شبكة ذي قار
بيان قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي في يوم الأيام 8-8-1988

 

قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ

                              (الآية 14 سورة التوبة)

 

يا أبناء شعبنا العراقي العظيم

يا ابناء امتنا العربية المجيدة

يا ابناء قواتنا المسلحة الشجعان

      

تهل علينا في هذه الأيام المباركة من شهر محرم الحرام، شهر استشهاد سيدنا أبا عبد الله شهيد المبادئ والعزة والكرامة، ذكرى عزيزة على قلب كل عراقي غيور أنها ذكرى يوم الأيام، يوم انتصاركم على الفرس المجوس حيث سطرتم اول ملحمة أسطورية ستظل خالدة في التاريخ وتشكل موقف فخر وعز في تاريخ الأمة العربية المجيدة، إذ لقنتم العدو الصفوي أول هزيمة في تاريخه الحديث بعد أن تجرع زعيمهم الدجال الأكبر مرارة السم الزعاف.. أنه اليوم الذي توج به التلاحم الرائع بين شعبنا وجيشنا وقيادتنا الشجاعة الحكيمة يحدو بهم شهيد الأضحى القائد المقدام صدام حسين رحمه الله تعالى.

       لقد كان هذا اليوم المبارك 8-8-1988 تتويجا للوقفة الرجولية الشجاعة لشعبنا العظيم وجيشه الباسل بكل فسيفساءه الجميل رجالا ونساء شيبا وشبابا للدفاع عن أرضه، أرض الانبياء الطاهرة ومنطلق رسالة الإسلام الحقه، لقد حقق صناديد قواتنا المسلحة هذا النصر العظيم بعد حرب ضروس ومطاولة لم يشهد التاريخ لها نظيرا.. وكل ذلك تأتى من خلال  استلهامهم لدورهم التاريخي المشرق وإيمانهم المطلق بدينهم الحق وتراثهم المجيد فراحوا يتبارون متدافعين بالمناكب دفاعا عن الأرض والعرض، فكانوا بحق حراسا للبوابة الشرقية لأمتهم العربية ضد الريح الصفراء التي حاول دعاة الفكر المجوسي المتخلف تصديرها الى العراق في محاولة لاستعادة إمبراطورتيهم البائدة التي كان لأبناء العراق الدور البارز في سحقها وتدميرها عندما كانوا في طليعة رجال الفتح الاسلامي في فتح بلاد فارس.

يا أحرار العالم

يا جماهير أمتنا العربية المجيدة

    لقد كانت الحرب التي شنتها حكومة الملالي الفارسية في أيران ضد العراق وبالرغم من كل محاولات القوى الصفوية والصهيونية  وعملائهما في المنطقة ألباسها قناعا دينيا .. إلا أن الواقع أثبت صحة توقعات القيادة العراقية الحكيمة أنذاك بان الحرب ليست سوى مقدمة أو تهيئة لما جرى بعد ذلك ويجري حاليا من تآمر وحروب ضد تجربة حزبكم في العراق وإيذانا بانطلاق سلسلة التآمر الذي أستهدف ولا يزال المصير القومي العربي برمته لا بل الأمة العربية بأكملها كيانا ووجودا، وما الدمار والخراب الذي حل في العديد من أقطار أمتنا العربية سوى دليل على ذلك.

إن الصفوية التوسعية والتي نادت، ومنذ اليوم الأول لوصول حاخامها الأكبر الى طهران برعاية صهيونية إمبريالية، بشعارها السقيم (تصدير الثورة)، الذي كان تعبيرا صادقا منها على أنها ليست سوى الوجه الآخر للصهيونية مهما تبرقعت بألبسة وأقنعة مزيفة، وقد نبّه حزبكم المناضل حزب البعث العربي الاشتراكي على ذلك مؤكدا على أن هذه الحرب لا تستهدف العراق فحسب بل الأمة العربية كلها.. ولكن وللأسف كان الحكام العرب في غيهم سائرون .

       لقد راهن الفرس المجوس ومن ورائهم الصهيونية بكل دوائرها وتحالفاتها على كسر شوكة العراق ووقف عجلة تقدمه متمنين أنفسهم الخائبة المريضة بتحقيق النصر في معقل العروبة ومركز اشعاعها وتدمير المشروع العربي النهضوي الكبير في العراق انطلاقا من أوهام  تفوق إيران على العراق بجيشها الذي كان يعد رابع اقوى الجيوش في العالم وترسانة أسلحته الأميركية الصهيونية المتطورة، وكان رهانهم أيضا على ما تتمتع به أيران من سعة في الأرض تمكنها من المناورة والتفوق العسكري، وكان للكثافة البشرية التي يمتلكون حصة في أوهامهم الخائبة, و قمة أمالهم في النصر على العراق كانت تتأتى من سعيهم لإشعال وإثارة النعرات الطائفية بين أبناء الشعب الواحد .. ألا خاب ما يعتقدون.

       لقد تمكنت قيادتكم الحكيمة قيادة حزبكم المناضل حزب البعث العربي الاشتراكي من رد كيدهم الى نحورهم وأفشلت كل ما يخططون، وتمكنت من أدارة دفة قدرات شعبنا العظيم وجيشه الباسل وتوجيهها بالاتجاه الصحيح حتى تحقق النصر العظيم لشعبنا وأمتنا يوم الثامن من أب 1988 وتجرع حاخامهم وقائد أوهامهم كأس السم الزعاف رغم أنفه.

يا أبناء شعبنا العراقي العظيم

يا أبناء قواتنا المسلحة البواسل

يا ثوار تشرين الأبطال

   ونحن نستذكر اليوم هذه الذكرى الخالدة العطرة يوم الأيام يوم النصر العظيم الذي وضعت به الحرب أوزارها مكللا بالنصر العراقي المؤزر على عدو لئيم  بعد موافقته مرغما على قرار مجلس الامن الدولي المرقم (598) .. وإذ نستذكر كل هذا فإننا نبشر شعبنا الصامد الأبي الصابر بأن يوم الأيام الجديد قد اقترب للخلاص من النفوذ الإيراني وميليشياته المجرمة التي عاثت في الأرض فسادا وقتلا وأجراما وحكومته العميلة الذليلة الخانعة والتي نصبها لتتحكم برقاب شعبنا الأبي ولتفرط بالأرض والعرض مقابل ثمن بخس.

عليكم يا ثوار تشرين الأبطال أن تستلهموا العبر ودروس النصر وروح المطاولة من روح يوم الأيام الأغر.

       عاش العراق العظيم وجيشه جيش القادسية المجيدة وأم المعارك الخالدة ومقاومي المحتل بكل عناوينهم.

عاشت الأمة العربية المجيدة وعاشت فلسطين حرة أبيه.

       الرحمة والفردوس الأعلى لشهداء جيشنا الباسل وقواتنا الأمنية البطلة بكل مسمياتها والجيش الشعبي البطل يتقدمهم شهيد الأضحى صدام حسين ورفيق دربه القائد عزة إبراهيم.

تحية الى أبناء شعبنا العراقي من شماله الى جنوبه.

تحية وتقدير للأسرى والمعتقلين الذين يعانون جور قضبان الظلم والاحتلال.

تحية لثوار تشرين الأبطال ووقفتهم المشرفة.

 

 

قيادة قطر العراق

لحزب البعث العربي الاشتراكي

بغداد 8 اب 2023

 

 

بيان قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي- جريمة العصر بيع ميناء أم قصر    

بيان قيادة قطر العراق

لحزب البعث العربي الاشتراكي

جريمة العصر بيع ميناء أم قصر  

 

أيها العراقيون الأماجد

يا حرائر العراق ورجاله البواسل

 

      يعاني العراق وطناً والعراقيون شعباً ومنذ أن دنست قدم المحتل ومن أتى خلفه من ذيول وعملاء أرضه الطاهرة المقدسة، لقد عانى ما عانى من ويلات وكوارث لها أول ولا نهاية لها إلا بزوال المحتل بكل أشكاله ومن تبعه من عملاء صغار. فمن القتل والتشريد وسجون الظالمين وانتهاك الحرمات والمقدسات الى شظف العيش الذي تعاني منه كل أسرة عراقية في كل بقعة من بقاع عراقكم الجريح.

      كل هذا ولم يشف غليل صدور هذه الأمعات التي تسلطت عليكم … لم يكفهم ما سرقوه من خيرات وثروات أنعم بها الله سبحانه وتعالى على هذا البلد المعطاء .. لم يكفهم ما بددوه من ثروة النفط  التي  أمعنوا فيها سرقة ونهباً … لم تكفهم سرقاتهم للأموال المخصصة للكهرباء لا بل يتلذذون بمعاناة العراقيين وهم يتضورون من حرارة الصيف اللاهب وانعدام الكهرباء .. لم يكفهم سكوتهم المطبق وهم يرون كيف يعبر المواطن دجلة الخير مشيا على الأقدام.

 

أيها العراقيون الشجعان

  لقد تطاول هؤلاء الأقزام بالأمس وفرطوا بخور عبدالله التميمي البصري وما جاوره من أراض عراقية بثمن بخس أرضاء لشهوات أنفسهم الرخيصة المريضة والمغرمة بحب السحت الحرام ، واليوم تعود ذات الأيدي العميلة القذرة والنفوس الشريرة وبدفع من أطماع حكام الكويت وأوهامهم  لبيع أراض عراقية جديدة في مدينة أم قصر وترحيل مواطنين عراقيين من منازلهم مقابل أموال تسلمها أو سيستلمها مسؤولي ملف المفاوضات مع الجانب الكويتي.

 

أيها العراقيون الشجعان

يا أحفاد سيد الشهداء أبا عبد الله

يا أحفاد ثورة العشرين والقادسية المجيدة

 يا ثوار تشرين الأبطال

إن من يفرط بذرة تراب واحدة من أرض وطنه أرض أبائه وأجداده إنما يفرط بشرفه ووطنه وبكل ما يملك من غيرة وحمية. أنكم مدعوون اليوم للوقوف وقفة رجل واحد بوجه العملاء الذين سولت لهم أنفسهم بيعكم وبيع أرضكم التي روتها دماء شهدائكم الطاهرة من أجل تحريرها من دنس كل غاصب محتل وعلى امتداد تاريخكم المشرف.

  إن حزبكم المناضل حزب البعث العربي الاشتراكي يستصرخ فيكم ضمائركم لمنع هؤلاء الشواذ من بيع اراضيكم والتفريط بها  وفي هذه الأيام المباركة من شهر محرم الحرام والذكرى العطرة لثورة سيد الشهداء أبا عبد الله الحسين الذي ضحى بالنفس والنفيس من أجل العزة والكرامة.

  عاش العراق العظيم حراً أبياً

 

 

قيادة قطر العراق

لحزب البعث العربي الاشتراكي

بغداد 1 آب 2023

بيان طليعة لبنان في الذكرى السنوية الثالثة لجريمة تفجير مرفأ بيروت

طليعة لبنان :

في الذكرى السنوية الثالثة لجريمة الرابع من آب :

ابقاء قضية تفجير المرفأ قضية رأي عام ، يجعل الشعب بكاملة سلطة ملاحقة واتهام

على المخيمات أن لا تكون منصات لتوجيه الرسائل ضد منظمة التحرير.

أكدت القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي ، ان جريمة تفجير المرفأ هي جريمة موصوفة بكل ابعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والانسانية ، وان تعطيل التحقيق المقصود هدفه تجهيل الفاعل في التخزين والاستخدام والتفجير. كما اكدت على ان لاتكون المخيمات منصات لتوجيه الرسائل ضد م . ت. ف. جاء ذلك في بيان للقيادة القطرية في الذكرى السنوية الثالثة  لوقوع جريمة العصر في الرابع من آب  ٢٠٢٠ .

بعد ثلاث سنوات على جريمة تفجير مرفأ بيروت ، مايزال التحقيق في هذه الجريمة الوطنية بكل ابعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والانسانية يراوح مكانه ، لا بل انه مُعَطّل  بفعل مراجعات الرد القضائي وعدم  البت بها ، بحيث لم تؤد التحركات الشعبية ومثلها تحركات اهالي الضحايا والذين نكبوا باموالهم وممتلكاتهم من اعادة ملف التحقيق  الى مساره الطبيعي والوصول به الى مآلاته النهائية لتحديد الاركان القانونية والمادية لهذه الجريمة التي صنفت كجريمة ضد الانسانية. 

ان القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي وفي مناسبة حلول الذكرى السنوية الثالثة لتفجير المرفق الاقتصادي الاهم في البنيان الوطني وما تولد عنه من نتائج كارثية على الصعد الانسانية والاقتصادية والاجتماعية انما تؤكد على مايلي :

 اولاً :  ان جريمة بحجم تلك التي دمرت بيروت ، واوقعت مئات الضحايا والاف الجرحى وشردت عشرات الالوف من ابناء العاصمة  كان يجب ان تشكل عامل اجماع وطني لكشف الحقيقة في اسبابها ومسببيها ، لا ان تكون عامل انقسام ادى الى  تعطيل التحقيق واضافة عنصر تعقيد جديد الى معطى الوضع اللبناني الذي يواجه انسداداً سياسياً حاداً بسبب تمادي الشغور في مرافق الدولة الدستورية والادارية والامنية والنقدية. وعلية فإن تعطيل التحقيق ليس محل ادانة وطنية وشعبية  وحسب ، بل هو جرم قائم بذاته يقتضي الامر معه محاسبة ومساءلة كل من اعاق ويعيق التحقيق وصولاً الى الحقيقة في الكشف عن ملابسات هذه الجريمة الكبرى.

ثانياً :  ان المحاولات المحمومة لوضع العصي في دواليب عجلة التحقيق من قبل الذين لايريدون للعدالة ان تأخذ مجراها الطبيعي في الوصول الى الحقيقة ، لايبدو ان اطرافها داخليون وحسب ،بل ان  التواطؤ الخارجي لتمييع التحقيق بات واضحاً من خلال عدم التعاون مع الاجهزة القضائية والامنية اللبنانية لناحية  تزويدها بصور الاقمار الاصطناعية التي وثقت تنفيذ التفجير بكل تفاصيله   ، وهذا مايطرح بقوة فرضية قيام العدو  الصهيوني بعملية التفجير ، علماً انه في جرائم اخرى اقل شأناً وطالت شخصيات سياسية وامنية واعلامية كانت تطرح فرضية قيام  العدو بتنفيذ هذه الجرائم بحجة ارباك الساحة الداخلية وزيادة عوامل تعقيداتها. وهنا نسأل لماذا غيبت فرضية اتهام العدو بالتفجير ولو من باب الاتهام السياسي ، خاصة وانه المستفيد الاول من اخراج مرفأ بيروت عن نطاق خدمته الطبيعية لمصلحة مرفأ حيفاً ، كما استفادته في مفاقمة الاوضاع  المالية والنقدية وفقدان لبنان لوظيفته كاحد اهم الاسواق المالية في المنطقة والذي يقدم نفسه بديلاً بعدما قطع التطبيع مع العديد الانظمة العربية اشواطاً متقدمة وخاصة في مجالات الاستثمار التجاري والمالي.!؟  

ثالثاً :  ان جريمة بحجم جريمة مرفأ بيروت ، ومهما بلغت شدة المحاولات لتعطيل التحقيق فيها ، يجب ان تبقى قضية حية ، وبقاؤها كذلك ، هو ان تبقى قضية رأي عام دائمة الحضور على مستوى اصحاب الحق الشخصي من الذين طالهم الضرر بأشخاص الضحايا سواء كان مادياً او معنوياً اوبممتلكاتهم ، كما باصحاب الحق العام  الذين ُيمَثَلون  في هذه القضية بالشعب اللبناني بكل شرائحه نظراً للضرر الذي اصابه من هذه الجريمة ذات البعد الوطني الشامل.  ولهذا فان الجريمة التي  صنفت كجريمة ضد الانسانية لاتسقط بالتقادم وان ابقاءها قضية  حية  مرهون بابقائها قضية  رأي عام ، يجعل من الشعب  كهيئة اعتبارية هو سلطة الادعاء والملاحقة والاتهام  حتى الوصول الى الحقيقة ومهما طال الزمن.  وعليه فإن القوى الوطنية التي تطرح مشروعها للتغيير الوطني الديموقراطي وتعمل لتأمين رافعة سياسية وشعبية لهذا المشروع ، ان تعتبر الوصول الى الحقيقة في كشف كل ملابسات الجريمة ، سواء من خزّن او استعمل او فجّر ماتبقى من مادة الامونيوم ، هو من ركائز المشروع السياسي الوطني للتغيير ، باعتبار ان ماحصل في الرابع من آب لثلاث سنوات خلت لا يندرج ضمن مايسمى بالاهمال الوظيفي بل هو جرم موصوف  تتحمل مسؤوليته المنظومة السلطوية  التي اغرقت البلد في الفساد وادخلته الى بنية الدولة العميقة واضعفت مناعته الوطنية التي تمرر في ظلها كل الصفقات المشبوهة ، من صفقة ترسيم الحدود البحرية الى الاتصالات الجارية في الكواليس لترسيم الحدود البرية على وقع الصخب السياسي والاعلامي حول ملفات ُاغرِقَتْ  فيها ساحة لبنان ،  وشدت اهتمام اللبنانيين الى همومهم المعيشية ولاعادة  بناء الدولة التي تحللت مؤسساتها وتهاوت بعدما قوض نظام المحاصصة اركانها وجعل ملء الشغور في مواقعها المفصلية خاضعاً لصفقات المقايضة بين القوى الدولية والاقليمية التي تتخذ من لبنان ساحة لادارة مشاريعها وتنفيذ اجندة اهدافها.

 رابعاً :  ان القيادة القطرية للحزب التي تؤكد على ان استئناف التحقيق في هذه الجريمة  من الدرجة التي وصل اليها وصولاً الى الحقيقة ،  ترى ان الاسراع في ملء الشغور في بنية مؤسسات الدولة ، انما يساعد في اعادة الاعتبار للدولة التي هي الجهة المعنية بالدرجة الاولى بتوفير الحماية الوطنية للشعب  من مخاطر الفساد والمحاصصة على الامن المجتمعي ومنها احقاق العدالة ، كما في توفير الحماية من كل اشكال التفلت الامني الذي ترتفع وتيرته كلما وهنت ارادة الدولة في مواجهات الاختلالات الامنية التي تحصل في العديد من المناطق كما تلك التي تشهدها المخيمات والتي يسعى  البعض لجعلها منصات  لتوجية الرسائل  ولو على حساب امن المخيمات بشكل خاص وامن الوجود الفلسطيني بشكل عام.  والقيادة القطرية اذ تدين بشدة ما جرى في مخيم عين الحلوة من عمليات اغتيال لمناضلين فلسطينين كانوا يؤدون وظيفتهم في ضبط الامن  داخل المخيم ، تتقدم من الاخوة في حركة فتح على مستوى لجنتها المركزية وقيادة الساحة باحر التعازي باستشهاد الاخ ابو اشرف العرموشي ورفاقه الذين سقطوا في كمين منصوب لهم ، كما كل الذين سقطوا نتيجة هذا التفلت الامني من ابناء المخيم ،وثقتنا كبيرة بان الاخوة في حركة فتح وكل فصائل الثورة الفلسطينية من هو منضوٍ في مؤسسات منظمة التحرير او من هو خارج اطار مؤسساتها وتحكمه مصلحة فلسطين وقضيتها كقضية تحرير وطني بانهم سيعملون لتجاوز ندوب هذا الازمة بالتأكيد على وحدة الموقف الوطني الفلسطيني  في التصدي للاختراقات الامنية التي تحركها  ايادٍ واجهزة مشبوه لارباك المخيمات بكل التداعيات السلبية على الامن المعيشي والحياتي على واقعها  ،خاصة وان  جماهير فلسطين في الداخل وفي عالم الشتات يكفيها ما  تتعرض له من ضغوطات  واشكال   متعددة  من الحصار المفروض عليها لغرض فرض  تنازلات خدمة لاهداف العدو ومصالح قوى التطبيع وقوى الاستثمار السياسي بالقضية الفلسطينية. 

 الرحمة لضحايا جريمة الرابع من اب  ، والرحمة لشهداء التفلت الامني في المخيمات وخارجها والشفاء للجرحى والخزي والعار لكل الذين يستبيحون الدم العربي في كل  ساحة وميدان.

القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي

بيروت في ٢٠٢٣/٨/٢

 

بيان القيادة القومية في الذكرى 55 لثورة 17-30 من تموز المجيدة

بيان القيادة القومية في الذكرى 55 لثورة 17-30 من تموز المجيدة

 

القيادة القومية:

 

ثورة ١٧-٣٠ تموز ستبقى علامة مضيئة في التاريخ العربي المعاصر

أكدت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، أن ثورة ١٧- ٣٠ ستبقى علامة مضيئة في التاريخ العربي المعاصر، وأن إنجازاتها العظيمة إنما تعرضت للانقضاض عليها كونها شكلت ركائز قوية لمشروع الاستنهاض الشامل ببعديه الوطني والقومي. 

جاء ذلك في بيان للقيادة القومية للحزب في الذكرى الخامسة والخمسين لقيام الثورة، فيما يلي نصه:

تحل الذكرى الخامسة والخمسون لقيام ثورة ١٧-٣٠ تموز المجيدة ، والعراق ومعه أمته العربية ما يزالان يرزحان تحت  تأثير تداعيات  الزلزال الكبير الذي ضرب البنيان القومي انطلاقاً من فالق العراق والذي لم يكن مستهدفاً لذاته وحسب من العدوان المتعدد الأطراف والجنسية الذي تعرض له وادى الى غزوه واحتلاله منذ عشرين عاماً ، وإنما الأمة أيضاً  من خلال ما يمثله العراق من ثقل استراتيجي قومي، وما استطاع تحقيقه في وقت قياسي من استنهاض شامل في بنية المجتمع العراقي والارتقاء به إلى مستوى التقدم  النوعي في كل مجالات الحياة  ،والتي بها انتقل العراق من دولة ضعيفة منهوبة الثروات والامكانات إلى دولة مهيوبة الجانب تمسك بناصية قرارها السياسي على مستوى تحديد خياراتها في عملية البناء الداخلي وتأميم ثرواته وعلى مستوى العلاقات مع الخارج. 

إن القفزة النوعية التي تحققت في العراق قبل غزوه واحتلاله وتدميره، ما كانت لتحصل لولا الحدث العظيم الذي خطط له ونفذه مناضلون عشية السابع عشر من تموز لخمسة وخمسين سنة خلت. فذاك الحدث شكل محطة فاصلة بين مرحلتين، مرحلة ما قبل قيام الثورة وما بعدها، ومرحلة ما بعد انطلاقة الثورة التي انطوت على انجازات عظيمة هي التي استفزت القوى المعادية للعراق والأمة ودفعها لاستنفار كل امكاناتها للنيل من هذه الثورة واسقاطها لأجل إعادة العراق إلى دائرة الاحتواء السياسي واستمرار النهب والسطو على ثرواته ومقدراته وخاصة النفطية منها وتدميره واعادته الى ما قبل المجتمع الصناعي كما صرح بذلك وزير خارجية اميركا جيمس بيكر. وان تستطيع هذه الثورة الصمود في مواجهة تحالف الاعداء المتعدد المشارب والمواقع وتخترق جدار الحصار الذي كان يطوقها من اكثر من جبهة ،  فلانه  توفرت لهذه الثورة  قيادة  مجربة في ميادين النضال ، لم تطل على الحياة السياسية من الابراج العاجية ، بل  من خلال التصاقها بقضايا الشعب  ومصداقيتها في التعبير  بأمانة عما تتوق اليه الجماهير من تغيير وتقدم ، كما  تصديها لعملية الانحراف عن الاهداف  القومية  الذي  تعرضت له ثورة ١٤ تموز /٥٨ ،ومواجهة نهج الردة الذي حال دون ثورة ١٤ رمضان ٦٣ من اكمال مسارها في البناء الثوري الداخلي وتفعيل صيغ العمل الوحدوي على المستوى القومي.

ان ثورة ١٧-٣٠ تموز ، التي لم تتأخر كثيراً في ترجمة استراتيجية التغيير في مفردات عملية ، واهمها اصدار بيان ١١ اذار للحكم الذاتي لشمالي العراق ، وقرار التأميم التاريخي في الاول من حزيران ١٩٧٢ ،حققت في وقت قياسي حضوراً ملفتاً للنظر في مشروع النهوض الوطني الشامل ، من خلال النهضة العمرانية وشبكة البنى التحتية التي غطت مساحة القطر من جنوبه الى شماله ومن شرقه الى غربه ،  وتطوير التربية والتعليم والتشديد على حماية المستوى الاكاديمي ، واصدار قانون استيعاب الكفاءات العلمية العربية ، وإيلاء اهمية لبناء الجيش الوطني الذي تحول الى مؤسسة مهيوبة الجانب في حماية الامن الوطني العراقي كما في حماية الامن القومي العربي ، ويكفي الدور الذي اضطلع به في حرب تشرين والقادسية الثانية وام المعارك والحواسم ، ليبين ان هذا الجيش الذي يرتبط تاريخ تأسيسه بتأسيس الدولة العراقية هو الركيزة الاهم في بنية الدولة ، ولهذا كان اول قرار اتخذه المحتل الاميركي  هو حل هذا  الجيش  واعقبه بقرار اجتثاث حزب البعث ، وذلك لتقويض ركائز الدولة الوطنية من ناحية ودفع المجتمع العراقي  نحو التفلت  والتفكك الاجتماعيين تمهيداً  لبروز الفطريات الطائفية والمذهبية التي تتغذى من مرضعها الايراني وحتى  يتحول العراق الى ساحة مستباحة لكل العابثين بالأمن الوطني والمجتمعي بعدما تعميم  ثقافة الفساد السياسي والاقتصادي والذي اصبح  نهجاً ثابتاً لأطراف ما يسمى العملية السياسية التي افرزها الاحتلال .

في الذكرى الخامسة والخمسين لثورة ١٧ – ٣٠ تموز  ، وفي مجال استحضار مشهدية المقاربة لحال العراق والامة قبل الاحتلال وبعده ، يتبين الفارق النوعي بين ما كان عليه العراق في ظل حكمه الوطني ، حكم حزب البعث العربي الاشتراكي من خلال ما كان يوفره من  شبكة امان وطني واجتماعي  كانت تظلل حياة العراقيين على مختلف طيفهم الاجتماعي والقومي  ،  وبين ما هو عليه الحال الان ، من تردٍ في اوضاعه الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية وتهديدٍ متمادٍ  للأمن الوطني بفعل التغول الايراني في كل مفاصل الادارة والحياة والعامة ومن خلال شبكة العلاقات التي نسجها المحتل الاميركي مع عملائه الظاهرين والمخفيين  لحماية مصالحه بالتماهي مع الدور الايراني .

لقد ادى الاحتلال الاميركي للعراق وما ترتب على ذلك من اسقاط لدولته ونظامه الوطني الى جعله في حال انكشاف تام، تعبث به كل القوى التي تمعن تخريباً في بنيته المجتمعية وتحدث تغييراً في تركيبه الديموغرافي بهدف اضعاف عناصر مناعته الوطنية وهي التي كانت تشكل ارضية صلبة اتكأ   عليها العراق يوم كان يخوض معارك المواجهة مع الكارتيلات النفطية ومع قوى الشعوبية الجديدة التي تضمر عداء للعروبة استناداً الى حقد تاريخي دفين تفجر مع وصول الملالي الى سدة الحكم في إيران بعد حصول التغيير فيها نهاية السبعينيات.

وكما ادى احتلال العراق بعد الغزو الى انكشاف وطني ومجتمعي، فإن هذا الانكشاف طال بمفاعيله المدى القومي برمته، وهو ما ادى الى اضعاف عوامل المناعة القومية في مواجهة القوى التي تناصب الامة العداء. حيث الهزات الارتدادية للزلزال الذي ضرب العراق، لم تكن تأثيراتها السلبية على الامة من محيطها الى خليجها، اقل من تلك التي اصابت العراق. وهذا الذي تعرضت له الامة بعد احتلال العراق وتدميره اثبت ان العراق لم يكن مستهدفاً لذاته وحسب، وانما من خلاله الامة لضرب مراكز القوة فيها، وخلق الوقائع التي تمكن من اعادة انتاج نظم سياسية ترتبط بمركز التحكم الدولي والاقليمي واستطراداً تمهيد الارضية لانبثاق نظام اقليمي تتشارك فيه “اسرائيل” وإيران وتركيا وعلى حساب الدور والحضور العربيين. وان ما شهدته ساحات اليمن وليبيا وسوريا وما يجري في السودان حالياً لا يخرج عن سياقات اكمال ما بدأ اعداء الامة تنفيذه في العراق وقبله في فلسطين. 

من هنا، فإن العراق وقبله فلسطين وهما شكلا مركزين محوريين في بناء استراتيجية الانقضاض المعادي على الامة، كانا وسيبقيان الموقعين اللذين تنطلق منهما الخطوات العملية لإسقاط مشروع السيطرة والهيمنة على الوطن العربي.   ففلسطين ليست قطراً عربياً على خارطة الوطن الكبير وحسب بل هي قلبه، والعراق ليس قطراً على اطرافه وحسب، بل هو بوابته الشرقية، وان تكون شخصية الامة التاريخية قد تبلورت في ضوء ما تمخض من نتائج في معارك اليرموك والقادسية، فان التاريخ سيعيد انتاج نفسه طالما الجغرافيا لم تتغير. وعندما يسجل التاريخ ان العراق وفلسطين كانا دائماً على تلازم مصيري من خلال المحطات التي عبرها مسار المواجهة العربية مع اعداء الامة، من الفتح العربي الى حطين وبعدها جنين وكل فلسطين، فان الحاضر بكل معطياته يعيد تأكيد هذه الحقيقة، حيث ان العداء ما اشتد ضد العراق إلا بسبب موقفه من قضية فلسطين ورفضه المساومة عليها وهو الذي أدخل جماهير فلسطين في سلة الغذاء العراقية رغم الحصار المفروض عليه ودعوته الدائمة إلى توفير الحضن القومي الدافئ لفلسطين وثورتها.

إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، وفي مناسبة الذكرى الخامسة والخمسين لثورة ١٧-٣٠ تموز وهي توجه التحية الى كوكبة المناضلين الذي فجروا هذه الثورة التي تعملقت من خلال انجازاتها وما احدثته من تحولات نوعية في حياة شعب العراق والدور الذي اضطلعت به على المستوى القومي ، هي شديدة الثقة بان العراق وفلسطين اللذين كانتا ساحتيهما ميداناً  لإنجازات عظيمة عبر المراحل التاريخية التي عبرتها الامة العربية ، ستنطلق منهما مسيرة نهوض عربية جديدة بالاستناد الى المخزون النضالي المختزن في هاتين الساحتين واللتين كما اطلا على الامة من خلال العلامات المضيئة في تاريخهما ، هما اليوم في قلب الحدث وهما يواجهان الاحتلال الصهيوني على ارض فلسطين والاحتلال الاميركي – الايراني على ارض العراق. وما الانتفاضة الشعبية المتواصلة فصولاً واخرها ما سطره المقاومون في جنين من ملاحم بطولية والمواجهة مع قوات الاحتلال بكل تشكيلاتها والمستوطنين  الا امثلة حسية مُعاشة عن تصاعد الانتفاضة الشعبية  رغم الظروف الصعبة التي تحيط بواقع المقاومة الفلسطينية  وهي التي باتت تشكل عامل  استعصاء على تمرير مشاريع الاستسلام والتطبيع مع محاكاتها للانتفاضة  الشعبية التي يختلج بها العراق اليوم وهي تستحضر  كل ما يختزنه شعب العراق من ارث وطني ،وما راكمته ثورة تموز لدى جماهير العراق من خبرة نضالية مكنها من الامساك  بناصية قرار ثورة الشباب  الذين  بحراكهم جعلوا  الارض تميد تحت اقدام العملاء من اطراف ما يسمى  العملية السياسية  كما مادت تحت اقدام المحتل الاميركي بفعل المقاومة الوطنية العراقية التي أطلقها شهيد الأكبر الأمين العام للحزب القائد صدام حسين. وهذا ما يقدم ادلة حسية عن أن عمق الهوية الوطنية لجماهير العراق وتجذر انتمائها الى عروبتها في مواجهة مشاريع التفريس والامركة وتطييف الحياة السياسية والمجتمعية   هو الذي يدفع باتجاه تضييق الخناق على التغول الايراني وكل العملاء المرتبطين به. وعندما تهتف جماهير العراق، “إيران برا برا وبغداد تبقى حرة “، فهذا هو الاستفتاء الحقيقي الذي تعبر من خلاله الجماهير عن ارادتها، وحيث لا تتوفر مناسبة الا ويعود هذا الشعار ليصبح لازمة يومية يعبر من خلاله شعب العراق عن مكنوناته ضد إيران وكل من يرتبط بها وينفذ املاءاتها. 

فتحية لثورة ١٧- ٣٠ تموز في الذكرى الخامسة والخمسين لانطلاقتها وهي التي شكلت علامة مضيئة في التاريخ العربي المعاصر، وتحية لكل رموزها الابطال الذين فجروها ومعها ساروا درب النضال حتى الاستشهاد وما بدلوا تبديلاً. وتحية لشهدائها الذين سقطوا في التصدي لمطامع التوسع الايراني وللعدوان المتعدد الجنسية الذي قادته اميركا، وتحية الى شهداء انتفاضة تشرين، والحرية للأسرى والمعتقلين والمختفين قسراً.

تحية لشهداء البعث في العراق وكل ساحات الوطن العربي، وتحية لشهداء الامة العربية في فلسطين وعلى كل ارض عربية سقطوا فيها وهم يتصدون للاحتلال وانظمة القمع والاستبداد والردة.

عاش العراق، عاشت فلسطين، عاشت ثورة الأحواز العربية ضد الاحتلال الفارسي، عاشت الأمة العربية.

القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

في ٢٠٢٣/٧/١٥

         

صَــدَّام حُسَـين عِرَاقيُّ المَولِد والنَشأةِ والشَّخصِيَّة عُروبِـيُّ الـدَّمِ والنَسَـبِ والهُـوِيَّــــة
صَــدَّام حُسَـين عِرَاقيُّ المَولِد والنَشأةِ والشَّخصِيَّة عُروبِـيُّ الـدَّمِ والنَسَـبِ والهُـوِيَّــــة
ألق البعث

في ذكرى مولد شهيد الحجّ الأكبر سَلامٌ علَى العِرَاقِ، سَلامٌ عَلى الأُمَّةِ العَرَبيَّةِ سَلامٌ عَلى رُّوحِ القَائِد الشَّهيد صَدَّام حُسَين جزء ثان صَــدَّام حُسَـين عِرَاقيُّ المَولِد والنَشأةِ والشَّخصِيَّة عُروبِـيُّ الـدَّمِ والنَسَـبِ والهُـوِيَّــــة
د. إياس الطائي  
ليس مرادنا هنا أن نقوم بتأكيد المُؤَكَّد، وتَوثيق المُوَثَّق، أو أنَّنا نقصد الدِّفاع عن الرئيس الشَّهيد صَدَّام حسين، أو الرَّد على الافتراءات والشُبُهات بخصوص دَمه وأصله ونسَبه العربي الأصيل. فصَدَّامٌ ليس بحاجةٍ الى كلِّ هذا وذاكَ،
لأنَّه أرفعُ وأعلى وأعزّ من أن يَنبري أحدنا للدفاع عنه، والتَصدِّي لمَن يلوكُ بلسانه حَكاوٍ سمجةٍ لبَصمَجيٍّ من هنا وهناك، أو ما تَتفوَّه به الأفواه الفاحشة، وما يتقوَّلونه من أقوالٍ وقحةٍ بذيئة، لا تستهدف في غاياتها ونواياها الخبيثة شخص الرفيق القائد صدَّام حسين فحسب، بل تحاول أن تطال من البعث ورجاله وماجداته الغُرّ الميامين، ومن تجربته الثورية التقدمية النهضوية في القطر العراقي.
فهذا القائد التاريخي قد تَبوَّأ مكانةً رفيعةٍ شامخةً لا يَتفضَّل بها عليه أحد، بل يَستحقّها بكلِّ جدارةٍ، من هنا فإنَّ حديثنا سَينصَبُّ على شخصية هذا الرَّجل وما تَزخر به ذاته (العربية)، وما تزدهي به نفسه العراقية، وما تجود به صفاته وسماته الوطنية والقومية. لقد أصبح واضحاً وضوح الشمس لدى أعداء العراق والأمة، أنَّ صَدَّاماً هو زعيم الأمة وحادي ركبها والآخذ بناصيتها إلى المجد والعُلا والعِزّ، وأنَّه لم يَعد رمزاً للعراق والأمة، بل أصبح قيمةً وقامةً عالميةً، فتَخطَّت نسائمه المعطَّرة في أرض العروبة وما حولها، بما كان له من انجازاتٍ تاريخيةٍ كبرى، وما أُثِر عنه وله من مآثرٍ عظيمةٍ في مسيرته النضالية الظافرة.
من هنا اشتعلت الشرارة الأولى للحرب على العراق والبعث وقائده الجسور صدَّام حسين، وفي مقدمة هذه الحرب في الماضي واليوم هو إطلاق سَيلٍ من الافتراءات والأكاذيب في محاولاتٍ يائسةٍ لتَشويه صورة النظام (البعثي) الوطني والقومي، بقيادة الرئيس الشهيد صدَّام، وتالياً محاولة عرقلة وايقاف مسيرة البناء والتنمية والتقدم التي تَبنَّاها البعث وقيادته في العراق.
ولا نَستغرب كلّ هذا الكمّ الهائل من الحقد الأسود والكراهية العمياء لشخص صدَّام حسين من قبل أعداء الأمة، فالرَّجلُ كان يَتقدَّم بخطىً حثيثةً ثابتةً باتِّجاه تحقيق المشروع القومي الانساني الحضاري النبيل، والذي كان ولم يزل يلامس مشاعر ووجدان كلّ أبناء الأمة، فهو يشكِّل حلم العرب بالأمس واليوم. ومِمَّا يشعرنا بالأسى والحزن أن نجد بعضاً من مُثقفي وإعلاميِّي العرب يشاركون في حملات التشويه والتشويش تلك! التي كان يتعرَّض لها الشَّهيد ورفاقه في قيادة البعث والدولة والشعب العراقي. وهؤلاء يُفترَض بهم وهم محسوبون على النخبة العربية الواعية، أن لا يقفوا مع الحاقدين والمبغضين والمتربصين بالبعث وثورته في العراق وقادته ومناضليه. فالمكانة العالية، والدور البطولي للرئيس الشهيد وسيرته المعطَّرة والتي تجعل منه رمزاً تاريخياً للعراق والأمة، تجعله بمنأى عن هكذا حملات ظالمة يَعدَّها ويُرتِّبها وينشرها في الآفاق كلّ أرباب الشرّ في العالم، وفي مقدِّمتهم الصهاينة والفرس وخونة الدار والديار، ويباركهم عدد من الأنظمة العربية التي ربطت مصيرها بالأمريكان والصهاينة.
كان القائد الشهيد صدَّام حسين نموذجاً يُحتذى في الشَّجاعة والمروءة والنخوة العربية وفي البطولة والاستبسال والاقدام، وكان يرى أنَّ الشَّجاعة ليس أن تقول ما تعتقد، بل الشَّجاعة أن تعتقد وتعمل بكلِّ ما تقوله. وقد احتلَّ الشهيد مكانةً لا يُضاهيه فيها أحد في قلوب العرب، وستبقى مكانته الشامخة هذه رغم أنوف الحاقدين والمبغضين. لقد كثُرَت الافتراءات والحملات الملوَّثة بالحقد والكراهية والتي تحاول النًيل من رمز العراق والأمة صدَّام حسين حتى بعد استشهاده، غايتها غسيل أدمغة الناس، وخاصة الأجيال الناشئة، من خلال تزييف الحقائق وتَلفيق الشائعات، متصورين يائسين أنَّهم بذلك سينالون من سمعة الشهيد، يقف في مقدمة هؤلاء مَن باعوا ضمائرهم للأجنبي، من المنبطحين للأمريكان والصهاينة والفرس. واهمين كلّ الوهم أنَّ بإمكانهم تلويث سمعة البعث وقائده الرفيق المناضل صدَّام حسين، وهي كغيرها محاولة يائسة لن يُكتب لها النجاح في تشويه المسيرة النضالية الطويلة لصدَّام حسين،
تلك المسيرة الظافرة والحافلة بالبناء والانجازات والبطولات التي شيَّدها مع رفاقه في القيادة وتنظيمات الحزب كافة. مسيرةٌ جمعت بين قيادة وطنية وقومية مخلصة للشعب والوطن والأمة، وشعبٌ وفيٌّ ماجدٌ أبيٌّ، مسيرةٌ كانت تسير الى أمام بكلِّ قوة في سبيل تحقيق الحلم الوطني والعربي في تحقيق رسالة الأمة الخالدة. فما كان من أرباب الشرّ إلَّا الاصطفاف مع العملاء والخونة للإجهاز على هذا الحلم العربي الكبير، ومحاولة وأده منذ البدايات الأولى لثورة السابع عشر من تموز عام1968م. لقد كان هذا الحلم العربي، تطبيقاً عملياً لنظرية البعث وأهدافه القومية التقدمية التحررية، وغايتها رفعة العراق والأمة والنهوض بهما نهضةً تنمويةً شاملة. لم يكن الرئيس صدَّام حسين كأيّ رئيس عربي أو إقليمي،
بل كان واحداً من قلَّةٍ من الرؤساء المُتَفرِّدين بصفاتٍ ومُمَيِّزاتٍ خاصة، من الذين وضعوا بصَماتهم في التاريخ العراقي والعربي، فقد شكَّل الشَّهيد مدرسةً في الفكر والسياسة والنضال، ووضعَ عصارة فكره البعثي وبما امتلك من خصائص بنيوية في شخصيته، فخطَّ مساراً في طريق تحقيق أهداف البعث، من خلال علاقة القوة والاقتدار والإرادة الحرَّة المستقلة بـ(الدبلوماسية)، وعلاقة كلّ ذلك بالمصالح الوطنية والقومية. وهو بذلك كان شديد الوضوح في تحقيق أهدافه، وفي الأسلوب الذي انتهجه في كلِّ القضايا الوطنية والعربية. إنَّ التكوين الوجداني للرفيق القائد صدَّام حسين يعطينا صورةً واضحة المعالم عن شخصيته العراقية والعربية الفذَّة المُتَفرِّدة، فقد كان قائداً من طرازٍ خاصٍ، وكان مفكِّراً خلَّاقاً مبدعاً، قدَّم للفكر العربي والإنساني تجربته الغنية في النضال والمجاهدة. وتميَّز الشَّهيد بحنكته وذكائه الحاد، وكان يمتلك عقلاً معرفياً نادراً، فتركَ بصمات ناصعة حافلة بالإنجازات التاريخية والمواقف المبدئية البطولية، وترك سجِّلاً زاخراً بالمجد والمفاخر. ستبقى أفكاره وأفعاله ومواقفه الرصينة كالبنيان الشاهق، وكالنجوم الساطعة في سماء الأمة، ستظل تُحاكي الزمان كآثارٍ ومآثرٍ لقائدٍ عملاقٍ عروبيٍّ أصيل، يَندر أن يجود الزمان بمثله، وسيبقى عنواناً للعزِّ والكرامة بلا منازع. كان صدامٌ يريد للأمةِ العِزّ والكرامة والرِفعة والعُلوّ والتطوّر والتحضُّر، كان يريدها أمةً يحترمها ويهابها الأقوياء، ويَستَظِلُّ ويَحتمي بها الضعفاء، يريدها أمةً خصبةً راقيةً قوية مُهابة، وليست كما اليوم أمةً منزويةً، منكفئةً على نفسها، تعيشُ على هامش الأمم، لا تستطيع النهوض بأهوَن أعبائها وأيسَر شؤونها، ضعيفةً هيِّنة الشأن تنظر إليها الأمم نظرة اشفاق وتَرَحّم. كان القائدُ صدَّام إنساناً مُتفانياً مُترّفعاً عن الصغائرِ، كريماً سخيَّاً، شخصيَّته كانت تعكس اتزاناً وتناسقاً وتصالحاً مع النفس، وهو منجمٌ لا ينفد من الخير والعطاء والجود والكرم، ولم يكن حديثه مبعثراً أو عشوائياً بل كان يُمرّر كلامه على عقله النيِّر قبل أن يطلقه لسانه، وكان يستشعر بدخان الكلام (الأعرج) الموجَّه إليه، سواءً من مسؤولٍ أو إعلاميّ، محلياً كان أم أجنبي، فيبادر بتأنٍ للرَّد عليه دونما مجاملة ودون تزويغٍ أو تجميل. فالشَطحات غير المقصودة له عليها ردّاً لطيفاً سلساً، وأمَّا ما كان من كلامٍ جزافٍ ونفخاتٍ مقصودة، فإنَّه يردُّ عليها ردَّاً مُزلزلاً، حتى ليشعر صاحبها أنَّ الأرض تموج من تحته!، فهو يرى أنَّ لكلِّ إنسانٍ الحقّ بأن يقول ما يشاء، لكنَّه مشروطٌ عنده بقول الحقيقة، بمعنى أنَّ الصدق في القول مقدَّمٌ على الحريَّة في القول، ويرى الشهيد أنَّ على الإنسان أن يكون أميناً في القول والنقل، أي أن تقول ما تريد ولكن دونما تجاوز حقّ أحد. لذلك كان الشهيد ينظر إلى التجاوز على حقوق الآخرين من أبناء الشعب جريمة كبرى، وكانَ يتساءل دائماً إذا كان تجاوز حق فردٍ من أبناء الأمة يشكِّل انتهاكاً يستوجب الحساب، فكيفَ بمَن يتجاوزون حقّ الأمة بالكامل، وينتهكون حقوقها المشروعة؟! كان الرئيس الشهيد ينظر إلى العروبة، وهو ابنها القُحاح، بأنَّها تُمثِّل أكثر الأطروحات ثراءً وعمقاً، لأنَّها تَعتمد على عاملٍ ثقافيٍّ واسعٍ ورَحب، تُغذِّيه لغةٌ واضحةٌ بيِّنة، وتَدعمه معاناةٌ تاريخيةٌ مشتركةٌ ومتشابهة، وبعد ذلك فصدَّام يرى أنَّ العروبةَ انتماءٌ إنسانيٌّ يحكمه العامل الثقافي، وأنَّ المكوّن الأساسي للعروبة هو اتِّفاقها واجتماعها على المصلحة المشتركة، وبعد ذلك فهو ينظر إلى أنَّ العروبة والانتماء إليها لا يأتي من فراغ، أو لمجرّد التحدّث باللسان العربي، بل أنَّ الانتماء للعروبة هو تعبير عن مجموعة من العلاقات المركبة الاجتماعية والثقافية والتاريخية والسياسية التي تُشكِّل ذاكرة الانسان العربي، وتُمثِّل مصالحه وآماله ومشاعره وحواسِّه، ويرى أيضاً أنَّ الانتماء للعروبة هو جزءٌ من تطورٍ اجتماعيٍّ وثقافيٍّ أنتج الأمة العربية منذ زمنٍ بعيد. هكذا هي العروبة، كما ينظر إليها صدَّام حسين وكما وردت في كلِّ كتبه ومؤلفاته الكثيرة، أفبعد هذا يمكن أن يكون القائد صدَّام إلّاَ ابن العروبة البَّار، أصلاً ونسَباً وهُويَّةً، وهل هناك فلسفةً عن محتوى العروبة أكثر من فلسفته (العربية) هذه؟ قالت العربُ في مأثورهم القديم:(إيَّاكَ أن تطعن العربي الأصيل في ثلاثٍ، نسَبه وشرفه وعرضه)، لأنَّه سينتفض عليك ويثور، ويتحوَّل إلى وحشٍ كاسرٍ، لا تَحول بينه والرَّد الصاعق سدودٌ أو جبالٌ، فهو يثور كما البراكين، وينطلق كما الطوفان الهادر. وقالت العربُ أيضاً في وصف العربي:(إيَّاكَ وغضبة الحليم) أو (اتَّقِ شرّ الحليم إذا غضب) ….
وهل الحلم إلَّا صفةً لامعةً من صفات صدَّام حسين، عرفناها جميعاً مذ كان شاباً يافعاً. وفي الختام نقول: هو صدَّام حسين صاحب الشَّخصيَّة العربية الفذَّة الأصيلة، كأصالة أمته العربية المجيدة، معتدل الطباع، وسطي التفكير، يمتلك مقوّمات الوعي والإدراك والنهوض بأعلى ما يكون، مُتَميِّزاً بعطائه الفكري والثقافي والسياسي والأدبي، لم يكن يوماً خاضعاً أو خنوعاً إلَّا لله تعالى عرشه العظيم، لم يكن مهادناً، وهو إنسانٌ هادئٌ، ولكنَّ هدوءه هذا ليس ملازماً له على الدوام، فأكثر ما يستفزّه أن يتم التجاوز على العراق أو الأمة، بل عندما يُضام عراقيٌّ أو عربيٌّ في الأمة، يعشق العراق، مُتيَّمٌ في حبِّ أمته، مؤمنٌ ومتديِّنٌ لكنَّه ليس متطرفاً أو متزمتاً، يثور عندما يُستَفزُّ في كرامة عراقي واحد أو عربي من أبناء الأمة، شديد الحرص على كرامته وكرامة شعبه وأمته، عزيز النفس، لديه قابلية على التحمّل والصبر والاحتساب، العراق وفلسطين والأمة ثلاثية مقدَّسة لديه. هذه هي بعض سمات وسجايا القائد العربي الأصيل والمناضل البعثي المقدام، ورمز الأمة التاريخي، وشهيدها وقائدها صدَّام حسين.
عداء البعض نعمة وشرف

عداء البعض نعمة وشرف    

ألق البعث

في تصريحات هستيرية فقدت أبسط عناصر التوازن والاتزان، اتهم المجرم نوري المالكي زعيم مجرمي حزب الدعوة الإيراني اللقيط العميل، اتهم حزب البعث بأنه أسقط سيادة العراق. سنكتفي بهذا الاتهام من بين الاتهامات الكثيرة التي اعتدنا سماعها مكرراً من نوري وأمثاله، لأننا نريد أن نتوقف عند هذا الاتهام كونه تزوير للتاريخ وكذب لا يليق براعي غنم بسيط يعيش في صحراء قاحلة، أو حمال عراقي كادح في سوق الشورجة،

بل لا يليق بماجن سكير ، ولا بمتهور اعتادت الناس ترهاته وأدمنت السخرية من حاله المثير للشفقة. في هذا الخطاب، لا يتهم نوري حزبَ البعث، بل يحاول أن يطرد كوابيس هذا العار عن حزبه، حزب الدعوة اللقيط، لأن العالم كله من أقصاه إلى أقصاه يعرف عن حزب الدعوة أمرين:

 الأول: أنه حزب إيراني قاتل العراق مع العدوان الإيراني تحت ذريعة واهية وستار مهلهل ممزق هو أنه حزب يعارض النظام العراقي، وحقيقة الأمر إنه خائن للعراق، عميل لإيران مبغض للعراقيين.

قتال حزب الدعوة وبالذات نوري المالكي ومعه شركاء معروفين، منهم هادي العامري وعائلة الحكيم الفارسية الأصل لبلد يدعون أنه وطنهم هو سابقة لم نسمع عنها في أي مكان في العالم، بل وتأنفها حتى عصابات المافيات والمرتزقة وترفضها شرائع الأرض والسماء وكل قوانين وضوابط البشرية.

الثاني: أن حزب الدعوة كان أحد الأحزاب التي اتفقت مع الولايات المتحدة على غزو العراق واحتلاله، وكان حاضراً في كل عمليات الاستعداد والتحضير لذاك الغزو المجرم، وشارك نوري وحزبه كل من يسمون أنفسهم معارضة للنظام الوطني العراقي بل كان (قائداً وزعيماً) وموجهاً وممولاً وسيطاً بينهم وبين النظام الإيراني الذي كان العراب الأساس والشريك الأول لأمريكا في غزوها واحتلالها للعراق. هذه حقائق لا ينكرها إلا أقزام العملية السياسية شركاء نوري وأمثاله من أحزاب المليشيات، وميليشيات الأحزاب.

وإذا كان كل العراقيين يعرفون نوري بأنه كذاب فإن التاريخ يجب أن يعلم ويسجل نوري إلى جانب مسيلمة الكذاب وجوقة الملعونين في الدنيا والآخرة، أعداء الله والإنسانية.

إن محاولات نوري الكذاب العميل الخائن تبييض صفحات حزب الدعوة من تاريخه الإرهابي الملطخ بدماء العراقيين، ليس في مقاتلتهم مع جيش إيران وقتل وتعويق وجرح آلاف مؤلفة منهم فقط بل ومن خلال إرهابهم وتعذيبهم في أقفاص الأسر في إيران لتجنيدهم للقتال ضد شعبهم ووطنهم في ميليشيات أحزاب إيران التي تحمل زوراً الجنسية العراقية، وبما يخالف كل القوانين والشرائع التي تحمي الأسرى، 

وكذلك من خلال عمليات قطع الطرق والتفجيرات في بغداد وكربلاء وغيرهما من مدن العراق، وفي عمليات الإرهاب بلبنان والكويت وأقطار خليجية أخرى، هي محاولات بائسة ولا تزيد تاريخ الدعوة إلا سواداً وعتمة وظلاماً دامساً، ولن تجعل أية حزمة ضوء تسطع على عقيدته الطائفية الإرهابية الشعوبية الشوفينية العميلة الذليلة. إن حزب الدعوة هو المسؤول عن قتل آلاف العراقيين الذين أغواهم وجرهم إلى مسارات الجريمة التي يحاسب عليها القانون، ألا وهي جريمة التجسس والعمالة للأجنبي وجريمة الطائفية السياسية المدمرة للبلاد والعباد. تزوير التاريخ الذي يتصدى له نوري المالكي وحزبه وهادي العامري وميليشياته وسواهم من عصابات إيران في العراق يقتضي أن يصير من دافعوا ببسالة وبطولة نادرة عن وطنهم معتدون مجرمون قتلة، تسويغ المشروع الإيراني الاحتلالي للعراق وباقي أقطار الأمة يقتضي أن يكون المشروع في انطلاقته الأولى على يد خميني حق مطلق ومن يواجهه باطل. بمعنى آخر مباشر إن تزوير التاريخ يتطلب أن يكون العراق في دفاعه عن سيادته وكرامته وخياراته معتدياً على مشروع تصدير الطائفية الخمينية، ولوي عنق الحقائق يتطلب أن يكون البعث الذي قاد معركة القادسية الثانية للدفاع عن العراق والأمة حزباً إرهابياً،

والوطني عميل، والعميل وطني، والخائن شريف، والشريف مجرم، هذا هو مضمون عقيدة نوري وحزبه كجزء أساس في قواعد العداء للأمة العربية. إن حزب الدعوة الفارسي هو عدو للعراق وللعراقيين، ومن كان يشك بهذه الحقيقة فقد ثبت له بالدلائل القاطعة بعد غزو العراق واحتلاله، وإن إيران كانت تسعى لاحتلال العراق، وثبت هذا قطعاً بعد أن فتحت لها جيوش الغزو مسالك لا عد ولا حصر لها لتخترق العراق طولاً وعرضاً وتحتله وتستبيح دماء شعبه وتنهب ثرواته. وإن أميركا وبريطانيا والصهيونية لم تحتل العراق لتصنع الحرية والديمقراطية بل لتمكن إيران من إدارة أجندة احتلال أرض عربية تماهي أجندة الصهيونية وتزيد عليها بكثير، فالصهيونية تكاد تكتفي باغتصاب فلسطين، لكن مشروع خميني صمم لاحتلال كل الأرض العربية،

هؤلاء هم أعداء البعث. الامبريالية، الصهيونية العالمية، إيران الصفوية الفارسية الطائفية، الرجعية لمن يسمون أنفسهم عرب وتوابعها، أحزاب وميليشيات إيران في العراق وذيولها في الوطن العربي.  والبعث هو الأمة العربية، شعباً وأرضاً وتطلعاً، وطوبى للبعث، وهنيئاً له هذا العداء المشرف.

أعداء القومية العربية  

أعداء القومية العربية  

ألق البعث

أعظم مكسب حققته الماسونية والصهيونية والامبريالية والطائفية الفارسية في استهدافها للعرب أرضاً وتاريخاً هو العدد المهم من العرب الذين استجابوا لكراهية ذواتهم وحملوا العداء لأصولهم التي هي هويتهم القومية. بسبب الضغط العدواني عليهم.

والبحث في أسباب هذه الظاهرة كثيرة ومسبباتها أكثر، إذ لم تتعرض أمة للأحقاد والضغائن والكراهية كما تعرضت أمتنا العربية، ولم توجه سهام سلاح واحتلال وثقافة عدائية ومشوهة لأمة كما وجهت ضد أمتنا. العداء للإسلام اقترن بعداء عميق للعرب.

مؤامرة اغتصاب فلسطين اقترنت بكم هائل من الكراهية لنا كضرورة لإعلاء شأن الباطل الصهيوني. الحاجة والجشع لمواردنا وخيراتنا سارت جنباً إلى جنب مع مقتضيات تسفيه وجودنا وانعدام الحاجة البشرية لهذا الوجود. حتى التطور الصناعي والعلمي والتقني الحديث الذي يعتبر العرب أكثر شعوب الأرض استثماراً واستخداماً فيها كان لا بد لها أن تحاذيه هجمات شنيعة تصفنا بالجهل والتخلف والأمية رغم أن فينا علماء في الطب والهندسة والعلوم الصرفة وكل العلوم والآداب والفنون، ورغم أننا ساهمنا ولا زلنا نساهم في الحضارة وتطور البشرية. الأحزاب المغطاة بالدين عادت القومية والنظرية القومية في سلوك شاذ ومستهجن ولا مبرر منطقي له ولا تفسير له إلا بكونه تابع. العرب الشيوعيون عادوا أمتهم ووالوا الماركسية اللينينية،

أحزاب التشييع صاروا عبيداً لإيران وتطلب وضعهم البائس فكرياً وعقائدياً أن يصطفوا مع أعداء العروبة، جواسيس وعملاء وخونة ولصوص ودعاة (لوطية ومثلية) وخريجي سجون ومعتقلات ومحششين ومدمنين اختاروا ثقافة شتم العرب والعروبة. كل من عادى من العرب هويتَه خسر ذاته وسقط في مستنقعات الرذيلة والعار والدونية وتبقى الأمة وقوميتنا الأصيلة الطاهرة الراقية راية الأخيار والثوار والأحرار المؤمنين النجباء وخيار العرب الأوحد.

غزة وفرصة التيار القومي

غزة وفرصة التيار القومي

ألق البعث

  نطالع باهتمام ما تجود به أقلام كتاب عرب وهم يحاولون ربط معركة طوفان الأقصى بالمشروع الفارسي الذي نؤمن قطعاً أنه صديق حميم للمشروع الصهيوني العدواني المجرم ويماهيه رغم كثرة وحبكة ادعاءات إيران وأعوانها التي تحاول جاهدة إدامة العمى الذي أصاب بعض العرب أو تحاول أن تصيب المزيد منهم به.

نحن نرى أن هذه المحاولات يعوزها البعد السياسي، وتغلب عليها نزعات مختلفة باعثها الأهم هو الغدر والمعاناة والعدوانية التي سار عليها الخرق الإيراني البغيض لجسدنا العربي. ببساطة متناهية، نرى أن طوفان الأقصى فعل عربي جسور، لم يشترك في تنفيذه فارسي واحد، لا تخطيطاً ولا تنفيذاً، وأن الدماء التي سالت ولا تزال تسيل في غزة هي دماء عربية طاهرة، والبيوت التي دُمرت ولا زال يجري تدميرها ليس فيها طابوقة واحدة فارسية، بل هي لعرب فلسطين الأحرار الصابرين المحتسبين.

وإذا جادلنا أحد في دعم إيراني لغزة فليرينا هذا الدعم واقعاً، وإذا كان هناك من يقول إن إيران أمدت حماس ببعض السلاح فهذا لا يعني أن المعركة والفداء والتضحيات صارت إيرانية لمجرد وقود بعض قطع السلاح الإيراني التي قد يكون أهل فلسطين قد اشتروها. المهم هنا أن نقول إن معركة طوفان الأقصى هي معركة الشعب العربي وإن لم تكن معركة أنظمتنا المتخاذلة أو المنبطحة أو المستسلمة للمشروع الصهيوني.

وإن على الشعب العربي أن يستثمرها هو وقواه الوطنية والقومية استثماراً يبعث الروح بالمشروع القومي العربي الوحدوي التحرري، وبوسع العرب وقواهم القومية أن يجدوا آلاف الطرق التي تغذي صمود غزة وتدعم وتعزز جسارتها وشجاعتها ومطاولتها الأسطورية. إن فرصة العرب وقواهم القومية مواتية لتوسيع المعركة ودعمها بالمال والسلاح والغذاء والإعلام وفي تشكيل المجموعات التي تستثمر همجية وإجرام الكيان الصهيوني وإيغاله في تدمير غزة، والتي واجهت وتواجه ردود أفعال دولية غاضبة ومستنكرة في عديد من الدول في كل أرجاء العالم. إن التأسيس انطلاقاً من معركة طوفان الأقصى مفتوح على مصاريعه في كل الميادين، وعلى الأحزاب والقوى الوطنية والقومية أن تتحرك وتفعل كل ما في وسعها للانطلاق منه في معارك تحرير فلسطين ومعها تحرير العقل العربي والإرادة والسياسة وتحقيق الاستقلال والوحدة.

سُورْيَا اليَوْم .. الوَضْع الماليِّ وَحَرَكَة النَّقْد

 

سُورْيَا اليَوْم ..

الوَضْع الماليِّ وَحَرَكَة النَّقْد

  – سوريا جَسّام أمِين

 

في ظروف سوريا الراهنة بعد انتصار الثورة وهروب بشار الأسد الرئيس الفاسد ذبّاح شعبه وبعد تنظيف الخزينة السورية من النقد الأجنبي وخلو البنك المركزي من الاحتياطي النقدي الاجنبي والمعدن الاصفر .

وبعد العبث في الاقتصاد السوري من اوساط الأسد والطبقة الطفيلية الفاسدة يجري الان البحث في مستوى الطلب الأمثل للاحتياطيات الاجنبية التي ينبغي أن يحتفظ بها البنك المركزي السوري نيابة عن الدولة لأن سوريا الان ليست في وضع اقتصادي مريح يسمح لها المجال او يسمح لخيارات متاحة تلجأ اليها حتى تبحث التكلفة التي يتحملها الاقتصاد الوطني من زاوية تحديد الاحتياطي المطلوب أو الأمثل أو الممكن منعاً لئلا يطيح ذلك بالاستخدامات الأخرى البديلة لهذه الموارد والتضحية بها، لأن البنك المركزي السوري يفتقد اصلا للاحتياطيات النقدية الخارجية بسبب السرقة والعبث فيها سابقاً ولا تتوفر الان شروط  وظروف توفرها.

 لكن من وجهة النظر الاقتصادية أو نظرية النقد فإن المستوى الأمثل للاحتياطيات النقدية الخارجية لاي بنك مركزي يتطلب عملياً المعادلة بين التكلفة والعائد الاجتماعي الطبيعي لهذه الموارد  .بعبارة أخرى المطلوب جعل التكلفة الحدية للاحتفاظ بالاحتياطيات النقدية مساوية للمنافع الحدية الإنتاجية المتحققة منها.

 تاريخياً وصلت احتياطيات البنك المركزي السوري عتبة الاحدى وثلاثين مليار دولار في أعوام الألفية قبل ٢٠١٠ إذ أدت عوائد اسعار الصادرات السلعية وموارد السياحة إلى تحقيق عوائد مكنت البنك المركزي من الوصول إلى مستوى هذا الرقم  التاريخي من الاحتياطيات النقدية الخارجية. و لكن هذه الاحتياطيات تقلصت تدريجياً نتيجة توقف عجلة الاقتصاد السوري وتراجع صناعة السياحة عدا عن دخول سوريا في حالة من عدم الاستقرار السياسي والامني بدءاً من العام ٢٠١١ وما تلاه .

  ولكن ماينبغي التأكيد عليه ان عوائد انتاج وتصدير القطاع الخاص مع السياحة هما فقط من شكّلا رافداً للموازنة العامة وقاطرةً للعجلة الاقتصادية حتى الى بعض السنوات الأولى من تدهور الوضع الداخلي وتطور الاحداث وبداية  الحرب المعلنة من نظام الأسد على شعبه وتفريغ البلاد من قوة العمل وتهجير أكثر من نصف الشعب السوري إلى خارج البلاد وبلاد المهاجر المجاورة والابعد     .

 

حركة النَقْد

واليوم فإن ما تحتاجه سوريا بوضعها الصعب الحالي من احتياطيات نقدية خارجية او صعبة لدى البنك المركزي بافتراض تحقق السلام الداخلي الكامل والامان، هو ذلك الحجم الذي يسمح للبنك المركزي من سحب فائض السيولة المحلية من الاسواق ويعزز ثقة القطاع المصرفي والمالي بالسياسات النقدية وسياسة سعر الصرف التي يتبعها البنك المركزي السوري. عدا عن إشاعة قدر من اليقين لدى الخارج من أن سوريا قادرة على الوفاء بالتزاماتها امام احتياجات شعبها الداخلية بعد سنوات الجوع والفقر والفاقة والحاجة.

 كما ان ذلك المستوى من الاحتياطيات الذي يلبي حاجة الدولة للاستيراد والالتزام بدفع ديونها الخارجية واعباء هذه الديون إضافة إلى مواجهة الصدمات الخارجية والداخلية وهذا هو وضع سوريا المستقر في ظل تحقق الاستقرار وفق ما هو مطلوب للناس والمجتمع .

 نظرياً وتجريبياً فان نظام سعر الصرف الذي تتبعه الدولة في أي بلد يؤثر بحدود معينه وان كان بشكل غير مباشر على الموارد المتاحة للتنمية الاقتصادية وعبر ما يتركه من اثر على الاحتياطيات النقدية الخارجية، وبالتالي على بدائل استخداماتة المقررة سلفا  .

 وهنا ينبغي أن نفهم أن أنظمة سعر الصرف الثابتة بأنواعها تلتهم قدراً كبيراً من الاحتياطيات النقدية لدى الدولة فيما أنظمة اسعار الصرف المعوّمة والمدارة تحتاج إلى استخدام قدر اقل للاحتياطيات النقدية. لأن البنك المركزي السوري في وضع السعر المرن يستخدم مزيج من الأدوات للحفاظ على استقرار سعر الصرف إذ أن الأسواق  الحرة هي من تحدد سعر الصرف العادل والذي يتحقق عبر ٱليات السوق الداخلية والخارجية.  ولكن هذا يحدث حصرياً في الدول عندما تكون الأسواق ناضجة والهيكل الاقتصادي متنوع ومنفتح على الخارج .

 وهنا على المؤسسات المالية والمصرفية ان تتميز بالانضباط  وتنفذ معايير معروفة ونظم   الشفافية والحوكمة في نشاطها وعملياتها المصرفية الداخلية والخارجية ايضا.

 

أسعار الصَرف 

 لكن في سوق الصرف في بلادنا لاتتوفر مثل هذه الشروط وهذه المعايير خاصة مع تحول جزء كبير من عمليات البنوك إلى شركات الصرافة ومع تراجع الاقتصاد الحقيقي فقد أصبح الاقتصاد النقدي هو من يمثل سمة الوضع الراهن خاصة مع غياب الشمول والرقمنة في  النشاط المالي والاقراضي للبنوك المحلية المنتشرة  .

 وقد يتساءل بعض العامة من الناس كيف أن نظام  سعر الصرف الثابت الذي تتبعة الدولة السورية الى حد ما مقبول في الوقت الحالي ويشهد استقراراً نسبياً في سعر الصرف، فيما نظام سعر الصرف المعوم في مناطق سلطة الشرعية الحالي أدى إلى تدهور مستمر في سعر الصرف قبل الثورة في النظام السابق وقبل الإنتصار واسقاط عصابات التسلط الاسدية ووصل سعر الصرف في دمشق عتبة ال ١٥ ألف ليرة سورية للدولار ..؟؟

 الإجابة على هذا التساؤل واضحة ومعروفة وتفيد أن ماهو متبَع في سعر صرف السلطة في دمشق حينها لايمكن وصفه بأنه نظام سعر صرف ثابت لانه غير مرتبط بعملة دولية أو بسلة عملات دولية ولكنه سعر موجه من قبل السلطات الفوقية للنظام السابق وبالحديد والنار ولا تستطيع السوق المقيدة اصلا بالاجراءات والمخاوف تجاوزه ابدا .

  ولذلك فان هذا السعر مرة أخرى وثانية وثالثة هو سعر صوري وغير حقيقي ومخرجاته لا تنعكس على اسعار السلع والخدمات ولا على أصحاب معامل الإنتاج . عدا أن المعروض هناك من العملة المحلية هو أقل بواقع 40 في المائة تقريبا عن حاجة المعاملات الاقتصادية في مناطق سلطة دمشق ولذلك يرتفع  المعروض من العملات الأجنبية بالمقارنة مع المعروض من العملة المحلية وسرعة تداولها عبر عمليات البيع والشراء المحلية وعبر ضخ العملات كاجور ورواتب والتزامات انفاقية أخرى  .

 ولكن في الوضع الحالي بعد سقوط نظام الأسد هناك أزمة سيولة محلية قوية وهناك عامل مهم يدعم الاقتصاد دمشق بقوة يتمثل بحجم التحويلات المالية الخارجية بالعملات الأجنبية التي تذهب الى سوريا والتي تشكل  قيمة واردات 

مناطق اخرى أيضا خارج سيطرة الدولة من السلع والمحاصيل حيث يحول يوميا ماقيمتة بين  30-40 مليار ليرة سورية تقريبا.

 كما فرضت السلطة الجديدة المؤقتة منذ فترة نظاماً صارماً لتقنين واستخدام وتحويل العملات الأجنبية ومنع تحويلها إلى مناطق خارج سيطرتها فيما العكس يحدث في المحافظات السورية الشرقية حيث تتسرب العملات إلى مناطق سلطة العاصمة دمشق بسهولة ويسر والكثير من مكاتب وشركات الصرافة تستلم يومياً توجيهاتها من هناك .

 ولذلك مايحدث من مضاربات في سعر الصرف موجهة عدا أن الأزمة الاقتصادية التي تواجهها سوريا هي نتاج لسياسة سلطة النظام السابق الفاسد وجزء من أدوات عصابات الاسد فهم من فرضوا الظرف القاهر لاخراج مادتي النفط والغاز عن سيطرة الدولة، وعلى النظام الجديد العمل على وضع اليد على هذه الثروة الوطنية .

 مضاربات الفساد

 من جانب اخر وبسبب الظرف الحالي الذي يتسبب في غياب وضعف الدور المساند للبنك المركزي السوري من قبل الجهات الحكومية الجديدة ومؤسساتها، والفراغ الناجم عن غياب الحكومة الحالية فى هذه المرحلة الانتقالية فقد استفحلت عمليات المضاربة بسعر الصرف وبدوافع الإثراء وتحويل الأموال خارج سلطة البنك المركزي وهو ناتج  عن مخرجات بقايا الفساد العام الذي استفحل بشكل وحشي بزمن الحاكم  القاتل  بشار الأسد .

 مبدئيا كان يفترض أن يؤدي نظام سعر الصرف الحر المتبع الان إلى الوصول إلى تحقيق سعر الصرف الحقيقي والعادل أو المقبول لكن عوامل كثيرة لعبت دوراً سلبياً وألحقت ضرراً بالغاً بمعيشة الناس ومن بينها عدم كفاءة السوق وتشوهاته وعدم تفعل النظام الجديد وإنفاذ القانون وتعدد السلطات ومراكز النفوذ وغياب الدور الداعم والإسناد للبنك المركزي .

  فجميع هذه العوامل وفرت بيئة مثلى للأنشطة الطفيلية وتوسع عمليات المضاربة بسعر الصرف. ومع ذلك يعمل البنك المركزي الان على ملاحقة الأنشطة ويأمل تعزيز دور الدولة ومؤسساتها الأمنية والقانونية في هذا المجال.

 واخيرا نود أن نشير الى أن تحقيق اختراق يؤدي إلى عودة سعر الصرف إلى وضعة الطبيعي النسبي يتطلب  تعزيز احتياطيات البنك المركزي بعدد من المليارات من الدولار  تمكنة من سحب فائض السيولة وتوفير حاجة الاستيراد الضرورية  . ولكن مثل هذه الحلول ستكون مؤقتة إن لم يتم  تحسين كفاءة تحصيل الموارد والحد من الإنفاق ومواجهة ظاهرة الفساد بحزم وبنية صادقة ومخلصة واعتبار ذلك مطلباً وطنياً قبل أن يكون مطلب إقليمي ودولي .

 كما أن من المهم والضورة القصوى العمل على توفير مدخلات الطاقة الكهربائية وخدماتها وموارد شراء الطاقة بالاعتماد على الموارد المحلية ومن بينها موارد انتاج وتصدير النفط والغاز ونعتقد أن المتغيرات الدولية والمحلية المتسارعة ستخلق الظروف والشروط الملائمة لتحقيق هذه التوجهات على أرض الواقع وعلى المدى القصير والمدى المتوسط على ابعد تقدير  .

 

 

 

بيان القيادة القومية في ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية واستشهاد القائد صدام حسين

في ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية واستشهاد القائد صدام حسين:

 

القيادة القومية: 

         

الثورة الفلسطينية تعيد إنتاج نفسها في” طوفان الأقصى” بتراكم نضالاتها.

مشهدية استشهاد القائد صدام حسين عامل إلهام لمقاومي أرض الرباط.

ومنظمة التحرير كانت وستبقى الممثل الشرعي والوحيد لشعب فلسطين.

اعتبرت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، أن الثورة الفلسطينية التي راكمت نضالها أعادت إنتاج نفسها من خلال عملية “طوفان الأقصى” وما تلاها من مواجهات بطولية للمقاومة التي استلهم مناضلوها صلابة الإرادة وقوة العزيمة من مشهدية استشهاد قائد العراق والأمين العام لحزب البعث الرفيق صدام حسين صبيحة الأضحى المبارك. كما أكدت أن منظمة التحرير الفلسطينية كانت وستبقى الممثل الشرعي والوحيد لشعب فلسطين، وكل استهداف سياسي لها ولدورها إنما يكمل بنتائجه حرب الإبادة والتهجير التي يشنها العدو والمتواصلة فصولها منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر.

جاء ذلك في بيان للقيادة القومية للحزب في الذكرى التاسعة والخمسين لانطلاقة الثورة الفلسطينية والذكرى السابعة عشر لاستشهاد القائد صدام حسين.

تحل الذكرى التاسعة والخمسون لانطلاقة الثورة الفلسطينية والذكرى السابعة عشر لاستشهاد قائد العراق الأمين العام لحزب البعث الاشتراكي الرفيق صدام حسين، على وقع واحدة من جولات المواجهة مع العدو الصهيوني التي أطلقت شرارتها عملية “طوفان الأقصى”، والمتوالية فصولاً على أرض الرباط من غزة حواضرها إلى الضفة الغربية بكل مدنها ومخيماتها.

هذه المواجهة التي تطوي شهرها الثالث، سجلت قفزة نوعية في مسار النضال الوطني الفلسطيني منذ أطلقت الثورة رصاصتها الأولى في فاتحة اليوم الأول من  عام 1965، وهي التي حققت إنجازاً عظيماً تمثل باختراق المقاومة  في السابع من أكتوبر دفاعات وتحصينات العدو، وأنزلت  به خسائر فادحة مادية ومعنوية، وأهم ما فيها أنها أحدثت ارتجاجاً في بنية الكيان الصهيوني، وجعلت ردة فعله الهستيرية التي عبر عنها من خلال إعلانه لحربه المفتوحة ضد جماهير غزة، تقدم أدلة إضافية على طبيعته العنصرية والعدوانية  وتنكره لأبسط القيم الإنسانية وانتهاكه لأحكام القانون الدولي الإنساني بارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وصلت حد حرب الإبادة، التي لم يشهد  التاريخ مثيلاً لها.

إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، وهي تكبر بجماهير شعبنا بفلسطين المحتلة صمودها وتشبثها بأرضها رغم التضحيات الجسيمة التي تقدمها  وهي تواجه  آلة الحرب الصهيوني باللحم الحي، توجه التحية للمقاومين الأبطال  الذين يتصدون للعدو بالإمكانات المتاحة ويجعلون من غزة مقبرة للغزاة مسطرين واحدة من ملاحم البطولة في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني التي تمتد إلى قرن ونيف من الزمن، في مواجهة لاحتلال استعماري استيطاني، كان ولما يزل يحظى بكل الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري من قوى الاستعمار الحديث الذي ينعقد لواءه اليوم لأميركا كموقع مقرر وموجه له. وأنْ تُسارع قوى هذا النظام وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية لإرسال أساطيلها وحاملات طائراتها وتقيم جسراً جوياً لإمداد العدو بالعتاد وهو المتخم أصلاً بالسلاح، فلكي توجه رسالة للأمة العربية والعالم، بأن “اسرائيل” ماهي إلا محمية أميركية يرتبط  وجودها ودورها في المنطقة بمصالح هذا النظام ، وإن كل ما تعرض له الوطن العربي  من عدوان متعدد الأشكال وتدمير لدوله وتفتيت لبناه المجتمعية الوطنية  وأشده وأقساه ما تعرض له  العراق، لم يكن سوى مقدمات لإكمال السيطرة على كل فلسطين وفرض التهويد والصهينة على معالم الحياة فيها وإعادة تشكيل نظام إقليمي جديد تتشكل أضلعه الأساسية من الكيان الصهيوني وإيران وتركيا، كمواقع  اتكاء إقليمي  لتنفيذ مشروع الأطباق والهيمنة  الذي تلعب  أميركا دور القيادة الاستراتيجية له وعلى حساب النظام القومي العربي.

 من هنا، فإن الحرب التي يشنها العدو الصهيوني على غزة، وما يقوم به في الضفة الغربية والقدس من اغتيالات واعتقالات وتجريف للمخيمات والأحياء الآهلة بالسكان، إنما هو استكمال للمخطط الذي بوشر بتنفيذه منذ قررت بريطانيا رعاية المشروع الصهيوني بإقامة كيان غريب على ارض فلسطين يكون عدواً لأهل المنطقة وصديقاً للاستعمار وفق ما نصت عليه مقررات مؤتمر كامبل بانرمان ١٩٠٥-١٩٠٧ ووعد بلفور ١٩١٧.

إن كل مقاربة لهذه الحرب، لا تنطلق من اعتبارها حرباً ضد شعب فلسطين بكل قواه البشرية وضد كل قوى مقاومته على مختلف طيفها السياسي، وبغض النظر عمن يتصدر المشهد بعنوانيه العسكري والسياسي، إنما يقع في الحسابات الخاطئة، ويقدم خدمة لأعداء فلسطين عبر استغلال واقع الانقسام الفلسطيني بهدف تعميق شروخاته وتعقيد محاولات توحيد الصف الوطني على ارضية موقف وطني من اجل ادارة الصراع سياسياً وعسكرياً مع كل اشكال المواجهة مع الاحتلال الصهيوني وداعميه والمتقاطعين معه بالنتائج.

 وأن تدخل هذه الحرب شهرها الرابع رغم عنف معاركها ولا يستطيع العدو تحقيق أهدافه التي أعلنها يوم اطلق العنان لآلة حربه التدميرية ، فلأن المقاومة تخوض هذه الحرب مستندة إلى مخزون نضالي تراكمت معطياته على مدى مسيرة النضال الوطني الفلسطيني ،كما أن المقاومين الذين يخوضون غمار هذا الحرب رغم اختلال موازين القوى العسكرية ، انما يتمتعون بصلابة  الإرادة وقوة العزم واستلهام معاني البطولة المستمدة من قوة ومشروعية  الحق الذي يناضلون لأجله  ومن قوة وعزم الذين سبقوهم في تصديهم لمن ناصب الأمة العداء وبقوا على شموخهم، راسمين مشهدية من البطولة غرزت عميقاً في الوجدان  العربي  كتلك التي تمثلت بوقفة  شهيد الحج الاكبر القائد صدام  وهو على منصة الاستشهاد موصياً بفلسطين وناطقاً  بالحرية لها قبل النطق بالشهادتين . ولهذا كان من الطبيعي جداً أن يتردد صدى هذا الصوت القومي المدوي في غزة والضفة والقدس وكل حواضرها ورافعاً مستوى العملقة للمقاومين الابطال الذين جعلوا العدو يدفع غالياً ثمن عدوانه وهو يغرق في ارض غزة التي تقاتل مع رجالها. 

إن النتائج الايجابية التي ستفرزها هذه المواجهة بأبعادها الوطنية والقومية والانسانية سيعم خيرها ونفعها على الكل الوطني الفلسطيني واستطراداً على الامة العربية، واما النتائج السلبية فإن   تداعياتها الثقيلة ستنعكس على هذا الكل وأخطر ما في ذلك تعميق شرخ الانقسام الفلسطيني.

إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، وانطلاقاً من حرصها على حماية كل انجاز وطني يتحقق في سياق المواجهة مع العدو الصهيوني كما اية مواجهة ذات بعد قومي، تعتبر ان مرحلة التحرر الوطني التي تمر بها حركة النضال الوطني الفلسطيني، تفرض وحدة وطنية فلسطينية على مستوى الرؤى السياسية والاطر المؤسساتية. وإذا كانت الرؤى السياسية تحكمها وحدة البرنامج النضالي ببعده المرحلي والاستراتيجي، فإن الاطر المؤسساتية تفرضها ضرورة توحيد المرجعية التي تتولى ادارة الشؤون السياسية والنضالية وادارة الشأن المجتمعي. وعملية طوفان الاقصى التي ليست بنت ساعتها الا لجهة توقيتها، فإن اهمية سياقها النضالي انها تمثل استمرارية للثورة التي تحل هذه الايام ذكرى انطلاقتها التاسعة والخمسين مع كل المحطات النضالية التي عبرتها. وأما الاطر المؤسساتية للثورة الفلسطينية فإنها تتجسد في الشرعية التي تمثلها منظمة التحرير الفلسطينية.

ان هذه الشرعية الوطنية الفلسطينية ُبني صرحها بالتضحيات التي قدمها شعب فلسطين عبر مقاومته، وهي انتزعت اعترافاً سياسياً عربياً ودولياً، لدورها الذي اضطلعت به استناداً الى شرعية تمثيلها السياسي والنضالي على المستوى الوطني الفلسطيني كما المستوى العربي والدولي.

إن منظمة التحرير بما هي مؤسسة شرعية قائمة، قادرة على استيعاب كل فصائل المقاومة مع تطوير مؤسساتها في ضوء التطورات والمتغيرات التي طرأت على مسار النضال الوطني الفلسطيني. وان كل من يعمل على تجاوز دور هذه الشرعية الوطنية الفلسطينية أو يعمل على  ابراز بدائل لها، أو تناولها بالسوء والتهجم عليها ، إنما يقدم خدمة للعدو الصهيوني الذي لا يوفر فرصة إلا ويقتنصها لأجل زيادة عوامل الانقسام الفلسطيني – الفلسطيني.

إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، وفي مناسبة الذكرى ١٧ لاستشهاد القائد صدام حسين، شهيد العراق وفلسطين وكل الأمة العربية، وفي الذكرى التاسعة والخمسين لانطلاقة الثورة، بقدر ما تدين موقف النظام الرسمي العربي الذي لم يقدم على اتخاذ خطوات عملية وضاغطة لوقف العدوان وفك الحصار عن غزة  ومدّ جماهير فلسطين بكل مقومات الصمود ، تدعو فصائل المقاومة الفلسطينية الى حماية انجازاتها النضالية ومنها انجاز “طوفان الاقصى” كي يبنى عليه  لتقوية موقع مسيرة النضال الوطني الفلسطيني  ، كما  حماية انجازاتها السياسية واولها شرعيتها التمثيلية   التي بني صرحها بدم الشهداء، لان عكس ذلك سيؤدي الى التفريط بالنتائج الايجابية لهذا الانجاز الوطني الكبير وهو الذي اعاد القضية الفلسطينية  الى مداها القومي والى الفضاء الانساني  وحولها  الى قضية رأي عام دولي. 

في ذكرى استشهاد شهيد الحج الاكبر الرفيق القائد صدام حسين وذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية، ليتجدد عهد المناضلين المقاومين على أرض فلسطين لشعبهم وأمتهم بمغادرة كل أشكال الانقسام السياسي لأجل أن تستمر الثورة مسيرة صاعدة حتى تحرير فلسطين ولأجل انهاء كل أشكال الاستلاب القومي والاجتماعي للأمة العربية.

تحية لروح الشهيد القائد صدام حسين في الذكرى السابعة عشر لاستشهاده.  

وتحية لقائد ثورة فلسطين ومطلق رصاصتها الأولى الرئيس الشهيد ياسر عرفات

تحية لشهداء فلسطين والعراق وكل الأمة العربية.

تحية لشعب فلسطين ومقاومته وممثله الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية

تحية لشعب العراق ومقاومته ضد الاحتلالين الأميركي والإيراني.

عاشت فلسطين حرة عربية، عاش العراق حراً عربياً ديموقراطياً موحداً، عاشت الأمة العربية.

الشفاء للجرحى، والحرية للأسرى والمعتقلين من أبناء شعبنا في فلسطين المحتلة والعراق.

  والخزي والعار للخونة والمتآمرين والمطبعين.

القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

في ٢٠٢٣/١٢/٢٧