يوم الشهيد العراقي
الرفيق أبو وقاص
يوم الشهيد العراقي هو تخليدٌ وتذكيرٌ بالجنود والضباط العراقيين الذين وقعوا في الأسر لدى الجيش الإيراني أثناء حرب القادسية الثانية (حرب الخليج الاولى) واحياء لذكرى الشهداء الذين قتلوا في تلك الحرب، ففي الاول من كانون الأول من سنة ١٩٨٢ ارتكب الجيش الإيراني سلوك مخالف للأعراف العسكرية والإنسانية ولمعاملة أسري الحرب، حيث جرى إعدام ١٥٠٠ أسير عراقي بطريقة فيها بشاعة واجرام، وفي ضوء ذلك أمر السيد الرئيس الشهيد صدام حسين في حينها بتحديد الأول من كانون الأول من كل عام يوماً للشهيد.
الأبعاد السياسية والوطنية ليوم الشهيد: _
١_الشرعية الوطنية وتعزيز الوحدة
استخدم ذكرى يوم الشهيد كوسيلة لتأكيد شرعية النظام السياسي والتأكيد على مفهوم توحيد المجتمع والدفاع عن الوطن وتقديم الشهداء كرموز وطنية للتضحية من آجل الارض والكرامة مما عزز من صورة الحرب كمعركة مصيرية لحماية العراق.
٢_الهوية الوطنية هي الأسمى وفوق أي اعتبار
في ظل تنوع المجتمع العراقي بألوانه الزاهية كان يوم الشهيد دليل على الثقة الحاسمة بين القيادة المناضلة والشعب العراقي العظيم جمجمة العرب وسيف الله في الارض ٠٠
كما وتم تصوير الجنود الذين سقطوا كأبطال يمثلون جميع فئات الشعب العراقي المجاهد بقيادته الشرعية المجاهدة.
٣_الدعاية السياسية وتعبئة المجتمع
استخدام الحدث وفاء للأكرم منا جميعا لتعبئة المجتمع ودعم شرعية الحرب من خلال استثمار قيم التضحية والفداء، وإن الاحتفالات والفعاليات المرتبطة بيوم الشهيد تهدف إلى الهام الشباب بالاقتناع بقتال ومواجهة العدو وتعزيز الدعم الشعبي للحرب.
٤_الرسائل الإقليمية والدولية
يوم الشهيد حمل رسالة للخارج تؤكد بأن العراق شعب موحد ومستعد للدفاع عن سيادته. وكذلك استخدامه كوسيلة لإظهار قوة الإرادة العراقية أمام الخصم (إيران) والدول الإقليمية الأخرى خاصة في سياق التوترات الجيوسياسية في المنطقة.
٥_إرث الحرب وتوظيفه السياسي لاحقاً
بعد انتهاء الحرب استمر يوم الشهيد كأداة سياسية في ثقافة الشعب العراقي لتعزيز الروح الوطنية وسط تضحيات الشهداء وقد كان ذلك معمولاً به لغاية سنة ٢٠٠٣.
اجمالاً ذكرى يوم الشهيد ليست مجرد تكريم للشهداء، بل كانت جزءاً من استراتيجية سياسية معقدة تهدف إلى تحقيق أهداف داخلية وخارجية خلال فترة الحرب العراقية الإيرانية وما بعدها.