شبكة ذي قار

أرشيفات 2024

صدام حسين … شهادة وخلود

صدام حسين … شهادة وخلود

علي العتيبي

 

حينما نستذكر يوم استشهاد القائد الرمز صدام حسين فأننا نستذكر التاريخ المشرف لنظام وطني حكم العراق طيلة 35 عاما حقق فيها الانجازات الكثيرة والكبيرة ورفعت العراق الى مستوى الدول المتقدمة وحققت الاستقلال الاقتصادي للعراق في اهم خطوة اتخذها وهي تأميم النفط تلك الخطوة التي ارقت الامبريالية والصهيونية لانهم يعرفون اذا ما زال احتكارهم لهذا المورد العملاق فان العراق سيحقق الطفرات النوعية في كل المجالات وهذا ما حصل ومن بعد قرار التأميم اتخذ القرار بالقضاء على النظام الوطني ولكن بقيادة وحنكة القيادة افشلت كل مخططاتهم سواء بتحريض عملاؤهم بعمل الانقلاب او من خلال شن الحرب الاقتصادية وشيطنة النظام وما تلاها من استبدال حكم الشاه بعد توقيعه لاتفاقية الجزائر التي حققت الاستقرار والامن للعراق فجاؤوا بخميني ليشغل العراق عن مهامه الوطنية والقومية بحرب طويلة لم تلتفت اليها امريكا والعالم بل كانوا يدعمون من يحارب العراق وارادوا استمرارها علها تحقق لهم هدفهم المنشود وهو القضاء على نظام الحكم في العراق او اغتيال القائد الرمز صدام حسين ورغم ذلك باءت محاولاتهم بالفشل الذريع وحقق العراق تحت قيادة شهيد الحج الاكبر صدام حسين الانتصار الكبير على ايران والتي اعتبرها خميني كأنه يتجرع كأس السم حينما وافق مرغما على وقف الحرب , واستمر التآمر على العراق وشخص الرئيس ولكن الصمود من خلال التخطيط الصحيح للمواجهة واستمرار نظام الحكم الوطني على مبادئه التي لم يتنازل عنها رغم كل ما مر به من حروب مفروضة وحصار اقتصادي جائر لم يشهد له التاريخ مثيل جعل امريكا والغرب والصهيونية وعملاؤهم عاجزين عن تحقيق اهدافهم بأنهاء النظام الوطني فجيشوا الجيوش خارج الارادة الدولية ومخالفين بذلك قرارات ومبادئ الامم المتحدة والقانون الدولي فشنوا الحرب المباشرة والتي اثبت العراقيون فيها بسالتهم واثبت القائد صدام حسين بأنه يتقدم الصفوف فحمل بندقيته وقاذفته وتقدم الصفوف بالقتال ولكن كما يقول المثل ( الكثرة غلبت الشجاعة )  فما بالك باستخدامهم الاسلحة المحرمة دوليا واسلحة الدمار الشامل ومنها اليورانيوم المنضب والنووي المحدود وخاصة في معركة المطار التي كان يشرف عليها الشهيد ثم تجوله في انحاء بغداد تحت القصف الامريكي والقتال في صفوف المجاهدين وبذلك اثبت للعالم انه ليس حاكم عادي كالحكام الاخرين بل هو مناضل وقائد ومقاتل شرس وشجاع حينما انبثقت المقاومة الوطنية العراقية تحت قيادته بعد يوم واحد من الاحتلال وهذا لم يحصل في تاريخ كل المقاومة في العالم وعلى سبيل المثال حينما احتلت امريكا افغانستان لو تشكل مقاومة ضدهم بل بقوا في مغاراتهم لمدة ثلاث سنوات وحينما شاهدوا ان المقاومة العراقية انطلقت في اليوم الثاني شحذوا همتهم وانطلقوا لمقاومة الامريكان , اذن شجاعة شهيد الحج الاكبر اعطت درس لكل شعب بان لا يستكين للمحتل وعليه القتال فورا من اجل طرد المحتل .

ونحن نستذكر يوم الاستشهاد الذي نعتبره هو يوم الخلود للقائد الرمز فقد انتقل جسده وروحه الى بارئه ولكن شجاعته ومبادئه وثباته زرعت في قلوب كل الاحرار وهذا هو الخلود الذي جعل الشباب حتى الذين لم يولدوا في عهده يتغنون به وبشجاعته وترى القصائد وكما يسميها اهل الخليج (الشيلات) كلها تتغنى بالقائد صدام حسين طيب الله ثراه

ان يوم اعدام الشهيد هو يوم انطلاق حياته البرزخية واحياء للمبادئ وهذا هو سر خلود صدام حسين في القلوب والعقول، فيا سيدي أنك وحّدت عقول الكثيرين حتى أنك اصبحت اجب إليهم من ابائهم، كنت قائد لكل العرب ولذلك خانك حكامها،

لقد ضاعت فلسطين من بعدك وضاع مستقبل الامم , اهتز العالم يوم احتلال العراق فشاعت الفوضى ولازالت وبالمقابل اهتزت القلوب حبا لك في ارجاء العالم وصار الصغير والكبير يتغنى بك وأصبحت اسطورة يتمنى الجيل الجديد ان تكون بينهم لانهم عرفوا من انت لان كانت من حاولت رفع مكانة العرب بين الامم الا انهم ابوا ولهذا تامروا الكل عليك لأنك كنت الراية الخفاقة لطريق المجد ,,, كنت رفيق عزتنا ,, بكينا على فراقك وما فائدة تلك الدموع ونحن ندخل من قتلك بيتنا وبلادنا ,,,اعدت المجد لوطن داسه الذل ,,, وقفت كالجبل الاشم وليس من طبع الجبال بأن تكون شامخة ,,, رحمك الله يا صقرنا

ان حكم المحكمة الأميركية على الشهيد الحي صدام حسين بالإعدام.. فهو حكم بالخلود بمعنى آخر..”.

إن المحكمة في العراق حكمت لبوش بالنجاح في الانتخابات القادمة، ووجهت أميركا من خلالها رسالة إلى الحكام العرب “بأنها تحيي وتميت.. تحيي من سار في فلكها وتعلق بأذنابها، وتميت من خالفها ووقف في وجه مخططاتها”.

أن المحكمة منحت القائد صدام حسين فرصة الموت شهيدا والخلود في التاريخ لأن أميركا تعاملت معه بمنطقها “منطق حب الحياة فمنحته أغلى ما يتمنى المجاهد وهو الشهادة، فجاءت النتيجة عكس ما يتمنى الأمريكان شهادة وخلودا للحاكم الصامد”

لقد تتبا الشهيد باستشهاده في عيد الأضحى في خطاب له قبل الاحتلال بسنتين وهذا ما تحقق له وقد بشره رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بالجنة حيث جاء في الحديث من كان اخر كلامه لا إله الا الله دخل الجنة..

سيدي نم قرير العين فرجالك على العهد مهما اختلفوا فيما بينهم ولكنهم رجال البعث الذي اتخذ من هذا الاسم رمزا للخلود وبأذن الله يتحقق ماكنت تصبوا اليه من خلال عشاقك الذين لم يروك بل فقط شاهدوا صولاتك وسمعوا أحاديثك التي تنطلق من القلب الى القلب وعرفوا انه تتحدث بما تؤمن به ولا تجامل أحد لان المبادئ التي تحملها باقية ويحافظ عليها رجالها رجال البعث الصادقين رجال المبادئ فما بالك بشباب العرب والانسانية الذين يتخذون منك مصدرا لقوتهم رحمك الله وغفر لك وجعلك مع النبيين والصديقين والشهداء

هذا هو سر خلود شهيد الحج الاكبر القائد صدام حسين طيب الله ثراه

بيان قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي في الذكرى الثامنة عشر لاستشهاد القائد الخالد صدام حسين

بيان قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي

     في الذكرى الثامنة عشر لاستشهاد القائد الخالد صدام حسين

{مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}                                             

                                                                                       (الأحزاب:23(

 

يا أبناء شعبنا العراقي العظيم

أيها الأحرار في كل مكان

يا أبناء الأمة العربية المجيدة

يا سيدي، أيها القائد الساكن في الضمائر الحية وقلوب الأحرار في كل مكان، يا بطلاً اختار الشهادة في سبيل الله والوطن وقضايا الأمة، يا من رحلت وخلّفت في قلوب العرب فخراً ومجداً مؤثلاً، أيها الفارس الميت الحي، لك من كل ضمير حي ويدافع عن القيم الإنسانية بأبهى صورها، تحية إجلال وإكبار لك في ذكرى رحيلك، الذي أثار الهلع في قلوب قاتليك عملاء المحتل الأمريكي والإيراني، ولم تلن لك قناة ولم يرتجف لك قلب أو بنان، وزرعت في قلب محبيك ثقة مطلقة بأنك عندما سلكت طريق التضحية بحياتك، فإنما فعلت ذلك لأنك أردت أن تعطي درساً بليغاً لكل من يسأل، هل تستحق المبادئ أن يضحي الإنسان من أجلها؟ وهل يستحق الوطن وما فيه من شعب وتاريخ وحضارة أن يرحل قائد المسيرة من أجل ذلك، فقلتَ لكل السائلين بعملك لا بلسانك، نعم وها أنا ذا أحدو الركب ولا ألتفت إلى الوراء، لأنني عهدت بالأمانة لمن توسمت فيه الثقة، بأنه سيواصل المسيرة حتى يحقق وطننا وشعبنا أهدافهما كاملة، بنفس الشموخ والإباء. 

أيها البعثيون في كل مكان وخاصةً في قطرنا العراقي، بلد السجل الأكبر في تاريخ الفداء، يبقى الاستشهاد درساً غامضاً وعصياً على الفهم، إلا لمن يختار أن يجسده عملياً بإرادة واعية وسبق إصرار، ويكتب فصوله الكاملة بجدارة ورجولة باذخة، تنهل من تاريخ ناصع لأمة حفل تاريخها بكل ما هو بهي وناصع، فامتدت بسفرها العظيم لمساحات شاسعة، وأمدت العالم بألق الحضارة وسمو العدل والقيم الإنسانية السامية جيلاً بعد جيل.

في مثل هذا اليوم الذي نطقت الإنسانية بملء فمها حكاية البطولة وكأنها لم تنطق مثلها سابقاً، بعد أن جسدها القائد صدام حسين في مثل هذا اليوم 30 كانون الأول 2006، الذي صادف فجر الأضحى 1427، عندما مضى بعزيمة نحو موت أسطوري خالد الصفحات مردداً الشهادتين لا يلوي على شيء، ليرسم معالم طريق النصر الزاخر بالتضحيات، ليس ضرباً من التباهي وإنما إيماناً راسخاً بعدالة القضية التي جاهد طويلاً حتى يصل إليها فوصلها في الوقت الذي اختاره هو وليس عدوه اللئيم المملوء بكل أفانين الحقد والكراهية، فانتصر عليهم مرة أخرى عندما قهرهم في طريقة موته واقفاً بإباء، والجلادون يرتجفون بين يديه، تكاد صاعقة الرعب أن تقتلعهم من بيوتهم ومقارهم التي ظنوها مانعتهم من الشعب وقواه الثورية الفاعلة، لا سيما فرسان البعث الذين سجلوا أنصع الصفحات في تاريخ العراق والأمة العربية، فاستحقوا بجدارة احتلال موقعهم تحت الشمس مثابة يستدل بها السائرون على هداها.

يا أبطال الأمة

في مثل هذا اليوم الندي، رحل قائد الأمة ورمزها الشهيد البطل صدام حسين، الذي اختار الموت بشرف وكرامة، ليصنع الحياة لأبناء شعبه ووطنه وأمته، حياة فيها من الشموخ ما تعجز الألسن عن وصفه، والأقلام وإن علت بها رتب البلاغة عن سرد تفاصيله، فهو رحيل خاص لرجل نذر نفسه إيماناً بالمبادئ، من أجل بعث الأمة من جديد في عالم لا مكان فيه للضعفاء والجبناء، في هذا اليوم الذي يستحق بجدارة أن نطلق عليه يوم الفداء، بإكبار أمام بطل الواقعة النادرة، التي لم تمر هباء، بل شاء الله سبحانه وتعالى أن تسجلها عيون كاميرا عدوٍ لم يتخل عن رخصه وهو أمام موت من طراز خاص، فأراد منها تسجيل لحظة أنها تنطلق عن وهن، كي يتاجر فيها في سوق التفاهة أو يحقق ربحاً عابراً، من وراء المتاجرة بها في سوق اكتظ بالنخاسين وبائعي الوطن والشرف، ولكن انقلب عليهم  مسرح الجريمة، فكان كالصاعقة التي انقضّت عليهم فدمرت ما أرادوا إخراجه من مسرح جريمتهم الكبرى في فجر الأضحى، لرجل هو خير الرجال وأشجع الرجال، فأظهرهم عراة على حقيقتهم، بلا شرف ولا قيم وطنية أو دينية أخلاقية.

تحية للقائد الفذ في ذكرى رحيله التي ما تزال تشحذ فينا الهمم وتشد من عضدنا لتحقيق النصر على لصوص الأوطان ومفسدي الحياة السياسية في العراق، والذين لم يألوا جهداً إلا فعلوه لربط العراق بإيران إلى الأبد، وحرصوا على تأمين مصالح البلد الذي اختار العداء للعراق عن حقد تاريخي موروث على مر الأزمان، فاستحقوا لعنة الله، والتاريخ والناس أجمعين، تحية لشهداء العراق والأمة العربية.

 

قيادة قطر العراق

لحزب البعث العربي الاشتراكي

بغداد الرشيد 30 كانون الأول 2024

العراق بين المتصارعين

العراق بين المتصارعين

نجلاء السامرائي

 


لقد كان العراق ولموقعه الحيوي بين الدول الكبرى فكان لزاما عليه ان ياخذ المبادرة للحفاظ على هذا الموقع ولان العراق حافظ على مكانته وخاصة بعد عام ٦٨ ولحد ٢٠٠٣ ولان الدول الكبرى كانت تحاول التسلط عليه ومنعه من اخذ المبادرة بين الكبار فقد بادرت اميركا وربيبتها إسرائيل من الضغط على العراق وحتى سلطت جار السوء الشرقي بعد طرد الشاه لان ورقته انتهت بعد ان كان شرطي الخليج العربي. وبعد ان وصل شيطان ايران الخميني وعلى الطائرة الفرنسية ليتسلم مقاليد الحكم بايران بحجة انه يحمل مبادىء الاسلام وكانت تلك الورقة التي تغطى بها ولكنه الشيطان الذي بدأ بالتحرش بالعراق وحتى استمرت الحرب معه لمدة ثمان سنوات وقد جرعه العراق كأس السم الزعاف ولكنه ترك او زرع بعض صغار الافاعي التي باعت نفسها للشيطان وليكون لها دور اخر تمارسه مستقبلا ولو قلنا انها الخلايا النائمة لوقت الحاجة لها . ولقد قامت اميركا وذيولها من الخليج بالضغط على العراق حتى جعلته ان يجتاح الكويت وكان ماكان وبعد ان فرض عليه الحصار لمدة ثلاث عشرة عام وبعدها تم اجتياح العراق واحتلاله وبدأ بعد ذلك عمل الخلايا التي ربيت في ايران وتسلطت على مقاليد الحكم بالعراق لان ابناءه الشرفاء الغيارى انشغلوا بمقاومة المحتل والى ان بدأت المؤامرة الكبرى التي فتحت بابا جديدا بحجة الدولة الاسلامية او ما سمي بالدواعش وادخلوا من سوريا للعراق ثم فتحت السيطرة على الموصل بعد ان تم الايعاز للقوات التي كانت مرابطة بتلك المدينة وهرب قادة الجيش وتركوا المدينة بيد الدواعش وسيطروا على المدينة بما كان فيها من اسلحة الجيش واموال البنك المركزي فرع الموصل وبدأت مرحلة جديدة ضد العراق ومما ساهم بتمزيقه . وبعدها صدرت فتوى من مرجعية فارسية مهيمنه على البلد بوجوب الجهاد الكفاءي وهي نفسها التي حرمت قتال المحتل الاميركي بحجة انهم ضيوف . وبدأت الحمى الطائفية بحجة واهية تحرير المدن التي اجتاحها الدواعش وكانت الغاية من ذلك هو البطش باهل السنة وطردهم من مدنهم الاصلية ليتم استحلالها . وقد بدأت تلك الفتوى تفرخ ميليشيات جديدة بحجة تحرير المدن بالغربية وكانت مهمتها الاصلية طرد اهلها ونهب اموالهم واثاثهم وترويعهم وتوطين الغرباء واستحلال خيراتها بحجة فتح مكاتب اقتصادية مما جعل تلك الميليشيات تتغول وتجرم بحق المواطنين اهل المدن الاصلية مما جعلهم يتفنون بايقاع الاذى بهم وحتى حرموهم من دخول العاصمة الا بايجاد الكفيل لهم او باستحصال الاموال منهم وعدم ابقاؤهم بالعاصمة مما جعلهم يرتحلون الى شمال العراق ومرت المآسي على اهلنا من المناطق الغربية من عام ٢٠١٤ ولحد الان بحجة واهية من انهم من الدواعش وحرموا من العودة لمناطقهم الاصلية وباتوا يعيشون بالخيام طيلة تلك الايام والاعوام ولحد الان وقد تم الاستغلال من الجميع لاستحصال الاموال باسمهم وقد بان الغحش بمعاملتهم ومحاولة القضاء عليهم وتكبيدهم الالم والاوجاع بعد ان تمت تصفية الرجال والشباب للمناطق الغربية بين قتيل ومغيب ومفقود وبقيت النساء والاطفال تحت رحمة تلك اامجاميع والميليشيات لاستغلالهن . وقد غفل حتى رجال ما يسمى للمناطق الغربية ممن دخل بمهزلة الحياة السياسية لم يكلفوا نفسهم من مساعدة العوائل التي فقدت رجالها وقد استغلوا تلك المأساة فقط اثناء الانتخابات ويتم نسيانهم . وقد بات العراق بين المطرقة والسندان .وبعد ان استفحلت المشاكل المفتعلة بين ايران وإسرائيل وكان العراق بوسط تلك المشاكل حتى كان يوم السابع من اوكتوبر٢٠٢٣ وما قامت به حركة حماس ضد العدو الصهيوني وجرت الادعاءات بين حزب الله الذي كان له اليد الطولى في مجازر سوريا والعراق وبعد ان ذبحوا وقتلوا الناس الابرياء وحجتهم انهم من السنة وايضا تم تهجيرهم من مدنهم مما جعلهم يهربون الى تركيا بعد ان تم فتح لهم مخيمات . واستوطن في المدن السورية الميليشيات من ايران والعراق وكلها تحت مسميات طائفية وقد استحلت تلك الميليشيات المدن السورية وقد تم اسكان تلك المدن لاناس غرباء كما تم في العراق وبعد ان حزب الله وامينه الذي كان يدعي انهم سيحررون القدس وفلسطين والقطاع وظل الحزب يطبل ويزمر من انه سوف يقاتل مع حركة حماس ضد العدو الصهيوني وبدأ الحزب يضرب اطلاقات على الابراج الكهرباء والفضاءات الخالية من اي شيء وبحجة انه يقاتل مع حماس وقد تطورت الاحداث بعد ان هجمت إسرائيل على السفارة الايرانية في دمشق وقتلت بعض القيادات التي كانت موجودة بالسفارة مما جعل ايران ترعد وتزبد بانها سترد على اعتداء إسرائيل وبعد كل التهديدات الراعدة فولدت فارا وقد تطور الموضوع ايضا بعد مقتل رئيس جمهورية ايران وعندما ذهب هنية رئيس المكتب الفلسطيني لحماس للتعزية ومن ثم قتل في طهران وقد ادعت ايران ان إسرائيل هي من قتلته في دارها ودارت المهازل من ان ايران سترد اعتبارها من العدو وكانت اللعبة بين الاطراف الثلاث وهم ايران واسراءيل واميركا وهم يتوعدون ويهددون وقامت ااميليشيا العراقية بوسط تلك الصيحات تزبد وترعد وتهدد من انها سترد على العدو الصهيوني وووو .وكانت إسرائيل لها اليد الطولى بقتل كل من القيادات الفلسطينية امثال صالح العاروري الذي كان وهو في قلب العاصمة اللبنانية وبحماية حزب الله وقد قامت اسرائيل ايضا بضرب بعض الاماكن المتواجد بهابعض كوادر الايرانية المتواجدة بين سوريا ولم تحرك سوريا باي رد واخذت الميليشيات تنبح من مكمنها من انها ستقاتل وتنتقم من العدو على مجازره في غزة وسوريا ولبنان وقامت إسرائيل بضرب بعض القيادات المليشياوية العراقية وقد تطور الامر من بعض الميليشيات ان قامت بالادعاء بانها ستدخل الحرب ضد العدو وقد اخذت تضرب بعض الضربات وبالادعاء انها ضربت منطقة ام الرشراش وكان الرد القاسي الاسرائيلي على بعض مواقع الميليشيات على الحدود السورية العراقية وعلى بعض مواقع في منطقة جرف الصخر ولم يرتدع اصحاب الميليشيات العراقية ودسوا انوفهم مع ما يجري بين حماس وحزب الله مع العدو الصهيوني وقد هددت إسرائيل اذا لم يرتدع حزب الله فسيكون الردع قويا وكان ردهم ايضا على حزب الله وتم قتل حسن نصر الله بعد ان كان مختبا في سرداب تحت الارض وبعمق ٣٠ مترا وتم قتله ومعه كثير من الكوادر المتقدمة من بعده وبدات مرحلة تدمير جنوب لبنان وقد بادرت الحكومة العراقية بطلب جلب العوائل لحزب الله وبايعاز من ايران . وبدأت مرحلة اخرى للعراق وهو لم يرجع مواطنيه لاماكنهم الاصلية وظلوا طيلة تلك السنوات العشر والتهجير تحت الخيام والبرد والحر ولكن العراق بادر باسكان تلك العوائل باماكن كانت مخصصة لغيرهم وتم اسكانهم في مناطق السنة الذين تم حرمانهم لاصولهم وتم تسليمهم مبالغ قد وصلت الى عشرة الاف دولار لكل شخص ومنحوا حق التعيين ولهم الاولوية وبدون اي وثائق رسمية وبكل الوزارات العراقية بينما حرم العراقيين من تلك الميزات والمصيبة انه تم ادخالهم بدون تاشيرة او جواز سفر او اي وثيقة رسمية وكان قبلهم قد ادخلوا ما يقارب الخمسين الف او اكثر من باكستان بحجة الزيارة ولم يخرجوا من العراق وقد تم توطينهم بوصية مرجعهم الديني والذي استحصل على اراضي ومجمعات في كربلاء لاسكانهم وايضا كانت مجاميع اخرى من الفرس ونفس الحالة تكررت معهم واصبح العراق موطن لاولاءك الغرباء والذين تم تجنيسهم . وقام العراق بدور الوسيط لتمرير الاسلحة من ايران الى سوريا ومنها الى لبنان . واصبح رؤوساء الميليشيات يهددون العدو سيذبحونه وجاءهم الرد السريع بالتهديد ضد تلك العصابات من إسرائيل فبدات بالتصفية وهي تلتقط مواقعهم وتصفيهم . وقد تبرات ايران مما يفعله حزب الله والميليشيات وادعت ان ليس لها علاقة بالاثنان وباتت الميليشيات تضرب ببعض المسيرات الممنوحه لها من ايران من العراق ضد إسرائيل وكان يتم اسقاطها قبل ان تصل لموقعها الاصلي واصبحوا كمن يلهوا بالالعاب مع الكيان الذي زودته اميركا باخر واحدث الاسلحة المتطورة ليضرب بتلك الاسلحة كل من يعاديه . والان وبعد ان وصل ترامب للسلطة التي سيتسلمها في ٢٠/ ١/ ٢٥ وهو من قتل سليماني ولم يطرف له جفن فهو قد يلهو معهم بالقتل والتصفية وهم يهددون بطرده من العراق وكل تلك المهاترات ستذهب ادراج الرياح بما اعده لهم مع حزب الله . والان اصبح العراق وسط تلك الدول المتلاعبة بمصير الملايين والبلدان المجاورة للدولتين وهم لا يملكون خطة حماية بلدانهم . وبعد ان شاهد رؤوساءتلك المليشيات بان فعل اميركا ليس للتهويل ولكنهم يؤمنون ان إسرائيل هي الوحيدة صديقة اميركا والتي زرعت بوسط الوطن العربي لتكون الشوكة بين الدول العربية تطفوا على بحار من النفوط والغازات والمعادن الاخرى وقد قالها ترمب صراحة من ان اهل الخليج والعرب لا يستحقون العيش بوسط تلك الخيرات وانه سياخذ تلك الخيرات له ولبلده وحتى على العراق كان رأيه صريحا وبات العراق تحت الدوامة بين اميركا التي تحاول الهيمنة على خيرات العراق وقد قالها ايضا ترامب على العراق ان يدفع الاموال والنفط لاميركا لانها اسقطت نظام صدام وتلك الاموال بدل ما خسرته من جنود اميركا والان سيجري الصراع ما بين اميركا التي تطالب باجور حربها ضد العراق وبين ايران التي ترغب ان تجعل العراق الحديقة الخلفية لها وسيجري الصراع بين الطرفين وسط العراق وسيكون عملاء ايران وميليشياتهم تحت ايدي الطرفين وسيكون العراق الساحة للحرب بين الطرفين وبعد ان عرف رؤوساء الميليشيات ان اميركالا تلعب معهم اذا ماكانت مصالحهاتتضرر من اقتسام ايران لتلك الحقوق المكتسبة لها من احتلالها للعراق وتدعي ايران ان العراق من القدم كان عاصمة لايران وخيراته لهاوسيكون صراع بينهم . واعتقد ان تلك الميليشيات ستهرب قياداتها بعد ان سرقوا الاموال بالمليارات واخرجتها من العراق بعد ان كانوا لا يملكون شروى نقير وسيكون ضحاياهم من افراد تلك الميليشيات البسطاء الذين سيكونون وقود الحرب وعلى ذوي العقول التي تفكر بما سيجري بساحات القتال والتي ستجري وفق احدث الاسلحة والتي تطلق من مسافات بعيدة عن المتقاتلين الذين سيكونون هم الضحايا للطرفين وكما حدث في لبنان عند تفجير الاجهزة الصغيرةاصابت العشرات وعن بعد باعاقة مستدامة و سيكون العراق ارض الحرب ومكمن بقايا الاسلحة المدمرة والتي ستلوث الارض لعشرات السنين مع احداث العاهات للمواطنين . وسيخسر العراق بقتل كثير من ابناءه الذين كانوا مغفلين بادعاءات إيران ورؤساء تلك المليشيات الذين صعدوا من اسفل المجتمعات المتخلفة والطائفية وسيكون ذلك بعد خراب البصرة كما يقول المثل .

اليوم التالي لولاية الرئيس دونالد ترامب الثانية

اليوم التالي لولاية الرئيس دونالد ترامب الثانية

حسن خليل غريب

 

في الحلقات الثلاث من مقال (دونالد ترامب ليس مجنوناً) أصبح واضحاً أن الرئيس ترامب في ولايته الأولى كان معنياً بتصحيح الأخطاء التي ارتكبها بوش الإبن، ومن بعده أوباما، من أجل استعادة ما خسروه في استراتيجيتهم التي طبقوها منذ احتلال العراق حتى خروجهم منه في العام 2011، وصولاً إلى أخطاء أوباما التي ارتكبها في مرحلة تنفيذ ما يسمى بمشروع الشرق الأوسط الجديد. وتلك الأخطاء تمثَّلت بما يلي:

-الخطأ الأول: بدلاً من تمويل الحرب على العراق من ثرواته، دفعت ثمناً كبيراً في مواجهة المقاومة العراقية البطلة، بالمال والأرواح والخسائر العسكرية. وهذا ما أدىَّ إلى هزيمتها العسكرية بسحب قواتها في العام 2011. وبدلاً من البدء فوراً بالتمدد إلى (أحجار الدومينو المحيطة بالعراق التي ستنهار تباعاً) -كما صرَّح رامسفيلد وزير الدفاع في إدارة بوش الإبن- فقد تأجل تنفيذ المشروع إلى ما بعد العام 2011.

-الخطأ الثاني: لغرض الاستفادة من الدور الإيراني في مشروع تفتيت المنطقة إلى دويلات طائفية، سلَّمت إدارة أوباما نظام ولاية الفقيه إدارة العملية السياسية في العراق، فسلب ثرواته، وقام بتوسيع رقعة تأثيره في الوطن العربي. وبذلك أصبح هو الآمر الناهي في العراق والمنطقة المجاورة له من جهة، والذي وقعت القطعات العسكرية الأميركية التي لم تنسحب في العام 2011 تحت مرمى نيران ميليشياته. وفي الوقت الذي تدهور التأثير الأميركي في العراق، خسرت أميركا أصدقاءها الخليجيين بسبب تلك العلاقة، وفي الأولوية منها خسرت ثقة المملكة العربية السعودية.

-الخطأ الثالث: راهنت في تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد على إيصال الاسلام السياسي متمثلا بالإخوان المسلمين إلى السلطة في تونس ومصر، وخسرت صداقتها للنظامين فيهما، وفي الوقت ذاته عجزت عن تثبيت حكم الإخوان المسلمين فيهما.

-الخطأ الرابع: فشل مشروع (نحو قرن أميركي جديد)، الذي يتيح لأميركا حكم العالم منفردة، وظهر ذلك في التغلغل الصيني الهادئ عبر البوابة الاقتصادية وبعودة التأثير الروسي على الساحة الدولية انطلاقاً من الساحة السورية. وبذلك التأثير أصيب مشروع (القرن الأميركي) بنكسة أدَّت إلى تراجع في تنفيذه بعد العودة الروسية إلى التأثير في مجرى الأحداث في المنطقة.

دونالد ترامب يعالج أخطاء من سبقوه في ولايته الأولى، ولكن ! :

1-على صعيد ترميم الخسائر التي لحقت بصداقات أميركا، عمل على توفير حماية صداقاته الخليجية عن طريقة (الحماية بالإيجار) لدرء خطر مشروع ولاية الفقيه، وعلى الرغم من ذلك بقي الخطر داهماً، ولذلك استمر التوتر بين أميركا وأصدقائها الخليجيين. وأما عن الحليف التركي فقد عمَّق مخاوفه بعد مساعدة الأكراد على تأسيس كيان شبه مستقل لهم في شمال سورية.

2-على صعيد إنهاء عوامل التوتر في فلسطين الذي وضعت القمة العربية في بيروت المنعقد في العام 2002، طريقاً لحله على قاعدة (الأرض مقابل السلام)، فقد عالجه ترامب بأكثر من خطأ، وهي: نقل سفارة أميركا إلى القدس واعترافه بضم القدس للكيان الصهيوني، وما استتبعه من قرارات أخرى لا تصب في مصلحة الحل العربي من جهة، ومن جهة أخرى أعلن عن صفقة القرن التي تقضي بالتطبيع بين العرب و(إسرائيل) من دون إلزام (إسرائيل) بما يستجيب للمواقف العربية.

3-على صعيد حل النزاع العربي الإسرائيلي، خاصة في سورية، فقد أيَّد ضم الجولان السوري المحتل ووقَّع وثيقة بهذا الخصوص.

 الا انه شاهد لاحقاً بأمِّ عينه ردود الفعل العربية ضد اجراءاته، بل جاء جو بايدن لكي يعاني منها أيضاً. ففي فترة رئاسة بايدن أخذت حالات التناقض تنفجر في وجهه واحدة تلو الأخرى. وكانت من أهمها ما يلي:

1-أخذت مواقف المملكة العربية السعودية تتعمَّق أكثر فأكثر في مواجهة سياسة جو بايدن التي حاولت أن تُمسك عصا الحلول من وسطها. فلا هي استطاعت أن تجد حلاً للمخاوف الخليجية من استمرار نهج نظام ولاية الفقيه في التوسَّع خاصة استفحال أذرعها في التخريب، وتصعيد وتائر تلك الأذرع بنشر الحروب ضد ما تزعم أنها لمواجهة التحالف الصهيوني الأميركي. وبمثل تلك المزاعم استقطب النظام الإيراني تأييد بعض الأوساط السياسية على المستوى العربي. تلك الأوساط التي تنقم على الأنظمة العربية الرسمية التي لم تقدِّم شيئاً للقضايا القومية العربية عامة والقضية الفلسطينية خاصة.

2- أخذ نظام ولاية الفقيه في إيران يعمل على استغلال القضية الفلسطينية كغطاء لتنفيذ مشروعه التمددي في الوطن العربي فامعن في التدخل في صلب القضية الفلسطينية خاصة بعد انطلاقة طوفان الأقصى في السابع من تشرين الثاني من العام 2023. والتي من أجلها دعا إلى مساعدة حركة حماس والجهاد الإسلامي، فأعلن النظام المذكور تأسيس ما أطلق عليه (وحدة الساحات)، ( وتفعيل محور المقاومة والممانعة)، و(حرب الإسناد)، وفيها انخرط كل واحد من أذرع النظام الإيراني بدرجة او اخرى في الصراع الدامي بين (إسرائيل) وقطاع غزة. وكان من أكثرها هي جبهة (حرب الإسناد) التي بدأها حزب الله في لبنان. وأما الجبهات الأخرى، خاصة الحشد الشعبي في العراق والحوثيون في اليمن، باستثاء خطرهم على حرية الملاحة الدولية عبر باب المندب، فقد كانت على غاية من الصُوَرِيَّة.

3- لما شاهد الرأي العام الدولي فظاعة الجرائم التي ارتكبها العدوان الصهيوني على قطاع غزة اثر عملية طوفان الاقصى. أخذت الكثير من المتغيرات تتصاعد دولياً وإقليمياً وعربياً. وأجمعت كل دول العالم على أن الوصول إلى حلول للقضية الفلسطينية أصبح يشكل دافعاً مُلحَّاً لوضع حد للحروب في الوطن العربي.

4-في لحظة من لحظات سخونة الاحداث الدائرة بدا وكأن الوطن العربي اصبح ساحة لعدوين: العدو الصهيوني ومشروعه التوراتي الغيبي كطرف أول، ونظام ولاية الفقية الذي ينتظر ظهور الإمام المهدي المنتظر كطرف ثاني، تأكَّد لدول العالم -بشرقه وغربه- أنه يكاد يُسحق بين فكيّْ كماشة يمثل المشروع التوراتي أحد فكَّيَه، ومشروع الانتظار الإيراني فكَّه الثاني.  ويكاد استفحال المشروعين أن يغرقاه في أتون حروب مستمرة لا يمكن تحديد نهاية معروفة لها. وهذا يشكل استنزافاً للاقتصاد الغربي . فأصبح هدف إنهاء بؤر التوتر يحتل الأولوية في قرارات الدول الغربية بشكل خاص، ولهذا برز إلى واجهة للاهتمام هدفان ثابتان، الأول منهما وضع حد للمشروعين معاً، وأما الثاني فهو الوصول إلى حل للقضية الفلسطينية.

5-سبقت إدارة جو بايدن وصول دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة لولاية ثانية، عندما أعلنت عن هدفها في حل الدولتين، كهدف يحمل في خلفياته وضع حد للمشروع التوراتي الغيبي من جهة، ونصحت النظام الإيراني بمنع التدخل في شؤون جيرانها العرب من جهة أخرى، ولكن لم ترفع العصا في وجهها.

6-كان هناك تناغم مع مشروع بايدن أعلنه دونالد ترامب قبل نجاحه بالانتخابات وبعد نجاحه عندما أعلن فيه أن الحروب الدائرة عليها أن تشهد نهاية لها قبل وصوله إلى السلطة في 20 كانون الثاني من العام 2025.

6-بين التاريخين: نجاح ترامب بالانتخابات الرئاسية، وجلوسه على كرسي الرئاسة، تشهد المنطقة العربية تطورات ومتغيرات جوهرية  ابتدأت في لبنان وانتهت بقرار لوقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024 ثم إسقاط النظام السوري وطرد قوات الحرس الثوري الإيراني إلى خارج الحدود السورية، والعمل جاري بثقل سياسي لمعالجة وضع ميليشيات الحشد الشعبي في العراق، كبديل لضربة عسكرية يمكن القيام بها إذا فشلت الحلول الديبلوماسية. وأما في اليمن فسوف يكون سقوط الذراع الحوثي تحصيل حاصل بعد قطع الأذرع الأخرى في لبنان وسورية والعراق.

مآلات المتغيرات في ميزان الواقع والمرتجى:

كما يرشح عن الأهداف المرسومة من قبل الدول الكبرى -غربية وشرقية- والأنظمة العربية الرسمية، من أجل الوصول إلى شرق أوسط آمن، هو إنهاء المشروعين الغيبيين -التوراتي الصهيوني ونظرية الانتظار الإيرانية. وإن كان تحقيق هذا الهدف بشقيه تتم معالجته الآن بمتوالية زمنية يسبق أحدهما الآخر، إلاَّ أنه لن يتحقق الهدف الاستراتيجي منه بمعالجة أحدهما وإبقاء الآخر حياً.

بعد إنجاز هدف اقتلاع الوجود الإيراني -مليشيات الحرس الثوري، وأذرعه من الميليشيات العربية- يرتفع السؤال عن اليوم التالي، أي الهدف الذي يمكنه أن يوفِّر الأمن للمنطقة العربية بعيداً عن الحروب كشرط ضروري لنقلها إلى مرحلة التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية من جهة، ولكي يوفِّر الملاذ الآمن للاقتصاد العالمي الذي يعتبر الاستثمار بالثروات العربية من نفط وغاز ومعادن نادرة عاملاً مهماً جداً له من جهة أخرى.

إن ما هو مٌتَّفق عليه بإجماع دولي ورسمي عربي، على صعيد القضية الفلسطينية -بعد عملية طوفان الأقصى- يأتي مشروع حل الدولتين. وهذا الحل تعترضه عقبتان  مصدرهما:

-الرفض الصهيوني لأنه يعيد الحلم التوراتي إلى القمقم منزوعاً من أنياب التنفيذ.

-الرفض الشعبي العربي، والذي تعبِّر عنه بعض أحزاب حركة التحرر العربية، بسبب عدم الاعتراف بمبدأ الاغتصاب الذي ترفضه الشرائع والقوانين الإنسانية.

إن التناقض بين رؤيتين: الرؤية الرسمية الدولية والعربية، إضافة إلى رؤية بعض التيارات المدنية الغربية من جهة، والرؤية الثانية من الرفض من جهة أخرى، تؤكد وجود إشكاليات حول مشروع الحل.

وإذا كانت القوى الغربية قد تعهَّدت بحل إشكالية الرفض الصهيوني، فإن على قوى وأحزاب حركة التحرر العربي ان ترتقي في فعلها ودورها وتاثيرها الى مستوى الرفض الشعبي العربي ومستوى تطور الاحداث اولاً ، والى الانتقال بالنضال العري الى خطوة متقدمة الى الامام عن طريق بلورة حل واقعي من جهة اخرى.

فهل يتبلور حل واقعي في الافق ؟

فلننتظر لنرى.

حول مزاعم قرار للأمم المتحدة يُلزم العراق دفع تعويضات لإيران

حول مزاعم قرار للأمم المتحدة يُلزم العراق دفع تعويضات لإيران

ماجد مكي الجميل

 

منذ احتلال العراق في 9 نيسان/أبريل 2003، ظهرت أصوات من رجال دين شيعة بشكل خاص، تولوا حكم العراق، تدعو أن يقوم العراق بدفع مئات المليارات من الدولارات إلى إيران تعويضاً لها عن الحرب التي” شنها العراق ضدها” بين عامي 1980 و1988.

كي يعطي هؤلاء صبغة قانونية أو شرعية لمطالبهم الدنيئة هذه، زعموا أن مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة قد أصدر قراراً يُلزِم العراق بدفع 100 مليار دولار إلى إيران (عبد العزيز الحكيم)، وذهب معمم شيعي آخر (إياد جمال الدين) – فيديو – إلى مضاعفة المبلغ عشر مرات بزعمه إن قرار مجلس الأمن يُلزم العراق دفع ترليون دولار (1000 مليار دولار). غير أنَّ مُعمَّماً شيعياً ثالثاً (جلال الدين الصغير) زادَ الرقم الأخير بمائة مليار دولار إضافية، وكأنَّ هناك مزادٌ علني للتبرع إلى إيران من حُرّ مال العراق.

يا ترى، هل هناكَ فعلاً قرارٌ لمجلس الأمن يُلزم العراق بدفع تعويضات لإيران؟ ما هو رقم هذا القرار؟ ما هو تاريخ صدوره؟ ما هي الفقرة/الفقرات التي تنص على ذلك؟

وأيضاً، هل تولى مجلس الأمن تحديد الدولة المسؤولة عن شن الحرب؟ المسؤولية والتعويضات مسألتان مترابطتان. تبعات التعويضات ستقع على الدولة المسؤولة. وهل بتَّ مجلس الأمن في مطالب التعويضات المتبادلة التي تقدم بها طرفا الحرب (العراق وإيران طالب كل منهما الآخر تقديم تعويضات)؟

هناك كثير من الأسئلة والتعقيدات في هذه المسألة المتشابكة والطويلة جداً، لكن ينبغي إصابة القضية الأساس:” هل هناك قرار من مجلس الأمن يُلزم العراق دفع تعويضات إلى إيران حسبما يزعم معممو الشيعة؟”. سأحاول تلخيص هذا الموضوع الشائك بالنقاط التالية:

– بين الأعوام 1980 و1988 (بين بدء وبُعيد انتهاء الحرب)، أصدر مجلس الأمن الدولي عشرة قرارات تتعلق بالحرب العراقية – الإيرانية، لم ترد فيها جميعاً كلمة واحدة تحدد الطرف الذي ينبغي عليه تقديم التعويضات، ولم تُحدد رقماً واحداً يتعلق بحجم التعويضات. أما عن مسؤولية الدولة التي شنت الحرب، فقد دعا المجلس في أحد قراراته إلى إجراء” دراسة موضوعية لأسباب الحرب”، غير أن هذه الدراسة لم تصدر عن المجلس، إلا على شكل عبارة صغيرة ظهرت عقب حرب الكويت.

– عقب حرب الكويت في كانون الثاني 1991، أرادت الولايات المتحدة – لأسباب سياسية واضحة – إلقاء اللوم على العراق في شن الحرب على إيران. هذه المحاولة استغرقت نحو عام كامل، غير أنها لم تُعطِ النتائج التي كانت واشنطن تأملها في ظروف عدائها للعراق عقب حرب الكويت.

– في بداية كانون الأول/ديسمبر 1991 تم انتخاب بطرس غالي لرئاسة الأمم المتحدة ليتولى منصبه ابتداء من الأول من كانون الثاني/يناير 1992 خلفاً لخافيير بيريز دي كويار الذي تنتهي رئاسته في اليوم الأخير من 1991.

– أرادت الولايات المتحدة أن يُصدر الأمين العام الجديد تقريراً يُلقي فيه مسؤولية اندلاع الحرب على العراق، وفي ذلك مدلولات أبسطها أن” عربياً يُدين دولة عربية”. رغم كل شيء، أصرَّ بطرس غالي على أن يقوم الأمين العام” الحالي” دي كويار إصدار التقرير باعتبار أن مداولات تحديد مسؤولية البادئ بإعلان الحرب جرت في عهده، وأن مجرى الحرب بأكملها والقرارات الصادرة فيها جرت في عهده أيضاً. وهذا ما تم.

– قبل عشرين يوماً من انتهاء ولايته الثانية، قدم دي كويلار في 9 كانون الأول 1991 تقريراً إلى مجلس الأمن حول تنفيذ قرار المجلس رقم 598 الصادر في 20 تموز/يوليو عام 1987 (القرار الذي أوقف الحرب الذي رفضته إيران على مدى 13 شهراً).

– جاء في تقرير كويار أنه طلب من حكومَتَيْ إيران والعراق تفاصيل حول الفقرة 6 من القرار (تتعلق بتحديد المسؤولية عن اندلاع الحرب)، وأنه استشار بعض الخبراء على انفراد. في ضوء رد الحكومَتَين والاستشارة كتب الفقرة التالية: حتى وإن كانت هناك بعض التجاوزات من إيران على الأراضي العراقية، فإن هذه التجاوزات لا تُبرر العدوان العراقي على إيران واحتلال العراق المستمر لأراضٍ إيرانية خلال النزاع – وانتهاك لحظر استخدام القوة، الذي يُعتبر قاعدة من القواعد الآمرة.

– رغم كل شيء، اعتبرت هذه الفقرة حيادية إلى حد ما، لأنها تُدين إيران بالتجاوزات، وهو ما يُمكن تفسيره على أن إيران هي البادئة بالعدوان، وتُدين العراق على الرد على العدوان باحتلال إراضٍ إيرانية. غير أن إيران كانت هي الأخرى قد احتلت أراضٍ عراقية (الفاو) لمدة عامين وشهرين، وهو ما يفرض إدانة لإيران أيضاً.

– أكثر من ذلك، فإن تقرير دي كويلار يحث على عدم الوقوف عند الفقرة 6 من القرار باعتبارها لا تحقق هدفاً مفيداً، والتركيز على تنفيذ القرار بوصفه خطة سلام شاملة. بهذا الشأن، يقول التقرير:” إن متابعة الفقرة 6 من القرار 598 لا يبدو أنه سيخدم أي هدف مفيد. من أجل مصلحة السلام وعلى طريق تنفيذ القرار 598، بوصفه خطة سلام شاملة، فإن من المُلح الآن المضي قُدماً في عملية تقدم الاستقرار.

– طوال سنوات الحرب العراقية – الإيرانية، كانت إيران تُطالب (في الإعلام وتصريحات المسؤولين) أن يَدفع العراق تعويضات قدرها مائة مليار دولار. هذا ما قرأته عشرات، إن لم أقل مئات المرات طوال تلك الفترة، لكن.

– عقب احتلال العراق في 9 نيسان/أبريل 2003 وتأسيس مجلس الحكم، توجه عبد العزيز الحكيم إلى إيران خلال رئاسته الدورية للمجلس في كانون الأول/ديسمبر 2003. عقب عودته نقلت وكالة رويترز تصريحاً له في 18 من ذات الشهر، قال فيه:” إن إيران تستحق التعويضات المالية التي تطالب بها من العراق وتبلغ 100 مليار دولار عن الحرب العراقية – الإيرانية في الثمانينات التي بدأها العراق” – أرجو أن تحفظوا جيداً رقم التعويضات الذي طالب به عبد العزيز الحكيم عقب عودته من طهران (100 مليار دولار).

– هذا الرقم خضع لـ” المزايدة العلنية” بين أتباع إيران في العراق لرفع حجم التعويضات التي أرادوا من العراق (وهم يحكمونه) أن يدفعها إلى إيران حتى بلغت 1000 مليار دولار (ترليون دولار) – أي أكثر بعشرة أضعاف مما طالبت به إيران نفسها. المُزايد على هذا الرقم في تلك” المُزايدة العلنية” الخسيسة هو رجل الدين الشيعي إياد جمال الدين (الفيديو) في معرض دفاعه العنيف عن بشار الأسد.

– لم تنتهِ” المزايدة”، هنا جاء المُعمَّم الشيعي الآخر جلال الدين الصغير ليرفع رقم التعويضات فوق الترليون دولار بمائة مليار دولار. في خطبة له في جامع براثا (2018) قال إنَّ الأمم المتحدة ألزمت العراق بدفع 1100 مليار دولار (ترليون ومائة مليار دولار) إلى إيران. قال أيضاً” إن الإيرانيين متفضلين فقد سكتوا عن ذلك وقالوا إن العراق في محنة”. هو كذبٌ بواح، فالأمم المتحدة لم تُلزم لا العراق ولا إيران بدفع أي منهما تعويضات للآخر، كما لم تضع، بشكل واضح وصريح، مسؤولية اندلاع الحرب على عاتق أيٍ من طرفيْ النزاع.

– للتحقق، يُمكن مراجعة قرارات مجلس الأمن الدولي الصادرة بين 28 أيلول/سبتمبر 1980 و9 آب/أغسطس 1988. القرارات: (479 و514 و522 و540 و552 و582 و598 و612 و616 و619).

بيان القيادة القومية بشأن الحدث السوري

القيادة القومية :

رحبت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي بعملية  اسقاط  النظام  ، معتبرة ان الزلزال السياسي  سيدخل سوريا  مرحلة جديدة في ضوء التحديات الى ستواجهها على مستوى علاقاتها مع الخارج الاقليمي والدولي  ومستوى بنائها السياسي الذي يعيد لدورها القومي  حضوره كرافعة للعمل العربي بكل ابعاده القومية ومضامينه التقدمية مشددة على ان لايفضي اسقاط النظام الى استبدال هيمنة قوى اقليمية معينة بقوى اقليمية ودولية اخرى ، واكدت على اهمية الاسراع باطلاق العملية السياسية لاقامة  النظام الذي تحكمه قواعد الفصل بين السلطات  وديموقراطية الحياة السياسية .

جاء ذلك في بيان للقيادة القومية للحزب فيما يلي نصه. 

واخيراً ،سقط نظام الردة  بعد عقود من الزمن ، عانت فيها جماهير شعبنا في سوريا الحبيبة من الاستبداد السياسي والتوريث السلطوي  ومصادرة الحريات العامة وخاصة السياسية منها . وهذه المعاناة بقدر ما كانت شديدة الوطأة على الحياة المجتمعية بكافة تعبيراتها  في داخل القطر بعدما حول النظام دور الدولة  من دولة حماية ورعاية اجتماعية الى  دولة امنية ، فإن هذه المعاناة كان شديدة الوطأة ايضاً على موقع سوريا ودورها القومي بعدما حولها النظام من دولة طالبة او مطلوبة دائمة للعمل العربي الوحدوي ، الى دولة ترتبط  بتحالفات  مشبوهة  تناصب العروبة العداء ، وبما ادى الى افراز نتائج شديدة السلبية على الواقع القومي برزت بشكل صارخ في كل ساحات الاقطار العربية التي تعرضت ولما تزل الى اشكال متعددة من العدوان المنطلق من داخل الوطن العربي ومداخله.

ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، وهي توجه التحية لشعبنا العربي في سوريا على صبره وصموده وانشداده الى وطنيته وعروبته التي حاول النظام تشويهها على مدى عقود من الزمن ، ترى ان اسقاط النظام الفاقد اصلاً لمشروعيته الوطنية والقومية ، هو انجاز هام على طريق اعادة سوريا لموقعها الطبيعي في خارطة النضال العربي التحرري من اجل وحدة الامة العربية وتقدمها.

 واذا كان اسقاط النظام الذي عاند طويلاً الاستجابة لتطلعات الجماهير في التغيير السياسي بوسائط التعبير الديموقراطي وعبر الاحتكام للشعب بكل مايتعلق بقضاياه الوطنية والاجتماعية ، قد فتح  كوة في جدار الانسداد السياسي والانطلاق في مسار التحولات الايجابية لاعادة بناء الدولة الوطنية الديموقراطية ، الا أن هذا الانجاز  ليس هدفاً بحد ذاته بل هو مدخل  للولوج الى رحاب مرحلة جديدة لانتاج نظام يستجيب للتطلعات الشعبية بحيث  يفترض ان يكون بحاملته السياسية وبرنامجه على الطرف النقيض من النظام الذي أُسْقِطَ  قدر تعلق الامر بطبيعة القوى التي تصدرت المشهد السياسي  وتقدم نفسها قائدة لهذا المسار ، او تعلق الامر بخارطة الطريق التي يتم السير بها نحو انتاج واقع سياسي جديد بكل عناوينه الوطنية والقومية .  وعليه فإن القيادة القومية للحزب وفي تقييمها الاولي  لواقع الحدث السوري مع كل نتائجه  وارتدادته على مستوى الداخل والاقليم انما تؤكد على مايلي :

اولاً  : ان التغيير في سوريا كي يكون منتجاً لمفاعيله الايجابية على المستويين الداخلي والخارجي ، يجب ان يكون تغييراً وطنياً يحاكي مصالح الشعب بكل طيفه المجتمعي ،وهذا يملي ان لا يكون بديل اسقاط النظام الذي استبطنته عقلية اقلوية بالمعتقد الايماني  ، نظاماً  تستطبنه عقلية اكثروية بالمعتقد الايماني ايضاً ، فكلا النموذجين هما تقسيميان بطيبعتهما  على المستوى المجتمعي اذا لم ينصهرا في بعد وطني واضح المضامين والابعاد وهذا مايتطلب أن تدار سوريا الجديدة  بنظام وطني تحكمه قواعد المساواة في المواطنة.

ثانياً :  ان اسقاط النظام السياسي  وقد تحقق ، لايعني اسقاطاً للدولة بكل الرمزية الاعتبارية التي تمثلها ، ومنها العلم الوطني. فإذا  كان يسجل على النظام الذي تهاوى باسرع من لمح البصر ارتكابه  الموبقات السياسية والوطنية بحق شعب سوريا والامة العربية، الا ان تاريخ  سوريا قبل سيطرة الطغمة التي حكمت سوريا اكثر من خمسة عقود بالحديد والنار يحفل بالمحطات النضالية وابرزها محطة اعلان الوحدة والذي رصع  علمها بالنجمتين. فالعلم ، هو علم الدولة وليس علم النظام، و بالتالي يجب الحفاظ عليه للرمزية الاعتبارية التي ينطوي عليها. اننا اذ نؤكد على ذلك فلاننا نريد ان تعود سوريا باوضاعها الداخلية وبكل الرمزيات التي تمثلها الى مرحلة ماقبل حكم الدولة الامنية التي بدأت مع النظام المتهاوي  وليس الى مرحلة ماقبل الوحدة.

ثالثاً : ان القيادة القومية للحزب ، التي ترى في ماحصل في سوريا خلال الايام الاخيرة ، انجازاً بالغ الاهمية لجهة اسقاط واحدة من اخطر حلقات مشروع التغول الايراني في العمق القومي العربي والذي امعن تخريباً وتفتيتاً واضعافاً لبنية الدولة الوطنية في اكثر من قطر عربي واستشراسه في تنفيذ مخطط التغيير الديموغرافي في التركيب المجتمعي العربي وخاصة في ساحتي سوريا والعراق والذي مارسه النظام  الايراني من خلال وصايته على النظام السوري الذي تهاوى ، ترى ان مصلحة سوريا الوطنية كما مصلحة الامة العربية ، أن لا يستبدل وصي اقليمي ايراني مغادر ومطرود ، بوصي اقليمي تركي  قادم ومرحب به . ان كلا الطرفين تحكمهما مصالحهما الاقليمية الخاصة. والتي يرونها في الفضاء العربي ، وكلا الطرفين مطلوبين اميركياً في سياق ما يخطط وينفذ لاجل انتاج نظام اقليمي جديد يتشكل على حساب الامن القومي العربي.

رابعاً : ان القيادة القومية للحزب ، ترى ان امام شعبنا في سوريا مسار طويل لاعادة تأهيل اوضاعه الداخلية في ظل نظام سياسي جديد تحكمه التعددية السياسية والديموقواطية ، وهذا يتطلب اطلاق عملية سياسية ، تؤكد على الثوابت الوطنية بكل مضامينها الاجتماعية والقومية بكل عناوينها.وتنطلق من اقرار دستور جديد تنص ثوابته على وحدة الارض والشعب والمؤسسات وعلى انتظام الحياة السياسية الذي يقوم على مبدأ ديموقراطية الحياة السياسية  والتداول السلمي للسلطة وفق الخيارات التي تفرزها الارادة الشعبية ، وعلى قاعدة ان الدولة الوطنية  تظلل الجميع على مختلف طيفهم السياسي والمجتمعي بنظامها الدستوري الذي يحفظ حقوق كل مكونات الشعب في اطار وحدة مؤسساتها الدستورية . وهذه العملية السياسية بقدر ما هي معنية باعادة انتاج نظام سياسي جديد ، فهي معنية ايضاً باعادة الاعتبار لموقع ودور سوريا القومي في مواجهة اعداء الامة المتعددي المشارب والمواقع وخاصة المشروع الصهيوني الذي يرتقي الصراع القومي معه الى مستوى الصراع الوجودي ، كما باعادة دمشق لسابق عهدها بان تكون قلب العروبة النابض وليس ممراً او مستقراً للقوى الشعوبية وقوى التكفير الديني والتخريب المجتمعي. 

خامساً :  ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، التي تدرك بان دمشق كانت حاضنة لانطلاق حزب الثورة العربية ،حزب الوحدة والحرية والاشتراكية، تكبر بشعب سوريا وعيه الوطني وحرصه على المال العام  وتوجه التحية  لمناضليه الذي ثاروا وانتفضوا على حكم الاستبداد والتوريث ومصادرة الحريات العامة وارتهان  سوريا لقوى اقليمية ودولية نمت ادوارها على حساب مصالح الشعب وامنه الوطني والمجتمعي . كما تدعوه لان يكون شديد اليقظة الوطنية في مواجهة مخاطر التقسيم والتفتيت والارتهان للخارج الاقليمي والدولي ، وان يعمل على توحيد  قواه السياسية والشعبية من اجل تحرير ارضه المحتلة من العدو الصهيوني وكل الاحتلالات الاجنبية  الاخرى واخراج قواتها من الارض السورية التي يجب ان تبقى تحت سيادة الدولة الوطنية .

ان التحديات التى تواجه سوريا كما سائر الامة العربية في لحظة اشتداد الصراع الدولي والاقليمي عليها، تتطلب الاسراع باطلاق  العملية السياسية من اجل تسريع الخطى في  البناء الوطني على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وهو الذي يدفع باتجاه تحصين الجبهة الداخلية في مواجهة كل من يضمر شراً بسوريا سواء من الداخل والخارج. فسوريا الموحدة الواضحة الخيارات الوطنية والقومية هي ضمانة الجميع وهي الحضن الدافئ لكل الذين عانوا من صقيع المؤامرات الخارجية وانتهازية واستغلال الطفيليات الداخلية.

تحية لشهداء سوريا ، وتحية لتضحيات مناضلي حزب البعث الاصيل والى شهدائه الذين قضوا في سجون ومعتقلات نظام قوى  الردة الشباطية.

 وتحية للمحرَّرين من سجون واقبية النظام الذين خرجوا للحرية ، والشفاء للجرحى .

وثقة الامة وجماهيرها  ان تبقى سوريا وفية لعهدها القومي وتاريخها النضالي الذي لم يُضِعْ  لحظة بوصلته ، ان نحو فلسطين وقضيتها في التحرير وحق تقرير المصير لشعبها المقاوم والمتشبث بارضه حتى الاستشهاد  وان نحو قضايا الامة العربية في الوحدة والتقدم والديموقراطية. 

 

القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

في 8/12/2024

يوم الشهيد العراقي

يوم الشهيد العراقي

الرفيق أبو وقاص

 

يوم الشهيد العراقي هو تخليدٌ وتذكيرٌ بالجنود والضباط العراقيين الذين وقعوا في الأسر لدى الجيش الإيراني أثناء حرب القادسية الثانية (حرب الخليج الاولى) واحياء لذكرى الشهداء الذين قتلوا في تلك الحرب، ففي الاول من كانون الأول من سنة ١٩٨٢ ارتكب الجيش الإيراني سلوك مخالف للأعراف العسكرية والإنسانية ولمعاملة أسري الحرب، حيث جرى إعدام ١٥٠٠ أسير عراقي بطريقة فيها بشاعة واجرام، وفي ضوء ذلك أمر السيد الرئيس الشهيد صدام حسين في حينها بتحديد الأول من كانون الأول من كل عام يوماً للشهيد.

الأبعاد السياسية والوطنية ليوم الشهيد: _

١_الشرعية الوطنية وتعزيز الوحدة

استخدم ذكرى يوم الشهيد كوسيلة لتأكيد شرعية النظام السياسي والتأكيد على مفهوم توحيد المجتمع والدفاع عن الوطن وتقديم الشهداء كرموز وطنية للتضحية من آجل الارض والكرامة مما عزز من صورة الحرب كمعركة مصيرية لحماية العراق.

٢_الهوية الوطنية هي الأسمى وفوق أي اعتبار

في ظل تنوع المجتمع العراقي بألوانه الزاهية كان يوم الشهيد دليل على الثقة الحاسمة بين القيادة المناضلة والشعب العراقي العظيم جمجمة العرب وسيف الله في الارض ٠٠

كما وتم تصوير الجنود الذين سقطوا كأبطال يمثلون جميع فئات الشعب العراقي المجاهد بقيادته الشرعية المجاهدة.

٣_الدعاية السياسية وتعبئة المجتمع

استخدام الحدث وفاء للأكرم منا جميعا لتعبئة المجتمع ودعم شرعية الحرب من خلال استثمار قيم التضحية والفداء، وإن الاحتفالات والفعاليات المرتبطة بيوم الشهيد تهدف إلى الهام الشباب بالاقتناع بقتال ومواجهة العدو وتعزيز الدعم الشعبي للحرب.

٤_الرسائل الإقليمية والدولية

يوم الشهيد حمل رسالة للخارج تؤكد بأن العراق شعب موحد ومستعد للدفاع عن سيادته. وكذلك استخدامه كوسيلة لإظهار قوة الإرادة العراقية أمام الخصم (إيران) والدول الإقليمية الأخرى خاصة في سياق التوترات الجيوسياسية في المنطقة.

٥_إرث الحرب وتوظيفه السياسي لاحقاً

بعد انتهاء الحرب استمر يوم الشهيد كأداة سياسية في ثقافة الشعب العراقي لتعزيز الروح الوطنية وسط تضحيات الشهداء وقد كان ذلك معمولاً به لغاية سنة ٢٠٠٣.

اجمالاً ذكرى يوم الشهيد ليست مجرد تكريم للشهداء، بل كانت جزءاً من استراتيجية سياسية معقدة تهدف إلى تحقيق أهداف داخلية وخارجية خلال فترة الحرب العراقية الإيرانية وما بعدها.

ثلاثية المال والقوة والإعلام

ثلاثية المال والقوة والإعلام

أحمد صبري

 

ليس من الصَّعب توصيف الثلاثيَّة أعلاه بأنَّها إذا اجتمعتْ تحوَّلتْ إلى تحالفٍ يُعبِّر عن أدوار الأطراف الثَّلاثة في أيِّ مُجتمع يسعَى لتكريسِها لخدمةِ الإنسان وطموحاته.

وأصبح تشبيك مصالح القوى الثَّلاث ضرورة إذا تحوَّلت أدوارها إلى قوى ناعمة مرهونة بنزع أنيابها، وتكريس المُتحقِّق من هذا التَّحالف إلى صياغة رؤية تُلبِّي حاجات وأهداف السَّاعِين للوصول إلى هذه الثلاثيَّة.

وعِندَما نُسلِّط الضَّوء على مسار التَّحالف الثلاثي وأهميَّته إذا توافرتِ النيَّات وصدقتِ الإرادة السِّياسيَّة فإنَّنا نتوقف عِندَ المُتحقِّق في هذا الميدان في محاولةٍ لفَهْمِ المسار الموصلِ إلى عتبة التَّحالف رغم صعوبة الطَّريق ومُعوِّقاته وسُبل تجاوزها. فالإعلام بتقنيَّاته ومَدَياته تكمن خطورته في التَّأثير وبَلْوَرة الفكر وصياغة الرَّأي العامِّ تحوَّل بفعل دَوْره في أيِّ ركيزةٍ للتَّحالف المنشود.

ولعلَّ أهمَّ هذه المؤشِّرات المُصاحِبة لِدَوْر الإعلام تكمن في صعود قوَّة رأس المال واختراقها لمفاصل السُّلطة بكُلِّ أجهزتها السِّياسيَّة والبيروقراطيَّة، وصولًا لتحالفٍ ثلاثي بعد أن اخترقا معًا الإعلام بما يَعنِيه من قدرات على التَّأثير وبِدُونِ محاسبةٍ أو رادع يُعرقلُ هذا المسار في الفضاء المفتوح.

وإذا كان الإعلام ورأس المال يؤدِّيان الدَّوْر المطلوب في صياغة رؤية التَّحالف بَيْنَهما فالمال ـ كما هو معروف ـ يحتاج إلى نفوذ، ونعني القوَّة الدَّاعمة لِيحميَه من تغوُّل الفاسدين في المُجتمع بغطاءِ السُّلطة وأهدافها. وإذا ما توافرت هذه الاشتراطات للوصولِ إلى التَّحالف الثلاثي فإنَّ المال والقوَّة والإعلام كانت مرهونةً بإرادة سياسيَّة تضبط إيقاع مفاعيل المشهد السِّياسي والأمني؛ لأنَّها سترتكز على أرضيَّة محميَّة من تغوُّل النُّفوذ والسُّلطة الفاسدة الَّتي وجدت في هذا التَّحالف خطرًا على دَوْرها، وأيّ مساس به سيُعرِّضها للخطر ويضعها في دائرته غير المضمونة النَّتائج والتَّجارب في عالَمنا العربي، وحتَّى في منطقتنا عمومًا هي غير مشجِّعة وشهدت تقلُّبات وأزمات بفعل التَّداخُل في أدوار أيٍّ من أطراف التَّحالف الثلاثي، وهذا التَّداخُل بَيْنَ أدوار التَّحالف الثُّلاثي غير مضمون النَّتائج بفعل المواقف المُتقاطعة وغياب رؤية لتجسيرِ هوَّة الخلافات بَيْنَهم، ومنعها من تداخل الخنادق الَّذي أودى بتجارب فاشلة ما زالت مائلة للعيان.

والسُّؤال: هل نحن أمام مشهد قد تتضح معالِمُه قريبًا يُعِيد صياغة رؤية جديدة لعالَم مضطرب تداخلتْ فيه عوامل المصالح والنُّفوذ واستخدام فائض القوَّة على حساب مصالح الآخرين؟

وحتَّى لا نستغرقَ بالتَّفاصيل فإنَّ الأزمات والحروب والحصار والمصالح ستكُونُ سِمات أيِّ مشهدٍ نترقَّبُه؛ لأنَّ تمادي وتغوُّل العدوان الصُّهيوني المدعوم أميركيًّا هو مَن يبقي المشهد المتوقَّع أسودَ بغيابِ موقفٍ عربي يواجِه هذا الكيان بإرادة توقف إجرامه بحقِّ فلسطين وأُمَّتنا العربيَّة. ونخلص إلى القول: إنَّ الكيان الصهيوني جرَّاء عدوانه الظَّالم والمُجرِم على غزَّة وكُلِّ شَعب فلسطين أشهرَ استخدام الأنياب السَّامة لقوَّته الغاشمة وأموال الدَّعم الأميركيَّة له، وكرَّس الإعلام لتبريرِ عدوانه الغاشم على شَعبٍ رفضَ الذلَّ والهوان ومتمسِّك بحقوقه التَّاريخيَّة في إقامة دَولته المستقلَّة وعاصمتها القدس الشريف.

ونزيد أنَّ حرب الإبادة الجماعيَّة الَّتي يرتكبها الكيان الصُّهيوني بحقِّ صمود غزَّة منذُ أكثر من عام هي الَّتي أيقظتِ العالَم بجلبِ مُجرِم الحرب نتنياهو إلى ساحة القضاء والعدالة الدّوليَّة كمُجرِم حرب ارتكبِ أخطرَ الجرائم بحقِّ فلسطين.

كاتب عراقي

القيادة العامة للقوات المسلحة بيان رقم (173)

 

القيادة العامة للقوات المسلحة

بيان رقم (173)

في الذكرى الثالثة والأربعين ليوم الشهيد 1 / 12 / 1981

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ۝ فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ۝ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ۝ ﴾ أل عمران

                                                        صدق الله العظيم

 

 

أيها الشعب العراقي العظيم

أيها النشامى من أبناء قواتنا المسلحة الباسلة

أيها الأحرار في كل مكان

يستذكر العراقيون الأحرار ومعهم الشرفاء من أمة العرب والعالم  في مثل  هذا اليوم الأول من شهر كانون الأول من كل عام ذكرى الشهداء الأبطال الذين روت دماؤهم الزكية تخوم الوطن وهم يتصدون للعدوان الإيراني الخميني الجائر على بلادنا ومحاولاتهم الشريرة فيما يسمى بتصدير ثورتهم المشؤومة والمنحرفة، ويستذكرون ويستحضرون الواقعة الأليمة التي ارتكبها الحرس الثوري الإيراني بحق عددٍ من الأسرى العراقيين الأبطال الذين وقعوا بيد الأشرار الذين لا يعرفون ديناً ولا مذهباً ولا قيماً إنسانية في معركة البسيتين الدامية سنة 1981، عندما تم أسر عدد من ضباط ومراتب جيشنا الباسل، وخلافاً لكل الأعراف والتقاليد والمواثيق الدولية المعتمدة في الحروب، وخلافاً للتعاليم الإسلامية في التعامل مع الأسرى، قامت ميليشيات “الحرس الثوري الإيراني” الإرهابية ومعهم بعض الخونة والعملاء بحفلات تصفية وإعدام واسعة النطاق لأبطالنا الشهداء، وترك أجسادهم الطاهرة الزكية في العراء بعد إعدامهم بطرق وحشية لم يشهد لها التاريخ الإنساني مثيلاً، فبعض شهدائنا الأبرار تم إعدامهم بربط أجسادهم بعجلتين تسيران باتجاهين متعاكسين لتقطيعهم وهم أحياء، وبعضهم أعدم بالدهس بسرف الدبابات وهم أحياء، بينما تم سكب البنزين على بعضهم وإحراقهم أحياء، وغيرها من الفنون السادية في الإجرام الوحشي.

أيها الأحرار في كل مكان

لم يكن فعل الإيرانيين في ذلك اليوم حدثاً عابراً، بل إنه جاء معبراً عن منهجهم وحقدهم على العراقيين والعرب، كما أنه يعبر عن منهج ثورتهم المنحرف الذي صدعوا رؤوس الجميع في محاولة تصديرها إلى العراق والعرب والتي يظهر تأثيرها وإجرامها اليوم في العراق وبعض الدول العربية بسبب الاحتلال الفارسي وتأثيره الخطير على العروبة والإسلام الحنيف، وبإشراف مباشر مما يسمى (الولي الفقيه) علي خامنئي، وذلك من خلال السعي لتزييف وتغليف وتحريف العقيدة الإسلامية السمحة، بالتعاون مع بعض الخونة العرب الذين جندوا أنفسهم لخدمة هذا النظام المتخلف في السعي لإعادة ما يسمى بإمبراطورية فارس، وفق خطة استراتيجية بعيدة المدى لتنفيذ هذا المشروع القومي الفارسي الذي يتعكز زيفاً على المذهبية، وإشاعة الطائفية المقيتة في صفوف أبناء الوطن الواحد.

يا أبناء شعبنا الصابر المحتسب

لقد كان ذلك الحدث الأليم وتلك الجريمة النكراء بالرغم من بشاعتها دافعاً لزيادة عزم الأبطال في الجيش العراقي والقوات المسلحة في التصدي والسعي لتحطيم ذلك الغرور والعدوان الفارسي الهمجي على حدودنا الشرقية، وبالتالي تحقيق النصر النهائي والعظيم في الحرب الطويلة والطاحنة التي استمرت لثمان سنوات والتصدي لمشروع تصدير الثورة الإيرانية المنحرف وسحقه على حافات بلادنا وتجبر زعيمهم الذي رسم وخطط لهذا المشروع على تجرع كأس السم والهزيمة النكراء.

أما في العراق الذي قدم شعبه الابي قوافل من الشهداء الميامين وهم يدافعون عن حدود بلادهم وعن عزتها وشرفها وسيادتها فقد اهتمت القيادة السياسية والشعب العراقي بكل أطيافه بالشهداء وعوائلهم ورفعت شعاراً وطنياً واستراتيجياً يقدس التضحية والفداء من أجل الوطن وكان الشعار الأزلي الذي أطلق حينها (سيبقى الشهداء أكرم منا جميعاً) معبراً حقيقياً عن مكانة الشهيد في مسيرة البلاد والعباد من الناحية الشرعية والوطنية، ثم إنه لم يكن شعاراً نظرياً فقط بل حرص شعب العراق وقيادته السياسية لتطبيقه على أرض الواقع، واقترن ذلك الشعار بمجموعة من القوانين والتعليمات عززت من مكانة الشهداء وذويهم، فدعمت عوائلهم بالجوانب المادية والمعنوية المختلفة بما فيها منحهم أراضي سكنية مجانية وتسهيلات مالية لتشيدها، مع صرف سيارات حديثة، ومعالجات طبية داخل وخارج القطر وغيرها، إضافة الى منحهم الأوسمة والأنواط الفخرية لشجاعة وبسالة شهداء الوطن في مراسيم مهيبة.

وفي يوم الشهيد الأغر كانت القيادة قد قررت بأن يكون هذا اليوم من الأيام المتميزة في تاريخ العراق، حيث يعلق العراقيون كافة صغاراً وكباراً نساءً ورجالاً وأطفالاً وردة الشهيد على صدورهم، ويتوقف الجميع عن الحركة سواء في أماكن العمل والعبادة والشوارع وفي كل أرجاء العراق وليقرؤوا سورة الفاتحة على أرواح شهداء العراق العظيم في موقف مهيب ومؤثر.

ولم يكتفِ العراق بذلك بل قررت قيادة العراق ولتخليد أثر الشهادة في حياة الإنسان العراقي إنشاء أكبر صرح معماري فريد على أرض بغداد الحبيبة يحاكي الشهادة ومعانيها العظيمة، فكان نصب الشهيد الخالد الذي يعد من التحف المعمارية الفريدة في العالم والذي أصبح علامة مميزة لبغداد الفداء والتضحية، وفعلاً كان نصباً ملهماً ومتميزاً خطت على جدرانه في الداخل أسماء شهداء الحرب الإيرانية العراقية بمختلف رتبهم ومواقعهم، وكان كبار المسؤولين العراقيين يتواجدون عند ذلك الصرح الخالد صباح يوم الشهيد من كل عام يتقدمهم رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة أو من يمثله ليضعوا أكاليلاً من الزهور على ضريح نصب الشهيد الخالد وفي مراسيم وتقاليد متميزة في التنظيم والهيبة والاهتمام والرمزية، كما تقوم العوائل العراقية من كل مدن العراق بزيارة ذلك النصب التاريخي المميز لتشرح لهم وتعلمهم معنى الشهادة والتضحية وتزرع في نفوسهم حب الوطن والدفاع عنه.

إننا في القيادة العامة للقوات المسلحة إذ نستحضر أرواح شهدائنا الأبرار الذين روت دماؤهم الزكية أرض العراق الطاهرة نسأل الله تعالى الرحمة والغفران وجنان الفردوس الأعلى لشهداء العراق العظيم الذين سقطوا دفاعاً عن سيادته وحريته واستقلاله يتقدمهم شهيد الأضحى المبارك الرئيس الشهيد صدام حسين راعي الشهداء الأول.

وسيبقون في وجدان وضمير الشعب الذي تفاخر بهم وخلدهم في أعظم نصب تذكاري حمل ذكراهم وتزين بأسمائهم الخالدة في قلب عاصمتنا الحبيبة بغداد العروبة رغم حقد الحاقدين.

وسيبقى شعار (سيبقى الشهداء أكرم منا جميعاً) نبراساً وفناراً ومناراً تهتدي به أجيالنا القادمة…

تحية عز وفخر لكل الشهداء وعوائلهم وأصدقائهم ولكل العراقيين الأبطال الذين دافعوا عن بلدهم.

تحية إلى شعبنا العراقي العظيم من أقصى شماله إلى أقصى الجنوب.

تحية إلى رجال القوات المسلحة البواسل عنوان مجد العراق ووحدته.

المحبة والتقدير والاعتزاز لكل من آمن بالعراق العظيم واحداً موحداً مستقلاً.

 

القيادة العامة للقوات المسلحة

بغداد المنصورة بإذن الله

١ كانون الأول 2024

بيان قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي بيوم الشهيد

بيان قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي

بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين ليوم الشهيد

 

قبل أن يصل الخميني من باريس إلى طهران، أعلن عن نوايا شريرة تجاه العراق، جاحداً لكل ما لقاه من حُسن ضيافة، وتسهيلات من أعلى مستويات القيادة، وحماية له وللطاقم العامل معه من قبل أجهزة الأمن العراقية، ما في ذلك من إضافة عامل توتر إلى العلاقات العراقية الإيرانية  التي تعاني أصلاً من توترات قديمة، وكل نظام حكم يصل إلى السلطة في طهران، كان يضيف إليها عناصر كراهية وحقد، كلها مستلة من تاريخ طويل من الحقد الفارسي على العراق، وبمجرد وصول خميني إلى طهران في الأول من شباط 1979، بدأت تخرج عن أفواه الطاقم المرافق له والذين أصبحوا فيها، أركان حكمه المستمر حتى اليوم على الضغائن نفسها التي تضاعفت مئات المرات منذ تسلمه الحكم كحاكم مطلق لإيران بلا منازع، استناداً إلى مبدأ اخترعه في ساعة خلوة شيطانية مع نفسه، وهو مبدأ ولاية الفقيه، الذي أراد منه أن يكون الحاكم بأمره، ليس على إيران فقط، وإنما على المسلمين كافة، متخطياً القانون الدولي وسيادة الدول على أراضيها، ولأن الأمر لم يتحقق كما أراد، فقد اخترع شعاراً يناسب طموحاته الشيطانية، اسمه (تصدير الثورة الإسلامية) إلى جهات العالم الأربع، فأدى سوء الفهم لدى البسطاء من المسلمين، إلى أكبر فتنة في القرن العشرين وما تزال هزاتها الارتدادية تضرب منطقة الشرق بقوة، مخلفة وراءها ملايين الضحايا بين قتيل وجريح ومغيب ومهجر.

لقد ناصب نظام الخميني العداء المكشوف للعراق، فصرح أكثر من مرة أن اتفاقية الجزائر عام 1975 لم تعد صالحة لأنها ثمرة تعاون بين الطواغيت حسب الهذيان الذي ساد الساحة الإيرانية، ثم دخل أكثر من مسؤول عديم الخبرة والدراية السياسية على خط التصريحات الاستفزازية، فقال أبو الحسن بني صدر الذي أصبح رئيساً للجمهورية، إنه لن يكون قادراً على إيقاف زحف القوات المسلحة الإيرانية وربما تتجاوز مدينة الرطبة، في حال نشبت الحرب بين البلدين.

لم يكن هناك أي حديث بصوت عال عن موضوع الحرب لا في الإعلام العراقي ولا من قبل الأوساط السياسية، فقد حرص العراق على منطق التهدئة، على الرغم من مرارة الحلق العراقي، جراء ما لاقاه العراق من جحود ونكران جميل، لم يصادف مثله من قبل، ولكن العراق الأبي عض بالنواجذ على مرارة الصبر وقرر ألا يعطي إيران فرصة رفع شعار المظلومية الذي حرص خميني على حمله على كتفه منذ هرب من إيران عام 1963، ولم يفتح أحد له ذراعيه كما فعل العراق.

ومع كل إشارة صبر عراقي إضافي، كانت غطرسة الزمرة المتخلفة التي وصلت إلى حكم إيران على قطارات أمريكية فرنسية بريطانية، تقفز فوق كل حواجز طول النفس العراقي، الذي لم يكن معهوداً عنه لا في تاريخه القديم ولا القريب، ولكنها رسالة ود ممدودة إلى جار فرضته الجغرافيا السياسية على المنطقة، وقذفت على مقار سلطته بآخر موجات المغول والتتار، فبدأت تحرشات القوات الإيرانية، من حرس وجيش على الحدود العراقية، إذ تعرضت عشرات المدن الحدودية العراقية، لقصف عنيف من مدفعية أمريكية الصنع وبعيدة المدى وخاصة المدفع 175 ملم ذاتي الحركة، وجراء هذا العمل العدواني وإرهاب الدولة الإيرانية، تعالت صيحات الغضب الشعبي وطالبت الحكومة بالتصدي للعدوان الإيراني بكل الوسائل المتاحة، لا سيما بعد أن عجزت الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي عن ثني إيران عن نواياها العدوانية، عبر مذكرات رسمية تجاوزت العشرات، وبلغ الموقف ذروة التوتر عندما ذهبت إيران إلى تهديد الملاحة البحرية في شط العرب، ووصل الحال لقصف طائرة من نوع F5 تم أسر طيارها في 7 أيلول 1980.

فاضطر العراق إزاء هذه الأوضاع المتفجرة إلى مهاجمة القواعد الجوية الإيرانية حماية لمدنه وسيادته الوطنية، واندلعت الحرب، وكان من بين أبشع ما ارتكبه العدو، جريمة تصفية أكثر من 1500 أسير يوم الأول من كانون الأول سنة 1981، على نحو لم يسبق له مثيل بين الدول المتمدنة، ولكنه لم يكن غريباً على بلد يحفل تاريخه البعيد والقريب بمثل هذه الجرائم، ففارس هي بلد سابور ذي الأكتاف الذي خلع أكتاف الأسرى من قبيلة إياد العربية، منتصف القرن الرابع الميلادي، وهذه الانتهاكات التي تطال أسرى الحرب تعد خرقاً لكل ما تعرف عليه المجتمع الإنساني، ثم جاءت القوانين الدولية لتكرس لهم حقوقاً كبيرة نصت عليها اتفاقية جنيف الثالثة، ولكن إيران هذا الرقم الخارج على المعادلات الأخلاقية والإسلامية والدولية، لا يخفي غبطته في ارتكاب مثل هذه الجرائم المروعة.

تحية لشهداء العراق في القادسية وأم المعارك وفي مواجهة الغزو الأمريكي سنة 2003، وفي كل المعارك التي خاضها العراقيون فوق ثرى فلسطين وسوريا ومصر وفي كل أرض وجهت لهم نداء (واعراقاه).

تحية لشهداء الأمة العربية في مواجهة الأعداء في كل زمان ومكان.

تحية للقائد الشهيد البطل الخالد صدام حسين.

وإلى أمام في دروب النضال من أجل مجد العراق والأمة العربية، ونسأل الله العلي القدير الثبات على طريق النصر والتحرير وهو قريب بإذن الله تعالى.

 

قيادة قطر العراق

لحزب البعث العربي الاشتراكي

بغداد الرشيد الأول من كانون الاول 2024