شبكة ذي قار

أرشيفات 2025

الديمقراطية والمجتمع القبلي

الديمقراطية والمجتمع القبلي

فؤاد الحاج    

أشاهد دائماً تقريباً معظم ما يصلني من فيديوهات وأرميها في سلة المهملات وأحتفظ ببعضها لمشاهدتها بتأن وهي قليلة جداً والبعض منها أعيد إرساله إلى عدد من الأصدقاء الذين يقرأون ويعرفون القراءة ما بين السطور. الثورة بحاجة إلى ثورة ثقافية ووعي، إننا بحاجة إلى شخصية وطنية وتربية وطنية كي نبني الإنسان الواعي، فعندما أزاحت الحركات الانقلابية في الأقطار العربية بدءاً من العراق وصولاً إلى السودان مروراً بسورية واليمن تَعاطَفت الشعوب مع تلك الحركات ثم انقسمت بين مؤيد ورافض لها. فالمتحمسين الذين أيدوا تلك الحركات العسكرية كانوا يأملون إِقامة حياة سياسية ومناخ ديمقراطي حر دون أن يعرفوا معنى كلمة الديمقراطية، على الرغم من تسليمهم بما قيل لهم من مجموعات الانقلابين بأن الديمقراطية تعني أن يصبح في ظلها الشعب مصدر السلطات، وأن إدارة البلاد يشترك فيها كل أبناء الوطن من خلال وضع دستور شامل تتحقق فيه المساواة بين جميع المواطنين من خلال ممثليهم في المجالس البرلمانية وقبول التعددية الحزبية التي يحض عليها الدستور. من هنا ابدأ، إن الديمقراطية لا تحتج إلى شروحات وتفاصيل لأنها وقبل كل شيء تحتاج إلى وعي. والوعي يبدأ ليس بتشكيل منظمات يسمونها “مجتمع مدني” ففي مجتمعات قبلية لا يمكن تشكيل هكذا تجمعات لأن مادتها غير متوفرة في مجتمع كمجتمعات أمة النكبات لأن هذه الأمة تعودت على استجداء الحرية من ملوك ورؤساء مستبدين يتحكمون برقاب البلاد والعباد، لأن النظام المستبد لا ينتج إلا مدرسة على صورته، وأن “الذي نشأ على الخنوع والاستعباد لا يمكن أن ينتج حرية واستقلالاً” كما يقول طه حسين عن الديمقراطية، وللتوضيح أقول بأن الذين أوجدوا تنظيمات “المجتمع المدني” إنما المطلوب منهم هو تفتيت أبناء الوطن وتقزيم دور الأحزاب الجماهيرية، وهذه المجتمعات المدنية ليست بجديدة أو طارئة على المجتمعات الإنسانية فهي موجودة منذ زمن بعيد في التاريخ منذ زمن الفيلسوف أرسطو الذي كان أول من تحدث عنها. وكذلك “حرية الصحافة والتعبير عن الرأي”، فأن الصحف ووسائل الإعلام في البلدان العربية هي صوت سيدها الذي يمولها لأن هذه الوسائل الإعلامية لا تنشر ما يغضب سيدها، فهل هذه تسمى ديمقراطية! لذلك لم تنجح الديمقراطية عند أمة النكبات لأنهم مجتمع قبلي وفقه ديني يؤمن بالخرافات والأساطير. وكما يبدو مما تقدم أن الشعوب العربية تعشق الاستبداد وتحب الحكم المركزي المطلق، حكم الرجل القوي الذي أسماه الشاعر العراقي المرحوم عبد الرزاق عبد الواحد “المستبد العادل”، وقال عنه الإمام محمد عبده: “لا يصلح الشرق إلا مستبد عادل”. ومع ذلك نجد أن المفكر الجزائري أحد أعلام الفكر في القرن العشرين مالك بن نبي يقول: “إن العقل العربي انتقل من فكرة تقديس الأصنام إلى فكرة تقديس الأشخاص”، وهذا هو حال تاريخ أمة النكبات التي باتت تقدّس الشخص في كافة المجالات السياسية والأدبية والثقافية والدينية والفنية إلى أن أصبح البعض يقدس نفسه إلى حد النرجسية والغرور المطلق. إلى أن وصلنا في عصر الثورة الإلكترونية والانترنيت إلى أن تأخذ الأفكار المختلفة صفة كونية بمعنى عالمية، فهل الديمقراطية هي وصفة علاجية يأخذها المواطن في أي قطر من أقطار الأمة لتصبح سارية المفعول خلال 24 ساعة؟ وهل توجد ديمقراطية في أمريكا وفي أستراليا ودول أوروبا دون استثناء؟ إن الديمقراطية تحتاج إلى قيادة وطنية واعية صالحة لتزرع الوعي بين المواطنين وليس إلى أشخاص يتبنون أفكار تفرض عليهم من الخارج، ولنأخذ الماركسية على سبيل المثال، وهل نجحت الماركسية في العالم؟ فعندما طرح كارل ماركس شعار “يا عمال العالم اتحدوا” فقد كان يقصد أنه على العامل أن يثور مطالبا بحقه والمساواة بالأجر. في وقت كان العامل في أوروبا في ذلك الوقت تهضم حقوقه وتستباح حريته خاصة في ألمانيا. بينما العامل في البلدان العربية وإن كانت الماركسية انتشرت في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي بينما فكرياً وعقلياً لم يقتنع العامل في البلدان العربية بأفكار الماركسية فعلياً، لأنه كان ولم يزل يؤمن بقرارة نفسه وبالوراثة من خلال التربية التي نشأ عليها في المجتمع أن العمل رزق من الله وأن ما يحصل عليه من أجر مادي مقابل عمله وإن كان يعاني من رب العمل وجبروته وظلمه له. لذلك انتسب الكثير من العمال العرب آنذاك إلى صفوف النقابات العمالية والمهنية التي كان يعتقد العامل أنها تحصل له حقوقه، كما آمن العديد منهم بأفكار الماركسية وفكرة “يا عمال العالم اتحدوا” دون أن يعرفوا الفرق بين المجتمعات الأوروبية التي كان يخاطبها ماركس وبين المجتمعات العربية التي بالأساس هي مجتمعات فردية يتحكم فيها رئيس القبيلة والعشيرة، لأن المجتمعات العربية كانت تعيش على الزراعة وتربية الماشية، بمعنى أنها لم تكن مجتمعات صناعية كما كانت ألمانية وروسيا آنذاك التي كان يتحكم فيها صاحب المصنع وكان يعتبر أن العمال هم عبيد وخدم له وللسيد الأبيض. لذلك كي تتحقق الديمقراطية يجب أن تخلق لها الظروف المناسبة من وعي كافي للشعوب من خلال العلم وتأمين العمل والاستشفاء المجاني وبعد ذلك وبالتدريج يتم تطبيق الديمقراطية. وهنا يمكنني التأكيد أن الديمقراطية والاشتراكية أو العدالة الاجتماعية في البلدان العربية يجب أن تكون خاصة نابعة من صميم الواقع العربي وليست مستوردة أو مفروضة من المستعمرين البريطانيين والفرنسيين والأميركيين الذين استباحوا الأرض العربية وسيطروا على مقدراتها وخيراتها الطبيعية واستعمروا شعوبها ولم يزالوا إلى يومنا هذا، وكذلك من روسيا التي غزت البلدان العربية بالأفكار الماركسية واللينينية والتروتسكية والماوية التي شقت صف الأمة باسم حقوق العمال والفقراء. أخيراً وليس آخراً كلمة يجب أن يعرفها المثقفين العرب أن الديمقراطية والعلمانية والليبرالية واليسارية إنما هي مصطلحات للفهم وليست للتقديس. وأن المصيبة الكبرى التي تعاني منها أمة النكبات من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي إنما تكمن في سيطرة أصحاب العمامات بألوانها المختلفة الذين يزرعون التخلف من خلال نشر الأساطير واختلاق مفاهيم تذل الإنسان وتكفر من لا يؤمن بأفكارهم ومعتقداتهم بحيث أنهم يعتبرون أنفسهم أن معتقداتهم هي الصحيحة! وليس من سبيل لتحقيق ذلك سوى بالوعي والحوار بين المثقفين الوطنيين الواعين لأن الحوار بين الأفكار إنما هو مجال للوصول إلى التوافق وليس إلى الاتفاق لأن فكرة ما قد تنفع مرحلياً في زمن ما ولا تصلح لزمن آخر. ابن خلدون يقول: “أن القبلية قضت على العرب وعلى الإسلام”. ويقول الدكتور علي الوردي: “أن العسكر الذين حكموا في البلدان العربية من جمال عبد الناصر وعبد الكريم قاسم استبدلوا أهل الخبرة بأهل الثقة” وهذا يعني أن أي حاكم أو وزير لا يأتي بأهل الخبرة وتوظيفهم في أي دائرة من دوائر الدولة في أي قطر عربي إلا من جماعته أي من قبيلته ومن المقربين منه وهذه هي العصبية التي تتحكم بمقدرات البلاد والعباد. أخيراً في الدول الغربية بشكل عام كانت روابط الصلة بينهم هي روابط الدم وقد غادروها على مراحل منذ الثورة الفرنسية التي استمرت من 1789 حتى 1799 واستبدلوها بالإنسانية التي استمرت مؤقتاً حتى قيام الجمهوريات، وهم يتشدقون بالحرية ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب بينما هم في الواقع يقتلون الإنسانية ويدمرون الإنسان والصراع بينهم لم يزل بنسب مختلفة بين بلد وآخر لأنهم يخدمون أفكار محافل الشر الدولية التي أوصلتهم إلى سدة الحكم، وما نشهده في أمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والسويد والدنمارك وإيطاليا دليل واضح على ذلك، وكذلك ما حصل في فلسطين منذ 1936 وفي العراق منذ 2003 وفي ليبيا منذ 2011 وفي سورية منذ 2012 حتى اليوم دليل آخر على أن البلدان الأوروبية لم تزل تمر بمرحلة الصراعات ولكن ليس على أسس صلة الدم بل على أسس المصالح الشخصية تحقيقاً لنبوءات دينية على أسس عنصرية. فهل تستفيق أمة النكبات على مصالح بلادها وتعي دورها في تغيير الأنظمة السائدة التي تتحكم بالبلاد والعباد خدمة لمصالح أفراد تلك الأنظمة التي تخدم مصالح القوى الخارجية؟ 6/5/2024

العالم يعيد هيكلة نفسه وتتغير توازناته فيما العرب تائهين بين الشرق والغرب

العالم يعيد هيكلة نفسه وتتغير توازناته فيما العرب تائهين بين الشرق والغرب

فؤاد الحاج  

ماذا عن حال الأمة في عالم يتغير؟ سؤال يلح على خاطري حاولت الكتابة حوله مرات ولم أنجح في ذلك، اليوم أحاول أن أطرحه علني أجد جواباً من المهتمين بمتابعة مجريات الأوضاع والأحداث والتطورات الجارية في الساحة الممتدة من موريتانيا إلى الجزيرة العربية ودول المصالحات في الخليج العربي وما بينها، التي لا تدل سوى على أنها منظومات تابعة لأنظمة غربية كما كانت قبل وبعد الحرب العالمية الأولى، مع فارق بسيط وهو توجه بعضها شرقاً إلى القوة الاقتصادية الصاعدة عالمياً بصمت ألا وهي الصين مع توجه آخرين إلى الهند في ظل تصاعد اليمين المتطرف في الهند وفي دول أوروبا. لذلك أقول أنه على المتابعين من محللين سياسيين في الأقطار العربية، الالتفات إلى مجريات الأوضاع وتحولاتها في تلك المنطقة، والربط والتركيز على التحولات الجارية في العالم، وفي أوروبا تحديداً، لأنها تحولات متصلة ومترابطة ومتشابكة اقتصادياً وسياسياً، كي يتم ضبط حركة تلك المتغييرات والتحولات ومدى تأثيرها على مستقبل المنطقة، وماذا ستكون عليه في الغد وما بعده. لقد قيل أن المرأة الحامل في مرحلة المخاض العسير، ستلد مولوداً ما، ذكراً أم أنثى، أو أن الأم تموت ويعيش مولودها، أو أن الأم ومولودها يموتان مهما تدخلت أيدي الاختصاصيين. هكذا هي الأنظمة العربية عبر تاريخها التي تآكلت واهترأت، ولم يعد بالإمكان تجديدها بمواليد جديدة مهما حاولت أن تمد ذاتها بأي من أسباب الحياة والاستمرار، لأنها لم تلد جيلاً جديداً، نابعاً من الشعب ومعاناته وتطلعاته، بل أن كل ما فعلته هذه الأنظمة أنها أورثت الحكم لأبنائهم، والوارث مهما بدا أنه شاب ويريد التغيير لصالح الشعب، وضمان التقدم في عالم التطورات التكنولوجية، فأنه لن يكون سوى امتداداً لمورثه، لذلك نجد أن حمل الأمة قد طال والولادة صارت واجبة وضرورة تاريخية، وهذا لا ولن يمكن تحقيقه سوى بجيل جديد، نابع من الشعب وليس بالتوريث، لأن الأمة ومع الأسف منذ بدايات القرن العشرين وحتى اليوم لم تنجز ثوراتها التحررية، الديمقراطية، ولم تقم دولتها الوطنية بعد، تلك الثورات التي قدمت شعوب المنطقة مئات الآلاف من الشهداء في سبيل تحقيق تلك الدولة الوطنية ومنها ثورة المليون شهيد في الجزائر. لذلك نجد أن هذه الأمة تستهدفها حملات شرسة من قوى الصهيونية العالمية التي تتحد معها قوى إدارات الشر الغربية، مستخدمة ما يمكنني تسميته سلاحاً جديداً ألا وهو علم التطورات التقنية والعلمية على مخنلف الصعد، وذلك من أجل كسر شوكة هذه الأمة وإنهائها، من خلال تفتيتها فيدرالياً وطوائفياً ومذهبياً، واحتلال أوطانهم كما حدث في العراق، وفرض حكاماً تابعين لهم يديرون نيابة عنهم، وتحويل شعوب المنطقة إلى “هنود حمر” كشرط لازم لإعادة صياغة موازين قوى الشر العالمية التي تعمل على توفير الأسباب الضرورية والهامة لهم لتساعدهم على الخروج من الأزمات الاقتصادية العالمية القاتلة التي يمر بها النظام الليبرالي في دول الغرب، والذي ثبت للمتابعين لحراك الشعوب في الغرب عامة، التي نشهد فيها نهوض قوى اليمين المتطرف، التي تسيطر عليها الصهيونية العالمية أو أن قيادات اليمين المتطرف هذه هم من الصهاينة مثل بريطانيا وفرنسا، في ظل تنامي ولادة نظام عالمي جديد متعدد القطبية، مرتهناً لمصالح أقطابه، وقيام تحالفات دولية جديدة لتلعب دوراً مؤثراً في النظام المتعدد الأقطاب الجديد كتحالف روسيا الاتحادية وكوريا الشمالية، وفي المقابل نشهد صعود قوى إقليمية جديدة مستفيدة من تلك التحولات والمتغيرات الدولية كإيران وتركيا على سبيل المثال، ما عدا الأنظمة العربية التي ستبقى تابعة ومنقسمة بين الولاء للغرب والشرق معاً، في ظل سيناريوهات تنبؤات محللين اقتصاديين غربيين بانهيار الاقتصاد العالمي الذي سيصيب أيضاً البلدن العربية التي تعاني من انهيارات اقتصادية. فهل ستتحرك قوى التغيير الشعبية؟ وهل سنشهد إعادة إحياء المشروع النهضوي العربي الذي كثرت الكتابات والتحاليل حوله منذ ثمانينات القرن الماضي دون اتفاق على لقاء موحد للعمل على تحقيق بنوده، وتوحيد صفوف المؤمنين بهذا المشروع التوحيدي على أسس عصرية مناسبة ومتقاطعة مع الظروف التي تمر بها الأمة، ومعالجة ترسبات الماضي بهدوء وحكمة بعيداً عن الأنا الشخصية، أم سنبقى نرواح مكاننا في حقبة نهاية ما قبل التاريخ؟

ستنهضُ غـــزة بــــين الركامِ

ستنهضُ غـــزة بــــين الركامِ

********

ستنهضُ غـــــزة بــــين الركامِ

ويبـزغُ فجــرهاٌ بعـــد الظــلامِ

أيعقــلُ ان نفاخـــر بالقصــــور

وشعبُ غــزة يقطـــنُ بالخــيامِ

أطــفال غــزة يموتون جــوعا

وهم لـــــم يبلغوا سنّ الفــطامِ

حصارٌ جـــــائرٌ اين النشامى؟

رغيف الخــبز مجزرة اللـــئامِ

تــبا لأصــــــــــحاب النياشين ….

نعدّهم بــــــــــــــــين النيامِ

ملاحم غـــزة فاقت كل تصور

“مسافة صفر” كتــائبُ القسامِ

وحق الرب لن نغمض جفونا

الـى ان تنعــم غــزة بالسـلامِ

*******

ميلاد عمر المزوغي

غزة …تفضح ديمقراطية الغرب

غزة …تفضح ديمقراطية الغرب

ميلاد عمر المزوغي    

أمريكا ومن ورائها الدول الغربية لم تتوقف يوما عن استخدام مصطلح “اللاسامية” في توجيه الاتهام الى كل من يعارض السياسة الاسرائيلية ومنهم على سبيل المثال المفكر الفرنسي روجيه غارودي, الحركة الصهيونية استخدمتها كسلاح في وجه كل من يشكك في الهوية الدينية لنشوء دولة بني صهيون، أو لانتقاد سياسات هذه الدولة, في السابق كل من يكره اليهود يطلقون عليه معاد للسامية, اما اليوم فان من يكرهه الصهاينة فهو اللاسامي. المظاهرات المستمرة للطلاب بمختلف الجامعات الامريكية ضد ما يجري في غزة من اعمال ابادة جماعية  اخذت منحى تصعيدي قابلته الشرطة بنوع من الغلظة ما ادت الى اعتقال المئات من الطلاب, وهذه التحركات تعبر عن راي الجيل الجديد ذو العقل المستنير والذي تشبّع ولسنوات بان امريكا والعالم الغربي يرعون الديمقراطية ويكافحون من اجل حق الانسان في التعبير عن راية وتقرير مصيره.  لقد كشفت الحرب على غزة لهؤلاء الطلاب زيف تلك الشعارات البراقة, وان اموال الضرائب التي يدفعها عامة الناس بدلا من ان تذهب الى القطاعات الخدمية التي من شانها تحسين الاوضاع الاجتماعية, وجدوها تذهب لشراء مختلف انواع الاسلحة والعتاد لضرب شعب يئن تحت نير الاستعمار الصهيوني على مدى ثمانية عقود واخرون اجبروا على ترك مدنهم وقراهم واصبحوا لاجئين تعمل الامم المتحدة على اعاشتهم عبر منظمة الاغاثة الدولية UNRWA  وعمد الصهاينة الى اتهام المنظمة بانها تساعد الفلسطينيين فقامت باستهدافهم لأجل التخلي عن عملهم الانساني, وان امريكا عطلت عدة قرارات تطالب بوقف القتال وعدم استهداف المدنيين, كما افشلت(فيتو) قرارا يدعو الى ان تكون فلسطين دولة كاملة العضوية في الامم المتحدة استنادا الى القرارات الدولية بخصوص حل الدولتين . لقد اصيب بني صهيون بالجنون بسبب ردات فعل الطلبة في جامعات امريكا وبعض الجامعات الاوروبية لما يقترفه الصهاينة في قطاع غزة مدعوما بالة الحرب الامريكية, نتنياهو يصف مظاهرات الجامعات الأمريكية بأنها “معادية للسامية”، وساندرز يرد: لا تهينوا ذكاء الأمريكيين بمحاولة صرف انتباهنا عن سياسات حكومتكم غير الأخلاقية. الطلاب في امريكا اليوم يتقدمون الصفوف للتعريف بجرائم الصهاينة في غزة ويستنكرون وبشدة الدعم اللا محدود الذي تقدمه حكومتهم للصهاينة, ترى هل يستفيق الشعب الامريكي من حالة عملية غسيل الادمغة التي يقوم بها الاعلام الأمريكي المتصهين وتغييبه عما تفعله حكومته بالشعوب المغلوبة على امرها؟ . لم يعد هناك شكا من ان حكامنا قد باعوا القضية الفلسطينية وقبضوا الثمن وهو الابقاء عليهم في السلطة, فهذا يفتتح طريقا صحراويا واخر بعض العمائر لتلهية شعوبهم بينما اجوائهم مفتوحة على مصراعيها امام الطيران المدني والحربي الصهيوني وهم يشاهدون بأم العين مجازر غزة ,ما احوجنا الى انتفاضة شعبية تهز اركان السلطة في بلداننا ؟نعم شعوبنا مقهورة وطلابنا بالجامعات تتعطل الدراسة لأتفه الاسباب تارة ممن يسمون انفسهم بأعضاء هيئة التدريس المتكالبين على جمع المال وتارة بسبب المناوشات بين المجاميع المسلحة المنتهكين للحرم الجامعي, ويتمنون استمرار الدراسة لانهم اطالوا المقام بالجامعات. لقد فضحت أحداث غزة من يدعون العروبة. على المسؤولين الذين تتواجد كلمة( العربية) ضمن أسماء بلدانهم الرسمية. إزالتها لانهم ليسوا عربا ولا شعوبهم ايضا,من يريد التحرر من العبودية عليه ان يضحي ليعيش الخلف ,تحية لشعب الجبارين الذي يكافح رغم قلة امكانياته اعتى الدكتاتوريات في العالم التي تدعي التحضر زورا وبهتانا, وخذلان من اعتقد انهم بني جلدته.

غزة …تفضح ديمقراطية الغرب

غزة …تفضح ديمقراطية الغرب

ميلاد عمر المزوغي  

  أمريكا ومن ورائها الدول الغربية لم تتوقف يوما عن استخدام مصطلح “اللاسامية” في توجيه الاتهام الى كل من يعارض السياسة الاسرائيلية ومنهم على سبيل المثال المفكر الفرنسي روجيه غارودي, الحركة الصهيونية استخدمتها كسلاح في وجه كل من يشكك في الهوية الدينية لنشوء دولة بني صهيون، أو لانتقاد سياسات هذه الدولة, في السابق كل من يكره اليهود يطلقون عليه معاد للسامية, اما اليوم فان من يكرهه الصهاينة فهو اللاسامي. المظاهرات المستمرة للطلاب بمختلف الجامعات الامريكية ضد ما يجري في غزة من اعمال ابادة جماعية  اخذت منحى تصعيدي قابلته الشرطة بنوع من الغلظة ما ادت الى اعتقال المئات من الطلاب, وهذه التحركات تعبر عن راي الجيل الجديد ذو العقل المستنير والذي تشبّع ولسنوات بان امريكا والعالم الغربي يرعون الديمقراطية ويكافحون من اجل حق الانسان في التعبير عن راية وتقرير مصيره.  لقد كشفت الحرب على غزة لهؤلاء الطلاب زيف تلك الشعارات البراقة, وان اموال الضرائب التي يدفعها عامة الناس بدلا من ان تذهب الى القطاعات الخدمية التي من شانها تحسين الاوضاع الاجتماعية, وجدوها تذهب لشراء مختلف انواع الاسلحة والعتاد لضرب شعب يئن تحت نير الاستعمار الصهيوني على مدى ثمانية عقود واخرون اجبروا على ترك مدنهم وقراهم واصبحوا لاجئين تعمل الامم المتحدة على اعاشتهم عبر منظمة الاغاثة الدولية UNRWA  وعمد الصهاينة الى اتهام المنظمة بانها تساعد الفلسطينيين فقامت باستهدافهم لأجل التخلي عن عملهم الانساني, وان امريكا عطلت عدة قرارات تطالب بوقف القتال وعدم استهداف المدنيين,

كما افشلت(فيتو) قرارا يدعو الى ان تكون فلسطين دولة كاملة العضوية في الامم المتحدة استنادا الى القرارات الدولية بخصوص حل الدولتين . لقد اصيب بني صهيون بالجنون بسبب ردات فعل الطلبة في جامعات امريكا وبعض الجامعات الاوروبية لما يقترفه الصهاينة في قطاع غزة مدعوما بالة الحرب الامريكية, نتنياهو يصف مظاهرات الجامعات الأمريكية بأنها “معادية للسامية”، وساندرز يرد: لا تهينوا ذكاء الأمريكيين بمحاولة صرف انتباهنا عن سياسات حكومتكم غير الأخلاقية. الطلاب في امريكا اليوم يتقدمون الصفوف للتعريف بجرائم الصهاينة في غزة ويستنكرون وبشدة الدعم اللا محدود الذي تقدمه حكومتهم للصهاينة, ترى هل يستفيق الشعب الامريكي من حالة عملية غسيل الادمغة التي يقوم بها الاعلام الأمريكي المتصهين وتغييبه عما تفعله حكومته بالشعوب المغلوبة على امرها؟ . لم يعد هناك شكا من ان حكامنا قد باعوا القضية الفلسطينية وقبضوا الثمن وهو الابقاء عليهم في السلطة, فهذا يفتتح طريقا صحراويا واخر بعض العمائر لتلهية شعوبهم بينما اجوائهم مفتوحة على مصراعيها امام الطيران المدني والحربي الصهيوني وهم يشاهدون بأم العين مجازر غزة ,ما احوجنا الى انتفاضة شعبية تهز اركان السلطة في بلداننا ؟نعم شعوبنا مقهورة وطلابنا بالجامعات تتعطل الدراسة لأتفه الاسباب تارة ممن يسمون انفسهم بأعضاء هيئة التدريس المتكالبين على جمع المال وتارة بسبب المناوشات بين المجاميع المسلحة المنتهكين للحرم الجامعي, ويتمنون استمرار الدراسة لانهم اطالوا المقام بالجامعات. لقد فضحت أحداث غزة من يدعون العروبة. على المسؤولين الذين تتواجد كلمة( العربية) ضمن أسماء بلدانهم الرسمية. إزالتها لانهم ليسوا عربا ولا شعوبهم ايضا,من يريد التحرر من العبودية عليه ان يضحي ليعيش الخلف ,تحية لشعب الجبارين الذي يكافح رغم قلة امكانياته اعتى الدكتاتوريات في العالم التي تدعي التحضر زورا وبهتانا, وخذلان من اعتقد انهم بني جلدته.

قراءة متأنية في الحرب على غزة

قراءة متأنية في الحرب على غزة

ميلاد عمر المزوغي  

يقيم أردوغان أفضل العلاقات مع الصهاينة ويتظاهر بانه يناصر غزة، هل يستطيع أردوغان التخلص من ازدواجيته هذه؟ هل بإمكانه القيام بشيء يثبت انه فعلا مع غزة لا عليها؟ من خلال قطع العلاقات مع كيان يصفه بانه يقوم بإبادة جماعية لسكان القطاع، بالتأكيد مجرد كلام للاستهلاك المحلي. لم يكن يدرك نتنياهو أن مشروع إنشاء الدولة الفلسطينية، أمراً لا رجعة فيه من خلال اعماله الاجرامية، وأنه لا يمكن له باي حال من الاحوال ومهما ارتكب بحق الفلسطينيين ان يقضي على شعب استطاع الصمود لسبعة عقود امام جبروت الصهاينة، وأن الفلسطينيين لن يغادروا ارضهم، بل باقون الى قيام الساعة، والاعتراف الدولي بهم آخذ في التزايد. باستيلاء الصهاينة على محور فيلادلفيا ,لم تعد مصر جارة لغزة والتي كانت محمية (تحت وصاية)مصرية حتى حرب 1967 م، بل جارة للصهاينة على طول الحدود المشتركة, أي لم تعد هناك حقوق الجيرة والدم والعرق, في حرب ما سمي بتحرير الكويت ساهمت مصر بقيادة امريكية بحوالي 20 الف جندي, بينما جنود الاحتلال والمستوطنون على مرأى ومسمع من جنود او لنقل افراد حرس الحدود , يعيثون فسادا في غزة ,ولم تحرك الحكومة المصرية ساكنة ساكتة على ما يجري وكأنما الامر لا يعنيها, ترى هل بعد هذا الذل والخنوع والتواطؤ نستمر في اعتبار مصر ممثلة بنظامها بأنها زعيمة العرب وحاميتهم؟. حرب غزة ايقظت جمهور المستقبل بالغرب عموما وامريكا على وجه الخصوص, الفئة الواعية التي يعول عليها, بان الشعارات التي ترفعها الحكومات الغربية, حرية الراي والتعبير وتقرير المصير واحترام الأديان، لا تخص بقية الامم, بل وجدنا ان امريكا قد زجت بالألاف من شبابها مواليد التسعينات في افغانستان لأجل تحقيق مصالحها, وإنشات تنظيما اجراميا(داعش) لإثارة الرعب واعمال قتل ونهب وتشريد في دول الشرق الاوسط لأجل السيطرة عليها, كما انها قامت باضطهاد الطلاب بمختلف الجامعات المناصرين لغزة بضربهم بالعصي وايداعهم السجون وفض الاعتصامات بالقوة. امريكا والعالم الغربي الذي يدعي التحضر رمى بكل ثقله السياسي في المحافل الدولية والحربي من خلال المدمرات وحاملات الطائرات لنصرة الصهاينة ضد شعب في قطاع لا يتعدى 360كيلومتر مربع محاصر لعقود، برا وبر وجوا، لئلا تصله الاشياء الضرورية اللازمة للحياة! أي عالم غربي هذا الذي يمقت الاخرين ويحرمهم العيش الآمن، إن الغرب يمارس العنصرية ضد الاعراق والاديان الأخرى،

سعى قادة الغرب الى محاربة كل من يرونه يقاسمهم العيش المشترك على هذه الأرض، حاربوا الشيوعية وقضوا عليها، وجاء دور محاربة الاسلام لأنهم يدركون ان انتشاره يحد من تصرفاتهم الاجرامية ويكشف الحقيقة لكل ذي بصيرة، وستبقى فلسطين لأهلها مهما استخدموا من وسائل.

ليبيا…. من الثورة إلى الدولة!؟

ليبيا…. من الثورة إلى الدولة!؟

ميلاد عمر المزوغي  

بعيد اسقاط النظام واستيلائهم على السلطة وازاحة كل من يرونه عقبة في سبيل تحقيق مآربهم، (قوانين الاجتثاث /الاقصاء)، حكم الثوار البلاد بالحديد والنار، لكنهم اضطروا مؤخرا الى القبول بحكومات وصاية غربية ببيادق محلية تكفل لهم رواتب مجزية على ان يتعهد هؤلاء بحمايتها ان حاولت تشكيلات مسلحة اخرى بإسقاطها. أعمال الخطف والقتل لم تتوقف يوما.  

من المؤسف ان تقام احتفالات شعبية ببعض المناطق بقدوم ابنائهم الذين شاركوا في الثورة واضطروا الى مغادرة البلاد لأسباب متعددة لفترة وجيز، علما بان هؤلاء الابناء هم خريجو تورا بورا في افغانستان المشهود لهم باستعمال العنف المسلح! ترى هل ينتظر من هؤلاء المجرمين خيرا؟ الى متى تظل القبيلة تحمي الفاسدين من ابنائها؟ مدينة الزاوية شهدت ولأيام عدة، اشتباكات بين مجموعات مسلحة استخدمت فيها مختلف انواع الاسلحة وأدت الى مقتل واصابة العديد من المدنيين واغلاق للطرق الرئيسية، ولم تفلح الحكومة في وقف الاقتتال، تدخل المشايخ والاعيان كالعادة افضى الى وقف القتال، لكنه يظل هشا امام أي امام ابسط الامور. تنظيم بركان الغضب المسلح المحسوب ايضا على الحكومة الفاقدة للشرعية بالمنطقة الغربية قام بقفل الطريق الساحلي عند بوابة الدافنية شرق العاصمة لعدم تلقي منتسبيه رواتبهم!     

بالأمس شهدت بعض المناطق بطرابلس الكبرى احتفالات بعودة بعض قادة الميليشيات المسلحة وابنائهم المنضوين تحت لوائها الذين خسروا حروب البقاء او كسر العظم مع المليشيات الاخرى، حسنا… هل يسعى القائمين على الاحتفالات بسحب ابنائهم من هذه التشكيلات التي اثبتت انها اجرامية بامتياز بحق ابناء الشعب؟ ومن ثم هل يسعون الى اقامة دورات اعادة تأهيل (مصحة الامراض النفسية) لأبنائهم الذين تعودوا على الاجرام ومن ثم دمجهم في المجتمع المدني لخدمة الصالح العام؟ ام انهم وراء قيام تشكيل ((مدني)) خاص بالثوار يمتلك بعض انواع الاسلحة، ما يعني انه الوجه الاخر للتشكيلات المسلحة التي تعاني الدولة من وجودهم وتستنزف الخزانة العامة اضافة، الى ارتكابهم مختلف انواع القتل والتشريد وهذا الجهاز المستحدث يتبع رئيس الوزراء مباشرة. ندرك جيدا ان رائحة الفساد قد عمت البلاد، وان الفاسدين قد عملوا ما بوسعهم للاستحواذ على أكبر قدر من اموال الدولة الثابتة والمنقولة بما فيها تلك المجمدة بالخارج طبقا للقرارات الاممية (1970/1973) نظير شراء بعض السلع وبالأخص الاسلحة المختلفة من تلك الدول مقابل عمولات لأركان الحكم. لقد اهدرت المليارات من العملات الصعبة، بينما المواطن العادي لم يعد يقو على الايفاء بالتزاماته البسيطة لتوفير الحد الادنى من السلع لأجل البقاء. يبدو ان هناك محاولات خارجية (الدول المتنفذة) جادة، لإجبار أطراف الصراع على انهاء الانقسام وتشكيل حكومة موحدة تبسط سيطرتها على كامل تراب الوطن، واجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، من اجل تفرغ تلك القوى الخارجية لمقارعة خصومها على الساحة الافريقية، المتمثل في التغلغل الروسي الصيني، والذي ادى الى خروج بعض الدول من السير في فلك الدول الغربية وبالأخص فرنسا وامريكا. 13 سنة من حكم من يدعون الاصلاح والتغيير لصالح الشعب(الثوار)، لكنهم في الحقيقة قاموا بتغيير واصلاح شؤونهم الخاصة (املاك بالداخل والخارج)، نتمنى ان تخرج البلد من النفق المظلم لتسير في ركب الحضارة واحترام الانسان.

في ذكرى رحيله الأولى سلام الشماع ما زال الضمير المبدع

في ذكرى رحيله الأولى سلام الشماع ما زال الضمير المبدع

ناصر الحريري

الراحل سلام الشماع، الكاتب الصحفي الأديب، هو واحد من الأسماء التي أثرت الكتابة الإبداعية والأدبية، وحتى الإعلامية في الوطن العربي. تميز الراحل سلام الشماع بأسلوبه الساحر والراقي في كتاباته الأدبية والصحفية، كما يعتبر الراحل سلام الشماع كاتبَ تحقيقات صحفية متميز، خطَّ أسلوبه الخاص في عالم التحقيقات الصحفية ما جعله واحداً من بين أهم من كتب التحقيق الصحفي في العراق والوطن العربي، كما تميز بقدرته على خلق عوالم خيالية مدهشة، حيث يقدم شخصيات حقيقية ومفردات لغوية مميزة تعكس غزارة خياله وثقافته العميقة.استخدم سلام الشماع في أعماله مجموعة واسعة من الأنماط الأدبية، مثل الرواية والمقالة الأدبية .

يتناول في كتاباته مواضيع مختلفة تتراوح بين الحب ، والسياسة والاجتماع والفلسفة، وهو يعتبر أحد الكتاب النقاد والروائيين الذين يستخدمون قلمهم في إيصال رسائل اجتماعية وثقافية هامة.بالإضافة إلى كونه كاتباً إبداعياً، يعتبر سلام الشماع أيضاً كاتباً صحفياً متميزاً، يقدم تحليلاته النقدية والذكية في عدد من المجلات والصحف العربية المرموقة. تميز أسلوبه الصحفي بالوضوح والشفافية،

وقد حاز على تقدير القراء العرب من خلال مقالاته المؤثرة.رحيل سلام الشماع كان خسارة كبيرة للأدب والصحافة العراقية، حيث فقدت البلاد صوتاً قوياً وصريحاً يعبر عن مشاعر وضمير الشعب العراقي، وما زالت أعماله الأدبية والصحافية تحتفظ بقوتها وقيمتها، وستبقى مرجعاً هاماً للأجيال المقبلة.باختصار، سلام الشماع هو كاتب وإعلامي متميز، ترك بصمة واضحة في عالم الصحافة والكتابة الأدبية، فجمع بين الكتابة الابداعية والأدبية والصحفية بأسلوب فريد يستحق الاهتمام والاستكشاف. إن أعماله تستحق التقدير والقراءة الجادة لمن يبحث عن تجربة أدبية ثرية وتحفة أدبية فريدة من نوعها.رحم الله المعلم الأديب والصحفي المبدع أبا زمن، سلام الشماع، ولروحه السكينة والغفران في ذكرى رحيله الأولى.

عام على غياب سلام الشماع

عام على غياب سلام الشماع

أحمد صبري

عام ليس مثل كل الأعوام مر متداعيا مثقلا بالهموم والحزن والألم ليس على جاه ومال ضاعا وإنما على كواكب كانت تضيئ عتمة دروبنا وتمدنا بالأمل والصبر عسى أن نرى وطنا مزدهراً ومزهواً بوحدته وحريته وتحرره من قيود الإحتلال والتبعية كما كان يحلم العزيز الراحل سلام الشماع الذي ظل رافعاً راية التغيير ومتحلياً بالصبر والأمل رغم جمرة الغربة و فواجعها التي بقيت ذكراها في النفوس تتكرر سنوياً وتتقلب على جمرة الغربة التي لم تنل من الراحل سلام وبقي صامداً محتسباً يتطلع الى اليوم الذي يحلم ببزوغ فجره لكن الموت خطفه على حين غرة.والراحل الذي نتوقف عند الذكرى الأولى لرحيله هذه الأيام كان وسيبقى حاضراً بيننا وقمر أضاء درب محبيه وجلاسه وتحول الى قمر عمان ومقهى فوانيس الذي أحبها ولم يفارقها لغاية أن أدركه الموت.أخي العزيز أبا زمن لقد أسعدتنا في حياتك ندعو الله ان يسعدك في رحيلك فانت تستحق الذكر وإبراز مواقفك الوطنية التي كانت عنوان مسيرتك الصحفية والسياسية.ومذ عرفتك عام 1976 لم نفترق وبقيت علاقتنا متواصله في صحيفة القادسية و مجلة الف باء ومواقع إعلامية كثيره أختزن منها أجمل اللحظات والذكريات التي جمعتنا وتعمقت في الغربة لنواجه إرتدادات هذا التحدي ومقاومته. وعندما نوصف الراحل سلام الشماع بأنه قمر عمان هذا ليس إغفال لمحطات مكث فيها خلال سنوات الغربة وترك بصمة واضحة في مشواره هناك وإنما للدلاله في توصيف مسيرته.ان رحيل من نحب عن هذه الدنيا يبقى جرحا نازفا في القلب لايٌنسى فهو يتكرر ذلك الجرح في كل عام ويشكل خسارة لاتعوض كما هو سلام الشماع ولانبالغ القول إننا في مقهى الفوانيس نستذكر الراحل سلام الشماع يوميا وتخيم على جلاسه أحاديثه وكأنه بيننا متصدراً هذا الجمع المبارك ومن فرط محبة الشاعر الكبير حميد سعيد لسلام الشماع فقد وصفه بأنه العصي على الغياب ، فيما وصفه الدكتور عبد الستار الراوي بالفتى الشجاع، كما قال عنه الأستاذ هارون محمد: من يجلس على يمين فؤادي بعد اليوم وكما قال الاستاذ، عبد العزيز الراوي ان سلام رحل لكنه مازال بيننا وأيضا قال الكثير من محبي الشماع عن دوره ومحبته والإشاده بمسيرته الصحفية.أبا زمن في ذكرى رحيلك الأولى نقول: الحياة تليق بك ياسلام فالاصدقاء مثل الأوطان لاتصدأ أبداً لأنها خط الدفاع الأخير والوجه الآخر للوفاء وأنت تستحق منا الرحمة والغفران .

أخي العزيز سلام قناديل مقهى الفوانيس بعد رحيلك بقيت متقدة ومتوهجة تحكي قصة فتى شجاع يحق لنا ان نضيء محطات من مسيرته عرفاناً واعتزازاً بمواقفه الوطنية.

ولاية الفقيه وداعش متوافقان على مستوى النظرية بل متطابقان 
ولاية الفقيه وداعش متوافقان على مستوى النظرية بل متطابقان 
الحلقة الثالثة
زامل عبد  
يتلخص تعريف ولاية الفقيه في آخر تطوراتها كما جاء في المادة الخامسة من دستور إيران في التالي {{  في زمن غيبة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه تكون ولاية الأمر وإمامة الأمة في جمهورية إيران الإسلامية بيد الفقيه العادل ، المتقي ، البصير بأمور العصر، الشجاع القادر على الإدارة والتدبير }}  ، أما محتوى النظرية الداعشية أو – الدولة الإسلامية في العراق والشام  –  هو تنظيم مسلَّح يتبع فكر جماعات السلفية الجهادية ، ويستمد نظريته من النظرية السلفية العامة ، والتي تبلورت بشكلٍ واضح على يد ابن تيمية ، ثم محمد بن عبد الوهاب  ويهدف تنظيمُ داعش ببساطة إلى تحقيق أمرين هما (( إعادة الخلافة الإسلامية ،  وتطبيق الشريعة ،  وذلك عبر استمدادات ومحددات عامة ))  أهمها {{ التراث الفقهي والعقائدي السني الزاخر بالأقوال والمذاهب المتعددة والمتجاذبة فيما بينها والذي يستمد منه الجهاديون استراتيجيتهم النظرية العامة إذ خصص شرَّاح الفقه الإسلامي أبوابًا خاصة وطويلة في الجهاد والسير والمغازي  ،  درسوا فيها أدق المسائل بتفاصيلها الصغيرة ، كما تطرقت كتبُ العقائد إلى مسائل تعتبر أرضية ومنطلقًا لتأسيسِ رأي متشدد حول بعض المسائل التي تعتبر من أيديولوجيا الجماعات الجهادية ، مثل باب الأسماء والأحكام وأبواب التكفير ، وباب الولاء والبراء  ، العذر بالجهل  ، وغيرها  }}  تراث ابن تيمية وهو الاستمداد والامتداد الأبرز لمنظومة الرأي الشرعي فقهيًا أو عقديًا عند الجماعات الجهادية ومنها داعش  وهذا ملاحظ في الكم الهائل من المنقولات عن فتاوى ابن تيمية وبعض تلاميذه ، وتطبيق تلك المقولات والمنقولات الأدبيات الخاصة بدعوة محمد بن عبد الوهاب خصوصًا في مجالات – التكفير  ، والعذر بالجهل والولاء والبراء –  وغيرها فتاوى بعض المعاصرين  ، المنحوتة خصيصًا لدعم توجهات الجماعات الجهادية ، والتي قامت على أسسها داعش ، وأذكر أمثلةً على ذلك فتاوى بعض السعوديين مثل { حمود العقلاء الشعيبي وبعض دراساته ،  وناصر الفهد وسليمان العلوان ، وبشر بن فهد البشر ، وعبد الرحمن البراك ، وعبد الله السعد  } ، مع وجود كثير من غير السعوديين في المغرب ، ومصر ، وباكستان وعلى كلٍّ لا توجد جماعةٌ قتالية تتبنى الجهادَ – كسبيلٍ للتغيير –  إلا وتمر عبر مرشحات وفلاتر السلفية لزامًا وحسب التوجهات السلفية المتعددة اليوم ، فقبل أن تكون جهاديًا خالصًا يجب أن تكون سلفيًا خالصًا ، ولو في الظاهر على الأقل  وعلى هذا تشترك كلُّ الجماعات القتالية الجهادية ، ومنها داعش ، في مجموعة قضايا مركزية ، ذكرناها إجمالًا في بداية الحديث عن داعش النظرية  ونفصِّلها بعضَ الشيء هنا ، وهي {{  تحكيم الشريعة الإسلامية –  إقامة الخلافة الإسلامية   –  مواجهة الأنظمة الاستبدادية  (  الطواغيت  )  مواجهة مؤامرات الغرب على الإسلام وأهله –  الجهاد كوسيلة لتغيير واقع المسلمين المتردي  }} ،  والامر الثاني الحاكمية ملهمة ولاية الفقيه وداعش بالرغم من اعترض الكثير من علماء الشريعة على مصطلح –  الحاكمية  –   كونه لم يرِد في أيٍّ من كتبِ أصول الدين قديمًا ، بل بمسح بسيط لكل كتب التراث السياسي الإسلامي ، خلال القرون العشرة الأولى سواءً ما تعلق منها بالأحكام السلطانية أو السياسة الشرعية ، لا نجد كتابًا واحدًا احتوى على مفردة الحاكمية  هذا المفهوم الحديث والمنحوت من قبل سيد قطب في تعريبه للمودودي  والذي طارت به مختلف الأصوليات الراديكالية المعاصرة سنية وشيعية ، على السواء وضع المودودي مصطلحي –  الحاكمية  –  و-  الجاهلية –  كمصطلحين متقابلين متنافرين  إذا تحقق أحدهما انتفى الآخر ، وجعل حاكمية الله لا تكون إلا في يد الفئة المؤمنة ، كما قرر ذلك سيد قطب في كتابه  –  معالم في الطريق  –  وفي تفسيره  –  في ظلال القرآن  –  ولا نحتاج إلى الأدلة والبراهين  {{  أن ولاية الفقيه عمدت إلى السيطرة على أمر الدنيا والدين  بإقامة إمامة معصومة بحجة  نيابة الإمام الغائب  بكل صلاحياته  }}  والأمر نفسه حصل مع داعش التي سَعَت إلى {{ السيطرة على أمر الدنيا والدين بحجة إقامة دولة الخلافة الإسلامية }}  والفارق أن ولاية الفقيه استطاعت منذ بداية انطلاقتها الميدانية الاستيلاء على دولة كبيرة وغنية بمواردها البشرية والمادية  وموقعها الاستراتيجي  – ايران –  ،  واتخذتها منصة للانطلاق وكسب الأتباع ومناطق النفوذ ، إما بالاستقطاب أو السيطرة باستخدام كل أدوات الإغراء والترغيب والإرهاب والحروب وهذا ما نشاهده في عدة دول عربية وأفريقية وآسيوية ما بعد الحرب المفروضة على العراق ثمان سنوات تحت يافطة تصدير الثورة الإسلامية والتي تمكنت القيادة الوطنية القومية  العراقية  وأبناء العراق الغيارى والنشامى من تجريع خميني كأس السم الزؤام  في يوم الأيام 8 أب 1988 ،  وسارت داعش على نفس الخط في محاولة الاستيلاء على مناطقَ تنطلق منها تمويلًا وقدراتٍ حيث يبايعون  خليفة ، وإن لم يدّعوا عصمته صراحةً ، فهو كالمعصوم مطلق الصلاحيات ، وينفذون أحكامًا باسم الشريعة ، ويمارسون كل أنواع الإرهاب والحروب ، ضد المسلمين وغير المسلمين والواضح – بما لا يدعُ مجالًا للشك – تماثلُ النظريتين نهجًا وتوجهًا وأهدافًا ، ووسائل وأدواتٍ وممارساتٍ ونتائجَ كارثية ، يجلبانها على العالم لذلك ، فإن الصراع حقيقة – رغم الخلاف المذهبي بين السنة والشيعة – هو بين كل المذاهب الإسلامية ، المعترف بها من جهة والإرهاب سواء من  داعش وأخواتها  الفصائل الميليشياوية العابرة للحدود أو ولاية الفقيه من جهة أخرى.
يتبع بالحلقة الرابعة