قصيدة الـمنعطف
______
عبد الرزاق عبد الواحد
الحمد لله يبقى المجد، والشرفُ
أن العراق أمامي حيثما أقفُ
وأن عيني بها من ضوئهِ ألقُ
هدبي عليهِ طوال الليل يأتلفُ
وأن لي أدمعاً فيه ومبتسماً
ولي دم مثلما أبناؤه نزفوا
الحمد لله أني ما أزال إلى
وجه العراق أصلي حين أعتكفُ
الحمد لله أني ما يزال على
مياهه كل غصن فيّ ينعطفُ
وأنني، لو عظامي كلها يبست
يجري العراق لها ماء فترتشفُ
الحمد لله أني بالعراق أرى
وأنني بالعراقيين ألتحفُ
فليس لي غيره عين، ولا رئة
وهم إزاري الذي لولاه أنكشف ُ
ولا وحق عراق الكبر لا وهناً
ولا هروباً إليك الآن أزدلفُ
لكنني فيَّ مما فيك معجزة
إني بجرحي عند الزهو أعترفُ
يا سيد الأرض يا ضعفي، ويا هوسي
وبعض ضعفي أني مغرم دنف
لي فيك ألف هوى، حبيك سيدها
وحب نفسي في طياتها يجفُ
حتى إذا كان في عينيك بعض رضاً
عني، فعن كلهم إلاك أنصرف
يا سيدي، كل حرف فيك أكتبهُ
أحسه من نياطِ القلب يغترفُ
وقد تعاتبني أني على شغفي
تضيق حيناً بي الدنيا، وتختلف
يا سيدي ألف أيك وارف عرفت
روحي، وظل أنيسي الأوحد السعف
من ذا يقول لهذي الدائرات قفي؟
لكان كل الذين استعجلوا وقفوا
يا سيد الأرض يا ضعفي، ويا هوسي
يا كبريائي التي ما شابها صلف
يا ضحكةً باب قلبي، لا تبارحه
ودمعة حد هدبي، ليس تنذرف
بيني وبينك صوت الله أسمعه
يصيح بي موحشاً، والليل ينتصف
الحمد لله أني لا يراودني
خوف ولا عاد يدمي فرحتي أسفُ
الحمد لله نفسي لا أجادلها
ولست أحلف، غيري ربما حلفوا