إيران وأمريكا والكيان الصهيوني واللعب الخفي
حسين الخزعلي
العالم العربي منقسم إلى طرفين، طرف مقتنع أن كل ما يجري بين إيران وأمريكا والكيان الصهيوني هو عمل متفق عليه مسبقاً وهذا الرأي جداً صحيح. والطرف الآخر مقتنع بأن الذي يجري سوف ينهي إيران على المستقبل القريب، وكذلك هذا الرأي جداً صحيح. لكن الطرفين لم يتعمقا بمجريات الأحداث بشكل دقيق. أي من قال إن كل ما يجري من أحداث هو متفق عليه مسبقاً ( نعم )، ولتوضيح الصورة بشكل أشمل وأوسع أقول لكم أن كل عمليات الاتفاق يجري مقابلها تنازل كبير من قبل إيران. أي مثلما باعت إيران حماس وحزب الله والآن إيران مستعدة أن تتنازل عن كل تمددها بالمنطقة وتزود أمريكا والكيان الصهيوني بكل المعلومات التي تخص الحوثي والمليشيات العراقية وقياداتهما وخاصة المتواجدة في سوريا والعراق مقابل أن لا تضرب بشكل تدميري ويتغير نظامها الدموي.
هنا الكيان الصهيوني استغل هذا الضعف وهذا التهاون من قبل إيران لصالحه وبدأ يلعب معها لعبة ( يواش يواش ) أي بهدوء وبذكاء عالي جداً. ومع مرور الأيام والأسابيع والأشهر يكون الكيان الصهيوني وبعلم أمريكا قد استكمل كل معلوماته الاستخبارية وأجبر إيران على الانكفاء إلى الداخل الإيراني. وبعد كل هذا سيتم اللعب الحقيقي حيث ستحرك الشارع الإيراني وبعض ضباط الحرس الثوري الإيراني وجميع فصائل المعارضة بغض النظر عن مسمياتها وانتمائها العرقي والديني والقومي من أجل إشعال ثورة إيرانية كبيرة تنهي نظام الملالي ليأتي نظام ليبرالي، هو من يحكم إيران، ولا استبعد أن الرئيس القادم هو من سلالة شاه إيران حيث ثم إعداده بشكل جيد جداً لهذه المهمة ولتكون إيران دولة مسالمة صديقة لجيرانها ولكل العرب.
هناك من سوف يسأل وأين دور شرطي المنطقة ( الشرطي الجديد هو الكيان الصهيوني) وللعلم سوف تتغير ملامح المنطقة من خلال بعض التقسيمات أو الإضافات أو الاستقلال والتحرر لدول مثل دولة الأحواز العربية المحتلة.
أتمنى من الجميع ألا تأخذكم العواطف وتستعجلوا بالحكم على كل ما يجري الآن.
انتظروا وإنا معكم منتظرون.