شبكة ذي قار
مقدمة البرنامج الاستراتيجي للبعث والمقاومة

مقدمة البرنامج الاستراتيجي للبعث والمقاومة

أصدر المجاهد عزة إبراهيم الدوري بياناً حدد فيه استراتيجية البعث والمقاومة في المرحلة الراهنة من معركة التحرير الظافرة التي يخوضها شعب العراق ممثلاً بطليعته: الحزب والمقاومة العراقية الوطنية والإسلامية.

وعبر المجاهد عزة إبراهيم الدوري عن أسمى معاني الاعتزاز والفخر بالبطولات الفذة والتضحيات السخية للمجاهدين، وأكد المجاهد عزة إبراهيم الدوري أن ثورة التحرير العراقية الظافرة قد حققت إنجازاً هائلاً في السنتين والنصف الماضية رغم الحصار الذي فرضته أمريكا وعملاؤها على هذه الثورة المقدامة. وأضاف أن المقاومة قد انتقلت اليوم إلى مرحلة جديدة في تكوينها وصيرورتها وفي أدائها المبارك وفي تنظيمها وتمويلها وخبراتها العلمية والفنية وعمق تجربتها. وإنها حققت مستوى عال في أدائها التكتيكي والعملياتي وفي برامجها وتخطيطها الاستراتيجي.

وأكد المجاهد عزة إبراهيم الدوري أن المقاومة العراقية قد بلغت مبلغ الكمال، ولن تستطيع أي قوة في الأرض النيل منها أو التأثير عليها.

وأكد المجاهد عزة إبراهيم الدوري أن هدفنا الاستراتيجي العزيز في الحزب والمقاومة والشعب هو التحرير الكامل الشامل العميق من كل أنواع العدوان والظلم والبغي والسيطرة والهيمنة والاستغلال ومن جميع أثارها على حياتنا وحياة أجيالنا القادمة ومستقبل شعبنا وأمتنا.

وأضاف: لذلك نؤكد إنه لا تفاوض ولا اتصال مع العدو وعملائه، لا مباشر ولا غير مباشر، حتى يعترف رسمياً بجريمته الكبرى في احتلال العراق وتدميره وحتى يقرر رسمياً الانسحاب الفوري وبدون قيد أو شرط. وأشار المجاهد عزة إبراهيم الدوري إلى أن كل وسطاء العدو هم عملاء ومأجورون سواء كانوا أنظمة أم أحزاب أم أشخاص.

وأكد المجاهد عزة إبراهيم الدوري أن العدو ما لم ُيُسحق وُتحطم قوته العسكرية والاقتصادية على أرضنا وما لم يتأكد أنه أخفق وفشل في تحقيق مشروعه الإجرامي وإنه عاجز نهائيا عن ذلك، وما لم يعلم أن المطاولة أكثر قد تؤدي إلى انهياره وانهيار كل مشاريعه العدوانية في العالم، فإنه لن يرضى بتفريط ذرة من مشروعه الامبريالي الصهيوني على العراق والأمة. وإذا تكرم عليكم أو على من يدعون أنهم يقاومون الاحتلال سلمياً أو سياسياً (ولكي يقلل من خسائره (، فإنه يقبل منكم ومنهم المشاركة في اللعبة السياسية ويعفو عن المطلوبين منكم لكي تكونوا جزء من مشروعه لا سَمحَ الله.)

ودعا المجاهد عزة إبراهيم الدوري المجاهدين وجميع المناضلين ضد الاحتلال إلى الانتباه لمكائد العدو وخططه الإجرامية سواء عبر عملائه المكشوفين أو غير المكشوفين أو عبر بعض الجهات العربية من حكومات وفئات وأجهزة مخابرات، وناشد المجاهدين الأبطال والمناضلين الشرفاء من أبناء العراق إلى الثبات بوجه ما يمارسه العدو من ضغوط هائلة تتمثل بحملات الإبادة والقتل والتدمير والإرهاب الرامية إلى زحزحتنا عن موقفنا المبدئي الأصيل وثنينا عن عزمنا على مطاولته والمضي في جهادنا المقدس حتى النصر والتحرير.

وحذر المجاهد عزة إبراهيم الدوري من ضغوط اللعبة السياسية وضغوط القوى اللاهثة خلفها ممن يتبجحون بالتحرير والديمقراطية، وبدأوا يطرحون شعارات متراجعة ومتخاذلة ومبهمة مثل جدولة الانسحاب وإحالة الملف العراقي إلى الأمم المتحدة.

وقال المجاهد عزة إبراهيم الدوري إن هذا هو عين ما تريده أمريكا اليوم لإنقاذها من الفشل والتدمير، ووصف هذه الشعارات بأنها شعارات مبهمة وملغومة. 

وأشار المجاهد عزة إبراهيم الدوري بفخر واعتزاز عظيمين إلى المقاومة البطلة الشريفة بكل فصائلها وانتماءاتها الوطنية والقومية والإسلامية وإلى البعث وإلى رجال الجيش العراقي الباسل وقوى الأمن العراقية الشجعان الأوفياء، كما عبر عن تقديره الكبير لمواقف القوميين العرب والحزب الشيوعي/الكادر والتحالف الوطني العراقي وكثير من الشخصيات الوطنية والقومية والإسلامية مؤكداً الالتقاء معها حول هذه الرؤية الاستراتيجية.

وحذر المجاهد عزة إبراهيم الدوري أن قوى الشعب العراقي الوطنية المجاهدة المسلحة ستسحق كل من يقف أمامها بإذن الله القوي العزيز.

وقدم المجاهد عزة إبراهيم الدوري تشخيصاً دقيقاً لجوانب مخطط أمريكا الاستعماري الصهيوني في العراق والذي يرمي إلى تعزيز احتلالها وإقامة نموذجها العميل الذي تسعى لتعميمه على المنطقة، فقال: إن أمريكا  قسمت عملاءها على وفق التوزيع المذهبي والقومي، وعملت على تخويف العرب من الأكراد والأكراد من العرب، والسنة من الشيعة، والشيعة من السنة، كما أخذت تحرك عملاءها  من الشيعة لقتل السنة، وعملاءها من السنة لقتل الشيعة، وذلك بقصد دفع العراقيين للالتفاف حول عملائها من العرب والأكراد ومن السنة والشيعة لإنجاح مشروعها الاحتلالي الاستعماري الذي تحاول يائسة إقامته، من خلال تقسيم العراق وتمزيق شعبه وتدمير تاريخه وحضارته وقيمه وتقاليده التي صاغتها الحياة عبر آلاف السنين لوطن موحد ورائد للتقدم والتطور والحضارة. 

وحذر المجاهد عزة إبراهيم الدوري من مخطط أمريكي خبيث لتسليم فتات السلطة لعملائها من السنة وهم لا يقلون عمالة من عملاء أمريكا من الشيعة، وذلك بقصد تفتيت الوسط السني ودفع العملاء والانتهازيين والنفعيين والمرتزقة لتشكيل مليشيات لخدمة الاحتلال وضرب الشعب تماماً كما فعل عملاؤها من الشيعة الصفويين.

وأكد المجاهد عزة إبراهيم الدوري أنه بالرغم مما حفلت به مسيرة الحكم الوطني طيلة 35 عاماً من إنجازات كبرى، إلا إنه حصلت خلالها أخطاء كبيرة وهفوات واخفاقات سيتولى الحزب إن شاء الله في أقرب فرصة تتاح له دراسة التجربة والمسيرة بعمق وشمول وبكل شجاعة وجرأة وبشعور عالي من المسؤولية لتشخيص تلك الأخطاء والهفوات والاخفاقات وللتصحيح والتقويم واستخلاص الدروس والعبر لرفد المسيرة اللاحقة بكل قوة معطيات التجربة ولكي لا تتكرر الأخطاء نفسها ثم نفتح صدورنا وعقولنا ومنهجنا للأمة وقواها الوطنية والقومية والإسلامية المجاهدة فهي عمقنا السوقي المادي والمعنوي.

 وأكد المجاهد عزة إبراهيم الدوري أنه بدأت بحمد الله وتوفيقه عملية بناء القاعدة الأمينة الصلبة للجبهة العريضة وهي جبهة المقاومة في الميدان بين كل فصائلها الوطنية والقومية والإسلامية وأضاف: ونقول من هنا تنطلق مسيرة العمل الجبهوي ثم تتسع لتشمل كل قوى الشعب والأمة الرافضة للاحتلال والمناضلة من أجل طرده، أي بدأنا من جبهة البندقية والصاروخ والمدفع والعبوة الناسفة.

وفيما يأتي نص هذا البيان الاستراتيجي: 

مقدمة البرنامج الاستراتيجي للبعث والمقاومة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

“يا أيها الذين أمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم * تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون * يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم * وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين” صدق الله العظيم

أيها الرفاق الأعزاء أعضاء القيادة وأعضاء الكادر المتقدم والكادر الذي يليه وقادة المقاومة البواسل، أحييكم بتحية العروبة المؤمنة الوفية وأحييكم بتحية الإسلام الثائر المجاهد، تقديري الكبير لكم واعتزازي العالي بكم ، أيها المؤمنون الصادقون الأوفياء ، أيها المجاهدون الشجعان، أنتم السابقون إلى الخيرات ومن يأتي بعدكم فهو لاحق وتبع، “لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر، والمجاهدون في سبيلي بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة”.  ثم يقول جل شأنه: “وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً درجات منه ومغفرة ورحمة”.

هنيئا لكم أيها الثوار، هنيئاً لكم يا رفاق العقيدة والسلاح والجهاد، وكل العز وكل المجد وكل الفضل وكل المكارم لكم ولمن قال معكم من أبناء شعبنا وأمتنا حي على الجهاد حي على الاستشهاد حي على الفلاح الدائم، النصر على الأعداء في الدنيا والشهادة المباركة الحسنى في الآخرة. فأنتم اليوم المؤمنون صدقاً وأنتم المجاهدون حقاً، أنتم وحدكم اليوم في الكون تقفون بجدارة أمام أعتى قوة وأعتى موجة تدمير وتخريب لمستقبل الأمة والإنسانية تذودون بأرواحكم ودمائكم عن العقيدة والمبادئ والحرمات والمقدسات، إنها حقاً الرسالة الكبرى، وأنها حقاً الثورة الكبرى لكل الإيمان وعوامله ووسائله ضد كل الشر وعوامله ووسائله، أنها من أعظم الثورات في تاريخ البشر، وأنتم من أعظم مقاتلي التاريخ وأبطاله ورموزه فارفعوا رؤوسكم واشمخوا وازهوا مع تواضع الأبطال وعفة الثوار وحلم المؤمنين الأبرار “. قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون . فجاهدوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين ، ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون ان كنتم مؤمنين . إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين أمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين ، ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ” اسمعوا ماذا يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم في حقكم أيها المجاهدون يقول : ” من سأل الله تعالى الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء ولو مات على فراشه ” أخرجه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم :” ما اغبرت قدما رجل في سبيل الله فتمسه النار” أخرجه البخاري. وقال صلى الله عليه وسلم :”من طلب الشهادة صادقا أعطيها ولو لم تصبه” اخرجه مسلم . وقال : ” مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لايفتر من صلاة وصيام حتى يرجع المجاهد في سبيل الله” ، اخرجه البخاري. وقال صلى الله عليه وسلم : ” إن في الجنة مئة درجة اعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والارض ” ، اخرجه البخاري . ومن اكثر منكم اليوم أيها الاحبة جهادا في سبيل الله إن صحت النوايا وخلصت السرائر .

جاهدوا أيها الرفاق البواسل في سبيل الله دفاعا عن العقيدة أولا ولإعلاء كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله شعار الرسالة الخالدة رسالة العرب الكبرى شعار الدين الخالد الذي تنعم في ظله الوارف كل الأديان والطوائف والقوميات وتزدهر، ثم في سبيل الوطن العزيز والامة المجيدة ثم الحرمات والمقدسات . ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون ، واصبروا وصابروا واتقوا الله لعلكم تفلحون . واعلموا ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. فلنتقي الله جميعا كي نحرز وننال شرف ومقام المعية العالي الرفيع معية القوي العزيز ، ألم تروا إلى الحبيب صلى الله عليه وسلم كيف يتباهى بشرف وعز المعية فيقول لصاحبه في اخطر اللحظات لاتحزن إن الله معنا فانزل الله عليه سكينته وايده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا وكيف تطاول سيدنا موسى عليه السلام بالعز والثبات والاطمئنان والثقة بنصر الله تعالى أمام اعتى قوة في الأرض آنذاك فرعون وملأه وجنده فقال لقومه لما زلزلهم المشهد فقالوا انا لمدركون قال : كلا ان معي ربي سيهدين فأوحى إليه ربه ان اضرب بعصاك البحر فانفلق فأخذ الله عدوه أخذ عزيز مقتدر . هذا هو مقام المعية الحفظ والتمكين والتثبيت والنصر على الأعداء بالأسباب وبغير الأسباب .

فاعلموا ايها الرفاق الأعزاء وأيها المجاهدون البواسل إن حزب البعث العربي الاشتراكي كما جاءنا في تراثه العزيز ورجاله الأوائل ومنظري عقيدته وما أثبتته مسيرته الطويلة وما فقهنا نحن من عقيدته وأهدافه ومسيرته هو حزب الأمة أمة الرسالات السماوية والحضارية وخاتمتها رسالة الإسلام العظيم رسالة العرب الكبرى إلى الدنيا كلها ، فهو حزب الرسالة وليس حزبا سياسيا تقليديا يظهر اليوم ويختفي غدا ويتلون مع تلون المراحل والمهام كسائر الأحزاب الموجودة اليوم في وطننا وامتنا فهو الحزب الخالد الى يوم الدين يحمل الرسالة ويبلغ هديها للناس فهو لا يحده حد ولا يعده عد ولا يحويه محيط ولا يتوقف أمره على شخص ولا على قيادة ولا على جيل واحد من أجيال الأمة بل هو ملك لكل الأجيال وهو غاية الأمة ووسيلتها لتحقيق ما تصبوا اليه من عز ومجد وتاريخ وحضارة ولذلك علينا أن نحذر جميعا من أن تؤثر على عزمنا وانطلاقتنا التاريخية نحو أهدافنا الإستراتيجية الكبرى بعض المرونات التكتيكية مع أطراف الوسط السياسي الوطني الرافض للاحتلال والداعي إلى خروجه ، إنما يريد الحزب أن يستثمر كل طاقات المرحلة المتاحة في العمل السياسي والوسط السياسي ليرفع همم البعض ويرتقي بهم نحو الجهاد ويحجم خطر البعض الآخر ولو إلى حين إذاً مطلوب من حزب الرسالة ومقاومته الباسلة أن يصمد أمام التحديات الكبرى وان يؤثر في وسطه ولا يتأثر فيه، يؤثر في الوسط السياسي الوطني لتصعيد نضاله وجهاده وتصليب موقفه الرافض للاحتلال والداعي لإخراجه.

واعلموا ان ما نواجهه اليوم من ضغط هائل ومصاعب قاهرة وصراع دامي ومصيري هو من استحقاق حزبنا وشعبنا وامتنا لتحقيق ما نصبوا إليه كشعب وأمة من انتصار تاريخي سيغير حياة الإنسان على هذا الكوكب بإذن الله . وهكذا كان على الدوام وعلى امتداد التاريخ شأن المسيرة الرسالية لأمتنا وشعبنا كلما يكبرا الهدف ويعظم المطلوب تزداد المصاعب وتشتد المواجهة وتكبر التضحيات ، وحسبنا من الأمر كله إن النصر لنا حق ثابت في حكم الله وقضائه والخسران والخذلان لأعدائنا ، إذ قال جل شأنه : ” وكان حقا علينا نصر المؤمنين” وقال جل شأنه: “إنا لننصر رسلنا والذين أمنوا في الحياة الدنيا يوم يقوم الإشهاد”  وقال جل جلاله: “إن الله يدافع عن الذين امنوا ان الله ليحب كل خوان كفور” “أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير”.

 فالمعاناة والتضحيات ثم الانتصارات التاريخية الكبيرة هي جزء من قدرنا الذي كتبه الله لنا كدور سالي إنساني خالد . اقرأوا أن شئتم سيرة الأمة ومسيرتها التاريخية وما عاناه رجالها وقياداتها حتى القائد النبي المرسل صلى الله عليه وسلم كان يشد على بطنه حجرين من الجوع وجنده يشدون حجرا وكانوا يواجهون في جهادهم الكفر والظلم والطغيان والرذيلة مصاعب لا يتصورها الا من تعشق منهج الرسالة ومضى في طريقها مؤمنا صادقا مخلصا ومجاهدا ، واجهوا منعطفات هائلة في صراعهم مع الباطل حتى زاغت ابصارهم وبلغت قلوبهم الحناجر ويظنون بالله الظنونا وحتى زلزلوا زلزلا شديدا وهم اصحاب النبي المرسل وهو معهم يتنزل عليه وعليهم القرآن الكريم في كل يوم يقوي قلوبهم ويشد من ازرهم ويستنهض عزيمتهم ويبشرهم بالفوز العظيم دنيا وآخرة.

 ومع ذلك ولشدة ما يواجهون يستبطئون النصر فيقولون متى نصر الله فيقول لهم جل جلاله في الحال الا ان نصر الله قريب . اولئك حملة الرسالة الخالدة ونحن اليوم ورثتهم الشرعيون في حملها من فضل الله تعالى فمن يتولى ويكلف ويتشرف بحمل الرسالة الكبرى للأمة لا يبالي بما يحصل له لا تحده الحدود ولا تقطع طريقه السدود ولا ينظر إلا إلى سموها وعزها ومجدها وشرفها وقدسيتها من يخطب الحسناء لا يغله المهر كما يقولون ولا تهزه الهزائز لا من كبائر الأمور ولا من صغائرها لا يغير ولا يبدل ولا يلتوي ولا يتوانى ولا يستثقل المهمة. ” قل ما أسألكم عليه من اجر وما أنا من المتكلفين” ، اسمعوا إلى ما يقوله القائد الرسول صلى الله عليه وسلم عندما ساومه الأعداء على مبادئ الرسالة يقول:

” والله يا عماه لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن اترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو اهلك دونه” . أما جنده الميامين لما قال لهم الناس ” ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم زادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم” .

هكذا كان حزب الرسالة الأول وهكذا كان رجاله المؤمنين ، مضى في مسيرته الجهادية يتحدى الكون كله حتى جاء نصر الله والفتح وحتى فتح الله لهم فتحا مبيناً . واعلموا أيها المجاهدون أن العدو ما لم ُُيسحق وُتحطم قوته العسكرية والاقتصادية على أرضنا وما لم يتأكد أنه أخفق وفشل في تحقيق مشروعه الإجرامي وانه عاجز نهائيا عن ذلك ، وما لم يعلم أن المطاولة أكثر قد تؤدي إلى انهياره وانهيار كل مشاريعه العدوانية في العالم، فأنه لن يرضى بتفريط ذرة من مشروعه الامبريالي الصهيوني على العراق والأمة . وإذا تكرم عليكم أو على من يدعون أنهم يقاومون الاحتلال سلميا او سياسيا (ولكي يقلل من خسائره)  فانه ،اذا اراد، سيقبل منكم ومنهم المشاركة في اللعبة السياسية ويعفو عن المطلوبين منكم لكي تكونوا جزءا من مشروعه لا سَمحَ الله . هذا هو شأن الاستعمار على امتداد تاريخه الأسود. لا يعفو ولا يرحَم ولا يعرف غير مصالحه وأطماعه وجشعه ولا يعرف غير الظلم والطغيان والبطش والقهر والإذلال. ولذلك نؤكد انه لا تفاوض ولا اتصال مع العدو وعملائه لا مباشر ولا غير مباشر (واعلموا ان كل وسطائه هم عملاء ومأجورون سواء كانوا أنظمة أم أحزاب أم أشخاص) حتى يعترف رسمياً بجريمته الكبرى في احتلال العراق وتدميره وحتى يقرر رسميا الانسحاب الفوري وبدون قيد او شرط . واعلموا ايها الرفاق انها فرصة التاريخ الكبرى لنا ولشعبنا وامتنا ان نسحق عدونا إلى الابد بعد ان قبل المنازلة بالطريقة التي اختارها البعث وشعبه العظيم والتي الغت تفوقه العسكري والاقتصادي والبشري وحيدت قواه الضاربة ووقع في الفخ الذي نصبه الله تعالى له لكي يذبح نفسه بيده ، ” ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين”  ليطبق حكمه عليهم جل حلاله اذ يقول : ” فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى اذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فاذا هم ملبسون ” ، حتى تعود الأمة آنذاك لتأخذ دورها الرسالي من جديد يحدوها شعب العراق العظيم بقيادة حزب الامة وصانع مجدها ومجدد تاريخها وحياتها. هذه هي الحقيقة المقدسة إنها  ستراتيجية البعث والمقاومة إنها ستراتيجية الشعب والأمة التي لا يجوز لأي شخص داخل الحزب او خارجه ولا أي حزب أو تجمع أو حركة أن تسبح ضد تيارها الجارف فمن يفعل ذلك فسيكون مصيره الغرق تحت ضربات أمواجها المتلاطمة ، انها معركة المصير الواحد أنها معركة الوجود في أن نعيش أو لا نعيش.

 إذنً نؤكد أن هدفنا الستراتيجي العزيز في الحزب والمقاومة والشعب هو التحرير الكامل الشامل العميق من كل انواع العدوان والظلم والبغي والسيطرة والهيمنة والاستغلال ومن جميع أثارها على حياتنا وحياة أجيالنا القادمة ومستقبل شعبنا وامتنا. ولن يتحقق هذا الهدف العظيم الا بالجهاد الدائم والقتال الملحمي والمطاولة الأبية وبالمصابرة والصبر والاصطبار والتضحيات السخية وإلا بالإيمان المطلق بقدرة الحزب والشعب والأمة وبحتمية النصر على الأعداء. ونؤكد لكم ايها الرفاق المجاهدون ان مشروع العدو الإجرامي يهدف إلى تدمير العراق النموذج الوطني القومي المؤمن الحضاري الخلاق والمبدع حضاريا وبالقوة العسكرية المتفوق فيها دوليا بعد ان عجز أن يلحقه بركب الحكام العرب الخونة والجبناء وبقي عصيا عليه على امتداد خمسة وثلاثين عاما يبني النموذج النير الوضاء ويحرض الأمة على الثورة ويحرج حكامها ويخلخل عروشهم ويهدد كراسيهم ويدعو شعوب الدنيا كلها حالا ومقالا إلى التحرر والانعتاق والاستقلال ومحاربة الظلم والفساد والطغيان المتمثل بالامبريالية الامريكية والصهيونية العالمية ، يدمر العراق لكي يقيم على انقاضه النموذج الامريكي العميل على ارض الرافدين الطاهرة ولكي يدعو جميع الدول العربية والإسلامية لأقامة النموذج العميل في بلادهم ومن لا يسلم بإقامة النموذج ويقبل بخدمة المصالح الأمريكية علنا سوف يضرب ويبدل نظامه بنظام عميل كما هي الحال في العراق (واعلموا أن أي جهة تذهب مع العدو وعملائه لتحقيق هذا المشروع فهي عميلة وخائنة مهما ادعت وبررت) ثم يحقق بعد ذلك نظام العولمة الذي يضع العالم كله تحت رحمة امريكا واستغلالها وابتزازها ونهب ثرواتها وتدمير الحريات وتدنيس المقدسات وانتهاك الحرمات كي لا يبقى للشعوب ما يثيرها ويحدوها للجهاد والحرية والتحرر والاستقلال كما يفعلون اليوم مع الدول التي سيطرت عليها امريكا . وانكم لترون اليوم ما يفعلون في بلدنا من تمزيق وتقطيع لأوصاله وتخريب اجتماعي وحضاري مادي ومعنوي وتدمير هائل للقيم والمثل والتقاليد هذا هو هدف احتلال العدو لبلدنا ، ولن يحيد عن هدفه الا بعد ان يخسر ويطرد بالقوة كما دخل علينا بالقوة. اننا ما كنا نشك إطلاقا في قدرتهم على تدمير العراق حضاريا أي تدمير البناء الحضاري المادي والمعنوي مع معالمه الشامخة التي بناها البعث عبر الخمسة والثلاثين عاما من قيادته للمسيرة بسبب تفوقه العالي علينا قياسا بما نملك من وسائل دفاعية لمجابهته. ولكننا لم نشك إطلاقا بأننا سنتفوق وننتصر عليه في الصفحة الثانية من المجابهة والصراع , وهي صفحة المقاومة الشعبية المسلحة الباسلة لأيقافه ومنعه من اقامة مشروعه الاجرامي على ارضنا ثم الإجهاز عليه وتدميره وطرده من بلدنا مذموما مدحورا يجر أذيال الخيبة والخسران والخذلان عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.

 هذا هو هدفنا الستراتيجي الذي هو الحق الأكبر في اعناقنا كطليعة للشعب والأمة ، هذا هو قدر البعث لا نغير ولا نبدل ، انما هو صراع حضاري ملحمي وقتال شامل للعدو وعملائه ولكل اثاره ومخلفاته على ارضنا حتى التحرير ، وقد حققنا انجازا هائلا كما تعلمون خلال اقل من سنتين ونصف رغم الحصار الجائر المضروب على ثورتنا ، لقد انتقلت المقاومة اليوم إلى مرحلة جديدة في تكوينها وصيرورتها وفي أدائها المبارك وفي تنظيمها وتمويلها وخبراتها العلمية والفنية وعمق تجربتها لقد بلغت مستوى عال في أدائها التكتيكي والعملياتي وفي برامجها وتخطيطها الستراتيجي اليوم بلغت المقاومة العزيزة مبلغ الكمال لن تستطيع أي قوة في الأرض النيل منها او التأثير عليها أنها مقاومة الشعب العظيم انها المقاومة الدائمة الخالدة مهما طال الزمن وغلت التضحيات وسيتوارثها الأجيال جيل بعد جيل حتى تكتسح كل أعداء الأمة من على وجه العروبة والإسلام ، لقد هشمت هذه المقاومة العملاقة ستراتيجية العدو وقزمتها ، لقد استيأس العدو اليوم نهائيا من تحقيق أهدافه كما ورد في ستراتيجيته وبات يفتش عن وسائل جديدة تنقذه من ورطته التي قد تسبب له كارثة تاريخية لا يعلم مداها الا الله, فرأيتم كيف حشد كل عملائه الرسميين وغير الرسميين المكشوفين وغير المكشوفين للتحايل على الحزب والمقاومة ولا زال للدخول في لعبة المفاوضات والحل السياسي وبدأ يندب حظه العاثر عندما اصطدم بصخرة الحزب والمقاومة في الصمود والشموخ والثبات على المبادئ والأهداف الكبرى العزيزة للجهاد والتحرير الكامل الشامل لوطننا، وبدأ يشتم عملاءه لأنه يعرف تماما ماذا يعني فشله في العراق. انه يعني التدمير الشامل والكامل لكل بنيانه الامبريالي الاستعماري في الأرض أنه يعني انهيار الإمبراطورية الطاغية الظالمة إلى الأبد كما حصل لمثيلاتها في التاريخ . ولذلك يجب ان ننتبه إلى ان العدو سيصمد ويضغط علينا بكل ثقله ووسائله المتاحة وسيستنفر عملائه من اقصاهم إلى ادناهم المكشوفين وغير المشكوفين وهو تقريبا اليوم يهيمن على الوسط السياسي الذي نعيش فيه سواء بشكل مباشر بواسطة عملائه او غير مباشر. سيستخدم هذا الوسط وسيستخدم اعلامه الهائل وسيستخدم البناء العربي الرسمي العميل حكومات واحزاب ومخابرات ويستخدم قوته في مزيد من التدمير والتخريب لبلدنا ومدننا وقرانا ومزيد من الملاحقة والمطاردة والاعتقالات والإرهاب كي يزحزحنا عن موقفنا المبدئي الأصيل ولكي يثني عزمنا على مطاولته والمضي في جهادنا المقدس حتى النصر والتحرير. فلنثبت امام هذه الضغوط جميعها وخاصة ضغوط اللعبة السياسية وضغوط القوى اللاهثة خلفها ممن يزعمون إنهم يتبنون منهج التحرير والديمقراطية ، فبدأوا يطرحون شعارات متراجعة ومتخاذلة ومبهمة مثل جدولة الانسحاب وإحالة الملف العراقي إلى الأمم المتحدة وهذا هو عين ما تريده امريكا اليوم لإنقاذها من الفشل والتدمير انه شعار مبهم وملغوم .قولوا لهم ايها الرفاق : ثم ماذا بعد الجدولة واحالة الامر إلى الامم المتحدة؟ وقد تعلمون ان هذه المنظمة اصبحت اداة طيعة بيد امريكا، ثم ماذا عن تحرير البلد سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا ؟ ثم ماذا عن التدمير الهائل الذي اصاب بنيته المادية والمعنوية والحضارية ؟ ثم ماذا عن جريمة الاحتلال اللا قانوني واللا شرعي ونتائجه المدمرة ؟ ثم ماذا عن آلاف الشهداء والمفقودين وانهار الدم التي جرت على اديم العراق ومئات الآلاف من المسجونين ؟ وماذا عن الملايين المهجرين ؟ ثم ماذا عن العملاء والخونة والجواسيس الذي جاءوا على دبابات العدو ؟

وهكذا سيظهر العملاء تدريجيا، لكل صنف منهم مهمة حسب تعدد المراحل ومهامها بالنسبة لتخطيط العدو.

 فعلى البعث أن يناضل في هذا الوسط حول شعاراته وأهدافه المركزية كي يصحح لمن يريد التصحيح ويقوي الضعيف ويثبت الخائف المتخاذل ويأخذ بيده ويتحمل منه المزيد ان وجد فيه ذرة خير ويفضح ويعري المصر منهم على الخيانة والعمالة او على معاونة العدو لتحقيق اهدافه. اعتقد ان البعض  سيلتقي على منهجنا وأهدافنا وهم قليلون ولكن فيهم كل الخير ان شاء الله وهم القوميون العرب والحزب الشيوعي/الكادر والتحالف الوطني العراقي (جماعة عبد الجبار الكبيسي) وشخصيات كثيرة وطنية وقومية وإسلامية. اما نحن فحسبنا الله ونعم الوكيل ومن يتوكل على الله فهو حسبه ثم حسبنا شعبنا العظيم ثم حسبنا المقاومة البطلة الشريفة بكل فصائلها وانتماءاتها الوطنية والقومية والإسلامية وحسبنا البعث العظيم وجيشه الباسل وقوى امن الأمة الشجعان الأوفياء. وستسحق عجلتنا المباركة كل من يقف أمامها بإذن الله القوي العزيز وما النصر الا من عند الله ، انظروا إلى هذا العدو المجرم كيف قسم عملاءه بخبث إلى شيعة وسنة وأكرادا وعربا كي يوحي للدنيا ان الشعب العراقي كله معه فيوحي لهم كأن حفنة العملاء الأكراد هم كل الأكراد وحفنة العملاء الشيعة هم كل الشيعة وحفنة العملاء السنة هم كل السنة وحفنة العملاء العرب هم كل العرب، هكذا التدجيل والتضليل والمكر في غياب الإعلام المناصر للجهاد وللشعب ، ثم حرك العدو هذا التقسيم الطائفي العرقي باتجاه تقسيم العراق وتمزيق لحمة الشعب وتدمير تاريخه وحضارته ثم تدمير القيم والتقاليد التي صاغتها الحياة عبر الاف السنين لوطن موحد ورائد للتقدم والتطور والحضارة ، وحرك العدو الشيعة لقتل السنة وحرك السنة لقتل الشيعة كي يخيف كل الشعب فيتمحور خلف من يحميه، فيتمحور السنة خلف العملاء السنة والشيعة خلف العملاء الشيعة حتى يخلقوا رأيا في اوساط السنة على ضرورة تأييد العملاء السنة في الانتخابات كي يفوزوا على العملاء الشيعة الذين يستهدفون قتل السنة وتدميرهم.

 وأمريكا اليوم تعمل على نقل السلطة إلى السنة فعلا لغايات كثيرة لكي تقول هذه هي الديمقراطية الشعب العراقي يتداول السلطة بين أحزابه وفئاته عبر الانتخابات ولكي تقول للشيعة كما قالت للسنة انكم تخليتم عن أحزابكم وقادتكم العملاء وفاز بها السنة لما توحدوا كطائفة فعليكم ان تتوحدوا خلف العملاء وهكذا للأكراد لقد حركوا النزعة الفارسية الصفوية في حزب الدعوة وجماعة بدر ودفعتهم لقتل العلماء والشرفاء وإرهاب وإرعاب السنة، أخافت الشيعة من السنة وأخافت السنة من الشيعة وأخافت الأكراد من العرب وأخافت العرب من الأكراد وتخيف الجميع من عودة صدام إلى الحكم ، اذنً فان الدستور والانتخابات وتشكيل الجيش الوثني واجهزة الدولة الاخرى هي جزء اساس من مشروع المحتل في اقامة نموذجه المزعوم . اذن في هذا التقسيم والتحريك قسم العدو الأدوار لكي يهيمن على الوسط السياسي ويصعد اللعبة السياسية بما يحقق اهدافه الشريرة . ولولا حزبنا والمقاومة لتحقق للعدو كلما يريد من اهداف اللعبة السياسية . وارجو ان يعلم الرفاق وكل المجاهدين اذا ما انتقلت السلطة إلى العملاء السنة سيخسر الجهاد الوطني اكثر بكثير مما هو عليه اليوم، اذ يعلم الجميع ان وسطنا الذي نعيش عليه ونغذي مسيرتنا منه هو وسط السنة بالأساس، رضينا أم أبينا، ولأن عملاء السنة هم ليسوا اقل عمالة من الشيعة فسينقسم هذا الوسط على نفسه بفعل مغريات السلطة وتضليلها وتدجيلها وتصبح محاربتنا الأساسية من داخل الوسط الذي نعتمد عليه ، فاذا كان  الصفويون قد شكلوا  مليشيات لمحاربة الشعب ، فأن  العملاء السنة  سيشكلون كذلك مليشيات لخدمة العدو وإظهار سلطانهم بمظهر القوة وسيستميتون في الدفاع عن اسيادهم كما فعل في المرة الأولى أياد علاوي. وسيستخدم العملاء نفوذهم وسلطتهم ومغرياتها للتغرير بالضعفاء والفقراء والجبناء والمتخاذلين والعاجزين والنفعيين الذين لا يهمهم اكثر من ان تكون لهم حصة من منافع السلب والنهب والسرقة والتزوير.

 فليس لحزبنا ومقاومتنا اليوم أيها الرفاق الا حزبنا نفسه متوكلا على الله ومن يتوكل على الله فهو حسبه، ومستنفرا في أعماقه عوامل الإيمان ومبادئ الرجولة وقيمها ومبادئ الرسالة وقدسيتها  ودواعي الوطن والمخاطر التي تحيق فيه وتطلعات الشعب والأمة إلى المارد الجبار المنقذ . واعلموا انه ليس لحزبنا في تحقيق هذه الأهداف العزيزة الكريمة إلا المقاومة الشريفة الباسلة المؤمنة بكل فصائلها وانتماءاتها، نقدم لها كل الدعم والمعاونة ونكون منها القلب النابض بالحياة ونكون منها العقل الواعي المبدع ثم لنا الشعب العظيم ننزل إلى أعماقه نبث في أبنائه روح الجهاد والتضحية والفداء ونثور فيه قيم التاريخ والحضارة والرجولة والكرامة والنخوة للدفاع عن الارض والعرض والحرمات والمقدسات . وستجدون ان شاء الله شعب الحضارات شعب الرسالات عند حسن ظن الظانين به خيرا يمدكم بكل مستلزمات الجهاد والثبات والمطاولة حتى النصر المؤزر بإذن الله حتى لو طال الجهاد وغلى الثمن والتضحيات .

 إذن لنعد ايها الرفاق إلى الحزب بروح الحزب وعقيدته وبسمو مبادئه وأهدافه لنحكم قواعده التنظيمية بكل عطاء فلسفته التنظيمية وقيمها ومثلها وتقاليدها ونجدد حياته الداخلية عقائديا وسياسيا وتنظيميا وثقافيا وجهاديا حتى نرتقي به إلى مستوى المرحلة وتحدياتها ثم نتجه إلى شعبنا العظيم الذي هو هدفنا الأسمى ودرعنا الأقوى في مسيرتنا لتحقيق أهداف الرسالة الكبرى في تحرير الأمة وتوحيدها وبناء مستقبله الذي تستحقه ويليق بها ثم نتجه إلى فئات الشعب وأحزابه ومنظماته وأطيافه وتكويناته كما هو الحال اليوم بقلب مفتوح وروح سمحة متسامحة ووعي عالي وعميق بالمسؤولية لما يجب ان يتحمله حزب الرسالة حزب الأمة من معاناة ومصاعب وتضحيات في سبيل تحقيق أهدافها، نبارك للقوي من أحزابه ونحتضنه ونشجع الضعيف منهم ونأخذ بيده ونتحمل منه ومنهم جميعا شفقة عليهم وتضحية منا وعطاءً على طريق تعبئة إمكانات الأمة وشعبها للجهاد والفداء. ولن يضيرنا ولن يضرنا ذلك لأننا حملة رسالة ننظر دائما إلى الافق الأعلى والأبعد ، ننظر إلى سموها وعزها وشرفها وغيرنا ينظر تحت قدميه، كل على قدره ومقداره ودوره في المسيرة ، اعلموا ايها الرفاق ان اكثر الناس تحملا للاذى في التاريخ هم حملة الرسالات الكبرى من الانبياء والمرسلين والقادة التاريخيين والذين يلونهم في القيادة مع احزابهم وجندهم كان الحبيب صلى الله عليه وسلم  يقول عندما يشتد عليه الأذى: ” رحم الله اخي موسى أوذي بأكثر من هذا فصبر” . ان التاريخ يصنعه القادة التاريخيون الأفذاذ ولا يصنعه الحاقدون والأنانيون والنفعيون ، عليكم أيها الرفاق بهدوء الأعصاب والابتعاد عن التهور والتسرع والتطير والانفعال وعدم التسرع في إصدار الأحكام على الآخرين ، ولنستعين على الامر بالصبر والصلاة لأن الله مع الصابرين . ” واصبر وما صبرك الا بالله ولاتحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون . ” التسامح وسعة الصدر وتحمل المقابل بل حمله على الأكتاف إن تطلب الأمر ومصلحة الشعب والأمة (وهذا  الامر من شيمنا وقيمنا). بهذه الروح ومن هذا المنطلق نناضل من اجل اقامة قواعد الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية في اطار مبدئي وسياسي وجهادي يسع الجميع كل على قدر حاله وهمته أي موقف الحد الادنى لرفض الاحتلال ومحاربته او العمل على اخراجه ثم يتسع ويتصاعد لمن يطيق إلى حمل السلاح والالتحاق بالمقاومة ومسيرة الجهاد المقدسة حتى التحرير الشامل والكامل للوطن والامة وبناء المستقبل الجديد ، واعلموا ان حزبنا محصن بمبادئه وعقيدته وتاريخه وأهدافه ومنهجه الجهادي الثابت فلا تخشوا عليه، فهو يؤثر في الآخرين ولا يتأثر بأحد تجاه أهدافه ومسيرته وثوابته ، ولنلعم جميعا أن مسيرة الخمسة والثلاثين عاما لحزبنا وثورتنا بالرغم من عزها وشرفها ومجدها وما حققت للوطن والأمة من انجازات حضارية هائلة وما تركت من مثابات ودلائل لمسيرة الأمة الجهادية والتي نعيش اليوم في بحبوحتها فقد حصلت خلالها اخطاء كبيرة وهفوات واخفاقات سيتولى الحزب إن شاء الله في اقرب فرصة تتاح له دراسة التجربة والمسيرة بعمق وشمول وبكل شجاعة وجرأة وبشعور عالي من المسؤولية لتشخيص تلك الاخطاء والهفوات والاخفاقات وللتصحيح والتقويم واستخلاص الدروس والعبر لرفد المسيرة اللاحقة بكل قوة معطيات التجربة ولكي لا تتكرر نفس الاخطاء ثم نفتح صدورنا وعقولنا ومنهجنا للامة وقواها الوطنية والقومية والاسلامية المجاهدة فهي عمقنا السوقي المادي والمعنوي ، مطلوب منا اليوم ان نستثمر كل قوى الشعب حتى الرضيع نتخذه عنوانا ونموذجا للجيل القادم الذي يجب ان نؤمن له المستقبل وحتى المريض نتخذه كنموذج تهزنا معاناته والأمة  وهو تحت وطأة الحرمان . وبدأنا بحمد الله وتوفيقه ببناء القاعدة الامينة الصلبة للجبهة العريضة وهي جبهة المقاومة في المديان بين كل فصائلها الوطنية والقومية والاسلامية ونقول من هنا تنطلق مسيرة العمل الجبهوي ثم تتسع لتشمل كل قوى الشعب والامة الرافضة للاحتلال والمناضلة من اجل طرده أي بدأنا من جبهة البندقية والصاروخ والمدفع والعبوة الناسفة وكل ما تجود به قريحة وعقول القادة والعلماء والخبراء لتطوير وسائلنا القتالية الجهادية في الميدان ثم نمتد إلى كل قوى الشعب والامة لانجاز اهداف التحرير الكامل والشامل للوطن والامة وتحقيق ما نصبوا اليه من عز وشرف ومجد ومستقبل أمن وزاهر وشامخ وسعيد وان نمارس دورا قياديا في فرز القوى العميلة والجبانة والنفعية وابعادهم عن المسيرة والجبهة وتحجيم ضررهم. هذه مقدمة البرنامج الستراتيجي للبعث ومقاومته الباسلة .. ودمتم للنضال ولرسالة امتنا الخلود …

 

الاحد 28 شعبان 1426 / 2 تشرين الاول 2005

النص الكامل للخطاب التاريخي للرفيق المجاهد قائد الجهاد والتحرير عزة إبراهيم الدوري حفظه الله والموجه إلى مؤتمر القمة العربية المنعقد في مدينة سرت الليبية

 

النص الكامل للخطاب التاريخي للرفيق المجاهد قائد الجهاد والتحرير عزة إبراهيم الدوري حفظه الله والموجه إلى مؤتمر القمة العربية المنعقد في مدينة سرت الليبية

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

(يا أيها الذين امنوا هل أدلكم على تجارةٍ تنجيكم من عذابٍ أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خيرٌٌٌ لكم إن كنتم تعلمون)

 

صدق الله العظيم

 

 

 

الأخ القائد معمر القذافي رئيس مؤتمر القمة العربية (الثاني والعشرين) ..

الأخوة الملوك والرؤساء والأمراء أعضاء القمة العربية ..

أُحييكم بتحية العروبة ورسالتها الخالدة الإسلام الحنيف فأقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

 

لقد كان عراقكم العظيم بشعبه الأبي وبتاريخه المجيد وامتداده الحضاري الضارب في عمق الزمن وبما يملك هذا البلد من طاقات وإمكانات وإبداعات هائلة يقف على الدوام إلى جانب الأمة يشد أزرها ويصوب خُطاها نحو كل ما يحقق عزتها وكرامتها وحريتها واستقلالها ، لقد وقف معكم في كل المنعطفات التاريخية الكبيرة الخطيرة على امتداد العقود الأربعة الماضية ، قدم على مذبح حرية الأمة وتحررها واستقلالها ووحدتها أوسع التضحيات وأغلاها حتى قدم الذي ترونه اليوم وتعرفونه ، قدم قيادته الثورية الوطنية المؤمنة ، قدم أكثر من مائة وسبعة وعشرون ألف من رجال وفرسان طليعته الثورية الوطنية القومية المؤمنة ، قدم أكثر من مليون ونصف المليون من أبنائه البررة خلال السنوات السبع في صراعه مع الغزاة المحتلين في معركة الحرية والتحرير والاستقلال ، قدم ملايين المشردين والمهجرين ، دُمِرَ بِنائهُ الحضاري تدميرا شاملاً وعميقا فلم يبقى أثرا للحياة في وطنه ولا زال يقدم وبسخاء قل نضيره في تاريخ الأمة وسيبقى يقدم المزيد على مذبح حريته واستقلاله حتى التحرير الشامل والعميق فيعود إلى أحضان أمته كما كان على امتداد تاريخها الطويل طليعة لمسيرتها الكفاحية نحو حريتها ووحدتها وغَدِهَا الأفضل ..

 

أيها الأخوة أعضاء المؤتمر:

 إن ما قدمه العراق من تضحيات باهظة كان ثمناً لمواقفه من حرية الأمة واستقلالها وتوحيد جهدها وجهادها ، إن ما قدمه العراق من تضحيات باهظة كان ثمنا لموقفه البطولي ضد الهجمة الفارسية الصفوية على الأمة فحطمها وحفظ للأمة عزتها وكرامتها ، إن ما قدمه العراق كان ثمنا لموقفه الشجاع من قضية فلسطين الحبيبة ، إن ما قدمه العراق من تضحيات باهظة كان ثمنا لهويته العربية الإسلامية الإنسانية ومشروعه الحضاري النهضوي ، إن ما قدمه العراق من تضحيات باهظة كان ثمنا للتصدي البطولي للأطماع الامبريالية المتصهينة ومشروع الصفوية الفارسية في الأمة ، واني أقول لكم اليوم ومن خلالكم لامتنا وشعبنا العربي على امتداد وطن العروبة وأقول للدنيا كلها وبشكل خاص للغزاة المحتلين وحلفائهم وعملائهم ، إنا نحن أبناء العراق وشعبه المجيد ، أحفاد علي والحسين عليهما السلام، أحفاد سعد وخالد والمثنى ، أحفاد القعقاع وصلاح الدين وقتيبة ، نحن أبناء العراق شعب الحضارات العميقة المجيدة الضاربة في أعماق التاريخ نحن أبناء الحضارة التي اخترعت الحرف وعلمت الإنسانية الكتابة والقراءة ، نحن أبناء الحضارة التي اخترعت العجلة وأسست قاعدة العلوم الحياتية التي على أركانها قامت الحضارة الإنسانية المعاصرة ، فنحن راضون بما قدمنا للأمة بل نحن فرحون ونختال اليوم زهوا وعزا وفخرا بما قدمنا وما حققنا للأمة وللإنسانية وبما صممنا على تقديمه وتحقيقه لامتنا على امتداد مسيرتها الكفاحية الجهادية حتى تحقيق أهدافها في الحرية والتحرير ، وفي الوحدة والتوحد ، وفي تحقيق المستقبل الذي يليق بها وفي دورها في الحياة على الأرض ، ولكننا وفي نفس الوقت لم نرضى ولن نرضى على موقفكم من شعب العراق العريق الشهم المجيد وخاصة في مؤتمراتكم القومية التي أفرغتموها من محتواها وجردتموها من أهدافها النبيلة التي أُسِسَتْ هذه القمة من اجلها ، لقد أُسِسَتْ هذه القمم لكي تعبر في مواقف شجاعة وقرارات جريئة عن إرادة الأمة وشعبها ولكي توظف إمكانات الأمة وطاقاتها الرسمية الهائلة للدفاع عن قضاياها الأساسية والمصيرية ..

 

أيها الأخوة أيها الأشقاء أعضاء المؤتمر:

 لقد مضى على احتلال العراق سبع سنوات طوال قد خاض وطيسها شعب العراق العظيم المجيد وحده ليس لديه ولا معه إلا الله القوي العزيز ثم مقاومته الوطنية والقومية والإسلامية الباسلة ، لقد خاض لهيبها وهو محاصر وللأسف وللعجب العجاب انه محاصر ممن كان محسوباً ومقرراً عمقه المبدئي والإستراتيجي في كل المعايير الوطنية والقومية والإنسانية والدينية والأخلاقية ، كان محاصراً ولا يزال من النظام العربي الرسمي إلا الاستثناء القليل جدا ، إن من الحكام العرب من لم يزل إلى اليوم لم يكتفي بالحصار والمحاصرة بل يضع كل ثقل بلده وإمكاناته في خدمة المحتل وعملائه وانتم أيها الإخوة والأشقاء تعلمون علم اليقين أن شعب العراق العظيم قد واجه أقوى واعتى غزو بربري شوفيني صليبي دموي في تاريخ البشرية على الإطلاق ما يسمى بالقطب الأوحد في الكون الامبريالية الأمريكية وما يملك هذا القطب من وسائل الدمار والقتل والتخريب وحليفته الصهيونية العالمية وأداتها إسرائيل اللقيطة وكل الاستعمار القديم وللأسف عاونته وسهلت له غزو العراق واحتلاله إيران جار السوء والحقد والبغضاء للأمة وتاريخها ورسالتها وعاونته بقوة على تدمير نهضته وحضارته ، لقد دخل العراق ثمان وعشرون جيشا على رأسها جيش القطب الأوحد وجيش بريطانيا العظمى ، لقد اشتركت رسميا في احتلال العراق أكثر من خمسون دولة ولقد رأيتم أيها الإخوة وسمعتم كيف انتصر شعب العراق المجيد وسحق الغزاة وهربت جيوشهم تلعن حُكَامَها وقادتها حتى سيق حاكم بريطانيا العظمى المجرم بلير إلى التحقيق والمحاكم لتوريط بلده في الاشتراك في هذه الجريمة الإنسانية البشعة ، وسيحاكم بوش بعده إن طاولت دولته أكثر في البقاء تحت ضربات المقاومة الوطنية الباسلة وقدمت المزيد من الخسائر والاستنزاف للشعوب الأمريكية .. فانظروا أيها الإخوة لم يبقى اليوم في العراق إلا بعض فلول الامبريالية الأمريكية المرعوبة المنهارة سحبتها من الميدان إلى قواعد تحسبها أمينة فهي لا تستطيع الخروج من جحورها إلا وفق خطة معدة سلفا وفي حماية قوات كبيرة من تشكيلات العملاء العسكرية ، لقد رَكْعَ هذا الشعب العظيم هذه الجيوش وعلى رأسها جيش القطب الأوحد على أعتابه الشريفة ، وستتولى المقاومة بإذن الله وتواصل الطرق على رؤوس جنودها في هذه القواعد ليل نهار وسَنُصَعِدْ الطرق ونقعد لها كل مرصد للنيل منها ولقهرها وتحطيم إرادتها حتى تهرب خاسئة ذليلة بأذن الله وقوته القوية ..

 

أيها الأشقاء أعضاء المؤتمر:

 لقد سقطت الامبريالية الغازية وحلفائها وعملائها وإدارتها المتصهينة في وحل العراق ، وستسقط الإدارة الجديدة بإذن الله إن لم تتعظ بسابقتها حتما تحت ضربات الشعب العراقي العظيم ومقاومته الباسلة طال الزمن أم قصر ، لقد انتصر شعب العراق ومقاومته الباسلة عسكريا واقتصاديا واجتماعيا وإعلاميا وأخلاقيا ولم يبقى لدى المحتل اليوم في بلدنا إلا عمليته السياسية المخابراتية وعملائه وأذنابه وعلى رأسهم إيران الصفوية وعملائها الأذلاء ، وإنكم ترونها اليوم فهي لم تعد القوة العظمى والقطب الأوحد كما دخلت العراق غازية ومحتلة ومستعمرة ، إنها صارت تستجدي ما تطمح إلى تحقيقه اليوم سياسياً ومخابراتياً في العراق من إيران وعملائها ، وإيران في كل يوم في العراق تصفعها على خدها الأيمن فتدير لها خدها الأيسر ، واعلموا ن الخيار العسكري قد سقط وانتهى وسوف لن تعود الامبريالية الأميركية لمثله لا في العراق ولا خارج العراق إلا لزمن بعيد جدا ، واعلموا إن أمريكا اليوم لا تملك تحريك حجر في العراق يتعارض مع مصالح إيران ومشروعها في العراق وفي الأمة ، واعلموا إن أمريكا قد قدمت العراق إلى إيران على طبق من ذهب حسب إستراتيجية تقاسم المغانم والمصالح في العراق والمنطقة وهي قد سلمت إلى الأمر الواقع واستسلمت لشريكها في الجريمة مكتفية بما ستحققه لها عمليتها السياسية وعملائها بالاتفاق مع إيران وعملائها .

 

 

 

أيها الأخوة أعضاء المؤتمر:

 إن هدفنا الأول اليوم المشروع المقدس وأنتم وشعبنا العربي والخيرين في العالم معنا هو تدمير الغزاة الذين جاءوا بإيران وغيرها وطردهم من بلدنا وأؤكد لكم جازماً سوف لن تخرج إيران من بلدنا بل ستبتلعه وتتوجه إليكم إن لم تطرد أمريكا من العراق فهي رأس الأفعى وهي التي أطلقت يد إيران في العراق ولا زالت ، واعلموا أن المشروع الإيراني اليوم وتحت المظلة الأمريكية قد أصبح يدق أبوابكم الداخلية جميعا بدون استثناء إن لم تتجاوزوا عقدة أمريكا القوة العظمى التي سقطت في وحل غزوها وعدوانها وجرائمها ولم تعد إلا صنماً يضر ولا ينفع..

 

أيها الأخوة الأشقاء أعضاء المؤتمر:

 هذا ما نحن عليه اليوم الم يحن الوقت بعد كل هذا الذي حصل للعراق وشعبه وبعد أن حطم هذا الشعب العظيم قوى الغزو والعدوان وقزمها ، أن تعود قمتكم وتسجل موقفا من على ارض عمر المختار قائد الجهاد المبكر لتحرير الأمة وتحررها وما سجل من عز ومجد لها ولليبيا وشعبها العربي الثوري المجيد ، أن تسجلوا موقفا تاريخيا يرضي الله ويكون حجة لكم عنده يوم الوقوف بين يديه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، ويكون موقفا عندنا نحاجج لكم به شعبنا شعب الأعاجيب شعب العراق شعب البطولة والتضحيات ، إنها فرصة تاريخية ثمينة عليكم استثمارها ، أنضروا إلى الأمم من حولنا كيف تستثمر الفرص لصيانة حريتها واستقلالها وتحقيق مصالح شعوبها وهي اقل من امتنا عددا وعدة ( فنزويلا ـ نيكراكوا ـ كوبا ـ فيتنام ـ كوريا ـ إيران ـ تركيا وروسيا ) فإنها فرصة امتنا التاريخية اليوم قد وفرها وصنعها لكم شعب العراق ومقاومته الباسلة المجيدة ، وانتم الذين وضعكم الله القوي العزيز العليم الخبير أمناء ووكلاء على صيانة حرماتها ومقدساتها ومصالحها العليا ، أمناء على حريتها واستقلالها ووحدة مسيرتها الحضارية ..

 

إن شعب العراق أيها الأخوة الأشقاء بمقاومته الوطنية والإسلامية يطالب قمتكم اليوم بموقف تاريخي حازم وشجاع وأصيل، تعلنون فيه للدنيا موقف الأمة وشعبها العظيم في اتخاذ القرارات التالية:ـ

 

القرار الأول . الاعتراف بالمقاومة العراقية الوطنية المسلحة والغير مسلحة التي كفلتها كل القوانين والمواثيق الدولية وكل الشرائع السماوية ، إنها الحق المشروع المقدس للأمم والشعوب المحتلة أراضيها والمستعمر شعوبها من قبل قوى البغي والعدوان .

القرار الثاني . طرد ممثلي سلطة الاحتلال الغير شرعية وفق كل القوانين والمواثيق الدولية ، واستدعاء ممثلي المقاومة لتمثيل العراق وشعبه في المؤتمر وفي الجامعة العربية وفي كل مؤسسات العمل العربي المشترك .

القرار الثالث . قطع العلاقات الدبلوماسية مع المحتل الغازي ومع سلطته في العراق وإلغاء كل الالتزامات التي نشأت عن تلك العلاقات.

القرار الرابع . تفعيل ميثاق وقوانين الجامعة العربية وخاصة اتفاقية الدفاع المشترك لتصعيد الموقف الداعم لشعب العراق وقواته المسلحة ومقاومته الباسلة للوقوف بوجه الامبريالية الأمريكية وحلفائها إيران ومشروعها ألصفوي الاستعماري الخطير اتجاه شعبنا وامتنا .

القرار الخامس . تقديم الدعم الفوري لشعب العراق المهدد بكارثة الفناء ، الدعم اللازم لأرامله وأيتامه ومشرديه ومهجريه ، انه حق قومي وشرعي وإنساني مقدس لشعب العراق عليكم وعلى الأمة .

القرار السادس . الضغط على أمريكا الغازية بكل الوسائل المستطاعة للتخلي عن إيران ومشروعها ألتدميري وللانسحاب الفوري وتسليم العراق لأهله دون التمادي في إراقة المزيد من الدماء البريئة سواء كانت عراقية أم أمريكية ، واعلموا أيها الأخوة ولتعلم الدنيا وخاصة شعوب أمريكا المضللة رغم انحسار تواجد قوات الغزو في شوارع العراق وطرقاته ومدنه ولجوئها إلى القواعد المحصنة فهم يقدمون في كل يوم قتلى وجرحى على أيدي أبطال المقاومة وصناديدها وهي موثقة لدينا بكل وسائل التوثيق ولم تعلن منذ مجيء الإدارة الجديدة يجري عليها التعتيم والتستر ثم الحصار والمحاصرة من قبل دولكم ومؤسساتها المعنية الأعلام المأجور والمنحرف ..

 

أيها الأخوة الملوك والرؤساء والأمراء:

 هذه هي حقوق شعب العراق على أمته ممثلة في مؤتمركم هذا في وقفتكم الجمعية هذه نضعها أمامكم في مؤتمركم هذا فإنها مسؤولية تاريخية وشرعية، وإنها أمانة الله في أعناقكم سَتُسالون عنها تاريخيا ويوم يقوم الأشهاد ..

أحيي بعض الملوك والرؤساء الذين اشتاموا لشعب العراق وهزتهم النخوة العربية والغيرة الإيمانية بعد ما راو ما فعل الغزاة وعملائهم في شعب العراق فوقفوا إلى جانب العراق وشعبه المقاوم المجاهد ولم يطبعوا مع سلطة الاحتلال واني لأسجل لهم موقفهم وموقف دولهم هذا بأحرف من نور في سفر تاريخنا الجديد المجيد ..

أحيي شعبنا العربي في كل أقطاره وفي كل مهاجره وادعوه إلى التحرك للمزيد من الضغط المشروع على أنظمة الأمة وقادتها للوقوف بقوة إلى جانب شعب العراق المقاوم المجاهد ومحنته ..

 

أملي بكم أيها الأخوة الملوك والرؤساء والأمراء قوي وأنا أعرفكم جميعا وكنا قبل اليوم أي قبل تحقيق اندحار الغزاة وانتصار الشعب ومقاومته الباسلة نقدر ونتفهم تردد بعضكم وتخوفه أو حتى انحياز البعض إلى الغزاة وعملائهم رهبتاً ونكوصاً ، أما الآن فلا يُقَبَل من أحد التخلف أو المخادعة والمراوغة عن أداء الواجب القومي الشرعي اتجاه العراق وإن الشاهد الحق والحكم العدل اليوم هو شعب امتنا العظيم المجيد وتاريخنا الذي يسطره اليوم شعب العراق بدماء أبنائه البررة ، وإن الشاهد الحق والحكم العدل غداً هو الله القوي العزيز الذي لا تخفى عليه خافية يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وهو سريع الحساب وشديد العقاب ..

 

واعلموا أيها الأخوة واطمئنوا وليعلم الغزاة إننا قد اعددنا مقاومة تمتلك كل عوامل البقاء والمطاولة وتمتلك كل عوامل النمو والازدهار والتصاعد في العدة والعدد يحتضنها شعب العراق المجيد من شماله إلى جنوبه وبكل أطيافه وألوانه ، وان المقاومة بدئت تتوسع وتتصاعد ويتصاعد أدائها في جنوبنا العزيز مما أرعب الغزاة وعملائهم وعملاء إيران الصفوية الفارسية وخاصة في منطقة الفرات الأوسط في كربلاء الحسين كربلاء التضحية والفداء وسراياها الباسلة سرايا شهداء ألطف الحسينية ونجف العزة الإباء والشموخ ثم البصرة وسراياها سرايا الجهاد وسرايا الزبير ابن العوام وجيشها الجيش العربي لتحرير الجنوب ، فان المرحلة القادمة ستشهد قتال العدو على كل شبر من ارض العراق يتواجد عليه ، وان بقي الغازي مصرً على غزوه واستعماره لبلدنا واحتضانه للمشروع الإيراني الصفوي سنقاتله ونلاحقه حتى لو بقي بسفارته فقط سندمر سفارته على رأسه حتى يتخلى عن عملائه وعن أطماعه ونواياه الشريرة ويخرج بدون قيد أو شرط وسوف لن نخدع بسحب قواته أو جزء منها لتقليل خسائره التي قصمت ظهره ، وإنما الجهاد دائم ومتصاعد حتى التحرير الكامل والشامل من أي شكل من أشكال الهيمنة والسيطرة والاستغلال مهما طال الزمن وغلت التضحيات

 

وفقكم الله إلى ما يحبه ويرضاه… والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

أخوكم عزة إبراهيم

القائد الأعلى لجبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني

القائد العام للقوات المسلحة

٢٧ / أذار / ٢٠١٠ م