صدام حسين … شهادة وخلود
علي العتيبي
حينما نستذكر يوم استشهاد القائد الرمز صدام حسين فأننا نستذكر التاريخ المشرف لنظام وطني حكم العراق طيلة 35 عاما حقق فيها الانجازات الكثيرة والكبيرة ورفعت العراق الى مستوى الدول المتقدمة وحققت الاستقلال الاقتصادي للعراق في اهم خطوة اتخذها وهي تأميم النفط تلك الخطوة التي ارقت الامبريالية والصهيونية لانهم يعرفون اذا ما زال احتكارهم لهذا المورد العملاق فان العراق سيحقق الطفرات النوعية في كل المجالات وهذا ما حصل ومن بعد قرار التأميم اتخذ القرار بالقضاء على النظام الوطني ولكن بقيادة وحنكة القيادة افشلت كل مخططاتهم سواء بتحريض عملاؤهم بعمل الانقلاب او من خلال شن الحرب الاقتصادية وشيطنة النظام وما تلاها من استبدال حكم الشاه بعد توقيعه لاتفاقية الجزائر التي حققت الاستقرار والامن للعراق فجاؤوا بخميني ليشغل العراق عن مهامه الوطنية والقومية بحرب طويلة لم تلتفت اليها امريكا والعالم بل كانوا يدعمون من يحارب العراق وارادوا استمرارها علها تحقق لهم هدفهم المنشود وهو القضاء على نظام الحكم في العراق او اغتيال القائد الرمز صدام حسين ورغم ذلك باءت محاولاتهم بالفشل الذريع وحقق العراق تحت قيادة شهيد الحج الاكبر صدام حسين الانتصار الكبير على ايران والتي اعتبرها خميني كأنه يتجرع كأس السم حينما وافق مرغما على وقف الحرب , واستمر التآمر على العراق وشخص الرئيس ولكن الصمود من خلال التخطيط الصحيح للمواجهة واستمرار نظام الحكم الوطني على مبادئه التي لم يتنازل عنها رغم كل ما مر به من حروب مفروضة وحصار اقتصادي جائر لم يشهد له التاريخ مثيل جعل امريكا والغرب والصهيونية وعملاؤهم عاجزين عن تحقيق اهدافهم بأنهاء النظام الوطني فجيشوا الجيوش خارج الارادة الدولية ومخالفين بذلك قرارات ومبادئ الامم المتحدة والقانون الدولي فشنوا الحرب المباشرة والتي اثبت العراقيون فيها بسالتهم واثبت القائد صدام حسين بأنه يتقدم الصفوف فحمل بندقيته وقاذفته وتقدم الصفوف بالقتال ولكن كما يقول المثل ( الكثرة غلبت الشجاعة ) فما بالك باستخدامهم الاسلحة المحرمة دوليا واسلحة الدمار الشامل ومنها اليورانيوم المنضب والنووي المحدود وخاصة في معركة المطار التي كان يشرف عليها الشهيد ثم تجوله في انحاء بغداد تحت القصف الامريكي والقتال في صفوف المجاهدين وبذلك اثبت للعالم انه ليس حاكم عادي كالحكام الاخرين بل هو مناضل وقائد ومقاتل شرس وشجاع حينما انبثقت المقاومة الوطنية العراقية تحت قيادته بعد يوم واحد من الاحتلال وهذا لم يحصل في تاريخ كل المقاومة في العالم وعلى سبيل المثال حينما احتلت امريكا افغانستان لو تشكل مقاومة ضدهم بل بقوا في مغاراتهم لمدة ثلاث سنوات وحينما شاهدوا ان المقاومة العراقية انطلقت في اليوم الثاني شحذوا همتهم وانطلقوا لمقاومة الامريكان , اذن شجاعة شهيد الحج الاكبر اعطت درس لكل شعب بان لا يستكين للمحتل وعليه القتال فورا من اجل طرد المحتل .
ونحن نستذكر يوم الاستشهاد الذي نعتبره هو يوم الخلود للقائد الرمز فقد انتقل جسده وروحه الى بارئه ولكن شجاعته ومبادئه وثباته زرعت في قلوب كل الاحرار وهذا هو الخلود الذي جعل الشباب حتى الذين لم يولدوا في عهده يتغنون به وبشجاعته وترى القصائد وكما يسميها اهل الخليج (الشيلات) كلها تتغنى بالقائد صدام حسين طيب الله ثراه
ان يوم اعدام الشهيد هو يوم انطلاق حياته البرزخية واحياء للمبادئ وهذا هو سر خلود صدام حسين في القلوب والعقول، فيا سيدي أنك وحّدت عقول الكثيرين حتى أنك اصبحت اجب إليهم من ابائهم، كنت قائد لكل العرب ولذلك خانك حكامها،
لقد ضاعت فلسطين من بعدك وضاع مستقبل الامم , اهتز العالم يوم احتلال العراق فشاعت الفوضى ولازالت وبالمقابل اهتزت القلوب حبا لك في ارجاء العالم وصار الصغير والكبير يتغنى بك وأصبحت اسطورة يتمنى الجيل الجديد ان تكون بينهم لانهم عرفوا من انت لان كانت من حاولت رفع مكانة العرب بين الامم الا انهم ابوا ولهذا تامروا الكل عليك لأنك كنت الراية الخفاقة لطريق المجد ,,, كنت رفيق عزتنا ,, بكينا على فراقك وما فائدة تلك الدموع ونحن ندخل من قتلك بيتنا وبلادنا ,,,اعدت المجد لوطن داسه الذل ,,, وقفت كالجبل الاشم وليس من طبع الجبال بأن تكون شامخة ,,, رحمك الله يا صقرنا
ان حكم المحكمة الأميركية على الشهيد الحي صدام حسين بالإعدام.. فهو حكم بالخلود بمعنى آخر..”.
إن المحكمة في العراق حكمت لبوش بالنجاح في الانتخابات القادمة، ووجهت أميركا من خلالها رسالة إلى الحكام العرب “بأنها تحيي وتميت.. تحيي من سار في فلكها وتعلق بأذنابها، وتميت من خالفها ووقف في وجه مخططاتها”.
أن المحكمة منحت القائد صدام حسين فرصة الموت شهيدا والخلود في التاريخ لأن أميركا تعاملت معه بمنطقها “منطق حب الحياة فمنحته أغلى ما يتمنى المجاهد وهو الشهادة، فجاءت النتيجة عكس ما يتمنى الأمريكان شهادة وخلودا للحاكم الصامد”
لقد تتبا الشهيد باستشهاده في عيد الأضحى في خطاب له قبل الاحتلال بسنتين وهذا ما تحقق له وقد بشره رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بالجنة حيث جاء في الحديث من كان اخر كلامه لا إله الا الله دخل الجنة..
سيدي نم قرير العين فرجالك على العهد مهما اختلفوا فيما بينهم ولكنهم رجال البعث الذي اتخذ من هذا الاسم رمزا للخلود وبأذن الله يتحقق ماكنت تصبوا اليه من خلال عشاقك الذين لم يروك بل فقط شاهدوا صولاتك وسمعوا أحاديثك التي تنطلق من القلب الى القلب وعرفوا انه تتحدث بما تؤمن به ولا تجامل أحد لان المبادئ التي تحملها باقية ويحافظ عليها رجالها رجال البعث الصادقين رجال المبادئ فما بالك بشباب العرب والانسانية الذين يتخذون منك مصدرا لقوتهم رحمك الله وغفر لك وجعلك مع النبيين والصديقين والشهداء
هذا هو سر خلود شهيد الحج الاكبر القائد صدام حسين طيب الله ثراه