شبكة ذي قار
يوم النصر العظيم في ذكراه السادسة والثلاثين: يوم كان العراق يعلي صروح العروبة

يوم النصر العظيم في ذكراه السادسة والثلاثين:

يوم كان العراق يعلي صروح العروبة

ثابت ياسر الجميلي

 

من راقب الأحداث وتابع الإعلام في حقبة ما بعد غزو العراق واحتلاله يمكنه التقاط محورين مفصليين:

 الأول: محاولات مستميتة بدأت ولم تتوقف لتشويه والتقليل من شأن وتقزيم انتصار العراق على عدوان خميني، ومحاولات يائسة لإلقاء اللوم وإدانة العراق وتحميلة مسؤولية تلك الحرب المدمرة.

إن أي لبيب يمكنه أن يضع علامة فارقة هنا هي أن الغزو والاحتلال قد جاء لينصف إيران ويعوض لها هزيمتها.

الثاني: تسليط أحزاب إيران وميليشياتها على مقدرات العراق المحتل أمريكياً والذي هو في حقيقته احتلال إيراني للعراق.

لا يحتاج العقل البشري أياً كانت اتجاهات تفكيره إلى جهد ليستقر عند الإدراك اليقيني بأن أميركا قد احتلت العراق لتستكمل ما بدأه خميني وتحقق له ما عجز عنه.

فغزو العراق سنة ٢٠٠٣ كان في واحد من أهدافه إلغاء النصر العراقي وتبشيع صورة العراق والانتقام من جيشه وشعبه واغتيال قيادته لأنهم جرعوا إيران والخميني كؤوس الحنظل.

إن كل ما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وحلفهما الصهيوني الامبريالي ومن سقط في شراك هذا الحلف راغباً أو مجبراً خلال ٢٠ سنة من الاحتلال له مسار واحد هو الانتقام من شعب العراق وإذلاله وحرمانه من ثرواته ومن الخدمات التي تقدمها كل دول العالم لشعوبها وتدمير منجزاته المشهودة وتعيده إلى عصور التحجر والظلام.

وأميركا بعدوانها على العراق واحتلاله قد حققت لإيران أهدافها، وحققت للكيان الصهيوني أهدافه في الوقت نفسه.

إن من يجافي هذه الحقائق هم من خدمهم الغزو وقدم لهم خناجر الغدر بالعراق، ومكنهم من ذبحه ببطيء وبمنهجية مدروسة ومتدرجة، وهؤلاء سواء كانوا من حملة الجنسية العراقية أو من عرب اللسان كلهم متأمركون متصهينون وعبيد لإيران ولمشروعها التوسعي الاحتلالي لأرض العرب.

إن انتصار العراق في يوم النصر العظيم، يوم الأيام، هو إنجاز للتاريخ، عصي على التغييب، وسيعود يشرق في أيام العراق المشرقة حين يتحرر ويحكمه شعبه وينهزم المشروع الإيراني المتحالف مع المشروع الصهيوني الامبريالي، وتسقط إلى الأبد كل شعارات الدين والتدين والمذهبية والتمذهب التي تخفي وراءها حقيقة المشروع الفارسي المجرم ورديفه المتماهي مع المشروع الصهيوني.

يوم قطع العراقيون رقبة العدوان

يوم قطع العراقيون رقبة العدوان

 

الثامن من آب 1988 يوم يؤرخ لحدث عراقي وطني وعربي قومي قد لا يرى الزمان له مثيل، إنه يوم أنهى فيه العراقيون طموحات خميني باحتلال العراق واسقاط نظامه الوطني، وهي طموحات غذتها منهجيته الطائفية البغيضة وحساباته المريضة الواهمة وتحالفاته مع الصهيونية العالمية والامبريالية التي كان نظام العراق الوطني يقارعها ويربك ويعرقل خطط عدائها للعراق وللأمة العربية، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي.

يوم الأيام ٨-٨ -١٩٨٠ انتصف فيه العراقيون الغيارى لدماء شهدائهم التي سالت غزيرة في سنوات صد العدوان الفارسي الثمانية، وأعطوا للتضحيات الاقتصادية الجسيمة التي قدمها العراق للحفاظ على أمنه وسيادته وكرامة شعبه ثمنها الذي تستحقه ألا وهو ثمن الانتصار على عدوانية خميني وقبر خططه القذرة ضد وحدة شعب العراق وضد سيادته.

يوم الأيام اختصر في عنوانه ونتائجه العظيمة سلطة الحق في دحر الباطل عندما تحضر للحق قيادة حكيمة شجاعة مؤمنة وجيش باسل مستعد لتقديم التضحيات الجسيمة لينجز رسالته الوطنية والقومية وشعب محب مؤمن ملتف مع القيادة، مساند لها، مستعد ومؤهل ليغذي قدرات قيادته وجيشه الوطني بالرجال والإرادة الصلبة.

إن يوم الانتصار العراقي على العدوان الإيراني هو انتصار للأمة العربية، حيث أثبتت الأحداث اللاحقة وإلى يومنا هذا تداخل وتنافذ وامتزاج العدوان الإيراني بكل تفاصيله مع العدوان الامبريالي الأمريكي الصهيوني على العراق، فضلاً عن تداخله وتنافذه مع حراك الرجعية العربية المعادي لوحدة الأمة ولحريتها واستقلالها وتطورها، وهي الأهداف السامية النبيلة التي كان العراق يعلي شأنها، ويسير على طريق نقلها إلى واقع حي ملموس.

  تحية لشهداء العراق.

 تحية لجيش النصر العظيم.

تحية لشعب العراق الذي جرع خميني السم.

وَيْلٌ لِلْعَرَب مِن شَرٍّ قَدِ اقْتَرَب

وَيْلٌ لِلْعَرَب مِن شَرٍّ قَدِ اقْتَرَب

التأخير في الرد الإيراني المزعوم، مطلوب لإعلان وشيك

عن السلاح النووي الايراني وبتواطؤ امريكي – اسرائيلي- دولي

 

مقدمة:

في ظل التصعيد الإعلامي القائم والأجواء المحمومة يعتقد البعض أن الحرب بين إيران والكيان الصهيوني قد تندلع بين لحظة واخرى. لكن الحقائق على ارض الواقع تحتِّم علينا أن لا نقيس الأمور بناءً على صورتها الخارجية مهما كانت ” مشتعلة ” ظاهرياً. وفي الوقت الذي ينشغل فيه الإعلاميون العرب بالمهرجانات الخطابية للإنتخابات الامريكية، وبتفاصيل سلسلة الإغتيالات المستمرة لرموز المقاومة، ومن هي الجهة التي نفّذتها، وكيف تم التنفيذ .. وما الى ذلك، فان مجريات الامور الحاكمة للواقع تجري على صعيد آخر تماماً، هو اكبر بخطورتِه وأبعد في مداه. فالتأخير في الرد الايراني المزعوم هو عملية مدروسة ومطلوبة لصالح الإعلان الوشيك عن اكتمال السلاح النووي الايراني، وبتواطؤ اسرائيلي ودولي.

فمجريات الأحداث وتطوراتها في العقود الاخيرة من القرن الماضي والى حد الان، تشير الى وجود تكامُل بين كل ما فعله الكيان الصهيوني وإيران على أرض الواقع، حيث تدعَم الخطوات الآنيّة لأحدهما، استراتيجية الاخر البعيدة المدى، ويجري كل ذلك بتوافق ورعاية دوليَّين.

فالاندفاع الإيراني في الوطن العربي يخدم هدفين أساسيين هما;  تفتيت الاقطار العربية كأساس لتحقيق مشروع ما يسمى بالشرق الاوسط الكبير الذي هو في حقيقته اسرائيل الكبرى (من النيل الى الفرات ).

وثانياً تخفيف العداء العربي للكيان الصهيوني، فبدلا من أن يبقى العدو الوحيد للعرب، يكون هناك عدو آخر يهدِّدهم بنفس القوة، مما يسهِّل عملية التطبيع مع الاول. وهذا يعني وجود مخطَّط لوضع الوطن العربي بين فكّي عدوّين لدودَين له هما “إسرائيل” وإيران، بحيث يجري تقاسمه بينهما على هذا الأساس. ولو نظرنا الآن لوجدنا ان ثمار هذا الاتفاق قائمة فعليّاً على أرض الواقع.

 

سِريّة التكامُل أساس نجاحه 

إن شرط نجاح هذا المخطط الاستراتيجي يكمن في سريته التامة، اذ يجب ان لا ينكشف التكامل الاسرائيلي – الايراني-  الغربي،  لان مثل هذا الكشف سينزع غطاء “الشرعية” الزائف الذي تتغطى به ايران تحت شعارات مثل مقاتلة الإمبريالية، والدفاع عن القضية الفلسطينية، وهي الأغطية المطلوبة لضمان تحقيق و استمرار هذا الدور.

المشروع القائِم هو تقاسُم الوطن العربي بين عدوَّين للعرب هما الكيان الصهيوني وإيران في هذا التقاسم تكون السيادة واليد العليا لمصلحة الكيان الصهيوني لأنه لا يريد كل اجزاء الوطن العربي اصلاً وانما ما يفيده منها، لذا فان التقاسم يجري على هذا الاساس. وربما يسأل سائل لماذا لا تاخذ “اسرائيل” كل شئ من دون وجود شريك لها؟، والجواب هو انها وبسبب الديانة اليهودية للدولة العبرية لا تستطيع التغلغل في الوطن العربي باسم الدين من اجل احداث التفتيت المطلوب على اسس دينية او مذهبية، لذا لابد لها من وسيط يمتلك الغطاء اللازم لمثل هذا التغلغل وبالتالي يصلح لهذا الدور، وهو إيران.  كما ان هذا التقاسم سيحقق هدفاً مزدوجاً “لاسرائيل”:

  • فهو من جهة يخدم كتهديد مباشر لمن تريد “اسرائيل” اجباره على التطبيع معها، وذلك برفع العصا الايرانية، وما يعقب ذلك من استباحة وتفتيت ومذابح مذهبية وطائفية وعرقية، واشاعة التخلف والفشل في كل مناحي الحياة، اضافة الى نهب الموارد واشاعة الفساد، في ظل الهيمنة الايرانية، وهو ما يحصل في كل الاقطار العربية التي ترزح تحت هذه الهيمنة.  وبالتالي ومن اجل تجنُّب كل ذلك تتوسع دائرة التطبيع في الاجزاء التي تريد “اسرائيل” التطبيع معها.
  • ومن جهة اخرى يجري تسليم الباقي الى عدوّ تاريخي حاقد للعظم على العرب والمسلمين ليتولى الانتقام منهم، فيغنِي “اسرائيل” عن القيام بنفسها بهذه المهمة.

واليوم وبعد ان قطع هذا المشروع الأشواط المرسومة بشكل شبه تام بما فيه تمكين ايران من الهيمنة على اجزاءٍ من الوطن العربي، وتحقيق التطبيع الاسرائيلي مع البعض الاخر، اصبح الوضع مُهيأ للإعلان الرسمي عن هذا التقاسم.  الا ان الاعلان عن التقاسم يحتاج الى مبرر يضفي “الشرعية” عليه ويُظهِر “اسرائيل” واميركا وكأنهما مجبرتان على تحقيق هذا التوازن، من اجل “حماية” السلم العالمي.  فأي هدف يكون أسمى من تحقيق ” التوازن النووي” و” إنقاذ الإنسانية”  من شرور الدمار الفتّاك لاضفاء الشرعية المطلوبة. فهل هذه الشرعية هي نتاج قوة حقيقية ام قوة مُصطنعة ؟.

 

  • هل هناك مشروع نووي ايراني خارج السيطرة حقاً ؟

ليس من الصعب الجزم بأنه لا يوجد مشروع نووي في العالم الثالث خارج قدرة اميركا على الوصول اليه وافشاله. ففي ظل التقدم التقني الهائل وبالذات الالكتروني منه، اصبح بالإمكان اختراق او قرصنة اي منظومة في العالم الثالث، وبالتالي السيطرة عليها وشلِّها عن العمل. هذا ناهيك عن شيوع وسائل الجهد الإستخباري، وتوفّر وسائل الهجوم العسكري التقليدية والمتاحة كلها لاميركا و”اسرائيل”.

وفي ايران بالذات، اثبتت المظاهرات العارمة التي شهدتها البلاد، اضافة الى حوادث الاغتيالات فيها وفي مقدمتها مقتل رئيس الدولة الذي تلاه اغتيال القيادي الفلسطيني اسماعيل هنية بفترة وجيزة، وغير ذلك من الحوادث ذات العلاقة داخل وخارج ايران، اثبتت كلها مدى هشاشة الوضع الأمني في ايران، مما يعني ان مشروعاً خطيراً مثل تطوير سلاح نووي، لا يمكن ان يكون بعيداً عن مرمى الهدف. لذا ففي ظل هذه الاستباحة من قبل الموساد والعملاء المحليين التابعين لأميركا و”اسرائيل” للأوساط الايرانية فان استهداف مثل هكذا مشروع هو في متناول امريكا.

إذن فإن المشروع الكبير برمّته يتم بتواطؤ مع الأطراف المتنفِّذة اسرائيلياً وامريكياً مع ايران، لتقاسم الوطن العربي بينها، وما القنبلة النووية الا غطاءً لإضفاء المسوِّغ لهذا التقاسم، وهو “شرعية الردع”.

 

ازدواجية المَعايير تفضَح التواطؤ

. سمع العالم قبل ايام ردة الفعل الاسرائيلية العنيفة ازاء مطالبة الزعيم التركي رجب طيب اردوغان بحق تركيا في امتلاك دفاعات قوية، مهددة اياه بأن مصير تركيا سيكون مثل مصير العراق !. وكانت تركيا قد كشفت قبلها وعلى لسان وزير الطاقة فيها عن تعرض البلاد الى اجراءات خارجية مباشرة وسرية لعرقلة بناء محطة “أكويو” للطاقة النووية فيها التي تبنيها مؤسسة “روساتوم” الحكومية الروسية.

كما ويعرف الجميع الطريقة العسكرية السريعة والمباشرة التي جرى بها استهداف وهدم مفاعل تموز في العراق بداية الثمانينات، وبإسناد امريكي وغربي تام، ضاربين عرض الحائط بكل قواعد القانون الدولي دون ان يرف لهم جفن.

وهنا يسطع السؤال واضحاً جلياً، لماذا تُعتمَد ردود الأفعال العنيفة هذه مع البعض، والعرب منهم بالذات، في حين تُعتمد سياقات المُماطَلة والتساهل والتواني والتبرير في التعامل ازاء نفس القضية عندما يتعلق الامر بايران عدوة العرب؟! ما لم يكن امتلاكها للسلاح النووي هو في حقيقتِه هدفاً اسرائيلياً – امريكياً مشتركاً لتحقيق استراتيجية أبعد.

 

  • القنبلة لن تكون إسلامية ولا مَذهَبيّة بل فارسية

قد ينطلي الموضوع على البعض من المسلمين والعرب فيسوِّغ لنفسه قبول امتلاك ايران للسلاح النووي الذي يجري التمهيد لاعلانه، على اساس انه سيكون سلاحاً بيد المسلمين. ولكن هذا التفكير ساذج وقصير النظر، فاستخدام هذه القوة الفتّاكة لن يكون لا لصالح المسلمين، ولا لصالح المذهب الذي تُدين به ايران، بل للمشروع الاستعماري، الفارسي الجوهر- الديني المظهر، والذي يجري تنفيذه تحت غطاء ولاية الفقيه.

كما ان هذا السلاح النووي لن يكون لصالح القضية الفلسطينية، وانما ستُستَخدَم فيه القضية الفلسطينية ( كما هو جاري من سنين )، لإضفاء شيء من الشرعية على المشروع التوسعي الفارسي وللتغطية على تكامله مع المشروع الصهيوني.

لذا فلا يتوهمّنّ احد من العرب، مهما كان دينهم او طائفتهم، بان السلاح النووي الايراني هو قوة لكلهم او لبعضهم، فالحقد الفارسي على العرب متجذِّر وعميق بغض النظر عن الدين او المذهب الذي يدين به العربي، فهم بنظرها واحد من اثنين، اما اعداء واضحين، او منفِّذين مرحليين للبرامج التي تخدم الاستراتيجية والمصالح الايرانية، سرعان ما سيتم التخلص منهم عند اول تقاطع للمصالح يحدث معهم.

وما استمرار المجازر البشعة الغير مسبوقة وقتل عشرات الالوف من ابناء شعبنا العربي في غزة دون ان تقوم ايران بفعل ذو قيمة حقيقية ومؤثرة على مسرح العمليات، بل مسرحيات بعيدة كل البعد عن الحسم الحقيقي مستعينة بشتى الذرائع التي تتذرع بها، تارة بحجة الانتخابات الامريكية وتارة بالتقيّد بقواعد الاشتباك، الا اكبر دليل على ذلك.

 

  • قواعد الإشتباك والضحك على الذقون

قواعد الاشتباك هو مصطلح يُتداول في المجال العسكري، يقصد به القواعد التي يلتزم بها الجيش في استعمال القوة أثناء النزاعات المسلحة سواء على المستوى الوطني أو الإقليمي أو الدولي. فما هو مفهومه وما هي ضوابطه ومن يحددها ومتى ظهر على الساحة الدولية؟.

تشير “قواعد الإشتباك” إلى الأوامر الصادرة عن سلطة عسكرية متخصصة في بلد ما، تحدد متى وأين وكيف ومن يمكنه استخدام القوة العسكرية، أي إنها توفر تفويضاً ” محدداً ” للقوات العسكرية للجوء إلى القوة. ويعرِّف حلف شمال الأطلسي /الناتو “قواعد الاشتباك” بأنها إيعازات تصدر من جهة عسكرية مأذونة ترسم الظروف والحدود التي يسمح فيها للقوات المسلحة بالشروع في الاشتباك أو مواصلته.

وتاريخياً بدأ الحديث عن قواعد الاشتباك في منتصف خمسينيات القرن الماضي خلال الحرب الباردة. اما في وطننا العربي فقد ظهرت قواعد الاشتباك بعد تفاهم أبريل (نيسان) عام 1996، الذي رعته الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وسوريا بشأن لبنان في حينها، وفق معادلة: ” في حال قتل مدنيين فسنرد بقتل مدنيين.”

وفي الحقيقة لا يوجد اتفاق تاريخي موقَّع بين طرفين في شأنها لكن التقيد بها يكاد يكون إلزامياً. كما انه لا توجد قواعد متوافق عليها دولياً، بل إن كل جيش في كل بلد يحدد قواعد الاشتباك الخاصة به لكل معركة أو عملية عسكرية قد يقوم بها.

والمعروف ان هدفها الاساسي عموماً هو ” تقييد جغرافية العمليات العسكرية ومنع توسعها، فتقلّ بذلك الأضرار ولا يتسع الدمار”.

ويقر الخبراء العسكريون  بان “قواعد الاشتباك ليست بمثابة اتفاق موقع، بل هي كناية عن واقع وتفاهم غير مباشر وأيضاً غير رسمي، لذلك تعتبر مساومة بين طرفين، وبموجبها يحرص كل طرف على احترام حدود النزاع وعدم تجاوزه، حتى لا تتسع دائرة التصادم المسلح “.

أي بعبارة اخرى تكون قواعد اشتباك “بالتراضي”. فكيف يتم الجمع بين هذا التراضي من جهة،  والادعاء بنصرة القضية الفلسطينية وغزة بالذات من جهة اخرى؟!.

والحقيقة هي أن معادلة قواعد الاشتباك التي يجري الترويج لها اعلامياً بكثافة لافتة للنظر، هي ادعاء ايراني  لتبيّن بأنها تساند غزة حيث تعلن دائماً ان تطور الاحداث في الساحات العربية مرتبط بتطور الاحداث في غزة. في حين يؤكد العديد من الخبراء العسكريين و الاستراتيجيين أن ما يجري في الجنوب اللبناني ما زال ضمن تفاهمات قواعد الاشتباك المعمول بها والمذكورة اعلاه ( اي تقييد العمليات ومنع توسعها وتقليل الأضرار والدمار).

فهناك ناظم لعمليات تبادل إطلاق النار في الجنوب يفرض مستوى معيناً من وتيرة القتال، كما يفرض عمقاً معيناً في الأهداف، وهذا يعني عمليّاً انه ليس هناك ارتباط بتطور الاحداث في غزة. اي ان كل الادعاءات بدعم شعب غزة البطل والمقاومة فيها، ليس لها من معنى عندما لا يرتبط تطبيقها بحجم وبشاعة الجرائم التي ينفذها العدو الصهيوني في غزة . فرغم  تاكيدات ايران العديدة على ان ما يقرر توسيع دائرة المعارك في جنوب لبنان يرتبط بالتطورات في فلسطين!، الا ان غزة تُذبح كل يوم تحت قصف اسرائيلي وحشي هائل فاق فيه عدد الشهداء من المدنيين الابرياء 40 الف، يوازيه الضغط لتهجير ملايين اخرين منها ومن الضفة، ولكن بالمقابل يجري اشتباك ممنهج ومدروس ببرود تحت غطاء ما يسمى ” بقواعد الاشتباك” ؟!.

فهل بقي للشعارات مثل وحدة الساحات، وارتباط الصراع بالتطورات في غزة، ونصرة القضية الفلسطينية من معنى ؟!. ان التناقض واضح وجليّ: فإما وحدة الساحات و ارتباط الصراع بتطوره في غزة، وإما اعتماد قواعد الاشتباك.

فما هي علاقة ” قواعد الاشتباك ” بالتهدئة وكسب الوقت لصالح ايران وبدعم امريكي واسرائيلي ؟

في الوقت الذي تعرضت فيه القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي لأكثر من 165 هجوماً منذ منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي من قبل فصائل موالية لإيران بعد عملية “طوفان الأقصى”، نجد ان إيران اتفقت مع الولايات المتحدة الامريكية على قواعد اشتباك فيما بينهما !! والهدف الجوهري من ذلك هو تحييد الساحة الإيرانية من الغارات الأميركية. وبالمقابل لم يشهد الداخل الأميركي أية تهديدات إيرانية رداً على الضربات الامريكية !!.

وفي الوقت الذي طالب فيه مشرِّعون بمجلس النواب الأميركي بضرورة استهداف طهران بصورة مباشرة، وصف الخبراء هذه الخطوة  “بالاستعراضية”.

فإذا كانت هناك إرادة تصعيد امريكية او إسرائيلية أو ايرانية حقيقية، فينبغي ان تظهر في الميدان. إلا ان ما يجري لا يدل على وجود اية نية لتصعيد الموقف. فالمتحكم في هذا الاشتباك الإيراني – الأميركي المزعوم يسعى إلى الحفاظ على وتيرة معينة، مُتَفَقٌ فيها مسبقاً، على عمق الأهداف ونوعيتها والأسلحة المستخدمة.  لذا يرى العديد من الخبراء إن إعطاء هذه العمليات العسكرية صفة قواعد الاشتباك هو تغطية لأمر اكبر وابعد، وهو الحفاظ على وتيرة هادئة لما يحدث بين إيران وأميركا، وستستمر هذه الوتيرة حتى إشعار آخر،  والإشعار الآخر ليس كما يروجون بربطها بتطورات الأمور في غزة،  وانما بإعلان امتلاك ايران للسلاح النووي.

 

  • الإغتيالات جزء من السيناريو المتَّفَق عليه

في الوقت الذي تتكامل فيه عدة خطط  لتحقيق وتبرير التهدئة وعدم التصعيد، تارة باستخدام حجة الانتخابات الامريكية، وتارة بحجة قواعد الاشتباك،  وكلها تفضي الى عدم نصرة شعبنا في غزة بشكل حقيقي وبما ينسجم مع الشعارات الايرانية المرفوعة ، شهدت الساحة سلسلة كبيرة من عمليات الاغتيال التي تساهم هي الاخرى في تحقيق هذا التكامل . فهذه الاغتيالات تحقق اهداف عدة منها :

  1. اشغال الناس للتعمية على المشروع الحقيقي الجاري، وهو استكمال السلاح النووي بمباركة اسرائيلية امريكية.
  2. الهاء الناس بتفاصيل من قام بالاغتيال وكيف تم؟ وما الى ذلك، حيث ينغمس البعض بهذه التفاصيل تاركين القضية الرئيسية في الصراع، غير مدركين بانهم بانشغالهم هذا، انما يساهمون بالتغطية على المشروع الاصلي وهو استكمال السلاح النووي الايراني.
  3. كسب الوقت اللازم لاستكمال المشروع والاعلان عنه.

إن استمرار التباطؤ وعدم التصعيد وحتى اشعارٍ اخر، مهما كانت الذرائع المقدَّمة له، هو امر مطلوب ايرانياً – واسرائيلياً – وامريكياً، لانه يخدم المشروع الاكبر والاساسي.  فالإشعار الآخر المنتَظَر قادم، ولكن ليس كما يروجون بكونه معني بالتطورات في غزة،  وانما بإعلان امتلاك ايران للسلاح النووي.

 

وهنا لا نقول الا قول رسولنا الكريم صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم..

 ” وَيْلٌ لِلْعَرَب مِن شَرٍّ قَدِ اقْتَرَب “.

 

 

الكَلام فِي الوَحْدَةِ العَرَبيَّة دُونَ اسْتِحْضارِ ثَوْرَة 17 تَمُّوز مُجافاَة لِحَقائِقِ واقِعِنا القَوْميِّ

الكَلام فِي الوَحْدَةِ العَرَبيَّة دُونَ اسْتِحْضارِ

ثَوْرَة 17 تَمُّوز مُجافاَة لِحَقائِقِ واقِعِنا القَوْميِّ

يوغرطة السميري – تونس

 

كانت الوحدة ومازالت تمثل هدفاً استراتيجياً في نضال القوميين، فبدون تحقيقها كمشروع سواء جهوياً أو إقليمياً أو قومياً سيستمر العرب في تخلفهم الاقتصادي والاجتماعي، غير آمنين على وجودهم القومي والحضاري في ظل التحديات المعاصرة التي حكمتها الثنائية القطبية سابقا، والتي تمثلها القوي والكتل السياسية والاقتصادية حالياً الساعية إلى السيطرة و إعادة بناء النظام الدولي بما يحقق مصالحها على حساب الأمم الأخرى وخاصة الأمة العربية وبأي ثمن ووسيلة مهما بلغت شدة اجرامها وبشاعتها.

أما اليوم فقد اصبحت الوحدة ضرورة حتمية وجودية في ظل التسارع الخطير للتطورات الراهنة التي تهدد وجود الامة في الصميم، حيث ترتبط قدرة الامة على مواجهة ما تتعرض له من مخاطر، وقدرتها على تحقيق نهضتها و تطورها،  بتحقيق وحدتها القومية.

فالوحدة هي التي تمكن العرب من مواجهة الهجمات البربرية التي تتعرض لها الامة من الشرق والغرب والتي تنفذها الادوات الاقليمية ومشاريعها الاستعمارية وتغولها الغير مسبوق في الوطن العربي.

 كما تمكنها من تجاوز الفقر ومقاومة العجز النفسي والمادي، وتربط ابناء الامة روحياً بماضيهم كما تمدهم بعناصر القوة والقدرة على مواجهة الطامعين بأرضهم وثرواتهم.

 وفي الوقت الذي يرى فيه البعض ان الفكر الوحدوي مثالي وغير واقعي، الا ان معركة الوجود التي تخوضها الامة بضراوة في اكثر من قطر عربي يومياً، تثبت ان الوحدة ضرورة إستراتيجية و تحتل بذلك أولوية سياسية تتقدم باقي الأهداف القومية الأخرى سواء على مستوي الحكومات أو الشعب العربي. إذ بدون انجازها سنبقي غير آمنين على وجودنا القومي والحضاري والإنساني، فاقدين لاستقلالنا وحريتنا وكرامتنا أمام حجم التحديات ألآنية والمستقبلية التي تفرضها القوي الامبريالية عالمياً واقليمياً.

لذلك في العودة لتنمية الشعور القومي حالة متأكدة الآن باعتبار ما لحق هذا الشعور من تراجع في ظل التخريب الداخلي الذي تلعب فيه عوامل خارجية دوراً أساسياً منذ احتلال العراق مستندة الى خليط من الأدوات المحلية غير المسؤولة مشكلة عامل هام من عوامل الإحباط و العرقلة بصيغتين :

  • أولا : الهروب إلى النظرة الأممية بشكليها الفكري سواء المبني على العقيدة الدينية التي تنطلق من مفهوم إيمان روحي جامع لتجعل منه ما هو سياسي واقعي مادي.
  • ثانيا : الهروب إلى النظرة التي تتجاوز ما هو أولي إنساني إلى ما هو إنساني أممي من ناحية و من ناحية أخري النظرة القطرية المرتبطة بالخصوصية المحلية ملغية الخصوصية الجامعة .

اتجاهات تفكير يسفهها الشعور القومي الايجابي والجدّي و المسؤول حتى في حدوده الدنيا بما ينشئه من صحوة قومية بإمكانها أن تهز أعماق الأمة. والشواهد عديدة على ذلك ( لعل  الحراك الشعبي العربي و منذ انطلاقته الأولي من تونس و تفاعلاته تعبيرا حيا على ذلك ) . حراك بكل ما اقترن به من سلبيات يؤشر الى أن المجتمع العربي ينزع الى الخروج من إطار قرون الهيمنة الخارجية التي سلبت أرضه و ثروته و إرادته و حاولت طمس شخصيته و بما يؤكد سعيه للانتقال من التخلف بكل ما يعنيه من معايير كمية و نوعية اقتصادياً و اجتماعياً وثقافياً إلى الحضارة والإلتقاء بعصر التكنلوجيا، و يكشف من أن العرب بعد فشل الأنظمة القطرية دخلوا كشعب و جماهير فعلاً مرحلة تلمس الطرق الناجعة للتصدي للإنقسام، و معالجة

 التجزئة كشروط لا بد منها لصد الهجمات الوجودية المتتالية ولاسترجاع وضعهم الطبيعي و شخصيتهم الحضارية ضمن حركة التاريخ العام للإنسانية المتجهة نحو التحرر و الحرية، نحو الثورة التقنية الحديثة، نحو مجتمع الأبعاد الكبيرة، و التجمعات البشرية الهامة التي توفر أفضل الشروط لازدهار حياة الشعوب.

ذلك كله  بغض النظر عما نشاهده من تداخل ملامحه صيغة ارتداد إلى الخلف .. ارتداد مفعل و استباقي… بحكم تقابل في الرؤي و أهمية الاستقطاب الخارجي الذي هو ناتج تراكم غرائزي يحكمه رد الفعل و لكنه غير منعزل عما هو روحي قائم و ثابت .

لذلك فالوحدة العربية في منظورنا ليست قوة مادية فحسب بقدر ما هي قوة روحية مرهونة بانبعاث روحي لدي أجيال الأمة كما يؤكدها الأستاذ احمد ميشيل عفلق :

 ” تتحقق الوحدة العربية عندما يشعر العرب أنهم لم يوجدوا عبثاً في هذه الحياة ولم يوجدوا ليعيشوا على فضلات الآخرين وليكونوا عبيدا للآخرين ولم يوجدوا جماعات متناحرة تتنافس على المادة والنفع الحقير وإنما وجدوا ليعطوا ما في نفوسهم وعقولهم وليعبِّروا أكمل تعبير على إنسانيتهم ويرتفعوا إلى فوق النظرة التي تؤمن بالقيم والخلود وليرتفعوا إلى مستوي روحي يصهر نفوسهم من جديد وينسيهم خلافاتهم ويبدل ضعفهم إلى قوة وليشعروا بأن عليهم مسؤولية جدية تامة “ . 

مما يعني أن الوحدة هي إدراك للذات والواقع وللرسالة الإنسانية الخالدة وبالتالي فالوحدة السياسية هي نتيجة عملية و علمية للوحدة القومية عندما يشعر العرب بأنهم أمة واحدة ولهم رسالة وأن عليهم مسؤولية تحرير أنفسهم ليرتفعوا إلى مستوي رسالتهم الإنسانية. وعليه فالوحدة العربية مهما كان شكلها بين قطرين وأكثر جهوية أو إقليمية مكسب تاريخي لأبناء الأمة يفرض تعزيزها وحمايتها والدفاع عنها ضد القوي السياسية المعادية سواء داخليا أوخارجيا.

هنا نستحضر ثورة 17 ــ 30 تموز في العراق في ذكراها السادسة و الخمسين بما وضعته من أهداف على طريق بناء الوحدة في صيغه المادية ان كانت الاقتصادية أو السياسية من الحضور العسكري الفاعل في معارك الأمة ضد الاحتلال الصهيوني ان كان على الجبهة المصرية او السورية و بخاصة انقاذ دمشق من الاحتلال الصهيوني. أم بحضورها و ثقلها الاقتصادي وغير ذلك مما لا مجال لتعداده هنا.  أما على مستوي البناء فلا يمكن أن نمر بقطر عربي دون أن نجد به بصمة فعل مادي شاخص لهذه الثورة ــ التجربة .

و يبقي لرأي الدكتور سعدون حمادي رحمه الله الأثر الذي على كل القوميين العودة اليه و العمل على صياغته بمفهوم المفردات القابلة للتطبيق اذ يقول رحمه الله : ” إن تجربة العمل من أجل الوحدة والتعرف الموضوعي على معطيات الواقع العربي تستدعي عناية خاصة بنظرية الأسلوب لتحقيق الوحدة العربية ؛ هل تكفي فكرة واحدة أو معادلة بسيطة لتحقيق الوحدة العربية أم أن نظرية الأسلوب يجب أن تكون معقدة تستوعب أفكارا عديدة وأساليبا عديدة لمواجهة تعقيدات الواقع وتناقضاته ؟ ذلك من الأمور التي تتطلب جهدا فكريا جديدا فالواقع العربي يصعب التنبؤ به فهو قد يتمخض بأية لحظة عن فرص وحدوية تحتاج أن تواجه بنظرية متطورة تساعد على إيجاد الحلول السليمة ؛ الواقع المجزئ العربي ليس بسيطا لذلك لا يمكن مواجهته بمعادلة بسيطة بل بنظرية متطورة وتحقيق الوحدة العربية هو أكبر مهمات الثورة العربية“ .

 ترى متي نأخذ بهذا الرأي و نقلع عن اللغو الإعلامي لفائدة عمل مادي يؤسس لمعادلة فكرية تصيغ استراتجية فعل مؤشر على طريق بناء وحدتنا كعرب و تقطع مع أشكال اللغو الاعلامي الذي نعيشه كعرب عامة و بخاصة ممن يطرحون انفسهم كقوى فكرية.

الدعوة لمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان والمطالبة بتطبيق القانون والعدالة في العراق     

الدعوة لمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان والمطالبة بتطبيق القانون والعدالة في العراق     

 

الأستاذ الدكتور احمد داود

 

نؤكد ابتداء على أهمية الدور الوطني والإنساني الذي تلعبه منظمات المجتمع المدني العراقية والدولية لتعرية مختلف اشكال انتهاكات القانون والنظام والعدالة وعدم احترام حقوق الانسان. لقد نجحت منظمة انهاء الإفلات من العقاب العراقية، بشن حملة وطنية لتسليط الضوء على الانتهاكات والجرائم التي ارتكبت بحق العراقيين المدنيين العزل.

 

جرائم تعذيب واغتصاب

 لقد نشرت صحيفة دير شبيغل الألمانية، تقريراً موثقاً في ٢٥ مايس ٢٠١٧م، تحت عنوان: “محررو الموصل وحوش لا أبطال”، تناول كشف الجرائم والانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان في العراق، ووثقت جرائم القتل والتعذيب بالصور والأسماء، للمصور الصحفي الكردي علي أركادي الذي رافق فرقة الطوارئ التابعة لوزارة الداخلية العراقية خلال مشاركتها في حملة استعادة مدينة الموصل. ويشرح أركادي في مقدمة تقريره: إن مهمته تحولت إلى كابوس بعد ما شاهده بعينيه من انتهاكات مروعة ارتكبتها فرقة الطوارئ بحق المدنيين في المناطق التي دخلتها، وإدراكه أن جنود النخبة العراقيين مهتمون باغتصاب النساء والرجال المشتبه فيهم ونهب منازلهم أكثر من قتال تنظيم الدولة الإسلامية. ووثق التقرير بالصور والفيديوهات جرائم تعذيب واغتصاب وقتل متعمد للمدنيين اقترفها جنود وضباط فرقة الطوارئ بأحياء وضواحي الموصل.

وقدمت دير شبيغل، أدلة دامغة على حملة تشريد وقتل نفذتها قوات غير نظامية، من خلال مستندات موثقة تؤكد شخصيات الجناة، وتقدم توصيفاً يتناقض مع التقارير الإعلامية الرائجة التي صورت أفراد القوات الخاصة المشاركين في حملة الموصل كمحررين.

 

جرائم حرب ضد الإنسانية

قامت فرقة الطوارئ بتنفيذ مداهمات وهجمات ليلية نفذتها في الموصل، حيث تم تصوير شابين اعتقلهما جنود فرقة الطوارئ للاشتباه في انتمائهما لتنظيم الدولة، وبعد ثلاثة أيام، اعترفا تحت التعذيب بانتمائهما للتنظيم، ثم أعدما بالرصاص، كما قام ضباط فرقة الطوارئ بشن عمليات واسعة للتعذيب والاغتصاب والقتل “لمجرد اشتباه بسيط وحتى من دون اشتباه”، حيث أعدم رعد هندية حارس مسجد قرية كابر للاشتباه بانتمائه للتنظيم، ويعترف مسؤول الاستخبارات بالفرقة النقيب ثامر الدوري بتعرض الحارس هندية للتعذّيب لأكثر من أسبوع قبل اعدامه مع شباب آخرين تعرضوا للتعذيب الوحشي والقتل.

وأشار التقرير الى قيام ضابط الصف حيدر علي باغتصاب زوجة احد المشتبه بهم فتحي أحمد صالح، وقيام جنود آخرين بسرقة مقتنيات منزلية، إضافة لاعتقال واغتصاب شاب معتقل في غرفة النقيب نزار، وأشار المصور الصحفي إلى قناعة الجنود الذين رافقهم بأن التعذيب والقتل والاغتصاب ونهب المنازل مباح لهم، ويتم بمعرفة قادتهم وحلفائهم الأميركيين. ويخلص التقرير إلى أن الاستراتيجية الوحيدة لقوات النخبة العراقية هي إثارة فزع ورعب كل المواطنين بالبلاد لدفعهم لمغادرة مناطقهم وتغيير الطبيعة الديمغرافية لشمال العراق.

إضافة لما تقدم، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش، في تقرير لها، الجيش العراقي والمليشيات باحتجاز فارين من مدينة الموصل وارتكاب انتهاكات بحقهم، شملت الإخفاء القسري والاحتجاز التعسفي في مراكز وسجون سرية للتحقيق معهم، بينهم صبية، وإن مصير هؤلاء الأشخاص لا يزال مجهولا، وتشير منظمة هيومن رايتس ووتش، الى ظاهرة الاختفاء القسري والاعتقالات العشوائية، حيث تضم السجون السرية، غير الخاضعة لوزارة العدل اكثر من ١٢ ألف محتجز من الشباب مجهولي المصير.

 

انتهاكات حقوق الانسان

اتهمت منظمة العفو الدولية Amnesty الحكومة العراقية بغض الطرف عما سمته نمطاً ممنهجاً لانتهاكات خطيرة لحقوق الانسان ترتكبها القوات غير النظامية باستخدام سلاح الجيش، حيث شنت هجمات انتقامية استهدفت بصورة رئيسية آلاف الرجال والصبيان من العرب. وتضخم دورها، وبات لها ما يعرف بمقار استخبارات وسط بغداد، وتتحكم قياداتها بالمشهد العسكري والسياسي ضاربة بعرض الحائط أي دور للحكومة والبرلمان وغيرهما من المؤسسات الرسمية.

فعلى سبيل المثال لا الحصر للانتهاكات المستمرة والتي تتخذ اشكالاً مختلفة في كل محافظات العراق، اتهمت منظمة العفو الدوليةAmnesty  التحالف الدولي بارتكاب “انتهاك صارخ للقانون الدولي” في مدنية الموصل العراقية لعدم اتخاذه الاحتياطات الكافية لحماية المدنيين، مشيرة إلى مقتل مئات المدنيين بعدما أمرتهم السلطات العراقية بالتزام منازلهم رغم الغارات الجوية للتحالف. وأوضحت دوناتيلا روفيرا كبيرة مستشاري الاستجابة للأزمات في منظمة العفو الدولية حينها: أن “عدد القتلى المدنيين الكبير يشير إلى أن قوات التحالف التي قادت الهجوم في الموصل فشلت في اتخاذ الاحتياطات الكافية لمنع وفيات المدنيين، في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي”. وتشير الأدلة الملموسة التي جمعت في شرق الموصل على سبيل المثال، إلى قيام غارات التحالف الدولي، بتدمير المنازل وبداخلها عائلات بأكملها، بعدما طلبت منهم السلطات العراقية البقاء في منازلهم رغم استمرار الغارات الجوية، مما تسبب بمقتل أكثر من ثلاثة آلاف مدني، طبقا لبيان الدفاع المدني بالموصل في ١٩ شباط ٢٠١٧م.

وتنشر وسائل الاعلام العراقية قرارات لتنفيذ حكم الإعدام كان آخرها اعدام ٢٢ سجينا في سجن الناصرية المركزي (الحوت)، ١٥ منهم من أهالي محافظة نينوى و٤ من صلاح الدين والثلاثة المتبقين من محافظة الانبار، ويرجح المراقبون لحملات الإعدام بعد الالتزام بقواعد العدالة والتحقيق القضائي وفق القانون وحق المتهم بالدفاع عن نفسه وعدم اخذ الاعترافات تحت التعذيب. وهكذا تستمر الانتهاكات بشكل او بآخر في البصرة وذي قار وبابل وديالى وكل مدن العراق ومحافظاته من الشمال الى الجنوب تارة في خروقات سياسية واخرى اقتصادية او عشائرية او غيرها.

 ولمواجهة الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان في العراق، نؤكد على ضرورة بناء مؤسسات الدولة المدنية، ومحاربة طبقة الفساد المالي والسياسي، وهذا يتوقف على عاملين وهما:

 تبني الاستراتيجية الشاملة لتحقيق الأمن الوطني والالتزام بالدستور والقانون، والثاني جديّة الأحزاب والكتل السياسية في التعامل بشكل إيجابي مع الاستراتيجية الوطنية لضمان الاستقرار والأمن والتنمية في إطار السيادة والاستقلال السياسي والاقتصادي للعراق. مع أهمية العمل لترسيخ قواعد العدالة والإنصاف لضحايا الحروب والعنف والتعذيب في السجون السرية، حيث الاحتجاز القسري للشباب، وعودة النازحين الى مدنهم وضمان حق المهجرين من جرف الصخر وغيرها، وتحريم ثقافة الكراهية والتمييز الديني والمذهبي والعرقي ونشر روح التسامح والشراكة، واحالة جميع من ارتكب جرائم حرب من اعتقالات عشوائية وتعذيب واغتصاب واعدام، خارج سلطة القضاء، الى القضاء لكي يأخذ جزائه العادل.

 

التَّغْيير الدّيموغْرافي لِلعِرَاق والوطن العربي تهْدِيد لِكيانِه وتاريخِهِ وَعُروبَتِهِ و مُستَقبَلِه

التَّغْيير الدّيموغْرافي لِلعِرَاق والوطن العربي

تهْدِيد لِكيانِه وتاريخِهِ وَعُروبَتِهِ و مُستَقبَلِه

 

في الوقت الذي تعتبر فيه السيادة الوطنية من المقومات الأساسية لأي دولة في العالم، لذا فان مسؤولية الحفاظ عليها تعد المسؤولية ألاولى للسلطة، التي تكون مهمتها ضمان هذه السيادة من خلال اجراءات تتخذها على كافة الاصعدة داخلياً وخارجياً، وفي مقدمتها القوانين  والتشريعات التي تصدرها.

إلا ان الإجراءات والقوانين التي إتخذتها بعض الدول العربية ومنها سلطات ما بعد الاحتلال في 2003 ومؤسساتها في العراق  قد عززت فقدان السيادة.

وعلى سبيل المثال لما يحدث في بعض اقطار الوطن العربي ، كان اخرها العمل على سَن قوانين تؤدي الى إستهداف عروبة العراق واصول مواطنيه وذلك بإغراقه بحَملة الجنسية الايرانية والباكستانية والافغانية وغيرهم من إصول غير عربية، عن طريق منحهم الجنسية العراقية بتسهيلات غير مسبوقة في اية دولة في العالم ، وذلك بهدف إحداث تغيير سكاني مُريب خدمة لإيران في مشروعها الإستيطاني الذي يهدف الى تغيير التركيبة السكانية العربية في دول محورية في مقدمتها العراق وسوريا ولبنان واليمن ثم الانتقال الى السودان ومصر وتونس والمغرب العربي. وكل ذلك يجري على مرآى ومسمع من اميركا، وكذلك للاسف الشديد من العديد من القوى الوطنية والقومية والاسلامية في الوطن العربي.

  ان ذلك يعد جريمة كبرى بحق العراق والعراقيين وكل العرب لا ينبغي السكوت عنها ، سيما وانه يقابلها مشروع هجرة ونزوح قسري للمواطنين  الاصليين من مناطق سكناهم ، تليها محاولات إفراغ العراق من تاريخه وثقافته التي تعد العمود الاساسي للهوية والوحدة الوطنية .

 إن ما شرّعته السلطة الحالية في العراق على سبيل المثال، من قوانيين لتوطين أعداد تقدر  بأربعة ملايين  شخص من الايرانيين وغيرهم من غير العرب، وإسكانهم في العراق ومنحهم الجنسية العراقية في فترات قياسية، لم يكن سياسة آنية او عفوية، وإنما هو مخطط استراتيجي بعيد المدى.  فهو برنامج مدروس اُعِدَّ لطمس هوية العراق العربية، بحيث تتحول بغداد، تلك المدينة العربية ذات التاريخ العربي المجيد، الى مدينة غير عربية، وتتبعها في ذلك مدن الفرات الاوسط ، ومن ثم كل مدن العراق والاقطار العربية الاخرى، خدمة لمصالح إيران وسياستها التوسعية.

ان كل ذلك يجري تحت ضغط المليشيات المسلحة الموالية لايران، والتي تعمل على  توسيع نفوذها  وتمددها ليس في العراق وحسب، وإنما في اقطار عربية اخرى وذلك خدمة للإحتلال الامريكي و المشروع الصهيوني المسمى بالشرق الاوسط الكبير.

 ان ألواجب الوطني والقومي يحتّم على جماهير الشعب العراقي وقواه الوطنية وكذلك كل القوى العروبية في عموم الوطن العربي،  فضح هذا المشروع المشبوه والوقوف ضده بعزم وقوة وصلابة المؤمنين، وأن لا تقف متفرجة دون حراك وطني وقومي فاعل لفضح وافشال ما تقوم به وتنفذه السلطة العراقية من اجراءات وقوانين تستهدف التركيبة السكانية الوطنية العراقية وهويته العربية .

 إن ما يمر به العراق  ينذر بمخاطر  كبيرة وجسيمة تؤثر على مستقبلِه الى مدى بعيد، ألأمر الذي يتطلب من الشعب العراقي بكل اطيافه الثورة على هذه السلطة المهيمنة على رقاب العراقيين، فالثورة الشعبية العراقية هي عنوان الوطنية الحقيقية لإقتلاع جذور الفساد السلطوي المتخلف، ليعود العراق وشعبه معززاً كريماً في حياته ضامناً لهويته ولمستقبله .

 وإنها لصرخة ضمير في الوجدان العربي في كل قطر عربي ولكافة ابنائه الذين يعتزون بعروبتهم وبقوميتهم وبوطنيتهم وبدينهم اينما كانوا،  للتصدي لهذا المشروع. كما ان جميع القوى الوطنية والقومية والاسلامية مطالبة اليوم ان تتصدى له بكل قوة  ومن دون تنازل أو ضعف أو تهاون  مع مشاريع التغيير الديموغرافي  في اقطارهم ، التي تخدم التوسع والهيمنة الايرانية هناك، لان ذلك يهدد وجودهم وهويتهم الوطنية والقومية ومستقبل اجيالهم لقرون عديدة .

  

مكتب الثقافة والاعلام القومي

3/8/2024

أسرى الحَرب الإيرانيّة العراقيّة المَنسِيّين.. مَنْ ينقذهم مِنَ المُعاناة الأبديّة

أسرى الحَرب الإيرانيّة العراقيّة المَنسِيّين..

مَنْ ينقذهم مِنَ المُعاناة الأبديّة

 

الثائرة البصرية

رغم انقضاء اكثر من ربع قرن على انتهاء الحرب الإيرانية العراقية، الا انه ما زال هناك عدد كبير من الأسرى العراقيين والعرب ما زالوا قابعين في سجون ايرانية سرية يعانون هم واُسَرهم شتى صنوف العذاب واللوعة، من دون ان تُحسم قضاياهم التي ما زالت معلّقة بين السماء والأرض. فهؤلاء الأسرى قد لاقوا و رأوا ما لم يفترض ان يراه الكافر في نار جهنم . ومن خلال زيارات اسرهم للأسرى العائدين من الأسر بصفتهم معاقين،  حيث قام الأهالي بمقابلة كلّ أسير عاد للوطن من شمالِه إلى جنوبِه تقريباً ، اطّلعت تلك الاُسَر وعرفَت كلّ ما يدور في معسكرات الأسر في ايران.

   وتم التعرف على ان هناك سجون سريّة تحت الأرض لم تُسجّل بالصليب  بالأحمر أساساً. ومنها معسكر (( سنكبزد )) والذي يسمّى صخرة الموت. وبالفعل هو كذلك حيث تبين ان اغلب من فيه قد توفاهم الله بعد ان أصيبوا بالسل لأن المعسكر يقع تحت الأرض حيث  لا يُسمَح لهم برؤية الشمس، وانما  يتم اخراجهم منه مرة واحدة فقط في الشهر ولساعاتٍ قليلة ويعيدونهم للسجن ثانيةً.

 وقد توفي كثير من الأسرى بعد عودتهم مباشرة الى العراق وبعض الاقطار العربية ومنهم من توفى اثناء الأسر. وقد عثرت منظمة الصليب الأحمر بالصدفة على هذا السجن وبدؤا بإعادة بعض المصابين والمعاقين فيه الى اقطارهم في تسعينات القرن الماضي.

 وهناك معسكر آخر يسمّى ((برندك رقم ٢))، وللأسف فانه يحتوي الكثير من الضباط والجنود وعناصر من المواطنين من متطوعي الجيش الشعبي، وهذا المعسكر لم يتم تسجيله أيضاً لدى الصليب الأحمر.

  ومن المُحزن انه اثناء وحتى بعد انتهاء الحرب، كانت السلطات الايرانية تقوم في كل يوم بإعدام إثنين من الأسرى أمام رفاقهم، إلى أن فاض غيض الأسرى وتمرّدوا وثاروا على سجّانيهم وقاموا بذبح الضابط الإيراني داخل السجن. فقام الايرانيون بفتح نيران دباباتهم على المعسكر فتوفي من الأسرى من توفي، وجرح منهم من جرح، في حادثة بشعة  تتنافى مع كافة الأعراف السماوية والقوانين والإتفاقيات الدولية السارية.  

 ومن خلال متابعة اهالي الأسرى الذين كانوا في هذه الحادثة، وجدوا انه بعد هذه الحادثة بالذات لم يعدْ ابناءهم إلى هذا المعسكر، فعرف الأسرى الاحياء أن الاخرين لم يعودوا لانهم قتلوا، ولم يتم العثور على اي قبر لهم في مدافن الأسرى.

  والحديث في هذا الموضوع طويل وتفاصيله كثيرة، وكلها تشير الى ان جرائم القوات الايرانية الوحشية بحق الأسرى والتي لا يمكن ان تُحصى أو تُعدْ، لم يفعلها حتى الصهاينة في ابشع صور اجرامهم، ولم يسجل مثلها التاريخ حتى من قِبَل المغول والتتار.                                             

 والسؤال الذي يطرح نفسه، ويطرحه الأهالي دوماً هو: لماذا كل هذا الصمت عن قضية هؤلاء الأسرى الذين لازالوا يضحّون بصبرهم وصمودهم من أجل العراق والأمة العربية ؟!

 ان اقل ما ينبغي فعله ازاء صبر وثبات اخوتنا العراقيين والعرب في الاسر الايراني، هو أن يرتفع صوتنا جميعاً للمطالبة بعودتهم حسب وثائق ومعاهدات جنيف وكل المعاهدات الدولية والإنسانية، لإن مآسي الأسرى في السجون والمعسكرات الإيرانية هي من الوحشية ما لا يمكن أن يستوعبها عقل بشري. والجرائم التي تُقتَرَف بحقهم لا يمكن أن يتقبّلها أي احد يمتلك الحد الأدنى من القيم والمشاعر الانسانية.

  فمعسكر ((سمنان)) الذي ينقسم إلى قسمين، قسم سقيفة وقسم خيَّم والذي يقع بين جبلين، حيث الثلج في الشتاء يكون على اشده، يلجأ الايرانيون الى معاقبة الأسير فيه بدفنه في الثلج، لينغمر الى منتصف جسده. وقد توفي نتيجة لذلك العديد من الاسرى لعدم قدرتهم على التحمّل. اما الاحياء فيتولى مكلف إيراني بالجلوس في منتصف الخيمة التي فيها عادة ثمانية أسرى حاملاً بيده دبوس يقوم بوخز الاسير به كلّما تعب الأخير واراد النوم.

 وهذا مثال بسيط على التعذيب الذي يلقاه الاسرى خلال هذه الأعمال وغيرها الكثير والمخالفة كلها لكل الاعراف والشرائع السماوية والقوانين الدولية.  ولنا ان نتصور كيف يمكن ان يتحمّل أي شخص كل هذا العذاب ولكل هذه السنين العجاف، وما هو حجم معاناة اسرهم واهاليهم نتيجة كل ذلك ؟!.

  وللأسف فقد سعت عوائل هؤلاء الأسرى بكل ما تملكه من قدرات بسيطة لمعرفة مصير ابنائها، و ملأت الآلاف من استمارات البحث عن المفقودين وفي جميع الدول التي يتواجد فيها فرع من فروع الصليب الأحمر الدولي، فضلاً عن المقر الرئيسي للصليب الأحمر في سويسرا ولكن لم يعثر أي منهم على بارقة امل، او يتلقى اي رد، لا بالسلب ولا بالإيجاب.  وأصبح لدى هذه الاُسَر يقين بأن معظم هذه المنظمات التي

  تدعى  منظمات إنسانية انما هي مجرد واجهات ، او انها عاجزة تماماً عن اداء الدور الذي تدّعيه.

 ان وجود هذا العجز للمنظمة المعنية، واستمرار هذه المعاناة للأسرى وعوائلهم يحتم على جميع المنظمات والهيئات والمؤسسات العراقية والعربية أن تُبادر باطلاق صرخة ضمير إنساني تهدر بالعدل والحق، لإعادة إحياء هذه القضية الإنسانية المنسيّة، من خلال التعميم والتثقيف على ضرورة استمرار رفع شعارات للمطالبة بحقوق هؤلاء الاسرى المظلومين. واطلاق المبادرات لمفاتحة كافة الجهات العربية والدولية الرسمية منها وشبه الرسمية، اضافة الى منظمات المجتمع المدني ذات العلاقة، ووضع برنامج للتحرك من اجل رؤية نهاية لهذا النفق الانساني المُظلِم.

 ويتصدر كل ذلك التحرّك على الجهات القانونية الدولية من خلال الكوادر العراقية والعربية من القانونيين والحقوقيين والإعلاميين ونشطاء المجتمع المدني، للمطالبة بالحقوق المشروعة التي تكفلها المعاهدات الدولية المُبرمة، والتي تكون مُلزِمة التنفيذ لكل الدول الموقّعة عليها ومنها العراق وايران. فضلاً عن المطالبة بإعادة الأسرى في المحافل الدولية والمنظمات المعتمدة من خلال توجيه رسائل باسم أهالي الأسرى وعوائلهم.

 ان مثل هذا التحرك هو واجب وطني وقومي لإحياء هذه القضية الانسانية المنسية، وهو اقل ما يمكن فعله  للوفاء لهؤلاء الأبطال الذين ضحّوا بحياتهم ومستقبلهم من أجل الوطن والشعب والامة العربية.

ورغم وعورة الطريق ، الا ان التاريخ يعلمنا دائما انه ..

 “ما ضاع حق وراءه مطالب “.