شبكة ذي قار

أرشيفات 2024

يَا شَباب الأمَة لَبُّوا النِّداءَ الخَالِد ” نَفْدِي العِراق “

يَا شَباب الأمَة

لَبُّوا النِّداءَ الخَالِد ” نَفْدِي العِراق “

الدكتور حسن العالي – البحرين

 

ونحن نستعيد ذكرى ثورة ١٧ – ٣٠ تموز المجيدة، نسترجع في هذه المناسبة نداء ” نصرة العراق” الذي اطلقه البعثيون في عام ١٩٤١ بالتزامن مع اندلاع ثورة مايس، ولندعو أن يكون هذا النداء هو شعار للمرحلة المقبلة من نضال شباب الأمة وفي كافة ساحات الوطن العربي الكبير نصرة لتحرير العراق.

نستلهم هذا النداء الذي عنونه القائد المؤسس في مقال له بعنوان “نفدي العراق”.  وما بين تلك المقالة عام ١٩٤١ وبين خطاب القائد المؤسس رحمه الله في الذكرى الثانية والأربعين لميلاد البعث عام ١٩٨٩ سنوات ممتدة شارفت على الخمسة العقود كان نداء ” نصرة العراق” خالداً تكرس وترسخ لديه رحمه الله على مر هذه العقود.

هذا النداء الذي وجهه البعث عام ١٩٤١ مستحثا شرفاء ومناضلي الأمة لكي يهبّوا لنصرة ثورة العراق كان ينطلق منذ البداية من رؤية ثاقبة وعميقة لدى القائد المؤسس لموقع العراق ودوره المحوري في النهوض القومي وتحقيق اهداف الأمة.

هذا النداء لا يزال  يتردد صداه حتى يومنا هذا في كافة ساحات النضال القومي والإنساني، بل ان الهَبّة لتلبيته من قبل مناضلي وشرفاء الأمة والعالم باتت اكثر الحاحاً وضرورة في وقتنا الراهن، لا لأن العراق اصبح تحت حكم العملاء والنظام الإيراني والهيمنة الأمريكية بلد ممزق ومسلوب الإرادة وبحاجة لأن يهبّ كافة احرار العالم لنصرته للتخلص من هذا الاحتلال المزدوج، بل وكذلك لان تحرير العراق سوف يؤدي دون شك الى انتشال الأمة العربية من واقع خذلانها وضعفها وتفككها. فهناك رابط حضاري بين نهضة العراق ونهضة الأمة.

في مقالته بعنوان “نفدي العراق” عام ١٩٤١، شخص القائد المؤسس منذ بواكير التحركات الوطنية للتخلص من رقبة الاستعمار في البلاد العربية، العلاقة بين ثورة مايس ضد الاستعمار البريطاني وبين النضال الوحدوي التحرري، حيث بادر البعثيين لتأسيس “اللجنة المدرسية لنصرة العراق” وجهوا من خلالها تعاليمهم للطلبة والشباب والمدرسين العرب لكيفية نصرة العراق في ثورته، وهي تعاليم لا تزال تمثل بحق برنامج عمل نضالي يستحق العمل على إحيائه.

 

يؤكد القائد المؤسس في مقالته عام 1941:

“إن لحرب العراق ثلاث فوائد اذا قدّرَها العرب خطوا بنهضتهم الحديثة خطوات واسعة:

الفائدة الروحية : كاد  العرب في الحرب العالمية الحاضرة ييأسون من مصيرهم لما رأوا بينهم وبين الامم الاخرى من فارق كبير في القوة والاستعداد، فسلموا امرهم للصدفة والقدر، راجين ان يأتيهم الفرج من انتصار هذه الدولة او تلك دونما تعب او جهد يبذلونه. فلما قام العراق العربي بهذه الحرب الجريئة المشرِّفة اعاد الى العرب ثقتهم بأنفسهم وشعورهم بشخصيتهم، فرجعوا يتأملون المستقبل بعين مستبشرة ويعالجون الحاضر بروح جدية نشيطة وقد استرجعوا الشعور بكرامتهم واخذوا يهتمون منذ الآن بشؤونهم القومية ويعتدون بانتصارات ابطالهم مهملين اخبار الاجانب واعمالهم.

الفائدة السياسية: إن حرب العراق تخرج العرب من وضع الشعب المهمل المنسي وترفعهم الى مستوى الشعوب الحيّة  الفعالة التي تتبوأ وجودها وتحقق ارادتها بدمها ونشاطها.

الفائدة القومية: إن حرب العراق غاية ووسيلة في آن واحد. هي غاية لان جهود الأمة العربية كلها يجب ان تنصرف الى تأمين نصر العراق حتى يكون انتصاره اول تحقيق لوحدتها القومية. وهي وسيلة لأن على الأمة العربية ان تستغل هذا العمل الجريء الذي يقوم به جزء من اجزائها لتوثق الروابط القومية فيما بينها ولتجعل الفكرة العربية القومية تظهر في شكلها العملي، اي في نصرة العراق المناضل عن حرية العرب ووحدتهم.”

ولقد امتدت هذه النظرة الثاقبة لأهمية ومكانة العراق في تحرير الأمة العربية من كبوتها وتردي أوضاعها، ولم تزدها الايام والحوادث والتطورات اللاحقة إلا رسوخاً وتجذيراً في فكره البعث ونظرته للعراق.

فها هو يعود في كلمته في ذكرى ميلاد البعث الثاني والأربعين  عام ١٩٨٩ ليؤكد هذه الاهمية والمكانة:

“إن نصر العراق نصر للفكر القومي، فكر النهضة العربية، الفكر الحضاري المتشبع بروح الإسلام، والمنفتح على حضارة العصر، والمؤمن بالعلم والتقدم، لان المعركة كانت فكرية بقدر ما كانت عسكرية، بل أنها الحرب الأولى الجدية التي يخوضها العرب تحت لواء الفكر ويدافعون فيها، بأنهار من الدماء الزكية عن خيارات فكرية وحضارية أساسية لوجودهم ومستقبلهم كأمة.

إن عناصر الخير والصحة وقوى المستقبل في الأمة تدرك ذلك، وتدرك أن حماية النصر العراقي موكلة إليها، بأن يدخل هذا النصر في وعي الجماهير العربية على امتداد الوطن الكبير، بكل العوامل الأساسية التي جعلته ممكنا، بل محتوما، وبكل أبعاده التحررية والتقدمية والوحدوية، حتى تتهيأ عوامل الانطلاق والاقتدار للأمة بكاملها.

فالانتصار العراقي، هو منعة وقدرة للعراق العربي، وهو رصيد للأمة العربية فيه قوة وقدوة لها في حاضرها ومستقبلها، في صراعها مع أعدائها الرئيسيين: الإمبريالية والكيان الصهيوني، وفيه ردع للأعداء المحتملين مثل إيران”.

لقد شكل البعث في عام 1941 حركة نصرة العراق ، وأطلق برنامج عمل نضالي:

أولا : غايته

 امداد العراق في حربه التحريرية العربية بمساعدة  فعالة من كل بلاد العرب تضمن له النصر الاكيد  وامداد البلاد العربية بروح جديدة من حرب العراق تعمم فكرة التضامن ووحدة المصير العربي وتعجل سير الوحدة العربية.

ثانيا: أساليبه

 تجنيد الأمة العربية بواسطة طلابها وشبابها تجنيدا عاما يشمل كل شؤون الحياة ويتجه نحو هدف واحد: نصر العراق لان فيه نصر الوحدة العربية.

ثالثا: تأسيس منظمة نصرة العراق ويحمل الطلبة والشباب العربي اسمها ويتقاسمون الاعمال بتأليف لجان تقوم:

أ – بالدعاية، عن طريق  الكتابة والخطابة والحديث، وتوزيع النشرات والشعارات.

 

ب – بجمع الاعانات اسبوعيا من الفتيان انفسهم اولا، ثم من الاساتذة والطلاب والشباب.

ج- بتنظيم التطوع للطبابة والتمريض في جيش العراق.

رابعا: التنظيم القومي للحياة

ويشمل ما يلي :

  1. تنظيم الحياة الاجتماعية : تعمل فرق الفتيان في الوسط الاجتماعي العام: المدرسة، المسجد، الشارع، المقهى، المتجر، وعلى ابواب الملاهي، لكي ينبهوا الشعب بأسلوب حماسي صادق إلى وجوب التقيد به، ويوزعوا عليه نشرات وشعارات تذكره بواجبه العربي وتعين له الاساليب لحسن ادائه.
  2. تنظيم الحياة الروحية : يجعل الائمة والمدرسون خطبهم في المساجد تدور حول نصرة العراق وعلاقته بالقضية العربية ليوجهوا قلوب المسلمين وارواحهم نحو هذه الغاية.
  3. تنظيم الحياة الفكرية : توجه الصحف والمجلات لتكون كل ابحاثها مقتصرة على قضية العرب الخطيرة المستعجلة، قضية نصر العراق.
  4. تنظيم الحياة الاقتصادية : يطلب من الصناع والتجار ان يمددوا عملهم اليومي ساعة. وان يخصصوا ربحها لنصرة العراق. ويطلب من العمال والمستخدمين والموظفين ان يتنازلوا عن جزء من اجورهم اسبوعيا لهذه الغاية التي تخلق اساليب فعالة حيوية من التضامن القومي.

ما أحوجنا اليوم لاستنهاض طاقات شباب الأمة وجماهيرها لتلبية نداء      ” نصرة العراق” وأن تعمل كافة جماهير الأمة وقواها المدنية من نقابات وجمعيات والسياسية من أحزاب وفعاليات وشخصيات ومفكرين على تنفيذ هذا البرنامج عبر تشكيل جبهة عريضة لنصرة العراق.

فالعراق اليوم يخوض معركة الأمة بأسرها وتتصدى قواه الوطنية والقومية الشريفة لأكثر المؤامرات شراسة والتي لا تستهدف دوره ومكانته فحسب، بل تاريخه وحضارته، ومن خلال ذلك تعطيل دوره القومي، بل وايضاً تسخير موارده لصالح مخططات اعداء الأمة.

وإذا كانت جماهير الأمة لم تعد مخدوعة في اعدائها في فلسطين، فهؤلاء الذين يدمرون العراق يرفعون شعارات الدفاع عن فلسطين ايضا وهم بذلك يدمرون الأمة تحت شعار الدفاع عن قضية مقدسة للأمة.

لقد تكالبت على العراق كل القوى المعادية للأمة. وهم يراهنون من خلال ذلك على ابقاء واقع الأمة ضعيفاً ومجزأ وخانعاً. لذلك فان نصرة قضيته وتلبية نداء ” نفدي العراق” شديد الإلحاح والضرورة في وقتنا الراهن، وعلى كافة شباب وجماهير الامة ومناضليها وقواها الوطنية والتقدمية حشد الصفوف وتنسيق الجهود من اجل تحرير ونصرة العراق وبالتالي تحرير ونصرة الأمة.

 

٤ أيلول ١٩٨٠ تاريخ بدء العدوان الإيراني على العراق

٤ أيلول ١٩٨٠ تاريخ بدء العدوان الإيراني على العراق

 

التاريخ هو ذاكرة الشعوب التي لا يمكن أن تُمحى ولا يمكن أن تُزور، وإن حصل له تزوير فمصيره التعديل والتصويب إن عاجلاً أو آجلاً، وإذا كان النظام الإيراني قد خدمته ظروف تقاطع العراق مع الصهيونية والامبريالية ومصالحهما وعدوانهما على الأمة العربية والذي انتهى باغتيال النظام الوطني العراقي بغزو واحتلال غاشم مجرم فاستثمرها بخبث ولؤم وبما عرف عنه من روح بغيضة حاقدة ظلامية متوحشة، فحاول أن يجعل من الكذب والتزوير المغطى بنتائج ما حل بالعراق سنة ٢٠٠٣ م مخالب تغرس في جسد العراق وتقود البعض إلى تصديق الروايات الإيرانية التي تحاول منذ سنة ١٩٨٠ إدانة العراق واتهامه ببدء الحرب في حين أن الحقائق والوثائق والأحداث كلها تكذب المزاعم الإيرانية.

 

لقد بدأ العدوان الفارسي الواسع على العراق جواً وبراً بتاريخ ٤-٩ وسبق هذا التاريخ عدوانات متقطعة وتخرصات واستفزازات بتصريحات وموجات إعلام معادي واحتلال بقع من أرض العراق في المدن الحدودية وعدوان على مياه العراق وأجوائه وقد سجلها العراق كلها بوثائق ومذكرات احتجاج ومخاطبات للأمم المتحدة ودول العالم، حتى بدأ الرد العراقي الماحق يوم ٢٢-٩ –١٩٨٠ .ورافق كل تلك العدوانات عمل سياسي -عسكري منظم وظفت فيه إيران طابورها الخامس وخلايا أحزابها الطائفية النائمة في العراق فارتكبت الأعمال الارهابية من اغتيالات وتفجيرات وقطع طرق وتسليب بغرض زعزعت الأمن وإضعاف الدولة وصولاً إلى تنفيذ مؤامرات اسقاطها واحتلال العراق بذات الأدوات التي تسلطت على العراق بعد الغزو الأمريكي وبتوظيف منه.

إن ركون إيران ومشروعها على غياب كفة الميزان التي توازن الطيش والخوار الإعلامي والسياسي وركوب موجات التزوير وقلب الحقائق إنما هو ركون مؤقت لأن شعب العراق لن يقبل بهوان يتعرض له على يد إيران وذيولها وعبيدها، وستأتي رياح ثورات وانتفاضات شعبنا ومنها ثورة تشرين الباسلة المتواصلة بما لا يسعد أدوات المشروع الاحتلالي الفارسي وسيقلب المخططات الخبيثة كلها بوجهها ليعود العراق يدافع عن تاريخه السلمي الإنساني النائي بنفسه عن العدوان والاحتلال والملتزم أبداً بمواثيق وثوابت الجيرة.

 

إن تاريخ ٤-٩-١٩٨٠ هو مخرز يفقأ عيون المشروع الاحتلالي المتستر بالدين والمذهب لخميني الدجال وأعوانه وأدواته وذيوله، وسيظل العالم يتذكر أن للعراق قول مثبت في سفر الزمن والحق والحقيقة التي لم ولن تغلب بإرادة الله الحق وبعونه.

  17  تموز ثورة الاقتدار البعثي العالي الثَّوْرَة الفَريدَة اَلَّتِي حَمَتْ الأمْن القَوْميّ بيَدِ .. وَحَقَّقَتْ التَّنْمِيَة العِمْلاقَة بِالْيَدِ الَأخرَى

 

17  تموز ثورة الاقتدار البعثي العالي

الثَّوْرَة الفَريدَة

اَلَّتِي حَمَتْ الأمْن القَوْميّ بيَدِ ..

وَحَقَّقَتْ التَّنْمِيَة العِمْلاقَة بِالْيَدِ الَأخرَى

أ.د. سلمان حمادي الجبوري

 

 

عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ        وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ

كما لكل اقتدار شواهد فأن لاقتدار البعث شواهد احتلت مكانها البارز في التاريخ العربي والانساني واصبحت نموذجاً ملهما للاجيال القادمة أيضا. فكما كانت عروس الثورات شاهدا على اقتدار البعثيين فأن ثورة البعث في السابع عشر الثلاثين من تموز 1968 شاهد أيضا على اقتدارهم ممثلين بطليعتهم الشجاعة الذين حملوا ارواحهم على اكفهم وهم القليلون عددا وعدة، الكثيرون بالايمان، الأقوياء بالشجاعة والاقدام.

إن ما يميز ثورة السابع عشر من تموز 1968 المجيدة إضافة الى اقتدار القائمين على نجاحها هو الإصرار على عدم الإنتكاس ومواجهة التأمر عليها والعزم على قيامها بالإنجازات التي تضع مبادئ وشعارات البعث موضع التطبيق على ارض الواقع ، وتزيد من قناعة الجماهير المتعطشة للحرية والعدالة وتحقيق السيادة الوطنية ، والمنعة القومية، وتأمين فرص العيش الرغيد للمواطن. والذي بتحققه يتم تمتين الصف الوطني والقدرة على مواجهة التأمر الذي ما فتأ محركوه على افتعال الحجج لتشويه الثورة وتعطيل مسيرتها الصاعدة. فكان العمل على تحقيق الإنجازات الكبيرة التي تؤمن حياة المواطن وتفجر طاقاته في العمل الوطني والاجتماعي والاقتصادي.

شرعت الثورة الى تنفيذ ما وعدت به فكانت الإنجازات الكبرى تترى والتي تجاوزت بها تلك الخطوط الحمراء التي وضعها الاستعمار الذي ما كان ليسمح لعنقاء العرب ان تخرج من تحت الرماد. لكن البعث جاء بثورة جبارة وبفضل قادتها اولئك الفتية الذين امنو بربهم وامتهم ومبادئ وفكر البعث العظيم فزادهم هدى فجعلوا عنقاء الأمة لا تخرج رأسها من تحت الرماد وحسب بل تحلق عالياً فتحقق كل ما وعد به الثوار، فوضعوا اهداف البعث على طريق التحقق العملي والذي عزز ثقة الشعب بالثورة وبمبادئ البعث حتى عادت الأمة العربية ترنوا اليها  من كل حدب وصوب.

وكان من بين اهم الاولويات لسلسلة الإنجازات بل ومن أهمها جميعاً هو تأمين الاستقلال الوطني وترسيخ مقوماته على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والامنية. فباشرت بتحصين الساحة الداخلية بالقضاء على ظاهرة التجسس وشبكاتها  التي كانت تسرح وتمرح وتهدد الساحة الوطنية. ثم تم بعد ذلك الانتقال الى تأمين الاستقلال السياسي وسد اهم نوافذ تهديده الا وهو التبعية الاقتصادية فكان التأميم الخالد الذي كان من بين اجرأ القرارات ذات الصلة  في العالم الثالث.

ولأن سيادة العراق ومنع اي تدخل او هيمنة اجنبية دولية كانت او اقليمية كانت الهدف الاستراتيجي للثورة ، لذا فقد كان ترصين الجبهة الداخلية للشعب العراق وتمتين اواصر وحدته القائمة بالفعل من اولوياتها. فعلى صعيد جانب السلم الوطني لم تغفل قيادة الثورة أهمية تعزيز الوحدة الوطنية وتقوية اللحمة الداخلية بين جميع مكونات الشعب بمختلف قومياته واطيافه فجعلت منها فسيفساء عالية الجمال ومصدر قوة ورقيّ وتقدم حضاري . فكان قانون الحكم الذاتي للكرد والاعتراف بالحقوق القومية والثقافية لبقية الفئات.

 ولأن مبادئ حزب البعث العربي الاشتراكي ومنذ التأسيس تؤمن بالديمقراطية والتعددية الحزبية في ظل سيادة الدولة واستقلالها التام ، لذا ففي جانب العمل السياسي حرصت قيادة الثورة على مشاركة بقية الأحزاب الوطنية في إدارة الدولة فكانت ولادة الجبهة الوطنية والقومية التقدمية لتكون الإطار الوطني لممارسة الديموقراطية الحقّة.

ولقد آمن حزب البعث العربي الاشتراكي وما زال بان مصدر استقلال وتطور اي شعب ينبع من وعي افراده وتحضّرهم ، لذا فان رعاية الانسان في العراق وتقديم افضل المستويات المعاشية المدعومة بالخدمات الصحية والتعليمية الراقية وبما يليق به كمواطن يعيش في دولة نفطية كبيرة كان من اولويات ثورة 17 تموز.  فعلى صعيد تفعيل دور كل المواطنين في الحياة تم انجاز مشروع محو الأمية للقضاء على الجهل اينما كان. اضافة الى الارتقاء بالمستوى التعليمي للجيل الصاعد فكان انجاز الزامية التعليم ومجانيته والقضاء على البطالة فكان التوزيع المركزي للخريجين على مواقع العمل التي تتناسب مع مؤهلاتهم وتخصصاتهم المختلفة.

 هذا إضافة الى منجزات التنمية الإنفجارية والتي رفعت من مستوى المعيشة للفرد العراقي وكذلك مستوى الإنتاج على مختلف الأصعدة الصناعية والزراعية والتجارية إضافة الى العمل على رفع أعباء الحياة عن كاهل المواطن الذي اصبح يعيش في حالة متقدمة من الرفاهية .

إن كل تلك المنجزات والتطور الكبير الذي شهده العراق دولة وشعباً لم يرق للدوائر الاستعمارية العالمية لانه شكل مصدر قوة للامة العربية برمتها.  لذا فقد دفعت بوكيلتهم ايران الى شن اعتداءاتها المتكررة الداخلية والخارجية ومن ثم حربها على العراق،  مما اجبر الثورة على المواجهة  على كافة الأصعدة.

فعلى الصعيد الداخلي عملت على تدعيم الامن والسلم الداخليين. وعلى الصعيد الخارجي وبهدف إبعاد الأخطار المحدقة لا بالعراق وحسب وانما بالأمة العربية بأكملها ، كان الفعل الكبير في الحرب الايرانية العراقية والتي استطاع فيها العراق صد الاندفاع الايراني ومشروعه الفارسي التوسعي في الوطن العربي وان يبعد الشر المتأتي من جارة السوء وبذلك كان دفاعه ليس فقط عن العراق فحسب وانما عن الامة . فكان العراق وبفعل قيادته الحكيمة حائط الصد المتين والبوابة الشرقية للأمة العربية بكاملها.

ورغم انشغال العراق بالحرب مع ايران الا انه وبفضل قيادته المقتدرة استمر في تعزيز التنمية في المجالين المدني والعسكري من خلال مختلف الصناعات بما فيها التصنيع العسكري الذي رفد من خلاله العراق وبجهد كوادره وخبراته الوطنية متطلبات الحرب الضاغطة من المعدات والاعتدة وبذلك واجه وبجدارة شحة المصادر الخارجية.

اما على الصعيد القومي فان الثورة وانطلاقاً من مبادئ واهداف حزب البعث العربي الاشتراكي  قد امتد عملها وعطاؤها الى عموم الوطن العربي . فكان دعم  القضية الفلسطينية اولوية عربية مطلقة حيث لم تغب عن اعين وعقل الثورة التي قدمت لها كل اشكال الدعم وعلى كافة الاصعدة. كما سعت الثورة الى تبني قضايا التحرير العربية حتى شمل ذلك السعي الى جعل تحرير الجزر العربية المحتلة من قبل ايران من ضمن اهداف الثورة.

كما فتحت الثورة أبواب العراق امام جميع الخبرات والكفاءات والايدي العاملة العربية من منطلق وحدة الأمة ارضاً وشعباً. كما فتحت فرص التعلم المجاني اما جميع الاخوة العرب، هذا إضافة الى الدعم المادي والمعنوي للاقطار التي تحتاج الى الدعم في الإمكانات المادية او في الخبرات والكوادر. وما رقيّ وتقدم الكثير من الأقطار العربية من المحيط الى الخليج العربي وازدهارها العلمي الا وكان للعراق دور فيه.

ولسنا هنا بصدد إحصاء ما قدمته الثورة على الصعيد القومي وخاصة لفلسطين العزيزة فذلك كان واجبها القومي الذي املاه فكر ومبادئ واهداف البعث.

وبعد توقف الحرب التي جرع فيها العراق الخميني كأس السم بخروجه منتصراً وقوياً لم يهدأ الاعداء فاستمروا في تآمرهم على العراق ونظامه الوطني فدفعوا بتأمر جديد وسلسلة ازمات وعدوان أطلسي شامل ثم  حصار غير مسبوق على شعب العراق دام 13 سنة. الا ان القيادة ورغم قساوته كانت قد حافظت بمهارة متميزة، وبنزاهة كوادر حزب البعث العربي الاشتراكي ومؤسسات الدولة العراقية، على كرامة المواطن الذي هُدِّدَ في امنه ومستقبله ولقمة عيشه فكان توفير مستلزمات المعيشة اليومية من انجح البرامج التي كانت مَدعاة لإعجاب العالم حيث تمت المحافظة على الأمن والأمان للعائلة العراقية، المتزامن مع السرعة الفائقة في إعادة الخدمات للمواطنين، وادامة عجلة الإنتاج الوطني في ظل ابشع حصار عرفه التاريخ.

وكلما تنجح قيادة الثورة في التقدم وتجاور الصعاب وتقترب من الخروج من الحصار الجائر، كان التآمر يشتد إصراراً وضراوة حتى تمكنوا من احتلال العراق وتدمير مقومات دولته في التاسع من نيسان 2003 .

واليوم مع كل ما شهدته الامة العربية منذ ذلك التأريخ،  وكأني بلسان حال الخيرين من شعبنا العربي والعراقي يردد قول الشاعر العربي عنترة بن شداد :

سيذكرني قومي اذا جد جدهم … وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر

فعندما يقارن المواطن بين ماهو حاصل منذ 2003 على الصعيدين العربي والعراقي وبين ما كان في زمن النظام الوطني في ظل ثورة 17 تموز المجيدة حتى في اقسى ظروف الحصار الجائر، يجد ان ما يعانيه العراق من فقدان للسيادة الوطنية الممزوج بما يواجهه شعبنا من مخططات شريرة تهدف الى تدمير ارادة الانسان العراقي وإشاعة التخلف المُمَنهَج وتفكيك اللحمة الوطنية، اضافة الى تعرضه الى  الظلم  وعلى كافة الأصعدة المعيشية والأمنية وفقدان الحريات العامة، كل ذلك يدعوه الى ادراك ما تم التفريط به من سيادة ومجد وأمن وكرامة وخدمات، ويشكل حافزاً للنضال من اجل استعادتها من خلال ثورة شبابه الواعي الشجاع.

والشيء نفسه ينطبق على الصعيد العربي حيث نشهد حالة التردي والتقهقر في جميع المجالات السياسية منها والأمنية والاجتماعية والمعيشية وما وصلت اليه انظمة تلك الأقطار من ضعف وهوان دعا بعضها الى التنازل عن الثوابت القومية وتوقيع اتفاقيات التطبيع مع الكيان الصهيوني، وضعف العون المقدَّم لثوار فلسطين دون الحد الادنى في اشد ملاحم المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية.

ويضاف الى كل ذلك حالة الهوان التي شهدها الوطن العربي بعد اخراج العراق عن أداء دوره القيادي في توجيه دفة العمل القومي وتعرض الأمة الى سلسلة من موجات العدوان غير المسبوق عليها كما هو حاصل في ليبيا واليمن والسودان وسوريا ولبنان واقطار عربية أخرى . كما ان اجتياح النظام الفارسي الذي وصلت اذرع اخطبوطه الى ابعد نقطة في الوطن العربي، كل ذلك ما كان ليحصل بوجود العراق العربي القوي المنيع في ظل ثورة تموز القومية المجيدة.

واليوم حين نستعرض سمات ومنجزات الثورة فاننا نستلهم من نجاحاتها كل مقومات القوة والعزيمة والثقة بالنجاح لتثوير الامكانات وطاقات الشباب العربي لتفجير النضال على هدي وخطى مبادئ ثورة البعث في السابع عشر من تموز، لمواجهة هذا الواقع مستحضرين روح وعزيمة واقتدار ثوار تموز ولنعيد للوطن رونقه ونقائه وجماله وللشعب فرحه وامنه وحياته الكريمة التي يستحق.

المجد لثورة 17-30 تموز المجيدة في عيدها السادس والخمسين الاغر

وعاشت شعلة فخر متقدة في عقول وضمائر احرار العراق والعالم..

المجد لثوار تموز الميامين الذين صنعوا النصر يتقدمهم الاب القائد احمد حسن البكر والشهيد صدام حسين والرفاق صالح مهدي عماش وعزة ابراهيم وسعدون غيدان وحماد شهاب رحمهم الله جميعاً فاستحقوا ان نفخرَ بهم..

المجد والخلود لشهداء البعث وثورته المجيدة.

       

 

خطاب الرفيق أبو خليل امين سر قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي في ذكرى ثورة 17-30 تموز

بسم الله الرحمن الرحيم

بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق

صدق الله العظيم

أيها العراقيون الأماجد

يا أبناء الأمة العربية المجيدة

أيها البعثيون البواسل

 

في فجر السابع عشر من تموز 1968، انطلق رفاقكم من مناضلي الحزب، بقيادة الرفيقين الخالدين أحمد حسن البكر وصدام حسين، ليعيدوا للعراق مكانته وموقعه في مكان معلوم تحت الشمس، ففي ذلك الفجر التقى ألق صبح العراق بإشراقته بألق البعث العربي الاشتراكي، لتبدأ مسيرته بقوة وعزم في دروب النضال العربي المجيد، لتحقيق مجتمع العدل والرخاء والفضيلة في العراق، حادي ركب الأمة نحو العلياء.

وبعد أن طهَرت قيادةُ الحزبِ، الثورةَ من الجيب الذي حاول التسلق وركوب قطارها في غفلة غير محسوبة ، بدأت مسيرة النهوض من عقد حافل بالصراعات وانهيار منظومة القيم الاجتماعية السامية . لقد أوقفت ثورة السابع عشر من تموز، التداعي الذي أدى إلى سلسلة من الاحترابات الداخلية التي كادت أن تعصف بوحدة المجتمع العراقي المجبول على التسامح والتعاضد والنضال المشترك في كل ميادين العمل السياسي والتطوير الاقتصادي.

ومنذ الأيام الأولى للثورة، سعت قيادة الحزب بالعمل الدؤوب على أكثر من جبهة ، فوضعت جدولا للأولويات على قدر أهميتها وتماسها بحياة العراقيين بصورة مباشرة، وتوفير مستلزمات العيش الكريم، وبعد مرور أشهر معدودات من عمر الثورة، كان آلاف الموظفين المفصولين في ظروف التقلبات السياسية السابقة، يعودون إلى دوائرهم تباعا.

 

يا أبناء شعبنا العظيم

أيها العراقيون الأبطال

يا أبناء الأمة العربية المجيدة

 مع كل ما أنجزته الثورة في أيامها الأولى فإن قيادتها ما كانت لتمنح نفسها استراحة بعد كل خطوة تنجح في إنجازها، على الرغم من تراكم الكم الهائل مما وجدته أمامها من ملفات  تتطلب حلولا عاجلة غير قابلة للتأجيل وكانت تتطلب تخصيصات مالية كبيرة من ميزانية بلد كانت شبه خاوية على عروشها، جراء السياسات الاقتصادية والمالية المرتجلة التي سادت لأكثر من عقد من الزمان، ومن أجل البدء بتنظيف العراق مما شابه من أدران، يممت قيادة الحزب وجهها نحو مشكلةٍ تراكمت سلبياتها لحقبة طويلة، وهي الملف الأمني وما يرتبط منه بالأمن الوطني العراقي والأمن القومي العربي، وهي مشكلة شبكات التجسس التي نشطت على نحو واسع وبعيدا عن أعين الأجهزة الأمنية التي كانت مشغولة بملاحقة القوى الوطنية والقومية التقدمية، فتفاجأت بقيام الثورة بملاحقة أنشطتها ، ثم قدمت عناصرها لينالوا جزاءهم العادل وهو ما حصل لأول مرة في العراق، فتقطعت خطوط ارتباط العملاء، بعد أن اطمأنت أن الأعداء الخارجيين لم تعد لهم أذرع وعيون داخل الساحة العراقية، انطلقت خطط البناء الاقتصادي وإحداث ثورة تنموية شاملة لتشمل كل أنحاء العراق، فكان طبيعيا والحال هذه، أن يتم التركيز على أهم ثروة طبيعية يمتلكها بلدنا، ألا وهي الثروة النفطية، التي بقيت منذ العام 1927 عنوانا للنهب المنظم الذي مارسه الكارتل النفطي الدولي المالك لأسهم الشركات العاملة في العراق، فتم تفعيل قانون تأسيس شركة النفط الوطنية العراقية الذي ظل حبيس الأدراج زمنا طويلا، ولهذا وبعد انطلاقة الشركة بنشاطها الأول، باشرت في السابع من نيسان من عام 1972 باستثمار حقل الرميلة الشمالي بالتعاون مع الاتحاد السوفيتي السابق، فكانت هذه الخطوة الثورية هي البداية العملية لقرار الأول من حزيران في العام نفسه وذلك بصدور القانون رقم 69 في الأول من حزيران، القاضي بتأميم عمليات شركة نفط العراق الاحتكارية، فكان ذلك القرار وكما وصفه الأب القائد الرفيق أحمد حسن البكر، مؤشر خط الانتقال بالعراق نحو التنمية والتقدم وبدء مرحلة البناء الشاملة على كل الأصعدة في قطاعات الزراعة والصناعة وحل المتراكم من التخلف العمراني وبناء الطرق والجسور وحل مشكلة السكن المزمنة.

ومنذ اليوم الأول لقرار التأميم الخالد، انطلقت خطتان في تزامن عجيب، الأولى الشروع من قبل القيادة في خطط تنموية وُصفت لضخامتها بأنها خطط انفجارية لم تترك ركنا إلا ودخلته وتركت فيه لمساتها ويدها البيضاء، وبالمقابل بدأت مراكز التخطيط المعادي بدراسة الخطط الكفيلة بتطويق الثورة بسلسلة من الأزمات التي تحد من المضي بمشاريعها التي لو انتفعت منها الدول المالكة للثروة النفطية، فإنها كانت كفيلة بإعلان الكارتل النفطي الدولي افلاسه التام مع كل ما يعنيه ذلك من انعكاس سلبي على اقتصادات الدول المالكة لذلك الكارتل.

وبعد أن استقرت الثورة على قواعد راسخة، انطلقت في خطط سياسية تستند على اسس فكرية تنبع من عقيدة البعث الإنسانية، لذا أولت قيادة الثورة مشكلة شعبنا الكردي التي ظلت دون حل لحقب طويلة أدت إلى إفقاد العراق، الاستقرار المطلوب والتنمية الشاملة لكل ربوعه، فكان بيان الحادي عشر من آذار 1970 إيذانا بوضع الحل الذي يمنح شعبنا الكردي حقوقه السياسية والثقافية من دون نقصان، وهذه الخطوة الكبيرة ألبت على العراق دول الجوار التي فسرتها بغير مقاصدها، فأضافت لرصيدها من أسباب التحريض السياسي على العراق الشيء الكثير.

 

أيها العراقيون الأماجد

أيها البعثيون أينما كنتم

في الذكرى السادسة والخمسين لثورتكم المجيدة في مثل هذا اليوم، حري بكل عراقي شريف أن يستذكر ما رافقها من ألق ومجد ومنجزات شاملة، مقابل الخطط التي وضعتها قوى الشر والعدوان المتمثلة بالإمبريالية والصهيونية العالمية، كان لا بد للعراق أن يتعامل بمنتهى الدقة والحذر مع المطلوبين لمواجهة الأخطار التي بات التحالف الدولي المضاد لوطننا يعد لها ما يناسب الأهداف التي كان يسعى إليها، فكانت خطط إعادة تأهيل القوات المسلحة الوطنية، من خلال توفير كل المستلزمات المادية والعلمية المطلوبة لبناء جيش وطني يستند على أرقى الكوادر والكفاءات الوطنية وإقامة المعاهد العليا في شتى صنوف الجيش، وكذلك بتوفير الأسلحة الحديثة من كل المناشئ التي لا تتقاطع مع أهداف الحزب والثورة وطموح بناء جيش وطني يدافع عن حياض الوطن والأمة العربية، لا سيما فلسطين، والتي سجل أبطال العراق في حرب تشرين عام 1973 صولات في سوريا حيث حمى العراقيون بأجسادهم وصدورهم دمشق من السقوط بيد العدو الصهيوني بعد أن كانت قواته قد وصلت مشارف دمشق ولولا بطولات اللواء الثاني عشر المدرع الذي صال على قوات العدو صولة عزوما ألحقت بقوات العدو خسائر كبرى جعلته ينكفئ ويرتد على أعقابه، كما صال صقور العراق الشجعان على مواقع العدو في سيناء فدمروا قواعده المضادة للجو ومواقعه الحصينة في خط بارليف الذي ظن أنه مانعه من أي خطر خارجي، فكانت ضربات صقور العراق هي خط الشروع الأول لصولة القوات المسلحة المصرية في عبورها التاريخي لقناة السويس وتدمير خط بارليف.

ثم انتقل العراق في ظل ثورتكم المباركة إلى المرحلة الثانية من البناء العسكري المتين، فقد شرع بإقامة قواعد راسخة لصناعات عسكرية وطنية عملاقة، تطورت مع الوقت تحت قيادات وعقول عراقية مبدعة.

ومن هنا بدأت أجراس الإنذار تدق بقوة في كثير من عواصم القرار في الغرب والشرق، لأن ثورة تموز أدخلت العراق في منطقة الخيار المحظور، فلم يجد الشرق والغرب على حد سواء غير نظام الخميني، الذي خرج لتوه من مخلفات قرون التخلف والخرافة، فرفع شعار تصدير الثورة سيء الصيت، ظن الخميني بما رَكبهُ من وهم ومن جنون العظمة الجوفاء، أنه قادر على احتلال العراق في غضون سويعات أو أيام معدودات، ولكن العراقيين الذين دافعوا عن شرف الأمة في ساحاتها العربية، فكانوا يمتلكون الحافز الأقوى للدفاع عن أرضهم  بوجه الرياح الصفراء الآتية من الشرق، وهكذا سجل العراقيون في القادسية الثانية أعظم نصر عرفته الأمة العربية في تاريخها المعاصر، عندما جرعت خميني كأس السم بعد أطول منازلة عرفها القرن العشرين، فخرج العراق قويا مالكا لأقوى قوة عسكرية في المنطقة مسلحة بأعظم الخبرات القتالية الحديثة، لهذا أخذ التآمر على العراق منحى جديدا، وذلك بتغيير بعض أدواته الإقليمية، فبعد أن عجزت إيران وهي تمتلك خامس اقوى جيش في العالم في وقف مسيرة العراق، كان لابد من أن يأتي الإمبرياليون بأنفسهم، بعد تمهيد الأرضية المناسبة لمثل هذا العدوان، فدفع التحالف الأطلسي، إمارة الكويت للعبث بالسوق النفطية الدولية، وصعدّت من مطالبها باسترداد الأموال التي كانت في ظروف القادسية قد اعتبرتها هبات للعراق، لأنها أحست بأنها مهددة بعد العراق مباشرة وخاصة عندما أعلن أكثر من مسؤول إيراني، إن الكويت هي على مرمى حجر من نيران الحرب وأنها ستكون الخطة التالية بعد الانتصار على العراق.

ومع أن حقائق التاريخ القريب، تؤكد العلاقة الجغرافية التأريخية للعراق بالكويت، إلا أن قيادة البعث لم تألو جهدا إلا وطرقت أبوابه بحثا عن حل شامل يرضي الطرفين، ولكن الاخوة الكويتيين أشاحوا بوجوههم وصمّوا آذانهم عن سماع صوت العقل والحكمة، لأنهم لا يريدون التعامل مع عراق قوي موحد يأبى لنفسه التبعية لأحد مهما كان وأيا كان، فأوغلوا في كل ما من شأنه إلحاق الأذى بالعراق، وهو ما اضطر العراق وتحت ضغط الظرف الصعب إلى الذهاب إلى استراتيجية الدفاع المتحرك عن أبنائه وأرضه وثرواته، فاختار مضطرا الحرب الاستباقية لحماية مصالحه وأمنه القومي، لذا كان العدوان الثلاثيني الذي تظافرت فيه جهود الأشقاء العرب والأصدقاء البعيدين والأعداء الكبار، فقد قدم كل طرف أقصى ما عنده من مال وأرض وقواعد عسكرية لهزيمة العراق، ولكن العدوان خاب في مسعاه، ثم طفق العراقيون بإعادة بناء ما دمره مغول العصر، ونجحوا في ذلك أيما نجاح.

ولكن نوايا الشر لم تتوقف عند هذا الحد، فقد لجأ التحالف الأطلسي الصهيوني الصفوي إلى لعبته القديمة في توظيف مهاراته في اختلاق الأزمات وتسويغ أسباب عدوانه على دول العالم، بالزعم أن العراق يمتلك ترسانة من أسلحة الدمار الشامل، فيما لو استخدمها فإنه قادر على تدمير دول متعددة بحجم الولايات المتحدة الامريكية ودول الاتحاد الأوروبي معا وبوقت قياسي، فتم تنفيذ الصفحة الثانية من العدوان الثلاثيني الذي كان قد انطلق ليلة السادس عشر على السابع عشر من كانون الثاني عام 1991، فتعرضت بغداد عاصمتنا الحبيبة ليلة التاسع عشر من آذار 2003، لوابل غير مسبوق من صواريخ الغدر وقنابل اليورانيوم المنضّب والقنابل الفوسفورية التي حملتها الطائرات المقاتلة والاستراتيجية الأمريكية والبريطانية، لتلقي من أسباب الدمار ما فاق ما استخدم في الحرب العالمية الثانية من متفجرات، وبعد معركة غير متكافئة خاضها العراق لأنه لم يجد مناصا من خوضها، تم احتلال العراق في التاسع من نيسان الأسود عام 2003، ولتنطلق كائنات بشرية من جحورها فراحت تطبق على ما تربت عليه من فساد وانهيار لمنظومة القيم والأخلاق السامية، فنهبت ودمرت ممتلكات الشعب بلا وازع من أخلاق أو ضمير، فلم تسلم المستشفيات ودور العلم والتربية والتعليم والثقافة، وحتى المكتبات والنفائس والآثار لم تنجُ من أيدي العابثين واللصوص وقاطعي الأثداء التي أرضعتهم ومنحتهم الحياة الحرة الكريمة، ولكنهم أبوا بكل صلف إلا أن يرتّدوا إلى أصلهم الفاسد ومنبت السوء الذي نشأوا فيه.

 

أيها العراقيون الشرفاء

اليوم وقد تم تنفيذ مؤامرة إسقاط دور العراق عربيا ودوليا وإخراجه من منظومة الأمن القومي العربي، كي يعبث به تحالف الشر الأطلسي الصهيوني الصفوي، وعملائهم الصغار، وحققوا لأنفسهم كسب الجولة الأولى من المنازلة، فإنهم سيواصلون العبث بمقدرات العراق وقدراته المادية والبشرية وإشغاله بنفسه في معارك الانقسام الداخلي وتغليب المشكلات الصغيرة التي يمكن أن يواجهها أي بلد في مرحلة من المراحل، فإنهم سيواصلون التمسك بما تحقق لهم بكل طاقتهم وما توفر لهم من قوة، ولكن إرادة الشعب العراقي الذي انطلق في أسرع مقاومة عرفها تاريخ الشعوب في العصر الحديث في اليوم الثاني للاحتلال، وألحقت هزيمة نكراء بقوات الاحتلال الأمريكي البريطاني مما اضطر الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن إلى الاعتراف بأن بلاده لم تعد قادرة على خوض حربين في وقت واحد، هذا الشعب الباسل قادر اليوم على العودة إلى ساحات الشرف مرة تلو الأخرى، وتحرير بلده من كل الاحتلالات الكبيرة والصغيرة، المباشرة وغير المباشرة، ويعيد للعراق وجهه العربي ودوره القومي على الوجه الأكمل.

 

المجد والخلود لشهداء البعث وفي مقدمتهم رموز الثورة وقادتها الرفيق الاب القائد

(احمد حسن البكر) والرفيق شهيد الحج الأكبر القائد (صدام حسين) والرفيق قائد الجهاد والتحرير (عزة إبراهيم) والرفيق (صالح مهدي عماش)رحمهم الله جميعا.                                                                                           

 

عاش العراق وعاشت الأمة العربية المجيدة

وتبقى تجربة النظام الوطني الذي كان وليدا ومنجزا لثورة تموز المجيدة منارا يقتدى بها… والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

الرفيق أبو خليل

امين سر قيادة قطر العراق

لحزب البعث العربي الاشتراكي

بغداد الرشيد في السابع عشر من تموز 2024

 

الثامن من آب مصدر قوة وذكرى انتصار لكل مواطن عربي

الثامن من آب مصدر قوة وذكرى انتصار لكل مواطن عربي

فاطمة حسين

 

الثامن من آب هو عيد نصر وكرامة، الذي يعد ملحمة قوية للجيش العراقي الباسل، أن معركة قادسية صدام من أهم المعارك الوطنية التي قام بها جيش وشعب العراق بحكمة ودقة جعلتهم يقهرون العدو الإيراني الصفوي، وجرعت دجالهم خميني إلى تجرع السم والقبول بوقف إطلاق النار، فأصبح الثامن من آب تاريخ المجد والانتصار، فهو انتصار يضاف إلى انتصارات العراق الأبي، وسوف يبقى هذا الانتصار مصدر قوة وذكرى انتصار لكل مواطن عربي شريف.

يحرص العراقيون على الاحتفاء بهذه المناسبة العزيزة على الجميع وسرد بطولات أبطال جيشنا لأبنائهم واحفادهم كل عام، حتى تظل ذكرى النصر عالقة في أذهان الأجيال الجديدة، فكل التقدير للأبطال الذين أعادوا لكل العرب عزتهم وكرامتهم. أن شعبنا سيظل مديناً لهؤلاء الأبطال الذين صمدوا وضحوا في سبيل عزة العراق وكرامته.

 في يوم النصر العظيم تحية وفاء وتقدير لكل من شارك في قادسية صدام المجيدة، تحية لكل مقاتل استشهد من أجل الدفاع عن كل شبر من أرض الوطن.

تحية لمن قدموا حياتهم فداء.

تحية لكل أرواح الشهداء الذين قضوا نحبهم في قادسية صدام.

طبتم أيها الأبطال.

فقادسية صدام أكدت أن الجيش العراقي هو الدرع الحامي والحصن الواقي للشعب العراقي من أي تهديد يهدد آمنه وشرفه وكرامته، الحرب التي سطر خلالها الجيش العراقي بصنوفه كافة تاريخاً مجيداً بدماء وشجاعة رجاله، وسجل في صفحات التاريخ أيام فخر وعزة لكل العرب، وأكد على عزم العراقيين وقدرتهم على الانتصار المؤزر والحفاظ على العراق عزيزاً أبياً محافظاً على أرضه وعرضه.

الثامن من آب ١٩٨٨م المعركة التي انتصر فيها العراق  دفاعاً عن الأمة العربية.

الثامن من آب ١٩٨٨م المعركة التي انتصر فيها العراق

 دفاعاً عن الأمة العربية.

الدكتور عامر الدليمي

الثامن من آب ١٩٨٨م يوم إنتصف فيه العرب من الفرس ،يوم أعيد فيه أمجاد العرب في معركة ذي قار والقادسية وحطين  ، ،يوم إنهزمت فيه العقارب والافاعي الايرانية، وتجرع فيه الخميني الدجال كأس السم ،في حرب دفاعية  مقدسة إستمرت ثماني سنوات ،بين قوى الشر والغدر والعدوان ، وقوى الحق من أبناء جيشنا العراقي الباسل الذي سطر ملاحم بطولية قل نظيرها ،تكللت بالنصر العظيم ،دفاعاً عن شعب العراق ومستقبله والأمة العربية ووجودها وكرامتها في الحياة ، فالنظام الفارسي معروف بأطماعه التاريخية التوسعية نحو العراق منذ القدم  وحَمله أحقاداً ثأرية  لهزائمه وإنكساراته ، ولأن العراق العروبي السد المنيع للأمة العربية والبوابة الشرقية لها ،  فبدأ العدوان  الفارسي على العراق تنفيذاً لأجندة عدوانية ،مع علم الخميني ونظامه جيداً ومسبقاً ،إن إستخدام القوة المسلحة ضد العراق عملاً غير مشروع  ويؤشر تحدياً للنظام الدولي لأنه من أكثر الموضوعات تهديداً للشعوب وللإنسانية في حياتها وأمنها ، لإحداث مشاكل وأزمات على المستوى الدولي ، مع أن القيادة العراقية كانت واعية  ومتحفزة لهذا العدوان  ،وتفادت تجاوزات  النظام الايران المخالفة للاتفاقيات الدولية لضمان حياة أفضل للشعب العراقي وللمضي في برنامجها التنموي النهضوي . إلا أن التآمر الأمريكي الصهيوني المتحالف مع النظام الفارسي هو الذي دفع النظام الفارسي للبدء بالحرب  والعدوان ، لتدمر العراق أرضاً وشعباً وحضارة ، على الرغم من المذكرات التي قدمها العراق والدلائل الى الجامعة العربية ومنظمة العمل الاسلامي وغيرهما ، بخطور ألاعمال  العدوانية العسكرية للنظام الفارسي وعن سبق إصرار وتخطيط للمساس بأمن العراق وتهديد سيادته ، وإستمرار إستهدافه المدنيين في القرى والنواحي والأقضية العراقية وخرق الاجواء بالطيران الحربي والقصف المدفعي بعيد المدى ، إلا إن أبناء الشعب العراقي وجيشه الباسل الغيور لم يبخل بالنفس  والتضحية والدفاع البطولي المقدام  فكانت له وثبات عزوم ومعارك  شهد لها التاريخ العسكري حتى أصبحت مثار إعجاب العسكرية العالمية ودروساً إعتمدتها الاكاديميات العسكرية للدول المتقدمة  في العالم .

إن إنتصار ٨ / آب / ١٩٨٨م ، على العدوان الفارسي ،ليس إنتصار للعراق وشعبه ،وإنما هو إنتصار للامة العربية ، وسيبقى  الانتصار نبراساً للحق ضد الباطل ، ولكل أحرار العالم والدول والشعوب التي تعمل من أجل الحرية والحفاظ على سيادتها وكرامتها ،

عاش جيشنا العراقي الباسل جيش قادسية صدام المجيدة  ،والمجد والخلود للقادة والآمرين والضباط والجنود الذين دافعوا عن شرف العراق  وكرامته ،والرحمة والغفران للشهداء الذين سالت دماؤهم  الطاهرة على أرض المعركة ، والخزي والعار لكل عملاء وذيول النظام الفارسي بأسمائهم وعناوينهم .

يوم النصر العظيم في ذكراه السادسة والثلاثين: يوم كان العراق يعلي صروح العروبة

يوم النصر العظيم في ذكراه السادسة والثلاثين:

يوم كان العراق يعلي صروح العروبة

ثابت ياسر الجميلي

 

من راقب الأحداث وتابع الإعلام في حقبة ما بعد غزو العراق واحتلاله يمكنه التقاط محورين مفصليين:

 الأول: محاولات مستميتة بدأت ولم تتوقف لتشويه والتقليل من شأن وتقزيم انتصار العراق على عدوان خميني، ومحاولات يائسة لإلقاء اللوم وإدانة العراق وتحميلة مسؤولية تلك الحرب المدمرة.

إن أي لبيب يمكنه أن يضع علامة فارقة هنا هي أن الغزو والاحتلال قد جاء لينصف إيران ويعوض لها هزيمتها.

الثاني: تسليط أحزاب إيران وميليشياتها على مقدرات العراق المحتل أمريكياً والذي هو في حقيقته احتلال إيراني للعراق.

لا يحتاج العقل البشري أياً كانت اتجاهات تفكيره إلى جهد ليستقر عند الإدراك اليقيني بأن أميركا قد احتلت العراق لتستكمل ما بدأه خميني وتحقق له ما عجز عنه.

فغزو العراق سنة ٢٠٠٣ كان في واحد من أهدافه إلغاء النصر العراقي وتبشيع صورة العراق والانتقام من جيشه وشعبه واغتيال قيادته لأنهم جرعوا إيران والخميني كؤوس الحنظل.

إن كل ما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وحلفهما الصهيوني الامبريالي ومن سقط في شراك هذا الحلف راغباً أو مجبراً خلال ٢٠ سنة من الاحتلال له مسار واحد هو الانتقام من شعب العراق وإذلاله وحرمانه من ثرواته ومن الخدمات التي تقدمها كل دول العالم لشعوبها وتدمير منجزاته المشهودة وتعيده إلى عصور التحجر والظلام.

وأميركا بعدوانها على العراق واحتلاله قد حققت لإيران أهدافها، وحققت للكيان الصهيوني أهدافه في الوقت نفسه.

إن من يجافي هذه الحقائق هم من خدمهم الغزو وقدم لهم خناجر الغدر بالعراق، ومكنهم من ذبحه ببطيء وبمنهجية مدروسة ومتدرجة، وهؤلاء سواء كانوا من حملة الجنسية العراقية أو من عرب اللسان كلهم متأمركون متصهينون وعبيد لإيران ولمشروعها التوسعي الاحتلالي لأرض العرب.

إن انتصار العراق في يوم النصر العظيم، يوم الأيام، هو إنجاز للتاريخ، عصي على التغييب، وسيعود يشرق في أيام العراق المشرقة حين يتحرر ويحكمه شعبه وينهزم المشروع الإيراني المتحالف مع المشروع الصهيوني الامبريالي، وتسقط إلى الأبد كل شعارات الدين والتدين والمذهبية والتمذهب التي تخفي وراءها حقيقة المشروع الفارسي المجرم ورديفه المتماهي مع المشروع الصهيوني.

يوم قطع العراقيون رقبة العدوان

يوم قطع العراقيون رقبة العدوان

 

الثامن من آب 1988 يوم يؤرخ لحدث عراقي وطني وعربي قومي قد لا يرى الزمان له مثيل، إنه يوم أنهى فيه العراقيون طموحات خميني باحتلال العراق واسقاط نظامه الوطني، وهي طموحات غذتها منهجيته الطائفية البغيضة وحساباته المريضة الواهمة وتحالفاته مع الصهيونية العالمية والامبريالية التي كان نظام العراق الوطني يقارعها ويربك ويعرقل خطط عدائها للعراق وللأمة العربية، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي.

يوم الأيام ٨-٨ -١٩٨٠ انتصف فيه العراقيون الغيارى لدماء شهدائهم التي سالت غزيرة في سنوات صد العدوان الفارسي الثمانية، وأعطوا للتضحيات الاقتصادية الجسيمة التي قدمها العراق للحفاظ على أمنه وسيادته وكرامة شعبه ثمنها الذي تستحقه ألا وهو ثمن الانتصار على عدوانية خميني وقبر خططه القذرة ضد وحدة شعب العراق وضد سيادته.

يوم الأيام اختصر في عنوانه ونتائجه العظيمة سلطة الحق في دحر الباطل عندما تحضر للحق قيادة حكيمة شجاعة مؤمنة وجيش باسل مستعد لتقديم التضحيات الجسيمة لينجز رسالته الوطنية والقومية وشعب محب مؤمن ملتف مع القيادة، مساند لها، مستعد ومؤهل ليغذي قدرات قيادته وجيشه الوطني بالرجال والإرادة الصلبة.

إن يوم الانتصار العراقي على العدوان الإيراني هو انتصار للأمة العربية، حيث أثبتت الأحداث اللاحقة وإلى يومنا هذا تداخل وتنافذ وامتزاج العدوان الإيراني بكل تفاصيله مع العدوان الامبريالي الأمريكي الصهيوني على العراق، فضلاً عن تداخله وتنافذه مع حراك الرجعية العربية المعادي لوحدة الأمة ولحريتها واستقلالها وتطورها، وهي الأهداف السامية النبيلة التي كان العراق يعلي شأنها، ويسير على طريق نقلها إلى واقع حي ملموس.

  تحية لشهداء العراق.

 تحية لجيش النصر العظيم.

تحية لشعب العراق الذي جرع خميني السم.

بيان قيادة قطر العراق للذكرى السادسة والثلاثين ليوم النصر العظيم

بسم الله الرحمن الرحيم

كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ واللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ

صدق الله العظيم

 

بيان قيادة قطر العراق للذكرى السادسة والثلاثين ليوم النصر العظيم

 

يا أبناء شعبنا العظيم

أيها العراقيون الأماجد

أيها البعثيون المناضلون في كل مكان

يا أبناء الأمة العربية المجيدة

 

في مثل هذا اليوم قبل ستة وثلاثين عاما، وقف العالم كله بخشوع وإكبار أمام إرادة العراقيين وقدرتهم على انتزاع النصر من عيون أعدائهم وإن كثروا وتعددت سحناتهم ولهجاتهم، العراقيون الذين أوصلوا عدوهم المتغطرس دونما سبب والجاهل عن إصرار، إلى حافة الانهيار التام ولولا شهامة العراقيين لقذفوا بالإيرانيين في مطاوي النسيان إلى الأبد،  ولكنهم اكتفوا بإيصالهم إلى حافة العجز واليأس عن أي قدرة للقتال، في منازلة هي الأطول في حروب القرن العشرين، بعد أن كبدوا عدوهم التاريخي من الخسائر ما أذهله وأذهل القوى الكبرى الساندة له سرا وعلانية، والتي أرادت للحرب أن تبقى مفتوحة الصفحات ولا تجد طريقاً لها إلى نهاية معلومة، فأرادوها حرباً لا غالب فيها ولا مغلوب، لأنهم ما كانوا ليسمحوا “لو استطاعوا” للعراق أن يخرج منتصراً فيها بأي شكل من الأشكال، لا سيما وأنهم ومن خلال معرفتهم لتاريخ هذا البلد العريق عبر حقبه التاريخية المتنوعة، يعرفون حق المعرفة أن العراق لن يسمح لنفسه أن يكون بلداً هامشياً، أو مجرد رقم مهمل في معادلة التوازنات الدولية، فقد كان وطنكم أيها العراقيون على الدوام، قوة فاعلة في صناعة التاريخ ومساراته وكتابة فصوله، وظل مركز الاستقطاب الدولي الوحيد قروناً طويلة قبل أن يأفل نجمه لفترة وجيزة ثم سرعان ما يستعيد وعيه وقدرته على قيادة المسيرة الإنسانية نحو السمو وأعالي المجد.

لقد انتقل الإنسان بفعل الإضافات الخلاقة للعراقيين، من ظلمة الجهل والخرافة، إلى عوالم التألق والمعرفة والتنوير، فقد اخترع العراقيون الحرف الأول، ليضيفوا إلى مسيرة الإنسان ألواناً لا نهاية لها من المعرفة والعلوم، ولم تتوقف مسيرة شعب ميزوبيتاميا عند هذا الحد، بل تفجرت عبقريتهم عن تدوير النهايات، فتم صنع العجلة التي كانت بداية لنهضة إنسانية لا حدود لها، فقد أمكن لهذا الاختراع الذي لا غنى عنه أن يدخل في كل ما نعرفه من مكائن ومعدات حديثة، فلولا العجلة المسجلة باسم العراقيين كبراءة اختراع سرمدية، ما كان للطائرات أن تحلق في الجو، وما كان للمركبات أن تتحرك في الشوارع والطرق، وما كان للسفن أن تمخر عباب البحار البعيدة بهذه السرعة، ذلك هو تاريخ بلدكم أيها العراقيون الأماجد الذي سُجل بأحرف من نور وذهب، ومن حقكم بل من واجبكم أن تتمسكوا به وتدافعوا عنه بكل ما أوتيتم من قوة.

أيها العراقيون الأُباة، يا من أثبتم بتضحياتكم وبذلِكُم الغالي والنفيس من أجل علياء وطنكم، أنكم شعب حي لن تستطيع قوى الأرض “وإن اجتمعت”، أن تهز يقينه بأحقيته بالحياة بعز وكرامة وإباء، وأن يكون بلداً له دوره في حركة التاريخ وفي صنع مستقبل الإنسانية، كما كان في الحقب التاريخية الغابرة.

في مثل هذا اليوم قبل ستة وثلاثين عاماً، انتزع أبطال الجيش العراقي الباسل، نصراً مؤزراً، لم يكن مفاجأة لأبناء العراق والأمة العربية الذين خَبِروا بأس العراقيين في كل الساحات التي خاض فيها العراقيون غمار الحروب، ولكن النصر كان مفاجأة للعدو الفارسي العنصري الذي فغر فاه من دهشةٍ نزلت عليه كوقع الصاعقة، فراح يبحث عن أسباب هزيمته في القادسية الثانية، التي أرغمت قياداته الدينية والسياسية والعسكرية على تجرع كأس السم في مجلس عزاء وعويل جماعي، شهد العالم كثيراً من فصوله المنكسرة، التي خيمت فوق إيران بتساؤل مرير عن عوامل هذا التحول الكبير في موازين القوى وأسبابه، وعلى الرغم من أن تاريخ بلاد فارس لم يسجل لها انتصاراً واحداً في كل المواجهات التي وقعت بينها وبين ميزوبيتاميا، إلا أن الإيرانيين الذين ورثوا التركة الفارسية بكل صفحات الانكسار والخيبة، تساءلوا بحرقة كيف انتصر العراقيون عليهم؟ والعراق لا يمتلك عمقاً استراتيجياً، وعدد سكانه بثلث عدد سكان إيران، ولا يمتلك إطلالة بحرية، تلك العوامل هي التي راهن عليها خميني عندما اختار بدء أولى خطواته لتصدير ما يسمى (بالثورة الإسلامية) بدأً من العراق، هذا الحلم العدواني التوسعي الذي يمتلك خزيناً هائلاً من الحقد وعقدة الدونية تجاه العملاق الغربي على حدود إيران، وشاركه العالم بحسابات تقليدية بائسة عند إجراء أية مقارنة في موازين القوى بين البلدين.

 

يا أبناء شعبنا العراقي العظيم

يا أبناء شعبنا العربي الأبي

أيها المناضلون البعثيون المرابطون على طريق الحق والنضال

لقد سجل العراقيون في مثل هذا اليوم، في الثامن من آب 1988، نصراً لامعاً لن يفقد ألقه، مهما تقادم الزمن، ومهما مرّ به العراقيون من محن وأزمات وكوارث ألحقتها بهم قوى الشر، سواء بالعدوان الثلاثيني الذي تعرض له العراق سنة 1991 ثم احتلاله سنة 2003 والذي شاركت به أطراف عربية، لم تكن لتتحمل وجود  بلد عربي يحمل برنامجاً حضارياً نهضوياً رائداً يرتكز على قاعدة عريضة من التأييد والدعم للنهوض والارتقاء، وقع العدوان الشرير بتواطؤ إيراني مباشر أو من خلال عملائها، حرّكته نوازع الثأر لموروث الخزي المتراكم الذي يحفل به قاموس فارس منذ هزيمتها على أيدي العراقيين في ذي قار ثم في القادسية الأولى وأخيراً في قادسية صدام المجيدة، التي سطرتم أيها البعثيون الأبطال بتضحياتكم الأسطورية التي سيخلدها التاريخ جيلاً بعد جيل، أروع صفحات المجد والفخار.

من هنا فقد استشعر أعداء الأمة المتربصين بها، أن العراق بما امتلكه من جيش كبير وقوي حديث التدريب والتسليح، وقيادة عامة على أعلى درجات الاقتدار والتصميم، وقيادات على مختلف المستويات، لخوض الحروب الحديثة استراتيجياً وتعبوياً، بحكم ما اكتسبته من خبرة حرب الثماني سنوات، فانطلقت خططهم لتدمير العراق بعد أن أصبح قوة عسكرية ضاربة يحسب لها الأعداء ألف حساب، وبعد أن امتلك قاعدة صناعية راسخة الجذور استندت على مبدأ توطين التكنولوجيا، والتي بدأت تشق طريقها بثقة واقتدار لا سيما في مجالات التصنيع الحربي، فسعى الأعداء لتدمير القاعدة الاقتصادية المتنوعة الموارد صناعياً وزراعياً، واستغلال موارد البلاد الطبيعية في خطةِ تنمية متوازنة، لا تترك مرفقا أو زاوية إلا وشملتها بالرعاية والتخطيط المدروس، فكان هذا الانتصار هو جرس الإنذار الثاني الذي تقرعه مراكز صنع القرار الغربية، بعد قرار التأميم الخالد في الأول من حزيران 1972، لتؤشر أن هناك حقائق جديدة باتت تسعى لفرض نفسها على المنطقة والعالم، فاستنفرت قوى الاستكبار العالمي كل ما لديها من رصيد مخابراتي وإعلامي، لتأليب الرأي العام المحلي والعربي على وطنكم المجاهد، بهدف عزل النظام الوطني عن قاعدته الجماهيرية محلياً وعربياً، فالتقت إرادات الشر كلها على إخراج العراق من منظومة الأمن القومي العربي، كي تخلو لها الساحة للعبث بمصير الأمة العربية بعد نزع إرادة الصمود والثبات فيها، في مواجهة الأخطار المحدقة بها نتيجة لغياب قوتها الاستراتيجية المتمثلة في العراق عن ساحة النضال العربي.

أين العراق الذي كان يُحكم من أبنائه الحقيقيين وليس الأغراب المستوردين بقرار أمريكي إيراني؟ لقد صار عراق الاحتلالين غريب الوجه واللسان، وأين آلت إليه أوضاع الأمة العربية التي تحولت إلى كرة تلعب بها أقدام محترفي السياسة وهواتها من الجهات الأربع؟ هل كان للأمة أن تمر في مثل حالة الضياع وفقدان البوصلة التي تعاني منها الآن لو أن السيف بقي ممسوكاً بقبضة عراقية بعثية قوية وثابتة الأقدام؟ أمتنا أمة مثقلة بكل أشكال البؤس وضياع الرؤية السليمة للمخاطر التي تتهددها بمصيرها لا بمستقبلها فقط وما كان لهذا كله أن يحصل لولا أن الولايات المتحدة اختارت إيران حليفاً تابعا ومقاولاً ثانويا لتنفيذ المهمات التي لا تريد أمريكا خوض غمارها، فتتحكم بقدراته وتمنعه من اجتياز خطوطها الحمر، لكنها تريده قوة إقليمية قوية حسب الخطوط المرسومة لها، لا تسمح لها بالخروج عن إرادتها، ولكنها تبقى وظيفة إقليمية مطلوبة بإلحاح، وهراوة ترفعها ثم تهوي بها على رؤوس بعض العرب، الذين توصلوا إلى قناعة أنهم بعلاقاتهم مع أمريكا، خسروا أنفسهم وخسروا كل فرصة لهم بالتطور والنهوض، فالولايات المتحدة اختارت إيران لهذا الدور الإقليمي المدروس، لتبتز بها العرب ولتعيد من يحاول الخروج عن بيت الطاعة الأمريكي إلى سيرته الأولى.

في التاسع من نيسان سنة 2003، لم يسقط العراق بل سقط جدار الكرامة العربية نتيجة تآمر دولي أطلسي صهيوني صفوي، لنراقب ما يحصل في فلسطين وفي غزة على وجه الخصوص، فماذا سنرى، سنرى شعباً يُهّجَرُ من مدنه وقراه ومساكنه، وفي كل يوم في دوامة تهجير بلا نهاية يعيشها منذ عام النكبة سنة 1948، وسوف نعرف عن يقين أن العراق كان سيف الأمة ورمحها اللذين لم يسقطا من الذراع العراقية لولا تظافر التآمر المتعدد المحاور والمصادر عليه من الشرق والغرب، ومن القريب قبل البعيد، نعم للأسف الشديد شارك في تهديم سد العرب العالي وجدار عزتها عراق العزة والكرامة، أشقاء عرب قدم بعضهم الأرض وبعضهم القواعد الجوية والبحرية، بعضهم تحمل التكاليف المالية لتحرك قوات الغزو من قواعدها في الولايات المتحدة وبريطانيا ودول الناتو، وبعضها جاهر بفخرٍ بأنه قدم جهداً متعدد الأوجه لقوى العدوان، وعندما انطلقت المقاومة العراقية الوطنية الباسلة على أكتاف أبطال القادسية الثانية، لتواجه قوات الاحتلال باقتدارٍ قل نظيره وبسرعة التشكل وحمل السلاح، تصدى لها المتآمرون القريب منهم والبعيد، المحلي والخارجي، على الرغم من أنها أرادت لهم العز والمجد والكبرياء، ولكن الأعداء أخلدوا إلى الأرض وحاولوا التستر على فضيحتهم المدوية، بإظهار بعض الحكمة الزائفة في سلوكهم المنحرف تارة، وفي الندم على ما اقترفت أيديهم من جرائم مروعة، ذهب ضحيتها مئات الآلاف من العراقيين تارة أخرى، كان لمناضلي البعث الكأس المُعَلّى من التضحية والفداء في كل سطر دُوّنَ في سفر الخالدين في هذه الأمة.

العراق أيها المناضلون البعثيون الأشداء، كما كان على الدوام شعب المعجزات وهو وحده القادر على تجاوز أسباب المحنة، وخلق الفرص لنفسه، ليخرج من بين الرماد والركام عملاقا كأن لم تمر به أزمة، هذا العراق قادر بتضحيات مناضليه وبدعم من كل الشرفاء من أبناء الأمة العربية الذين شعروا بحز سكين الغدر في العظم العربي، قادر على أن يعيد الألق لأبناء الأمة العربية الحية على مدى الدهور والعصور، والتي ستسمو فوق الجراح وتعيد مجد ميزوبيتاميا إلى سابق عهده، قوة عربية وإقليمية ودولية فاعلة لن يجرؤ أحد على تخطيها في أي ظرف من الظروف، ولن يسمح مناضلو البعث لعربة النضال أن تتدحرج إلى قاع عميق، بل لن يسمحوا لها أن تتوقف من دون تحقيق أهدافها كاملة، نعم هذا كله يتطلب نضالا شاقا وتضحيات كبرى، ولكن هذا ما نذر البعثيون أنفسهم له، ليعيدوا ألق الثامن من آب، ويعيدوا دروس ذي قار والقادسية الأولى.

 

الله أكبر والمجد لأبطال القادسية الثانية وقائد النصر فيها شهيد الأضحى الرئيس الخالد صدام حسين.

المجد لشهداء الأمة العربية في كل مكان والمجد لشهداء فلسطين، وشهداء الأحواز السليب.

الله أكبر وليخسأ الخاسئون.

 

 

قيادة قطر العراق

لحزب البعث العربي الاشتراكي

بغداد 8/8/2024

3 صفر 1446 هـ

 

بيان القيادة العامة للقوات المسلحة رقم (172) في الذكرى السادسة والثلاثين ليوم الأيام،  يوم النصر العظيم

القيادة العامة للقوات المسلحة

بيان رقم (172)

في الذكرى السادسة والثلاثين ليوم الأيام  8 / 8 / 1988

  يوم النصر العظيم

بسم الله الرحمن الرحيم

( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ  وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴿60﴾ ) الأنفال   

صدق الله العظيم

أيها الشعب العراقي العظيم

أيها النشامى من أبناء قواتنا المسلحة الباسلة

أيها الأحرار في كل مكان

تمر علينا في هذه الأيام ذكرى خالدة وعزيزة على قلوب العراقيين والعرب وهي الذكرى السادسة والثلاثون للانتصار التاريخي لشعب العراق وقواته المسلحة على عدوان إيران الشر في ملحمة القادسية الثانية المجيدة، تلك المعركة التي كان لها الدور الأكبر والرئيس في منع ملالي إيران من تصدير (ثورتها الإسلامية) المنحرفة، والتي كانت وما زالت في جوهرها تسعى بخبث لإعادة ما كان يسمى الامبراطورية الفارسية الغابرة.

كانت تلك الحرب واحدة من أطول حروب التاريخ الحديث، والتي مرت بالعديد من المراحل، فتضمنت مرحلتها الأولى للفترة من الرابع من أيلول حتى الثاني والعشرين منه عام 1980م الاعتداءات الإيرانية اليومية المتواصلة على الحدود، وفي داخل المدن والقصبات الحدودية، ضمن محافظات ديالى والبصرة تصحبها التهديدات الإعلامية والتصريحات الاستفزازية ضد قيادة العراق وقواته المسلحة، أما المرحلة الثانية للفترة من 22 أيلول لغاية 1 كانون أول 1980م فتمثلت بالتعرض السوقي (الاستراتيجي) العراقي الجوي والبري الشامل الذي بدأ بعد أن نفد صبر القيادة العراقية على الاعتداءات الإيرانية، وبعد استخدام العراق الوسائل السلمية والدبلوماسية كافة من خلال الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المختلفة، وشملت اندفاع وتوغل الجيش العراقي في الأراضي الإيرانية واحتلال بعض المدن وتطويق مدن أخرى مع ضربات القوة الجوية العراقية الشديدة والمركزة والدقيقة ضد القواعد الجوية الإيرانية.

أما المرحلة الثالثة للفترة من 1 كانون أول 1980 لغاية 30 حزيران 1982م فتمثلت بالمحاولات الإيرانية لإيقاف الاختراقات العراقية والسعي لاستعادة المبادأة في الحرب وشن الهجمات المقابلة والتي تمخضت في اتخاذ القرار العراقي في سحب قطعات الجيش إلى الحدود الدولية، وقد شهدت تلك الفترة معارك كبرى كمعارك قاطع عبادان والخفاجيه والشوش وديزفول والمحمرة ومهران وسربيل زهاب وغيرها.

وكانت المرحلة الرابعة للفترة من 30 حزيران 1982م لغاية 16 نيسان 1988م قد تمثلت بالدفاع السوقي الاستراتيجي الموضعي للجيش العراقي، وشهدت ملاحم ومعارك دفاعية بطولية عديدة لعل من أشهرها معارك شرق البصرة وهور الحويزة والشيب وكردمند وحاج عمران وغيرها، والتي أوقعت خسائر كبرى في صفوف الجيش الإيراني الذي يتفوق عددياً وتسليحياً بأربعة أضعاف جيش العراق الباسل. وفي هذه المرحلة تمكنت إيران من احتلال بعض من الأراضي العراقية بضمنها مدينة الفاو سنة 1986م.

أما المرحلة الخامسة والأخيرة للفترة من 17 نيسان 1988م لغاية الثامن من آب 1988م يوم النصر العظيم فتمثلت بالتعرض الواسع لاستعادة الأراضي المحتلة كافة ضمن معارك التحرير الكبرى الخالدة التي سطر فيها جيشنا الباسل وحرسه الجمهوري البطل المآثر والأمجاد التاريخية في سوح القتال، فتمكن العراق من تحقيق النصر الحاسم والنهائي في الحرب وأجبر الخميني على تجرع كأس سم الهزيمة لجيشه ومشروعه العدواني البغيض.

 

يا أبناء شعبنا المجيد وقواتنا المسلحة الباسلة

إن تلك الحرب الطويلة التي خاضها جيشنا العراقي الباسل وقواتنا المسلحة البطلة بعطاء وتضحيات جسيمة وأداء وطني قل مثيله تميزت بأن إدارتها كانت بمستوى عالي من العطاء الفكري والميداني وتلاحم شعبي وتكامل سياسي واجتماعي وإعلامي رائع، وإن ذلك الجهد المبارك قد ساهم  في تطوير فن الحرب وترسيخ وتطوير نظرية الدفاع التعرضي التي اعتمدها العراق في تلك الحرب، وكانت كفاءة وجدارة القيادة السياسية الوطنية آنذاك وهي تستشعر الخطر الإيراني الجديد وخطر مشروعه الخبيث الذي أطلقه الخميني حال نجاح  الثورة سنة 1979،  كما أن الإيمان المطلق للقيادة السياسية العراقية آنذاك بأن هذا المشروع يهدد الأمة العربية بالصميم هو الذي فرض حشد كل الطاقات لتحقيق الانتصار الناجز.

كما أن ملاحم القادسية المجيدة بمعاركها الطويلة والمتنوعة أنتجت للعراق العديد من قادة الجيش الأفذاذ الذين صنعوا مجداً عظيماً للعراق وقادوا معارك البطولة والانتصار وحافظوا على أمن العراق وسيادته، وذاع صيت الكثير منهم في كل أنحاء العالم، ولازال شعبنا يفخر ببطولات الرجال الذين صنعوا النصر ويتغنى بهم وبتاريخهم المجيد.

كما أنتجت تلك الحرب مليون مقاتل مدرب ومجرب سبب دق ناقوس الخطر في الكيان الصهيوني الذي بادر مع كل قوى الشر الدولية للتخطيط لتدمير هذا الجيش وقيادته السياسية الوطنية منذ اليوم الأول للنصر العظيم.

 

أيها الأحرار في كل مكان

لقد كان النصر العظيم في يوم الأيام  8 / 8 / 1988 نصراً عراقياً خالصاً صاغته أفكار ودماء وإرادة العراقيين الأباة، وعبر عن حقيقة شعب العراق الواحد  صاحب الحضارة العريقة والمجد التليد، وكان أداء رجاله في المعارك معبراً حقيقياً عن سجايا وأخلاق ونخوة العراقيين، ولقد شاركت في ذلك النصر العظيم  كل صنوف جيشنا الباسل، وكان لكل منهم دوراً مهماً في رسم ذلك اليوم الخالد، فكانت  لصنوف جيشنا الباسل المقاتلة والساندة والخدمية دوراً مهماً ومجيدا وكل تميز في ميدانه، فالتحية مقرونة بالمحبة والافتخار إلى كل صنوف هذا الجيش الوطني الباسل، من القوة الجوية وطيران الجيش والدفاع الجوي والقوات الخاصة والمشاة والدروع والمدفعية والصنف الكيمياوي والصواريخ  والهندسة العسكرية والمعدات الفنية والمخابرة والتموين والنقل والطبابة والعينة والهندسة الآلية الكهربائية والانضباط العسكري، كل ضمن دوره وقدراته المعروفة للجميع.

ولا يسمح المجال لسرد مآثر كل منهم في تلك الحرب الطويلة التي تحتاج إلى كتب ومجلدات لبيان بعض من مآثرها وأمجادها وبطولات رجالها.

 

أيها الأحرار في كل مكان

إن شعبنا العراقي الموحد البطل والذي ساند جيشه وقواته المسلحة الجسورة وقدم كل امكانياته وقدراته لتحقيق ذلك النصر العظيم الذي أغاض الكثير من الأطراف بما فيها دولاً كبرى، بات شعبنا اليوم يدفع ثمنَ ذلك النصر الواضح بعد أن قامت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها وباستخدام قواتها المسلحة بغزو العراق بحجج كاذبة ومسوغات غير قانونية، ولتسلم البلاد إلى إيران وتمنحها الفرصة الذهبية للثأر من يوم النصر العظيم ومن هزائمها العديدة التي ألحقها جيش العراق وقواته المسلحة خلال الحرب التي استمرت ملاحمها لثماني سنوات متواصلة، ونرى اليوم  كيف أنها وعملاؤها تعبث بالعراق وخيراته، ولكن شعبنا العراقي المجيد وقواتنا المسلحة الباسلة ورجالها الأشداء من الذين لم يفقدوا بوصلة حبهم للعراق ودفاعهم عنه في أحلك الظروف سوف لن يتنازلوا عن حقهم في الدفاع عن أمنه وسيادته، وفي تثوير شعبنا لتحقيق أهدافه العليا في السيادة والاستقلال مهما طالت الأيام وغلت التضحيات، وإن النصر القريب قادم بإذن الله، وما النصر إلا من عند الله.

تحية وتقدير عالي إلى روح صانع النصر وعنوانه الأبرز شهيد الحج الأكبر صدام حسين، وإلى رفاقه الأبطال من الذين كان لهم دورٌ مهمٌ في تحقيق ذلك النصر.

والتحية المقرونة بالافتخار والاعتزاز لكل قادة جيشنا الأبطال والآمرين والضباط والمقاتلين وإلى كل المساندين لتحقيق نصر يوم الأيام.

تحية إلى شعبنا العراقي العظيم من أقصى شماله إلى أقصى الجنوب

تحية إلى رجال القوات المسلحة البواسل عنوان مجد العراق ووحدته

تحية إلى شهداء العراق العظيم

والمحبة والتقدير والاعتزاز لكل من آمن بالعراق العظيم واحداً موحداً مستقلاً..

 

 

القيادة العامة للقوات المسلحة

بغداد المنصورة بإذن الله

8 / 8 / 2024