القيادة القومية : ملحمة جنين علامة مضيئة في مسار النضال الوطني الفلسطيني
اكدت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، ان ملحمة جنين هي علامة مضيئة في مسار النضال الوطني الفلسطيني ، وعلى الامة العربية ان ترتقي في دعمها واسنادها لثورة فلسطين الى مستوى التضحيات التي تقدمها جماهير فلسطين في تصديها للاحتلال الصهيوني. جاء ذلك في تصريح للناطق الرسمي باسم القيادة القومية للحزب في مايلي نصه.
لم تكد تمضي ايام قليلة على وقف التصعيد العدواني الصهيوني ضد غزة ، حتى بادرت قوات الاحتلال الى اقتحام مدينة جنين ومحاصرة مخيماتها ، وهو ما ادى الى مواجهة بطولية بين القوات الصهيونية المؤللة والمقاومين الذين تصدوا لقوات العدو بالامكانات المتاحة اسفرت عن تدمير سبعة اليات للعدو وايقاع العديد من الجرحى في صفوفه ، مما اضطره لنقلهم من ساحة المواجهة بالطوافات العسكرية .
ان هذه المواجهة التي ادت الى استشهاد خمسة مقاومين وجرح العشرات من سكان المدينة والمخيمات ، تشكل علامة مضيئة في مسار النضال الوطني الفلسطيني وتوجه رسالة للقاصي والداني ، بان شعبنا في فلسطين المحتلة ، مصمم على التمسك بارضه والدفاع عنها حتى الاستشهاد ، ولن يمكن العدو من تنفيذ مخططه الرامي الى تهجير جماهير فلسطين وفرض الصهينة على كل معالم الحياة فيها.
واذا كان العدو قد اختبر صلابة المقاومة وقدرتها على المواجهة في كل المعارك التي خيضت على ارض فلسطين منذ اطلقت الثورة الفلسطينية رصاصتها الاولى ، فان الارادة الوطنية الفلسطينية ، تشتد اليوم صلابة وهي تقاوم العدو والته الحربية باللحم الحي ، وهي تترجم هذه الصلابة في تجديد ثورتها عبر كافة اشكال الكفاح الشعبي وخاصة المسلح منه.
ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، اذ توجه التحية لجنين ومخيماتها ولجماهير شعبنا على مساحة كل فلسطين ، وتكبر فيها روح المقاومة وهي تقدم قوافل الشهداء دفاعاً عن حقها في التمسك بارضها وحماية مقدساتها في القدس والخليل واعيانها الثقافية وارثها التاريخي ، تدين مواقف النظام الرسمي العربي الذي يقف متفرجاً على ما تتعرض له جماهير فلسطين من قتل وتدمير ودفع نحو “ترانسفير” جديد ، لا بل اكثر من ذلك ، فان بعض هذا النظام يواصل عمليات التطبيع مع العدو ،ويفرض حصاراً مالياً وسياسياً على ثورة فلسطين في نفس الوقت الذي يوسع فيه من مساحة علاقاته السياسية والاقتصادية وحتى الامنية مع الكيان الصهيوني. فالعدو الصهيوني ، ما كان ليصعد من عدوانه واجراءاته القمعية في الارض المحتلة ويقتحم الاقصى ويهدد يومياً بتغيير معالمه ، لو لم يكن مطمئناً الى الموقف الرسمي العربي المتخاذل ان لم يكن المتواطئ معه.
ان القيادة القومية للحزب ، وهي تعيد التأكيد على الموقف الذي يستحضر مقولة القائد المؤسس الاستاذ ميشيل عفلق ، بأن فلسطين لن تحررها الحكومات وانما الكفاح الشعبي المسلح ، تستحضر في الوقت ذاته مقولة القائد الشهيد صدام حسين ، بان فلسطين بحاجة الى الحضن القومي الدافئ ، لان جماهير فلسطين تخوض معركة الامة العربية على ارض فلسطين ، ومن واجب الامة احتضانها وحمايتها وتوفير كل وسائل الاسناد لتعزيز صمودها اهلها ورفع وتيرة المواجهة وتكبيد العدو ما لا يتوقعه من خسائر بشرية ومادية مع اطلاق اوسع حملة سياسية ضده باعتباره كياناً يغتصب ارضاً لشعب طرد منها بالقوة ، وان المواثيق الدولية كفلت للشعوب حقها في المقاومة وتحرير ارضها من الاحتلال . وان على المجتمع الدولي ان يلاقي الموقف الموقف الوطني الفلسطين من اجل تمكين شعب فلسطين من تقرير مصيره وهو الذي بات رأس حربة في مواجهة احتلال استيطاني كما مواجهة اخر نظام للفصل العنصري في التاريخ المعاصر.
تحية لجنين ومقاوميها وتحية لكل فلسطين وثورتها ، وتحية لشهدائها ، والشفاء لجرحاها ، والحرية لاسراها ومعتقليها ،والخزي والعار للمطبعين والمتخاذلين الذين يبيعون قضية شعب وامة بثلاثين من الفضة .
الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي
د. احمد شوتري
في ٢٠٢٣/٦/٢٠