شبكة ذي قار
القيادة القومية : ملحمة جنين علامة مضيئة في مسار النضال الوطني الفلسطيني

القيادة القومية : ملحمة جنين علامة مضيئة في مسار النضال الوطني الفلسطيني

 

اكدت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، ان ملحمة جنين هي  علامة مضيئة في مسار النضال الوطني الفلسطيني ، وعلى الامة العربية ان ترتقي في دعمها واسنادها لثورة فلسطين الى مستوى التضحيات التي تقدمها جماهير فلسطين في تصديها للاحتلال الصهيوني. جاء ذلك في تصريح للناطق الرسمي باسم القيادة القومية للحزب في مايلي نصه.

 

لم تكد تمضي ايام قليلة على وقف التصعيد العدواني الصهيوني ضد غزة ، حتى بادرت قوات الاحتلال الى اقتحام مدينة جنين ومحاصرة مخيماتها ، وهو ما ادى الى مواجهة بطولية بين القوات الصهيونية المؤللة والمقاومين الذين تصدوا لقوات العدو بالامكانات المتاحة اسفرت عن تدمير سبعة اليات للعدو وايقاع العديد من الجرحى في صفوفه ، مما اضطره لنقلهم من ساحة المواجهة بالطوافات العسكرية .

ان هذه المواجهة التي ادت الى استشهاد خمسة مقاومين وجرح العشرات من سكان المدينة والمخيمات ، تشكل علامة مضيئة في مسار النضال الوطني الفلسطيني وتوجه رسالة للقاصي والداني ، بان شعبنا في فلسطين المحتلة ، مصمم على التمسك بارضه والدفاع عنها حتى الاستشهاد ، ولن يمكن العدو من تنفيذ مخططه الرامي الى تهجير جماهير فلسطين وفرض الصهينة على كل معالم الحياة فيها. 

واذا كان العدو قد اختبر صلابة المقاومة وقدرتها على المواجهة في كل المعارك التي خيضت على ارض فلسطين منذ اطلقت الثورة الفلسطينية رصاصتها  الاولى ، فان الارادة الوطنية الفلسطينية ، تشتد اليوم صلابة وهي تقاوم العدو والته الحربية باللحم الحي ، وهي تترجم هذه الصلابة في تجديد ثورتها عبر كافة اشكال الكفاح الشعبي وخاصة المسلح منه. 

ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، اذ توجه التحية لجنين ومخيماتها  ولجماهير شعبنا على مساحة كل فلسطين ، وتكبر فيها روح المقاومة وهي تقدم  قوافل الشهداء دفاعاً عن حقها في التمسك بارضها وحماية مقدساتها في القدس والخليل واعيانها الثقافية وارثها التاريخي ، تدين مواقف النظام الرسمي العربي الذي يقف متفرجاً على ما تتعرض له جماهير فلسطين من قتل وتدمير ودفع نحو “ترانسفير” جديد ، لا بل اكثر من ذلك ، فان بعض هذا النظام يواصل عمليات التطبيع مع العدو ،ويفرض حصاراً مالياً وسياسياً على ثورة فلسطين في نفس الوقت الذي يوسع فيه من مساحة علاقاته السياسية والاقتصادية وحتى الامنية مع الكيان الصهيوني. فالعدو الصهيوني ، ما كان ليصعد من عدوانه واجراءاته القمعية في الارض المحتلة ويقتحم الاقصى ويهدد يومياً بتغيير معالمه ، لو لم يكن مطمئناً الى الموقف الرسمي العربي المتخاذل ان لم يكن المتواطئ معه. 

ان القيادة القومية للحزب  ، وهي تعيد التأكيد على الموقف الذي يستحضر مقولة القائد المؤسس الاستاذ ميشيل عفلق ، بأن فلسطين لن تحررها الحكومات وانما الكفاح الشعبي المسلح ، تستحضر في الوقت ذاته مقولة القائد الشهيد صدام حسين ، بان فلسطين بحاجة الى الحضن القومي الدافئ ، لان جماهير فلسطين تخوض معركة الامة العربية على ارض فلسطين ، ومن واجب الامة احتضانها وحمايتها وتوفير كل وسائل الاسناد لتعزيز صمودها اهلها ورفع وتيرة المواجهة وتكبيد العدو ما لا يتوقعه من خسائر بشرية ومادية مع اطلاق اوسع حملة سياسية ضده باعتباره  كياناً يغتصب ارضاً لشعب طرد منها بالقوة ، وان المواثيق الدولية كفلت للشعوب حقها في المقاومة وتحرير ارضها من الاحتلال .  وان على المجتمع الدولي ان يلاقي الموقف الموقف الوطني الفلسطين من اجل تمكين شعب فلسطين من تقرير مصيره وهو الذي  بات رأس حربة في مواجهة احتلال استيطاني كما مواجهة  اخر نظام للفصل العنصري في التاريخ المعاصر. 

تحية  لجنين ومقاوميها وتحية لكل فلسطين  وثورتها ، وتحية لشهدائها ، والشفاء لجرحاها ، والحرية لاسراها ومعتقليها ،والخزي والعار للمطبعين والمتخاذلين الذين  يبيعون قضية شعب وامة بثلاثين من الفضة .

 

الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

د. احمد شوتري

في ٢٠٢٣/٦/٢٠

النص الكامل للخطاب التاريخي للرفيق المجاهد قائد الجهاد والتحرير عزة إبراهيم الدوري حفظه الله والموجه إلى مؤتمر القمة العربية المنعقد في مدينة سرت الليبية

 

النص الكامل للخطاب التاريخي للرفيق المجاهد قائد الجهاد والتحرير عزة إبراهيم الدوري حفظه الله والموجه إلى مؤتمر القمة العربية المنعقد في مدينة سرت الليبية

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

(يا أيها الذين امنوا هل أدلكم على تجارةٍ تنجيكم من عذابٍ أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خيرٌٌٌ لكم إن كنتم تعلمون)

 

صدق الله العظيم

 

 

 

الأخ القائد معمر القذافي رئيس مؤتمر القمة العربية (الثاني والعشرين) ..

الأخوة الملوك والرؤساء والأمراء أعضاء القمة العربية ..

أُحييكم بتحية العروبة ورسالتها الخالدة الإسلام الحنيف فأقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

 

لقد كان عراقكم العظيم بشعبه الأبي وبتاريخه المجيد وامتداده الحضاري الضارب في عمق الزمن وبما يملك هذا البلد من طاقات وإمكانات وإبداعات هائلة يقف على الدوام إلى جانب الأمة يشد أزرها ويصوب خُطاها نحو كل ما يحقق عزتها وكرامتها وحريتها واستقلالها ، لقد وقف معكم في كل المنعطفات التاريخية الكبيرة الخطيرة على امتداد العقود الأربعة الماضية ، قدم على مذبح حرية الأمة وتحررها واستقلالها ووحدتها أوسع التضحيات وأغلاها حتى قدم الذي ترونه اليوم وتعرفونه ، قدم قيادته الثورية الوطنية المؤمنة ، قدم أكثر من مائة وسبعة وعشرون ألف من رجال وفرسان طليعته الثورية الوطنية القومية المؤمنة ، قدم أكثر من مليون ونصف المليون من أبنائه البررة خلال السنوات السبع في صراعه مع الغزاة المحتلين في معركة الحرية والتحرير والاستقلال ، قدم ملايين المشردين والمهجرين ، دُمِرَ بِنائهُ الحضاري تدميرا شاملاً وعميقا فلم يبقى أثرا للحياة في وطنه ولا زال يقدم وبسخاء قل نضيره في تاريخ الأمة وسيبقى يقدم المزيد على مذبح حريته واستقلاله حتى التحرير الشامل والعميق فيعود إلى أحضان أمته كما كان على امتداد تاريخها الطويل طليعة لمسيرتها الكفاحية نحو حريتها ووحدتها وغَدِهَا الأفضل ..

 

أيها الأخوة أعضاء المؤتمر:

 إن ما قدمه العراق من تضحيات باهظة كان ثمناً لمواقفه من حرية الأمة واستقلالها وتوحيد جهدها وجهادها ، إن ما قدمه العراق من تضحيات باهظة كان ثمنا لموقفه البطولي ضد الهجمة الفارسية الصفوية على الأمة فحطمها وحفظ للأمة عزتها وكرامتها ، إن ما قدمه العراق كان ثمنا لموقفه الشجاع من قضية فلسطين الحبيبة ، إن ما قدمه العراق من تضحيات باهظة كان ثمنا لهويته العربية الإسلامية الإنسانية ومشروعه الحضاري النهضوي ، إن ما قدمه العراق من تضحيات باهظة كان ثمنا للتصدي البطولي للأطماع الامبريالية المتصهينة ومشروع الصفوية الفارسية في الأمة ، واني أقول لكم اليوم ومن خلالكم لامتنا وشعبنا العربي على امتداد وطن العروبة وأقول للدنيا كلها وبشكل خاص للغزاة المحتلين وحلفائهم وعملائهم ، إنا نحن أبناء العراق وشعبه المجيد ، أحفاد علي والحسين عليهما السلام، أحفاد سعد وخالد والمثنى ، أحفاد القعقاع وصلاح الدين وقتيبة ، نحن أبناء العراق شعب الحضارات العميقة المجيدة الضاربة في أعماق التاريخ نحن أبناء الحضارة التي اخترعت الحرف وعلمت الإنسانية الكتابة والقراءة ، نحن أبناء الحضارة التي اخترعت العجلة وأسست قاعدة العلوم الحياتية التي على أركانها قامت الحضارة الإنسانية المعاصرة ، فنحن راضون بما قدمنا للأمة بل نحن فرحون ونختال اليوم زهوا وعزا وفخرا بما قدمنا وما حققنا للأمة وللإنسانية وبما صممنا على تقديمه وتحقيقه لامتنا على امتداد مسيرتها الكفاحية الجهادية حتى تحقيق أهدافها في الحرية والتحرير ، وفي الوحدة والتوحد ، وفي تحقيق المستقبل الذي يليق بها وفي دورها في الحياة على الأرض ، ولكننا وفي نفس الوقت لم نرضى ولن نرضى على موقفكم من شعب العراق العريق الشهم المجيد وخاصة في مؤتمراتكم القومية التي أفرغتموها من محتواها وجردتموها من أهدافها النبيلة التي أُسِسَتْ هذه القمة من اجلها ، لقد أُسِسَتْ هذه القمم لكي تعبر في مواقف شجاعة وقرارات جريئة عن إرادة الأمة وشعبها ولكي توظف إمكانات الأمة وطاقاتها الرسمية الهائلة للدفاع عن قضاياها الأساسية والمصيرية ..

 

أيها الأخوة أيها الأشقاء أعضاء المؤتمر:

 لقد مضى على احتلال العراق سبع سنوات طوال قد خاض وطيسها شعب العراق العظيم المجيد وحده ليس لديه ولا معه إلا الله القوي العزيز ثم مقاومته الوطنية والقومية والإسلامية الباسلة ، لقد خاض لهيبها وهو محاصر وللأسف وللعجب العجاب انه محاصر ممن كان محسوباً ومقرراً عمقه المبدئي والإستراتيجي في كل المعايير الوطنية والقومية والإنسانية والدينية والأخلاقية ، كان محاصراً ولا يزال من النظام العربي الرسمي إلا الاستثناء القليل جدا ، إن من الحكام العرب من لم يزل إلى اليوم لم يكتفي بالحصار والمحاصرة بل يضع كل ثقل بلده وإمكاناته في خدمة المحتل وعملائه وانتم أيها الإخوة والأشقاء تعلمون علم اليقين أن شعب العراق العظيم قد واجه أقوى واعتى غزو بربري شوفيني صليبي دموي في تاريخ البشرية على الإطلاق ما يسمى بالقطب الأوحد في الكون الامبريالية الأمريكية وما يملك هذا القطب من وسائل الدمار والقتل والتخريب وحليفته الصهيونية العالمية وأداتها إسرائيل اللقيطة وكل الاستعمار القديم وللأسف عاونته وسهلت له غزو العراق واحتلاله إيران جار السوء والحقد والبغضاء للأمة وتاريخها ورسالتها وعاونته بقوة على تدمير نهضته وحضارته ، لقد دخل العراق ثمان وعشرون جيشا على رأسها جيش القطب الأوحد وجيش بريطانيا العظمى ، لقد اشتركت رسميا في احتلال العراق أكثر من خمسون دولة ولقد رأيتم أيها الإخوة وسمعتم كيف انتصر شعب العراق المجيد وسحق الغزاة وهربت جيوشهم تلعن حُكَامَها وقادتها حتى سيق حاكم بريطانيا العظمى المجرم بلير إلى التحقيق والمحاكم لتوريط بلده في الاشتراك في هذه الجريمة الإنسانية البشعة ، وسيحاكم بوش بعده إن طاولت دولته أكثر في البقاء تحت ضربات المقاومة الوطنية الباسلة وقدمت المزيد من الخسائر والاستنزاف للشعوب الأمريكية .. فانظروا أيها الإخوة لم يبقى اليوم في العراق إلا بعض فلول الامبريالية الأمريكية المرعوبة المنهارة سحبتها من الميدان إلى قواعد تحسبها أمينة فهي لا تستطيع الخروج من جحورها إلا وفق خطة معدة سلفا وفي حماية قوات كبيرة من تشكيلات العملاء العسكرية ، لقد رَكْعَ هذا الشعب العظيم هذه الجيوش وعلى رأسها جيش القطب الأوحد على أعتابه الشريفة ، وستتولى المقاومة بإذن الله وتواصل الطرق على رؤوس جنودها في هذه القواعد ليل نهار وسَنُصَعِدْ الطرق ونقعد لها كل مرصد للنيل منها ولقهرها وتحطيم إرادتها حتى تهرب خاسئة ذليلة بأذن الله وقوته القوية ..

 

أيها الأشقاء أعضاء المؤتمر:

 لقد سقطت الامبريالية الغازية وحلفائها وعملائها وإدارتها المتصهينة في وحل العراق ، وستسقط الإدارة الجديدة بإذن الله إن لم تتعظ بسابقتها حتما تحت ضربات الشعب العراقي العظيم ومقاومته الباسلة طال الزمن أم قصر ، لقد انتصر شعب العراق ومقاومته الباسلة عسكريا واقتصاديا واجتماعيا وإعلاميا وأخلاقيا ولم يبقى لدى المحتل اليوم في بلدنا إلا عمليته السياسية المخابراتية وعملائه وأذنابه وعلى رأسهم إيران الصفوية وعملائها الأذلاء ، وإنكم ترونها اليوم فهي لم تعد القوة العظمى والقطب الأوحد كما دخلت العراق غازية ومحتلة ومستعمرة ، إنها صارت تستجدي ما تطمح إلى تحقيقه اليوم سياسياً ومخابراتياً في العراق من إيران وعملائها ، وإيران في كل يوم في العراق تصفعها على خدها الأيمن فتدير لها خدها الأيسر ، واعلموا ن الخيار العسكري قد سقط وانتهى وسوف لن تعود الامبريالية الأميركية لمثله لا في العراق ولا خارج العراق إلا لزمن بعيد جدا ، واعلموا إن أمريكا اليوم لا تملك تحريك حجر في العراق يتعارض مع مصالح إيران ومشروعها في العراق وفي الأمة ، واعلموا إن أمريكا قد قدمت العراق إلى إيران على طبق من ذهب حسب إستراتيجية تقاسم المغانم والمصالح في العراق والمنطقة وهي قد سلمت إلى الأمر الواقع واستسلمت لشريكها في الجريمة مكتفية بما ستحققه لها عمليتها السياسية وعملائها بالاتفاق مع إيران وعملائها .

 

 

 

أيها الأخوة أعضاء المؤتمر:

 إن هدفنا الأول اليوم المشروع المقدس وأنتم وشعبنا العربي والخيرين في العالم معنا هو تدمير الغزاة الذين جاءوا بإيران وغيرها وطردهم من بلدنا وأؤكد لكم جازماً سوف لن تخرج إيران من بلدنا بل ستبتلعه وتتوجه إليكم إن لم تطرد أمريكا من العراق فهي رأس الأفعى وهي التي أطلقت يد إيران في العراق ولا زالت ، واعلموا أن المشروع الإيراني اليوم وتحت المظلة الأمريكية قد أصبح يدق أبوابكم الداخلية جميعا بدون استثناء إن لم تتجاوزوا عقدة أمريكا القوة العظمى التي سقطت في وحل غزوها وعدوانها وجرائمها ولم تعد إلا صنماً يضر ولا ينفع..

 

أيها الأخوة الأشقاء أعضاء المؤتمر:

 هذا ما نحن عليه اليوم الم يحن الوقت بعد كل هذا الذي حصل للعراق وشعبه وبعد أن حطم هذا الشعب العظيم قوى الغزو والعدوان وقزمها ، أن تعود قمتكم وتسجل موقفا من على ارض عمر المختار قائد الجهاد المبكر لتحرير الأمة وتحررها وما سجل من عز ومجد لها ولليبيا وشعبها العربي الثوري المجيد ، أن تسجلوا موقفا تاريخيا يرضي الله ويكون حجة لكم عنده يوم الوقوف بين يديه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، ويكون موقفا عندنا نحاجج لكم به شعبنا شعب الأعاجيب شعب العراق شعب البطولة والتضحيات ، إنها فرصة تاريخية ثمينة عليكم استثمارها ، أنضروا إلى الأمم من حولنا كيف تستثمر الفرص لصيانة حريتها واستقلالها وتحقيق مصالح شعوبها وهي اقل من امتنا عددا وعدة ( فنزويلا ـ نيكراكوا ـ كوبا ـ فيتنام ـ كوريا ـ إيران ـ تركيا وروسيا ) فإنها فرصة امتنا التاريخية اليوم قد وفرها وصنعها لكم شعب العراق ومقاومته الباسلة المجيدة ، وانتم الذين وضعكم الله القوي العزيز العليم الخبير أمناء ووكلاء على صيانة حرماتها ومقدساتها ومصالحها العليا ، أمناء على حريتها واستقلالها ووحدة مسيرتها الحضارية ..

 

إن شعب العراق أيها الأخوة الأشقاء بمقاومته الوطنية والإسلامية يطالب قمتكم اليوم بموقف تاريخي حازم وشجاع وأصيل، تعلنون فيه للدنيا موقف الأمة وشعبها العظيم في اتخاذ القرارات التالية:ـ

 

القرار الأول . الاعتراف بالمقاومة العراقية الوطنية المسلحة والغير مسلحة التي كفلتها كل القوانين والمواثيق الدولية وكل الشرائع السماوية ، إنها الحق المشروع المقدس للأمم والشعوب المحتلة أراضيها والمستعمر شعوبها من قبل قوى البغي والعدوان .

القرار الثاني . طرد ممثلي سلطة الاحتلال الغير شرعية وفق كل القوانين والمواثيق الدولية ، واستدعاء ممثلي المقاومة لتمثيل العراق وشعبه في المؤتمر وفي الجامعة العربية وفي كل مؤسسات العمل العربي المشترك .

القرار الثالث . قطع العلاقات الدبلوماسية مع المحتل الغازي ومع سلطته في العراق وإلغاء كل الالتزامات التي نشأت عن تلك العلاقات.

القرار الرابع . تفعيل ميثاق وقوانين الجامعة العربية وخاصة اتفاقية الدفاع المشترك لتصعيد الموقف الداعم لشعب العراق وقواته المسلحة ومقاومته الباسلة للوقوف بوجه الامبريالية الأمريكية وحلفائها إيران ومشروعها ألصفوي الاستعماري الخطير اتجاه شعبنا وامتنا .

القرار الخامس . تقديم الدعم الفوري لشعب العراق المهدد بكارثة الفناء ، الدعم اللازم لأرامله وأيتامه ومشرديه ومهجريه ، انه حق قومي وشرعي وإنساني مقدس لشعب العراق عليكم وعلى الأمة .

القرار السادس . الضغط على أمريكا الغازية بكل الوسائل المستطاعة للتخلي عن إيران ومشروعها ألتدميري وللانسحاب الفوري وتسليم العراق لأهله دون التمادي في إراقة المزيد من الدماء البريئة سواء كانت عراقية أم أمريكية ، واعلموا أيها الأخوة ولتعلم الدنيا وخاصة شعوب أمريكا المضللة رغم انحسار تواجد قوات الغزو في شوارع العراق وطرقاته ومدنه ولجوئها إلى القواعد المحصنة فهم يقدمون في كل يوم قتلى وجرحى على أيدي أبطال المقاومة وصناديدها وهي موثقة لدينا بكل وسائل التوثيق ولم تعلن منذ مجيء الإدارة الجديدة يجري عليها التعتيم والتستر ثم الحصار والمحاصرة من قبل دولكم ومؤسساتها المعنية الأعلام المأجور والمنحرف ..

 

أيها الأخوة الملوك والرؤساء والأمراء:

 هذه هي حقوق شعب العراق على أمته ممثلة في مؤتمركم هذا في وقفتكم الجمعية هذه نضعها أمامكم في مؤتمركم هذا فإنها مسؤولية تاريخية وشرعية، وإنها أمانة الله في أعناقكم سَتُسالون عنها تاريخيا ويوم يقوم الأشهاد ..

أحيي بعض الملوك والرؤساء الذين اشتاموا لشعب العراق وهزتهم النخوة العربية والغيرة الإيمانية بعد ما راو ما فعل الغزاة وعملائهم في شعب العراق فوقفوا إلى جانب العراق وشعبه المقاوم المجاهد ولم يطبعوا مع سلطة الاحتلال واني لأسجل لهم موقفهم وموقف دولهم هذا بأحرف من نور في سفر تاريخنا الجديد المجيد ..

أحيي شعبنا العربي في كل أقطاره وفي كل مهاجره وادعوه إلى التحرك للمزيد من الضغط المشروع على أنظمة الأمة وقادتها للوقوف بقوة إلى جانب شعب العراق المقاوم المجاهد ومحنته ..

 

أملي بكم أيها الأخوة الملوك والرؤساء والأمراء قوي وأنا أعرفكم جميعا وكنا قبل اليوم أي قبل تحقيق اندحار الغزاة وانتصار الشعب ومقاومته الباسلة نقدر ونتفهم تردد بعضكم وتخوفه أو حتى انحياز البعض إلى الغزاة وعملائهم رهبتاً ونكوصاً ، أما الآن فلا يُقَبَل من أحد التخلف أو المخادعة والمراوغة عن أداء الواجب القومي الشرعي اتجاه العراق وإن الشاهد الحق والحكم العدل اليوم هو شعب امتنا العظيم المجيد وتاريخنا الذي يسطره اليوم شعب العراق بدماء أبنائه البررة ، وإن الشاهد الحق والحكم العدل غداً هو الله القوي العزيز الذي لا تخفى عليه خافية يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وهو سريع الحساب وشديد العقاب ..

 

واعلموا أيها الأخوة واطمئنوا وليعلم الغزاة إننا قد اعددنا مقاومة تمتلك كل عوامل البقاء والمطاولة وتمتلك كل عوامل النمو والازدهار والتصاعد في العدة والعدد يحتضنها شعب العراق المجيد من شماله إلى جنوبه وبكل أطيافه وألوانه ، وان المقاومة بدئت تتوسع وتتصاعد ويتصاعد أدائها في جنوبنا العزيز مما أرعب الغزاة وعملائهم وعملاء إيران الصفوية الفارسية وخاصة في منطقة الفرات الأوسط في كربلاء الحسين كربلاء التضحية والفداء وسراياها الباسلة سرايا شهداء ألطف الحسينية ونجف العزة الإباء والشموخ ثم البصرة وسراياها سرايا الجهاد وسرايا الزبير ابن العوام وجيشها الجيش العربي لتحرير الجنوب ، فان المرحلة القادمة ستشهد قتال العدو على كل شبر من ارض العراق يتواجد عليه ، وان بقي الغازي مصرً على غزوه واستعماره لبلدنا واحتضانه للمشروع الإيراني الصفوي سنقاتله ونلاحقه حتى لو بقي بسفارته فقط سندمر سفارته على رأسه حتى يتخلى عن عملائه وعن أطماعه ونواياه الشريرة ويخرج بدون قيد أو شرط وسوف لن نخدع بسحب قواته أو جزء منها لتقليل خسائره التي قصمت ظهره ، وإنما الجهاد دائم ومتصاعد حتى التحرير الكامل والشامل من أي شكل من أشكال الهيمنة والسيطرة والاستغلال مهما طال الزمن وغلت التضحيات

 

وفقكم الله إلى ما يحبه ويرضاه… والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

أخوكم عزة إبراهيم

القائد الأعلى لجبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني

القائد العام للقوات المسلحة

٢٧ / أذار / ٢٠١٠ م

نص خطاب الرئيس العراقي صدام حسين-أواخر 2006

نص خطاب الرئيس العراقي صدام حسين

بسم الله الرحمن الرحيم

“قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم”

“فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون”

صدق الله العظيم

 

أيها الأخوة، أيها السادة، أيها الذوات،

 

وكلّ على استحقاقه وصفته، وإلى أولئك الذين لم يخونوا العهد ولم يتناسوا الوعد والود، محبتي وعهدي، وسلام إلى شعبنا العزيز المبتلى، رجال وماجدات، وإلى قواتنا المسلحة المجاهدة ومنهم رجال المهمات الصعبة، وقوى الأمن القومي، وسلام إلى من أخطأ وتراجع، أو ظن وصحح وإلى المجاهدين والمجاهدات أكرم وأجزل السلام.

 

 

 

أيها الأخوة: ليس فيما أريد التحدث عنه تحت عنوان الدفاع، أو آخر الأقوال قبل إعلان الحكم، هو الدفاع عن صدام حسين، لأن ذات صدام حسين وموقفه لا يقبلان الدفاع عنه، وإنما عن الشعب والوطن والمسيرة.

 

ولذلك فلن أنشغل بالجزئي عن الكلي، ولا بالمحدود عن الشمول، إلا كمثله يستدل منها على الحقائق الأعم الأشمل لمن يجهلها أو نساها، وفي كل الأحوال لا يهمني أصحاب المواقف المسبقة الذين وسخوا حتى الضغينة من فرط حقدهم حتى وصلوا إلى الوصف الميئوس منه ولا يرجى شفاؤه ولذلك ليس لي فيها إلا الدعاء إلى رب العالمين أن يصلح من يشاء ويسحق من يشاء بغضبه وسخطه.

 

 

 

أيها الأخوة: ليس تقضي المداخلة في أمر إلى نتائج صحيحة إن لم يكن المدخل إليها صحيح، وعلى هذا أقول مثلما قلت من قبل شِفاها أو في مذكرات عديدة قدمتها إلى ما سُمي بهيئات تحقيق أو إلى المحكمة، ومثلما قال محامو الدفاع الشجعان، ومنهم شهداء الحق والقانون يتقدمهم الشهيد المحامي الغيور الشجاع خميس العبيدي، طيّب الله ثراهم.

 

أما رجال القضاء والقانون أو مَن حسبوا عليهما في هذه الهيئة وما حولها فلا تستبعد ان يظهر منهم مَن هو عفيف نظيف وطني شريف وقبلوا ان يكونوا على الصفة التي قبلوها لأمر ولظرف بعينه مثلما قبل الأستاذ الكريم، ابن الوطن والشعب الأستاذ رزكار ذاك في حينه، ولكنه وعندما اصطدم الحق بالباطل، وأصر ممثلو الباطل ان يعاكسوا الحق وتصوروا واهمين أنهم قادرون على ان يفرضوا الباطل على الناس الشرفاء، رفض الأستاذ القاضي الأول روزكار محمد أمين، الباطل وأهله بشرف وأعلن استقالته من رئاسة هذه المحكمة لكي لا يتحمل هو وعائلته ثقل الرضوخ لإرادة الباطل، فكان على ما تعرفون، وهكذا انتصر الأستاذ رزكار ليس لشرف المهنة التي انتسب إليها وسمعة القضاء العراقي فحسب وإنما انتصر لحق شعبه الحر الأبي ولكل شريف يرفض الغزو والباطل الذي لولاه لما ذرّ بقرنه في عراق الفضيلة والمجد السوء على ما انتم تعرفون.

 

فإليه منّا خالص التقدير وإننا لنهنيء ضميره الوطني الحي النظيف الذي دلّه على السبيل المنقذ للروح من أن تتلوث والأخلاق من أن تخضع لمساومة رخيصة، ومن خلاله نهنيء شعبنا الكردي فيه بل كل رجال القانون وشعبنا العراقي المجيد، وأرفق نص استقالته ليطلع عليها مَن لم يقرأها، واعتبرها جزءا من دفاعي هذا أمام الحاضر والتاريخ.

 

حملوا الذمة عهدا في قضائنا *** من يخزي العهد فهو خزيان

 

ناس وناس ألوان صفاتهم *** فمن هائن أو لجين وعقيان

 

 

 

أيها الأخوة… السادة… الذوات

 

يمكن للناس أن يخطئوا وأن يعودوا عن خطأهم ويصلحوا ويعفو الله وذوو الأمر من الخيرين عن ذاك، أما من يرتكب جريمة مخلة بشرف المهنة وقدسية مبادئ الشعب الوطنية والقانون قاصداً متعمداً وهو يعرف آثارها الآنية والبعيدة، فهو غير ذاك الذي لم يخطئ عن دراية أو أخطأ وإن عن دراية ولكنه تراجع ولم تفته فرصة التراجع، وإن مَن يعرف القانون في الحق والواجبات معرفة المختص، غير مَن تكون معرفته في ذاك معرفة المكلف بعدم خرقه فحسب، وإن الإنسان المؤمن في دينه كعقيدة عامة غير رجل الدين المسؤول عن تبيان تفاصيل الدين، حقوقا وواجبات، مع تفاصيل أخرى معلومة، وها قد جاء دور مَن يقول بأنه رجل قانون في هذه القاعة، ومنهم، بل في مقدمتهم من يجلسون على المنصة أمامي ليقولوا رأيهم الحاسم، فإن أبطلوا فإلى جحيم الدنيا والآخرة، وإن أعدلوا فقد أنصفوا أنفسهم مع مَن ينصفون، ويحمون شرفهم، وسمعة القضاء العراقي وحق العدل عليهم، ولكنهم عندما لا ينصفون فلن يؤثروا سلباً في شرف أحد من الناس ولن ينتزعوا منه شيئاً مما هو أغلى من الحياة.

 

 

 

نعم أيها الأخوة… الأصدقاء… وأيها الذوات في الهيئة التي أمامنا في هذه القاعة، وحيث يبدأ القول بأن جلساتها تفتتح باسم الشعب. نعم إن الشرف أغلى من الروح، وإن الوطن أغلى من الدم، وإن الشعب أغلى من النفس، وإن المال ليس إلا في سبيل الله والندا.

 

حلت أو اقتربت اللحظات التي توجب أن تعبر الكلمات والمصطلحات عن معناها بفعلٍ ذي تجسيد حي، وصار الحسم قريبا فيمتحن شرف أهل الشرف الذين لا ينسون الله ولا التاريخ، ويتشرف التاريخ ويتمجد بهم ولا ينساهم… لقد دافعنا عن كل عراقي صميم في الشعب وعن شرفه الوطني ومصالحه الرئيسية، ومن هم أمثالهم في هذه القاعة وحفظنا العهد الذي قطعناه بقسم جليل أمام الشعب، بعد إذ اختار صدام حسين رئيسا للجمهورية باستفتاء عام، ولم نخون إرادتكم ولم نتنازل عن دور إرادة الشعب الوطنية التي ضحى من أجلها العراقيون من ثورة العشرين 1920 وحتى الآن أنهار من الدم، ولذلك رفضنا إرادة الغزاة قبل الغزو وأثناء الغزو وعبّرنا بصدق وفضيلة، أنا وإخواني المسؤولين الذين حافظوا على شرف المسؤولية ومعنى العهد والوعد، ولقد جاء دور الإرادة على الوصف الذي بيّنا لتمحن في هيئة المحكمة، فإن فازوا، فقد فازوا، أمّا نحن فإننا فائزون في الدنيا والآخرة، إن شاء الله، على وفق معاني الجهاد. لذلك فإننا نبصر ونشجع ونحث أنفس قد تحتاج قولنا هذا، ومن أجلها، وليس من أجلنا وفي كل الأحوال ليس من أجل نفس صدام حسين، حيث صيغت مثلما أراد الله وقضى بذلك قانون الوراثة والالتزام بشرف المبادئ الغراء، ولذلك فإنها، أي نفس صدام حسين، تستغرب لو أن صدام أطلق فكرة من أجل نفسه، لا سمح الله بل وتثور عليه وتنهيه.

 

من أجلكم أقول، ومن أجل غير نفسي أُنبّه وأدعوا، وأعمل، وفي سبيل ربي وشعبي ووطني وأمتي أموت ولهم أعيش حيث أعيش… والله أكبر…

 

عليةٌ نفسي والفصل فيها عليُ *** ومن صلب جدي الحسين العليُ

 

ما دنت في موحشة نفسي إلى خائب *** وترّفع عزمي في الهيجاء أبيُ

 

ولا غرق خبئي من سيلً جارفً *** أو أزاح عدوّي رجال نؤيُ

 

وما ندّت من حر ولا برد *** أو آوارها دون ربعها الفيُ

 

سخية دمائنا حيث اشتد أوارها *** وفي العطاء حيث دلج العفاة سخيُ

 

أذبّ فيها وإن طال مداها *** وليّ الناس والرب لي وليّ

 

ترّف راياتنا رغم أنف العدا *** قد رآها الشهيد ومثله الحيُ

 

إذ تبرق غيوثنا تهطل زخّا *** ولرعودها صوت يتفرقع ودويُ

 

عُمّرت من بعد نوح أرضنا *** قد باركها إبراهيم النبيّ

 

ترفض خائنها وكل غريب *** فيقفو فيلهم وثعلبهم والمطيّ

 

تكسحهم عواصفها وإن تشبثوا *** هم صراخ يستغيثون عويّ

 

شدّوا رحالكم قبل أن يغمركم جارفها *** فجارفنا ليس كجارفكم غبيّ

 

ونعّمر أرضنا وإن خربوها *** فلا يبني في الصعب الوفيّ

 

 

 

أيها الذوات، في هيئة المحكمة: هل انتم فاعلون ما ينبغي وما يجب وكبح أي هوى أسرته الضغينة وأستودع الشره والطمع التافه في أكناف النفس!؟

 

 

 

أيها الذوات، في هيئة المحكمة ورئاستها جاء الوقت لتمتحن عراقيتكم ووطنيتكم وأصالة من يقول بهذا، وهي أمام مفترق فإما أن يمثلها أو يخونها، وعندما أقول هذا لا لكي أخلص من حكمٍ أعرف أنه صدر علي كهوى نفسً خبيثةً حاقدة منذ عشرات السنين وأعرف أن الصهيونية وممثلي الاستعمار والصفويين وسيدتهم لا يرتاح لهم بال إلا أن تتهيأ الفرصة لمن يطبّقه، وها قد جاءت فرصتهم فإنهم فاعلون، ولو سمح الله لموج شرورهم أن تغرق من تغرقهم، وإذا منعهم الله فهو القوي المكين. (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون).

 

ولقد، بيّنت لكم من قبل كيف ساومني أحد الجنرالات الأمريكان على حياتي مقابل أن أخون نفسي لا سمح الله، فأدعو الشعب إلى إلقاء السلاح بلا شروط، وكيف أخزيت نواياهم وأعليت راية شعبي وجيشي وأمتي عندما رفضت ذلك الطلب الخسيس. وإنكم تعرفون في تمام اليقين أن محاكمة صدام حسين رئيس الجمهورية وإصدار قانون مرتب خصيصا في ظل الاحتلال وسريانه بأثر رجعي عليه وعلى رفاقه وهم معتقلون وأسرى حرب بالطريقة التي حصلت تعّد خرقا للقانون الدولي، إنني عندما أدعو قانونيين في هذه المحكمة إلى أن يعدلوا فإنني أدعو طبقا لصفتي العادلة وما اتصل بممارسة مسؤوليتي على أساسها، وإلى ديننا الحنيف وتراثنا الخالد، وتعرفون ويعرف الشعب الوفي الأمين، بأنني لست من النوع الذي يضع نفسه وعائلته ومن يحبهم، على وفق خصوصيته، قبل الشعب ومبادئه فإذن، فإن هذا الذي أقوله ليس لكي يخلص صدام حسن من شيء ذلك لأنني لا أخشى المواجهة وأعرف أن الطريق الذي اخترته وقدت شعبي عليه يتضمن التضحية، ولأن في عرف مبادئي وإيماني، فإن من يقود، أوّل من يضحي وآخر من يستفيد، فإن التضحية لا توجعني مثلما يتوجع منها آخرون.

 

وعلى هذا فليس هناك، ما يجعلني جافلا على نفسي من شر الأشرار، وأمامكم سفر حياتي واضحا جليا في هذه المنازلة أو قبلها، وإنما أحاول لأغّير مَن قد يتغير لأخرجه من الظلام إلى النور، وهو واجبي الأخلاقي والمبدئي والدستوري، إزاء شعبي، ولذلك فإنني عندما أحاول لأجعل المخطئ يعود عن خطئه وخطيئته ويملأ المتحين فرصته بشرف فلا تفوته، فإنّ نفسي تمتلئ بالسرور، وهي دعوة ليست موجهة إلى رجال القانون والقضاء فحسب، وإنما إلى الشعب أيضا بكل ألوان الطيف الذي هم عليه، بما في ذلك من اختلفوا أو قد يختلفون معن في اجتهاد أو لون.

 

جاء الوقت لمَن فيه بقايا خير أن يؤسس عليها ليساعدوا، فتندمل الجراح لا لتتفتق جراح جديدة، وإذا كان لي أن أطلب من هيئة المحكمة، وهو أبسط حقوق في القانون، إذا ما وسوس شيطان من يوسوس له داخل صدره، أو شياطين الأنس له فتقرر على صدام حسين مثلما صرح بذلك الصفويّون تنفيذ حكم الإعدام فعليهم أن لا ينسوا إنني القائد العام للقوات المسلحة وأحمل أعلى رتبة عسكرية، لذلك فإن تنفيذ الإعدام بي ينبغي أن يكون رميا بالرصاص وليس شنقا، أتراه ثقيلا عليك طلبي أيها القاضي رؤوف، وأيها الذوات على منصة المحكمة؟ حسبي الله ونعم الوكيل… والله أكبر…

 

 

 

أيها الأخوة… أيها الأصدقاء… يا أبناء شعبنا العظيم رجالا ونساءً، وبكل عناوينهم ومسمياتهم: إن محرك أساسيات الظواهر في العراق، أو من يوحي بها بصورة مباشرة مثلما كان قد فعل بريمر وَمن يأتمر بأوامره، بما في ذلك سنّ قوانين نسبها إلى العراقيين ومنها القانون المسخ لهذه المحكمة، هم الغزاة الأمريكان ومَن صار لهم مطيةً يرفعون على ظهره “جزماتهم” لكي لا تظهر طبعات أحذيتهم على الطريق، وإنكم تعرفون هذا. أمّا قولهم بثورة الثائرين ضد نظام البعث ألصدامي الدكتاتوري كما يحلو للبيادق الملطخة أيديها بدماء الشعب أن تقول، فهو الآخر هراء، ذلك لأن جدار الثورة ومسيرة الشعب المظفرة على خط سيرها أشمخ من أن يتسوّرها الأقزام، ولقد حاولوا عام 1991 وباتفاق مسبق مع أمريكا وإيران، حاولوا في أواخر شباط، في 29 شباط وفي 1 آذار وما بعدهما وطيلة شهرين كاملين، ورغم أن طائرات العدو كانت آنذاك لم تترك بعد أجواءنا بما في ذلك فوق بغداد العزيزة، فقد أخزاهم وعي الشعب وصلابة جيشنا البطل بعد إرادة الله، ولكنهم في هذه ليس إلا كلابا ضعيفة رافقت ضعنا أجنبيا ودخلت من البوابات التي دخلها وما زالوا به يُحمون ويُحرسون، ويستقوون على شعبنا البطل وتشكيلات جيشنا الشجاع وقيادته العامة.

 

 

 

أيها السادة… الذوات… الأخوة كلّ على صفة نفسه، كانت فكرة المحكمة أساسا فكرة أمريكية طرب لها الصفويون وناقصو الصفاة ودُفع إلى آتونها من أريد أن لا يطلق سراحه من الأسرى والمعتقلين ليبقوا أيدٍ يختارونها مقيدة في المعتقل، ثم امتد خيال الغزاة وأهل الضغينة من الأذناب إلى أن يجعلوا المسيرة الغراء وقادة وقياديين فيها ولقد أعلن المتوحشون المسؤولون الأمريكان ذلك قبل الغزو وفي ظنهم قادرون على ما خططوا له، بل وعلى الإساءة إلى المسيرة كلها، معتمدين ومتصورين خطأ بأننا غير قادرين لمواجهة التزييف بالحقيقة الناصعة، وأرادوا كذلك واهمين أن يثلموا اعتبارنا، فجاؤا بنا في الجلسات الأولى في التحقيق والمحاكمة، وقد أرسلت شعور رؤوسنا على غير انتظام، وقد حجبوا عنا كل الوسائل التي تذكرنا بأي معلومات مفيدة يمكن أن تذّكرنا وتدعم حجّتنا من راديو أو تلفاز أو صحف، بل حتى بالنسبة لي حجبوا عني خطب وأحاديث صدام حسين، وربما فعلوا نفس الشيء مع أخواني المحالين إلى المحاكم الصورية هذه أو المحاكم الأخرى، ومع أن إخواني في معسكر الاعتقال الآخر، زوّدوهم بصحف محلية مرتين في الأسبوع وتسجيل تلفزيوني لمختارات بعينها ومحطة راديو بعينها، أما أنا فبقيت على الوصف المتقدم سوى أعداد لا تزيد على احد عشر أو اثني عشر نسخة من صحف عراقية جاء مقص ”الرقيب الديمقراطي” على القسم الأكبر منها، وحتى آخر جلسة حضرتها قبل الامتناع عن حضور الجلسة الأخيرة… رغم ان تلك الصحف كلها صحف محلية صدرت بعد الغزو وخلع العذار عن ناس بعينهم في هذه القاعة ليطلقوا أوصافا مسبقة واتهامات تنطبق عليهم، لا على من أسموهم خلافا للقانون الدولي والعراقي والدستور، بالمتهمين وعلى سبيل التذكير وليس حصر كل ما قالوه.

 

قال أحدهم معلقا على قول الأستاذ طه ياسين رمضان عن التنمية التي ابتدأت في منتصف السبعينات على نطاق واسع مما عملنا قبلها وأكثر اقتدارا وسميت في حينه بالتنمية الانفجارية نظرا لشموليتها وسرعة إنجاز المشاريع فيها، علّق قائلا التنمية المصيبة التي خرّبت العراق. وقال آخر واصفا في لائحة الاتهام، من أسموهم بالمتهمين “الذين عاثوا في الأرض فسادا” وبذلك نضح الإناء عما فيه، وينطبق على القولين المثل العربي “أحشفاً وسوء كيلة”!

 

ويبدو أن لهذه المباراة مَن يشجعها في القاعة التي تطل على قاعة “المحكمة” “كمايسترو” ومستوحى من علاقته الجديدة مع الأمريكان كنسيب ومقّرب ليغرف من شطّي السوء الصفوي، الإيراني، والأمريكي الصهيوني، فبانت حقيقة الناس، وعُرف مَن هو مسك وريحان، أو مَن هو على الوصف الرديء.

 

ولكي نقارع الحجة المتهافتة بالحجة الصحيحة والصميمة، ولكي نقارع الحجة المتهافتة تقديرا لشعبنا العظيم ومَن يهمه معرفة الحقيقة مثلما هي، بما في ذلك ناس في هذه القاعة فلنأخذ ثلاث سنوات أو أقل من عمر ثورة 17-30 تموز المجيدة إبتداءً من يومها الأول يقابلها أكثر من ثلاث سنوات من غزو بغداد والعراق، ودور رجال المسيرة الغرّاء فيها، ودور الغزاة وعملائهم في الثلاث سنوات المقبلة لتعود الحقيقة المشرقة واضحة بهية، بعد أن حاول الظلام أن يسدل عليها أستاره، أقول لكم شذرات موثقة من تلك السنوات الثلاث تموز/1986، وآذار0 1970 وجدنا في ميزانية الدولة ثلاثة ملايين دينار فقط، مما جعلنا نحير بعض الأشهر في تدبير رواتب الموظفين ورواتب الجند، حتى أن المرحوم الرئيس البكر فكّر بأن يبيع للمواطنين معسكر الجيش في الوشاش بعد أن يقطعه بمساحات لأرض سكنية يفيد ثمنها جانبا من نشاطات الدولة، وقد عارضته واقترحت عليه وعلى مجلس قيادة الثورة في اجتماع رسمي، أن نحوله إلى متنزه للشعب، حيث يعّز أن تتهيأ مثله فرصة في المستقبل، بعد أن يتحسن حال الدولة المالي، ولكن كان مع رأيي الأقلية وصار إلى جانب المرحوم البكر الأغلبية من أعضاء مجلس قيادة الثورة، وكلف المرحوم صالح مهدي عماش، وكان نائبا لرئيس الوزراء، ووزيرا للداخلية في حينه أن يعاونه أمين بغداد ليقّطعوا المعسكر إلى قطع سكنية ويعلنوا بيعها للمواطنين، وكان ذاك في أوائل عام 1969 على ما أذكر، وقد باعوا من المعسكر كل مساحة الأرض الواقعة إلى الغرب من شارع الزيتون، فقط، بعد مضي ستة أشهر على إعلان البيع، وكان مجموع قيمة القطع المباعة بحدود المئة والثمانين ألف دينار فقط. أكرر مئة وثمانين ألف دينار فقط، فطلبت ان يعاد مناقشة الفكرة مرة أخرى في مجلس قيادة الثورة وبعد أن قدم المرحوم صالح عماش تفاصيل واقع البيع والمبلغ المتحقق اقترحت إيقاف البيع وتحويل ما تبقى من أرض المعسكر إلى حديقة ومتنزه عام فحصلت على تأييد من كل أعضاء مجلس قيادة الثورة تقريبا بما في ذلك المرحوم الرئيس أبا هيثم حيث كان في المناقشة السابقة من بين الأكثر حماسة لفكرة البيع.

 

وفي ذاك الزمن القصير مما ذكرنا وفي الأيام الأولى بعد الثورة مباشرة أطلقنا سراح كل المعتقلين السياسيين الذين كانوا معتقلين من النظام السابق الذي أقصته الثورة وكان المعتقلون آنذاك، طيفاً من الناس تحت مسميات شتى، وكلهم كانوا معادين لحزبنا وثورتنا، ولم نبقِ في السجن أحداً منهم بما في ذلك الكرد الذين كانوا في المعتقل.

 

وأعدنا كل المفصولين من وظائفهم لأسباب سياسية مع حقوقهم، ومنهم الكرد والشيوعيين.

 

وحققنا السلام في شمال الوطن وأنهينا القتال على أساس بيان 11/آذار/1970، بعد قتال استمر من عام 1961 وعجزت كل الحكومات المتعاقبة على إيقافه باتفاق.  ذلك الاتفاق الذي وقعنه مع المرحوم ملاّ مصطفى البارزاني.

 

وبدلا من الانفراد بالسلطة، وهو حق لو أريد الانغلاق نظرا لأن الثورة قادها وخطط لها ونفّذها حزب البعث وحده، ولكننا بعد أن استقر لنا الحال تماما، أقمنا جبهة وطنية وشاركنا كل الأطراف المؤثرة وفي المقدمة منهم من مثل البارزاني في حينه في الحكم، وقد بدأ الخير يتدفق باستحياء على العراق والعراقيين لأن النفط كان في قبضة الشركات الاحتكارية والدول الكبرى, حتى أممنا نفط الشمال في 1 حزيران عام 1972، وبعده أممنا نفط الجنوب وكنا سبقنا هذه الخطوة بالمباشرة لاستثمار النفط وطنيا، خارج الامتياز من حقول نفط شمال الرميلة.

 

وقد أنجزنا ثورة تموز بصفحتيها في 17 وفي 30 تموز عام 1968، ولم ُيرَق فيهما إلا دم جندي واحد في الخطأ، ولم يفقد أي مواطن من أقصى العراق إلى أقصاه في الثورة ولا حتى قلم رصاص أو درهم، وعلى هذا سميت الثورة البيضاء، وهو عهد قطعناه على أنفسنا بقرار من القيادة سبق تنفيذ الثورة بعدة أيام فقط، وباقتراح مني أن نعمل على استقرار البلد ونبذ الثارات وعدم المحاسبة على ما سلف ولم نعتقل بعد الثورة مباشرة أياً من المسؤولين، بما في ذلك رئيس الجمهورية. ولا أي مواطن على فعل سابق للثورة.

 

هذا مختصر لما كنا عليه في السنوات الثلاث من عمر ثورة الشعب والجيش، ٠ فأي شيء حقق أسياد المتطاولين وأذناب أمريكا وإيران وخدمهما في السنوات التي أعقبت احتلال بغداد العزيزة من الغزاة؟ وهل ثمة مجال للمقارنة بين ثلاثٍ…  وثلاثٍ.

 

يا لشقاء من يدّعون، أيمكن أن تقارن الثريا بالحضيض الآسن!؟ ومَن يا ترى يعيث في الأرض الفساد.

 

وهل هذا الوصف ينطبق على الأزنام وأسيادهم أم علينا نحن وشعبنا وجيشنا!؟

 

هذه شذرات من بحر الخير الصاخب الذي أنجزته الثورة وكلما توغلنا أكثر في سنواتها اللاحقة يصبح الخير بِحارا ويتحول إلى محيط زاخر، حتى دهمنا الشر من أم الأزنام ولكن الخير لم يتوقف ودهمنا بعد ذاك ش الغرب على ما تعرفون ويكفي في هذا أن نقول كان ريف العراق قبل الثورة يندر فيه من بنى بيته بالطابوق أو الحجر، وقد لا يزيد في كل ما في ريف العراق من بيوت من الطابوق والحجر آنذاك على مئة بيت أو أكثر، رغم أن الريف العراقي يسكنه الملايين.

 

وقد قلت هذا الرقم من غير إحصائية وإنما على القياس المتخذ من محافظة صلاح الدين، حيث كان في كل ريف المحافظة بيت واحد من الطابوق، هو بيت المرحوم غازي العلي الكريم في ريف سامراء، ناحية مكيشيفة الآن وقد كان نائبا في مجلس النواب قبل ثورة تموز عام 1958، وكانت نسبة الأمية في العراق حتى عام 1969 أو عام 1970 هي 73%، وكان عدد من تراه يحتذي حذاءً في الريف نادرا إلا إذا كان يهّم بسفر إلى مدينة.  وكان في بغداد فندق واحد من طابقين يوصف من فنادق الدرجة الأولى وليس غيره في كل العراق من هذا الوصف، وكان مصعد القصر الجمهوري إذا توقف ليس في العراق من يصلّحه، وكان يشغّله هو وأجهزة التكييف في القصر الجمهوري والمجلس الوطني مهندس واحد.  وإذا توقف المصعد نأتي بمن يصلحه في طائرة من الشركة الإنجليزية التي بنتهما، وكانت بغداد على أشّد تناقض بينها وبين تأريخها.  وكانت مدن العراق الأخرى، وريفه مهملين وحتى أواسط الثمانينات ليس هناك في العراق مَن يجرؤ ويعرف كيف يُنصب مصعد جاهز، حتى طلبت من المهندسين أن يستقدموا من يركّب لهم مصعدا واحدا أو مصعدين، وعليهم بعد ذاك أن يتعلموا هم من غير مساعدة أجنبية حتماً في تركيب المصاعد وتشغيلها، وكان في الدولة قصران هما: القصر الجمهوري وهو القسم الأوسط بين الجناحين المستحدثين من قبلنا وبناية حمورابي المسماة المجلس الوطني.

 

 

 

أما في الصناعة والزراعة والثقافة والصحة والتعليم، فحالٌ يرثى لها. فهل تعرفون وإذا عرفتم هل تذكرون أم أن الخائبين ينكرون ويتناسون؟

 

استدّت عزائمنا فجال الحسام *** يواجه رماح صفّق لها الأزنام

 

وحيث تعالى في الساحِ عقوبها *** كان لنا في ساح الوغى قُحّام

 

تمادت كانونة النار من شرقنا *** وتمادى مثلها الأطلسي السّخام

 

فجاءت أمواجه تزاحم بظلمته *** فما أخاف إذ ازدحم الظلام

 

فاقتربوا وسددوا رماح إلينا *** انزاح الغبار فخفقت أعلام

 

فثبت في صدور أهلها عزائمهم *** ولم يضطرب من السيل السّنام

 

وانتخت همم غرّا تواجههم *** فتخالف رمحهم وحسامنا والسهام

 

فتصاهلت الخيول تعقبها أمهارها *** واضطربت النياق وغزاها السقام

 

فطاش الرمح وأعيته مخاضتها *** واخترق صدر العدو الحسام

 

هكذا تالدٌ عن تالدٍأهلنا *** فسجّل التاريخ وعرفتنا الأنام

 

ذاكرتهاالمقداحة تذكره *** إن نسى من نسى الأقلام

 

قداحة الروح محبتنا لأمتنا *** نصوم ونفطر ومن الإيمان الصيام

 

وشعبنا فيه عزيز أمانينا *** فحتما ينهزم العاتي الظلام

 

نصوغ بالشرايين عزّته وسعادته، *** وإن كان في ذاك الحِمام

 

فتلد في العراق شمس جديدة *** وتلّذ وتحلو به الأنسام

 

فنسمع زقزقة *** ويُسمِعُنا الهديل الحمام

 

فتميس شواطئها فخورة *** ويضجّ بالترحيب الأنام

 

 

 

أيها الشعب العظيم يا رجال القضاء الحقيقيين، هذا هو الوقت، الذي وإن ادخر مَن ادخر كل شيء فقد حلّ ما يتوجب أن يبذل من غيرما يتردد، بما في ذلك الدم الزكي.

 

وما زال رجال نجوم في القانون، يواكبون معاني الشعب والأمة والإنسان، أبرزهم الرجل الفاضل الأمين، والقاضي الأول، ابن العراق البار وابن الكرد البار رزكار، حفظه الله ومكّنه على طريق الإنصاف والفضيلة بما يعّز القانون والقضاء وبما يعّز الحق ويخزي الباطل، إنه سميع سبحانه مجيب.

 

كان ذاك الرجل الوقور عندما تبين الحقيقة، وعرف إن الغزاة والمزورين يريدون أن يدفعوه إلى الظلام لارتكاب الخطيئة وليس تطبيق القانون، أبى لنفسه أن تتلوث والشرف أن يتدنس، فنزع عنه ما أرادوا أن يلبسوه إياه واستقال فإليه تحيتي وتقديري.

 

 

 

أيها الأخوة والذوات أيها الشعب العظيم

 

إننا على ثقة بأن سندان الحق في صدور شعبنا الوفي الغيور.

 

سيعمد الحق إزاء مطارق الغش والتزوير والدنيّة، وستتهشم مطارق الباطل وتعيا أذرع الشر ويتفوق الحق، وسيضاف صمودنا إلى البحر الزاخر لما في صدر شعبنا وصدر كل مؤمن غيور.

 

عاش شعبنا

 

عاش جيشنا الأغّر الباسل

 

عاش المجاهدون، عاش المؤمنون الصادقون، عاش محبّوا السلام

 

عاشت أمتنا المجيدة

 

والخزي والعار والشنار لأهل العار

 

 

 

قلت وما زلت أكرر القول بأنني عندما أوضح الحقائق وفق رؤيتي واجتهادي، أو حسب ما يتيسر لي في الذاكرة من مفردات، فإنني لا أدافع عن صدام حسين لإزالة أو تخفيف عقاب يريده ويسعى إليه المجرمون، تحت عناوينهم ومسّمياتهم، إنما لأوضح الحقيقة حسب، وإنّ هذا حق شعبنا علينا وهو واجبنا تجاههم وتجاه مسيرة عظيمة ظافرة حاول الأقزام أن يشوشوا عليها ليظلموها، بما في ذلك حق من يحتاج رأيه ليتكون في هذه القاعة وفي هذه الهيئة إلى أن نقول رأينا وندلي بدلائنا، وإننا إن شاء الله فاعلون وبما يشاء لنا ربنا من مصير قانعون وبانتصار شعبنا ووحدته متيقنون.

 

 

 

أيها الشعب الكريم الوفي، أيها النشامى في قواتنا المسلحة الباسلة

 

أيها المجاهدون

 

كنتم دوما متسامحين مع الخطأ، بل وحتى مع الخطيئة، لمن يصلح ويعود عن طريق السوء والتبعية والخيانة، وكانت قيادتكم الغراء التي هي جزء منكم وتفكر وتعمل بإرادة وطنية حرة ليس مرهونة للأجنبي إنما محّركها رضا الله والشعب وسبيلها المصلحة العامة وليس الأهداف الذاتية ولا كرسي الحكم، كانت وعلى أساس خلفيتها متسامحة حتى إزاء من يركبه خيال هواه فيتمرد بدفع خارجي أو دفع ذاتي، وعلى هذه الخلفية ينبغي أن تعّدوا النفس للتسامح ليحّل بهياً مقتدراً معافى مع أبناء جلدتكم، بدل الثأر والضغينة والبغضاء إلا من يقف عقبة كأداء في طريقها جهادكم ضد الأجنبي فذنبه هو ذنبه.

 

أقول هذا الآن وقد عملت به على قدر ما ترى رايتي أو يصل رمحي وسيفي اعتبارا من لجوئي السياسي المعروف إلى سوريا ثم مصر العروبة بين 1959-1963 وطيلة خمسة وثلاثين عاما في قيادة السلطة مع إخواني ورفاقي، وأقول به الآن وبعد الآن بتشديد مضاعف لطبيعة المحنة التي يواجهها شعبنا، ليس خوفا من أحد أو استجابة إلى مساومة رخيصة على حساب مصلحة الشعب والوطن، وليس أيضا التماس فعلٍ من غير أهله، وإن أهل الفضيلة يعرفون أنفسهم ويعرفون السبيل، وسبحان من لا٠ يخطئ، ولكن ثمة فرق بين من يكون خطأه عامدا مع سبق إصرار، ثم إصرار لاحق من غير أن يرعوي وبين خطأ على حال هفوة عابرة، أو ما هو من طبيعة خطأ من يعمل بما في ذلك من هم الأكثر إخلاصا ودقة.

 

ومن هواه نفسه، صار ريح نتنة مع الممارسة وتراكمها، على هذا.

 

 

 

أيها الأخوة… أيها الشعب العظيم يقاس خطو الناس في النضال وفي الحكم، وعلى هذا تُعرف نتيجة أفعالهم وطبيعتها قبل أن يبدؤوا الخطوة الأولى في سدّة الحكم أو المسؤولية، وعلى ذا تكون الغربان على وصفها والصقور على وصفها، فلا الصقور تصير غرباناً، ولا الغربان تصير صقوراً، ولا الضفادع تسابق مع الأصائل.

 

 

 

أيها الأخوة: مهما يكن من أمر، وفي كل الأحوال والتطور داخل العراق، والسبيل الذي يزاح بح الغزاة والمبطلون والنتيجة التي يصل إليها الحال بالنصر المبين إن شاء الله، ورغم أن العراق بحر زاخر بالعمل السري والحركات السرية منذ قديم الزمان، وإن لأنواع من العمل السري هالات هي أكبر من حجمها، وأقل مستوى من الآمال التي يعلقها عليها أعضاءها وجماهيرها أحيانا، فقد اختبرت كل الحركات السياسية المعروفة بعد عام 1958 حتى الغزو الأجنبي، وعرفت بعد الغزو، وبعضها ذيله، حركات أخرى، فصار الشعب على بيّنة ليقرن الشعارات بالعمل ويقرن الإعلان والنية بالخطوة، وبانت أوزان الجميع، في فعلهم ومسالكهم، ومثلما تعرف المصاهر والمختبرات المعادن، فكذلك بانت وعرفت معادن الناس وأسبر غور منبتهم ومآل ولاءهم، وإن السلطة من أعظم المصاهر والاختبارات ومثلها الظرف الصعب كظرفنا، لاكتشاف ومعرفة الناس وبواطن ما كانوا يخفون ويضمرون، ومن هو بن الوطن عقلا وضميرا وقلبا أو رجليه في العراق وعقله وقلبه خارج الوطن، وإن شعب العراق، عظيم وخبير في الناس، فإذا خدعه من خادعه، فإن ارتداداته ستكون عنيفة عليهم، ولقد عرف شعبنا الغثّ المزيف مثلما كان قد عرف الأصيل والسمين، وعرف الأوزان والنوايا والعقول على حقيقتها وعرف القلوب، وعرف ما يضره وما ينفعه، ولقد نزف دما طهورا من أجل ارتقائه، ونزف دما طهورا ممزوجا بما يراق من دم المحتل وركاب حذاءه ولذلك لم يعد في قوس الغزو والظالمين ذيله، ثمة منزع، وتكسّرت سهامه، ليشقى الأجنبي والأغراب بسرعة أعلى وتعود إلى شعبنا وحدته وتراصّه في الخير والعمل، وإن ما يطيل زمن الغزو، بل أطاله هو عمل الأشرار داخل بعض الصفوف، آن للجميع أن يقبلوا بعضهم شرط أن يقلع من تورّط كدليل للأجنبي أو إنرصف مع مخالبه ببرهان، وآن لمن هواه خارج الحدود أن يعرف بأن لا مرونة ولا تسامح مع الذين يقّدمون مصلحة ألأجنبي على مصالح شعبنا أو ينظرون إليها بمنظار واحد وعيار واحد، وفي كل الأحوال فإن العراقي مطالب أن يختار عراقيته دون شريك، فإذا اختار شريك انتفت عراقيته عليه ولا تعارض أو تناقض بين هذا المبدأ والمصير المشترك مع الأمة، المجيدة. فمن يختار العراق باستحقاقه يبقى متساويا في الحقوق والواجبات، ومن يزّوجه مع غيره أو يجعل غيره رديفا أو بديلا فلا مكان له على أرضنا وعليه أن يرحل وكلّ يعرف عمامة أن لم ينصهر قلبا وقالبا.

 

أيهم برّنا وأمه يهماء *** خنجر أدمى شعبنا الداء

 

رديف حراب قرّت في خاصرته *** ساحت بعمق الكلوم منه الدماء

 

وعزّة الأنفس فينا سجية *** وحادينا والربع أعزاء

 

وقد ورثناها تالدا عن تالد *** ورثها عن آباء غرّ أبناء

 

نواجههم حتى تفصد دماؤهم *** وتعدل إذ تنفصد العرجاء

 

حملوا آثام تنوء بها جبالهم *** يذكرها الثرى وتنئن بها الأنواء

 

أصابتهم مصائب ما زالوا بأولها *** يصيبهم إذ يطبق النصفان إعياء

 

وإذ يطبق النصفان فتلك أيامنا *** يزَيًن النصر بها والحِداء

 

تسامحوا بينكم فيعّم أريجها *** فإنه دين اللهِ ومِنّا رجاء

 

حلّ أوانها لاح إشعاعها *** فليس يقبل إذ يلح إرجاء

 

 

 

ومن أجل أن يعرف من يرغب في معرفة جانب من حقائق ثورة تموز المجيدة، نقول أن ثورة تموز التي نحن بصدد مسيرتها قامت في 17 تموز 1968، وأن الثورة انتفضت على تسلل بعض المنحرفين إليها، في 30 تموز من نفس العام أي بعد ثلاثة عشر يوما، وفي اليومين المشار إليهما وما بينهما وما بعدهما لم يفقد أي مواطن من أقصى العراق إلى أقصاه أي شيء من ملكيته ولم ينتزع من مواطن أو مسؤول سابق في السلطة أي شيء من ملكيته، ولم تفقد الدولة أي شيء من ممتلكاتها، وقد عمّ الأمن العراق كله.

 

هذه هي نزاهة ثورة تموز وإخلاص قيادتها وجدّيتهم، وفي الوقت الذي لم نجد في خزينة الدولة آنذاك عام 1968، إلا ثلاث ملايين دينار ما يساوي إثنى عشر ألف دولار، تركنا في خزينة الدولة حتى يوم دخول قوات الغزو بحدود ثلاث مليارات دولار، لابد أنها نهبت من النهابين، أمّا الآن فإن المعنيين وأعوانهم أخبر بالناهب والمنهوب والحصص الموزعة على أساس “القدرات المجرمة” فهل هنالك مجال لتقارن الغربان بالأسود!؟

 

بحر الأسنة وأمواجك الدم

 

زاخرٌ أنت، المحيط… يلتطم

 

لو غيرك باس أيدي متوسلا بالمدفع

 

يابن الفراتين توسِمُ

 

عرمةٌ همّتك في كل حين أبية

 

وسيلك حيث إشتّد غيثك عَرِمُ

 

ياسيف أم المعارك والقادسية،

 

فما التوى، وما وهنت في عزمك الهمم

 

هذه أوصاف شعبنا وجيوشنا

 

فأي وصفٍ لك أيها القزم

 

جئت تزيّن بغزوك العراق

 

وستعجز كما عجز قبلك العجم

 

 

التوقيع

صدام حسين

رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة

اواخر عام 2006

قصيدة الـمنعطف

قصيدة الـمنعطف

______

عبد الرزاق عبد الواحد

الحمد لله يبقى المجد، والشرفُ

أن العراق أمامي حيثما أقفُ

وأن عيني بها من ضوئهِ ألقُ

هدبي عليهِ طوال الليل يأتلفُ

وأن لي أدمعاً فيه ومبتسماً

ولي دم مثلما أبناؤه نزفوا

الحمد لله أني ما أزال إلى

وجه العراق أصلي حين أعتكفُ

الحمد لله أني ما يزال على

مياهه كل غصن فيّ ينعطفُ

وأنني، لو عظامي كلها يبست

يجري العراق لها ماء فترتشفُ

الحمد لله أني بالعراق أرى

وأنني بالعراقيين ألتحفُ

فليس لي غيره عين، ولا رئة

وهم إزاري الذي لولاه أنكشف ُ

ولا وحق عراق الكبر لا وهناً

ولا هروباً إليك الآن أزدلفُ

لكنني فيَّ مما فيك معجزة

إني بجرحي عند الزهو أعترفُ

يا سيد الأرض يا ضعفي، ويا هوسي

وبعض ضعفي أني مغرم دنف

لي فيك ألف هوى، حبيك سيدها

وحب نفسي في طياتها يجفُ

حتى إذا كان في عينيك بعض رضاً

عني، فعن كلهم إلاك أنصرف

يا سيدي، كل حرف فيك أكتبهُ

أحسه من نياطِ القلب يغترفُ

وقد تعاتبني أني على شغفي

تضيق حيناً بي الدنيا، وتختلف

يا سيدي ألف أيك وارف عرفت

روحي، وظل أنيسي الأوحد السعف

من ذا يقول لهذي الدائرات قفي؟

لكان كل الذين استعجلوا وقفوا

يا سيد الأرض يا ضعفي، ويا هوسي

يا كبريائي التي ما شابها صلف

يا ضحكةً باب قلبي، لا تبارحه

ودمعة حد هدبي، ليس تنذرف

بيني وبينك صوت الله أسمعه

يصيح بي موحشاً، والليل ينتصف

الحمد لله أني لا يراودني

خوف ولا عاد يدمي فرحتي أسفُ

الحمد لله نفسي لا أجادلها

ولست أحلف، غيري ربما حلفوا

كلمات للقائد الخالد صدام حسين

كلمات للقائد الخالد صدام حسين

إن الذين يتآمرون علينا الآن كانوا كلهم للعدو ” حبال جناده” وكانوا خناجره المضمومة، وكانوا “الكَطب” الذي كنا ندوسه ويدمي أقدامنا، لكننا كنا نسير ولا نبالي.

في السابق كان الناس يسيرون حفاة الأقدام، وخاصة في الريف، وقليل منهم ينتعل حذاء، وإذا انتعله لمسافة طويلة يحمله تحت ابطه خوفاً عليه من الأرض لأنه إذا تمزق لا يستطيع أن يشتري غيره، وكان لدينا شيخ كبير عندما تدوس قدماه (سنا) حتى لو كان (سن عوسج) فإنه “يهرك” السن بمجرد أن يكشد قدمه بالأرض ويسير، إذ كانوا يقولون إن من المعيب أن ينحني المرء ويخرج السن من قدمه، فماذا يكون السن بحيث تخرجه من قدمك وتأتي وأنت تعرج وتحمل بيدك الملقط أو الابرة لتخرج بها السن…

أليس ذلك معيباً؟

ونحن لم نخرج السن ولم نقف قرب ” الكَطب” بل دسنا عليه، و”هركناه” وسرنا بشموخ..

17 نيسان 1990

 

 

 

كلمات للقائد الخالد صدام حسين

إن الضعف والقوة يقاسان لدينا بأمرين…وهو مقياسنا الأساسي، الحق والباطل..

نحن نخاف من الله ومن شعبنا، إن الخوف من الله معروف لأننا أناس وبلد وشعب مؤمن، ونخاف من شعبنا عندما نزلُّ عن الطريق الذي لا يرضاه… أي بمعنى، أننا نرصد مسارنا، حتى لا يزل أحد منا عن الطريق، ويزعل شعبنا علينا بسبب ذلك، وبما أن شعبنا غال علينا، فإن الخوف الذي أعنيه ليس فنياً، وإنما إنساني تضامني… لأننا نحب شعبنا ونتجنب أن يزعل مما نقوم به، كما أننا لا نريده أن يزعل… وباستثناء هذين الأمرين لا يوجد ما يمكن أن نسميه خوفاً.

لدينا الاستعداد لنحمل شعبنا على أكتافنا، فحالنا معه حال الابن الصالح وهو يحمل أباه وأمه عندما يتقدمان في العمر، ولا يستطيعان الانتقال من مكان إلى آخر، نحمله على أكتافنا ونسير به دون أن نشعر بثقله، حتى لا يأتي يوم نحمل فيه الأجنبي على أكتافنا.

فمن لا يحمل شعبه على أكتافه سيحمل الأجنبي بدلاً منه….

 إن حملنا لشعبنا ليس استعداداً فنياً، وإنما هو استعداد وطني إنساني ينطلق من مفهوم عميق لواجبات المناضل، وإذا ما أراد أحد أن يحمله بالجانب الفني، فإنه سيراه ثقيلاً في مدة من الزمن، وسينزله إلى الأرض في المرة القادمة، ويتركه يسير لوحده في المرة الثالثة.

لقد اعتدنا على واجب حمل الشعب على أكتافنا منذ زمن، وتربينا عليه منذ أن كنا طلاباً في الثانوية وسلكنا هذا الطريق.

إذا كان شعبنا مرتاحاً، ونحن لم نتعارض مع الحق، ومع الموقف الإنساني العالمي، فلماذا نخاف؟

وإذا ما واجهتنا بالباطل أكبر قوة في الأرض فسنقاتلها بالمرأة العجوز في ناحية الهندية … نقاتلها بعجوز الهندية التي عمرها مائة سنة، وتقول لصدام حسين لا تخف، وتقول لصدام نحن ذراعك الأيمن…. إن عمرها مائة سنة وبهذه الثقة تجعل المرء يتقدم إلى النار ولا يتردد عندما يقتضي الواجب ذلك…

عمرها مائة سنة وتقول لصدام حسين لا تخف من أحد، نحن ذراعك الأيمن..

وفعلاً إن شاء الله لا نخاف طالما نحن على الحق… إننا لا نخاف إلا الله لأن شعبنا معنا على الحق.

 1-4-1990

 

قصيدة جحافل المجد

قصيدة جحافل المجد

الرفيق المرحوم صالح مهدي عماش/ الثامن من  شباط ١٩٦٩/في الذكرى السادسة لعروس الثورات

أقول إذا اهتزت جوانبها رعبا

أبغداد من خوف تحركت أم عجبا

تساءلتِ ما تلك الرجال بجحفل

أتلك خيول الراشدين دنت هذبا

أتلك ببدر والنبي يقودها

أتلك بأحد أُركبت مركباً صعبا

أتلك أبو الحسنين صال بساحها

فكان بحق ذو الفقار لها قطبا

أتلك على اليرموك تجثو تحفزاً

لتغزو دمشق الشام أو حلب الشهبا

أتلك بها ابن الوليد وصحبه

تجندلهم روما وتنصرهم عربا

أتلك بوادي القادسية جحفلت

لتسلك من وادي الفرات لها دربا

أتلك بها سعد بن وقاص قائم

ينادي بنيه الغر والفتية الصحبا

أتلك على النيل ابن عاص يزجها

لتقضي على بلبيس من وله حربا

أتلك على البسفور والريح صرصر

وسفن ابن عفان تصارعه غضبى

أتلك رمى الحجاج في الهند قاسماً

أتلك على تطوان سيرها عقبا

فسار من النيل العزيز مغرباً

فيدفعها حضراً ويقذفها شهبا

فينشرها في الشرق ذاك ابن مسلم

ويعصرها في الغرب طارقة غربا

أتلك على مدريد لاحت وطارق

يلوح لموسى في كتائبه الغضبى

أتلك صلاح الدين زمجر بينها

فلاحت على حطين تسبقه هذبا

اتلك خيول الغافقي بسورها

فتلك خيول الله قد كربت كربا

تساءلتِ ما تلك الرجال بزحفها

كتائب تطوي الأرض تنهبها نهبا

فخرّ صريعا بعضهم غير ميت

وما ميت من علم السيف والحربا

وما ميت ذاك الصريع مضرجا

اذا كان في التاريخ اوسعنا دربا

وما ميت يبني الحياة لأمة

كما كان يبنيها الشهيد اذا دبا

لندلج في درب الشهادة اخوة

فنحظى بقتل أو نفوز به كسبا

فالف سلام والوداع تشوق

للقيا على عهد الرجال سمت حبا

والف سلام والمنايا مواثل

ننادم من عاطت بأكؤسها شربا

والف سلام والطريق طويلة

نلج ونعطى من ينادمنا عتبا

والف سلام والضحايا مواثل

        سنقضي ضحايا في عروبتنا سربا

أتلك خيول الغافقي بنورها فتلك

 خيول الله قد كربت كربا

تساءلتِ ما تلك الرجال بزحفها

كتائب تطوي الارض تنهبها نهبا

تساندها جوا نسو ر بواسل رمت

 حصن مجنون وأوحدهم كذبا

وهد ت قوى الطغيان قصفا مزلزلا

 كطير ابابيل ارادته ضربا

 تعاليت يا رمضان شهرا مبجل

 فطرنا على حكم الزعيم وما ربى

 وكل فتى في الروع اروع ماجد

 بدبابة النصر المؤزر قد دبا

فخر صريعا بعضهم غير ميت

 وما رميت من علم السيف والحربا

وما رميت ذاك الصريع مضرجا

 اذا كان في التاريخ اوسعنا دربا

وما ميت يبني الحياة لأمة

  كما كان يبنيها الشهيد اذا ذبا

)ف) وجدي( و ) سعدون (و) طارق

قبله (و) كامل ( و) العلوان أكرمنا عربا

الا ليت شعري هل (لشيماء) رنة

  تنوح على ابراهيم حين قضى نحبا

بكيت على كل ابن اروع ماجد تنادى

  مع ( الشواف) في الموصل الحدبا

وما لوعتي للبين لكن تمزقت

  اضالع مكلوم ومزقت القلبا

وما كنت في منأى عن الموت لحظة

وليل الليالي ما أضاء لنا دربا

لندلج في درب الشهادة اخوة

فنحظى بقتل او نفوز به كسبا

فألف سلم والوداع تشوق للقيا

على عهد الرجال سمت حبا

والف سلم والمنايا مواثل ننادم

  من عاطت باكؤسها شربا

والف سلم والطريق طويلة

  نلج ونعطي من ينادمنا عتبا

والف سلم والضحايا مواثل

سنقصي ضحايا في عروبتنا سربا