ثورة 8 شباط… معجزة البعث العملاق
فاطمة حسين
نستذكر ثورة الثامن من شباط 1963 في ذكراها الثانية والستين والتي قامت في ظروف بالغة الصعوبة واليأس الذي عم الشعب العراقي الذي كان تواقاً إلى التحرر والتغيير من التصرفات الظالمة لعبد الكريم قاسم، وإطلاق يد الشيوعيين في العبث بمقدرات الشعب والوطن، والأسلوب القمعي، وشيوع أساليب الترهيب لكل ما يتفق مع توجهات الشيوعيين، والانحراف الكبير عن ثورة 14تموز 1958 ومنهجها، مما دفع حزب البعث العربي الاشتراكي إلى بذل قصارى جهده للتوعية الجماهيرية وتعبئة الجماهير لتغيير النظام من خلال ثورة شعبية، والخروج من الوضع المأساوي وتغييره باندفاع يحركه عدم الرضى من قبل أبناء الشعب والتطلع إلى الأفضل للعيش بسلام وعدالة والتحرر من قبضة الحكم القمعي، وبدء عصر من الرخاء الاقتصادي والاستقرار السياسي وإسقاط جدار الديكتاتورية في العراق وإنشاء دولة ديمقراطية ووضع اللبنات الأساسية لقيم الحكم والمساواة والعدالة الاجتماعية.
إن روح الإقدام والشجاعة التي تمتع بها البعثيون، رغم محدودية حجم الحزب وقصر تجربته الثورية، كل تلك العوامل شكلت عائقاً أمام الحزب للقيام بأي عمل لتصحيح الأوضاع السياسية، ولكن رغم كل تلك العوامل المؤثرة، تحمل الحزب المسؤولية الوطنية والقومية وأخذ الحزب زمام المبادرة فهيئ الحزب السلاح والعتاد والمقاتلين الأشداء، والذين كانوا رأس الحربة بنجاح ثورة الثامن من شباط وإعادة العراق للصف العربي، من خلال تلاحم فريد بين الجيش والشعب، وكانت ثورة الثامن من شباط الغرس الأول للحزب، فزرعت ثورة الثامن من شباط الإحساس بالعزة والكرامة والفخر لدى أبناء الشعب العراقي.
لم يكن هدف الحزب تسلم الحكم بل وسيلة لبلوغ الغايات في التغيير الشامل وإنقاذ الجماهير من حالة الظلم والاستبداد والقمع وكبت الحريات والانحراف عن أهداف ثورة الرابع عشر من تموز التي بنى عليها الشعب آمالاً كثيرة باءت بالفشل الذريع، ولذلك صدح صوت الحق في الثامن من شباط، وكان صوت البعث مدوياً وهو يعلن التصدي للنظام الديكتاتوري ويعلن نجاح ثورة الثامن من شباط (عروس الثورات) كما سماها الأب القائد أحمد حسن البكر رحمه الله.
وليعلم أعداء البعث أن البعث حي لا يموت وأنه قادم لا محالة.
إن الوضع في العراق الذي تسوده الفوضى الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وانتشار الجرائم والمخدرات وسرقة المال العام والفساد الإداري والمالي والأخلاقي، وفساد نظام الدولة، وانهيار نظام التعليم والنظام الصحي، وانعدام الخدمات واللامساواة والتفاوت الاقتصادي بين أبناء الشعب، وفشل الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ستدفع بأبناء العراق للثورة على هذا الواقع الفاسد والتخلص من العملية السياسية برمتها، وإن غداً لناظره قريب.
الرحمة والخلود لشهداء ثورة الثامن من شباط وشهداء العراق والأمة العربية.