بيان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي في الذكرى الأولى لطوفان الأقصى

القيادة القومية: 

– “طوفان الاقصى “، محطة مضيئة في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني

            وحمايته السياسية  تتطلب الاسراع بخطوات الوحدة الوطنية  .

-القضية الفلسطينية قضية قومية بامتياز ولا للاستثمار بدم شعبي فلسطين ولبنان  

  • الكيان الصهيوني يستحضر مشهدية غزة في عدوانه على لبنان
  • ولاستعادة نبض الشارع العربي انتصاراً للمقاومة واسقاطاً لنهج التطبيع

 

أكدت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، ان ملحمة”طوفان الاقصى” ، تشكل علامة مضيئة في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني، وان حماية هذا الانجاز الوطني – القومي يتطلب تسييجها بوحدة وطنية واحتضان قومي . وشددّت على اهمية  الاحتضان  القومي للقضية الفلسطينية  وهو الذي يضع حداً للاستثمار السياسي بدم شعب فلسطين ولبنان. ورأت في توسيع الكيان الصهيوني لعدوانه على لبنان استحضاراً لمشهدية غزة من قتل وتدمير وتهجير . كما دعت الى استعادة الشارع العربي لنبضه انتصاراً للمقاومة واسقاطاً لنهج التطبيع .

 جاء ذلك في بيان للقيادة القومية لمناسبة مرور سنة على  “طوفان الاقصى” ، في مايلي نصه.

 

في الذكرى السنوية الاولى ل “طوفان الاقصى” ،تحيي القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي   ارادة التصدي  التي جسدها المقاومون الابطال في غزة  باقتحامهم دفاعات  العدو واختراق تحصيناته والعودة بصيد ثمين من الاسرى ، كما تحيي  ارادة الصمود لدى جماهير شعبنا التي قدمت  تضحيات جسيمة  لتشبثها بالارض ، وتنحني اجلالاً لارواح الشهداء الذين رووا ارض غزة بكل حواضرها بدمائهم الطاهرة مسطرين واحدة من اروع ملاحم البطولة في تاريخ مقاومة شعب فلسطين للاحتلال الصهيوني.

 

بعد عام على “طوفان الاقصى”، ماتزال غزة تقاوم  رغم ما ارتكبه العدو من جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية ،بعدم احترامه لقوانين الحرب التي تفرض تحييد المرافق الطبية والانسانية ومراكز الايواء واحترام حقوق اسرى الحرب  وانتهاكه للمواثيق الدولية واحكام القانون الدولي الانساني منفذاً واحدةً من حروب الابادة الجماعية التي لم يشهد التاريخ الحديث مثيلاً لها ، هذا الى الحصار المفروض براً وبحراً وجواً ،وهو مايحول دون وصول مساعدات الاغاثة لاكثر من مليوني انسانٍ  يعيشون اوضاعاً معيشية قاسية لاتتوفر لهم الحدود الدنيا من الضرورات المعيشية والملاذات الامنة بعدما حّول العدو غزة الى ارض محروقة انتقاماً لما حل به  في السابع من اكتوبر ، ولعدم تمكنه من تحقيق اهدافه في استرداد اسراه ووأد ارادة المقاومة وتنفيذ “ترانسفير” جديد بحق  اهل غزة.

كما إن العدو ، بعد مرور عامٍ على “طوفان الاقصى”  ، لم يوفر الضفة الغربية والقدس من اعمال العدوان المتعددة الاشكال ، من اقتحام المخيمات وتجريف الاحياء السكنية ، وتنفيذ عمليات اغتيال ضد المقاومين وارتكاب المجازر بحق المدنيين واخرها الجريمة التي ارتكبها في طولكرم وقبلها في جنين وحرم الاقصى ، وذلك لابقاء جماهير الضفة والقدس  محاصرة ضمن دائرة حزام النار في الوقت الذي يواصل جرائمه بحق اهل غزة.

ان  العدو الصهيوني  وعلى ابواب الذكرى السنوية “لطوفان الاقصى” ، اقدم على توسيع رقعة عدوانه  ضد لبنان مستحضراً مشهدية ما ارتكبه في غزة ولم يزل من تنفيذ عمليات اغتيال وتدمير وتهجير  ،غير آبهٍ بالمبادرات الدولية الداعية الى وقف اطلاق النار وتنفيذ القرارات الدولية وخاصة القرار ١٧٠١ ،وهو مابات يرفضه مع التمهيد لعملية اجتياح  بري لخلق وقائع جديدة تمكّنه بالاستناد الى معطياتها فرض شروطه الامنية والسياسية التي تتجاوز مندرجات هذا القرار.

ان العدوان الصهيوني على لبنان الذي اوقع  حتى الان  اكثر من الفي شهيد واكثر من عشرة الاف جريح ، ودفع نحو مليون ونصف المليون الى النزوح في ظل واقع لبناني محكوم بانهيار مؤسسات الدولة وعدم قدرتها على تلقي عبء النزوح ،يضع  لبنان على حافة كارثة انسانية توازي تلك التي ينوء تحب اعبائها اهل غزة ، وهذا مايجعل العدوان على لبنان يتناسق مع العدوان على غزة لجهة مايريد العدو فرضه من شروط في ظل الدعم الاميركي اللامحدود على كافة الصعد والمستويات ،  وفي ظل واقع الانقسام السياسي لبنانياً وفلسطينياً وعدم الارتقاء الى مستوى تحقيق وحدة وطنية في هاتين  الدائرتين تمليها ضرورات  المواجهة ومنح الموقعين  الفلسطيني واللبناني مناعة  داخلية في مواجهات التحديات التي يفرضها تواصل العدوان وتصعيده. واذا ما اضيف الى النتائج السلبية المترتبة على استمرار الانقسام الفصائلي الفلسطيني والمناكفات السياسية الداخلية اللبنانية  وعجز النظام الرسمي العربي عن كسر الحصار المفروض على غزة وبرودته  في مساعدة لبنان مع استمرار بعضه في نسج علاقات تطبيع مع الكيان الصهيوني ،فإن الانكشاف القومي هو الذي  افسح المجال للنظام الايراني  التغول في العمق القومي موظفاً  دماء شهداء لبنان وفلسطين الذين يسقطون في المواجهة مع العدو في خدمة  تحسين مواقعه بالتماهي مع الرغبة الاميركية  بغية  انتاج نظامٍ اقليمي جديد تحت مسمى الشرق الاوسط الجديد،  وان حزبنا ،حزب البعث العربي الاشتراكي يرفض تجيير تضحيات شعب لبنان لصالح اجندة النظام الايراني ويدعو القوى التي تنفذ تلك الاجندات العودة الى وطنيتها تعلق الامر بساحة لبنان او بساحة فلسطين   .

ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ولمناسبة مرور سنة على”طوفان الاقصى ” ، وهي تكبر التضحيات الجسيمة  التي تبذلها جماهير فلسطين ولبنان وصمودهما في مواجهة تصاعد العدوانية الصهيونية عليهما انما تؤكد على الحقائق التالية  :

الحقيقة الاولى ، ان عملية “طوفان الاقصى “، شكلت محطة هامة في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني ، وهي وإن لم تكن  الاولى التي سطرت فيها المقاومة الفلسطينية ملحمة بطولية في مواجهة العدو الصهيوني  ، فإنها لن تكون الاخيرة ، لان الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع وجودي سيبقى مفتوحاً على المستقبل طالماً بقي الاحتلال قائماً . ولهذا فإن هذه الانجاز النضالي سيؤسس عليه نضالياً وسياسياً كونه  جسد نقلة نوعية في مسيرة  المواجهة مع العدو الصهيوني.

الحقيقة الثانية ، ان المقاومة ومعها جماهير فلسطين تدرك ، ان النضال من اجل حماية الهوية الوطنية والتحرير وحق تقرير المصير ، هو طريق ليس  مفروشاً بالورود، بل هو طريق شائك يتطلب تضحيات بالنفس والمال وكل ماهو متاح من امكانات لمواجهة عدوٍ عنصريٍ  لايعيرُ اعتباراً للقيم الانسانية والاخلاقية ، ويحكمه نظام مارق يحظى بدعم مطلق من دول النظام الاستعماري وفي طليعتها اميركا التي توفر له الحماية الدولية من كل ادانة سياسية  ومساءلة قضائية عن جرائمه التي يرتكبها ضد شعب اُغْتصِبت ارضه وشرد منها . 

وعلى هذا الاساس   فإن الصراع مع العدو ، لايقتصر على مواجهته لوحده  وحسب وانما يشمل كل الداعمين والمتماهين معه من قوى دولية واقليمية  يلتقون على معاداة العروبة كهوية قومية  وكمنظومة  قيمية انسانية واخلاقية وكتاريخ حضاري وكمشروع سياسي هادف الى توحيد الامة العربية  في دولة قومية تتحقق فيها ذاتها  التي تنطوي على كل مقومات الوحدة.

الحقيقة الثالثة ، ان القضية الفلسطينية ، كانت قبل “طوفان الاقصى” وستبقى بعدها،  تشكل عاملاً كاشفاً لكل الاوضاع المحيطة بها في دوائر الفعل الوطني الفلسطيني والقومي والاقليمي والدولي وكما يؤكد القائد المؤسس الاستاذ ميشيل عفلق . فهي كاشف لمخاطر الانقسام السياسي في بنية العمل المقاوم الاحتلال وتأثيراته السلبية على فعاليات المقاومة بكل تعبيراتها السياسية والعسكرية والجماهيرية والتعبوية ، كما هي كاشف لتخاذل دول النظام الرسمي العربي  لابل تواطؤ وتآمر بعضها على  فلسطين شعباً وثورةً  بالمحاصرة السياسية والتقتير المالي ، في الوقت الذي تستمر فيه هذه الانظمة بادامة  علاقاتها الدبلوماسية والتطبيعية مع الكيان الصهيوني رغم حرب الابادة والتدمير والتهجير التي يشنها على غزة ولبنان وهو الذي لا يخفي ان حدود كيانه تتجاوز حدود فلسطين التاريخية الى مايسمى بدولة “اسرائيل الكبرى”التي ترتسم حدودها مابين الفرات والنيل.

الحقيقة الرابعة ،

ان فلسطين ، ومنذ بدأ الحلف الصهيو –  استعماري  التخطيط والتنفيذ لاغتصابها واقامة كيان غاصب على ارضها ، لم تكن بأساس وخلفية مشروعه مستهدفةً لذاتها وحسب ، وانما الوطن العربي برمته ويكفي التذكير بمقررات مؤتمر كامبل بانرمان ١٩٠٥- ١٩٠٧ ، للتدليل على البعد الحقيقي لاختيار فلسطين ، موقعاً تقيم عليه الحركة الصهيونية كيانها بدعم استعماري لاحدود له . وهذا مايجعل من القضية الفلسطينية قضية قومية عربية مكتملة الاوصاف والاركان . وعندما تكون قضيةً ما ،  قضية قومية ، فأنها تتحول الى قضية شعبية تتجذر في وجدان الامة الجمعي وفي تفاصيل حياتها. وهذا مايشعر به كل انسان عربي حيث يرى بالقضية الفلسطينية قضية خاصة به تعنيه في حاضر حياته ومستقبله لارتباط مصير الامة بها .  وهذا ما لا ينطبق على تعاطي شعوب وامم اخرى معها ، اذ قد تقدم انظمة هذه الشعوب والامم على اتخاذ مواقف سلبية او ايجابية من القضية الفلسطينية ، ولكنها لا ترتقي في تعاملها معها باعتبارها قضية قومية ، وهذا ينطبق على الدول والانظمة التي تنظر الى القضية الفلسطينية وتتعامل معها باعتبارها قضية للاستثمار السياسي وكما هو حال النظام الايراني .

فالقضية الفلسطينية ما كانت يوماً قضية قومية للشعوب الايرانية ، بل هي مجرد قضية سياسي فوقية يتعامل معها النظام الايراني  باعتبارها مدخلاً للنفاذ الى قلب الوطن العربي وغرس مخالبه به .  وقد ساعده على ذلك ، الانكشاف القومي للامة بعد احتلال العراق من جهة  ، والتسهيلات الاميركية  من جهة اخرى بغية تنفيذ ماعجز عنه العدو الصهيوني من تحقيقه في اختراق العمق الشعبي العربي وتفتييت بناه المجتمعيه وتحويل الدول العربية  الى دول فاشلة . وقد اثبتت الوقائع التي اعقبت “طوفان الاقصى” على جبهتي لبنان وفلسطين ،ان النظام الايراني يستثمر بدم ابناء الامة من فلسطينيين ولبنانيين خدمة لاجندة اهدافه الخاصة بالاستناد الى التضليل الذي مارسه  في تعامله مع القضية الفلسطينية ، وبما دفع كثيرين من القوى السياسية العربية وللاسف لان تعمل على تسويق الموقف الايراني على انه موقف  جذري في معاداته للكيان الصهيوني فيما الحقيقة عكس ذلك وهو الذي يبقي قنوات اتصاله مفتوحة مع اميركا التي تضبط ايقاع تبادل الرسائل بالنار بين النظام الايراني والكيان الصهيوني لابقائها ضمن دائرة الاحتواء وفق الحدود المتفق عليها سلفاً .

ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، التي ترى ان “طوفان الاقصى” ليست الا محطة في مسار النضال الوطني الفلسطيني ، تؤكد مجدداً ، بأن التضحيات التي تقدمها جماهير الامة في ساحتي فلسطين ولبنان ، ستذهب سدىً ان لم يتم تثميرها وتوظيفها توظيفاً نضالياً  في سياق تحصين الموقف الوطني الفلسطيني كما الموقف الوطني اللبناني.  وهذا مايتطلب :

اولاً ، المبادرة فوراً الى تفعيل ماتم الاتفاق عليه في بكين عبر وضع مندرجات اتفاق الوحدة الوطنية  قيد التنفيذ العاجل .  فبمثل هذه الوحدة ، تُحْدِثُ المقاومة صدمة ايجابية لدى جماهير فلسطين والامة ، وصدمة سلبية لدى العدو الذي يراهن على استمرار الانقسام في الصف الوطني الفلسطيني لتمرير مخططاته السياسية الانية والبعيدة المدى بدءاً بطمس  الهوية الوطنية الفلسطينية عبراسقاط التمثيل السياسي للشعب الفلسطيني والذي تمثله منظمة التحرير الفلسطينية.فضلاً عن ذلك ، فإن تحقيق هذه الوحدة بقدر ماهو حاجة وطنية فلسطينية ، فإنه حاجة عربية لمحاكاة الواقع العربي الرسمي والشعبي بموقف سياسي موحد ورؤية موحدة لآلية  ادارة الصراع بكل عناوينه ومتفرعاته ومنها ادارة الحراك الدبلوماسي الذي يفترض تفعيله في الحد الاقصى الممكن للاستفادة من معطى المتغيرات الايجابية على المستوى الدولي ،تعلق الامر بارتفاع عدد الدول التي تعترف بفلسطين ، او  بمقاضاة “اسرائيل”  على جرائمها امام محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية ، او   باجراءات المقاطعة لهذا الكيان والتي اتخذتها شركات وجامعات ومؤسسات بحث علمي وهيئات تعمل في مجال حقوق الانسان  .

لقد تحولت القضية الفلسطينية بعد “طوفان الاقصى” الى قضية رأي عام دولي ،وعلى ثورة فلسطين ان ترتقي الى مستوى هذا التحول واعتباره الانجاز الاهم الذي تحقق على مدى عقود من النضال  بوضع  القضية الفلسطيني في مدارها الانساني وهو الذي كانت تفتقر له في السابق ، وكان احد اسباب ضعفها وعدم قدرتها على خوض صراعٍ متكافىءٍ بكل ابعاده وعناوينه.

 

كما ان  القيادة القومية للحزب، بقدر تأكيدها على اهمية  الارتقاء بالعلاقات الفصائلية الفلسطينية الى مستوى الوحدة الوطنية الفعلية على ارضية برنامج مقاوم ، تشدد على اهمية تحصين جبهة لبنان الداخلية بوحدة وطنية فعلية ، وانطلاقاً من ادراك عميق ، بان العدو الصهيوني ، هو عدو للبنان بكل مكوناته ، وهو يبغي ابقاء بنيته الداخلية مفتتة ومتشظية ، اسوة بما يبغيه للمكونات الوطنية العربية التي  دُمِرَتْ بنيتها بفعل الدور الايراني التدميري واخطره تطييف  الحياة السياسية  واحداث تغيير في التركيب الديمغرافي عبر استقدام كتل بشرية غير عربية  لتوطينها في سوريا والعراق على غرار الاستيطان الصهيوني في فلسطين الذي يتوسع ويتمدد على حساب الوجود العربي.

ان تمكين لبنان من توحيد جبهته الداخلية  في مواجهة مخاطر العدوان الصهيوني ، هي عامل اساس من عوامل افشال المخطط الصهيوني ، وان المدخل لتوحيد هذه الجبهة الداخلية على ارضية مشروع يعيد توحيد لبنان ارضاً وشعباً ومؤسسات ، هو اعادة الاعتبار الدولة واعادة تفعيل حضورها في القيام بمهامها الاساسية  الرعائية والحمائية.

إن توحيد  الادراة السياسية الوطنية على جبهتي لبنان وفلسطين الساخنتين حالياً  إنما يساعد في تعزيز الصمود في الميدان وعلى جبهتي العمل السياسي والدبلوماسي وتلقي نتائج العدوان والعمل على احتواء تداعياته في الحد الادنى من الانعكاسات السلبية.

 والقيادة القومية للحزب ، وهي تولي اهمية لتحقيق وحدة وطنية فعلية على هاتين الجبهتين ، لاتسقط الاهمية التي تنطوي عليها الساحات العربية الاخرى خاصة تلك التي تعيش تحت وطأة ازمات بنيوية بعضها مستباحة من عصابات اللصوص والتشكيلات المليشياوية التي ترتبط بمركز التحكم والتوجيه الايراني كحال العراق وسوريا واليمن ، وبعضها تحت وطأة حرب عبثية كحال السودان الذي يندفع نحو المجهول  ، وبعضها تستنزفه الصراعات القبلية والجهوية كحال ليبيا والصومال ، الى ساحات اخرى تنوء تحت عبء ازماتها السياسية  والاقتصادية والاجتماعية.

وعليه ، فإن الصراع  مع العدو الصهيوني ، والذي هو صراع قومي بكل ابعاده وان تموضعت فعالياته الميدانية على جبهتي لبنان وفلسطين بشكل اساسي ، بات يوجب  تحصين الجبهات العربية الداخلية من الاختراقات المعادية سواء كانت من المداخل او الداخل القومي  وهو الذي يتطلب نضالاً وجهداً سياسياً وشعبياً  لاسقاط منظومات الحكم المرتهنة للقوى الدولية وقوى الاقليم ، وتخليص جماهير الساحات من تسلط المليشيات على مقدرات البلاد والعباد واعادة الاعتبار للدولة الوطنية وبما يمكنها من توفير مسلتزمات الامن القومي  في مواجهة تحديات الخارج والامن المجتمعي في مواجهة قوى التكفير الديني والفساد والمحاصصة والتخريب  على كافة اشكاله سواء هدف الى تناول بنية الدولة او البنية المجتمعية.

 

ان القيادة القومية للحزب ، وفي الذكرى السنوية لعملية “طوفان الاقصى”  ، ترى في الوحدة الوطنية الفلسطينية عنصر الاستعصاء الوطني  الذي يحول دون احتواء القرار الوطني الفلسطيني ،كما بالوحدة الوطنية اللبنانية عنصر الارتكاز الذي يمكن اللبنانيين من الوقوف على ارضيته لحماية لبنان مما يتهدده من مخاطر صهيونية ومن الاثار السلبية لتثقيل ساحته باعباء مشاريع  قوى دولية واقليمية  تتعارض والمصلحة الوطنية اللبنانية الذي لايحميها الا العمق القومي. 

 

والقيادة القومية للحزب ، وهي تعتبر  يوم السابع من اكتوبر يوماً مجيداً من ايام العرب الخالدة   ، تدعو الجماهير العربية عبر قواها الوطنية والامينه على  تمثيلها للارادة الشعبية الى اطلاق حراك شعبي  يعيد للشارع العربي نبضه انتصاراً للمقاومة واسقاطاً لنهج التطبيع ، وحتى يدرك كل من يتعامل مع القضية الفلسطينية من الموقع  السلبي او المستثمر بها ، بان هذه القضية ستبقى محركاً للنضال العربي ومن يقاتل صدقاً من اجلها هم ابناء الامة انطلاقاً من وعي قومي متجذر في الوجدان القومي بأن   الصراع العربي – الصهيوني  سيبقى مفتوحاً  طالما بقي الاحتلال قائماً . وعلى قاعدة  وجودية هذا الصراع فإن  الحياة لاتستقيم   لاحدهما الا بنفي الاخر. ومن يبقى هو الاصيل بانتمائه للارض ومن تشكلت هويته القومية عبر تواصل المراحل التاريخية للتشكل القومي العربي  ، ومن سيزول هو من تم استيلاده بقرار دولي في ظل توازنات وتقاطع مصالح دولية ، وهو سيزول حكماً باختلال هذه التوزانات والمصالح  والمهم ان تبقى جذوة المقاومة والنضال متقدةً .

 

المجد والخلود للشهداء من ابناء هذه الامة في أية  ساحة سقطوا دفاعاً عن الامن القومي العربي

والشفاء للجرحى والحرية للاسرى والمعتقلين في سجون ومعسكرات العدو الصهيوني وفي سجون ومعتقلات انظمة الاستبداد والفساد والرجعية ، والنصر ما كان يوماً الا حليف الشعوب المكافحة من اجل الحرية والاستقلال وحق تقرير المصير.

 

القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

في 7/10/2024