنوات حتى يعلن النظام الايراني الغاء اتفاقية عام 1937 الموقعه بينه والحكومه العراقيه في عهد الملك غازي رحمه الله وتظهر هذه الاتفاقيه ان شط العرب بكل حدوده هو ضمن الاراضي العراقيه  من المنبع حتى المصب في الخليج العربي ,وان  اعلان ايران بالغاء هذه الاتفاقيه هي حرب على العراق وبدايه جديده لنوايا غير حسنه واطماع في اراضيه ومياهه  , في عام 1972 وبعد الغاء الاتفاقيه بوقت قريب حصلت صدامات مسلحه بين الجيش  العراقي والجيش الايراني على الحدود الدوليه الكائنه بين بدره ومهران  الايرانيه ..!!  لم تدوم هذه الاشتباكات الحدوديه طويلا ولكنها تركت اثرا واستغراب لدى القياده وخاصه بعد اعلان الجانب الايراني الغاء اتفاقية عام 1937  .

 

الخميني يحكم ايران 

4 – في عام 1979 حصلت انتفاضه شعبيه عارمه في ايران تبين ان امريكا والغرب وراءها ويرعاها بعد ان قيدت امريكا شاه ايران بان لايفعل اي مواجهه عسكريه ضدها حتى استفحل امرها لتأمره لاحقا بمغادرة ايران الى اي بلد يقبله ولم تقبله هي ولا اية بلاد غربيه …!!!؟ بعدها حل الخميني على ايران حاكما ويستلم نظامه السلطه بتدبير امريكي غربي ولربما برضى اسرائيلي .

الخميني مأزوم على العراق من البدايه

5 – حصل العراق على معلومات تشير ان الغرب وامريكا تعد وتوعد الخميني باستلام الحكم من الشاه ودلائل ذلك فرنسا قبلت استظافة الخميني عندها وفي ارقى احيائها في باريس وسمحت وسهلت له الاتصال بكل انحاء العالم عبر القنوات التلفزيونيه المختلفه والصحافه وكل الوسائل المسموعه والمرئيه  من كل دول العالم والصحافه وابدى تجاه العراق ما يلي:

أ. توعد ان استلم السلطه في ايران ان اول عمل له هو اسقاط النظام العراقي وحسب قوله ( الكافر)

ب.انه يكن كره وعداء كبير للبعث ورئيسه صدام حسين

ج. بعد مجيئيه المتوقع الى ايران واستلامه السلطه وفق ما متفق عليه مع امريكا والغرب  اعلن انه سينقل ثورته الى الوطن العربي واولها العراق .

د. علق بشكل سلبي على برقية تهنئه القياده باستلامه الحكم …!!.

هـ.على لسان كبار مسؤليه اعلن تجميد العمل باتفاقية الجزائر يعني نسيانها وجعلها من الماضي.

 و. وجه رساله الى احد ما يسمى رجال الدين في العراق يدعوه بالتحريض على ثوره مشابهه لما حصل .

ز.بدأ الاعلام الايراني ومسؤولي النظام الجديد بحمله عدائيه على العراق ويدعون شعبه على التمرد واحداث ثوره فيه والاطاحه بنظام حكمه الكافر الحالي

ح. وضع النظام الخميني الجديد دستورا يعتبر الاراضي الاسلاميه متاحه لجيش نظامه

ط.بدأت اول عمليات العنف المسلح في الجامعه المستنصريه ومحاولة قتل مسؤول عراقي كبير واستشهاد عدد من الطلبه وجرح اخرين

ك. حوادث اخرى حصلت بعد حادثة المستنصريه ومظاهراات معاديه محدوده تم قبرها

ل. اشتباكات مسلحه على الحدود ودخول القوات الايرانيه الى اعماق معينه واحتلال عوارض استراتيجيه وتعبويه ومخافر حدوديه

م. عرقلة سير السفن التجاريه في شط العرب .

س. اختراق الاجواء العراقيه طيران حربي واسقاط احدى طائرات ذلك الاختراق الذي حصل.

ع. قصف مدفعي ثقيل مستمر على المدن والقصبات والقرى الحدوديه

ف. نزوح عشرات الالوف من المدن والقصبات الحدوديه الى مدن العراق البعيده عن الحدود خوفا من القتل والتدمير للممتلكات

ق. العراق يحيط المنظمات الدوليه بكل ما يحصل من اعمال عدوانيه سواء في الداخل او على الحدود

ر.  هذا الذي اشرنا من الاعمال والافعال العدوانيه واخرى لم نتطرق لها فعلها النظام الايراني وجعل العراق يعيش فعلا وواقعا اجواء حرب كامله الاركان قبل يوم الرد الحاسم  في 22 ايلول  عام 1980.

 

الرد العراقي الحاسم على العدوان الايراني

 6 – بعد نفد صبر العراق على ما ارتكب النظام الايراني من حرب عدوانيه ضد العراق ولم يتم ردعه من المجتمع الدولي والامم المتحده ولم تنفع مع هذا النظام الوساطات الدوليه وتدخلات بعض الدول الخيره لا يقاف الحرب من طرف المتعنت النظام الفارسي  دفع العراق لان يتخذ قرار الرد الحاسم بنفسه على الحرب العدوانيه والخطه التي وضعها للرد واضحه من اهدافها غايتها ابعاد الشر والأذى عن شعبنا واستعادة ارضنا ومياهنا وليس لغرض احتلال اوضم ارضا ايرانيه الى اراضينا .

7 – شرعت القوات العراقيه البريه والجويه والبحريه بتنفيذ الخطه المرسومه لها ودخلت الاراضي الايرانيه  بنجاح وتحققت بعض المهام لها  وتواصل الاخرى مهامها لاكمالها على قدم وساق وانجزتها لاحقا وتم تحقيق الهدف من تحرير الارض والمياه ودفع العدو باعماق مختلفه وابعد القصف المدفعي المعادي ولم يعد يطال المدن والقصبات والقرى الحدوديه واتخذت القوات طابع الدفاع عن مواضعها واحكمت السيطره وصدت عنها اية محاولات العدو دفعه عنها .

 

 العراق يعلن الموافقه ع وقف الحرب .

8 – اعلن العراق عبر رسائل ومبعوثين الى المنظمات الدوليه الامم المتحده ومجلس الامن بموافقته على ايقاف الحرب شرط اعتراف ايران بحقوقه المشروعه ارضه ومياهه

9-  الجانب الايراني يرفض مبادرة العراق هذه ويصر على استمرار الحرب وانسحاب الجيش العراقي من داخل اراضيه , كما انه رفض كل الوساطات الدوليه التي شكلتها الامم المتحده لايقاف الحرب .

10 – بعد معارك طاحنه وسنوات من الحرب وخسائر بشريه وماديه كبيره ومن الطرفين وحقنا للدماء قبل العراق سحب قواته من الاراضي الايرانيه كافه ولكن الجانب الايراني رفض ايضا وقف اطلاق النار لتتضح نواياه ان هدف حربه هو احتلال العراق بما لا لبس فيه , واستمر ضغطه العسكري على العراق تاره في هذا القاطع وتاره في قاطع اخر ويختار بعنايه اهداف استراتيجيه مؤثره ان تم احتلالها لتدفع العراق الى الانهيار والاستسلام ولكنه يفشل في كل مره يقدم على هكذا اهداف .

 

معارك التحرير الخالده

11 –  وجهت القياده العامه للقوات المسلحه بشخص القائد العام للقوات المسلحه الرئيس الراحل صدام حسين رحمه الله لاركان القياده العامه بالتخطيط لمعارك تحرير ارض العراق بالكامل وفق ما يلي:

 أ. الكتمان الكبير لخطة تحرير الارض وحصرها بضباط القياده العامه واخرين حصرا.

 ب.تخطيط دقيق لعمليات التحرير لصفحة الهجوم

و. تهيئة كافة المستلزمات والتجهيزات اللازمه لمعارك التحرير .

ز. اختيار القاده والامريين الاكفاء ومن اللذين تتوسم به الشجاعه وتحمل المسؤوليه .

ح. التاكيد على الحشد الناري المختلف والكبير

ط. التاكيد على التعاون والتنسيق بين القوات

ك. اختيار توقيتات الهجوم المناسبه للتنفيذ

ل. معايشة القوات المنفذه مع القوات المدافعه مع التاكيد على الكتمان لعمليات تنفيذ الخطظ .

12 – تم الاستعداد لمعركة تحرير الفاو بعد ان انجزت كافة الاستحضارات على اكمل وجه والمعنويات على احسن ما يرام , فشرعت القوات المخصصه لانجاز المهمه الى اماكنها المحدده  بهدوء حتى لا تثير انتباه العدو وبدأت باكمال الاعمال المطلوبه لانجاز مهمته من تسجيل نيران الى توجيه اسلحته الى مواقع العدو تنتظر وقت الهجوم المحدد , دخل الوقت المطلوب لتنفيذ الواجب وهو يوم 17 نيسان من 1988 الساعه 630 فجرا ,تحركت الى اهدافها مدعومه باسناد مدفعي وصاروخي وهاونات مختلفة العيارات الناريه لتنجز اعظم مهمه في حرب ايران العراق وتزف القياده في ذلك اليوم الى شعبها بشرى تحرير الفاو من الاحتلال الايراني البغيض وتطوي صفحة احتلالها المشئوم الى الابد

13 –  تعتبر معركة تحرير الفاو انموذج للعمليات الهجوميه الناجحه في حرب ايران على العراق ومن انجحها على الاطلاق وقد حطمت هذه المعركه العظيمه المباركه ظهر الجيش الايراني وقيادته ونظامه السياسي وقد اعقبت معركة تحرير الفاو معارك اخرى لا تقل اهميه عن تحرير الفاو ساقت هذه المعارك المباركه الى استسلام النظام الايراني ودفعه لايقاف الحرب صاغرا وقال الخميني قولته المشهوره بان قبوله وقف اطلاق النار والحرب على العراق وكاني اجرع كأس السم , وان ما حصل للنظام الايراني بهذه المعارك الكبيره هو الانهيار بالمعنى الحقيقي لجيشه وحرسه الثوري واعترف خميني ان قبل نصيحة مستشاريه العسكريين والسياسين اللذين بينوا له ان لم يقبل بوقف الحرب سيدفع الى سقوط النظام وتولي المعارضه الحكم في البلاد

الحذر من الفرس وحلفائم الغربيين

14 –  لقد كشفت حرب الفرس على العراق الكثير من الجوانب التي يجهلها الكثير من ابناء الوطن العربي  وخاصه علاقة الفرس بالكيان الصهيوني الاستراتيجيه المبطنه وكذلك مع امريكا والغرب , فقد اثبتت الاحداث والوقائع ان مجيئ الخميني الى ايران عقب ما يسمى الثوره الخمينيه هو زائف وانما الحقيقه مجيئه بتنسيق غربي امريكي اسرائيلي .

15 –  كشفت حرب ايران على العراق ان الغرب كان يدعم النظام الايراني بالاسلحه والمعلومات والخبرات .

16 – كشف اول رئيس لايران بعد انتفاضة الشعب الايراني في عام 1979 الحسن بني صدر ان الاتصالات الامريكيه _ الايرانيه كانت متواصله بعد تسلمهم الحكم وانه ابلغ الخميني بهذا الامر لانه كان لا يعلم بها واجابه واعمل وكانك لم تسمع ….!!!

17 – اتضحت الامور ان الكيان الصهيوني كان يزود ايران بالاسلحه وفضيحة ايران غيت دليل على ذلك .

18 –  ظهر بشكل واضح ان الحقد والكره الفارسي للعرب والعراقيين هو ممتد من عصر ما قبل الميلاد حتى هذا اليوم .

19 – السياسه الايرانيه والايدولوجيه هي نفسها تجاه العرب مكر وغدر وسياسة فرق تسد والحروب بالوكاله والاطماع لم تتغير.

20 – ايران لا يلزمها عهد ولا مواثيق على الاطلاق عندما تتطلب مصالحها وشيمتها الغدر والحيله مع جيرانها العرب حيث لا آمان لها .

21 –  ايران لا ينفع معها الا القوه وعندما تكون قوي لا تظهر لك العداء وعندما تضعف تهاجمك ..

22 –  انتهكت ايران حرمة الجيره مع العراق في احداث مهمه , في سنة 1991 دعمت الاحداث الغوغائه عقب انسحاب الجيش من الكويت وعلى اثر ذلك تم اسقاط 14 محافظه والعبث فيها وقتل الاخيار من شعبنا خلالها.

23 –  نسق النظام الايراني الفارسي مع امريكا لغزو العراق على عكس ما كانت يدعي النظام الايراني ودعمت المشروع السياسي الامريكي فيه بكل خطواته وهذا يدل على حقيقة العلاقات الامريكيه الايرانيه الاستراتيجيه بينهما في الخفاء .

24 – ننبه شعبنا وامتنا العربيه انه لا خيار لكم بوطن حر مستقل الا بتخلصكم من الاحتلالين الامريكي والفارسي وضرورة انطلاق ثوره مجتمعيه متكامله لتحرير العراق من هذين البلائين الجاثمين على صدوركم.

نحو صياغة حدود واضحة بين الفكرين القومي والإسلام السياسي (ج1)

نحو صياغة حدود واضحة

بين الفكرين القومي والإسلام السياسي

(ج1)

حسن خليل غريب

تمهيــد

أعطى حزب البعث العربي الاشتراكي أولوية للرابطة القومية وميَّزها عن كل ما عداها من المقومات التي أسهمت في تكوينها، والإسلام هو أحد تلك المقومات. هذا ما هو واضح في فكر الحزب -من خلال دستوره- حيث جاء فيه ما يلي: إن «الرابطة القومية، هي الرابطة الوحيدة القائمة في الدولة العربية، التي تكفل الانسجام بين المواطنين، وانصهارهم في بوتقة واحدة…»( 1). وكانت القومية تتمتَّع دائماً بالحد الأدنى من «المقومات الضرورية التي كوَّنتها اللغة والدين والتراث، وهي الآن ترتفع فوق هذه المقومات جميعاً لتزداد حياة وإنسانية” (2 ).

من الواضح، هنا، أن الحزب أعطى أرجحية مطلقة للقومية، وهذه مسألة لا لبس فيها. فالقومية، إذاً، ثابت والمقومات التي أسهمت في تكوينها هي، حكماً، من المتغيرات. فهل أثبت التاريخ صحة هذه النتيجة؟

 -على صعيد المقـوِّم الديـني: وُجد العرب قبل الإسلام. وجاء الإسلام ليسهم بشكل أساسي في تكوين المسألة القومية العربية. أي بمعنى أنه وحَّد بين القبائل العربية سياسياً في ظل دولة واحدة. ووحَّدهم ثقافياً حول وحدانية الله. وأسهم في نشر اللغة العربية. وساعد على بناء دولة لعبت دوراً في تأسيس حضارة جديدة أخذت تنافس الحضارات التي كانت سائدة في تلك المراحل. وقد استفاد منها وأفادها.

-على صعيد مقـوِّم اللغـة: لم تكن معظم الشعوب التي ضمَّتها الدولة الإسلامية، من خلال الفتوحات الإسلامية، تعرف اللغة العربية، بل كانت لها لغاتها الخاصة السابقة على انضمامها للدولة العربية الإسلامية. سعت تلك الشعوب -في سبيل فهم الدين الجديد- لاكتساب اللغة العربية، فأصبحت لغة الدولة، وانكفأت لغات الشعوب الجديدة التي انضمَّت إلى الدولة الإسلامية، وظلَّت جزءًا من تراثها، لكن بدون دور مميَّز لها على الصعد الثقافية أو الاقتصادية أو السياسية.

-على صعيد مقـوِّم التراث: وسم التراث الثقافي الإسلامي الثقافة العربية بعمق واضح. فكان التراث عربياً، قبل التبشير بالدعوة الإسلامية؛ ولما استطاع الإسلام أن يضيف إليه إضافات ذات تأثير كبير، أصبح التراث عربياً إسلامياً.

 ومن هنا نرى أنه لا يمكن لأي مقوم بمفرده أن يشكل إطاراً قومياً قائماً بذاته. لذا كانت القومية العربية هي الثابت الوحيد الذي استفاد من جملة تلك المقومات لكي يكسبها خصائصها العربية. فتوحَّدت تلك المقومات بما أصبح يُعرَف بالخصائص العربية. وهنا يتبادر السؤال التالي إلى الذهن: هل ألغى الإسلام كل التراث العربي، أي التراث الذي له علاقة بالثقافة العربية -السابقة عليه- من لغة وعادات وتقاليد اجتماعية، بدءًا من تقاليد الكرم والنخوة وتعاون ذوي القربى…؟ وهل طالت المتغيرات الإسلامية عمق الثقافة الدينية، بمعنى الحج إلى الأماكن المقدسة، والأشهر الحُرُم، وتقاليد الحج وأوقاتها، وغيرها…؟

 وهنا يمكننا القول بأن الإسلام أسهم في تشكيل القاعدة الثقافية للعرب، وليس هو الذي شكَّلها لوحده. وأبقى على الكثير من أسس الثقافة العربية التي سبقته ، وقام بتشريعها بالكامل. لقد نقل الإسلام ، الكثير من مبادئ الثقافة الدينية، ولم يتجاهل حتى بعض تفاصيلها السابقة وأدخلها في نصوص الكتاب وأعراف السُنَّة النبوية الشريفة. وهناك عدد من الأمثلة: لقد أبقى الإسلام على نظام الحج ومناسكه ووظائفه، والأشهر الحُرُم، ومبادئ الشورى وغيرها (3).

 يدفعنا هذا السبب إلى التوقف قليلاً عند نسخ ما التصق في أذهاننا ، من أن الإسلام يلغي ما قبله. ولهذا وُصِمَت مرحلة ما قبل الإسلام بالجاهلية. وأصبحت الجاهلية تهمة، وسكن الخوف نفوس البعض من العودة إلى التنقيب عن بعض جوانب تراثها الحضاري، والاطلاع الكافي عليها. وقد يخشى المتزمتون ، إذا قمنا بدراستها، من أن نجد بأن الإسلام في الحقيقة قد نقل عنها الكثير من المبادئ الاجتماعية والدينية بدون أي تغيير أو تبديل؛ وهذا ما يُضعف حسب اعتقادهم قدسية الإسلام، وهذا غير صحيح.

لم ينسخ الإسلام كل ما كانت تتميز به الثقافة العربية قبل التبشير بالدعوة الإسلامية. لقد نسخ بعضها وأبقى على الكثير من معالمها. فعلى صعيد العبادة، كان العرب يعبدون الأصنام، وفي المقابل كانت قلة من العرب يُسمَّون بالأحناف تدعو إلى عبادة إله واحد. وكانت نخبة من عرب قريش تنتظر ظهور نبي عربي منهم. وبعد انتصار الدعوة الإسلامية تغيِّرت المعادلة الثقافية على الشكل التالي: كان العرب يعبدون الأصنام قبل الإسلام، وأصبحوا بعده عرباً يعبدون الإله الواحد وهو الله سبحانه وتعالى، ولم تتغيَّر هوية العرب؛ وبقيت الهوية العربية ثابتاً بينما الذي أصابه التغيير هو المقومات والاسس والهوية الثقافية الدينية. ولذلك لا ينتقص الأمر من هوية من لا يدين بالإسلام من العرب. فالمسيحيون، الذين اعتنقوا المسيحية قبل أن تنزل الدعوة الإسلامية، ظلوا عرباً. ولم يغيِّر انتسابهم، إلى دين غير الإسلام، من هويتهم القومية.

 لم يكن الإسلام، بمفرده، هو الذي شكَّل الهوية الثقافية للعرب. فكان للعرب قبل الإسلام ثقافة مرحلة ما قبل الإسلام، أي ما عُرفت بالمرحلة الجاهلية. ومهدَّت ثقافة تلك المرحلة لنشأة الإسلام. ما سبق من القول لهو تدليل على أن العروبة هي الوعاء الأوسع الذي يوحِّد بين الذين يسكنون الأرض العربية.

جاءت الدعوة الإسلامية لكي تُكسب الأمة العربية ثقافة جديدة خطت بها أشواطاً كبيرة في تغيير كثير من بُنى الثقافة القديمة. وجاءت الثقافات الوافدة الأخرى، بعد الفتوحات العربية الإسلامية الكبرى، من يونانية واسيوية وهندية وفارسية، وربما غيرها… لتتلاقح مع الثقافة العربية الإسلامية لتزرع بذور نهضة ثقافية جديدة على مرِّ العصور والقرون التي رافقت مراحل حكم الدولة العربية الإسلامية، ولتصل بها إلى مراحل الدولة الإسلامية الأممية في العصرين المملوكي والعثماني، قبل أن تستقر عليه الأحوال التي نعيشها اليوم بعد الحرب العالمية الاولى في أوائل القرن العشرين الميلادي.

ابتدأت المرحلة المعاصرة، منذ بداية انتصار الحلفاء على الامبراطورية العثمانية. وفيها انفصلت شتى ولاياتها وعادت إلى قومياتها الأم. وبقيت الولايات التي كانت عربية، أو التي تعرَّبت بفضل الفتوحات العربية الإسلامية، تفتش عن تحديد لمصيرها. حددت الأمة العربية أهدافها -كما نرى اليوم- في أن تصل إلى نهاية وحدوية في إطار قومي عربي أولاً، وفي إطار وحدوي سياسي ثانياً. فمعيار مصلحة العرب هو العمل من أجل تعميق ثقافة قومية وتوحيدها على طريق بناء دولة عربية واحدة.

شكَّل الإسلام  القاعدة الثقافية للعرب لمرحلة زمنية طويلة. ولم تكن الثقافة الإسلامية القاعدة الثقافية الوحيدة للعرب، بل كانت من أهم تلك القواعد التي استندت إليها الدولة العربية – الإسلامية لقرون عديدة؛ لكننا لا نرى أن الثقافة جسم جامد لا يلحقه التغيير من أمامه أو من خلفه، وهي لا تمثِّل -في أية مرحلة من مراحلها- نسخاً وإلغاءً لكل ما سبقها من ثقافات، بحيث تبتر القديم بشكل كلّي، بل هي تتواصل مع القديم، وتمهِّد لتطوير جديد. فالثقافة مقوِّم متحرك ومتطور، وهو عرضة للإغناء والتطوير. وتصبح تلك النتيجة غير ذات فائدة إذا أصبح منطق التطور من المستحيلات. لكن استحالة التغيير لم تثبت حتى الآن، بل العكس هو الصحيح، لأن الحياة تتبدَّل باستمرار بوسائلها وطرق استمرارها.

ان تاريخ الثقافة الإسلامية والعربية قد أثبت ذلك فعلاً. ويكفينا دليلٌ هو ما اكتسبته تلك الثقافة من تطوير وإدخال وتعديل طوال مراحل الحركة الفكرية العربية الإسلامية. فهل الفلسفة والمنطق والقياس والبرهان المنطقي ومظاهر الفلسفة الصوفية، ومظاهر العلوم العقلية والكيمياء والجبر والهندسة والفيزياء والطب، إلاَّ من مظاهر تفاعل الحضارات، السابقة على الإسلام، مع الحضارة العربية؟

وهل نتناسى، في المراحل التاريخية المعاصرة، ما للحضارات الأوروبية من تأثير على البُنية الثقافية العربية الإسلامية؟

إننا لا يمكن أن ننكر أن التغيير يطال شتى نواحي حياتنا، ومنها ثقافتنا، أو قل منها الذي أصبح يتعارض أو لا يتلاءم مع معطيات الحياة المعاصرة. ولا يمكن أن نعود إلى ما يقوله السلفيون ” لا يصلح الخلف إلاَّ بما صلح به السلف”.

إن الأمة العربية قد أشعَّت بالكثير الكثير من الفضل الحضاري على أوروبا. وكان النتاج الحضاري، من فلسفة وعلوم، بريادة أفذاذ من المفكرين العرب، وغيرهم من المسلمين الذين تعرَّبوا. وهم من الذين انفتحوا على ثقافة الآخرين لإغناء الثقافة العربية الإسلامية، فأبدعوا ما أبدعوه، وكان نتاج إبداعهم هو ما استورده العقل الغربي ليستعين به على الرد على العقل السلفي المسيحي الذي كان سائداً في أوروبا في العصور الوسطى. استخدم الأوروبيون، إذاً، نتاج العقل العربي، لمقاومة نتاج العقل السلفي الأوروبي المسيحي. لقد نقل العقل الغربي نتاج العقل العربي لكي يرد به على سلطات الكنيسة المطلقة، التي كانت تمارسها على شؤون الأوروبيين الدينية والزمنية، حيث كانت تحسب أن سلطتها مستمدَّة من الله.

وحيث إننا كبعثيين نعتقد بأولوية الرابطة القومية، لأن الرابطة القومية ثابت بينما الثقافة ، من المتغيرات. لا نجد مناصاً من أن نعتقد أن لكل من طرفي المعادلة، العروبة والإسلام، خصوصيات، ولأن لهذه الخصوصيات حدوداً، فلا بُدَّ من أن نرى أنفسنا ملزمين، دون غيرنا من أصحاب الاتجاهات الفكرية والعقائدية الأخرى، بأن نسعى إلى توضيح تلك الحدود بأكثر ما يمكن من الدقة.

ولأنه من واجب الحريصين على الدفاع عن منهجهم القومي أن يسهموا في ورشة عمل في سبيل تلك الغاية، نتساءل: كيف يُسهم، كل بدوره، في توضيح تلك الحدود؟

أولاً- دور العقل النقدي في إنتاج المعرفـة الصحيحـة

لا يمكن أن يقوم المثقف بدوره من دون امتلاك العقل النقدي. يقول ميشيل عفلق، في حديث له تحت عنوان (قضية الدين في البعث العربي) في العام 1956م، عن الثقافة ما يلي: “يهمنا أن يكوِّن هذا الجيل لنفسه ثقافة حقيقية متميزة تميزاً واضحاً عن العامية المسيطرة على مجتمعنا. وباختصار يتساءل عفلق:[ كيف نفهم الثقافة؟ فيجيب: هي أولاً مشاركة في الجهد، وليست انفعالاً وتكيفاً، أي أن الذين عليهم أن يتثقفوا يتوجب عليهم أن يتعبوا، وان يتقاسموا الجهد مع مثقِّفيهم، وأن يمشوا بأنفسهم خطوات جديدة في طريق المعرفة والتثقف، إذ لا يجدي قضيتنا شيئاً أن نجمع شباباً لا يعملون أكثر من حفظ بعض الشعارات والكليشيهات والأجوبة العامة الموجزة التي يمكن أن تُفهَم على أي شكل، أي أن لا تُفهَم مطلقاً. على الشعب العربي أن يفهم أن الثقافة هي نوع من أنواع النضال، النضال مع النفس، النضال مع الفكر، لكي يتعب في تحصيل المعرفة، ولكي يجرؤ على تبديل الأسس السطحية في التفكير الشائع التي هي في داخله لكونه ابن وسطه، لكي يعيد النظر في كل الأمور الأساسية حتى يصل إلى النظرة الجديدة، النظرة الانقلابية التي أوجدها الحزب في المجتمع العربي الجديد… فكل شيء يمكن أن يُستعار، وأن يُقلَّد إلاَّ الفكر«.

وإسهاماً في المساعدة على الخروج من الأجوبة العامة الموجزة، ولتبديل الأسس السطحية في الفكر، وصولاً إلى صياغة نظرة واضحة الرؤية في العلاقة بين العروبة والإسلام، ولكي لا يغيب عندنا الوضوح في العلاقة بين العروبة والإسلام. علينا ان نبحث اين هو موقع الفكر البعثي من الإسلام؟ وفيما اذا كان هذا الفهم سياسي، أم ديني؟ . نحن لو عدنا إلى أدبيات الحزب، خاصة تلك التي تندرج تحت دائرة الأدبيات المحكمة (أي المحدَّدة تحديداً واضحاً)، لسلكنا الطريق السليم باتجاه الوضوح. وما يبقى من المسائل التي تثير النقاش  حول تأويلها وتفسيرها، نعمل كل الجهد في أكثر من جلسة حوارية لكي لا نبقيها في دائرة الأدبيات المتشابهة التي تحتمل أكثر من تأويل وتفسير. وبمثل هذه الطريقة، نكون قد اقتربنا أكثر باتجاه العلمية والتفكير العلمي، كي يبقى فكر حزب البعث العربي الاشتراكي واضحاً قريباً من الفهم والاستيعاب وليس أن يبقى عرضة لتأويل من هنا أو تفسير من هناك. وعلى فكرة القومية العربية أن لا تبقى، عند البعثيين، بالشكل العام المجرد ” الذي يحوي من العاطفة أكثر مما يحوي من الفكر” ، بل يتطلَّب الأمر منهم أن ينظموا عملهم، ويفتحوا وعي شعبهم على مفهوم لقوميتهم العربية “عميق إيجابي مكتمل الجوانب«(4 ).

 

ثانيـاً -تعريفات أساسية في فكر البعث حول القومية والدين

  1. أولويـة الرابطـة القوميـة

أ-جاء في دستور الحزب إن »الرابطة القوميةهي الرابطة الوحيدة القائمة في الدولة العربية، التي تكفل الانسجام بين المواطنين، وانصهارهم في بوتقة واحدة« (5)

ب-»تكافح سائر العصبيات المذهبية والطائفية والقبلية والعرقية والإقليمية«(6 ).

ج-»العروبة التي نعمل لها تمنع الضغط الديني وسيطرة طائفة دينية على أخرى«(7)

د-وكما ذكرنا اعلاه “على القومية العربية أن لا تبقى، عند البعثيين، بالشكل العام المجرد ” (8)

  1. العلاقـة بين الدين والإنسان علاقـة روحيـة ضروريـة:

الدين، بشكل عام، هو الركن الأساسي «في نظرة الإنسان إلى الكون» ( 9). فأعطته حركة البعث «دوره المشروع في حياة البشر وتاريخهم، وأعطت الإسلام، الدين العربي، الدين الإنساني… المكانة الأساسية في تكوين قوميتنا». فالإسلام هو التراث الروحي، وهو الحافز للأمة، هو ملهمها ومرجعها الروحي؛ لكن النظريات، أو الإيديولوجيات الدينية «لا تؤدي الغرض القومي، ولا توصل إلى نتيجة إيجابية «(10 ).

 3.العلاقـة بـين الديـن والقوميـة روحيـة وليست سياسيـة:

أ-تتمتع القومية دائماً ب «المقومات الضرورية التي كوَّنتها اللغة والدين والتراث، وهي الآن ترتفع فوق هذه المقومات جميعاً لتزداد حياة وإنسانية«(11 ).

ب-لا تعني العلاقة الروحية، كحاجة ضرورية للإنسان، أنها شرط لازم وضروري في بناء دولة. وإذا كان الدين، بشكل عام، والإسلام بشكل خاص، مقوماً من مقومات القومية العربية فهذا لا يعني إيمانها في إنشاء الدولة الدينية، لأن العرب لا يريدون أن تكون قوميتهم دينية، فللدين مجال آخر (12 ). وإذا كان البعث قد أدخل الدين إلى الحياة القومية، إلاَّ أنه لم يجعل من مهمته مهمة دينية(13 ).

ج-الدعوة إلى الدولة الإسلامية، على أساس فكرة دينية،  ستصطدم بتحديد المذهب الذي سيحكم المسلمين…؟ وعند ذلك سنجعلهم ينقسمون عند خط البداية

  1. 4. العلاقـة بين العروبـة والإسلام هي علاقـة العروبـة مع حركتها الثوريـة

تقوم في داخل كل مجتمع، في زمان ومكان معيَّنين، حركة تعمل على تجديد بُناه الثقافية، الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. وإذا كانت الحركة تتميَّز بالتجديد يعني أنها تقوم بثورة على القديم. وإذا استطاعت أن تحقق النصر للجديد تكتسب صفتها الثورية. فتمثل تلك الحركة، تاريخياً، ثورة تميَّز المجتمع الذي حصلت في داخله.

 لكن، شعارات الثورة لا تكتسب صفة الديمومة والثبات، فهي تتغير وتتبدل وتتجدد مع تغير الظروف وتبدلها. ولأن المراحل لا تكتسب صفة الديمومة والثبات فإن ما كان ثورياً في زمان ومكان ما يصبح متخلفاً في زمان ومكان آخرين. ساعتئذٍ على الثورة أن تجدد في شعاراتها وأهدافها لتتناسب مع روح العصر الجديد في حياة المجتمع.

 فالإسلام، كان في زمانه ومكانه، ثورة العرب الكبرى، التي أحدثت ما يشبه الانقلاب في حياتهم، على شتى الصعد. أما بالنسبة لنا، نحن العرب، لما فتحنا صفحة التراث لنستفيد منه في مرحلة التحرر التي تمر بها الأمة العربية المعاصرة، وجدنا أن في ثورة الإسلام الكبرى، في مكانها وزمانها، ما يلهمنا إلى مقدرتنا على خلق ثورة أخرى، لأن لنا تاريخاً مُلهماً في النضال. وإذا أردنا أن نبني حركة ثورية جديدة تقودنا نحو التحرر على شتى الصعد، فلن ننطلق من نقطة الصفر لأننا نمتلك تجارب ثورية سابقة، كان الإسلام من أهمها.

 

 

يتبع لطفاً..

النظام الإيراني خطر داهم على العرب

النظام الإيراني خطر داهم على العرب

 

افتتاحية العدد 410 – مجلة صدى نبض العروبة

لقد قالها العراقيون غير ذي مرة، إن النظام الإيراني الكهنوتي هو الخطر الداهم الذي يهدد الوجود العربي برمته، وإن هذا التهديد لا يقل في مخاطره على الأمة العربية عن الخطر الصهيوني، بل إنه في العديد من جوانبه أخطر وأشرس وأكثر لؤماً وحقداً وخبثاً.

إن العقيدة الطائفية لإيران والتي تم تبني دعمها واسنادها وتسليحها من قبل الامبريالية الأمريكية والصهيونية هي معول تهديم الوجود العربي، وهي الخنجر المسموم الذي سمم بعض الجسد العربي وبعثر طاقاته وقواه، ويُستخدم وفق برامج مدروسة لتمزيق مقومات الوجود العربي، الطائفية الإيرانية أخطر بكثير من الاحتلال، لأن أي احتلال محكوم عليه بالزوال إن عاجلاً أو آجلاً، لكن الطائفية فتنة دائمة الشر والخراب وعدوان على وحدة المجتمع وعلى الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.

الكيان الصهيوني يستهدف في عدوانه جزء من أرض العرب، غير إن العدوان الفارسي يضع احتلال كل الأرض العربية لصناعة امبراطورية فارسية ذات فضاء جغرافي ضخم لتكون دولة عظمى نصب عينيه وينفذ المشروع منذ احتلال العراق سنة ٢٠٠٣.

المشروع الفارسي باختصار مصمم لابتلاع الجغرافية العربية وأسلحته المدمرة تتلخص في تقويض مقومات وحدة الأمة.

الكيان الصهيوني لم يستهدف البنى العربية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والإعلامية والتعليمية في مختلف أقطار الوطن العربي إلا بالقدر المخابراتي الذي يؤمن وجوده وسلامة كيانه المغتصب لفلسطين، غير إن نظام ملالي طهران قد غرس مخالبه في كل هذه البنى في كل الأقطار العربية التي طالتها أدواته.

لم يؤسس الكيان الصهيوني أحزاباً وميليشيات تعبث بأمن العرب وبمقدراتهم كما فعل النظام الإيراني، ولا نستبعد أبداً أن تكون منهجية العدوان الإيراني وأدواتها هي مزيج ناتج من الحقد الفارسي والعداء الصهيوني الامبريالي.

لم يستهدف الكيان الصهيوني الثروات العربية كما يفعل النظام الإيراني الذي جعل من ثروات العراق مثلاً مصدر تمويل لصناعته وزراعته وتجارته، فضلاً عن مليارات الدولارات التي يستلمها النظام من ميليشياته وأحزابه التي سلطتها ومكنتها أميركا في العراق.

إن على العرب في كل مكان أن يعوا حقيقة وجوهر الغطاء الديني والمذهبي الذي تلتحف به إيران لتغطي أهداف احتلال الوطن العربي.

القضية الفلسطينية ستبقى القضية المركزية

 

القضية الفلسطينية ستبقى القضية المركزية

خالد مصطفى رستم

القضية الفلسطينية كانت ولا زالت تعتبر القضية المركزية الأولى للأمة وعليه فيتوجب على كل الخيرين من أبناء هذه الأمة الوقوف إلى جانب نضالات أهلنا وشعبنا في فلسطين وتقديم العون المادي والمعنوي لهم كي يتمكنوا من الاستمرار في التصدي للعدو الصهيوني المحتل.

الأنظمة العربية لا أمل منها ولا يمكنها ضمن المعطيات الحالية ومن خلال واقعها أن تقدم أي دعم لأهلنا في فلسطين، يبقى الشعب العربي وبكل مكوناته مطالب أن يستمر في دعم حركة المقاومة الفلسطينية.

منذ أن دخلت بعض فصائلها في متاهة الانتماءات الأجنبية والإقليمية واتجه قادتها نحو التفاوض مع العدو الصهيوني المحتل (أوسلو وغيره) فقدت الكثير من مصداقيتها وفقدت قرارها المقاوم وأصبح قرارها بيد الدول الداعمة لها، بل وبعضها أصبح مزدوج الانتماء ولدولتين متضادتين بالنهج السياسي ومع ازدياد الانتماء للأجنبي ازداد شرخ الثقة بين القيادات الفلسطينية والمقاتلين المجاهدين الذين همهم فقط القضية الفلسطينية

المواطن العربي الحامل هم فلسطين والقضية الفلسطينية كان أيضا في موقف صعب فمن جهة يتألم لكون بعض القيادات الفلسطينية تحتفل بقادة حكام إيران الذين أجرموا بحق شعبنا العربي في العراق وسوريا ولبنان واليمن وأصبح قرار هذه المجموعات الفلسطينية المحسوبة على حركة الفداء والمقاومة بيد إيران وتنفذ سياساتها وقواعد الاشتباك لم تعد في حسابات العمل الفدائي وإنما مزاجية إيران التي تهيمن على قرار بعض فصائل المقاومة.

إيمان المواطن العربي بالحق الفلسطيني وأن القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية ولا يمكن إلا أن يكون هذا المواطن في خندق المقاومة رغم مترادفات كل ذلك وهذا هو الموقف الصعب.

أما من تبقى من المقاومة حاملا هم فلسطين (المقاومة الحقيقية) فهم خارج مراكز التأثير حاليا.

نتمنى أن تعود المقاومة إلى أخذ استقلاليتها بعيدا عن حماس وعباس وأن تعتمد على العمق الجماهيري العربي وأن تبقي علاقاتها مع الحكام العرب ضمن حدود ما أمكن من الاستفادة غير المشروطة منهم على ان لا يسمحون للحكام العرب أو غير العرب بالتدخل مطلقا بشأن المقاومة ولا بقراراتها وخياراتها.

– من جهة أخرى فعلينا أن نكثف العمل باتجاه حركة البناء القومي الهادف لتحقيق الوحدة العربية وهي وحدها الكفيلة بالتحرير (تحرير كل الأراضي العربية المحتلة) وتحقق العيش الأفضل لكل مواطنيها وتحفظ أمنهم وكرامتهم…

والى حين تحقيق تمنياتنا فعلينا أن ندعم المقاومة والعمل المقاوم في كل أحوالها ضد الإجرام الصهيوني والإبادة الجماعية لشعبنا في فلسطين..

16 / 9 / 2024

يَا شَباب الأمَة لَبُّوا النِّداءَ الخَالِد ” نَفْدِي العِراق “

يَا شَباب الأمَة

لَبُّوا النِّداءَ الخَالِد ” نَفْدِي العِراق “

الدكتور حسن العالي – البحرين

 

ونحن نستعيد ذكرى ثورة ١٧ – ٣٠ تموز المجيدة، نسترجع في هذه المناسبة نداء ” نصرة العراق” الذي اطلقه البعثيون في عام ١٩٤١ بالتزامن مع اندلاع ثورة مايس، ولندعو أن يكون هذا النداء هو شعار للمرحلة المقبلة من نضال شباب الأمة وفي كافة ساحات الوطن العربي الكبير نصرة لتحرير العراق.

نستلهم هذا النداء الذي عنونه القائد المؤسس في مقال له بعنوان “نفدي العراق”.  وما بين تلك المقالة عام ١٩٤١ وبين خطاب القائد المؤسس رحمه الله في الذكرى الثانية والأربعين لميلاد البعث عام ١٩٨٩ سنوات ممتدة شارفت على الخمسة العقود كان نداء ” نصرة العراق” خالداً تكرس وترسخ لديه رحمه الله على مر هذه العقود.

هذا النداء الذي وجهه البعث عام ١٩٤١ مستحثا شرفاء ومناضلي الأمة لكي يهبّوا لنصرة ثورة العراق كان ينطلق منذ البداية من رؤية ثاقبة وعميقة لدى القائد المؤسس لموقع العراق ودوره المحوري في النهوض القومي وتحقيق اهداف الأمة.

هذا النداء لا يزال  يتردد صداه حتى يومنا هذا في كافة ساحات النضال القومي والإنساني، بل ان الهَبّة لتلبيته من قبل مناضلي وشرفاء الأمة والعالم باتت اكثر الحاحاً وضرورة في وقتنا الراهن، لا لأن العراق اصبح تحت حكم العملاء والنظام الإيراني والهيمنة الأمريكية بلد ممزق ومسلوب الإرادة وبحاجة لأن يهبّ كافة احرار العالم لنصرته للتخلص من هذا الاحتلال المزدوج، بل وكذلك لان تحرير العراق سوف يؤدي دون شك الى انتشال الأمة العربية من واقع خذلانها وضعفها وتفككها. فهناك رابط حضاري بين نهضة العراق ونهضة الأمة.

في مقالته بعنوان “نفدي العراق” عام ١٩٤١، شخص القائد المؤسس منذ بواكير التحركات الوطنية للتخلص من رقبة الاستعمار في البلاد العربية، العلاقة بين ثورة مايس ضد الاستعمار البريطاني وبين النضال الوحدوي التحرري، حيث بادر البعثيين لتأسيس “اللجنة المدرسية لنصرة العراق” وجهوا من خلالها تعاليمهم للطلبة والشباب والمدرسين العرب لكيفية نصرة العراق في ثورته، وهي تعاليم لا تزال تمثل بحق برنامج عمل نضالي يستحق العمل على إحيائه.

 

يؤكد القائد المؤسس في مقالته عام 1941:

“إن لحرب العراق ثلاث فوائد اذا قدّرَها العرب خطوا بنهضتهم الحديثة خطوات واسعة:

الفائدة الروحية : كاد  العرب في الحرب العالمية الحاضرة ييأسون من مصيرهم لما رأوا بينهم وبين الامم الاخرى من فارق كبير في القوة والاستعداد، فسلموا امرهم للصدفة والقدر، راجين ان يأتيهم الفرج من انتصار هذه الدولة او تلك دونما تعب او جهد يبذلونه. فلما قام العراق العربي بهذه الحرب الجريئة المشرِّفة اعاد الى العرب ثقتهم بأنفسهم وشعورهم بشخصيتهم، فرجعوا يتأملون المستقبل بعين مستبشرة ويعالجون الحاضر بروح جدية نشيطة وقد استرجعوا الشعور بكرامتهم واخذوا يهتمون منذ الآن بشؤونهم القومية ويعتدون بانتصارات ابطالهم مهملين اخبار الاجانب واعمالهم.

الفائدة السياسية: إن حرب العراق تخرج العرب من وضع الشعب المهمل المنسي وترفعهم الى مستوى الشعوب الحيّة  الفعالة التي تتبوأ وجودها وتحقق ارادتها بدمها ونشاطها.

الفائدة القومية: إن حرب العراق غاية ووسيلة في آن واحد. هي غاية لان جهود الأمة العربية كلها يجب ان تنصرف الى تأمين نصر العراق حتى يكون انتصاره اول تحقيق لوحدتها القومية. وهي وسيلة لأن على الأمة العربية ان تستغل هذا العمل الجريء الذي يقوم به جزء من اجزائها لتوثق الروابط القومية فيما بينها ولتجعل الفكرة العربية القومية تظهر في شكلها العملي، اي في نصرة العراق المناضل عن حرية العرب ووحدتهم.”

ولقد امتدت هذه النظرة الثاقبة لأهمية ومكانة العراق في تحرير الأمة العربية من كبوتها وتردي أوضاعها، ولم تزدها الايام والحوادث والتطورات اللاحقة إلا رسوخاً وتجذيراً في فكره البعث ونظرته للعراق.

فها هو يعود في كلمته في ذكرى ميلاد البعث الثاني والأربعين  عام ١٩٨٩ ليؤكد هذه الاهمية والمكانة:

“إن نصر العراق نصر للفكر القومي، فكر النهضة العربية، الفكر الحضاري المتشبع بروح الإسلام، والمنفتح على حضارة العصر، والمؤمن بالعلم والتقدم، لان المعركة كانت فكرية بقدر ما كانت عسكرية، بل أنها الحرب الأولى الجدية التي يخوضها العرب تحت لواء الفكر ويدافعون فيها، بأنهار من الدماء الزكية عن خيارات فكرية وحضارية أساسية لوجودهم ومستقبلهم كأمة.

إن عناصر الخير والصحة وقوى المستقبل في الأمة تدرك ذلك، وتدرك أن حماية النصر العراقي موكلة إليها، بأن يدخل هذا النصر في وعي الجماهير العربية على امتداد الوطن الكبير، بكل العوامل الأساسية التي جعلته ممكنا، بل محتوما، وبكل أبعاده التحررية والتقدمية والوحدوية، حتى تتهيأ عوامل الانطلاق والاقتدار للأمة بكاملها.

فالانتصار العراقي، هو منعة وقدرة للعراق العربي، وهو رصيد للأمة العربية فيه قوة وقدوة لها في حاضرها ومستقبلها، في صراعها مع أعدائها الرئيسيين: الإمبريالية والكيان الصهيوني، وفيه ردع للأعداء المحتملين مثل إيران”.

لقد شكل البعث في عام 1941 حركة نصرة العراق ، وأطلق برنامج عمل نضالي:

أولا : غايته

 امداد العراق في حربه التحريرية العربية بمساعدة  فعالة من كل بلاد العرب تضمن له النصر الاكيد  وامداد البلاد العربية بروح جديدة من حرب العراق تعمم فكرة التضامن ووحدة المصير العربي وتعجل سير الوحدة العربية.

ثانيا: أساليبه

 تجنيد الأمة العربية بواسطة طلابها وشبابها تجنيدا عاما يشمل كل شؤون الحياة ويتجه نحو هدف واحد: نصر العراق لان فيه نصر الوحدة العربية.

ثالثا: تأسيس منظمة نصرة العراق ويحمل الطلبة والشباب العربي اسمها ويتقاسمون الاعمال بتأليف لجان تقوم:

أ – بالدعاية، عن طريق  الكتابة والخطابة والحديث، وتوزيع النشرات والشعارات.

 

ب – بجمع الاعانات اسبوعيا من الفتيان انفسهم اولا، ثم من الاساتذة والطلاب والشباب.

ج- بتنظيم التطوع للطبابة والتمريض في جيش العراق.

رابعا: التنظيم القومي للحياة

ويشمل ما يلي :

  1. تنظيم الحياة الاجتماعية : تعمل فرق الفتيان في الوسط الاجتماعي العام: المدرسة، المسجد، الشارع، المقهى، المتجر، وعلى ابواب الملاهي، لكي ينبهوا الشعب بأسلوب حماسي صادق إلى وجوب التقيد به، ويوزعوا عليه نشرات وشعارات تذكره بواجبه العربي وتعين له الاساليب لحسن ادائه.
  2. تنظيم الحياة الروحية : يجعل الائمة والمدرسون خطبهم في المساجد تدور حول نصرة العراق وعلاقته بالقضية العربية ليوجهوا قلوب المسلمين وارواحهم نحو هذه الغاية.
  3. تنظيم الحياة الفكرية : توجه الصحف والمجلات لتكون كل ابحاثها مقتصرة على قضية العرب الخطيرة المستعجلة، قضية نصر العراق.
  4. تنظيم الحياة الاقتصادية : يطلب من الصناع والتجار ان يمددوا عملهم اليومي ساعة. وان يخصصوا ربحها لنصرة العراق. ويطلب من العمال والمستخدمين والموظفين ان يتنازلوا عن جزء من اجورهم اسبوعيا لهذه الغاية التي تخلق اساليب فعالة حيوية من التضامن القومي.

ما أحوجنا اليوم لاستنهاض طاقات شباب الأمة وجماهيرها لتلبية نداء      ” نصرة العراق” وأن تعمل كافة جماهير الأمة وقواها المدنية من نقابات وجمعيات والسياسية من أحزاب وفعاليات وشخصيات ومفكرين على تنفيذ هذا البرنامج عبر تشكيل جبهة عريضة لنصرة العراق.

فالعراق اليوم يخوض معركة الأمة بأسرها وتتصدى قواه الوطنية والقومية الشريفة لأكثر المؤامرات شراسة والتي لا تستهدف دوره ومكانته فحسب، بل تاريخه وحضارته، ومن خلال ذلك تعطيل دوره القومي، بل وايضاً تسخير موارده لصالح مخططات اعداء الأمة.

وإذا كانت جماهير الأمة لم تعد مخدوعة في اعدائها في فلسطين، فهؤلاء الذين يدمرون العراق يرفعون شعارات الدفاع عن فلسطين ايضا وهم بذلك يدمرون الأمة تحت شعار الدفاع عن قضية مقدسة للأمة.

لقد تكالبت على العراق كل القوى المعادية للأمة. وهم يراهنون من خلال ذلك على ابقاء واقع الأمة ضعيفاً ومجزأ وخانعاً. لذلك فان نصرة قضيته وتلبية نداء ” نفدي العراق” شديد الإلحاح والضرورة في وقتنا الراهن، وعلى كافة شباب وجماهير الامة ومناضليها وقواها الوطنية والتقدمية حشد الصفوف وتنسيق الجهود من اجل تحرير ونصرة العراق وبالتالي تحرير ونصرة الأمة.

 

٤ أيلول ١٩٨٠ تاريخ بدء العدوان الإيراني على العراق

٤ أيلول ١٩٨٠ تاريخ بدء العدوان الإيراني على العراق

 

التاريخ هو ذاكرة الشعوب التي لا يمكن أن تُمحى ولا يمكن أن تُزور، وإن حصل له تزوير فمصيره التعديل والتصويب إن عاجلاً أو آجلاً، وإذا كان النظام الإيراني قد خدمته ظروف تقاطع العراق مع الصهيونية والامبريالية ومصالحهما وعدوانهما على الأمة العربية والذي انتهى باغتيال النظام الوطني العراقي بغزو واحتلال غاشم مجرم فاستثمرها بخبث ولؤم وبما عرف عنه من روح بغيضة حاقدة ظلامية متوحشة، فحاول أن يجعل من الكذب والتزوير المغطى بنتائج ما حل بالعراق سنة ٢٠٠٣ م مخالب تغرس في جسد العراق وتقود البعض إلى تصديق الروايات الإيرانية التي تحاول منذ سنة ١٩٨٠ إدانة العراق واتهامه ببدء الحرب في حين أن الحقائق والوثائق والأحداث كلها تكذب المزاعم الإيرانية.

 

لقد بدأ العدوان الفارسي الواسع على العراق جواً وبراً بتاريخ ٤-٩ وسبق هذا التاريخ عدوانات متقطعة وتخرصات واستفزازات بتصريحات وموجات إعلام معادي واحتلال بقع من أرض العراق في المدن الحدودية وعدوان على مياه العراق وأجوائه وقد سجلها العراق كلها بوثائق ومذكرات احتجاج ومخاطبات للأمم المتحدة ودول العالم، حتى بدأ الرد العراقي الماحق يوم ٢٢-٩ –١٩٨٠ .ورافق كل تلك العدوانات عمل سياسي -عسكري منظم وظفت فيه إيران طابورها الخامس وخلايا أحزابها الطائفية النائمة في العراق فارتكبت الأعمال الارهابية من اغتيالات وتفجيرات وقطع طرق وتسليب بغرض زعزعت الأمن وإضعاف الدولة وصولاً إلى تنفيذ مؤامرات اسقاطها واحتلال العراق بذات الأدوات التي تسلطت على العراق بعد الغزو الأمريكي وبتوظيف منه.

إن ركون إيران ومشروعها على غياب كفة الميزان التي توازن الطيش والخوار الإعلامي والسياسي وركوب موجات التزوير وقلب الحقائق إنما هو ركون مؤقت لأن شعب العراق لن يقبل بهوان يتعرض له على يد إيران وذيولها وعبيدها، وستأتي رياح ثورات وانتفاضات شعبنا ومنها ثورة تشرين الباسلة المتواصلة بما لا يسعد أدوات المشروع الاحتلالي الفارسي وسيقلب المخططات الخبيثة كلها بوجهها ليعود العراق يدافع عن تاريخه السلمي الإنساني النائي بنفسه عن العدوان والاحتلال والملتزم أبداً بمواثيق وثوابت الجيرة.

 

إن تاريخ ٤-٩-١٩٨٠ هو مخرز يفقأ عيون المشروع الاحتلالي المتستر بالدين والمذهب لخميني الدجال وأعوانه وأدواته وذيوله، وسيظل العالم يتذكر أن للعراق قول مثبت في سفر الزمن والحق والحقيقة التي لم ولن تغلب بإرادة الله الحق وبعونه.

  17  تموز ثورة الاقتدار البعثي العالي الثَّوْرَة الفَريدَة اَلَّتِي حَمَتْ الأمْن القَوْميّ بيَدِ .. وَحَقَّقَتْ التَّنْمِيَة العِمْلاقَة بِالْيَدِ الَأخرَى

 

17  تموز ثورة الاقتدار البعثي العالي

الثَّوْرَة الفَريدَة

اَلَّتِي حَمَتْ الأمْن القَوْميّ بيَدِ ..

وَحَقَّقَتْ التَّنْمِيَة العِمْلاقَة بِالْيَدِ الَأخرَى

أ.د. سلمان حمادي الجبوري

 

 

عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ        وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ

كما لكل اقتدار شواهد فأن لاقتدار البعث شواهد احتلت مكانها البارز في التاريخ العربي والانساني واصبحت نموذجاً ملهما للاجيال القادمة أيضا. فكما كانت عروس الثورات شاهدا على اقتدار البعثيين فأن ثورة البعث في السابع عشر الثلاثين من تموز 1968 شاهد أيضا على اقتدارهم ممثلين بطليعتهم الشجاعة الذين حملوا ارواحهم على اكفهم وهم القليلون عددا وعدة، الكثيرون بالايمان، الأقوياء بالشجاعة والاقدام.

إن ما يميز ثورة السابع عشر من تموز 1968 المجيدة إضافة الى اقتدار القائمين على نجاحها هو الإصرار على عدم الإنتكاس ومواجهة التأمر عليها والعزم على قيامها بالإنجازات التي تضع مبادئ وشعارات البعث موضع التطبيق على ارض الواقع ، وتزيد من قناعة الجماهير المتعطشة للحرية والعدالة وتحقيق السيادة الوطنية ، والمنعة القومية، وتأمين فرص العيش الرغيد للمواطن. والذي بتحققه يتم تمتين الصف الوطني والقدرة على مواجهة التأمر الذي ما فتأ محركوه على افتعال الحجج لتشويه الثورة وتعطيل مسيرتها الصاعدة. فكان العمل على تحقيق الإنجازات الكبيرة التي تؤمن حياة المواطن وتفجر طاقاته في العمل الوطني والاجتماعي والاقتصادي.

شرعت الثورة الى تنفيذ ما وعدت به فكانت الإنجازات الكبرى تترى والتي تجاوزت بها تلك الخطوط الحمراء التي وضعها الاستعمار الذي ما كان ليسمح لعنقاء العرب ان تخرج من تحت الرماد. لكن البعث جاء بثورة جبارة وبفضل قادتها اولئك الفتية الذين امنو بربهم وامتهم ومبادئ وفكر البعث العظيم فزادهم هدى فجعلوا عنقاء الأمة لا تخرج رأسها من تحت الرماد وحسب بل تحلق عالياً فتحقق كل ما وعد به الثوار، فوضعوا اهداف البعث على طريق التحقق العملي والذي عزز ثقة الشعب بالثورة وبمبادئ البعث حتى عادت الأمة العربية ترنوا اليها  من كل حدب وصوب.

وكان من بين اهم الاولويات لسلسلة الإنجازات بل ومن أهمها جميعاً هو تأمين الاستقلال الوطني وترسيخ مقوماته على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والامنية. فباشرت بتحصين الساحة الداخلية بالقضاء على ظاهرة التجسس وشبكاتها  التي كانت تسرح وتمرح وتهدد الساحة الوطنية. ثم تم بعد ذلك الانتقال الى تأمين الاستقلال السياسي وسد اهم نوافذ تهديده الا وهو التبعية الاقتصادية فكان التأميم الخالد الذي كان من بين اجرأ القرارات ذات الصلة  في العالم الثالث.

ولأن سيادة العراق ومنع اي تدخل او هيمنة اجنبية دولية كانت او اقليمية كانت الهدف الاستراتيجي للثورة ، لذا فقد كان ترصين الجبهة الداخلية للشعب العراق وتمتين اواصر وحدته القائمة بالفعل من اولوياتها. فعلى صعيد جانب السلم الوطني لم تغفل قيادة الثورة أهمية تعزيز الوحدة الوطنية وتقوية اللحمة الداخلية بين جميع مكونات الشعب بمختلف قومياته واطيافه فجعلت منها فسيفساء عالية الجمال ومصدر قوة ورقيّ وتقدم حضاري . فكان قانون الحكم الذاتي للكرد والاعتراف بالحقوق القومية والثقافية لبقية الفئات.

 ولأن مبادئ حزب البعث العربي الاشتراكي ومنذ التأسيس تؤمن بالديمقراطية والتعددية الحزبية في ظل سيادة الدولة واستقلالها التام ، لذا ففي جانب العمل السياسي حرصت قيادة الثورة على مشاركة بقية الأحزاب الوطنية في إدارة الدولة فكانت ولادة الجبهة الوطنية والقومية التقدمية لتكون الإطار الوطني لممارسة الديموقراطية الحقّة.

ولقد آمن حزب البعث العربي الاشتراكي وما زال بان مصدر استقلال وتطور اي شعب ينبع من وعي افراده وتحضّرهم ، لذا فان رعاية الانسان في العراق وتقديم افضل المستويات المعاشية المدعومة بالخدمات الصحية والتعليمية الراقية وبما يليق به كمواطن يعيش في دولة نفطية كبيرة كان من اولويات ثورة 17 تموز.  فعلى صعيد تفعيل دور كل المواطنين في الحياة تم انجاز مشروع محو الأمية للقضاء على الجهل اينما كان. اضافة الى الارتقاء بالمستوى التعليمي للجيل الصاعد فكان انجاز الزامية التعليم ومجانيته والقضاء على البطالة فكان التوزيع المركزي للخريجين على مواقع العمل التي تتناسب مع مؤهلاتهم وتخصصاتهم المختلفة.

 هذا إضافة الى منجزات التنمية الإنفجارية والتي رفعت من مستوى المعيشة للفرد العراقي وكذلك مستوى الإنتاج على مختلف الأصعدة الصناعية والزراعية والتجارية إضافة الى العمل على رفع أعباء الحياة عن كاهل المواطن الذي اصبح يعيش في حالة متقدمة من الرفاهية .

إن كل تلك المنجزات والتطور الكبير الذي شهده العراق دولة وشعباً لم يرق للدوائر الاستعمارية العالمية لانه شكل مصدر قوة للامة العربية برمتها.  لذا فقد دفعت بوكيلتهم ايران الى شن اعتداءاتها المتكررة الداخلية والخارجية ومن ثم حربها على العراق،  مما اجبر الثورة على المواجهة  على كافة الأصعدة.

فعلى الصعيد الداخلي عملت على تدعيم الامن والسلم الداخليين. وعلى الصعيد الخارجي وبهدف إبعاد الأخطار المحدقة لا بالعراق وحسب وانما بالأمة العربية بأكملها ، كان الفعل الكبير في الحرب الايرانية العراقية والتي استطاع فيها العراق صد الاندفاع الايراني ومشروعه الفارسي التوسعي في الوطن العربي وان يبعد الشر المتأتي من جارة السوء وبذلك كان دفاعه ليس فقط عن العراق فحسب وانما عن الامة . فكان العراق وبفعل قيادته الحكيمة حائط الصد المتين والبوابة الشرقية للأمة العربية بكاملها.

ورغم انشغال العراق بالحرب مع ايران الا انه وبفضل قيادته المقتدرة استمر في تعزيز التنمية في المجالين المدني والعسكري من خلال مختلف الصناعات بما فيها التصنيع العسكري الذي رفد من خلاله العراق وبجهد كوادره وخبراته الوطنية متطلبات الحرب الضاغطة من المعدات والاعتدة وبذلك واجه وبجدارة شحة المصادر الخارجية.

اما على الصعيد القومي فان الثورة وانطلاقاً من مبادئ واهداف حزب البعث العربي الاشتراكي  قد امتد عملها وعطاؤها الى عموم الوطن العربي . فكان دعم  القضية الفلسطينية اولوية عربية مطلقة حيث لم تغب عن اعين وعقل الثورة التي قدمت لها كل اشكال الدعم وعلى كافة الاصعدة. كما سعت الثورة الى تبني قضايا التحرير العربية حتى شمل ذلك السعي الى جعل تحرير الجزر العربية المحتلة من قبل ايران من ضمن اهداف الثورة.

كما فتحت الثورة أبواب العراق امام جميع الخبرات والكفاءات والايدي العاملة العربية من منطلق وحدة الأمة ارضاً وشعباً. كما فتحت فرص التعلم المجاني اما جميع الاخوة العرب، هذا إضافة الى الدعم المادي والمعنوي للاقطار التي تحتاج الى الدعم في الإمكانات المادية او في الخبرات والكوادر. وما رقيّ وتقدم الكثير من الأقطار العربية من المحيط الى الخليج العربي وازدهارها العلمي الا وكان للعراق دور فيه.

ولسنا هنا بصدد إحصاء ما قدمته الثورة على الصعيد القومي وخاصة لفلسطين العزيزة فذلك كان واجبها القومي الذي املاه فكر ومبادئ واهداف البعث.

وبعد توقف الحرب التي جرع فيها العراق الخميني كأس السم بخروجه منتصراً وقوياً لم يهدأ الاعداء فاستمروا في تآمرهم على العراق ونظامه الوطني فدفعوا بتأمر جديد وسلسلة ازمات وعدوان أطلسي شامل ثم  حصار غير مسبوق على شعب العراق دام 13 سنة. الا ان القيادة ورغم قساوته كانت قد حافظت بمهارة متميزة، وبنزاهة كوادر حزب البعث العربي الاشتراكي ومؤسسات الدولة العراقية، على كرامة المواطن الذي هُدِّدَ في امنه ومستقبله ولقمة عيشه فكان توفير مستلزمات المعيشة اليومية من انجح البرامج التي كانت مَدعاة لإعجاب العالم حيث تمت المحافظة على الأمن والأمان للعائلة العراقية، المتزامن مع السرعة الفائقة في إعادة الخدمات للمواطنين، وادامة عجلة الإنتاج الوطني في ظل ابشع حصار عرفه التاريخ.

وكلما تنجح قيادة الثورة في التقدم وتجاور الصعاب وتقترب من الخروج من الحصار الجائر، كان التآمر يشتد إصراراً وضراوة حتى تمكنوا من احتلال العراق وتدمير مقومات دولته في التاسع من نيسان 2003 .

واليوم مع كل ما شهدته الامة العربية منذ ذلك التأريخ،  وكأني بلسان حال الخيرين من شعبنا العربي والعراقي يردد قول الشاعر العربي عنترة بن شداد :

سيذكرني قومي اذا جد جدهم … وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر

فعندما يقارن المواطن بين ماهو حاصل منذ 2003 على الصعيدين العربي والعراقي وبين ما كان في زمن النظام الوطني في ظل ثورة 17 تموز المجيدة حتى في اقسى ظروف الحصار الجائر، يجد ان ما يعانيه العراق من فقدان للسيادة الوطنية الممزوج بما يواجهه شعبنا من مخططات شريرة تهدف الى تدمير ارادة الانسان العراقي وإشاعة التخلف المُمَنهَج وتفكيك اللحمة الوطنية، اضافة الى تعرضه الى  الظلم  وعلى كافة الأصعدة المعيشية والأمنية وفقدان الحريات العامة، كل ذلك يدعوه الى ادراك ما تم التفريط به من سيادة ومجد وأمن وكرامة وخدمات، ويشكل حافزاً للنضال من اجل استعادتها من خلال ثورة شبابه الواعي الشجاع.

والشيء نفسه ينطبق على الصعيد العربي حيث نشهد حالة التردي والتقهقر في جميع المجالات السياسية منها والأمنية والاجتماعية والمعيشية وما وصلت اليه انظمة تلك الأقطار من ضعف وهوان دعا بعضها الى التنازل عن الثوابت القومية وتوقيع اتفاقيات التطبيع مع الكيان الصهيوني، وضعف العون المقدَّم لثوار فلسطين دون الحد الادنى في اشد ملاحم المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية.

ويضاف الى كل ذلك حالة الهوان التي شهدها الوطن العربي بعد اخراج العراق عن أداء دوره القيادي في توجيه دفة العمل القومي وتعرض الأمة الى سلسلة من موجات العدوان غير المسبوق عليها كما هو حاصل في ليبيا واليمن والسودان وسوريا ولبنان واقطار عربية أخرى . كما ان اجتياح النظام الفارسي الذي وصلت اذرع اخطبوطه الى ابعد نقطة في الوطن العربي، كل ذلك ما كان ليحصل بوجود العراق العربي القوي المنيع في ظل ثورة تموز القومية المجيدة.

واليوم حين نستعرض سمات ومنجزات الثورة فاننا نستلهم من نجاحاتها كل مقومات القوة والعزيمة والثقة بالنجاح لتثوير الامكانات وطاقات الشباب العربي لتفجير النضال على هدي وخطى مبادئ ثورة البعث في السابع عشر من تموز، لمواجهة هذا الواقع مستحضرين روح وعزيمة واقتدار ثوار تموز ولنعيد للوطن رونقه ونقائه وجماله وللشعب فرحه وامنه وحياته الكريمة التي يستحق.

المجد لثورة 17-30 تموز المجيدة في عيدها السادس والخمسين الاغر

وعاشت شعلة فخر متقدة في عقول وضمائر احرار العراق والعالم..

المجد لثوار تموز الميامين الذين صنعوا النصر يتقدمهم الاب القائد احمد حسن البكر والشهيد صدام حسين والرفاق صالح مهدي عماش وعزة ابراهيم وسعدون غيدان وحماد شهاب رحمهم الله جميعاً فاستحقوا ان نفخرَ بهم..

المجد والخلود لشهداء البعث وثورته المجيدة.

       

 

الثامن من آب مصدر قوة وذكرى انتصار لكل مواطن عربي

الثامن من آب مصدر قوة وذكرى انتصار لكل مواطن عربي

فاطمة حسين

 

الثامن من آب هو عيد نصر وكرامة، الذي يعد ملحمة قوية للجيش العراقي الباسل، أن معركة قادسية صدام من أهم المعارك الوطنية التي قام بها جيش وشعب العراق بحكمة ودقة جعلتهم يقهرون العدو الإيراني الصفوي، وجرعت دجالهم خميني إلى تجرع السم والقبول بوقف إطلاق النار، فأصبح الثامن من آب تاريخ المجد والانتصار، فهو انتصار يضاف إلى انتصارات العراق الأبي، وسوف يبقى هذا الانتصار مصدر قوة وذكرى انتصار لكل مواطن عربي شريف.

يحرص العراقيون على الاحتفاء بهذه المناسبة العزيزة على الجميع وسرد بطولات أبطال جيشنا لأبنائهم واحفادهم كل عام، حتى تظل ذكرى النصر عالقة في أذهان الأجيال الجديدة، فكل التقدير للأبطال الذين أعادوا لكل العرب عزتهم وكرامتهم. أن شعبنا سيظل مديناً لهؤلاء الأبطال الذين صمدوا وضحوا في سبيل عزة العراق وكرامته.

 في يوم النصر العظيم تحية وفاء وتقدير لكل من شارك في قادسية صدام المجيدة، تحية لكل مقاتل استشهد من أجل الدفاع عن كل شبر من أرض الوطن.

تحية لمن قدموا حياتهم فداء.

تحية لكل أرواح الشهداء الذين قضوا نحبهم في قادسية صدام.

طبتم أيها الأبطال.

فقادسية صدام أكدت أن الجيش العراقي هو الدرع الحامي والحصن الواقي للشعب العراقي من أي تهديد يهدد آمنه وشرفه وكرامته، الحرب التي سطر خلالها الجيش العراقي بصنوفه كافة تاريخاً مجيداً بدماء وشجاعة رجاله، وسجل في صفحات التاريخ أيام فخر وعزة لكل العرب، وأكد على عزم العراقيين وقدرتهم على الانتصار المؤزر والحفاظ على العراق عزيزاً أبياً محافظاً على أرضه وعرضه.

الثامن من آب ١٩٨٨م المعركة التي انتصر فيها العراق  دفاعاً عن الأمة العربية.

الثامن من آب ١٩٨٨م المعركة التي انتصر فيها العراق

 دفاعاً عن الأمة العربية.

الدكتور عامر الدليمي

الثامن من آب ١٩٨٨م يوم إنتصف فيه العرب من الفرس ،يوم أعيد فيه أمجاد العرب في معركة ذي قار والقادسية وحطين  ، ،يوم إنهزمت فيه العقارب والافاعي الايرانية، وتجرع فيه الخميني الدجال كأس السم ،في حرب دفاعية  مقدسة إستمرت ثماني سنوات ،بين قوى الشر والغدر والعدوان ، وقوى الحق من أبناء جيشنا العراقي الباسل الذي سطر ملاحم بطولية قل نظيرها ،تكللت بالنصر العظيم ،دفاعاً عن شعب العراق ومستقبله والأمة العربية ووجودها وكرامتها في الحياة ، فالنظام الفارسي معروف بأطماعه التاريخية التوسعية نحو العراق منذ القدم  وحَمله أحقاداً ثأرية  لهزائمه وإنكساراته ، ولأن العراق العروبي السد المنيع للأمة العربية والبوابة الشرقية لها ،  فبدأ العدوان  الفارسي على العراق تنفيذاً لأجندة عدوانية ،مع علم الخميني ونظامه جيداً ومسبقاً ،إن إستخدام القوة المسلحة ضد العراق عملاً غير مشروع  ويؤشر تحدياً للنظام الدولي لأنه من أكثر الموضوعات تهديداً للشعوب وللإنسانية في حياتها وأمنها ، لإحداث مشاكل وأزمات على المستوى الدولي ، مع أن القيادة العراقية كانت واعية  ومتحفزة لهذا العدوان  ،وتفادت تجاوزات  النظام الايران المخالفة للاتفاقيات الدولية لضمان حياة أفضل للشعب العراقي وللمضي في برنامجها التنموي النهضوي . إلا أن التآمر الأمريكي الصهيوني المتحالف مع النظام الفارسي هو الذي دفع النظام الفارسي للبدء بالحرب  والعدوان ، لتدمر العراق أرضاً وشعباً وحضارة ، على الرغم من المذكرات التي قدمها العراق والدلائل الى الجامعة العربية ومنظمة العمل الاسلامي وغيرهما ، بخطور ألاعمال  العدوانية العسكرية للنظام الفارسي وعن سبق إصرار وتخطيط للمساس بأمن العراق وتهديد سيادته ، وإستمرار إستهدافه المدنيين في القرى والنواحي والأقضية العراقية وخرق الاجواء بالطيران الحربي والقصف المدفعي بعيد المدى ، إلا إن أبناء الشعب العراقي وجيشه الباسل الغيور لم يبخل بالنفس  والتضحية والدفاع البطولي المقدام  فكانت له وثبات عزوم ومعارك  شهد لها التاريخ العسكري حتى أصبحت مثار إعجاب العسكرية العالمية ودروساً إعتمدتها الاكاديميات العسكرية للدول المتقدمة  في العالم .

إن إنتصار ٨ / آب / ١٩٨٨م ، على العدوان الفارسي ،ليس إنتصار للعراق وشعبه ،وإنما هو إنتصار للامة العربية ، وسيبقى  الانتصار نبراساً للحق ضد الباطل ، ولكل أحرار العالم والدول والشعوب التي تعمل من أجل الحرية والحفاظ على سيادتها وكرامتها ،

عاش جيشنا العراقي الباسل جيش قادسية صدام المجيدة  ،والمجد والخلود للقادة والآمرين والضباط والجنود الذين دافعوا عن شرف العراق  وكرامته ،والرحمة والغفران للشهداء الذين سالت دماؤهم  الطاهرة على أرض المعركة ، والخزي والعار لكل عملاء وذيول النظام الفارسي بأسمائهم وعناوينهم .