ثورة شباط ١٩٦٣ خالدة تتحدى الأزمنة
أبو الحسنين علي
في الثامن من شباط عام ١٩٦٣ م تصدى رفاق البعث ورجال العراق الغيارى لواقع العراق السياسي المنخور ولواقع العراقيين الإنساني والاقتصادي والخدمي الذي كان يكرس واقع التخلف والاضطهاد والموت السريري لأي نهوض محتمل فقلبوا الطاولة على النظام المتهرئ واطلقوا العنان لأمنيات وطموحات شعبنا بأن تتنفس من جديد ولروحه التواقة للحرية وللحاق بمسارات تطور الشعوب أن تكسر القيود وتعلن عن حضورها الذي لا يدنوه الفناء .
في ثورة الثامن من شباط ١٩٦٣ المجيدة وضع البعث العظيم ثالوث أهدافه ( الوحدة والحرية والاشتراكية ) في قبضة الشعب وفي صدور الأحرار ووضع برنامج الانتقال بالعراق وشعبه من برك السكون الى براكين الثورة . حيث تعاضدت سواعد أحرار الجيش العراقي الباسل مع إرادة الشعب وطليعته البعثية لتعلن انبلاج فجر واحدة من أعظم ثورات شعبنا والتي سماها الأب القائد أحمد حسن البكر رحمه الله باسم عروس الثورات .
وفور انطلاق الثورة بدأت بتغيير كل شيء في العراق الى ما هو أفضل . دخلت في الريف لتطور الزراعة ونفذت الى التعليم لتغذيه بروح ومواد جديدة ودخلت في الاقتصاد لتبدأ عصر نهضت كان العراق سيطالها بعزم وقوة لو أن عمر الثورة قد امتد لأشهر قليلة فقط . نعم كانت ثورة إنجازات مخطط لها وتغيير جذري شامل مدروس وفقا لعقيدة البعث الوطنية القومية الوحدوية الاشتراكية وتأسيسا على روح أمتنا الحضارية الأصيلة .
غير أن الأيادي الآثمة والأرواح الشريرة قد تفاعلت مع طيبة الثوار وربما قلة الخبرات في إدارة الدولة وربما مع الحماس الهادر الذي رافق الثورة فتمكنت منها مؤامرة الغدر فأسقطتها مضرجة بدمها وهي لما تزل عروساً تعطي شهد السعادة للشعب.
وفي الوقت الذي أجهضت فيه إرادة العراق التشرينية بدأت روح تموز تولد من بين فواجع قتل عروس الثورات لتصنع ثورة ١٧-٣٠ تموز ١٩٦٨ م التي صنعت عراق المجد والتقدم والازدهار.
ونحن على يقين بأن مقاومة البعث الجسورة الحكيمة ستحرر العراق من الاحتلال وعمليته السياسية المجرمة التي جاء بها الغزو الأجنبي سنة ٢٠٠٣.
المجد والسؤدد والبهاء لثوار شباط الشهداء والأحياء .
المجد للبعث صانع الثورات والسائر على دروب التحرير بإذن الله .