شبكة ذي قار
ثورة26 سبتمبر..عظمة الانجاز التاريخي

ثورة26 سبتمبر..عظمة الانجاز التاريخي

عبد الله الحيدري

الذكرى الثانية والستين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيد

إن الاحتفاء بثورة 26 سبتمبر هو احتفاء، بعظمة الإنجاز التاريخي، ونبل الأهداف التي انتصرت لإنسانية الإنسان وقيم الحرية والكرامة والعدل، وانتصرت للعلم والعقل وللتاريخ ولعظمة هذا الشعب الذي انطلقت منه أولى حضارات البشرية حيث شكلت ثورة 26 سبتمبر 1962 أهم منعطف في تاريخ اليمن المعاصر ومثلت أهدافها الخالدة انطلاقة مجيدة للشعب اليمني نحو العزة والحرية والكرامة والعدل والمساواة والديمقراطية والتنمية والاستقلال والسيادة الوطنية ورفض الوصاية والهيمنة الأجنبية ومهدت لانطلاق شرارة ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة وان احتفالنا بهذا العيد السبتمبري المجيد وبكل أعياد الثورة اليمنية في كل عام هو احتفالا يمثل الإرادة الحرة الملتزمة بخيار الثورة قدرا وإنجازا تاريخيا عملاقا ومبادئ وطنية وقومية واضحة ومشرقة بالوفاء إيمانا وخلقا ملتزما لكل حر ثائر أبي والتزاما بكل ما يمكن المسئولية الوطنية تجاه ما يمثل وجودا حرا كريما وفاعلا لكل الشعب وكل الوطن وان أعظم صور التعبير عن ذلك يتجلى في مواقع العمل والعطاء والبذل والتضحية لتظل ديمومة الثورة قوة فعل وإنجاز وإبداع في كافة الحقوق والميادين والانتصار على كافة المعوقات وقد كان لقيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ضرورة وطنية وحضارية للقضاء على الحكم الاستبدادي الكهنوتي السلالي الذي حكم اليمن لقرون وإعلان قيام النظام الجمهوري واستعادة هوية ووحدة وحضارة اليمن الأرض والإنسان وتاريخه المجيد. ثورة تجلت فيها إرادة وتضحيات ووحدة أبناء الشعب اليمني شمالا وجنوبا في مواجهة الظلم والظلام الذي خيم على اليمنيين شمالا وجنوبا معلنين بتضحيات أولئك الشجعان ودماء قوافل الشهداء ميلاد أمة جديدة وعهد جديد وفاتحة مسار وضاء للتخلص من نير وجبروت الاستعمار البريطاني في جنوب اليمن
نعم انها ثورة شعبية عارمة نابعة من عمق الصحوة الوطنية في ضمير الشعب وتمرده على كل أغلال الظلم والظلام وقيود القهر والتسلط والتخلف وبفضل الثورة سطعت شمس الحرية على الأرض اليمنية وانتصر الشعب اليمني لقيمه ومبادئه وعقيدته.

بيان القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي حول العدوان الصهيوني

طليعة لبنان  :

الاجرام الصهيوني لاحدود له

 ولا سبيل لمواجهته الا بوحدة وطنية شاملة

 

اكدت القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي ، ان الاجرام الصهيوني لاحدود له ، وان من ارتكب حرب ابادة جماعية ولما يزل بحق غزة ، لايتواني عن ارتكاب جرائم حرب بحق لبنان واخرها العدوان الواسع النطاق على مساحة الارض اللبنانية وان لاسبيل لمواجهة هذا الاجرام الا بوضع الصراع في اطار بعديه الوطني والقومي الشاملين .

جاء ذلك في بيان للقيادة القطرية للحزب في مايلي نصه

 

اقدم العدو الصهيوني خلال الساعات الاخيرة على ارتكاب جريمة حرب جديدة ضد اللبنانيين اوقعت مئات الشهداء ومايفوق الالف جريح عدا التدمير الواسع الذي طال الاماكن السكنية والمرافق الحياتية والحيوية والقطاع الخدماتي  بتوسيعه لنطاق عملياته العدوانية على مساحة الارض اللبنانية  ، مستحضراً بذلك مشهدية عدوانه على غزة التي ارتكب بحق اهلها ولم يزل حرب ابادة جماعية اودت بعشرات الالوف من الشهداء جلهم من الاطفال والنساء وما يفوق المئة الف من الجرحى عدا الاسرى والمفقودين.

 ان العدو الصهيوني الذي بدأ يعطي لصراعه مع الامة العربية على مستىوى الجزء الوطني والكل القومي بعده الوجودي يقدم  اثباتاً جديداً بان مشروعه لايستهدف فلسطين وحسب بل الامة برمتها . وان  اقدامه على  تدمير البنيات الوطنية  العربية مستفيداً من ادوار القوى الرديفة لمشروعه التدميري انما   يتقدم على استهدافه  “للحلقات السياسية” خارج اطار الدولة الوطنية  التي تمارس  الفعل الميداني المقاوم ضده. وهذا الذي طبقّه العدو الصهيوني في غزة ، يعمد لتطبيقه على لبنان ، لمجرد ان هذا البلد شكل حاضنة للمقاومة منذالستينيات وحتى تاريخه. والعدو الصهيوني الذي يستمر في اعماله العدوانية  ضد لبنان وفلسطين إنما يقوم بها وهو موحد “الارادة السياسية “على اهداف الحرب ، فيما الاوضاع السائدة في البيئات الوطنية  العربية الداخلية التي يفترض ان تكون حاضنة للفعل المقاوم للاحتلال  ،محاصرة بواقع الانقسام السياسي الفصائلي في فلسطين  وبواقع الانقسام السياسي في لبنان  على اكثر من صعيد . 

وطالما ان العدوان الصهيوني  الواسع الذي يتعرض له لبنان حالياً ، كما الذي تتعرض له غزة ليس  الاول ولن يكون الاخير طالما الصراع مع هذا العدو هو صراع وجودي بين الامة العربية حصراً والحركة الصهيونية بكل داعميها الدوليين وخاصة اميركا والاقليمين وخاصة الذين يتغولون في العمق القومي ويعملون على تفتيت البنى القومية العربية وطنياً ومجتمعياً، فإن نجاعة التصدي للعدوانية الصهيونية وردعها  واسقاط مفاعيلها  ، تتطلب  :

اولاً :  توحيد قوى الفعل الفلسطيني المقاوم  للاحتلال الصهيوني  ، لان الوحدة الوطنية على قاعدة برنامج مقاوم هي التي تقّوي  عضد المقاومة على الارض وهي التي تحصن الموقف السياسي من انزلاقات المساوامات السياسية  وهي التي تبقي الموقف الوطني الفلسطيني في وضع  الاستعصاء امام كل محاولات الاسقاط للهوية الوطنية الفلسطينية ، وبالتالي الحؤول دون تمرير الصفقات السياسية التي تطبخ في الكواليس الدولية والاقليمية على حساب الحقوق الوطنية الفلسطينية ، ولذا يجب الاسراع في تفعيل “اتفاق بكين ” كرد سريع على مايسعى العدو لتمريره بشأن غزة وبعدها الضفة والقدس.

ثانياً : الاسراع باعادة الاعتبار للدولة اللبنانية كهدف يحتل الاولوية على أي مطلب اخر ، وذلك ليس لضرورة الانتظام للحياة العامة واعادة تفعيل دور  المؤسسات والمرافق العامة   وحسب ، وانما وبدرجة اولى ، لتوفير ارضية وطنية صلبة تكون قادرة على مواجهة التحديات التي يفرضها العدو الصهيوني وتأدية الدور الوطني المطلوب في تلقي النتائج وتأمين مقومات الصمود الاجتماعي والانساني في مواجه المخاطر الناجمة عن تصاعد العدوان الصهيوني وتوسع نطاقه.

 والقيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي ، اذ تقدر عالياً الحمّية الوطنية لدى الشعب اللبناني والذي سارع الى تقديم  مايمكن تقديمه للتخفيف من وطأة النزوح من المناطق التي تتعرض للعدوان ، ترى ان المسؤولية الاساسية. انما تقع على عاتق الدولة ، اذ لا امكانية لطرف او فريق مهما بلغت امكاناته،  القدرة على تلقي النتائج واحتوائها والتخفيف من  اعبائها في ظل المدى الذي وصل اليه العدوان  وتداعياته .  وهذا مايتطلب اعادة الاعتبار للدولة ولدورها وحضورها السياسي والخدماتي لمواجهة  التحديات التي يفرضهاالعدوان الصهيوني  كما تلبية الحاجات الاساسية للمواطنين ، وهو ما بات يملي الخروج من دائرة المناكفات السياسية الداخلية  والاسراع  بملء الفراغ في المؤسسات الدستورية وخاصة في موقع رئاسة الجمهورية  واعادة تسيير الادارة العامة ،  اخذين بعين الاعتبار مصلحة لبنان الوطنية التي ترتقي فوق المصالح الفئوية الداخلية  وفوق مصالح القوى الدولية والاقليمية التي تتعامل مع ساحة لبنان وبعض قواها بانها ساحة لتنفيذ اجندة اهدافها الخاصة ولو كان على حساب التضحيات الجسيمة التي يقدمها شعب لبنان في التصدي للعدوان وفي تلقي نتائجه. وقد آن الاوان للبنانيين ان يدركوا ولو متأخرين كما للعرب اجمعين  ، بان العدوالصهيوني كما هو عدو وطني للبنان بكل مكوناته ، إنما هو عدو قومي للامة العربية بكل مكوناتها الوطنية وبغض النظر عن طبيعة انظمتها السياسية. ومن كان كان خارج هذين الاصطفافين الوطني والقومي لن يتوانى عن عقد الصفقات مع هذا العدو اذا ماتأمنت مصالحه الخاصة والذاتية.

التحية للصامدين من ابناء شعبنا وهم يواجهون الة الحرب الصهيونية وحيدين الا من التعاطف الشعبي   والتحية موصولة للشعب  الذي ارتقى فوق الخلافات السياسية ، واندفع للمساعدة في تخفيف  وطأة النزوح وتلقي نتائج العدوان  .

الرحمة للشهداء الذين سقطوا من جراء العدوان الصهيوني المتواصل فصولاً ، والشفاء للجرحى ، ونقولها ونؤكد عليها بأن لا سبيل لمواجهة هذا الاجرام الصهيوني الا بوحدة وطنية تخوض  الصراع مع العدو في اطار بعديه الوطني  القومي الشاملين .

 

القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي  

بيروت في ٢٠٢٤/٩/٢٤

 

 

 

 

 

 

بيان قيادة قطر العراق في الذكرى الرابعة والأربعين للرد العراقي الحازم على العدوان الإيراني  

بيان قيادة قطر العراق

في الذكرى الرابعة والأربعين للرد العراقي الحازم على العدوان الإيراني

 

يبقى الثاني والعشرون من أيلول عام 1980، من الأيام الخالدة في تاريخ العراق الحديث، وذلك عندما انطلق صقور الجو العراقيين الأبطال، ليدكوا مواقع الشر للعدو الفارسي وقواعده الجوية، إيذانا بانطلاق الرد العراقي الحازم على اعتداءات إيرانية استخفت بالصبر العراقي الطويل، وفسرته على أنه صبر نابع من خوف تاريخي قديم.

وهذا الوهم تكوّن عند المراكز والقيادات العسكرية في إيران منذ حقب تاريخية سابقة، وتلقفته النظم الحاكمة في طهران نظاما بعد آخر وأمنت به حد اليقين التام، بأن التفوق الإيراني بعدد السكان والمساحة الجغرافية التي تبلغ ثلاثة أضعاف لصالح إيران يشكل عامل ردع عن أي تفكير عراقي آخر.

ومنذ قيام الدولة العراقية الحديثة عام 1920، بُنيت العقيدة العسكرية العراقية، على الدفاع عن حدود العراق وتجنب أية مواجهة مع دول الجوار، استنادا إلى مبدأ حسن الجوار ومحاولة تجنيب المنطقة، ويلات حروب قد تؤثر على خطط التنمية، وقد تستغلها الدول الكبرى في البقاء في المنطقة وعلى مقترباتها والبحار القريبة منها.

ويبدو أن هذا التصور الذي ظل سائدا في ذهن أصحاب القرار السياسي والعسكري في العراق، وتكرس بفعل الزمن الطويل، قد أسيء فهمه على نطاق واسع في طهران، وأطلق للزعامات الإيرانية الخيال الخصب بأن المزايا التي تتمتع بها، وخاصة بعد اكتشاف النفط  في مسجد سليمان عام 1908، ومن ثم ضم إقليم الأحواز بمساحته البالغة 375 ألف كيلو متر مربع، بقرار بريطاني منفرد إلى إيران، مما عزز ثقتها بنفسها وأعطاها يقيناً بأنها الطرف المفضل على غيره في المنطقة بحسابات الغرب،  ومنحها أكبر مورد مالي وقوة تأثير اقتصادي في المنطقة.

وتواصل هذا الفهم المنحرف لقدرة إيران من خلال قوتها البشرية والاقتصادية المضافة، وهو ما أنعش أحلامها التوسعية كثيرا، ولكن ما لاحظه مراقبو المشهد الشرق أوسطي، أن إيران لم ترنو ببصرها لا إلى الشمال ولا إلى الغرب، بل تركز نظر واضعي الاستراتيجية التوسعية في طهران نحو الغرب فقط، حيث تتركز أحقاد التاريخ القديم تجاه العراق وتنظر إليه كرأس جسر تعبر عليه إلى أفاق أبعد، تظن أنها قادرة على بسط هيمنتها عليها من خلال شعارات تتناسب مع كل ظرف محلي وإقليمي ودولي.

ولعل أبرز نظام جسد هذا الفهم المنحرف، كان نظام خميني الذي وصل إلى السلطة بعربة غربية وأمريكية بشكل خاص، من أحساس غربي على جانبي المحيط الأطلسي، من أن منح إيران وظيفة فيها من التميّز ما يرضي غرورها، يشكل المدخل الجديد لإحكام السيطرة على الوطن العربي، وقمع حركات التحرر التي أخذت خطاً تصاعديا منذ مطلع النصف الثاني للقرن العشرين، وباتت تشكل تهديدا جدياً للاستثمارات والمصالح الغربية، وخاصة في المجال النفطي الذي كان حتى ذلك الوقت، يمثل العمود الفقري للصناعات الكبيرة في الولايات المتحدة وأوربا، ولهذا أصيب كثير من المراقبين بدهشة غير مسبوقة للسرعة التي تهاوى فيها نظام شاه إيران السابق في شباط 1979، وهم الذين ظنوا أنه أكثر النظم السياسية استقرارا في الشرق الأوسط، كما أعلن ذلك صراحة الزعيم الصيني هوا كو فينغ، أثناء زيارته لطهران قبيل اندلاع الاضطرابات في إيران في خريف 1978، والتي انتهت بسقوط نظام الشاه، فقد فسرت تقارير موثوقة أن زيارة رئيس أركان القوات الجوية الأمريكية، لطهران سراً في ذروة تصاعد العنف هناك ثم اجتماعه بالشاه، ونصحه بعدم اللجوء إلى القوة في فض الاضطرابات في بلاده، هو الذي أدى إلى السقوط الدراماتيكي للشاه، فكلمة نصيحة  لا تعني إلا أمراً أمريكيا بهذا الاتجاه، وهو ما فسره شاه إيران بأنه تخلٍ عنه في ساعة العسرة وخذلانه في أحرج وقت يمر منذ أن وصل إلى العرش أثناء الحرب العالمية الثانية.

في ظل هذه الأجواء المتلبدة بغيوم الشك من كل شيء، خرج الشاه السابق الذي تربع على عرش الطاووس، وأخلى مكتبه لشاه جديد يحمل نفس الأحلام التوسعية الموروثة من الشاه، فأعلن أن هدفه القادم بعد اسقاط الشاه، هو اسقاط النظام العراقي، فانطلقت كل الفعاليات السياسية والتحشيد الشعبي والمؤسسة العسكرية في إيران بشكلها القديم المتمثل بالجيش والجديد المتمثلة بالحرس الثوري، بالإعداد للخطط الحربية، وتم استخراج الخطط الحربية القديمة من أدراج رئاسة الأركان العامة الإيرانية، كما تأكد ذلك عندما أعلن قائد القوات البرية الإيرانية تعقيبا على احتلال الفاو العراقية في شباط 1986، بأن خطة احتلال الفاو معتمدة منذ زمن الشاه وتم تنفيذها حرفيا في 1986.

لقد تضمنت اتفاقية عام 1975 مع شاه إيران بنودا من بينها استعادة العراق لمنطقتي سيف سعد وزين القوس، وبدلا من ذلك راحت المدفعية الإيرانية بعيدة المدى، وخاصة المدفع الأمريكي عيار 175 ملم، تمطر المدن الحدودية ابتداء من خانقين وصولا إلى البصرة، مما أدى إلى نزوح الآلاف من المدنيين إلى مناطق آمنة.

وارتفعت الأصوات في أوساط الشعب العراقي تناشد الحكومة بتوفير الحماية لمدنهم وممتلكاتهم، وتوفير الظروف المناسبة لعودتهم إلى ديارهم، ومن أجل اسقاط الحجج والذرائع الإيرانية المعروفة، فقد قدم العراق عشرات المذكرات إلى الأمم المتحدة بضرورة التدخل، لحماية سيادة بلد مؤسس للأمم المتحدة واستقلاله وحماية أرواح مواطنيه المهددة بأفدح المخاطر القادمة من الشرق.

لكن الأمم المتحدة لم تحرك ساكنا، بل مارست سياستها المعهودة بإشاحة بصرها عن وضع متفجر، شكّل تهديداً جدياً للسلام الإقليمي والعالمي، فراحت تمارس دور الناصح، فتارة تدعو إلى ضبط النفس، وتارة تدعو إلى تغليب الحكمة، وتجاهلت كل ما قدمه العراق من مذكرات إليها بشأن تعرض أراضيه لتهديد خطير، وصل حد تهديد الملاحة الجوية في المنطقة وتهديد الملاحة البحرية في الخليج العربي، ووصل في احدى مراحله إلى قيام طائرة حربية إيرانية من طراز F 5 بتحليق استفزازي فوق إراضٍ عراقية، وقد تم اسقاط الطائرة بتاريخ 4 أيلول 1980، أي قبل نشوب العمليات الكبرى في الحرب، وهذا هو الدليل الذي تمسك به العراق في اعتبار أن الحرب بدأت في الرابع من أيلول وليس الثاني والعشرين منه.

  وكل هذه المؤشرات العدوانية التي كان العدو لا يخفي منها شيئا، ظل التعامل العراقي على مستوى القيادات السياسية والعسكرية يتسم بالتردد عن الرد ، انطلاقا من حسابات تقليدية لا تتجاوز مقارنة عدد السكان بين البلدين ومساحتهما، أي تأثير القدرة على التعبئة العامة والعمق الاستراتيجي، ومن هذه النظرة كانت الأفكار تتجه نحو مزيد من التروي وانتظار الاتصالات السياسية وما يمكن أن تسفر عنه من نتائج، مع أن رسم استراتيجية الأمن القومي لأي بلد، يجب أن تصاغ في أعلى المراكز، مثل مجلس الأمن القومي ومراكز الدراسات الاستراتيجية وقيادة الجيش والأجهزة الأمنية العليا في البلد.

إن المعادلة آنفة الذكر صحيحة وسليمة تماما لو كانت بين بلدين متمدنين، يؤمنان بقوة القانون الدولي والمواثيق الدولية، لا سيما ميثاق الأمم المتحدة، ولكن أن تكون المعادلة بين نظام يؤمن بشرعية الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية وخاصة الموقعة بين البلدين، وبلد خرج نظامه تواً إلى أواخر القرن العشرين من القرن السابع قبل الميلاد، فحينذاك ستختل المعادلة تماما، ولن يكون ممكنا وقف الميل فيها، ما لم يلجأ أحد طرفي المعادلة لفرض وجهة نظره، ففي الأيام الأولى صرح خميني أن معاهدة 1975 معاهدة باطلة لأنها موقعة بين طرفين أحدهما تم اسقاطه والآخر سيتم اسقاطه لاحقا، هكذا كان الخميني يدير الدولة الإيرانية التي ورثها من النظام الشاهنشاهي السابق.

في ظل هذه الظروف نفد الصبر العراقي عن آخره، ورسم مسارا غير معهود في سياسات العراق منذ قيام الدولة العراقية الحديثة، يتركز على مفهوم واحد، أن السياسة حينما تعجز عن تأمين المصالح الوطنية وصيانتها، فيجب اللجوء إلى خيارات أخرى.

لقد حذرنا في العراق من الخطر الإيراني سواء في عهد الشاه أو في عهد الخميني ولكن تحذيراتنا كانت تذهب أدراج الرياح، واليوم وبعد أن أشبعت السلطات الإيرانية جماهير الأمة العربية بشعاراتها الزائفة عن فلسطين والأقصى، فها هي اليوم تملك أكبر رصيد من جرائم القتل والتشريد في تاريخ الأمة منذ غزو المغول والتتار، سواء في العراق أو سوريا أو لبنان أو اليمن، ويبدو أن شهيتها لإراقة المزيد من الدماء لن تتوقف، ما لم تخض الأمة قادسية جديدة تذكر بأيام القادسيتين المجيدتين.

تحية بأكبار واجلال على أرواح شهداء الأمة في معارك الشرف والتحريرالمجد لشهداء القادسية الذين افتدوا بدمائهم أرض الوطن، وجاهدوا دفاعا عن كرامة الأمة وعزها وفي المقدمة منهم قائد النصر والتحرير شهيد الحج الاكبر القائد صدام حسين (رحمه الله واسكنه فسيح جناته).

 

 

قيادة قطر العراق

لحزب البعث العربي الاشتراكي

بغداد 22 ايلول 2024

اجتثاث البعث والصيد في الماء العكر

اجتثاث البعث والصيد في الماء العكر

علي العتيبي

منذ أن أصدر المجرم بريمر قراره بحل حزب البعث والجيش والأجهزة الأمنية ووزارة الإعلام  مع حظر حزب البعث وبعدها صدور قانون اجتثاث البعث واستمرت قرارات الحكومات العميلة التي نصبها المحتل باسم الدم قراطية التي افضت الى لجنة المسائلة والعدالة سيئة الصيت التي حرمت الآلاف من أبسط حقوقهم الإنسانية ومنها عدم الحصول على الرواتب التقاعدية رغم السنين الطوال من أعمارهم التي أفنوها لخدمة العراق، والبعض حرموا حتى من الحصول على جوازات السفر إضافة إلى اعتقال وإعدام قيادات حزب البعث والنظام الوطني ثم أصدروا قوانين جائرة أخرى منها قانون تجريم البعث وتجريم من يروج له فصار المواطن الذي يمتدح عمل وإنحازات النظام الوطني يتهم بالترويج لحزب البعث ويتم اعتقاله وسجنه إن لم تتم تصفيته من قبل الميليشيات الولائية ورغم كل ذلك بقي البعث شوكة في عيونهم وصار الشاب العراقي الذي لم يعيش فترة النظام الوطني يترحم ويتباهى بالنظام الوطني ورجاله وعلى رأسهم شهيد الحج الأكبر وهذا كله أرعب أمريكا والصهيونية وإيران المجوسية بحيث صار المحققين الإيرانيين يوجهون سؤال إلى شباب الجنوب لماذا تكرهوننا وتحبون نظام صدام حسين ويعاتبون ذيولهم لماذا ونحن نصرف ملايين الدولارات على الحسينيات وشيوخ العشائر ولم نكسب الشباب ممن على مذهبهم.

رغم برامج الشيطنة والطعن التي يقوم بها أحفاد الأعور الدجال أصحاب قنوات اليوتيوب الحاقدين وممن يعملون لصالح أجندة مخابرات معادية وقنوات فضائية تدعي العروبة والحيادية لكنها تنفذ أجندة أسيادهم من اجل استمرار الشيطنة والطعن واستحداث قنوات يوتيوب لعواهر يدلين بها بتصريحات وروايات وأحداث مفبركة لم تحصل حتى في الخيال ووصل الحد إلى الطعن بالأعراض وتشويه صورة عوائل قيادة النظام الوطني  والبعض باستخدام برامج الدبلجة والمونتاج ويأتي بفيديوهات لنساء أجنبيات ويموه الوجه ويدبلج كلام بلهجة عراقية مكسرة تدعي أنها كانت تعمل في القصر أو في بيوت أعضاء القيادة وتسرد من الأكاذيب والأباطيل بحيث صرنا نضحك عليهم حينما نقرأ تعليقات مشاهديهم الذين كما يقول المثل العراقي ( مفتحين باللبن)  ويعلقون عليهم بسخرية …وبعد ذلك ولكون برامج الشيطنة لم تجد أي نفع فلجأوا إلى الاتصال بضعاف النفوس ممن لفظهم البعث والنظام الوطني وعاقبهم لأنهم ارتكبوا أخطاء بحق العراق وشعبه وحوكموا وفق القانون إلا أن نفسيتهم الحاقدة بدلا من أن يخجلوا من الأفعال التي قاموا بها ضد الحزب والنظام الوطني فخنعوا لطلبات تلك القنوات وخرجوا لنا بلقاءات بائسة يتخللها الكذب والتدليس وجعل الأمور شخصية واتباع طريقة الأحزاب الطائفية بادعاء المظلومية وصاروا يطعنون بالشهيد القائد صدام حسين طيب الله ثراه وبالنظام الوطني وبأعضاء القيادة التي هم كانوا جزء منها.

تحاول هذه القنوات أن تستغل حاجة البعض المادية واستغلال هؤلاء الأشخاص كونهم سبق أن تم معاقبتهم ليستدرجوهم لينفثوا سموم الحقد ليفشوا أسرار الدولة والحزب ويضيفوا روايات كاذبة وتهويل احداث وادعائهم البراءة كما يحصل مع الذي كان يشغل وزير الزراعة كريم حسن رضا الذي نسي الدعم الذي كان يحصل عليه ابتداء من ارساله للعلاج من مرض معدي ثم تعيينه محافظ ووزير وسرق وحوكم قضائيا والاخر الذي كان يشغل معاون مدير جهاز المخابرات وشغل منصب مدير الجهاز بالوكالة لمدة شهرين وكان يستغل موقعه ويستغل قرابته للشهيد ليبتز المواطنين ويسرق أيضاً ويتعامل بالربا وفضائحه منشورة على الصفحات واستهجن منه أقرب الناس له ولكن حينما يتم إحالته إلى القضاء ويحاكم قانونياً يدعي المظلومية رغم ان قضيته معروفة لدى العراقيين وأمثال هؤلاء آخرين  أمثال العميل سالم الجميلي الذي لا يقل عنهم قبحاً، وكل هذا يقع ضمن حملة شعواء للشيطنة والطعن بالنظام الوطني بعد ان عجزت هذه الفضائيات من استدراج وزراء وطنيين خلال المقابلة فكانت ردودهم صواريخ قاتلة للعملاء بثباتهم على مبادئهم الوطنية واوضحوا للعالم بصدق حقيقة النظام الوطني وقائده الشهيد صدام حسين وتفاعله مع تقديم الخدمة للشعب العراقي ولهذا لجأت الى ضعاف النفوس والشخصية ليستدرجوهم كما يريد أعداء البعث والعراق والنظام الوطني وكل هذا بسبب أن أمريكا والصهيونية وإيران وعملاؤهم في المنطقة الخضراء عجزوا من اجتثاث البعث لأن البعث ولد من رحم ومعاناة الامة وليس من مواخير المخابرات الغربية والفارسية

ونختتم بمقولة شهيد الحج الأكبر القائد صدام حسين رحمه الله (إذا خانتك قيم المبادئ فحاول ألا تخونك قيم الرجولة)، ولكن هل هؤلاء رجال مبادئ ويتمتعون بالرجولة، أم فقدوا الصفتين من خلال الكذب والتدليس والتشويه والشيطنة.

الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن الماضي هل جاءت من فراغ .. ؟؟

الحرب  الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن الماضي

هل جاءت من فراغ .. ؟؟

 

الرفيق أبو عمر العزي

 

الصراع العربي الفارسي

1 –  الصراع العربي _ الفارسي لم يكن وليد الحاضر وانما هو ازلي منذ الآف  السنين..!

ولم تذكر كتب التاريخ ولا في أية حقبة من التاريخ أن العرب اعتدوا على الفرس ولو لمرة واحدة, وإنما كان دائماً  المعتدون هم الفرس , أخذ الصراع بين العرب والفرس طابع الكر والفر على مر العصور والاسباب الحقيقيه لهذا الصراع هو نتيجة الاطماع الفارسيه باراضي العرب والعراق بشكل خاص , لقد اسس الفرس استراتيجيه خبيثه  طويلة المدى للتعامل مع العرب، وبنوا ذلك على إرث سياسي قديم لا يزال حيًّا في فكرهم وهو ما تؤكده الأحداث التاريخية في الصراع الفارسي العربي منذ القدم ,اليوم استعادت إيران مسارات الصراع التاريخية ووظفتها لصالح الحلم الفارسي في التمدد غربا خاصة في العراق، وشكل التدخل في شؤون جيرانها العرب الهدف الأول، وهذا ما كان يفعله الملوك الساسانيون في فارس القديمة، فقد كان ساحل الجزيرة العربية الشرقي ساحة معارك دائمة، وسكانه يعانون من التدخلات الفارسية، يتعامل الإيرانيون بـ “الحيلة الفارسية”، وهي الوصول إلى غاياتهم بأيدي غيرهم، والوقوف من خلف المشهد , يحركون الدُّمَى التي يمتلكون التأثير عليها وفق سياسة الاختراق للشعوب العربيه واستمالة بعضهم وتطبيق ايدولوجيه فرق تسد بينهم اعتمدوها في حروبهم عند احتلالهم لارض العرب واتخاذهم  كحائط صد او جدار  تجاه قبائل واقوام اخرى بمعارك مباشره واخرى غير المباشره , كما حصل مع المناذره في الحيره حيث استمالوهم الى جانبهم  ضد الغساسنة العرب في الشام المنظوين انذاك  تحت  سيطرة الروم , جاء الاسلام وحرر ارض العرب بمعارك القادسيه والشام  من نير الاحتلالين الفارسي والروم البيزنطي وبتحررهما  قد تخلص العرب من اسوأ احتلالين عرفوه  في تاريخهم الاسلام والفرس

 

 2 –  لم يؤمن الفرس بالاسلام ايمان حقيقي وانما كان ايمانهم ايمان المنافقين بعد الاسلام , بظاهرهم مسلمين وفي باطنهم من الد اعداء الاسلام والمسلمين وذلك الاسلام المخادع هو بحقيقته لحماية انفسهم واموالهم ومراكزهم بين شعوبهم ,لم يكن للفرس  شأن بعد سقوط وزوال امبراطوريتهم المجوسيه غير ما ملئ قلوبهم  بالحقد والكره على العرب وحياكة الدسائس وتدبير المكائد بالغدر تاره  والحيل والخداع تاره اخرى والتي لم تنقطع عبر  التاريخ حتى يومنا هذا…!!  لأنهم لم  يؤمنوا بالاسلام ايمان حقيقي وانما ايمان ظاهري كإيمان المنافقين في عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

   شكل سقوط الامبراوطوريه الفارسيه للفرس صدمه كبيره وقاسيه ومره ولم  يتوقعوها ولم يألفوها على الاطلاق ولأن السقوط هذه المره جاء من العرب ألد اعدائهم ولانهم في مخيلتهم يعتبرون العرب ليس اهل حضاره وانما اهل بداوه ورعاة للابل والماشيه فيستكثروا عليهم انهم اهل هذا الانتصار عليهم , دفع هذا السقوط غير المحسوب  لان  ينتقموا من العرب باي شكل من الاشكال ولكن ليس بساحات الحرب وانما بالمكر والغدر وهذا ما حصل فعلا عبر التاريخ وهي كثيره نذكر بعضها واهمها:

 أ. قتل الخليفه عمر ابن الخطاب رضي الله عنه من قبل المجوسي عبد الرحمن بن لؤلوه الفيروزي والاستهداف واضحا لان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه حطم  امبراطوريتهم العتيده .

ب. قتل الخليفه الرابع علي بن ابي طالب رضي الله عنه في الكوفه  وقاتله ايضا الفارسي المجوسي عبد الرحمن بن ملجم والدوافع نفسها .

 ج.لم يكن مقتل الخليفه عثمان بن عفان بمعزل عن تدبير ومكر وغدر الخبث الفارسي

د.مقتل الامام الحسين رضي الله عنه بدعوته المجيئ الى الكوفه لمبايعته ثم التخلي عنه وتركه ليلاقي مصيره واهل بيته بنكبه كبيره وقاسيه وموجعه .

 هـ .نكبة البرامكه في العهد العباسي الخليفه هارون الرشيد رضي الله عنه وذلك لتآمرهم لانتزاع الحكم من الخليفه ..

 و. خيانة العلقمي الفارسي للخليفه العباسي مع التتر المغول والذي ادى سقوط الخلافه العباسيه

 ز. احتلال بغداد من قبل السفاح اسماعيل الصفوي والمجازر التي اجراها بحق اهلها

 ح. استمالة الانكليز الى جانبهم وجعلوا من انفسهم عملاء وخدم اليه وبحيله ومكر وغدر كما عرف عنهم  القى الانكليز القبض  على شيخ المحمره خزعل الكعبي وتسليمه  لايران وفق اتفاق مبطن بينهم وبين الانكليز  لان شيخ المحمره ما كان على وفاق مع النظام الفارسي وليتم اعدامه سنة 1925.

 ط. بعد اعدام شيخ المحمره يقدم النظام  الارهابي الفارسي على احتلال المدن العربيه المحمره والاحواز وعبادان والساحل الشرقي للخليج العربي ويضمها اليه .

ك. لم يتخذ الانكليز اية رد فعل  على ذلك الاحتلال العدواني غير الشرعي والمستهجن  الغادر بحق المدن العربيه التي احتلها الفرس .

 ل. الغريب في الامر ان احدا لن يستنكر من العرب على ايران والانكليز لان كل ارض العرب هي محتله وتحت وصاية  الانكليز والفرنسيين ولكن غير مبرر لهم هذا الصمت .

 

معاداة الفرس لثورة 17 تموز

3 –   تسلم حزب البعث العربي الاشتراكي بثوره بيضاء السلطه  في 17 تموز 1968  ولم يمضي على الثوره الا اربع سنوات حتى يعلن النظام الايراني الغاء اتفاقية عام 1937 الموقعه بينه والحكومه العراقيه في عهد الملك غازي رحمه الله وتظهر هذه الاتفاقيه ان شط العرب بكل حدوده هو ضمن الاراضي العراقيه  من المنبع حتى المصب في الخليج العربي ,وان  اعلان ايران بالغاء هذه الاتفاقيه هي حرب على العراق وبدايه جديده لنوايا غير حسنه واطماع في اراضيه ومياهه  , في عام 1972 وبعد الغاء الاتفاقيه بوقت قريب حصلت صدامات مسلحه بين الجيش  العراقي والجيش الايراني على الحدود الدوليه الكائنه بين بدره ومهران  الايرانيه ..!!  لم تدوم هذه الاشتباكات الحدوديه طويلا ولكنها تركت اثرا واستغراب لدى القياده وخاصه بعد اعلان الجانب الايراني الغاء اتفاقية عام 1937  .

 

الخميني يحكم ايران 

4 – في عام 1979 حصلت انتفاضه شعبيه عارمه في ايران تبين ان امريكا والغرب وراءها ويرعاها بعد ان قيدت امريكا شاه ايران بان لايفعل اي مواجهه عسكريه ضدها حتى استفحل امرها لتأمره لاحقا بمغادرة ايران الى اي بلد يقبله ولم تقبله هي ولا اية بلاد غربيه …!!!؟ بعدها حل الخميني على ايران حاكما ويستلم نظامه السلطه بتدبير امريكي غربي ولربما برضى اسرائيلي .

الخميني مأزوم على العراق من البدايه

5 – حصل العراق على معلومات تشير ان الغرب وامريكا تعد وتوعد الخميني باستلام الحكم من الشاه ودلائل ذلك فرنسا قبلت استظافة الخميني عندها وفي ارقى احيائها في باريس وسمحت وسهلت له الاتصال بكل انحاء العالم عبر القنوات التلفزيونيه المختلفه والصحافه وكل الوسائل المسموعه والمرئيه  من كل دول العالم والصحافه وابدى تجاه العراق ما يلي:

أ. توعد ان استلم السلطه في ايران ان اول عمل له هو اسقاط النظام العراقي وحسب قوله ( الكافر)

ب.انه يكن كره وعداء كبير للبعث ورئيسه صدام حسين

ج. بعد مجيئيه المتوقع الى ايران واستلامه السلطه وفق ما متفق عليه مع امريكا والغرب  اعلن انه سينقل ثورته الى الوطن العربي واولها العراق .

د. علق بشكل سلبي على برقية تهنئه القياده باستلامه الحكم …!!.

هـ.على لسان كبار مسؤليه اعلن تجميد العمل باتفاقية الجزائر يعني نسيانها وجعلها من الماضي.

 و. وجه رساله الى احد ما يسمى رجال الدين في العراق يدعوه بالتحريض على ثوره مشابهه لما حصل .

ز.بدأ الاعلام الايراني ومسؤولي النظام الجديد بحمله عدائيه على العراق ويدعون شعبه على التمرد واحداث ثوره فيه والاطاحه بنظام حكمه الكافر الحالي

ح. وضع النظام الخميني الجديد دستورا يعتبر الاراضي الاسلاميه متاحه لجيش نظامه

ط.بدأت اول عمليات العنف المسلح في الجامعه المستنصريه ومحاولة قتل مسؤول عراقي كبير واستشهاد عدد من الطلبه وجرح اخرين

ك. حوادث اخرى حصلت بعد حادثة المستنصريه ومظاهراات معاديه محدوده تم قبرها

ل. اشتباكات مسلحه على الحدود ودخول القوات الايرانيه الى اعماق معينه واحتلال عوارض استراتيجيه وتعبويه ومخافر حدوديه

م. عرقلة سير السفن التجاريه في شط العرب .

س. اختراق الاجواء العراقيه طيران حربي واسقاط احدى طائرات ذلك الاختراق الذي حصل.

ع. قصف مدفعي ثقيل مستمر على المدن والقصبات والقرى الحدوديه

ف. نزوح عشرات الالوف من المدن والقصبات الحدوديه الى مدن العراق البعيده عن الحدود خوفا من القتل والتدمير للممتلكات

ق. العراق يحيط المنظمات الدوليه بكل ما يحصل من اعمال عدوانيه سواء في الداخل او على الحدود

ر.  هذا الذي اشرنا من الاعمال والافعال العدوانيه واخرى لم نتطرق لها فعلها النظام الايراني وجعل العراق يعيش فعلا وواقعا اجواء حرب كامله الاركان قبل يوم الرد الحاسم  في 22 ايلول  عام 1980.

 

الرد العراقي الحاسم على العدوان الايراني

 6 – بعد نفد صبر العراق على ما ارتكب النظام الايراني من حرب عدوانيه ضد العراق ولم يتم ردعه من المجتمع الدولي والامم المتحده ولم تنفع مع هذا النظام الوساطات الدوليه وتدخلات بعض الدول الخيره لا يقاف الحرب من طرف المتعنت النظام الفارسي  دفع العراق لان يتخذ قرار الرد الحاسم بنفسه على الحرب العدوانيه والخطه التي وضعها للرد واضحه من اهدافها غايتها ابعاد الشر والأذى عن شعبنا واستعادة ارضنا ومياهنا وليس لغرض احتلال اوضم ارضا ايرانيه الى اراضينا .

7 – شرعت القوات العراقيه البريه والجويه والبحريه بتنفيذ الخطه المرسومه لها ودخلت الاراضي الايرانيه  بنجاح وتحققت بعض المهام لها  وتواصل الاخرى مهامها لاكمالها على قدم وساق وانجزتها لاحقا وتم تحقيق الهدف من تحرير الارض والمياه ودفع العدو باعماق مختلفه وابعد القصف المدفعي المعادي ولم يعد يطال المدن والقصبات والقرى الحدوديه واتخذت القوات طابع الدفاع عن مواضعها واحكمت السيطره وصدت عنها اية محاولات العدو دفعه عنها .

 

 العراق يعلن الموافقه ع وقف الحرب .

8 – اعلن العراق عبر رسائل ومبعوثين الى المنظمات الدوليه الامم المتحده ومجلس الامن بموافقته على ايقاف الحرب شرط اعتراف ايران بحقوقه المشروعه ارضه ومياهه

9-  الجانب الايراني يرفض مبادرة العراق هذه ويصر على استمرار الحرب وانسحاب الجيش العراقي من داخل اراضيه , كما انه رفض كل الوساطات الدوليه التي شكلتها الامم المتحده لايقاف الحرب .

10 – بعد معارك طاحنه وسنوات من الحرب وخسائر بشريه وماديه كبيره ومن الطرفين وحقنا للدماء قبل العراق سحب قواته من الاراضي الايرانيه كافه ولكن الجانب الايراني رفض ايضا وقف اطلاق النار لتتضح نواياه ان هدف حربه هو احتلال العراق بما لا لبس فيه , واستمر ضغطه العسكري على العراق تاره في هذا القاطع وتاره في قاطع اخر ويختار بعنايه اهداف استراتيجيه مؤثره ان تم احتلالها لتدفع العراق الى الانهيار والاستسلام ولكنه يفشل في كل مره يقدم على هكذا اهداف .

 

معارك التحرير الخالده

11 –  وجهت القياده العامه للقوات المسلحه بشخص القائد العام للقوات المسلحه الرئيس الراحل صدام حسين رحمه الله لاركان القياده العامه بالتخطيط لمعارك تحرير ارض العراق بالكامل وفق ما يلي:

 أ. الكتمان الكبير لخطة تحرير الارض وحصرها بضباط القياده العامه واخرين حصرا.

 ب.تخطيط دقيق لعمليات التحرير لصفحة الهجوم

و. تهيئة كافة المستلزمات والتجهيزات اللازمه لمعارك التحرير .

ز. اختيار القاده والامريين الاكفاء ومن اللذين تتوسم به الشجاعه وتحمل المسؤوليه .

ح. التاكيد على الحشد الناري المختلف والكبير

ط. التاكيد على التعاون والتنسيق بين القوات

ك. اختيار توقيتات الهجوم المناسبه للتنفيذ

ل. معايشة القوات المنفذه مع القوات المدافعه مع التاكيد على الكتمان لعمليات تنفيذ الخطظ .

12 – تم الاستعداد لمعركة تحرير الفاو بعد ان انجزت كافة الاستحضارات على اكمل وجه والمعنويات على احسن ما يرام , فشرعت القوات المخصصه لانجاز المهمه الى اماكنها المحدده  بهدوء حتى لا تثير انتباه العدو وبدأت باكمال الاعمال المطلوبه لانجاز مهمته من تسجيل نيران الى توجيه اسلحته الى مواقع العدو تنتظر وقت الهجوم المحدد , دخل الوقت المطلوب لتنفيذ الواجب وهو يوم 17 نيسان من 1988 الساعه 630 فجرا ,تحركت الى اهدافها مدعومه باسناد مدفعي وصاروخي وهاونات مختلفة العيارات الناريه لتنجز اعظم مهمه في حرب ايران العراق وتزف القياده في ذلك اليوم الى شعبها بشرى تحرير الفاو من الاحتلال الايراني البغيض وتطوي صفحة احتلالها المشئوم الى الابد

13 –  تعتبر معركة تحرير الفاو انموذج للعمليات الهجوميه الناجحه في حرب ايران على العراق ومن انجحها على الاطلاق وقد حطمت هذه المعركه العظيمه المباركه ظهر الجيش الايراني وقيادته ونظامه السياسي وقد اعقبت معركة تحرير الفاو معارك اخرى لا تقل اهميه عن تحرير الفاو ساقت هذه المعارك المباركه الى استسلام النظام الايراني ودفعه لايقاف الحرب صاغرا وقال الخميني قولته المشهوره بان قبوله وقف اطلاق النار والحرب على العراق وكاني اجرع كأس السم , وان ما حصل للنظام الايراني بهذه المعارك الكبيره هو الانهيار بالمعنى الحقيقي لجيشه وحرسه الثوري واعترف خميني ان قبل نصيحة مستشاريه العسكريين والسياسين اللذين بينوا له ان لم يقبل بوقف الحرب سيدفع الى سقوط النظام وتولي المعارضه الحكم في البلاد

الحذر من الفرس وحلفائم الغربيين

14 –  لقد كشفت حرب الفرس على العراق الكثير من الجوانب التي يجهلها الكثير من ابناء الوطن العربي  وخاصه علاقة الفرس بالكيان الصهيوني الاستراتيجيه المبطنه وكذلك مع امريكا والغرب , فقد اثبتت الاحداث والوقائع ان مجيئ الخميني الى ايران عقب ما يسمى الثوره الخمينيه هو زائف وانما الحقيقه مجيئه بتنسيق غربي امريكي اسرائيلي .

15 –  كشفت حرب ايران على العراق ان الغرب كان يدعم النظام الايراني بالاسلحه والمعلومات والخبرات .

16 – كشف اول رئيس لايران بعد انتفاضة الشعب الايراني في عام 1979 الحسن بني صدر ان الاتصالات الامريكيه _ الايرانيه كانت متواصله بعد تسلمهم الحكم وانه ابلغ الخميني بهذا الامر لانه كان لا يعلم بها واجابه واعمل وكانك لم تسمع ….!!!

17 – اتضحت الامور ان الكيان الصهيوني كان يزود ايران بالاسلحه وفضيحة ايران غيت دليل على ذلك .

18 –  ظهر بشكل واضح ان الحقد والكره الفارسي للعرب والعراقيين هو ممتد من عصر ما قبل الميلاد حتى هذا اليوم .

19 – السياسه الايرانيه والايدولوجيه هي نفسها تجاه العرب مكر وغدر وسياسة فرق تسد والحروب بالوكاله والاطماع لم تتغير.

20 – ايران لا يلزمها عهد ولا مواثيق على الاطلاق عندما تتطلب مصالحها وشيمتها الغدر والحيله مع جيرانها العرب حيث لا آمان لها .

21 –  ايران لا ينفع معها الا القوه وعندما تكون قوي لا تظهر لك العداء وعندما تضعف تهاجمك ..

22 –  انتهكت ايران حرمة الجيره مع العراق في احداث مهمه , في سنة 1991 دعمت الاحداث الغوغائه عقب انسحاب الجيش من الكويت وعلى اثر ذلك تم اسقاط 14 محافظه والعبث فيها وقتل الاخيار من شعبنا خلالها.

23 –  نسق النظام الايراني الفارسي مع امريكا لغزو العراق على عكس ما كانت يدعي النظام الايراني ودعمت المشروع السياسي الامريكي فيه بكل خطواته وهذا يدل على حقيقة العلاقات الامريكيه الايرانيه الاستراتيجيه بينهما في الخفاء .

24 – ننبه شعبنا وامتنا العربيه انه لا خيار لكم بوطن حر مستقل الا بتخلصكم من الاحتلالين الامريكي والفارسي وضرورة انطلاق ثوره مجتمعيه متكامله لتحرير العراق من هذين البلائين الجاثمين على صدوركم.

نحو صياغة حدود واضحة بين الفكرين القومي والإسلام السياسي (ج1)

نحو صياغة حدود واضحة

بين الفكرين القومي والإسلام السياسي

(ج1)

حسن خليل غريب

تمهيــد

أعطى حزب البعث العربي الاشتراكي أولوية للرابطة القومية وميَّزها عن كل ما عداها من المقومات التي أسهمت في تكوينها، والإسلام هو أحد تلك المقومات. هذا ما هو واضح في فكر الحزب -من خلال دستوره- حيث جاء فيه ما يلي: إن «الرابطة القومية، هي الرابطة الوحيدة القائمة في الدولة العربية، التي تكفل الانسجام بين المواطنين، وانصهارهم في بوتقة واحدة…»( 1). وكانت القومية تتمتَّع دائماً بالحد الأدنى من «المقومات الضرورية التي كوَّنتها اللغة والدين والتراث، وهي الآن ترتفع فوق هذه المقومات جميعاً لتزداد حياة وإنسانية” (2 ).

من الواضح، هنا، أن الحزب أعطى أرجحية مطلقة للقومية، وهذه مسألة لا لبس فيها. فالقومية، إذاً، ثابت والمقومات التي أسهمت في تكوينها هي، حكماً، من المتغيرات. فهل أثبت التاريخ صحة هذه النتيجة؟

 -على صعيد المقـوِّم الديـني: وُجد العرب قبل الإسلام. وجاء الإسلام ليسهم بشكل أساسي في تكوين المسألة القومية العربية. أي بمعنى أنه وحَّد بين القبائل العربية سياسياً في ظل دولة واحدة. ووحَّدهم ثقافياً حول وحدانية الله. وأسهم في نشر اللغة العربية. وساعد على بناء دولة لعبت دوراً في تأسيس حضارة جديدة أخذت تنافس الحضارات التي كانت سائدة في تلك المراحل. وقد استفاد منها وأفادها.

-على صعيد مقـوِّم اللغـة: لم تكن معظم الشعوب التي ضمَّتها الدولة الإسلامية، من خلال الفتوحات الإسلامية، تعرف اللغة العربية، بل كانت لها لغاتها الخاصة السابقة على انضمامها للدولة العربية الإسلامية. سعت تلك الشعوب -في سبيل فهم الدين الجديد- لاكتساب اللغة العربية، فأصبحت لغة الدولة، وانكفأت لغات الشعوب الجديدة التي انضمَّت إلى الدولة الإسلامية، وظلَّت جزءًا من تراثها، لكن بدون دور مميَّز لها على الصعد الثقافية أو الاقتصادية أو السياسية.

-على صعيد مقـوِّم التراث: وسم التراث الثقافي الإسلامي الثقافة العربية بعمق واضح. فكان التراث عربياً، قبل التبشير بالدعوة الإسلامية؛ ولما استطاع الإسلام أن يضيف إليه إضافات ذات تأثير كبير، أصبح التراث عربياً إسلامياً.

 ومن هنا نرى أنه لا يمكن لأي مقوم بمفرده أن يشكل إطاراً قومياً قائماً بذاته. لذا كانت القومية العربية هي الثابت الوحيد الذي استفاد من جملة تلك المقومات لكي يكسبها خصائصها العربية. فتوحَّدت تلك المقومات بما أصبح يُعرَف بالخصائص العربية. وهنا يتبادر السؤال التالي إلى الذهن: هل ألغى الإسلام كل التراث العربي، أي التراث الذي له علاقة بالثقافة العربية -السابقة عليه- من لغة وعادات وتقاليد اجتماعية، بدءًا من تقاليد الكرم والنخوة وتعاون ذوي القربى…؟ وهل طالت المتغيرات الإسلامية عمق الثقافة الدينية، بمعنى الحج إلى الأماكن المقدسة، والأشهر الحُرُم، وتقاليد الحج وأوقاتها، وغيرها…؟

 وهنا يمكننا القول بأن الإسلام أسهم في تشكيل القاعدة الثقافية للعرب، وليس هو الذي شكَّلها لوحده. وأبقى على الكثير من أسس الثقافة العربية التي سبقته ، وقام بتشريعها بالكامل. لقد نقل الإسلام ، الكثير من مبادئ الثقافة الدينية، ولم يتجاهل حتى بعض تفاصيلها السابقة وأدخلها في نصوص الكتاب وأعراف السُنَّة النبوية الشريفة. وهناك عدد من الأمثلة: لقد أبقى الإسلام على نظام الحج ومناسكه ووظائفه، والأشهر الحُرُم، ومبادئ الشورى وغيرها (3).

 يدفعنا هذا السبب إلى التوقف قليلاً عند نسخ ما التصق في أذهاننا ، من أن الإسلام يلغي ما قبله. ولهذا وُصِمَت مرحلة ما قبل الإسلام بالجاهلية. وأصبحت الجاهلية تهمة، وسكن الخوف نفوس البعض من العودة إلى التنقيب عن بعض جوانب تراثها الحضاري، والاطلاع الكافي عليها. وقد يخشى المتزمتون ، إذا قمنا بدراستها، من أن نجد بأن الإسلام في الحقيقة قد نقل عنها الكثير من المبادئ الاجتماعية والدينية بدون أي تغيير أو تبديل؛ وهذا ما يُضعف حسب اعتقادهم قدسية الإسلام، وهذا غير صحيح.

لم ينسخ الإسلام كل ما كانت تتميز به الثقافة العربية قبل التبشير بالدعوة الإسلامية. لقد نسخ بعضها وأبقى على الكثير من معالمها. فعلى صعيد العبادة، كان العرب يعبدون الأصنام، وفي المقابل كانت قلة من العرب يُسمَّون بالأحناف تدعو إلى عبادة إله واحد. وكانت نخبة من عرب قريش تنتظر ظهور نبي عربي منهم. وبعد انتصار الدعوة الإسلامية تغيِّرت المعادلة الثقافية على الشكل التالي: كان العرب يعبدون الأصنام قبل الإسلام، وأصبحوا بعده عرباً يعبدون الإله الواحد وهو الله سبحانه وتعالى، ولم تتغيَّر هوية العرب؛ وبقيت الهوية العربية ثابتاً بينما الذي أصابه التغيير هو المقومات والاسس والهوية الثقافية الدينية. ولذلك لا ينتقص الأمر من هوية من لا يدين بالإسلام من العرب. فالمسيحيون، الذين اعتنقوا المسيحية قبل أن تنزل الدعوة الإسلامية، ظلوا عرباً. ولم يغيِّر انتسابهم، إلى دين غير الإسلام، من هويتهم القومية.

 لم يكن الإسلام، بمفرده، هو الذي شكَّل الهوية الثقافية للعرب. فكان للعرب قبل الإسلام ثقافة مرحلة ما قبل الإسلام، أي ما عُرفت بالمرحلة الجاهلية. ومهدَّت ثقافة تلك المرحلة لنشأة الإسلام. ما سبق من القول لهو تدليل على أن العروبة هي الوعاء الأوسع الذي يوحِّد بين الذين يسكنون الأرض العربية.

جاءت الدعوة الإسلامية لكي تُكسب الأمة العربية ثقافة جديدة خطت بها أشواطاً كبيرة في تغيير كثير من بُنى الثقافة القديمة. وجاءت الثقافات الوافدة الأخرى، بعد الفتوحات العربية الإسلامية الكبرى، من يونانية واسيوية وهندية وفارسية، وربما غيرها… لتتلاقح مع الثقافة العربية الإسلامية لتزرع بذور نهضة ثقافية جديدة على مرِّ العصور والقرون التي رافقت مراحل حكم الدولة العربية الإسلامية، ولتصل بها إلى مراحل الدولة الإسلامية الأممية في العصرين المملوكي والعثماني، قبل أن تستقر عليه الأحوال التي نعيشها اليوم بعد الحرب العالمية الاولى في أوائل القرن العشرين الميلادي.

ابتدأت المرحلة المعاصرة، منذ بداية انتصار الحلفاء على الامبراطورية العثمانية. وفيها انفصلت شتى ولاياتها وعادت إلى قومياتها الأم. وبقيت الولايات التي كانت عربية، أو التي تعرَّبت بفضل الفتوحات العربية الإسلامية، تفتش عن تحديد لمصيرها. حددت الأمة العربية أهدافها -كما نرى اليوم- في أن تصل إلى نهاية وحدوية في إطار قومي عربي أولاً، وفي إطار وحدوي سياسي ثانياً. فمعيار مصلحة العرب هو العمل من أجل تعميق ثقافة قومية وتوحيدها على طريق بناء دولة عربية واحدة.

شكَّل الإسلام  القاعدة الثقافية للعرب لمرحلة زمنية طويلة. ولم تكن الثقافة الإسلامية القاعدة الثقافية الوحيدة للعرب، بل كانت من أهم تلك القواعد التي استندت إليها الدولة العربية – الإسلامية لقرون عديدة؛ لكننا لا نرى أن الثقافة جسم جامد لا يلحقه التغيير من أمامه أو من خلفه، وهي لا تمثِّل -في أية مرحلة من مراحلها- نسخاً وإلغاءً لكل ما سبقها من ثقافات، بحيث تبتر القديم بشكل كلّي، بل هي تتواصل مع القديم، وتمهِّد لتطوير جديد. فالثقافة مقوِّم متحرك ومتطور، وهو عرضة للإغناء والتطوير. وتصبح تلك النتيجة غير ذات فائدة إذا أصبح منطق التطور من المستحيلات. لكن استحالة التغيير لم تثبت حتى الآن، بل العكس هو الصحيح، لأن الحياة تتبدَّل باستمرار بوسائلها وطرق استمرارها.

ان تاريخ الثقافة الإسلامية والعربية قد أثبت ذلك فعلاً. ويكفينا دليلٌ هو ما اكتسبته تلك الثقافة من تطوير وإدخال وتعديل طوال مراحل الحركة الفكرية العربية الإسلامية. فهل الفلسفة والمنطق والقياس والبرهان المنطقي ومظاهر الفلسفة الصوفية، ومظاهر العلوم العقلية والكيمياء والجبر والهندسة والفيزياء والطب، إلاَّ من مظاهر تفاعل الحضارات، السابقة على الإسلام، مع الحضارة العربية؟

وهل نتناسى، في المراحل التاريخية المعاصرة، ما للحضارات الأوروبية من تأثير على البُنية الثقافية العربية الإسلامية؟

إننا لا يمكن أن ننكر أن التغيير يطال شتى نواحي حياتنا، ومنها ثقافتنا، أو قل منها الذي أصبح يتعارض أو لا يتلاءم مع معطيات الحياة المعاصرة. ولا يمكن أن نعود إلى ما يقوله السلفيون ” لا يصلح الخلف إلاَّ بما صلح به السلف”.

إن الأمة العربية قد أشعَّت بالكثير الكثير من الفضل الحضاري على أوروبا. وكان النتاج الحضاري، من فلسفة وعلوم، بريادة أفذاذ من المفكرين العرب، وغيرهم من المسلمين الذين تعرَّبوا. وهم من الذين انفتحوا على ثقافة الآخرين لإغناء الثقافة العربية الإسلامية، فأبدعوا ما أبدعوه، وكان نتاج إبداعهم هو ما استورده العقل الغربي ليستعين به على الرد على العقل السلفي المسيحي الذي كان سائداً في أوروبا في العصور الوسطى. استخدم الأوروبيون، إذاً، نتاج العقل العربي، لمقاومة نتاج العقل السلفي الأوروبي المسيحي. لقد نقل العقل الغربي نتاج العقل العربي لكي يرد به على سلطات الكنيسة المطلقة، التي كانت تمارسها على شؤون الأوروبيين الدينية والزمنية، حيث كانت تحسب أن سلطتها مستمدَّة من الله.

وحيث إننا كبعثيين نعتقد بأولوية الرابطة القومية، لأن الرابطة القومية ثابت بينما الثقافة ، من المتغيرات. لا نجد مناصاً من أن نعتقد أن لكل من طرفي المعادلة، العروبة والإسلام، خصوصيات، ولأن لهذه الخصوصيات حدوداً، فلا بُدَّ من أن نرى أنفسنا ملزمين، دون غيرنا من أصحاب الاتجاهات الفكرية والعقائدية الأخرى، بأن نسعى إلى توضيح تلك الحدود بأكثر ما يمكن من الدقة.

ولأنه من واجب الحريصين على الدفاع عن منهجهم القومي أن يسهموا في ورشة عمل في سبيل تلك الغاية، نتساءل: كيف يُسهم، كل بدوره، في توضيح تلك الحدود؟

أولاً- دور العقل النقدي في إنتاج المعرفـة الصحيحـة

لا يمكن أن يقوم المثقف بدوره من دون امتلاك العقل النقدي. يقول ميشيل عفلق، في حديث له تحت عنوان (قضية الدين في البعث العربي) في العام 1956م، عن الثقافة ما يلي: “يهمنا أن يكوِّن هذا الجيل لنفسه ثقافة حقيقية متميزة تميزاً واضحاً عن العامية المسيطرة على مجتمعنا. وباختصار يتساءل عفلق:[ كيف نفهم الثقافة؟ فيجيب: هي أولاً مشاركة في الجهد، وليست انفعالاً وتكيفاً، أي أن الذين عليهم أن يتثقفوا يتوجب عليهم أن يتعبوا، وان يتقاسموا الجهد مع مثقِّفيهم، وأن يمشوا بأنفسهم خطوات جديدة في طريق المعرفة والتثقف، إذ لا يجدي قضيتنا شيئاً أن نجمع شباباً لا يعملون أكثر من حفظ بعض الشعارات والكليشيهات والأجوبة العامة الموجزة التي يمكن أن تُفهَم على أي شكل، أي أن لا تُفهَم مطلقاً. على الشعب العربي أن يفهم أن الثقافة هي نوع من أنواع النضال، النضال مع النفس، النضال مع الفكر، لكي يتعب في تحصيل المعرفة، ولكي يجرؤ على تبديل الأسس السطحية في التفكير الشائع التي هي في داخله لكونه ابن وسطه، لكي يعيد النظر في كل الأمور الأساسية حتى يصل إلى النظرة الجديدة، النظرة الانقلابية التي أوجدها الحزب في المجتمع العربي الجديد… فكل شيء يمكن أن يُستعار، وأن يُقلَّد إلاَّ الفكر«.

وإسهاماً في المساعدة على الخروج من الأجوبة العامة الموجزة، ولتبديل الأسس السطحية في الفكر، وصولاً إلى صياغة نظرة واضحة الرؤية في العلاقة بين العروبة والإسلام، ولكي لا يغيب عندنا الوضوح في العلاقة بين العروبة والإسلام. علينا ان نبحث اين هو موقع الفكر البعثي من الإسلام؟ وفيما اذا كان هذا الفهم سياسي، أم ديني؟ . نحن لو عدنا إلى أدبيات الحزب، خاصة تلك التي تندرج تحت دائرة الأدبيات المحكمة (أي المحدَّدة تحديداً واضحاً)، لسلكنا الطريق السليم باتجاه الوضوح. وما يبقى من المسائل التي تثير النقاش  حول تأويلها وتفسيرها، نعمل كل الجهد في أكثر من جلسة حوارية لكي لا نبقيها في دائرة الأدبيات المتشابهة التي تحتمل أكثر من تأويل وتفسير. وبمثل هذه الطريقة، نكون قد اقتربنا أكثر باتجاه العلمية والتفكير العلمي، كي يبقى فكر حزب البعث العربي الاشتراكي واضحاً قريباً من الفهم والاستيعاب وليس أن يبقى عرضة لتأويل من هنا أو تفسير من هناك. وعلى فكرة القومية العربية أن لا تبقى، عند البعثيين، بالشكل العام المجرد ” الذي يحوي من العاطفة أكثر مما يحوي من الفكر” ، بل يتطلَّب الأمر منهم أن ينظموا عملهم، ويفتحوا وعي شعبهم على مفهوم لقوميتهم العربية “عميق إيجابي مكتمل الجوانب«(4 ).

 

ثانيـاً -تعريفات أساسية في فكر البعث حول القومية والدين

  1. أولويـة الرابطـة القوميـة

أ-جاء في دستور الحزب إن »الرابطة القوميةهي الرابطة الوحيدة القائمة في الدولة العربية، التي تكفل الانسجام بين المواطنين، وانصهارهم في بوتقة واحدة« (5)

ب-»تكافح سائر العصبيات المذهبية والطائفية والقبلية والعرقية والإقليمية«(6 ).

ج-»العروبة التي نعمل لها تمنع الضغط الديني وسيطرة طائفة دينية على أخرى«(7)

د-وكما ذكرنا اعلاه “على القومية العربية أن لا تبقى، عند البعثيين، بالشكل العام المجرد ” (8)

  1. العلاقـة بين الدين والإنسان علاقـة روحيـة ضروريـة:

الدين، بشكل عام، هو الركن الأساسي «في نظرة الإنسان إلى الكون» ( 9). فأعطته حركة البعث «دوره المشروع في حياة البشر وتاريخهم، وأعطت الإسلام، الدين العربي، الدين الإنساني… المكانة الأساسية في تكوين قوميتنا». فالإسلام هو التراث الروحي، وهو الحافز للأمة، هو ملهمها ومرجعها الروحي؛ لكن النظريات، أو الإيديولوجيات الدينية «لا تؤدي الغرض القومي، ولا توصل إلى نتيجة إيجابية «(10 ).

 3.العلاقـة بـين الديـن والقوميـة روحيـة وليست سياسيـة:

أ-تتمتع القومية دائماً ب «المقومات الضرورية التي كوَّنتها اللغة والدين والتراث، وهي الآن ترتفع فوق هذه المقومات جميعاً لتزداد حياة وإنسانية«(11 ).

ب-لا تعني العلاقة الروحية، كحاجة ضرورية للإنسان، أنها شرط لازم وضروري في بناء دولة. وإذا كان الدين، بشكل عام، والإسلام بشكل خاص، مقوماً من مقومات القومية العربية فهذا لا يعني إيمانها في إنشاء الدولة الدينية، لأن العرب لا يريدون أن تكون قوميتهم دينية، فللدين مجال آخر (12 ). وإذا كان البعث قد أدخل الدين إلى الحياة القومية، إلاَّ أنه لم يجعل من مهمته مهمة دينية(13 ).

ج-الدعوة إلى الدولة الإسلامية، على أساس فكرة دينية،  ستصطدم بتحديد المذهب الذي سيحكم المسلمين…؟ وعند ذلك سنجعلهم ينقسمون عند خط البداية

  1. 4. العلاقـة بين العروبـة والإسلام هي علاقـة العروبـة مع حركتها الثوريـة

تقوم في داخل كل مجتمع، في زمان ومكان معيَّنين، حركة تعمل على تجديد بُناه الثقافية، الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. وإذا كانت الحركة تتميَّز بالتجديد يعني أنها تقوم بثورة على القديم. وإذا استطاعت أن تحقق النصر للجديد تكتسب صفتها الثورية. فتمثل تلك الحركة، تاريخياً، ثورة تميَّز المجتمع الذي حصلت في داخله.

 لكن، شعارات الثورة لا تكتسب صفة الديمومة والثبات، فهي تتغير وتتبدل وتتجدد مع تغير الظروف وتبدلها. ولأن المراحل لا تكتسب صفة الديمومة والثبات فإن ما كان ثورياً في زمان ومكان ما يصبح متخلفاً في زمان ومكان آخرين. ساعتئذٍ على الثورة أن تجدد في شعاراتها وأهدافها لتتناسب مع روح العصر الجديد في حياة المجتمع.

 فالإسلام، كان في زمانه ومكانه، ثورة العرب الكبرى، التي أحدثت ما يشبه الانقلاب في حياتهم، على شتى الصعد. أما بالنسبة لنا، نحن العرب، لما فتحنا صفحة التراث لنستفيد منه في مرحلة التحرر التي تمر بها الأمة العربية المعاصرة، وجدنا أن في ثورة الإسلام الكبرى، في مكانها وزمانها، ما يلهمنا إلى مقدرتنا على خلق ثورة أخرى، لأن لنا تاريخاً مُلهماً في النضال. وإذا أردنا أن نبني حركة ثورية جديدة تقودنا نحو التحرر على شتى الصعد، فلن ننطلق من نقطة الصفر لأننا نمتلك تجارب ثورية سابقة، كان الإسلام من أهمها.

 

 

يتبع لطفاً..

بيان القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي حول تفجيرات أجهزة الاتصالات

“طليعة لبنان “:

                           العدو الصهيوني يرتكب جريمة حرب جديدة ضد لبنان

                       والمواجهة يجب ان تأخد بعديها الوطني والقومي الشاملين 

 

اعتبرت القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي ان  ما اقدم عليه العدو الصهيوني من تفجير  لاجهزة اتصالات متعددة الاستعمالات ومنها طوارئ الخدمات المدنية والطبية يشكل جريمة حرب موصوفة تضاف الى مايرتكبه من جرائم ضد الانسانية ،وان مواجهته يجب ان تأخذ بعديها  الوطني والقومي الشاملين  .

 

جاء ذلك في بيان للقيادة القطرية في مايلي نصه.

 

في الوقت الذي يواصل فيه العدو الصهيوني حرب الابادة والتدمير في غزة والضفة الغربية وانتهاكه لقوانين الحرب واحكام القانون الدولي الانساني ،اقدم يوم الثلاثاء السابع عشر من ايلول على ارتكاب جريمة حرب جديدة ، باقدامه على تفجير اجهزة اتصالات متعددة الاستعمالات ، ومنها طوارئ الخدمات المدنية والطبية ، مما ادى الى وفاة العديد  من مشغليها فضلاً الى اصابة الالاف بجروح بعضها خطير جداً.

ان هذا الذي ارتكبه العدو ليس جديداً على ماسبق وارتكبه بحق شعب فلسطين ولبنان وحيث وصلت امداءات عدوانه على الامة العربية.  فمن ينفذ حرب ابادة جماعية في غزة لاتوفر بشراً ولا حجراً ولا شجراً ، لايتوانى عن ارتكاب جرائم جديدة انسجاماً مع طبيعته العنصرية والذي يشكل احتلاله لفلسطين بدعم استعماري متواصل اعلى درجات العدوان على الشعوب وحقها في تقرير مصيرها.

ان ما اقدم عليه العدو يوم امس ، هو مؤشر خطير على مسار الحرب التي يشنها دون اي احترام لقوانيها التي نصت عليها المواثيق والاتفاقيات الدولية ، وهو ما يجعل منه ليس كياناً يحفل تاريخه  بالجرائم وانما ايضا كيان مارق عن كل  شرعية دولية وانسانية واخلاقية. ولهذا فإن مواجهته يجب ان تندرج في اطار معطى الصراع الشامل الذي يتناول وجوده ككيان احتلالي استيطاني الغائي للاخر وكقاعدة متقدمة للنظام الاستعماري بقديمه وحديثه ضد الامة العربية.

إن هذه  المواجهة تقتضي وضع  الصراع  معه في اطار بعديه الوطني الفلسطيني والقومي العربي انطلاقاً من خلفية الاستهداف لفلسطين ارضاً وشعباً وانتماءً قومياً. وعليه فإن كل شعب فلسطين معني بالمواجهة ، وهذا مايملي تموضع كافة قوى المقاومة والثورة الفلسطينية في اطار مرجعية سياسية ونضالية واحدة ، تكون قادرة على ادارة الصراع بكل ابعاده وعناوينه السياسية والعسكرية والتعبوية.

ان القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، التي تعيد التأكيد بان العدو الصهيوني ، الذي هو عدو لكل فلسطين شعباً وارضاً ، هو كذلك عدو لكل لبنان شعباً وارضاً ولكل الامة العربية ، ولهذا فان التصدي لمشروعه هو مسؤولية وطنية وقومية في آن ، حيث ان الكل الوطني في لبنان كما الكل القومي  يجب ان يكون شريكاً في اتخاذ القرار بالمواجهة وفي تلقي النتائج. وان وضع المواجهة في اطار بعديها الوطني والقومي الشاملين يحول دون استفراد العدو لجبهات المواجهة معه ،  و يضع حداً لمحاولات الاستثمار السياسي بالقضية الفلسطينية من قبل الذين يوظفون دماء الشهداء الذين يسقطون من ابناء امتنا وخاصة في فلسطين ولبنان في سياق تنفيذ اجندة اهدافهم الخاصة وتحسين مواقعهم في ترتيبات الحلول السياسية التي تتحكم بسقوفها الامبريالية الاميركية.

ان هذا الذي تعرض له لبنان يوم امس من عدوان موصوف يقّدم تحت عنوان الاختراق الامني ،يجب ان يكون عاملاً ضاغطاً كي يعيد الجميع في لبنان  النظر في استراتيجية التعامل مع هذا التطور الخطير والنوعي في سياقات الحرب المفتوحة  ، بعيداً عن  التفرد وتبعات وانعكاسات تلقي النتائج بمعطياتها الايجابية والسلبية على المصير الوطني ، كما الوقوف موقف المتفرج على سياقات حرب يعمل العدو على توسيع نطاقها ومداها وما حصل مؤخراً نموذجاً.

ان العدو الصهيوني الذي بدأ ُيخرج مضمر موقفه الى العلن ،باعتبار ان الحرب التي يديرها هي حرب وجود  ، يجب ان يشكل حافزاً اضافياً لكل المنخرطين والمعنيين به من موقع الالتزام بقضية فلسطين كقضية قومية وليس من خلفية الاستثمار بها ، بأن شمولية الانخراط في هذا الصراع على مستوى القرار والبعد العملاني في الياته هو الذي يحول دون العدو من تحقيق اهدافه المرحلية والاستراتيجية  ودون تمرير صفقات الحلول الاستسلامية والتصفوية والاستثمارية بالقضية الفلسطينية.وحتى لاتذهب تضحيات جماهير فلسطين ولبنان وقوى الفعل المقاوم للاحتلال والعدوان سدى.

تحية لشهداء فلسطين ولبنان والامة العربية والشفاء للجرحى والحرية للاسرى والمعتقلين.

 

القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي

بيروت في ٢٠٢٤/٩/١٨    

النظام الإيراني خطر داهم على العرب

النظام الإيراني خطر داهم على العرب

 

افتتاحية العدد 410 – مجلة صدى نبض العروبة

لقد قالها العراقيون غير ذي مرة، إن النظام الإيراني الكهنوتي هو الخطر الداهم الذي يهدد الوجود العربي برمته، وإن هذا التهديد لا يقل في مخاطره على الأمة العربية عن الخطر الصهيوني، بل إنه في العديد من جوانبه أخطر وأشرس وأكثر لؤماً وحقداً وخبثاً.

إن العقيدة الطائفية لإيران والتي تم تبني دعمها واسنادها وتسليحها من قبل الامبريالية الأمريكية والصهيونية هي معول تهديم الوجود العربي، وهي الخنجر المسموم الذي سمم بعض الجسد العربي وبعثر طاقاته وقواه، ويُستخدم وفق برامج مدروسة لتمزيق مقومات الوجود العربي، الطائفية الإيرانية أخطر بكثير من الاحتلال، لأن أي احتلال محكوم عليه بالزوال إن عاجلاً أو آجلاً، لكن الطائفية فتنة دائمة الشر والخراب وعدوان على وحدة المجتمع وعلى الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.

الكيان الصهيوني يستهدف في عدوانه جزء من أرض العرب، غير إن العدوان الفارسي يضع احتلال كل الأرض العربية لصناعة امبراطورية فارسية ذات فضاء جغرافي ضخم لتكون دولة عظمى نصب عينيه وينفذ المشروع منذ احتلال العراق سنة ٢٠٠٣.

المشروع الفارسي باختصار مصمم لابتلاع الجغرافية العربية وأسلحته المدمرة تتلخص في تقويض مقومات وحدة الأمة.

الكيان الصهيوني لم يستهدف البنى العربية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والإعلامية والتعليمية في مختلف أقطار الوطن العربي إلا بالقدر المخابراتي الذي يؤمن وجوده وسلامة كيانه المغتصب لفلسطين، غير إن نظام ملالي طهران قد غرس مخالبه في كل هذه البنى في كل الأقطار العربية التي طالتها أدواته.

لم يؤسس الكيان الصهيوني أحزاباً وميليشيات تعبث بأمن العرب وبمقدراتهم كما فعل النظام الإيراني، ولا نستبعد أبداً أن تكون منهجية العدوان الإيراني وأدواتها هي مزيج ناتج من الحقد الفارسي والعداء الصهيوني الامبريالي.

لم يستهدف الكيان الصهيوني الثروات العربية كما يفعل النظام الإيراني الذي جعل من ثروات العراق مثلاً مصدر تمويل لصناعته وزراعته وتجارته، فضلاً عن مليارات الدولارات التي يستلمها النظام من ميليشياته وأحزابه التي سلطتها ومكنتها أميركا في العراق.

إن على العرب في كل مكان أن يعوا حقيقة وجوهر الغطاء الديني والمذهبي الذي تلتحف به إيران لتغطي أهداف احتلال الوطن العربي.

القضية الفلسطينية ستبقى القضية المركزية

 

القضية الفلسطينية ستبقى القضية المركزية

خالد مصطفى رستم

القضية الفلسطينية كانت ولا زالت تعتبر القضية المركزية الأولى للأمة وعليه فيتوجب على كل الخيرين من أبناء هذه الأمة الوقوف إلى جانب نضالات أهلنا وشعبنا في فلسطين وتقديم العون المادي والمعنوي لهم كي يتمكنوا من الاستمرار في التصدي للعدو الصهيوني المحتل.

الأنظمة العربية لا أمل منها ولا يمكنها ضمن المعطيات الحالية ومن خلال واقعها أن تقدم أي دعم لأهلنا في فلسطين، يبقى الشعب العربي وبكل مكوناته مطالب أن يستمر في دعم حركة المقاومة الفلسطينية.

منذ أن دخلت بعض فصائلها في متاهة الانتماءات الأجنبية والإقليمية واتجه قادتها نحو التفاوض مع العدو الصهيوني المحتل (أوسلو وغيره) فقدت الكثير من مصداقيتها وفقدت قرارها المقاوم وأصبح قرارها بيد الدول الداعمة لها، بل وبعضها أصبح مزدوج الانتماء ولدولتين متضادتين بالنهج السياسي ومع ازدياد الانتماء للأجنبي ازداد شرخ الثقة بين القيادات الفلسطينية والمقاتلين المجاهدين الذين همهم فقط القضية الفلسطينية

المواطن العربي الحامل هم فلسطين والقضية الفلسطينية كان أيضا في موقف صعب فمن جهة يتألم لكون بعض القيادات الفلسطينية تحتفل بقادة حكام إيران الذين أجرموا بحق شعبنا العربي في العراق وسوريا ولبنان واليمن وأصبح قرار هذه المجموعات الفلسطينية المحسوبة على حركة الفداء والمقاومة بيد إيران وتنفذ سياساتها وقواعد الاشتباك لم تعد في حسابات العمل الفدائي وإنما مزاجية إيران التي تهيمن على قرار بعض فصائل المقاومة.

إيمان المواطن العربي بالحق الفلسطيني وأن القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية ولا يمكن إلا أن يكون هذا المواطن في خندق المقاومة رغم مترادفات كل ذلك وهذا هو الموقف الصعب.

أما من تبقى من المقاومة حاملا هم فلسطين (المقاومة الحقيقية) فهم خارج مراكز التأثير حاليا.

نتمنى أن تعود المقاومة إلى أخذ استقلاليتها بعيدا عن حماس وعباس وأن تعتمد على العمق الجماهيري العربي وأن تبقي علاقاتها مع الحكام العرب ضمن حدود ما أمكن من الاستفادة غير المشروطة منهم على ان لا يسمحون للحكام العرب أو غير العرب بالتدخل مطلقا بشأن المقاومة ولا بقراراتها وخياراتها.

– من جهة أخرى فعلينا أن نكثف العمل باتجاه حركة البناء القومي الهادف لتحقيق الوحدة العربية وهي وحدها الكفيلة بالتحرير (تحرير كل الأراضي العربية المحتلة) وتحقق العيش الأفضل لكل مواطنيها وتحفظ أمنهم وكرامتهم…

والى حين تحقيق تمنياتنا فعلينا أن ندعم المقاومة والعمل المقاوم في كل أحوالها ضد الإجرام الصهيوني والإبادة الجماعية لشعبنا في فلسطين..

16 / 9 / 2024

بيان قيادة قطر العراق بمناسبة زيارة الرئيس الايراني “الحالمة”  الى العراق

بيان قيادة قطر العراق

بمناسبة زيارة الرئيس الايراني الحالمة”  الى العراق

 

 

منذ وصول النظام العنصري التوسعي إلى السلطة في إيران، في شباط 1979، بدعم غربي وشرقي متعدد المحاور والأبواب، وهو يواصل لعبة المرونة والتطرف بين بعض أدواته داخل المؤسسة الحاكمة، وتتناوب على السلطة التنفيذية شخصيات لا تمتلك من سلطة القرار السياسي شيئا، لأنها حكر لما يسمى بالمرشد الأعلى، الثابت في موقعه وغير خاضع لمفهوم التداول السلمي للسلطة، فتارة يوصف هؤلاء بالتطرف والتشدد، ثم لتأتي من بعدها وجوه من داخل مؤسسة الحكم نفسها، لتوصف بالانفتاح داخليا وخارجيا، ويتم تسويقها إعلاميا على أن هناك بارقة أمل بإدخال تعديلات جدية على برامج الحكومة وتوجهات إيران وخاصة على الصعيد الدولي، وانطلت هذه اللعبة على دول غربية وشرقية كثيرة، أو أنها كانت تتعاطى معها على هذا الأساس، أملا بأن تتحول الأمنيات إلى حقائق على الأرض، لكنها في واقع الحال لا تعكس أي قدر من الحقيقة، التي يعرفها القاصي والداني، بأن رأس النظام باقٍ في موقعه وهو الممسك بكل ملفات السياسة الإيرانية واستراتيجيتها، بما في ذلك ملف السياسة الخارجية والملفات الأمنية والاقتصادية، هو الذي يحمل صفة المرشد الأعلى أو ما أصطلح على تسميته بالولي الفقيه أو نائب الإمام الغائب، كل هذا كي يأخذ القائد الصفتين الدينية والدنيوية وبالتالي تعد طاعته تكليفا شرعيا وواجبا دينيا، يًخرج من الملة كل من يعترض على أوامره ونواهيه.

ولأن العراقيين هم وحدهم الذين يعرفون الإيرانيين على حقيقتهم من دون رتوش، فلم تكن كل هذه المسرحيات البائسة لتنطلي حتى على المواطن العراقي البسيط، والعراقيون يعون جيدا أن لإيران وظيفةً محددة ومكلفة بها تعاقديا مع القوى الدولية الكبرى والصهيونية العالمية، أو ضمنياً من خلال التقاء المصالح التي رسمت مساراتها أحداث تاريخية قديمة، وتحديدا منذ قيام قورش باحتلال بابل وإحراقها قبل أكثر من 2500 سنة، و”تحرير” ما يسمى بالسبي البابلي الذي حصل خلال عهد نبوخذ نصر، ومنذ ذلك الوقت والتخادم بين الجانبين قائم على قدم وساق، ولم تعكره السياسات المعلنة لأي من الطرفين، وما يرافقها من شعارات، وقد أشار الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني في أحد تصريحاته السابقة عندما كان يسعى لإزالة سوء الفهم الذي تتركه الشعارات التي ترفع عاليا في إيران ضد الكيان الصهيوني، فذكّر بما فعله الفرس لصالح اليهود في واقعة قورش، واعتبرها عربون صداقة حقيقية بين الطرفين، وحاول تخفيف هواجس الولايات المتحدة خصوصا ومعها الغرب كله، مما يُرفع في بلاده من شعارات حماسية، هدفها الأول والأخير الكسب السياسي في منطقة تنظر إلى فلسطين والأقصى، نظرة عاطفية غلابة، فأرادت بلاده أن تركب الموجة وصولا إلى أهداف أخرى ربما تقع صلتها بفلسطين في آخر جدول الأولويات الحقيقية لإيران.

 

 

وفي خضم هذه اللعبة المفضوحة، جرت انتخابات الرئاسة الأخيرة في إيران، والتي تظاهر فيها خامنئي بدعم المرشحين المتشددين بوجه المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان، وكي تأخذ لعبة الولي الفقيه مداها، فقد حث المرشحين المتشددين أن يتنازل بعضهم لبعض، كي يفوتوا على المرشح الإصلاحي فرصة الفوز، ثم أشار إلى اسم محدد كمرشح أقرب إليه من سواه، ولكن صناديق الاقتراع جاءت بغير ما اشتهاه خامنئي أو رغباته المعلنة، فإما أنه كان يتظاهر بعدم دعم مسعود بزشكيان كي يعطي انطباعا عن حرية حقيقية للمواطن الإيراني في الاختيار، وهذه رسالة محددة للغرب حصرا، وإما أن سلطة الولي الفقيه بدأت بالتآكل ولم يعد قادرا على فرض كلمته واحتواء الشارع الإيراني.

 

ثم فاز بزشكيان بالرئاسة وأعلن برنامجه السياسي، لا سيما ما يتعلق بعلاقات بلاده الخارجية، فحدد مسارها بدول الجوار كأولوية أولى له، ثم وعد بأنه سيسعى لتعزيز علاقات بلاده معها ومع أصدقاء إيران التقليدين مثل روسيا والصين، وبعد ذلك أعلن أنه يتطلع إلى أوربا كمنطقة مصالح مشتركة بين الطرفين، وحرص على تجاهل الولايات المتحدة بشأن مساعيه الخارجية، مع أن القاصي والداني يعرف عمق غاطس الود والاتصالات بين الطرفين، والتي لم تنقطع حتى أثناء احتجاز موظفي السفارة الأمريكية في طهران، وكأنه يريد أن يقول بأن العالم كله في كفة والولايات المتحدة وحدها في الكفة الأخرى، لأنه يعي جيدا ما لأمريكا في بلاده من رصيد كبير، يدحض كل الشعارات التي ترفعها الأفواه المتعطشة لعودة العلاقات مع واشنطن إلى ما كانت عليه أيام الشاه، بل أعمق من ذلك.

 

وفي أول خروج له من وراء الستار الحديدي في بلاده، زار بزشكيان العراق، وتعامل معه كأقاليم مختلفة وليس كدولة واحدة ذات سيادة، فكشف في هذه الزيارة عن قناعاته الحقيقية تجاه العراق، وما يضمره له من كراهية متأصلة كموروث وطني مضاد للعراق، ولكن أسوأ ما في هذه الزيارة التصريحات الوقحة عن إزالة الحدود بين البلدين، وكأن هذه الحدود رسمتها معاهد الجغرافية في العالم، ولم ترسمها دماء الآلاف المؤلفة من الشهداء العراقيين عبر التاريخ، الذين دافعوا عن بلادهم، ابتداءً من معركة ذي قار ثم قادسية المثنى بن حارثة الشيباني وسعد بن أبي وقاص، وأخيرا ما شهده القرن العشرين من مواجهات حدودية انتهت أخيرا بقادسية صدام المجيدة والتي كانت تحصل نتيجة تنفس الأحقاد الفارسية ضد العراق، القادسية التي حقق فيها العراقيون أعظم انتصار في أطول حرب شهدها القرن العشرين، عندما جرّع أبطال القادسية الثانية، الخميني ومؤسسته العسكرية والسياسية كأس السم، فأذعن الإيرانيون وركعوا أمام إصرار العراقيين على انتزاع النصر من عيون أعدائهم.

 

 وظن بعض العراقيين أن الأمر قد استقر على حال جديدة على طرفي الحدود، طويت معها كل صفحات التوتر، وربما كان هذا التصور مبنيا على حسن نية أكثر مما تسمح ظروف العلاقات السياسية بين دول يختزن سجلها التاريخي عداء ثابتا، لن تغيره العقود والاتفاقيات الثنائية والجماعية، فقد اختزن الإيرانيون عامل حقد جديد على العراق ليضاف إلى رصيد الأحقاد القديمة، لا سيما وأن الخميني أمرهم في بيانه الطويل بالموافقة على قرار مجلس الأمن الدولي 598 عندما قال لهم “احبسوا حقدكم في صدوركم”، وهذا ما تحقق فعلا أثناء معارك 1991، عندما تواطأت إيران مع دول العدوان الثلاثيني في أبشع صور التواطؤ، فمارست أسوأ ما يمكن أن تفعله الدول مع الدول المجاورة لها، فقد أضمرت نزعة الحقد والثأر الأسود من العراق، تواطئا مع الشيطان الأكبر لطعن العراق بخناجر الغدر التي عُرفت إيران بها عبر التاريخ، ولم يتوقف خزين الحقد عن التعبير عن نفسه مرة أخرى في الغزو الأمريكي الأطلسي الغاشم الذي انتهى باحتلال العراق عام 2003 إذ كشفت التقارير التي خرجت من دول الاحتلال أو صدرت عن مسؤولين إيرانيين.

أن إيران قدمت من التسهيلات والخدمات ما سهّل كثيرا نجاح الغزو، ومن باب رد الجميل لإيران قدمت الولايات المتحدة لها الجائزة الكبرى لتكون شريكا في الاحتلال، بتفاصيل معقدة، فالولايات المتحدة تملك القرار الاستراتيجي الذي يجعلها المتحكمة بالقرار السياسي الأعلى في العراق، وبالمقابل أعطت لإيران كل ما كانت تريده من الامتيازات المالية والاقتصادية والتحكم الشكلي في تشكيلة الحكومة على أساس المكونات، والتحكم بسلطة القرار السياسي المحلي بما لا يتصادم مع المصالح الأمريكية العليا والاستراتيجية في العراق والمنطقة، فصارت “التحالفات الحاكمة شكلاً” في العملية السياسية ألعوبة بيد الحرس الثوري والاطلاعات، يتحكمان فيها كيفما شاءوا، مما لا يتيح فرصة إطلاق كلمة إيجابية واحدة عن كيان الدولة العراقية أو مصالح العراق وسيادته وأمن حدوده، لأن ذلك من المحرمات، ونتيجة تفسير تلك الممارسات تفسيرا دينيا، فقد أصبح من المقدسات التي لا يجوز التقرب من أسوارها لأي عراقي أو مليشيا ولائية يتحكم بها قرار الولي الفقيه.

 

إن حديث بزشكيان عن إزالة الحدود، لا يقبل تفسير الوضع القائم حاليا على جانبي الحدود، بل يتعداه إلى ما هو أبعد من ذلك، فهو يريد لهذه الخطوة أن تأخذ بعداً دستورياً وتعاهديا رسميا، وإلا فإنه لو كان يقصد إزالة الحدود بمعنى الغاء الحواجز الكمركية أو السماح بتنقل الأفراد بحرية على طرفي الحدود، أو تصدير البضائع من دون قيود تحد منها، لأخذ حديثه تفسيرا اقتصاديا حتى وإن خلا من التكافؤ بين طرفي المعادلة، ولو كان هذا هو مقصد بزشكيان لكان حديثه باهتا بلا معنى، فهذا كله جارٍ العمل به ومعمول به دون قيود.

 

ومن باب تأكيد العلاقة غير المتكافئة بين الطرفين، نؤكد أن ما تم توقيعه من مذكرات تفاهم استنادا إلى اتفاقيات سابقة، جاء لصالح إيران ولا مصلحة ولو صغيرة للعراق فيها، فالإيرانيون يتدفقون على العراق بالملايين من دون تأشيرة دخول أو أية رسوم قانونية، فضلا عن أنهم يحظون بالضيافة الكاملة، مما يجعل العراق يخسر مرتين، مرة عندما يعفي الإيرانيين من رسوم الحصول على تأشيرة الدخول إلى اراضيه، ومرة عندما يستضيف الداخلين بأعدادهم المليونية ضيافة كاملة من أموال الدولة العراقية، على حساب فرص العراق من الانتفاع من السياحة، التي تعتبرها دول أخرى أهم مصادر دخلها القومي، في حين أن العراقي عندما يسافر إلى إيران فإن عليه أن يتحمل تكاليف باهظة فضلا عن كل غرائز الانتقام التي تعتمل في صدور مزقها الحقد على البلد الذي انتصر على فارس ثلاث مرات انتصارات ما زالت ماثلة في كتب التاريخ.

 

إن دعوة الرئيس الإيراني الذي يوصف بالاعتدال، لإزالة الحدود بين البلدين، يعني العودة إلى شريعة الغاب عندما تتغير معادلات القوة بين الدول المتجاورة، فيسوق وهم القوة بعضها إلى ابتلاع الدول الأصغر منها أو الأضعف منها، وهذا تلخيص شديد لسياسة الضم القسري التي عانى منها العالم طويلا وكانت سببا في إثارة حروب طاحنة، وكان بعض المراقبين يبسّطون المشهد، فيظنون أنها دعوة نابعة من حماسة عابرة سيطرت على بزشكيان عندما لاحظ لهاث بعض الأنفار من مسؤولين أو مواطنين، وجريهم وراءه كمتسول يريد صدقة، ذلك أنهم يتصورون أن مفاتيح السلطة والمستقبل السياسي في العراق، بيد الراعي الإيراني يمنحها لمن يشاء ويصرفها عمن يشاء وينزعها ممن يشاء، ولهذا كله لم يجد هذا التصريح الخطير الذي عفى على مغزاه الزمن منذ قرون طويلة، وذهب بعضهم إلى القول، لو أن في الأمر خطورة سياسية تهدد سلامة دول المنطقة وسيادتها وحدودها الوطنية، لكانت سلطة المنطقة الخضراء أول طرف يحتج عليها ويندد بها، ولكن هؤلاء نسوا أن المتسلطين على رقاب العراقيين ومقادير بلدهم، وصلوا إلى مواقعهم بأوامر إيرانية أو بصفقات فرضتها إيران كجزء من المحاصصة الطائفية القائمة منذ 2003.

 

ومن جانب آخر، نوجه رسالة إلى الأشقاء في دول الخليج العربي ونحذرهم بأن الخطر اقترب منهم إلى أبوابهم الداخلية مما يهدد الكيانات السياسية لدول الخليج العربي كلها، ألم تنتفع تلك الدول من الدروس المستنبطة من الكارثة الكبرى التي حلت على العراق وسوريا ولبنان واليمن نتيجة تسلط إيران عليها وتغولها على المواطن في تلك الأقطار؟ ألم تكتشف أن ذلك تم بتواطؤ من الدول الكبرى، التي تظن دول الخليج العربي أنها ضامنة لأمنها واستقلالها ولحدودها الدولية، وهي التي مكنت إيران ومهدت لها الأرضية كي تتوسع، فهل يركن أي من أقطار الخليج العربي إلى الاطمئنان تجاه نوايا الشر والعدوان الإيرانية بالقضم التدريجي ثم الضم اعتمادا على أطراف محلية وقوى دولية فاعلة، ثم أليس من واجب جامعة الدول العربية أن تتبنى موقفا واضحا إزاء التهديد الإيراني الوقح والذي جاء على شكل دعوة لإزالة الحدود بكل ما يعنيه من نوايا لإلحاق دولة مؤسسة للجامعة، سواء كان الرئيس فيها إصلاحيا أو متشددا على وفق المصطلحات الإيرانية السائدة؟

 

ثم ما هو موقف الأمم المتحدة والدول الكبرى وخاصة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بمواجهة خطط إيران لضم العراق إلى ممتلكات الإمبراطورية الفارسية بعد إلباسها لبوسا دينية مشحونة بأعلى شعارات تحاكي العواطف العربية والإسلامية عن تحرير الأقصى؟ وحذفه من قاموس دول المنطقة بعد أن كان خط الصد الأول بوجه كل التيارات المتطرفة والمصنِعة للإرهاب؟ ألم يحن الوقت لترسل رسالة واضحة لإيران بأن عليها أن تتحرر من وهم القوة الذي قد يخيم فوق منطقة هي الأكثر جذبا لعوامل التوتر وأكثرها مصلحة بالاستقرار والأمن.

 

إن نوايا الشر التي تختزنها إيران تجاه العراق لعوامل ذاتية وموضوعية، يجب أن يقرع أجراس الخطر في كل عواصم الخليج العربي، ويدعوها للتحرك في إطار علاقاتها الدولية المتشعبة مع القوى الدولية، ومصالح تلك الدول مع دول الخليج العربي بما يفوق كثيرا مصالحها مع إيران، لبلورة موقف دولي ضد توجهات الضم الإيراني بالقوتين الناعمة أو الصلبة لدول المنطقة تباعا عن طريق تخدير أطراف عربية كثيرة كي تستفرد بدولة عربية واحدة، ثم تبدأ الصفحات تتعاقب الواحدة تلو الأخرى.

فهل يستفيق النظام العربي الرسمي من غفوته التي طال أمدها كثيرا؟

 نحن وإن كنا نعلق الأمل الأكبر على قدرات شعبنا العراقي في إفشال مخططات إيران التوسعية، لا يسمح لنا تجاهل قيمة وقوف الشعب العربي على طول الساحة العربية وعرضها، مع الشعب العراقي في وقفته التاريخية للحفاظ على هويته وسيادته الوطنية وأمنه القومي الذي كان الرقم الأصعب في معادلة الأمن القومي العربي.

 

 

قيادة قطر العراق

لحزب البعث العربي الاشتراكي

بغداد 15 ايلول 2024