عروس الثورات
منعطفٌ تاريخيٌّ مهم في حياة العراق السياسية
أم صدام العراقي
من محطات التاريخ النضالي لحزبنا القائد ثورة الثامن من شباط – 1963 والتي سميت بـ “عروس الثورات” كونها أول ثورة فجرها حزبنا المناضل في العراق والتي جاءت ضد تفرد الزعيم عبد الكريم قاسم في السلطة وقراراته السلبية سواء بإعدام الضباط الأحرار أو بإجراءاته القمعية للمناضلين البعثيين، إضافة إلى تمرد وطغيان حلفائه الشيوعيين، فهذا الوضع أدى إلى اضطرابات سياسية واجتماعية، ورداً على هذا الوضع المتأزم فجر حزبنا القائد ثورته الجبارة صبيحة يوم الجمعة الثامن من شباط من عام 1963 والموافق الرابع عشر من شهر رمضان المبارك …
لقد كانت ثورة الثامن من شباط منعطفاً تاريخياً مهماً في حياة العراق السياسية، حيث تصدت للتسلط والاستبداد الفردي ووقفت بوجه تمادي الشيوعيين، وقدمت للعالم درساً بليغاً عن خصوصية الثورة العربية بأهدافها وتاريخها وقيمها، فقد أعادت هذه الثورة للعراق ملامحه القومية، حيث أن انحراف عبد الكريم قاسم ونظامه الشعوبي بعد ثورة 14 تموز – 1958 ومعاداتهم للقومية العربية ومحاربتهم للقوى القومية الوطنية الثورية والأحزاب الوطنية وخاصة “حزب البعث العربي الاشتراكي” أحدث ردة قوية في الشارع العراقي، فكان لا بد من اسقاط هذا النظام وتصحيح مسار الثورة .
إن من أهم الأسباب التي دفعت حزبنا القائد للخلاص من الطاغية عبد الكريم قاسم ونظامه المستبد هي انفراده بالسلطة واستيلاء الشيوعيين والشعوبيين على مقاليد السلطة واضطهاد أبناء الشعب والقوى الوطنية القومية والمجازر التي ارتكبوها بحق الوطنيين الأحرار في الموصل وكركوك وعزل العراق عن الساحة القومية، كل هذه الأسباب وغيرها أدت إلى سخط الشعب على النظام ورفضه رفضاً قاطعاً، مما قاد حزبنا القائد إلى التفكير بإزاحة هذا النظام الفاشي المتسلط على رقاب الشعب .
اليوم وفي هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها العراق والأمة يستذكر العراقيون والعرب جميعاً، وخاصة مناضلو البعث الأشاوس، واحدة من أهم ملاحم البعث البطولية الخالدة، ألا وهي ثورة الثامن من شباط “عروس الثورات” تلك الثورة التي كانت حدثاً كبيراً ومنعطفاً تاريخياً مهماً في حياة العراق السياسية، فهي واحدة من أبرز محطات نضال حزبنا القائد والتي جسدت أروع صور التلاحم بين الجيش والشعب لتخليص بلدهم من ثلة العصابات الشعوبية التي أراقت دماء زكية طاهرة وعاثت في أرض العراق ظلماً وجوراً وفساداً …
الرحمة والخلود وعليين لشهداء ثورة “عروس الثورات” الخالدة والمجد والفخر لمناضلي البعث الأشاوس والعز والرفعة والظفر للعراق وأمة العرب.