شبكة ذي قار
عروس الثورات منعطفٌ تاريخيٌّ مهم في حياة العراق السياسية

عروس الثورات

منعطفٌ تاريخيٌّ مهم في حياة العراق السياسية

أم صدام العراقي

 

من محطات التاريخ النضالي لحزبنا القائد ثورة الثامن من شباط  –   1963 والتي سميت بـ “عروس الثورات” كونها أول ثورة فجرها حزبنا المناضل في العراق والتي جاءت ضد تفرد الزعيم عبد الكريم قاسم في السلطة وقراراته السلبية سواء بإعدام الضباط الأحرار أو بإجراءاته القمعية للمناضلين البعثيين، إضافة إلى تمرد وطغيان  حلفائه الشيوعيين، فهذا الوضع أدى إلى اضطرابات سياسية واجتماعية، ورداً على هذا الوضع المتأزم فجر حزبنا القائد  ثورته الجبارة صبيحة يوم الجمعة الثامن من شباط  من عام 1963 والموافق الرابع عشر من شهر رمضان المبارك …

لقد كانت ثورة الثامن من شباط منعطفاً تاريخياً مهماً في حياة العراق السياسية، حيث تصدت للتسلط والاستبداد الفردي ووقفت بوجه تمادي الشيوعيين، وقدمت للعالم درساً بليغاً عن خصوصية الثورة العربية بأهدافها وتاريخها وقيمها، فقد أعادت هذه الثورة للعراق ملامحه القومية، حيث أن انحراف عبد الكريم قاسم ونظامه الشعوبي بعد ثورة 14 تموز – 1958 ومعاداتهم للقومية العربية ومحاربتهم للقوى القومية الوطنية الثورية والأحزاب الوطنية وخاصة “حزب البعث العربي الاشتراكي” أحدث ردة قوية في الشارع العراقي، فكان لا بد من اسقاط هذا النظام وتصحيح مسار الثورة .

إن من أهم الأسباب التي دفعت حزبنا القائد للخلاص من الطاغية عبد الكريم قاسم ونظامه المستبد هي انفراده بالسلطة واستيلاء الشيوعيين والشعوبيين على مقاليد السلطة واضطهاد أبناء الشعب والقوى الوطنية القومية والمجازر التي ارتكبوها بحق الوطنيين الأحرار في الموصل وكركوك وعزل العراق عن الساحة القومية، كل هذه الأسباب وغيرها أدت إلى سخط الشعب على النظام ورفضه رفضاً قاطعاً، مما قاد حزبنا القائد إلى التفكير بإزاحة هذا النظام الفاشي المتسلط على رقاب الشعب .

اليوم وفي هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها العراق والأمة يستذكر العراقيون والعرب جميعاً، وخاصة مناضلو البعث الأشاوس، واحدة من أهم ملاحم البعث البطولية الخالدة، ألا وهي ثورة الثامن من شباط “عروس الثورات” تلك الثورة التي كانت حدثاً كبيراً ومنعطفاً تاريخياً مهماً في حياة العراق السياسية، فهي واحدة من أبرز محطات نضال حزبنا القائد والتي جسدت أروع صور التلاحم بين الجيش والشعب لتخليص بلدهم من ثلة العصابات الشعوبية التي أراقت دماء زكية طاهرة وعاثت في أرض العراق ظلماً وجوراً وفساداً …

الرحمة والخلود وعليين لشهداء ثورة “عروس الثورات” الخالدة والمجد والفخر لمناضلي البعث الأشاوس والعز والرفعة والظفر للعراق وأمة العرب.

ثورة 8 شباط… معجزة البعث العملاق

ثورة 8 شباط… معجزة البعث العملاق

فاطمة حسين

نستذكر ثورة الثامن من شباط 1963 في ذكراها الثانية والستين والتي قامت في ظروف بالغة الصعوبة واليأس الذي عم الشعب العراقي الذي كان تواقاً إلى التحرر والتغيير من التصرفات الظالمة لعبد الكريم قاسم، وإطلاق يد الشيوعيين في العبث بمقدرات الشعب والوطن، والأسلوب القمعي، وشيوع أساليب الترهيب لكل ما يتفق مع توجهات الشيوعيين، والانحراف الكبير عن ثورة 14تموز 1958 ومنهجها، مما دفع حزب البعث العربي الاشتراكي إلى بذل قصارى جهده للتوعية الجماهيرية وتعبئة الجماهير لتغيير النظام من خلال ثورة شعبية، والخروج من الوضع المأساوي وتغييره باندفاع يحركه عدم الرضى من قبل أبناء الشعب والتطلع إلى الأفضل للعيش بسلام وعدالة والتحرر من قبضة الحكم القمعي،  وبدء عصر من الرخاء الاقتصادي والاستقرار السياسي وإسقاط جدار الديكتاتورية في العراق وإنشاء دولة ديمقراطية ووضع اللبنات الأساسية لقيم الحكم والمساواة والعدالة الاجتماعية.

إن روح الإقدام والشجاعة التي تمتع بها البعثيون، رغم محدودية حجم الحزب وقصر تجربته الثورية، كل تلك العوامل شكلت عائقاً أمام الحزب للقيام بأي عمل لتصحيح الأوضاع السياسية، ولكن رغم كل تلك العوامل المؤثرة، تحمل الحزب المسؤولية الوطنية والقومية وأخذ الحزب زمام المبادرة فهيئ الحزب السلاح والعتاد والمقاتلين الأشداء، والذين كانوا رأس الحربة بنجاح ثورة الثامن من شباط وإعادة العراق للصف العربي، من خلال تلاحم فريد بين الجيش والشعب، وكانت ثورة الثامن من شباط الغرس الأول للحزب، فزرعت ثورة الثامن من شباط الإحساس بالعزة والكرامة والفخر لدى أبناء الشعب العراقي.

لم يكن هدف الحزب تسلم الحكم بل وسيلة لبلوغ الغايات في التغيير الشامل وإنقاذ الجماهير من حالة الظلم والاستبداد والقمع وكبت الحريات والانحراف عن أهداف ثورة الرابع عشر من تموز التي بنى عليها الشعب آمالاً كثيرة باءت بالفشل الذريع، ولذلك صدح صوت الحق في الثامن من شباط، وكان صوت البعث مدوياً وهو يعلن التصدي للنظام الديكتاتوري ويعلن نجاح ثورة الثامن من شباط (عروس الثورات) كما سماها الأب القائد أحمد حسن البكر رحمه الله.

وليعلم أعداء البعث أن البعث حي لا يموت وأنه قادم لا محالة.

إن الوضع في العراق الذي تسوده الفوضى الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وانتشار الجرائم والمخدرات وسرقة المال العام والفساد الإداري والمالي والأخلاقي، وفساد نظام الدولة، وانهيار نظام التعليم والنظام الصحي، وانعدام الخدمات واللامساواة والتفاوت الاقتصادي بين أبناء الشعب، وفشل الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ستدفع بأبناء العراق للثورة على هذا الواقع الفاسد والتخلص من العملية السياسية برمتها، وإن غداً لناظره قريب.

الرحمة والخلود لشهداء ثورة الثامن من شباط وشهداء العراق والأمة العربية.

ثورة شباط ١٩٦٣ خالدة تتحدى الأزمنة

ثورة شباط ١٩٦٣ خالدة تتحدى الأزمنة

أبو الحسنين علي

 في الثامن من شباط عام ١٩٦٣ م تصدى رفاق البعث ورجال العراق الغيارى لواقع العراق السياسي المنخور ولواقع العراقيين الإنساني والاقتصادي والخدمي الذي كان يكرس واقع التخلف والاضطهاد والموت السريري لأي نهوض محتمل فقلبوا الطاولة على النظام المتهرئ واطلقوا العنان لأمنيات وطموحات شعبنا بأن تتنفس من جديد ولروحه التواقة للحرية وللحاق بمسارات تطور الشعوب أن تكسر القيود وتعلن عن حضورها الذي لا يدنوه الفناء .

 في ثورة الثامن من شباط ١٩٦٣ المجيدة وضع البعث العظيم ثالوث أهدافه ( الوحدة والحرية والاشتراكية ) في قبضة الشعب وفي صدور الأحرار ووضع برنامج الانتقال بالعراق وشعبه من برك السكون الى براكين الثورة . حيث تعاضدت سواعد أحرار الجيش العراقي الباسل مع إرادة الشعب وطليعته البعثية لتعلن انبلاج فجر واحدة من أعظم ثورات شعبنا والتي سماها الأب  القائد أحمد حسن البكر رحمه الله باسم عروس الثورات .

   وفور انطلاق الثورة بدأت بتغيير كل شيء في العراق الى ما هو أفضل . دخلت في الريف لتطور الزراعة ونفذت الى التعليم لتغذيه بروح ومواد جديدة ودخلت في الاقتصاد لتبدأ عصر نهضت كان العراق سيطالها بعزم وقوة لو أن عمر الثورة قد امتد لأشهر قليلة فقط . نعم كانت ثورة إنجازات مخطط لها وتغيير جذري شامل مدروس وفقا لعقيدة البعث الوطنية القومية الوحدوية الاشتراكية وتأسيسا على روح أمتنا الحضارية الأصيلة .

غير أن الأيادي الآثمة والأرواح الشريرة قد تفاعلت مع طيبة الثوار وربما قلة الخبرات في إدارة الدولة وربما مع الحماس الهادر الذي رافق الثورة فتمكنت منها مؤامرة الغدر فأسقطتها مضرجة بدمها وهي لما تزل عروساً تعطي شهد السعادة للشعب.

  وفي الوقت الذي أجهضت فيه إرادة العراق التشرينية بدأت روح تموز تولد من بين فواجع قتل عروس الثورات لتصنع ثورة ١٧-٣٠ تموز ١٩٦٨ م التي صنعت عراق المجد والتقدم والازدهار.

 ونحن على يقين بأن مقاومة البعث الجسورة الحكيمة ستحرر العراق من الاحتلال وعمليته السياسية المجرمة التي جاء بها الغزو الأجنبي سنة ٢٠٠٣.

 المجد والسؤدد والبهاء لثوار شباط الشهداء والأحياء .

 المجد للبعث صانع الثورات والسائر على دروب التحرير بإذن الله .

صدى ثورة رمضان… يتردد اليوم للانقضاض مجدداً على من أضاعوا العراق

صدى ثورة رمضان…

يتردد اليوم للانقضاض مجدداً على من أضاعوا العراق

والد الشهيد

عانى العراق على مر التاريخ الحديث المعاصر من الحرمان والتبعية للاستعمار الانكليزي والعوز والفقر، ثم تلا ذلك بعدها الاستبداد والطغيان و الحكم الاوحد وتفشي الشعوبية التي عزلت العراق عن امته العربية اضافة الى وجود التفاوت الطبقي وشيوع التخلف والجهل، واستمر ذلك حتى الثامن من شباط في العام 1963 حين حزم المناضلون من طليعة العراقيين الشرفاء أمرهم، وتوكلوا على الله وانتفضوا بتأييد جماهيري واسع للقضاء على الاستبداد والشعوبية والعزلة، مما عزز من نجاح الثورة وإثبات حقها وتطلعاتها الحقة في وضع العراق على سكة التقدم والرقي كجزء اصيل وفاعل في امته العربية وقضاياها القومية.

ولان اليوم اشبه بالأمس الذي سبق تلك الثورة المعجزة، فإن صدى هذه الثورة المبعوثةً يتردد اليوم بين أبناء الرافدين للانقضاض مجدداً على من أضاعوا العراق من الدهاقنة والعملاء بعد أن سرقوه ومثلوا به، وما يزال الفتية الذين آمنوا بربهم يهتدون بهدي الناصر البصير، ويستعدون لإحقاق الحق وإعادة العراق لحاضنته العربية الأصيلة حتى يعود ليأخذ مكانته الفكرية والرائدة والتمسك بالرسالة الرفاقية الخالدة.

المجد للثورة ولثوارها، والرحمة للشهداء ونصر قريب بإذن الله.

ذكرى ثورة  (٨)  شباط عمل بطولي باسل 

ذكرى ثورة  (٨)  شباط عمل بطولي باسل .

د. عامر الدليمي

لم تكن ثورة  ٨  شباط عام ١٩٦٣م عملاً آنياً دون تخطيط ،بل كانت ثورة وفق برنامج نضالي مبدئي مبني على قاعدة من الثوابت الوطنية والقومية لتحرير العراق ، ونضالاً بطولياً اسطوري مقدام ،ضد نظام استبدادي قمعي صادر حرية الشعب وقواه الوطنية والقومية  ،ومارس الظلم والطغيان والقتل والسحل في الشوارع العامة ونفي الوطنيين الذين تعمقت في روحهم ووجدانهم مبادئ حب الوطن ، والنخبة الثورية الوطنية من العسكريين والمناضلين المدنيين  الطليعيين  الذين في وثبتهم الباسلة العزوم أسقطت نظام كان يحكمه ثلة من الفوضويين الذين لم يراعوا حرمة الشعب العراقي وإنتمائه الوطني والقومي لإبعاده عن تاريخه وثقافته بكل الوسائل .

فالثورة كانت نفيضة متقدمة وقاعدة لمبادئ قومية تحررية قادها وخطط لها رجال شجعان أبطال في وثبة عزوم قدموا أرواحهم فداءً من أجل العراق وفي أصعب الأوقات والظروف  لعراق يعربي ،  تحدوهم قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي وطلائعه الثورية وعلى رأسهم الأب القائد المرحوم احمد حسن البكر الشخصية السياسية والعسكرية والقيادية الفذة المحنكة الذي يتصف بالحكمة والرأي السديد وألاقدام والشجاعة ، والمرحوم الفريق الأول الركن صالح مهدي عماش الثائر المقدام الشجاع عضو القيادة وأمين سر المكتب العسكري ، والضباط والقاده والجنود البواسل .

ان ثورة  ٨   شباط أسست لقاعدة ثورية نضالية مبدئية ، ومحطة من محطات تاريخ حزب البعث العربي الاشتراكي في نضاله المجيد على أكثر من سبعين عاماً وهو يناضل بكفاح مستمر لم يكل أو يمل ،ليس من أجل العراق فقط وإنما من أجل الأمة العربية لتكون أمة معززة مكرمة ، وثورة لها بصمة في سجل عالم الثورات الشعبية التحررية، ورمزاً نضالياً يشهد لها تاريخ العراق والأمة في مسيرتهما النضالية . وهكذا ستبقى ثورة  ٨  شباط ومهما طال الزمن ، ثورة قادها نضال البعث العربي الاشتراكي والشعب العراقي نضالاً بطولياً إنسانياً ، لها مفهوم كبير وواسع في وجدان العراقيين والعرب وأحرار العالم . 

بمناسبة ذكرى هذه الثورة العزيزة نسأل الله الكريم الرحمة لكل من  غادر الحياة من قادة وضباط ومراتب القوات المسلحة من الذين ساهموا بالثورة. والحياة المديدة للأحياء.

 عاش البعث العربي الاشتراكي في جهاده وكفاحه المستمر ضد الطغاة والخونة والمرتدين .

  عاش البعث العربي الاشتراكي في جهاده وكفاحه وسيبقى رفاق البعث على العهد والوعد لقيادتهم القطرية المناضلة وفي عطاء أكثر وتضحية حتى تتحقق مبادئ حزب البعث العربي الاشتراكي في الوحدة والحرية والاشتراكية ونضال باسل  وجهاد مخلص حتى التحرير والخلاص .

 والله اكبر والعزة والكرامة والتمكين للبعث والامة ٠

من ذكرى عروس الثورات نستلهم روح الإقتحام

من ذكرى عروس الثورات

نستلهم روح الإقتحام

عبد الكاظم المالكي

تمر علينا الذكرى الثانية والستين لعروس الثورات، ثورة البعث والشعب في الثامن من شباط عام 1963. هذه الثورة التي جسدت تلاحم البعث والشعب لإعادة الوجه الحقيقي للعراق بعد إسقاط النظام الدكتاتوري الشعوبي الذي أغرق العراق في بحر من الدماء والصراعات التي لا مبرر لها، وأبعد الشعب العراقي عن تحقيق الأهداف التي يتطلع إليها من خلال تفجيره ثورة 14 تموز عام 1958 في التحرر من التبعية للأجنبي وتحرير الثروات الوطنية وبناء العراق المتقدم الخالي من الجهل والفقر والتخلف والذي يساهم في تحقيق الأهداف القومية الكبرى.

إن عبد الكريم قاسم (الذي عُرِفَ بالشخصية الموتورة بين زملائه في الكلية العسكرية) كان شخصية معقدة منقبضة يغلب عليها الانفصام ويعاني من احباط شديد كما يحمل حقداً كبيراً على القومية العربية إلى الحد الذي لا يميل لسماع اسم العروبة (كما يصفه سكرتيره الصحفي).

هذه الشخصية المعقدة انتهزت الفرصة التاريخية لثورة 14 تموز لتستفرد بالسلطة وتعزل الثوار وكافة الضباط الاحرار، ثم اخذت تقود العراق إلى منحدر خطير من الفردية والاستبداد في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، معطية الانفلات المطلق للتيار الشعوبي الذي لم يجد غير العنف الوحشي لمواجهة عزلته الوطنية والشعبية بين العراقيين، فاشاع ممارسات قمعية عنيفة يندى لها جبين الانسانية من سحل الابرياء وتعليق المشانق على اعمدة الكهرباء مؤسسين بذلك ممارسة العنف المفرط غير المسبوق لاول مرة في تاريخ العراق المعاصر، لذلك أخذ حزب البعث العربي الاشتراكي على عاتقه العمل على التخلص من هذا النظام الدكتاتوري الشعوبي المستبد الفاشل. وبدأ العمل على إحداث التغيير المنشود الذي يعبر عن تطلعات الشعب ويحقق أمانيه في عراق حر، متطور ومتقدم.

سبق قيام ثورة الثامن من شباط 1963 العديد من المحاولات التي استهدفت رأس النظام القاسمي إلا أنها كانت تؤجل أو تلغى لأسباب أمنية وحفاظاً على أرواح الأبرياء. إلى أن اتخذ المؤتمر القطري الثالث لحزب البعث العربي الاشتراكي عام 1960 قراراً بضرورة البحث عن الوسائل الوطنية الصحيحة لإسقاط النظام القاسمي الدكتاتوري الشعوبي وتحرير العراق من التبعية الاجنبية ومن عزلته الخانقة.

لقد بادر الحزب إلى سلسلة من الخطوات التي سبقت ومهدت لثورة الثامن من شباط منها الانفتاح على ضباط القوات المسلحة وكسب أعداد كبيرة منهم لصالح البعث والتغيير، إضافة إلى قيادة الفعاليات الجماهيرية التي تعبر عن رفض الشعب للنظام القاسمي منها إضراب البنزين وإضراب عمال شركة الدخان والإضراب الطلابي الذي أثمر عن تأسيس الاتحاد الوطني لطلبة العراق. ونتيجة لتعمق مكانة الحزب بين الجماهير فقد فاز ممثلوه في انتخابات نقابة المعلمين حيث فازت قائمته وهي (الجبهة التعليمية الموحدة). ومع اقتراب موعد تنفيذ الثورة، وضع الحزب خطة التنفيذ التي كانت تتصف بالسرية الشديدة والكتمان نتيجة لشراسة الوضع الامني. كما اتسمت بالدقة واقتضت مشاركة القطاعين المدني والعسكري والاعتماد على استقطاب الجماهير الثائرة وتعبئتها.

وبموجب هذه الخطة تم تكليف كتيبة الدبابات الرابعة في أبي غريب بهذه المهمة لوجود عدد كبير من الضباط البعثيين فيها، وكذلك سلاح القوة الجوية، كما تم تهيئة التنظيمات المدنية لتأخذ على عاتقها السيطرة على المناطق المدنية والشوارع الرئيسة وخاصة جسر الشهداء لمنع أي امدادات لدعم قاسم الذي كان يعرف بالدكتاتور الاوحد، في وزارة الدفاع.

لقد حدد البيان الأول لثورة الثامن من شباط الأهداف الرئيسة التي قامت من أجلها، وتتلخص في القضاء على حكم عدو الشعب عبد الكريم قاسم وزمرته المستهترة بوحدة العراق والعراقيين وتحقيق وحدة الشعب الوطنية والمشاركة الجماهيرية في توجيه الحكم وإدارته، كما عاهد البيان على العمل على تحقيق الوحدة العربية وتحرير فلسطين.

اليوم يحتفي البعث وجماهيره وكل القوى العروبية والوطنية بالذكرى الغالية لتلك الوثبة الشجاعة الجسورة التي كانت بجرأتها في الانقضاض على اقوى حكم امني مستبد،  اكبر مثال على ان الظلم لا يدوم مهما طال ليله واشتد ظلامه. وان الاستبداد لا يصمد امام غضبة الشعوب ممثلة بطلائعها الشابة من الثوار الجسورين.

وإذ يشبه اليوم البارحة، حيث تتطابق الظروف الحالية مع ما ساد العراق قبل ثورة رمضان، من عنف وظلم وتبعية للاجنبي وشعوبية تعزل العراق عن امته وعن تطور عالمه المعاصر، فإن مبادئ حزب البعث العربي الاشتراكي الذي صنع أعظم الإنجازات في مسيرته الطويلة الحافلة بالعطاء والتضحية، تتسع وتنتشر على امتداد الساحة العراقية وتحظى بدعم وتأييد ومناصرة الشباب العراقي والعربي والأحرار في العالم. وان هذه الظروف مهيئة للانقضاض على الظلم والفساد كما انقض اسود ثورة رمضان الابطال على الظلم فقبروه.

وبهذا فإن شباب العراق العروبي أصبح أكثر قوة وقدرة على إنهاء الكارثة التي حلت بالعراق وإسقاط النظام الدموي الطائفي العميل صنيعة الاحتلال الإمريكي الإيراني الصهيوني لإعادة العراق إلى سابق مجده ودوره الحضاري في الساحتين العربية والدولية.

تحية اكبار واجلال لقيادة البعث الوطنية التي خططت ونفذت ثورة الثامن من شباط 1963،

 وتحية اكبار واجلال لشهداء هذه الثورة الخالدة.

تحية اكبار واجلال لشهداء البعث وشهداء العراق الذين قاوموا الاحتلال الأمريكي والفارسي يتقدمهم شهيد الحج الأكبر القائد الرفيق صدام حسين، والقائد الرفيق عزة إبراهيم، والرفاق الشهداء من أعضاء قيادة قطر العراق وكوادر الحزب وتنظيماته بمختلف مستوياتها وشهداء العراق والأمة جميعاً.

ثورة الثامن من( شباط/فبراير) 1963 معجزة البعث

ثورة الثامن من( شباط/فبراير) 1963 معجزة البعث

أبو مصطفى

       في صبيحة الرابع عشر من شهر رمضان المبارك عام 1963 كانت جماهير شعب العراق والأمة العربية على موعد مع أول ثورة شعبية عربية مظفرة تطيح بالديكتاتورية المحلية في التاريخ الحديث، حيث تمكن ثوار البعث من إسقاط نظام عبد الكريم قاسم الذي حارب القومية العربية والقوى المعبرة عنها بمعاونة الزمرة الشعوبية الحاقدة في محاولة بائسة لإنكار عروبة العراق وإحباط حلم الملايين في الوحدة العربية. لقد كانت ثورة الثامن من شباط رداً عملياً على انحراف الزعيم الشعوبي وزبانيته عن أهداف ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 والغدر بالضباط الأحرار، كما كانت ثأراً للعرب جميعاً الذين هزتهم نكسة الانفصال بين سوريا ومصر سنة 1961. 

نجحت ثورة الثامن من شباط والتي أطلق عليها الرفيق الاب القائد احمد حسن البكر عروس الثورات الخالدة بإيقاف حمامات الدم التي أغرق بها الشعوبيون العراق، و ما مجازر الموصل وكركوك وبغداد والمسيب سنة 1959 إلا شواهد على جرائم ذلك العهد القاسمي الأسود. لقد تلاحمت كوادر البعث من مدنيين وعسكريين تساندهم كل القوى الوطنية والقومية في عملية التغيير وإسقاط النظام، ومهدت تنظيمات الحزب المدنية ليوم الثورة عبر تصديها البطولي للسلطة القمعية في إضراب البنزين في السابع والعشرين من آذار عام 1961 ومن ثم إضراب الطلبة في العشرين من كانون الأول عام 1962 الذي استمر حتى يوم اندلاع الثورة وشل أركان الحكم القاسمي المستبد وبشر بقرب زوال الديكتاتورية الغاشمة الفردية. وما ان أذاعت إذاعة بغداد البيان الأول للثورة حتى هبت جماهير الشعب لمؤازرة أبطال الجيش والحرس القومي في مواجهة التحركات الشعوبية البائسة التي حاولت الدفاع عن حكم الفرد المستبد.

 لقد حققت ثورة الثامن من شباط الكثير من المنجزات خلال التسعة أشهر التي حكم بها الحزب فارست دعائم العمل القومي العروبي كالتوقيع على ميثاق الوحدة الاتحادية الثلاثية بين العراق وسوريا ومصر في السابع عشر من نيسان، واعلان الوحدة العسكرية بين العراق وسوريا عام 1963 لتوحد الجيشين في جيش عربي واحد، ووضع حجر الأساس للعديد من المشاريع التنموية و المباشرة بإجراء إصلاحات جذرية في نظم الدولة العراقية وقوانينها. ان اندفاع الثورة العروبي وسلسلة الاجراءات التنموية التي بوشر بتطبيقها رغم قصر الفترة الزمنية لم يرق للقوى المتنفذة في المنطقة فعملت على اجهاض ثورة البعث الاولى وفي الثامن عشر من تشرين الثاني/نوفمبر عام 1963. لكن حزب البعث العربي الاشتراكي نهض كطائر العنقاء من تحت الركام وفجر ثورة السابع عشر – الثلاثين من تموز عام 1968، لتبدأ مسيرة التنمية الظافرة والمنجزات العملاقة التي شهدها العراق قبل الاحتلال سنة 2003.

وكان للحزب وقفة شجاعة في مؤتمره القطري الذي انعقد في بغداد عام 1974 حيث شكل وقفة تحليلية لتجربة حكمه لتسعة أشهر عام 1963، لدراستها والاستفادة من تجاربها، في رؤية ثورية ناضجة من حزب عريق واثق من نفسه، لرسم معالم المستقبل على اسس راسخة تسد على الاعداء ابواب التسلل الى التجربة في محاولة لمنعها من تحقيق اهدافها، تمهيداً للاجهاز عليها وقتل الحلم العربي.

ستبقى ثورة الثامن من شباط/ فبراير في العراق محطة بارزة في تاريخ البلاد الحديث، حيث شكلت تحركاً قومياً وحدوياً لإعادة بناء الدولة وفق مبادئ العدل الاجتماعي والتضامن القومي، فجاءت هذه الثورة لإنهاء حقبة الحكم الديكتاتوري الشعوبي، والعمل على تحقيق تطلعات الشعب في الحرية والعدالة والتنمية.

تحية وفخر ووفاء لأرواح قادة الثورة وشهداء الحزب الذين ضحوا بارواحهم في سبيل انجاح الثورة.

تحية لشهداء البعث وفي مقدمتهم شهيد الحج الاكبر الرئيس القائد صدام حسين المجيد وشيخ المجاهدين الرفيق عزت إبراهيم الدوري وكافة شهداء الأمة العربية في العراق وفلسطين وسوريا وفي كل مكان سقط فيه شهيد ليروي ثرى الأرض العربية.

إنها عروس الثورات

إنها عروس الثورات

بقلم: أبو مهدي

تمر علينا هذه الأيام الذكرى الثانية والستين لثورة الثامن من شباط الموافق الرابع عشر من رمضان عام 1963، تلك الثورة الناصعة والانتفاضة الفارقة في تاريخ العراق الحديث لما حملته من معاني ودلالات، وكانت ثورة 14 تموز التحررية عام 1958 قد قامت للقضاء على الحكم الملكي وإقامة النظام الجمهوري البعيد عن الهيمنة الأجنبية وسياسة الأحلاف وصولاً إلى إقامة نظام جديد وفق أطر وملامح وطنية تعيد للعراق مكانته وهيبته في لعب أدوار وطنية ضمن محيطه القومي.

ولكن سرعان ما انحرفت الثورة عن مسارها، وذلك بتبني النظرة التسلطية الشعوبية والتي ساهمت بخلق نظام دكتاتوري تفرد بالسلطة وأصبح يمارس أبشع الجرائم وأقساها بحق القوى الوطنية والقومية وطليعتها حزب البعث العربي الاشتراكي وجماهيره العريضة المؤمنة به وبتوجهاته وأهدافه السامية، وشهدت تلك المرحلة جرائم يندى لها جبين الإنسانية والتي ارتكبت في شوارع الموصل وكركوك بالإعدام والسحل والتنكيل بخيرة رجال العراق ونصب المشانق الميدانية لبث الرعب والخوف بين المواطنين واقصاء القوى الوطنية والقومية، إضافة للظلم والعنف والأحكام الجائرة التي ارتكبتها محكمة المهداوي سيئة الصيت بحق الوطنيين من أبناء العراق الغيارى، لذلك كان لا بد من حصول انتفاضة شعبية وثورة عارمة تعيد العراق إلى مساره الصحيح، فكانت عروس الثورات والتي جسدت أيدلوجية البعث بالثورة على الواقع المريض وتغييره والارتقاء بالواقع الفاسد نحو آفاق وطموحات عليا مشروعة وبكافة مناحي الحياة.

ففي صباح يوم الجمعة المصادف 14 رمضان 1963 انطلقت طلائع من شباب البعث في وحدات عسكرية يقودها ضباط اشاوس بمساندة ومؤازرة ومشاركة شباب البعث من المدنيين يحدوا الجميع الايمان بحتمية التغيير والقضاء على الحكم الدكتاتوري والانحياز إلى تطلعات الشعب.

وبحدود الساعة التاسعة من صباح الثورة قامت أعداد من الطائرات المقاتلة من السربين السادس والسابع المتواجدة في قاعده تموز الجوية في الحبانية بتنفيذ ضربات على مقر وزارة الدفاع، والتي كان يتحصن داخلها الزعيم عبد الكريم قاسم مع زمرة من أتباعه، في حين قامت وحدات مدرعة بتطويق مقر وزارة الدفاع ومن ثم اقتحامها بالتزامن مع اسناد قطعات مدرعة أخرى تمركزت في منطقه الكرخ وهي الجهة المقابلة لوزارة الدفاع عبر نهر دجلة مع قوة أخرى توجهت وسيطرت على مبنى الإذاعة والتلفزيون، وبدأت ببث الأناشيد الوطنية وانتشر شباب البعث في الشوارع والتقاطعات للسيطرة على الأوضاع في بغداد، وتم محاصرة مبنى السراي الحكومي، وبذلك تم تنفيذ الثورة بنجاح باهر والقضاء على الدكتاتورية والشعوبية الحاقدة.

وبعد هذا النجاح المبارك وإنهاء الحكم الدكتاتوري، باشرت الثورة بطرح مشروعها القومي التقدمي وتكلل ذلك بالتوقيع على ميثاق الوحدة الثلاثية بين العراق ومصر وسوريا، حيث تم التوقيع عليه في 17 نيسان/أبريل عام 1963 في قصر القبة في القاهرة، وبذلك كانت خطوة هامة على طريق التعاون العربي و باتجاه تحقيق الوحدة العربية المنشودة.

 من ناحية أخرى وتجسيداً لمبادئ وفكر الثورة فقد بوشر بوضع الخطط الاقتصادية وتشريع القوانين في مجال القطاع الزراعي والسيطرة على الثروة النفطية وسن قوانين حماية العمال والتخطيط لتنشيط الصناعات وإعادة تشغيل المعامل والمشاريع المتوقفة وبوشر بالجهد الوطني اللازم وإصدار التشريعات الاساسية لحل القضية الكردية حلا جذريا عادلا، وبذلك كانت ثورة الثامن من شباط ثورة انتفاضة جماهيرية وشعبية لتغيير الواقع والارتقاء بالبلد نحو مراحل متقدمة، وتحقيق الحلم العربي والمشروع النهضوي، والذي خططت له قيادة الثورة مستنيرة بفكر الحزب ومبادئه الأصيلة، فكانت ثورة فريدة في اقدامها وجسارتها ضد اعتى الانظمة الامنية، ومذهلة في برامجها وأهدافها وتوجهاتها الوطنية رغم قصر الفترة الزمنية، وإن من أبرز ملامحها أنها ثورة شعبية جماهيرية تقودها نخبة من طلائع البعث، شاركت بها أغلب قطاعات وفئات الشعب، من العمال والفلاحين والكسبة ووحدات من الجيش العراقي البطل صانع الثورات وحامي ثغور الوطن بالانتفاض على الدكتاتورية والتخلف والشعوبية الحاقدة على كل ما هو عربي اصيل، واستطاعت الثورة غرس روح التحدي والإقدام والبطولة، وأعادت اللحمة للشعب العراقي الذي مزقته الشعوبية والطائفية وسياسات قاسم المنحرفة والتي عزلت العراق عن عمقه العربي.

فكانت تجربة الثورة وما تلاها من أحداث حافزاً ملهماً ونبراساً لتفجير ثورة 17 تموز المجيدة عام 1968.

تحية اجلال واكبار لقادة الثورة، وفي مقدمتهم الرفيقين أحمد حسن البكر عضو القيادة القطرية وصالح مهدي عماش عضو القيادة القطرية ومسؤول المكتب العسكري رحمهما الله.

وتحية لطلائع البعث التي ساهمت في صنع هذه الثورة المجيدة.

والرحمة لشهدائها الأبرار الذين سقطوا دفاعاً عن عروبة العراق وحرية أبنائه.

لقطات من صباح يوم الثورة المجيدة

لقطات من صباح يوم الثورة المجيدة

محمد دبدب

ان استذكار التفاصيل التي عشناها والمعنية بثورة الرابع عشر من رمضان المجيدة عام 1963 كثيرة ولا مجال لذكرها هنا، لذا سأروي لقطات صباح يوم الثورة والساعات التي بعدها تلك التي عشتها:

كنا وكجزء من الجهاز الحزبي في حالة انذار قبل وبعد انتهاء الفصل الدراسي الأول من العام 1962- 1963م، وعند الإعلان عن الثورة في صبيحة يوم الجمعة من الثامن من شباط 1963م التحقنا بأحد التجمعات الحزبية. وكان من أوائل التبليغات التي وصلتنا من الحزب هي السيطرة على بعض مراكز الشرطة واستلام السلاح الموجود فيها، وكان في غالبيته بنادق. ثم  توزعنا على أكثر من مهمة، وكنت من المجموعة التي تم الايعاز لها بالتوجه إلى  مقر وزارة الدفاع في مركز العاصمة بغداد حيث كان يتواجد عبد الكريم قاسم.

أذكر أننا وفي حدود الساعة الحادية عشرة شاهدنا عند “الجزرة” الوسطية التي تتوسط الشارع العام تجمع لبعض من ضباط الثورة، واتفقوا بعد مناقشات معنية بالخطة، التوجه نحو وزارة الدفاع بالقرب من مركز شرطة العيواضية، وكانت هناك بعض الدبابات المتوقفة وعلى إثرها قاموا بالتحرك.

أما مجموعتنا من شباب الحزب المدني فقد تحركنا مرتين باتجاه مقر وزارة الدفاع، واقتربنا من بناية قاعة الشعب الشهيرة الملاصقة لمقر وزارة الدفاع، حيث عرف لاحقاً ان قاسم لجأ اليها بعد الشروع بقصف مقر الوزارة من قبل الرفاق الطيارين المنفذين للثورة، ولم نتمكن من تجاوز القاعة.

كان الحدث صدمة لأركان النظام والعناصر المساندة له نتيجة لعنصر المباغتة الذي اتُبِع في التخطيط للثورة. ورغم ذلك فقد حاول بعض الشيوعيين المقاومة وكان قسم منهم من الذين صادفناهم في طريقنا وكانوا يحملون منشورات تحريضية لمواجهة الثورة، ويقومون بتوزيعها، فتم الاشتباك معهم وفروا هاربين على الفور.

ثم تواجهنا مرة اخرى واشتبكنا مع عدد آخر من الشيوعيين عند دوّار (فلكة) منطقة باب المعظم في مركز بغداد وذلك بالقرب من نادي كان يعرف بنادي “المهداوي” وهو القريب من كلية البنات التابعة الى جامعة بغداد. كان عددهم بحدود الخمسة عشر شخصاً، ولم يكن احتجاجهم او تظاهرهم سلمي وانما مسلّح اذ كانوا يحملون اسلحة عبارة عن مسدسات وبنادق اضافة الى اسلحة اخرى حادة مثل السكاكين الكبيرة او ما يعرف “بالقامات” وكذلك العصي، ففروا هاربين  إلى الشوارع والأزقة القريبة في المنطقة.

 من المعروف ان الثورة تميزت باقتحاميتها وجسارتها في الانتفاض ضد السلطة المحكمة امنياً، لذا كان فيها تضحيات حيث استشهد بعض الرفاق الثوار من الجانبين العسكري والمدني، لذا و في طريقنا ونحن نؤدي واجبنا في تنفيذ وحماية الثورة المجيدة، وجدنا أحد الضباط البعثيين من الثوار برتبة ملازم وقد أصيب بطلق ناري في كتفه، فقمنا بنقله الى دارنا بعدما أشعرناه باننا بعثيون أيضاً، وتمكنا من معالجته وإنقاذه. ومن الجدير بالذكر انه بعد سنين طويلة في السبعينات التقيته في احدى المناسبات فعرفته وذكّرته بتفاصيل لقائنا الاول وعلاجنا له.

وبالعودة الى ذكريات ذلك الصباح المجيد اذكر انه كان معنا آنذاك المرحوم الفريق الركن (لاحقاً) سعدي طعمة والرفيق كاظم نعمة سلمان.

وعلى ما اذكر انه في عصر اليوم الثاني ونحن ملتزمين بواجبنا ومتواجدين بالمنطقة المطوقة لوزارة الدفاع، وعند المنطقة المعروفة بمكان “موسيقى الجيش” حصراً،  مرت ناقلة أشخاص عسكرية وعلى متنها فاضل عباس المهداوي وهو من كان رئيساً للمحكمة التي اشتهرت باسمه اي  “محكمة المهداوي”  والتي اشتهرت بغوغائيتها ومحاكمتها لكل رموز القوى الوطنية والقومية والضباط الاحرار والتي حكمت عليهم بالإعدام او السجن حيث تم تنفيذ تلك الاحكام الجائرة بدون اي سند قانوني فاستشهد العديد من ابطال الجيش العراقي من الضباط الاحرار.

وكان معه في الناقلة العسكرية صبيحة ذلك اليوم من الثورة اثنين من الضباط لم أستطع التعرف عليهم وكانوا جميعاً منزوعي الرتب وهم في حالة من الهلع والهستيريا حيث كانوا تحت السيطرة التامة لعدد من الثوار العسكريين.

ونتيجة لتلك المواجهات التي نفذنا من خلالها الواجبات صبيحة الثورة المظفرة فقد تعرضت للموت عدة مرات ولم اكن فيها وحدي وانما شاركنا فيها عدد من الرفاق المناضلين، منهم شبيب المالكي ومحمد ناصر وهو من فلسطين الحبيبة وكريم النجار وغيرهم.

هذه بعضٌ من الذكريات التي تحضرني عن يوم تنفيذ عروس الثورات المجيدة.

قيادة قطر سوريا: اسقاط النظام السياسي في سوريا، أسقطه كمنتحل صفة باسم البعث

في بيان لقيادة قطر سوريا لحزب البعث العربي الاشتراكي:

 

اسقاط النظام السياسي في سوريا، أسقطه كمنتحل صفة باسم البعث

بناء الدولة المدنية الديموقراطية مهمة وطنية على قاعدة خطاب التطمين الوطني

دعوة البعثيين للعودة إلى سوريا والمساهمة في ورشة البناء الوطني لسوريا.

اعتبرت قيادة قطر سوريا لحزب البعث العربي الاشتراكي، إن اسقاط النظام في سوريا لم ينهه كنظام سياسي وحسب وإنما أسقطه وبدرجة أولى كمنتحل صفة   لممارسته للحكم تحت شعار البعث الذي تعرض لأفظع عملية تشويه لأهدافه الثورية لأكثر من خمسة عقود   وكانت تداعياتها شديدة الوطأة على سوريا والأمة العربية.

 جاء ذلك في بيان لقيادة القطر فيما يلي نصه:

بعد ٥٨ سنة على الردة الشباطية، سقط النظام السياسي الذي انتحل صفة البعث وحكم باسمه لمدى قارب ستَّ عقود كانت شديدة الوطأة على جماهير سوريا وشديدة السلبية على الأمة العربية وأمنها القومي.

إن  اسقاط هذا النظام لم ينهه فقط كنظام سياسي حكم سوريا بالحديد والنار وألغى الحياة السياسية بمصادرته للحريات العامة، بل أنهاه كمنتحلَ صفةٍ  في أفظع عملية تزوير لأهداف الأمة في الوحدة والحرية والاشتراكية.

لقد عانى مناضلو البعث من عسف النظام وقمعه، كما لم تعانه أيَّ قوة سياسية أخرى، حيث قضى المئات من الرفاق ومن مختلف المستويات الحزبية تحت التعذيب في أقبية السجون والمعتقلات، هذا إلى الذين تمت عمليات اغتيالهم  في داخل سوريا وخارجها والمختفين قسراً إضافة إلى الذين أمضوا عشرات السنين في السجون، لا تهمة  لهم إلا تهمة الانتماء لحزب البعث العربي الاشتراكي.

إن اسقاط هذا النظام الاستبدادي ، لم يزل كابوساً ثقيلاً عن كاهل شعب سوريا  وحسب، بل أزال أيضاً كابوساً عن صدر حركة الثورة العربية بكل فصائلها التقدمية وفي الطليعة منها الحزب الذي انطلق من ساحة سوريا إلى رحاب الوطن العربي بعد مؤتمره التأسيسي على ضفاف بردى في السابع من نيسان ١٩٤٧. وعليه فإن اسقاط هذا النظام هو خطوة كان لا بد  منها لإدخال سوريا معطى مرحلة جديدة لجهة بناء دولتها الوطنية الديموقراطية كما لجهة استعادتها لعروبتها التي تعرضت للتشويه والتجويف منذ تسلط نظام الردة الشباطية على مقدرات البلاد وتحكم بمصير العباد.

إن حزبنا، حزب البعث العربي الاشتراكي ، الذي بقي قابضاً على جمر المواقف المبدئية والذي لم يوفر جهداً لحماية شرعية الحزب الذي جسدته القيادة القومية بكل رموزها التاريخية من القائد المؤسس الأستاذ أحمد ميشيل عفلق الذي حكم عليه النظام الأسدي بالإعدام إلى القائد الشهيد صدام حسين  وكل قادة الحزب التاريخيين، كان شديد اليقين، بأن اسقاط النظام سيؤدي حكماً إلى اسقاط مرتكزاته الأمنية وكل الأغلفة التي تغطى بها ومنها تغلفه بشعار الحزب وأهدافه. وهذا ما حصل فعلاً . إذ لم تكد تمضي أيام قليلة على اسقاط النظام ، حتى أُعْلِنَ عن حل الحزب الذي كان حزب سلطة بكل ما تعني به الكلمة من معنى، وبعكس ما تنطوي حقيقة البعث كحزب جماهيري انبثق عن إرادة شعبية.

 فالحزب الذي يتشكل بقرار سلطوي ، يسقط بسقوط السلطة ويغادر الحياة السياسية مع مغادرة رموز النظام لموقعهم في السلطة. وبهذا السقوط للنظام تطوى صفحة التزوير الذي طال البعث اسماً وشعاراً وأهدافاً وهو الذي لم تهتز جذوره العميقة  في البنية الشعبية العربية وخاصة بنية المجتمع السوري الذي كان له فضل السبق في احتضان انطلاقة  البعث لسبعة وسبعين عاماً خلت وكانت مسيرته حافلة بالومضات المضيئة   قبل انقضاض المرتدين عليه والحكم باسمه في تآمر موصوف على الحزب وحركة النضال العربي كما على الأمة العربية.

إن قيادة قطر سوريا  لحزب البعث العربي الاشتراكي، التي تعتبر اسقاط النظام إنجازاً هاماً على طريق استرداد سوريا من  اصطفافها مع القوى المعادية للعروبة، ترى إن تحديات إعادة البناء الوطني تتطلب اطلاق ورشة عمل تشارك فيها كل القوى الحريصة على وحدة سوريا وعروبتها وديموقراطية الحياة السياسية فيها، وخاصة القوى الوطنية والتقدمية والديموقراطية، لأجل إقامة الدولة المدنية التي يجب أن تأخذ دورها وتحتل موقعها في الخارطة السياسية لإقامة الدولة الوطنية الديموقراطية، دولة المساواة في المواطنة بكل الحقوق والواجبات.

 وعليه أن تخليص سوريا، من أعباء التركة الثقيلة التي أثقلت كاهلها على مدى عقود من الزمن والاستجابة للإرادة الشعبية التي عبرت عن نفسها في مشهدية رائعة عمت كل المدن والحواضر السورية  في أول يوم جمعة يعقب سقوط النظام، هي مهمة وطنية توجب  إطلاق خطاب ينطوي على كل عناصر التطمين الوطني لكل الطيف المجتمعي، ويحدد الآليات العملية والسياسية لمواجهة التحديات المتعددة الجوانب سواء المتعلق منها بتحديات الخطر الخارجي وعلى رأسه الخطر الصهيوني، كما التحديات المتعلقة بجانب البناء السياسي الداخلي لإنتاج نظام سياسي جديد تحمكه ديموقراطية وتعددية الحياة  السياسية وتداول السلطة وتطبيق أحكام العدالة الانتقالية.

إن القوى الوطنية والقومية والديموقراطية  وعلى أبواب دخول سوريا الحبيبة  مرحلة الانتقال السياسي، مدعوة إلى توحيد صفوفها ضمن إطار جبهوي على مستوى أطرها التنظيمية ورؤيتها السياسية للتغيير الوطني الديموقراطي. وإن حزبنا، حزب البعث العربي الاشتراكي الذي قدّم ما لم يقدمه حزب آخر في مواجهة استبداد النظام وقمعه وشعوبيته لن يوفر جهداً لتشكيل الإطار الوطني الجامع ويدعو كافة الرفاق الذين سَلِموا من الاغتيال والاخفاء القسري  والاعتقال  والذين دفعهم استبداد نظام الردة الشباطية إلى الابتعاد طويلاً عن بلدهم وحاضنتهم الشعبية، العودة إلى سوريا والانخراط في ورشة العمل الوطني مع سائر القوى التي ساهمت بإسقاط النظام والمعنية ببناء الدولة الوطنية الديموقراطية  وإعادة الاعتبار لموقع ودور سوريا القومي.

تحية لشهداء البعث الذين قضوا في أقبية نظام الردة الشباطية.

 وتحية لكل المناضلين الذين تحملوا عسف النظام وقمعه واستبداده.

عاشت الأمة العربية وعاشت سوريا حرة عربية موحدة الأرض والشعب والمؤسسات.

قيادة قطر سوريا لحزب البعث العربي الاشتراكي

 

في 15-012-2024