شبكة ذي قار
النص الكامل للخطاب التاريخي للرفيق المجاهد قائد الجهاد والتحرير عزة إبراهيم الدوري حفظه الله والموجه إلى مؤتمر القمة العربية المنعقد في مدينة سرت الليبية

بسم الله الرحمن الرحيم

(يا أيها الذين امنوا هل أدلكم على تجارةٍ تنجيكم من عذابٍ أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خيرٌٌٌ لكم إن كنتم تعلمون)

صدق الله العظيم

الأخ القائد معمر القذافي رئيس مؤتمر القمة العربية (الثاني والعشرين) ..

الأخوة الملوك والرؤساء والأمراء أعضاء القمة العربية ..

أُحييكم بتحية العروبة ورسالتها الخالدة الإسلام الحنيف فأقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

لقد كان عراقكم العظيم بشعبه الأبي وبتاريخه المجيد وامتداده الحضاري الضارب في عمق الزمن وبما يملك هذا البلد من طاقات وإمكانات وإبداعات هائلة يقف على الدوام إلى جانب الأمة يشد أزرها ويصوب خُطاها نحو كل ما يحقق عزتها وكرامتها وحريتها واستقلالها ، لقد وقف معكم في كل المنعطفات التاريخية الكبيرة الخطيرة على امتداد العقود الأربعة الماضية ، قدم على مذبح حرية الأمة وتحررها واستقلالها ووحدتها أوسع التضحيات وأغلاها حتى قدم الذي ترونه اليوم وتعرفونه ، قدم قيادته الثورية الوطنية المؤمنة ، قدم أكثر من مائة وسبعة وعشرون ألف من رجال وفرسان طليعته الثورية الوطنية القومية المؤمنة ، قدم أكثر من مليون ونصف المليون من أبنائه البررة خلال السنوات السبع في صراعه مع الغزاة المحتلين في معركة الحرية والتحرير والاستقلال ، قدم ملايين المشردين والمهجرين ، دُمِرَ بِنائهُ الحضاري تدميرا شاملاً وعميقا فلم يبقى أثرا للحياة في وطنه ولا زال يقدم وبسخاء قل نضيره في تاريخ الأمة وسيبقى يقدم المزيد على مذبح حريته واستقلاله حتى التحرير الشامل والعميق فيعود إلى أحضان أمته كما كان على امتداد تاريخها الطويل طليعة لمسيرتها الكفاحية نحو حريتها ووحدتها وغَدِهَا الأفضل ..

أيها الأخوة أعضاء المؤتمر:

 إن ما قدمه العراق من تضحيات باهظة كان ثمناً لمواقفه من حرية الأمة واستقلالها وتوحيد جهدها وجهادها ، إن ما قدمه العراق من تضحيات باهظة كان ثمنا لموقفه البطولي ضد الهجمة الفارسية الصفوية على الأمة فحطمها وحفظ للأمة عزتها وكرامتها ، إن ما قدمه العراق كان ثمنا لموقفه الشجاع من قضية فلسطين الحبيبة ، إن ما قدمه العراق من تضحيات باهظة كان ثمنا لهويته العربية الإسلامية الإنسانية ومشروعه الحضاري النهضوي ، إن ما قدمه العراق من تضحيات باهظة كان ثمنا للتصدي البطولي للأطماع الامبريالية المتصهينة ومشروع الصفوية الفارسية في الأمة ، واني أقول لكم اليوم ومن خلالكم لامتنا وشعبنا العربي على امتداد وطن العروبة وأقول للدنيا كلها وبشكل خاص للغزاة المحتلين وحلفائهم وعملائهم ، إنا نحن أبناء العراق وشعبه المجيد ، أحفاد علي والحسين عليهما السلام، أحفاد سعد وخالد والمثنى ، أحفاد القعقاع وصلاح الدين وقتيبة ، نحن أبناء العراق شعب الحضارات العميقة المجيدة الضاربة في أعماق التاريخ نحن أبناء الحضارة التي اخترعت الحرف وعلمت الإنسانية الكتابة والقراءة ، نحن أبناء الحضارة التي اخترعت العجلة وأسست قاعدة العلوم الحياتية التي على أركانها قامت الحضارة الإنسانية المعاصرة ، فنحن راضون بما قدمنا للأمة بل نحن فرحون ونختال اليوم زهوا وعزا وفخرا بما قدمنا وما حققنا للأمة وللإنسانية وبما صممنا على تقديمه وتحقيقه لامتنا على امتداد مسيرتها الكفاحية الجهادية حتى تحقيق أهدافها في الحرية والتحرير ، وفي الوحدة والتوحد ، وفي تحقيق المستقبل الذي يليق بها وفي دورها في الحياة على الأرض ، ولكننا وفي نفس الوقت لم نرضى ولن نرضى على موقفكم من شعب العراق العريق الشهم المجيد وخاصة في مؤتمراتكم القومية التي أفرغتموها من محتواها وجردتموها من أهدافها النبيلة التي أُسِسَتْ هذه القمة من اجلها ، لقد أُسِسَتْ هذه القمم لكي تعبر في مواقف شجاعة وقرارات جريئة عن إرادة الأمة وشعبها ولكي توظف إمكانات الأمة وطاقاتها الرسمية الهائلة للدفاع عن قضاياها الأساسية والمصيرية ..

أيها الأخوة أيها الأشقاء أعضاء المؤتمر:

 لقد مضى على احتلال العراق سبع سنوات طوال قد خاض وطيسها شعب العراق العظيم المجيد وحده ليس لديه ولا معه إلا الله القوي العزيز ثم مقاومته الوطنية والقومية والإسلامية الباسلة ، لقد خاض لهيبها وهو محاصر وللأسف وللعجب العجاب انه محاصر ممن كان محسوباً ومقرراً عمقه المبدئي والإستراتيجي في كل المعايير الوطنية والقومية والإنسانية والدينية والأخلاقية ، كان محاصراً ولا يزال من النظام العربي الرسمي إلا الاستثناء القليل جدا ، إن من الحكام العرب من لم يزل إلى اليوم لم يكتفي بالحصار والمحاصرة بل يضع كل ثقل بلده وإمكاناته في خدمة المحتل وعملائه وانتم أيها الإخوة والأشقاء تعلمون علم اليقين أن شعب العراق العظيم قد واجه أقوى واعتى غزو بربري شوفيني صليبي دموي في تاريخ البشرية على الإطلاق ما يسمى بالقطب الأوحد في الكون الامبريالية الأمريكية وما يملك هذا القطب من وسائل الدمار والقتل والتخريب وحليفته الصهيونية العالمية وأداتها إسرائيل اللقيطة وكل الاستعمار القديم وللأسف عاونته وسهلت له غزو العراق واحتلاله إيران جار السوء والحقد والبغضاء للأمة وتاريخها ورسالتها وعاونته بقوة على تدمير نهضته وحضارته ، لقد دخل العراق ثمان وعشرون جيشا على رأسها جيش القطب الأوحد وجيش بريطانيا العظمى ، لقد اشتركت رسميا في احتلال العراق أكثر من خمسون دولة ولقد رأيتم أيها الإخوة وسمعتم كيف انتصر شعب العراق المجيد وسحق الغزاة وهربت جيوشهم تلعن حُكَامَها وقادتها حتى سيق حاكم بريطانيا العظمى المجرم بلير إلى التحقيق والمحاكم لتوريط بلده في الاشتراك في هذه الجريمة الإنسانية البشعة ، وسيحاكم بوش بعده إن طاولت دولته أكثر في البقاء تحت ضربات المقاومة الوطنية الباسلة وقدمت المزيد من الخسائر والاستنزاف للشعوب الأمريكية .. فانظروا أيها الإخوة لم يبقى اليوم في العراق إلا بعض فلول الامبريالية الأمريكية المرعوبة المنهارة سحبتها من الميدان إلى قواعد تحسبها أمينة فهي لا تستطيع الخروج من جحورها إلا وفق خطة معدة سلفا وفي حماية قوات كبيرة من تشكيلات العملاء العسكرية ، لقد رَكْعَ هذا الشعب العظيم هذه الجيوش وعلى رأسها جيش القطب الأوحد على أعتابه الشريفة ، وستتولى المقاومة بإذن الله وتواصل الطرق على رؤوس جنودها في هذه القواعد ليل نهار وسَنُصَعِدْ الطرق ونقعد لها كل مرصد للنيل منها ولقهرها وتحطيم إرادتها حتى تهرب خاسئة ذليلة بأذن الله وقوته القوية ..

أيها الأشقاء أعضاء المؤتمر:

 لقد سقطت الامبريالية الغازية وحلفائها وعملائها وإدارتها المتصهينة في وحل العراق ، وستسقط الإدارة الجديدة بإذن الله إن لم تتعظ بسابقتها حتما تحت ضربات الشعب العراقي العظيم ومقاومته الباسلة طال الزمن أم قصر ، لقد انتصر شعب العراق ومقاومته الباسلة عسكريا واقتصاديا واجتماعيا وإعلاميا وأخلاقيا ولم يبقى لدى المحتل اليوم في بلدنا إلا عمليته السياسية المخابراتية وعملائه وأذنابه وعلى رأسهم إيران الصفوية وعملائها الأذلاء ، وإنكم ترونها اليوم فهي لم تعد القوة العظمى والقطب الأوحد كما دخلت العراق غازية ومحتلة ومستعمرة ، إنها صارت تستجدي ما تطمح إلى تحقيقه اليوم سياسياً ومخابراتياً في العراق من إيران وعملائها ، وإيران في كل يوم في العراق تصفعها على خدها الأيمن فتدير لها خدها الأيسر ، واعلموا ن الخيار العسكري قد سقط وانتهى وسوف لن تعود الامبريالية الأميركية لمثله لا في العراق ولا خارج العراق إلا لزمن بعيد جدا ، واعلموا إن أمريكا اليوم لا تملك تحريك حجر في العراق يتعارض مع مصالح إيران ومشروعها في العراق وفي الأمة ، واعلموا إن أمريكا قد قدمت العراق إلى إيران على طبق من ذهب حسب إستراتيجية تقاسم المغانم والمصالح في العراق والمنطقة وهي قد سلمت إلى الأمر الواقع واستسلمت لشريكها في الجريمة مكتفية بما ستحققه لها عمليتها السياسية وعملائها بالاتفاق مع إيران وعملائها .

أيها الأخوة أعضاء المؤتمر:

 إن هدفنا الأول اليوم المشروع المقدس وأنتم وشعبنا العربي والخيرين في العالم معنا هو تدمير الغزاة الذين جاءوا بإيران وغيرها وطردهم من بلدنا وأؤكد لكم جازماً سوف لن تخرج إيران من بلدنا بل ستبتلعه وتتوجه إليكم إن لم تطرد أمريكا من العراق فهي رأس الأفعى وهي التي أطلقت يد إيران في العراق ولا زالت ، واعلموا أن المشروع الإيراني اليوم وتحت المظلة الأمريكية قد أصبح يدق أبوابكم الداخلية جميعا بدون استثناء إن لم تتجاوزوا عقدة أمريكا القوة العظمى التي سقطت في وحل غزوها وعدوانها وجرائمها ولم تعد إلا صنماً يضر ولا ينفع..

أيها الأخوة الأشقاء أعضاء المؤتمر:

 هذا ما نحن عليه اليوم الم يحن الوقت بعد كل هذا الذي حصل للعراق وشعبه وبعد أن حطم هذا الشعب العظيم قوى الغزو والعدوان وقزمها ، أن تعود قمتكم وتسجل موقفا من على ارض عمر المختار قائد الجهاد المبكر لتحرير الأمة وتحررها وما سجل من عز ومجد لها ولليبيا وشعبها العربي الثوري المجيد ، أن تسجلوا موقفا تاريخيا يرضي الله ويكون حجة لكم عنده يوم الوقوف بين يديه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، ويكون موقفا عندنا نحاجج لكم به شعبنا شعب الأعاجيب شعب العراق شعب البطولة والتضحيات ، إنها فرصة تاريخية ثمينة عليكم استثمارها ، أنضروا إلى الأمم من حولنا كيف تستثمر الفرص لصيانة حريتها واستقلالها وتحقيق مصالح شعوبها وهي اقل من امتنا عددا وعدة ( فنزويلا ـ نيكراكوا ـ كوبا ـ فيتنام ـ كوريا ـ إيران ـ تركيا وروسيا ) فإنها فرصة امتنا التاريخية اليوم قد وفرها وصنعها لكم شعب العراق ومقاومته الباسلة المجيدة ، وانتم الذين وضعكم الله القوي العزيز العليم الخبير أمناء ووكلاء على صيانة حرماتها ومقدساتها ومصالحها العليا ، أمناء على حريتها واستقلالها ووحدة مسيرتها الحضارية ..

إن شعب العراق أيها الأخوة الأشقاء بمقاومته الوطنية والإسلامية يطالب قمتكم اليوم بموقف تاريخي حازم وشجاع وأصيل، تعلنون فيه للدنيا موقف الأمة وشعبها العظيم في اتخاذ القرارات التالية:ـ

القرار الأول . الاعتراف بالمقاومة العراقية الوطنية المسلحة والغير مسلحة التي كفلتها كل القوانين والمواثيق الدولية وكل الشرائع السماوية ، إنها الحق المشروع المقدس للأمم والشعوب المحتلة أراضيها والمستعمر شعوبها من قبل قوى البغي والعدوان .

القرار الثاني . طرد ممثلي سلطة الاحتلال الغير شرعية وفق كل القوانين والمواثيق الدولية ، واستدعاء ممثلي المقاومة لتمثيل العراق وشعبه في المؤتمر وفي الجامعة العربية وفي كل مؤسسات العمل العربي المشترك .

القرار الثالث . قطع العلاقات الدبلوماسية مع المحتل الغازي ومع سلطته في العراق وإلغاء كل الالتزامات التي نشأت عن تلك العلاقات.

القرار الرابع . تفعيل ميثاق وقوانين الجامعة العربية وخاصة اتفاقية الدفاع المشترك لتصعيد الموقف الداعم لشعب العراق وقواته المسلحة ومقاومته الباسلة للوقوف بوجه الامبريالية الأمريكية وحلفائها إيران ومشروعها ألصفوي الاستعماري الخطير اتجاه شعبنا وامتنا .

القرار الخامس . تقديم الدعم الفوري لشعب العراق المهدد بكارثة الفناء ، الدعم اللازم لأرامله وأيتامه ومشرديه ومهجريه ، انه حق قومي وشرعي وإنساني مقدس لشعب العراق عليكم وعلى الأمة .

القرار السادس . الضغط على أمريكا الغازية بكل الوسائل المستطاعة للتخلي عن إيران ومشروعها ألتدميري وللانسحاب الفوري وتسليم العراق لأهله دون التمادي في إراقة المزيد من الدماء البريئة سواء كانت عراقية أم أمريكية ، واعلموا أيها الأخوة ولتعلم الدنيا وخاصة شعوب أمريكا المضللة رغم انحسار تواجد قوات الغزو في شوارع العراق وطرقاته ومدنه ولجوئها إلى القواعد المحصنة فهم يقدمون في كل يوم قتلى وجرحى على أيدي أبطال المقاومة وصناديدها وهي موثقة لدينا بكل وسائل التوثيق ولم تعلن منذ مجيء الإدارة الجديدة يجري عليها التعتيم والتستر ثم الحصار والمحاصرة من قبل دولكم ومؤسساتها المعنية الأعلام المأجور والمنحرف ..

أيها الأخوة الملوك والرؤساء والأمراء:

 هذه هي حقوق شعب العراق على أمته ممثلة في مؤتمركم هذا في وقفتكم الجمعية هذه نضعها أمامكم في مؤتمركم هذا فإنها مسؤولية تاريخية وشرعية، وإنها أمانة الله في أعناقكم سَتُسالون عنها تاريخيا ويوم يقوم الأشهاد ..

أحيي بعض الملوك والرؤساء الذين اشتاموا لشعب العراق وهزتهم النخوة العربية والغيرة الإيمانية بعد ما راو ما فعل الغزاة وعملائهم في شعب العراق فوقفوا إلى جانب العراق وشعبه المقاوم المجاهد ولم يطبعوا مع سلطة الاحتلال واني لأسجل لهم موقفهم وموقف دولهم هذا بأحرف من نور في سفر تاريخنا الجديد المجيد ..

أحيي شعبنا العربي في كل أقطاره وفي كل مهاجره وادعوه إلى التحرك للمزيد من الضغط المشروع على أنظمة الأمة وقادتها للوقوف بقوة إلى جانب شعب العراق المقاوم المجاهد ومحنته ..

أملي بكم أيها الأخوة الملوك والرؤساء والأمراء قوي وأنا أعرفكم جميعا وكنا قبل اليوم أي قبل تحقيق اندحار الغزاة وانتصار الشعب ومقاومته الباسلة نقدر ونتفهم تردد بعضكم وتخوفه أو حتى انحياز البعض إلى الغزاة وعملائهم رهبتاً ونكوصاً ، أما الآن فلا يُقَبَل من أحد التخلف أو المخادعة والمراوغة عن أداء الواجب القومي الشرعي اتجاه العراق وإن الشاهد الحق والحكم العدل اليوم هو شعب امتنا العظيم المجيد وتاريخنا الذي يسطره اليوم شعب العراق بدماء أبنائه البررة ، وإن الشاهد الحق والحكم العدل غداً هو الله القوي العزيز الذي لا تخفى عليه خافية يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وهو سريع الحساب وشديد العقاب ..

واعلموا أيها الأخوة واطمئنوا وليعلم الغزاة إننا قد اعددنا مقاومة تمتلك كل عوامل البقاء والمطاولة وتمتلك كل عوامل النمو والازدهار والتصاعد في العدة والعدد يحتضنها شعب العراق المجيد من شماله إلى جنوبه وبكل أطيافه وألوانه ، وان المقاومة بدئت تتوسع وتتصاعد ويتصاعد أدائها في جنوبنا العزيز مما أرعب الغزاة وعملائهم وعملاء إيران الصفوية الفارسية وخاصة في منطقة الفرات الأوسط في كربلاء الحسين كربلاء التضحية والفداء وسراياها الباسلة سرايا شهداء ألطف الحسينية ونجف العزة الإباء والشموخ ثم البصرة وسراياها سرايا الجهاد وسرايا الزبير ابن العوام وجيشها الجيش العربي لتحرير الجنوب ، فان المرحلة القادمة ستشهد قتال العدو على كل شبر من ارض العراق يتواجد عليه ، وان بقي الغازي مصرً على غزوه واستعماره لبلدنا واحتضانه للمشروع الإيراني الصفوي سنقاتله ونلاحقه حتى لو بقي بسفارته فقط سندمر سفارته على رأسه حتى يتخلى عن عملائه وعن أطماعه ونواياه الشريرة ويخرج بدون قيد أو شرط وسوف لن نخدع بسحب قواته أو جزء منها لتقليل خسائره التي قصمت ظهره ، وإنما الجهاد دائم ومتصاعد حتى التحرير الكامل والشامل من أي شكل من أشكال الهيمنة والسيطرة والاستغلال مهما طال الزمن وغلت التضحيات

وفقكم الله إلى ما يحبه ويرضاه… والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم عزة إبراهيم

القائد الأعلى لجبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني

القائد العام للقوات المسلحة

٢٧ / أذار / ٢٠١٠ م

خطاب الرفيق ابو جعفر امين سر قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي في الذكرى 55 لثورة 17-30 تموز 1968

بسم الله الرحمن الرحيم

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)

يا أبناء الشعب العراقي العظيم

يا أبناء الأمة العربية المجيدة

أيها المناضلون البعثيون في كل مكان، يا من صنعتم لأمتكم مجدا مؤثلاً، بإرادتكم الصلبة، ووعيكم المتدفق عزةً وكرامةً واستعدادا جاهزا للتضحية بالدم والعرق والغالي والنفيس، فلم تهن عزيمتُكم، رغم كبر التحديات وحجم التضحيات الكبرى التي قدمتموها من أجل أمتكم العربية.

اليوم تطل علينا ذكرى عظيمة عزيزة علينا، هي ذكرى ثورتكم العظمية في السابع عشر من تموز 1968، التي أرادها البعث انطلاقة حقيقية للقطر العراقي في دروب المجد العربي الجديد، فسطر فيها رفاقكم من الرعيل الأول من فرسان البعث، أعظم سطور التضحية والاستعداد لتقديمها مهما غَلتْ التضحيات وعلا ثمنها.

لقد كانت ثورة تموز، رغم ما رافقها من ملابسات ميدانية يوم التنفيذ، أكبر امتحان ميداني لصلابة رفاقكم، الذين وضعوا أرواحهم ومصائرهم على أكفهم في مواجهة أخطار محدقة بهم وبمشروعهم الثوري، ولم تكن مصائرهم الخاصة هي التي تشغل بالهم، ولكن عيونهم كانت تخشى على الوليد الجديد الذي بدأ تتنفس نسمته الأولى فجر الأربعاء السابع عشر من تموز عام1968، فكانوا مشاريع استشهاد جاهزة لمواجهة كل المخاطر المحدقة بهم، من جهات كانت تسعى لربط العراق إلى الأبد بتحالف القوى المعادية لنهوض الأمة من كبوتها الطويلة، وسباتها الذي امتد لعدة عقود.

 

يا جماهير وطننا وأمتنا العربية المجيدة

لقد جاءت ثورة تموز نتيجة إحساس جارف توصلت إليه قيادة حزبكم حزب البعث العربي الاشتراكي، بأن العراق هو الطليعة التي يجب أن تتصدى لمسؤولياتها التاريخية في إحياء مجد الأمة الغابر، وأن يقود الجماهير لصياغة تجربة جديدة بمواصفاتها وأساليبها وأهدافها، والتخلي عن الأنماط التجريبية التي تأكد فشلها منذ بداية القرن العشرين وحتى اليوم الذي قامت به الثورة.

 

أيها المناضلون

عانى العرب منذ مطلع القرن العشرين، من تأثير مخططات خارجية كانت تهدف إلى ابقائهم تحت خيمة التخلف السياسي والاقتصادي، إما نتيجة الارتباط بالدول الاستعمارية الغربية، وتحت لافتة سعيها أن تنقل إليهم ما وصلت إليه من أسباب التطور والتقدم، وهناك قوى تشد إلى الوراء تحاول شدهم إلى زمن ضياع إرادتهم ودورهم التاريخي في بناء الحضارة الإنسانية، وتبعا لذلك حصل انشطار عمودي على مستوى المجتمع العربي، وكل طرف مضى في ما ذهب إليه غير عابئ بدعوات التحديث، تحت لافتة أنها تضيّع الهوية والخصوصية، وتذيبها في ثقافات خارجية لا تريد الخير للعرب.

طرف يسعى لما كان يسميه بالتحديث والعصرنة، ويعتبر أن كل ما ورثناه من تاريخ الأجداد، أصبح بالياً وعبئاً على المجتمع ومحاولة شده إلى الماضي، الذي لم تتطور الأمم والدول والمجتمعات إلا بعد أن نزعته عن نفسها ولفظته كما تلفظ النواة.

ولكن أية محاولة جادة للربط بين التيارين، والخروج بفكرة جديدة تصلح لإحداث ثورة حقيقية، تنتشل المجتمع العربي من الحفرة العميقة التي استقر فيها لعدة قرون، لم تبذل من جانب القوى المتنورة سياسيا وفكريا، وإن بُذلت فإنها كانت على استحياء  وكانت تُواجه بضراوة حتى أكبر من ضراوة مواجهة المحتلين الأجانب، فقد انشغل العرب بإثارة تساؤلات لا طائل تحتها ولا نفع منها من قبيل أي الطرق أولى بالاتباع وصولا للهدف، من دون الاكتراث لسماع أي جواب علمي وعملي عنها، لتوظيفه التوظيف المحلي المعبر عن مصالح المجتمع العربي، والركوب فوقه في محاولة التحديث والتجديد، أو من دون إجهاد النفس في البحث عن الأجوبة الذاتية.

ثم علينا ألا ننسى أن تعدد الحضارات في بلاد ما بين النهرين ، كانت سببا في صراعات فيما بينها، ولكون العراق هو آخر التخوم العربية مع الأعاجم، فقد تناوبت وتعاقبت قوى مختلفة وطامعة فيه وفي ثرواته، على احكام السيطرة عليه، كل ذلك صاغ طبيعة الشخصية العراقية المجبولة على سرعة الغضب والثورة.

ظروف العراق وتقلبات أوضاعه السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ونشوء حالة من التململ وعدم الرضا بل والسخط على القوى الدولية التي تحتله، والتي تركت العراق فريسة للتقلبات وعدم الاستقرار والسيطرة على البلاد منذ انسلاخه عن الدولة العثمانية واحتلاله من قبل بريطانيا في بدايات القرن العشرين.

ومما فاقم من أزمات العراق السياسية، ما عاشه بعد ثورة 14 تموز عام 1958، من صراع بين قوى كانت إلى الأمس القريب قوى مؤتلفة في جبهة الاتحاد الوطني التي تأسست عام 1957، مما أدى إلى ضياع فرص تاريخية من العراق للنهوض من كبوة طويلة عانى منها، فشهد صراعات دموية بين مختلف التيارات والأحزاب التي كانت تعمل في الساحة العراقية.

لقد عاش العراق بعد عقد من الزمان صراعا دمويا، حيث عاش مرحلة انعدام توازن سياسي عارمة، بدأت في الثامن عشر من تشرين الثاني عام 1963، عكس حقيقة حجم القوى الفاعلة في المجتمع العراقي بلا ادعاءات، ومحاولات بعض القوى الطارئة على التاريخ، لتسطو على تاريخ العراق، وتسلب أبناءه حق بناء وطنهم على أسس راسخة ومن منظور حضاري وحداثي، ولأن نظام الحكم الذي كان سائدا في ذلك الوقت، كان من الضعف، حتى بدا وكأنه سفينة بلا ربان، تتقاذفها الريح ولا يدري أحد على أي شاطئ سترسو، فقد عقد رفاقكم في حزب البعث العربي الاشتراكي العزم على الاضطلاع بمسؤولياتهم التاريخية التي نذروا أنفسهم من أجل تحقيقها على أرض الواقع، فكان فجر السابع عشر من تموز عام 1968 يوما مختلفا بتفاصيله وأحداثه عما سبقه، وسيكون مختلفا عن كل ما مر بالعراق من أحداث وتغييرات سياسية، لأن البعث، برنامج سياسي واضح المعالم، وبرنامجه السياسي والفكري يستند على تاريخ طويل من النضال، ويستمد منهاجه العقائدي من تاريخ الأجداد العظام الزاخر بالثراء الفكري والمعرفي، ونجحت الثورة وباشرت فور تنقيتها في الثلاثين من تموز، بعد أطول ثلاثة عشر يوما في تاريخ العراق، من الجيب المشبوه  الذي التصق بها واستمات للالتفاف عليها، باشرت مهمات البناء الجديد، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، حيث ركزت قيادة الحزب لوضع الحلول الناجحة للمتراكم من المشاكل الموروثة من النظم السابقة، فأصدرت الكثير من التشريعات التقدمية على مختلف الصعد، كما حظيت القضية الكردية بأولوية في برنامجها، وكونها قضية تراكمت عليها ملفات كثيرة، فقد عملت القيادة على تفكيك تلك الملفات الواحد تلو الآخر، كي يأتي حلها حلا راسخا لن تؤثر عليه المتغيرات السياسية وهذا ما حصل بالضبط في بيان الحادي عشر من آذار عام 1970.

ثم إن القضية المركزية الكبرى كان ملف النفط العراقي المنهوب، والذي مُنح بامتيازات جائرة لشركات دولية، لأن الدولة العراقية لم تستوفِ في ذلك الوقت شروط اكتمالها على أسس حديثة معاصرة، وكان النفط هو الشغل الشاغل لكل القوى السياسية الوطنية الفاعلة في الساحة العراقية، ولكن أياً منها لم تجرؤ على التقرب من الأسوار الخارجية للكارتل النفطي الدولي، وعلى هذا الأساس وعلى طريق تحرير الثروة النفطية من هيمنة الاحتكارات النفطية الدولية، فقد وضعت قيادة البعث برنامجا تصاعديا لتجريد الشركات العاملة في العراق من عناصر قوتها، فبدأت ببعث الروح في قانون شركة النفط الوطنية العراقية، ثم باشر بوضع اللمسات الأولى لاستثمار النفط وطنيا في حقل الرميلة الشمالي في 7 نيسان عام 1972، والذي كان بمثابة الخطوة الأولى للتقرب من أسوار شركات النفط، تمهيدا للخطوة الثانية، وهي قرار الأول من حزيران عام 1972، قرار التأميم الخالد، الذي أعاد للعراقيين ثروتهم الوطنية بعد ضياع منذ عام 1927، وهكذا تم تخصيص هذه الثروة العائدة إلى خزينة الوطن، لخطط التنمية الكبرى التي سرعان ما انطلقت بكل قوة وجبروت، لتبني تجربة متكاملة الأبعاد في مجالات التعليم والعلوم والخدمات الصحية، والبنى التحتية وبناء عراق جديد بكل أبعاده على أنقاض عراق تعرض لإهمال طويل ومتعمد.

ولأن العراق أضاع في العهود السابقة بوصلة الاهتمامات الوطنية والأمن القومي، فكان قد أصبح مرتعا خصبا لشبكات التجسس، التي تعمل لصالح أعدائه من القوى الدولية والإقليمية، ولهذا فقد أعد مناضلو الحزب ملفا كاملا بنشاطات شبكات التجسس، والتي أحيل أعضاؤها إلى القضاء الثوري فنالوا جزاءهم العادل.

وعلى مستوى العلاقات الخارجية فقد استرد العراق دوره القومي كقوة فاعلة في الساحة العربية وخاصة القضية الفلسطينية، التي لم تغادر مكانها كقضية مركزية للحزب والشعب العراقي، فكان دور العراق الفاعل في المؤتمرات العربية متناسبا مع دور قواته المسلحة على طول خطوط المواجهة مع العدو الصهيوني، وبقدر ما كانت قدم الجيش العراقي تتحرك على خط المواجهة مع العدو على حدود الخامس من حزيران في سوريا والأردن، فإن القدم الأخرى كانت ثابتة على طول خط النار كحارس للبوابة الشرقية للوطن العربي، فأدى أبطال الجيش العراقي دورهم المجيد بكل جدية وأمانة وإخلاص.

 

يا أحرار العراق والأمة العربية والعالم

لقد شخصت قيادة الحزب منذ الأيام الأولى للثورة، بأنها الثورة غير المسموح لها أن تنجز كل مهامها على المستويين القطري والقومي، فمن غير المسموح لأي قطر عربي أن يخرج من دائرة التبعية الاقتصادية للغرب، وغير مسموح له بأن ينتقل إلى مصاف الدول الصناعية، ولكن لما امتلك العراق ثروته الوطنية، بدأ برنامجا واسع النطاق لبناء صرح الصناعة الوطنية الثقيلة والخفيفة، وتوطين التكنولوجيا بدلا من الاكتفاء باستيرادها جاهزة من الخارج، لهذا باشر بإقامة مراكز البحث العلمي ومعاهد التأهيل المهني الملحقة بالمراكز الإنتاجية، فلم تَرُقْ الثورة في العراق للقوى الدولية الكبرى لأنها رأت فيها تهديدا جديا لمصالحها لن يتوقف عند حدود العراق فقط، بل ستنتشر اشعاعاته على كثير من الدول التي تشابه أوضاعُها أوضاعَ العراق، فبدأت مخططات الانقضاض عليها بشتى الوسائل، فمن إثارة الأزمات الداخلية المتناسلة، إلى محاولات استدراج العراق إلى مواجهات غير مدروسة، وأخيرا جاء غزو عام 2003، والذي استكمل حلقاته باحتلال العراق وتدمير بناه التحتية، من قبل تحالف غربي أطلسي شرير خارج اطار الشرعية الدولية جمعت فيه القوى العدوانية كل ما كان في متناولها من إمكانات فحشدت لتدمير العراق بعد حصار ظالم استمر لثلاثة عشر عاما، وكي تستحكم حلقات التآمر على العراق وتدمير منظومة الدولة فيه، فقد تم تسليم الحكم لتحالف قوى ظلامية في غاية التخلف والجهل، ومن عناصر ساقطة جلبتهم المخابرات المركزية من الأزقة المظلمة في طهران ودمشق، وسلطتهم على مقادير العراق الحضاري، ولأنهم عملاء مأجورون لإيران، فقد تركز كل همهم على تدمير منظومة الدولة العراقية، وإزالة كل ما تم بناؤه خلال ثمانين سنة من عمر الدولة الحديثة في العراق، لا سيما منذ 17 من تموز من عام 1968.

وتحت نير الاحتلال البغيض وممارساته الحاقدة ومن خلال المخبر السري وقانون اجتثاث البعث الذي شرعه وفرضه حاكم الاحتلال بريمر وبناء على توصية ذيول المحتل فقد زج بمئات الآلاف من العراقيين ظلما وعدوانا بالمعتقلات والسجون فيما اغتيل وغيب آلاف مؤلفة من الشرفاء تحت ذات اليافطة البائسة.

 ولازال ذيول المحتل وزبانيته يمارسون ذات الفعل المشين بحق الأبرياء من أبناء شعبنا المناضل وينتزعون منهم الاعترافات انتزاعا تحت أنواع التعذيب ناهيك عن المعاناة والاهانات التي يتلقاها المعتقلين وذويهم من الشرذمة الفاسدة التي سلطت على رقاب شعبنا زورا وبهتانا ونقول لهم اصبروا وصابروا فأن النصر قريب بإذن الله تعالى.

 

يا ابناء شعبنا العراقي العظيم

حري بنا ونحن نعيش هذه الذكرى الخالدة إن نقف إجلالا واحتراما للمقاومة الشريفة الحقة وابطالها الشجعان الميامين الذين ما ان دنس المحتل أرض الرافدين الطاهرة إلا وانطلقت حممهم كالبركان الثائر لتمطر المحتل وأعوانه بوابل من الويل والثبور حتى أجبرته على الانسحاب ذليلا خانعا تحت ضرباتهم الموجعة. وما كان لهذه المقاومة الوطنية إن تنطلق لولا تلك الثمار الوطنية التي غرستها مبادئ ثورتكم العظيمة ثورة ١٧- ٣٠ من تموز في نفوس أبناء الشعب الكريم.

       لقد كان لجيشكم العظيم جيش القادسية المجيدة بكل صنوفه وقواتنا  الأمنية البطلة شرف المشاركة في هذا العمل البطولي يؤازرهم ويشد على سواعدهم مناضلي حزبكم المناضل حزب البعث العربي الاشتراكي وأبناء شعبنا الغيارى فتحية  لكل المقاومين النبلاء في هذا اليوم الأغر.

 

أيها المناضلون

إن قيادة حزبكم الذي اضطلع ببناء تلك التجربة العظمية، لن تُسَلم بما حصل، في غياب القانون الدولي والعدالة الإنسانية، ولن تركن إلى الدعة والاستسلام، بل ستعمل بكل طاقتها على حشد الجماهير في ساحات النضال والجهاد، لمقارعة المحتلين العملاء وذيولهم من الفاسدين واللصوص والمرتشين، الذين رهنوا أنفسهم رخيصة لدى أسيادهم في واشنطن وطهران، ولن نتوقف عن العمل الجاد حتى نُسلم الأمانة للشعب العراقي، بإلحاق الهزيمة بالمشروعين الأمريكي والإيراني في العراق والمنطقة بأكملها، ونطرح المشروع الوطني في حكم العراق.

وفي هذه المناسبة العزيزة على قلب كل عراقي وطني غيور لا يسعنا إلا أن نستذكر وبكل فخر واعتزاز دور القادة العظام وجميع ثوار تموز الذين خططوا ونفذوا هذا النصر العظيم والذي أعاد المجد لعراق الحضارة والتاريخ وعلى رأسهم الاب القائد المناضل أحمد حسن البكر وشهيد الحج الاكبر القائد المناضل صدام حسين والرفيق قائد الجهاد عزت ابراهيم والرفيق صالح مهدي عماش رحمهم الله واسكنهم الفردوس الأعلى وبقية الرفاق المناضلين ممن شاركوهم في رسم الثورة العظيمة المباركة وثبت على المبادئ.

تحية لكل ثوار العراق ومناضلي وجماهير شعبنا العراقي العظيم وأخص بالذكر منهم ثوار تشرين الأبطال الذين لا زالوا يقارعون الظلم والظالمين حتى يتحقق النصر ويحرر وطننا من دنس الاحتلال الصفوي الصهيوني.

عاش العراق حراً أبياً.

عاشت الأمة العربية أمة المجد والحضارة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

الرفيق

ابو جعفر

امين سر قيادة قطر العراق

لحزب البعث العربي الاشتراكي

16/ تموز / 2023

المعالجات الفكرية لبعض شؤون النضال القومي والاشتراكية في خطاب الرفيق القائد المجاهد عزة ابراهيم لمناسبة الذكرى الثالثة والسبعين لميلاد البعث 

المعالجات الفكرية لبعض شؤون النضال القومي والاشتراكية في خطاب الرفيق القائد المجاهد عزة ابراهيم لمناسبة الذكرى الثالثة والسبعين لميلاد البعث 

الاستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس/ أكاديمي عربي من العراق 

مدخل:

لم تنتج الأمة العربية في تاريخها الحديث حزبا عربيا منطلقاته فكرية أصيلة نابعة من صميم حاجات الواقع العربي مدركة لتناقضاته وارهاصاته المختلفة و دارسة مجتهدة لوضع الفكر في خدمة التغيير المنشود سوى حزب البعث العربي الاشتراكي.فالبعث حركة تغيير ثوري جذري شامل تهتدي بفكر قومي حضاري علمي موضوعي يتسم بالأصالة التي تعني ان النظرية تنبع من البيئة العربية وانها تستجيب لها ولعوامل استبدالها الى نقائض المتناقضات القائمة فتصارع الجهل لتلد المعرفة وتواجه الفقر لتبدله بثراء المادة والروح وتقاتل الاستغلال بعدل الاشتراكية وتصوب جهدها للاستلاب لتحل محله الحرية والكرامة والديمقراطية .البعث أول حزب عربي فكره عربي وأدواته عربية لا شرقية ولا غربية وطرائقه تنفتح على ثوابت العلم والبحث العلمي التي تقول بالافادة من موروث الامة العربية ومن النظريات والمعارف الانسانية بكل سبل الأخذ والعطاء المعروفة .

المرتكزات النظرية للبعث ولمناضليه:

عمل البعث جاهدا على توحيد الفكر البعثي مع ممارسة البعثيين أفرادا وتشكيلات تنظيمية مختلفة عبر عمل ثقافي دؤوب ومتواصل تصاعديا ولذلك نجد ان معظم البعثيين يمتلكون المعرفة بالاسس الفكرية والنظرية لعقيدتهم ومضامينها الوحدوية القومية الاشتراكية التحررية .و البعثي يدرك عادة سمات البعث التي حددها الحزب بالعلمية والشعبية والثورية والاخلاقية ويفهم في جدل الترابط بين الاهداف الثلاثة المقدسة (الوحدة والحرية والاشتراكية )ويجادل البعثيون بكفاءة في موضوع العلمانية المؤمنة وافتراقها والبون الشاسع بينها وبين العلمانية التي توصف بالالحاد ويدركون الحدود الاساسية للاشتراكية العربية تفريقا لها عن الاشتراكية الشيوعية ويفهمون في اسس الانقلاب على الذات ويميزون بين هذا الانقلاب التربوي السلوكي الاخلاقي المعني بذات الانسان وينتج الثورة العظمى التي يتحقق فيها التغيرات الجذرية لكل مكونات التخلف والجهل واليأس والقنوط وبين الانقلاب العسكري الذي يغير عادة السلطة ويستبدلها بسلطة أخرى .ويمكن لاي بعثي أمسك بناصية الثقافة البعثية أن يحدد صلة البعث بالدين والتراث وان يطلق العنان للتعبير عن زهوه بالربط البعثي المبدع لصلة الحزب بالدين كرسالة وكجذور للارتواء بالايمان في صناعة الانسان والتنظيم الرسالي دون أن يسعى الحزب لمنافقة الدين كما فعلت الاحزاب الاسلاموية .البعثي عموما يمكنه التنظير ولو بأدنى حدود مقومات التنظير لصلة القومية بالانسانية ولصلة الحاضر بالتاريخ ويفهم التنمية بروافدها المختلفه ودورها في بناء الانسان الذي يعتبره الحزب هدف و وسيلة وغاية.والبعثيون يعرفون تماما لماذا اعتنقوا مبادئ البعث وعقيدته ورسالته القومية الخالدة .

ان من يعتمد القراءة المدققه الفاحصة المتأنية المستندة الى ثوابت التقصي والتحليل العلمي لخطاب الرفيق القائد عزة ابراهيم في ذكرى ميلاد البعث الثالثة والسبعين سيجده يغوص في بحور الفكر ويغرف من هذه البحور انجازات وتطبيقات ومواقف وقرارات أكدت ان الفكر ينتج الوقائع وان الوقائع تثري الفكر وتجدده وتوسع روافده وتفتح المزيد من النوافذ على انفتاحه على القريب والبعيد في عمليات النسغ المتبادلة دون تكبر وبعيدا عن الوقوع في متاهات الاحساس بالتخلف والضعف و جلد الذات .خطاب نيسان ٢٠٢٠ وثيقة بعثية قومية انسانية فكرية عرضت أخطر ما تعرضت له الامة في العصر الحديث والمعاصر بربط فكري ينساب برشاقة تستفز القارئ المتعمق وتحرك أعماقه و ظاهر يبرق جليا لكل ذي بصر وبصيرة وعرضت وتطرقت الى أخطر و أعظم ما انتجته الامة ،وخاصة في تجربة البعث في العراق، أيضا بروح مرتكزة الى فكر البعث ومستعينة به وتضيف له كما هائلا ونوعا جديدا متجددا باقتدار لا تنتجه الا عرين الاسود ومعاناة الجهاد وتوسد البندقية وتوسد كتابين هما القران المجيد وفي سبيل البعث .

الربط بين اهداف البعث في خطاب القائد :

يقول الرفيق القائد في الخطاب 

((البعث عبر مسيرته الطويلة التي مضى عليها ثلاث وسبعون عام قد حقق انتصارات فكرية وعقائدية وثقافية وتربوية هائلة …فهو الوحيد في الامة من ربط ربطاً عضوياً بين وحدة الامة وحريتها وعدالتها الاجتماعية أي ربط بين الاشتراكية والقومية وأكد على حقيقة ان الاشتراكية يجب ان تكتسب سماتها ومعالمها وحيويتها وتراثها من ظروف الامة الزمانية والمكانية ومن بيئتها الوطنية والقومية))

وأول ما يلفت الانتباه في هذا النص هو استخدام القائد لعملية ربط بين كلمة انتصارات وبين مصطلحات محددة هي مصطلحات ومفردات فكرية أي بمعنى انه اكد على ان للفكر انتصار وللعقائدية انتصار بمعنى ان ثمة نصر تحققه العقيدة وانتصارات ثقافية وتربوية وهو هنا يشير الى ان البعث قد حقق انتصارات في الثقافة والتطبيقات والنظرية البعثية للتربية وليس فقط انتصارات في التنمية مثلا .ان هذا الاستخدام الذي يتسم بالجدة (على حد علمنا )هو نقل خلاق لهذه المفردات ذات الافاق النظرية او التي يطغي عليها السمة النظرية الى بيئتها الميدانية التنفيذية من جهة ومن جهة أخرى فهو استخدام ابداعي كونه يؤشر الصلة العضوية بين فكر البعث وبين سعيه الحثيث ونجاحه في تطبيقه كونه فكر مشتق من الواقع .

وعموما ، يجدد القائد في النص أعلاه احدى علامات التفرد الفكري لحزب البعث العربي الاشتراكي الا وهي ربط الحزب العضوي الجدلي بين أهدافه الثلاث حيث لا وحدة عربية دون حرية الانسان والوطن وديمقراطية منبثقة من الارث الاجتماعي الاخلاقي للامة تنأى عن الديمقراطية الليبرالية حيث تتسم بثوابتها الاخلاقية والدينية وبمرتبطة ارتباطا صميميا بارث الامة الاجتماعي والحضاري وكذلك لا وحدة دون قواعد عدل تحقق رفاه الفرد والمجتمع وتنمي الدخل القومي وتطور مؤسسات الانتاج العام والشخصي المحدد بتعريف عدم العبور الى مستوى استغلال الاخرين .البعث هنا وحدوي دون انغلاق على حدود المشتركات القومية من جغرافية وتاريخ ولغة وثقافة بل يتعداها الى تاطيرها بالحرية وبالاشتراكية التي تنبع وتنمو وتتطور من ثنايا وطيات الواقع العربي القائم وبصلة حية بارثه وبمنتجاته الثقافية التي لا تلغي الفرد لتنتج ديكتاتورية الجماعة ولا تحبس النظام العام كنظام شامل بقيود تكبل انطلاقته الحية التي تخدم العام المجتمعي غير المتجاوز لحقوق الفرد الشخصية على خلاف تجارب اخرى تسحق الفرد .واشتراكية البعث العربية أيضا هي قومية لا تاخذ كامل مدياتها الا بتكامل ثروات الامة البشرية والاقتصادية ماءا وارضا وسماء .

ويقول الرفيق القائد في الاقتباس أدناه من الخطاب :

((ان اشتراكية البعث قومية عربية مؤمنة ان عقيدة البعث مرجعيتها عقيدة الامة العربية وفكر البعث هو فكر الامة المتجذر والمطبوع والمولود من عقيدتها وفكرها ومبادئها وقيمها وتراثها وهو منفتح على فكر الامم كما هي اشتراكيتنا منفتحة على تجارب العالم))

فهو يؤكد هنا حماه الله على صلة الاشتراكية بالايمان لابعاد النظره الالحادية للاشتراكية التي ارتبطت بالاشتراكية الماركسية فاشتراكيتنا ليست شيوعية والاشتراكية ليست فكرا شيوعا في الاساس بل اننا نجد له قوائم ومكونات في تراث الامة وفي الرسالات السماوية المباركة التي حملتها أمتنا وخاصة رسالة الختم المحمدية المباركة .والاشتراكية بمعناها ومضامينها العلمية هي منتج بحثي علمي انساني قابل للتعديل والاضافة والتبديل والاشتقاق منه في مفاصل معينه منها أي ان النظرة الى الاشتراكية على انها بنت عقيدة اسمها الشيوعية هي نظرة قاصرة تماما .لقد برهن البعث قطعا ان الاشتراكية العربية هي مسار قومي يعبر عن حاجات العرب وينبع من بيئتهم وارثهم وتطلعاتهم لحياة حرة كريمة مزدهرة وهذا ما بلغه خطاب القائد.

المثقفون العرب نحو “ثورة تجديد” في الخطاب العروبي

المثقفون العرب نحو “ثورة تجديد” في الخطاب العروبي

د عامر الدليمي

منذ ما يقارب قرن من الزمن نشط في الوطن العربي، مشرقه ومغربه، أحزاب وحركات وجبهات وطنية وقومية رفعت وتبنت شعار الوحدة والتحرير والعدالة الاجتماعية ومحاربة الاستعمار ومقارعة الرجعية التي ابتليت بها الأمة، غير أنها لم تستطع تحقيق وحدة أو اتحاد بين قطريين عربيين سوى  في فترات زمنية قصيرة سرعان ما انتهت وعاد كل حزب أو نظام إلى موقعه القطري بتبريرات داخلية أو خارجية أو تآمر عدواني، ومازالت هذه الحالة في تاريخنا الحاضر، نحلم بوحدة عربية تعز الأمة في حاضرها ومستقبلها والأمل بتحقيقها، والواقع يقودنا أن من رفع شعار الوحدة  أو دعا  إليها إما لا يؤمن بها حقيقة أو غير جاد لتحقيقها أو واجهتها مشاكل ومصاعب وتآمر يمنع تحقيقها، مع  أن أمتنا تمتلك مقومات وعوامل الوحدة لا تمتلكها أمم مثلها في تاريخنا الحاضر، كاللغة والتاريخ والمصالح المشتركة وطبيعة امتداد جغرافي وسكاني لا يفصلهما حاجز طبيعي يعمل على عدم وحدتها جغرافياً وبشرياً.

 لذا لابد من عدم فقدان الأمل الذي عملت وضحت من أجله أحزاب وحركات وأنظمة سياسية تؤمن بالوحدة والتحرر ومقارعة الاستعمار والتجزئة والتبعية للأجنبي، ولما يمتلكه المثقفون العرب في أقطار الأمة من ثقافة عالية ووعي وجداني ممن يؤمنون بوحدة الأمة تفعيل جهودهم كعامل مساعد مساند لهذا الأمل الوحدوي كونهم قادةً في الفكر العروبي بإبداعاتهم ونشاطاتهم والتركيز على هذا الهدف من خلال توعية أبناء الشعب العربي من محيطه إلى خليجه لإحداث وعي عروبي عالي يمكنه تحقيق وحدة عربية شعبية تكون عامل ضغط  على الأنظمة القطرية وأحزابها التي أدت إلى ضعف الأمة  أمام الأعداء.

 وقد أثبتت التجربة أن وحدة الأنظمة العربية السياسية التي تحققت لظروف معينة باتفاقات بين رؤساء الدول فشلت وانتهت لفقدان استنادها على قاعدة عمل شعبي وحدوي جماهيري، فالمثقفون العرب عنصر فاعل في مجتمعنا العربي في تجديد حركتهم الثقافية التوعوية الثورية وخطاب عروبي يخلق ضغطاً جماهيرياً، فالشعب العربي مهدد في وجوده وقدرته على الاستمرار  نحو الأفضل وحالة التفكك والانقسام فيه خاصة في مشرقه، العراق، سوريا، لبنان، فلسطين، ومحاولة أعدائه تغيير ديمغرافيته باحتلال عسكري أو نفوذ من قوى خارجية وتقسيم جديد وسايكس بيكو أكثر سوءاً، وخشية أن تصبح الأمة في خبر كان، لا سمح الله، فإن مهمة المثقفون العرب مع صعوبتها لكنها ستحقق خطوة للأمام عند طرد حالة اليأس وفقدان الأمل  من خلال نشاطات منظمة مبرمجة لتقوية رابطة الثقافة العربية والتأكيد عليها في وسائل التواصل الاجتماعي والمنظمات الإنسانية والاجتماعية والمؤتمرات وغيرها لتحفيز جماهير الأمة والدعوة للوحدة التي أساسها وضمانتها وقاعدتها الشعب المؤمن بها لتجاوز القطرية التي أضرت بالأمة حاضرها، وستضرها في مستقبلها، بالحكام المتمترسين بسلطات وامتيازات وثروات شعوبهم.

فمهمة تجديد الخطاب العروبي للمثقفين العرب مهمة نبيلة إنسانية لتجاوزها حدود وحواجز مصطنعة لأنظمة قطرية تلوذ بسياسات وتبعيات ذليلة لأعداء الأمة للحفاظ على مكاسبها وسلطاتها، والأمل كل الأمل والضرورة التي ينبغي ألا تفقدها جماهير الأمة ومثقفوها دريئة العرب الأمامية وخط شروعها الأول في عمل نهضوي بهمة عالية وجهاد مقدس مع قوى وطنية وقومية تجديدية فاعلة لتحريك جماهير الأمة نحو حال أفضل وثورة فكرية لتحقيق الوحدة لأنها الخلاص ولا غير.

  الأَسْرَى العِرَاقِيّين في ايْرَان  

 

الأَسْرَى العِرَاقِيّين في ايْرَان

 

 

يمثّل الانسان العربي عامة قيمة عليا نحرص على حمايته والحفاظ عليه وعلى ارثه التاريخي والحضاري ودوره الانساني والنضالي في بناء الوطن والدفاع عنه والذود عن حدوده . ونؤكد اليوم مثلما كنا نؤكد مرارا على ان الاسرى العرب وفي مقدمتهم الابطال الفلسطينيين والعراقيين ما زالوا يعانون الويل في سجون الاحتلال الصهيوني والايراني بعد ان اعطوا وقدموا ارواحهم للدفاع عن تراب الوطن ، والذود عن كيانه ووجوده وحدوده، ومجابهة الاعداء والرد على التآمر الإقليمي والدولي على الامة العربية.

  وكان العراق برجاله وابنائه الميامين من الذين تصدوا لهذا التآمر والعدوان، الذي كان من أهدافه انهاء العراق وحكمه الوطني القومي، فقد تحالفت قوى الشر المتمثلة بامريكا والكيان الصهيوني وإيران، للاتيان بسلطة عميلة يقودها مجموعة من السراق والخونة لتراب الوطن المعروفين بمحاربة العراق والعروبة وعدم الانتماء لهما، وسجلهم الأسود الحافل بكل ما يسئ الى الوطن والانسان فيه وبما يخالف كل الاعراف السماوية والقيم الحضارية الانسانية.

 فلا زال يقبع في سجون إيران الشر أكثر من 12 ألف اسير عراقي منذ الحرب العراقية الايرانية التي انتهت عام 1988 فضلا عن وجود رفاة عدد لا يقل عن عدد الاسرى من الذين وافاهم الاجل في غياهب السجون والمعتقلات الايرانية  من جراء التعذيب وسوء المعاملة. وبهذا يؤكد نظام الولي الفقيه في إيران بعده عن الدين الإسلامي وشريعته السمحاء والاعراف الدولية والاجتماعية  و حقوق الانسان التي تنص عليها وتحكمها القوانين الدولية بموجب معاهدة جنيف للاسرى.

 ومن هنا ندعو الى اعتبار كل القابعين في زنازين الاسر والاعتقال الايراني هم مقاتلون عراقيون أسرى لهم كافة الحقوق اسوة بأقرانهم، واعتبار المتوفين والمفقودين منهم شهداء يتمتعون بكل حقوق الشهداء الذين دافعوا عن حياض الوطن، وعلى السلطة في بغداد العمل على اطلاق سراح الاسرى وحسم موضوع المفقودين واستلام رفاة الشهداء منهم، وندعو كل الهيئات الوطنية العراقية والوطنيين الاحرار والجمعيات والمنظمات الانسانية بالضغط على السلطة في بغداد لتحريك هذا الملف.

 كما وندعو ونناشد الهيئات العربية المعنية بحقوق الانسان وكذلك المجتمع الدولي وهيئة الامم المتحدة والمنظمات الانسانية في كافة انحاء العالم العمل والتعبئة لمعرفة مصير الشهداء والمفقودين والاسرى العراقيين في ايران .

 واذ نعرض ذلك لابد ان نخاطب اسر الشهداء والمفقودين والاسرى ونقول لهم صبرا جميلاً فبارك الله فيكم على كل ما بذلتموه وان صبركم وجلدكم وتحملكم الآلام والاحزان بفقدان ابنائكم واعزائكم لهو ملهم لكل المناضلين الاحرار للمضي الى امام رافعين راية النضال التحرري في كل مكان من ارض الوطن العربي الطاهرة،

 والله ناصر لعباده الصابرين المحتسبين .

 

مكتب الثقافة والاعلام القومي

23/2/2025

دوافع قيام ثورة 8 شباط عام 1963

دوافع قيام ثورة 8 شباط عام 1963

الدكتور إياد الزبيدي

 

 فعلاً هي عروسة الثورات لأنها أول ثورة وطنية قومية الأهداف يفجرها ويقودها الثوريون الشباب ويمثلون حزبهم، حزب البعث العربي الاشتراكي في القطر العراقي.

بعد فترة زمنية من نجاح تنظيم الضباط الوطنيين ” الأحرار ” في الجيش العراقي البطل شكلوا جبهة وطنية من بعثيين وشيوعيين وقوميين ومستقلين في القطر العراقي للإطاحة بنظام الحكم الملكي المرتبط ببريطانيا الاستعمارية التي كانت تحتل العراق  ، وتحويل الحكم في العراق إلى نظام جمهوري في عام 1958.

بدأت بوادر الخلافات بين الأحزاب والقوى السياسية الذين يمثلون الجبهة والضباط الأحرار حيث كانت القوى القومية وحزب البعث العربي الاشتراكي ، التي كانت تنادي بالوحدة العربية مع الجمهورية العربية المتحدة التي ازدادت المؤامرات عليها آنذاك، في المقابل رفع الشيوعيين شعارهم ” صداقة سوفيتية واتحاد فيدرالي ”   حيث كان الشيوعيون معارضون للعروبة وللقومية العربية لأن فكرهم أممي، ما أدى إلى صراع في الساحة السياسية. وتدريجياً ساءت علاقات عبد الكريم قاسم مع بعض زملائه من أعضاء تنظيم الضباط الوطنيين. ثم تعكرت علاقته مع التيارات الوحدوية والقومية التي لعبت دوراً فاعلاً في دعم ثورة تموز 1958، وفي مقدمتهم حزب البعث العربي الاشتراكي.  

في 7 تشرين الأول من عام 1959 نفذ حزب البعث محاولة استهداف عبد الكريم قاسم في شارع الرشيد ظهيرة ذلك اليوم على يد مجموعة من شباب البعث الابطال من بينهم الرئيس القائد صدام حسين عندما كان طالباً في الثانوية، لأن نظام قاسم زاد من ملاحقته واعتقاله للبعثيين بتحريض من حلفائه الشيوعين فكان قرار فؤاد الركابي أمين سر قيادة قطر العراق في حينه بمحاولة اغتياله والتخلص من حكمه، ولكن للأسف فشلت المحاولة ونجا منها بأعجوبة، حيث أصيب برصاصات في الكتف.

أوضحت القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي أسباب الثورة على النظام الدكتاتوري  بثورة 8 شباط 1963 بعدد من الأسباب، منها أن ثورة 14 تموز عام 1958 هي عمل جماعي منظم جاءت به وليدة حتمية للظروف الموضوعية التي كان يمر بها العراق والمنطقة، فقام بها تنظيم الضباط الوطنيين الأحرار مع جزء كبير من قياداته وقواعده. ولم يقم بها عبد الكريم قاسم بمفرده بل إن دوره فيها كان ضمن صفحة التخطيط والإشراف ولم يسهم في صفحة العمليات التنفيذية المباشرة.

إن جميع ما أصدرته الثورة عند انطلاقتها الأولى من قرارات وطنية وتشريعات ومنجزات جاءت ” وليدة العمل الجماعي ” المثمر لقادتها الوطنيين ولم تكن من إنجازات عبد الكريم قاسم وحده. ولكن عبد الكريم قاسم تحول من زعيم للثورة إلى ” دكتاتور ” لأنه   تفرد بالسلطة، فاستحوذ على مركز صناعة القرار، وبدأ بجمع الصلاحيات بيده مجرداً شيئاً فشيئاً الصلاحيات من زملائه، فأصبح هو رئيس الوزراء ووزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة. ولم يمنح مجلس السيادة الصلاحيات وأحاله إلى واجهة شكلية ليس بيدها لا سلطة تنفيذية ولا تشريعية.  كما وقف حائلاً أمام انتخاب رئيس الجمهورية، وبقي المنصب معلقاً في عهده.  كما عطل تأسيس المجلس الوطني لقيادة الثورة كما كان متفقاً عليه في تنظيم الضباط الوطنيين الأحرار.

رأى  حزب البعث  أن عبد الكريم قاسم أصدر أحكام إعدام وسجن جائرة بغية تصفية قيادات قادة الحركة من زملائه أعضاء تنظيم الضباط الوطنيين، فلفقت التهم لبعضهم وزجهم بالسجون وأعدم البعض الآخر مستغلاً حركة عبد الوهاب الشواف المسلحة ضد الأعمال الإجرامية لأنصار السلام في الموصل الحدباء وقطارهم الدموي الذي وصل يوم 8 آذار 1959 محملاً بوفود مؤتمر أنصار السلام من بغداد، بعدها ابتدأت حمامات الدم في الموصل في ذلك اليوم الأسود.

 وحصلت الإعدامات في شوارع الموصل الحدباء وعلقت أجسادهم على أعمدة الكهرباء، ولم تسلم حتى النساء . حيث كان نصيب الفتاة حفصة العمري التي كانت مخطوبة فقطعوا أصبعها وسرقة خاتم الخطوبة فتحرك الزعيم الشواف على هؤلاء المجرمين القتلة لينقذ الموصل فاتخذ قاسم رد فعل الشواف ورفاقه كذريعة لهذه التصفيات، فقد تم قتلهم مباشرة بالقصف المباشر بالطائرات، والبعض الآخر أحيلوا إلى المحكمة الخاصة، ” محكمة الشعب “، حيث تم زج الكثيرين ممن ليس لهم علاقة بحركة الشواف وتعذيبهم ثم إعدامهم. ومن أبرز من تم إعدامهم الزعيم الركن ناظم الطبقجلي والعقيد رفعت الحاج سري ومجموعة من رفاقهم.

كما وصفت قيادات الجبهة الوطنية ” محكمة الشعب ” المشهورة باسم ” محكمة المهداوي ” بكونها محكمة ” هزيلة  . ورأى أعضاء الجبهة المعارضون لتفرد قاسم طريقة سير المحكمة أنها وبسبب رئيسها المقدم فاضل عباس المهداوي وادعائها العام العقيد ماجد محمد أمين كانت منبراً وواجهة إعلامية للحكومة وتهديداً للأحزاب القومية، وفي مقدمتهم حزب البعث، واستخدمت فيها وسائل تعذيب وإهانة الموقوفين، وكثيراً ما كان رئيس وأعضاء المحكمة يطلقون السباب والشتائم وتلفيق التهم بالشبهة والتهجم على مصر العروبة ورئيسها جمال عبد الناصر وأثناء البث المباشر على التلفزيون.

 كما قامت الميليشيات الشيوعية المسماة بالمقاومة الشعبية بارتكاب أعمال عنف مؤسفة كقتل وسحل الجثث بالشوارع وتعذيب معارضيهم بالشوارع وتعليق الكثيرين منهم على أعمدة الكهرباء، والقيام بمداهمة واحتلال المنازل والمؤسسات الحكومية والمعسكرات والعبث ، كما حدث من مجازر وتجاوزات على حقوق الإنسان في الموصل وكركوك.

كما لعبوا بسياسة الدولة الداخلية والخارجية ومنعوا أي تقارب مع الدول العربية أو تحقيق أي وحدة عربية والتي كانت حلم الجماهير التي تعتبرها ضرورة للوقوف بوجه القوى الكبرى للنيل من الثورة.

حصلت قناعة راسخة عند قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي للإطاحة بنظام قاسم لأـن سياسة العراق في عهده عزلت العراق عن محيطه الإقليمي العربي بسبب عدم إيمانه بالوحدة العربية ووقوفه ضد الوفد الذي سافر إلى مصر للتهنئة بالوحدة مع الجمهورية العربية المتحدة برئاسة أعضاء من حزب البعث للتهنئة بالثورة ودعوة قيادة العراق للانضمام للوحدة.

وقد انتهى حكم قاسم بثورة حزب البعث العربي الاشتراكي في 8 شباط 1963.

ثورة 8 شباط تحول في مسار التاريخ العراقي

ثورة 8 شباط تحول في مسار التاريخ العراقي

 أبو محمد عبد الرحمن                                     

 

في الثامن من شباط كل عام  تحل علينا ذكرى مجيدة من تاريخ أمتنا، ذكرى ثورة 14 رمضان – 8 شباط 1963، التي خطها رجال عاهدوا الله ثم العراق على المضي قدما نحو العزة والكرامة.

إنها الثورة التي لم تكن مجرد حدث عابر بل محطة مفصلية أعادت رسم ملامح العراق ورفعت راية العروبة خفاقة في سماء المجد.

قاد هذه الثورة حزب البعث العربي الاشتراكي الذي تمكن من حشد الجماهير حول مشروع وطني طموح ولمستقبل أفضل وواعد تكفل للوطن حريته وعزته وسيادته وللمواطن وعد بتحسين الظروف المعيشية والخدماتية.

كانت هناك عدة عوامل ساهمت في اندلاع الثورة منها:

 * الاستياء الشعبي: ساد استياء شعبي واسع من نظام عبد الكريم قاسم، بسبب سياساته المتذبذبة وتراجع الأوضاع الاقتصادية.

  * طموحات حزب البعث: كان حزب البعث يطمح إلى تحقيق اهدافه وتطلعاته الوطنية والقومية وكان يرى في نظام قاسم عائقاً أمام تحقيق أهدافه.

 لعب حزب البعث دوراً محورياً في قيادة الثورة، وكان للرفاق أحمد حسن البكر رحمه الله  وكوكبة من الرفاق دور بارز في هذا الصدد. وحققت انجازات عديدة رغم قصر مدة استمرارها .

  كانت ثورة 8 شباط تتويجا لنضال الأحرار الذين رفضوا الاستبداد والتبعية وسعوا جاهدين إلى بناء وطن قوي تسوده العدالة وتسير فيه مسيرة النهضة بثبات.

كانت إرادة الثوار شعلة لا تنطفئ جمعت الأحرار تحت لواء الحرية والسيادة وجعلت من العراق منارة للأمل والطموح القومي.

إن استذكار هذه الثورة اليوم هو استذكار لتضحيات الرجال الذين واجهوا الصعاب بروح صلبة وإيمان راسخ وجعلوا من دمائهم مدادا لكتابة تاريخ جديد لأمتنا.

واليوم إذ نسترجع أمجاد هذه اللحظة الخالدة نجدد العهد بالمضي قدما على درب العزة والكرامة مستلهمين من الماضي دروسا للحاضر والمستقبل.

وستبقى ثورة 8 شباط رمزا خالدا في ذاكرة الأحرار ودليلًا على أن إرادة الشعوب لا تقهر وأن صوت العروبة سيظل عاليا رغم كل التحديات.

المجد والخلود لرجال الثورة والمستقبل المشرق لأمتنا العربية.

المجد والخلود للشهداء الأكرم منا جميعا  

المجد للعراق… المجد للأحرار… والمجد لثورة العروبة الخالدة..

ذكرى ثورة 8 شباط استنهاض لهمم المناضلين

ذكرى ثورة 8 شباط استنهاض لهمم المناضلين

علي العتيبي

 

لكل من يقرأ تاريخ العراق الحديث وتاريخ نضال البعث يجد أن حزب البعث العربي الاشتراكي هو الركيزة الأساسية لنضال الشعب في الوطن العربي وخاصة في العراق لأنه استطاع أن يستنهض الهمم ويقوم بالتغيير في الواقع السياسي وله الدور الرائد بالوقوف ضد كل المشاريع والمخططات التي تستهدف الأمة العربية.

حينما قامت جبهة الاتحاد الوطني والتي تضم الأحزاب القومية والوطنية وعلى رأسها حزب البعث بالتنسيق مع تنظيم الضباط الأحرار لتفجير ثورة 14 تموز 1958 والتي أنهت النظام الملكي، وبدأت مرحلة النظام الجمهوري وعلى أمل تحقيق أهداف الشعب العراقي بالحرية والتحرر، ولكن ما أن تمكن عبد الكريم قاسم باعتماده على المقربين والذين يوالون الحزب الشيوعي حتى انقلب على القوميين ومنهم حزب البعث وانقلب على الضباط الأحرار وصار يتخبط في سياساته التي جعلت الفوضى تعم والمجازر التي ارتكبت بحق القوميين والضباط الأحرار من قبل الشيوعيين من خلال مسيرة قطار السلام في مدينة الموصل، وتحت أنظار الزعيم عبد الكريم قاسم والذي أوغل بأحكام الاعدام والتنكيل بالضباط الاحرار وبالبعثيين وحدثت عدة محاولات انقلابية ضده من قبل الضباط لكنها فشلت وقد نفذ الحزب محاولة استهدافه وايضا لم تنجح ولم يتوقف الحزب عن نضاله حتى وضع الخطة للقيام بثورة ضد قاسم تكللت بالنجاح والقضاء على حكمه صبيحة يوم الثامن من شباط  1963 الموافق 14 رمضان والتي كان مقرر لها ان تقوم اول ايام عيد الفطر لكن استقراء قيادة البعث للأحداث، ومن أجل نجاح الثورة تم تقديم الموعد وتحققت الثورة وقد أطلق عليها عروس الثورات.

إن الفترة القصيرة التي حكم بها الحزب وهي التسعة أشهر من عمر الثورة حققت الكثير من الإنجازات وأهمها الانفتاح على العمق العربي بعد أن جعل قاسم العلاقات متشنجة مع العرب وكذلك اسقاط بعض فقرات قانون الاحوال الشخصية التي تتعارض مع الشريعة الاسلامية ولأن الثورة هي ثورة شباب البعث وطموحاتها وطنية وقومية فقد تم مواجهة طموحاتها عندما نصب عبد السلام عارف رئيسا لها، لكنه انقلب على الثورة بعد تسعة أشهر في ردة 18 تشرين الثاني 1963.

من يقرأ تاريخ الثورة وما حققته خلال عمرها القصير ينحني اجلالاً واكراماً للحزب العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي الذي وضع أهداف الأمة نصب عينيه، ومن هنا علينا أن نستلهم الحزم والقوة والتنظيم من ثورة  8 شباط ورديفتها ثورة 17 -30 تموز 1968 ونعمل على تعميق النضال وفق مبادئ البعث العظيم لتحقيق النصر والتحرير على حكومات الاحتلال والعملاء والعمل على تحرير العراق من براثن الفارسية الصفوية ومن كل أعداء العراق.

التحية لكل المناضلين البعثيين الصابرين الصامدين

والمجد والخلود للشهداء الأبرار

ثورة ٨ شباط في عيدها الثاني والستين:  ملحمة بعثية بطولية خالدة في تاريخ العراق والوطن العربي

ثورة ٨ شباط في عيدها الثاني والستين:

 ملحمة بعثية بطولية خالدة في تاريخ العراق والوطن العربي

فهد الهزاع

 

في صبيحة الرابع عشر من رمضان عام ١٩٦٣ انطلقت كوكبة من فرسان البعث العظيم ليخلصوا شعب العراق المناضل من نير الديكتاتورية الشعوبية التي أغرقت العراق بالدماء، وما مجازر الموصل وكركوك والدملماجة والمسيب وبغداد في سنة ١٩٥٩ إلا شواهد على جرائم حكم عبد الكريم قاسم وزبانيته.

لقد كانت ثورة الثامن من شباط المظفرة رداً عملياً على انحراف الزعيم الشعوبي  وأعوانه عن أهداف ثورة الرابع عشر من تموز عام ١٩٥٨ والغدر بالضباط الأحرار، كما كانت ثأراً للأمة العربية التي هزتها نكسة الانفصال بين سوريا ومصر سنة ١٩٦١ وإنقاذاً لعروبة العراق وخطوة قومية هامة في طريق الوحدة العربية الشاملة.

إن تلاحم صناديد البعث الأشاوس من مدنيين وعسكريين في عملية التغيير وإسقاط النظام كان مثالاً رائعاً للإنضباط الحزبي، كما مهدت تنظيمات الحزب المجاهدة ليوم الثورة عبر تصديها الشجاع للسلطة القمعية في إضراب البنزين الجماهيري في السابع والعشرين من آذار عام ١٩٦١ ومن ثم إضراب الطلبة البطولي في العشرين من كانون الأول عام ١٩٦٢ الذي استمر حتى يوم اندلاع الثورة وشل أركان الحكم القاسمي الفردي وبشر بقرب زوال الديكتاتورية الغاشمة المستبدة.

وما إن أذاعت إذاعة بغداد البيان الأول للثورة حتى هبت الجماهير لمؤازرة أبطال الجيش والحرس القومي في مواجهة المقاومة الشعوبية البائسة دفاعاً عن حكم الفرد المستبد في وجه الثورة الشعبية الظافرة.

لقد حققت ثورة الثامن من شباط المجيدة العديد من المنجزات خلال عمرها القصير كالتوقيع على ميثاق الوحدة الاتحادية بين العراق ومصر وسوريا في السابع عشر من نيسان، وميثاق الوحدة العسكرية بين العراق وسوريا في الثامن من تشرين الأول عام ١٩٦٣ ووضع حجر الأساس للعديد من المشاريع التنموية وإجراء إصلاحات جذرية في نظم الدولة وقوانينها.

وفي الثامن عشر من تشرين الثاني سنة ١٩٦٣ دبر عبد السلام عارف ردته الغادرة ضد ثورة ١٤ رمضان وهو الذي أحضرته قيادة الحزب من بيته يوم الثورة ونصبته رئيساً للجمهورية، فشن حملةً إرهابيةً شعواء ضد الحزب وثواره بلغت ذروتها في الرابع والخامس من أيلول سنة ١٩٦٤.

ولكن حزب البعث العربي الاشتراكي نهض كطائر العنقاء من تحت الركام وفجر ثورة السابع عشر – الثلاثين من تموز العظيمة عام ١٩٦٨، لتبدأ مسيرة التنمية الظافرة والمنجزات العملاقة التي شهدها العراق قبل الاحتلال الأمريكي سنة ٢٠٠٣.

وستبقى عروس الثورات الخالدة صفحة ناصعة من صفحات البعث المشرفة رغم محاولات التشويه الشعوبية البائسة، ومصدر إلهام لشعب العراق الثائر في مواجهة سلطة العملاء في المنطقة الخضراء وأسيادها في إيران.

 

تحية فخر ووفاء لأرواح القادة الأبطال: أحمد حسن البكر وصالح مهدي عماش وصدام حسين وعزة إبراهيم وطه ياسين رمضان  وطارق عزيز ورفاقهم الأبرار.

تحية عز وولاء للقيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي وعلى رأسها الرفيق القائد المجاهد علي الريح السنهوري الأمين العام المساعد، ولقيادة قطر العراق للحزب وعلى رأسها الرفيق القائد المجاهد أبو خليل أمين سر قبادة قطر العراق.

المجد والخلود لشهداء ثورة الرابع عشر من رمضان المباركة.

ثورة 14 رمضان  وتصحيح انحرافات ثورة 14 تموز”

ثورة 14 رمضان  وتصحيح انحرافات ثورة 14 تموز”

مهند أبو فلاح

قامت ثورة 14 رمضان في الثامن من شهر شباط / فبراير من العام 1963 للميلاد كما هو معلوم لتصحيح الانحرافات التي أصابت ثورة 14 تموز / يوليو من العام 1958 .

لم يكن اختيار الرابع عشر من شهر رمضان الفضيل المبارك موعدا لإطلاق الثورة المجيدة عبثيا بل كان تعبيرا صادقا واستحضارا  للروح الإيمانية لطلائع الرسالة المحمدية من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين الذين قدموا التضحيات الجسام لنشر رسالة الاسلام الخالدة ليس في ربوع شبه الجزيرة العربية فحسب بل في سائر أرجاء المعمورة .

إن الانحرافات التي تعرضت لها ثورة الرابع عشر من تموز من العام  1958 على يد القوى الشعبوية المعادية للوحدة العربية والتي أرادت سلخ العراق عن أمته ظهرت واضحة جلية في كل من الموصل و كركوك على يد تلك العصابات الإجرامية التي وجدت غطاءً مناسبا لها تحت مظلة ما عرفت بفرق أنصار السلام الشيوعية وخاصة خلال القمع الرهيب الذي مورس بحق حركة العقيد عبد الوهاب الشواف في الموصل الحدباء ناهيك عن المحاكمات الهزلية لمحكمة فاضل عباس المهداوي التي أخذت طابعا ساخرا مثيرا للاشمئزاز .

لقد كانت علاقة الزعيم عبد الكريم قاسم مع الحزب الشيوعي العراقي إحدى أهم النقاط الجدلية التي عجلت بنهاية نظام قاسم الشعب حيث كان هؤلاء يؤزونه كالشياطين ويشكلون رافعة شعبية له في بغداد الرشيد والمدن الأخرى.

إن الانحرافات الخطيرة التي أصابت ثورة 14 تموز من العام 1958 ما كان لها أن تتم لولا التحالف غير المقدس بين ديكتاتورية عبد الكريم قاسم ذو الطبيعة النرجسية والحزب الشيوعي الذي قدم غطاءً تنظيميا تقدميا مزعوما  لكل العناصر الشعوبية المناوئة للقومية العربية و رسالتها الخالدة المتجددة وعلى ضوء ذلك كان من البديهي أن يضطلع البعث بدوره التاريخي في تصحيح مسيرة ثورة 14 تموز وردها إلى جادة  الصواب عبر عروس الثورات ثورة 14 رمضان المجيدة التي أعادت إلى أذهان الجماهير العربية الروح الوثابة للرعيل الأول من صحابة الرسول العربي الكريم سيدنا محمد بن عبد الله عليه افضل الصلاة واتم التسليم في غزوة بدر الكبرى وغيرها من المعارك البطولية التي أسهمت في رفع راية الحق إلى يوم الدين .