شبكة ذي قار

أرشيفات مارس 2025

لسيدة العطاء الماجدة العراقية في عيدها

لسيدة العطاء الماجدة العراقية في عيدها

د. مجاهدة العراقي

 

كان للمرأة العراقية دور مهم في مجتمعنا فهي البنت والأخت والزوجة والجدة، وكل منها كان لها دور لا يقل شأناً عن الرجل في مجتمعنا، وخاصة بعد الاحتلال الامريكي البغيض وأعوانه منذ سنة ٢٠٠٣ ولحد الآن، حيث شرد وغيب الرجال ما بين مفقود أو شهيد أو سجين أو مهجر في وطنه أو في البلدان الأخرى أينما تتوفر الحياة بشكل أفضل واحيانا اسوء ولكن واقع فرض علينا وصارت هي المسؤولة عن العائلة وتقوم بدور الأم والاب بالوقت نفسه وتعاني صعوبات العيش وايجاد الأمن والأمان للأسرة ومواصلة الحياة وباتت قصصها كثيره وكبيره في مجتمع ضاعت فيه كل القيم والمبادئ وصار التحدي فيه كبير على المرأة ..وصبرت وعبرت المحن وتحملت كل شيء حتى توصل أبناءها وتفخر بهم..

وفي هذه المناسبة يسرني أن أتقدم بالتهنئة وكل الاحترام والتقدير لكل امرأة عراقية عبرت عن وطنيتها وانتمائها للعراق بالصبر والعطاء والوفاء لأرض الرافدين .. ولنساء فلسطين الصابرات الباسلات كل الحب والدعاء للباري عز وجل أن يوفقهن ويحفظ بلادنا وكل عام وأنتن بخير …

الرابع من آذار عيد الماجدة العراقية

الرابع من آذار عيد الماجدة العراقية

 د. إياد الزبيدي

 

يوافق يوم 4 آذار يوم المرأة العراقية وذكرى تأسيس الاتحاد العام لنساء العراق وهو عيد الماجدة العراقية .

في العراق قرر مجلس قيادة الثورة اعتبار يوم 4 من آذار من كل عام يوماً ” للماجدة العراقية” لما قدمته من تضحيات ومواقف وطنية شجاعة من خلال تبرعها بالمال والذهب لدعم الجيش العراقي البطل في الدفاع عن العراق في حرب نظام الملالي الفارسي المجوسي الطائفي الظلامي الإرهابي التي شنها في الرابع من أيلول سنة 1980 على العراق، وطيلة ثماني سنوات عجاف قدمنَ أبناءهن وأشقاءهن وأزواجهن قرابين من الشهداء دفاعاً عن الوطن الغالي.

وجاء تكريم القيادة والرئيس الشهيد القائد صدام حسين رحمه الله، بإطلاق صفة التكريم لها ( الماجدة العراقية ) تمجيداً وتخليداً لمواقفها الوطنية والقومية المتميزة على ساحة الوطن والأمة العربية.

لقد كانت مساهماتها في كل أنشطة القطر العراقي وذلك من خلال المساهمة الفعالة في ثورة مكافحة الأمية في الريف العراقي ونشر الوعي والتعليم والنور والقضاء على الجهل والتخلف، حتى انتصر العراق على الخميني الدجال وتجرعه كأس السم.

 بعد الاحتلال الأميركي للعراق سنة 2003 ، أصبحت المرأة العراقية .. استثناء ! .

 لأنها الوحيدة بين نساء العالم التي تعرضت الى معاناة قاسية نتيجة الاحتلال الأميركي و التخادم الإيراني الفارسي المجوسي في الهيمنة على سلطة البلد .

 

فسرقت الفرحة من عيونها وأفقدتها الزوج والأب والابن والأخ والأحبة، وحفر الزمن تجاعيده بوجهها على عجل، وما تزال تنظر بريبة وخوف من المجهول، لوجود ملايين الأرامل نتيجة العنف المتواصل والقتل والاختطاف للرجال وللنساء أيضاً، إضافة إلى ملايين الأيتام بسبب عمليات القتل التي تنفذها المنظمات الإرهابية والمليشيات.

 وابعادها عن المناصب العليا التي يمكن من خلالها تحقيق قدر أكبر من الإنصاف لها، إضافة إلى أن مجمل ما تتعرض له اليوم المرأة العراقية من سوء معاملة اجتماعية وتهديد بالقتل في المنزل والعمل والشارع، إضافة إلى الكثير من الآلام بسبب الانتهاكات الصارخة لحقوقها، حيث الكثير من الفتيات قد حرمن من التعليم، وأصبحت العراقية لاجئة أو نازحة داخل حدود البلاد.

تعرضت الماجدة العراقية للاعتقال والتعذيب من خلال انتهاكات قوات الاحتلال الأميركية، كما تعرضت للاعتقال والتعذيب والاعتداء من قبل أجهزة الأمن بعد الاحتلال أثناء وجود القوات الأمريكية وبعد انسحابها أواخر 2011، حسب منظمات حقوقية ودولية،

 فضلاً عن تراكمات الهم المتزايد يومياً بأعداد الأرامل والعوانس والشابات بعمر الزهور نتيجة انتشار الطائفية المقيتة وتشريعاتها الظلامية والفقر والجوع والحرمان وملايين الشباب من أبنائها العاطلين عن العمل بينما سلطات الاحتلال تسرق المليارات، وشاشات التلفزة تظهر يومياً الامهات يبحثن عن الطعام لأطفالهن في حاويات القمامة وبلدنا من البلدان النفطية والغنية، ولكن سلطة الأحزاب الإيرانية مع مئات الميليشيات الإرهابية الموالية لإيران سرقت وما تزال تسرق المليارات من خلال سطوتها على مقدرات البلد.

إن الماجدة العراقية تتمنى أن تتحقق لها ظروف أفضل كظروف النظام الوطني لتتمكن من الاحتفاء بهذا اليوم الكبير فبقيت معظم أمنياتها مؤجلة.

 

 

الذكرى العطرة الخالدة

الذكرى العطرة الخالدة

والد الشهيد

 

يصادف يوم الرابع من آذار استذكار للمرأة العراقية الماجدة. وفي الوقت نفسه ذكرى تأسيس الواجهة النضالية المجتمعية الباسلة الواعية ، وهي ذكرى تأسيس الاتحاد العام لنساء العراق.

إن الاحتفاء بهاتين المناسبتين يعيد للذاكرة الدور العظيم للمرأة العراقية التي وقفت إلى جانب أخيها الرجل في الدفاع عن العراق عبر كل الوسائل ووفق الإمكانيات المتاحة من قتال ومال وتوعية مجتمعية، ولبت نداء الوطن، وقدمت أغلى ما لديها روحها وزوجها وولدها وشقيقها دفاعاً عن المقدسات وضد الاستعمار والتوغل الدولي والإقليمي. وبعد احتلال العراق من قبل أعداء الحق والإنسانية، تعرضت للأذى والتهجير الداخلي والخارجي بسبب رفضها الهوان.

إن الماجدة العراقية كانت وما زالت تتصدر نساء العالم في النضال والصمود. وقد تولى الاتحاد العام لنساء العراقي المشهود له بالمواقف المتميزة، قيادة نساء العراق في ظل هدى وأفكار البعث العروبي وقادته الميامين وعلى رأسهم شهيد الحج الأكبر .

تحية إجلال وإكرام للماجدة العراقية الوطن الأول ورحم الوفاء والإباء. وكل عام وهن بخير، وموعدنا النصر القريب بإذن الله بعد طرد الغزاة والدخلاء وإلى أمام.

في ذكرى يوم المرأة العراقية وتأسيس الاتحاد العام لنساء العراق.

 في ذكرى يوم المرأة العراقية وتأسيس الاتحاد العام لنساء العراق.

د. ياسين شاكر العبد الله

 

منذ أكثر من قرن من الزمان، تمتعت المرأة العراقية بحقوق أكبر نسبياً من حقوق نظيراتها في أي من دول المنطقة، مما جعلها تتبوأ مكانة بارزة في مختلف مجالات الحياة.

ويعود ذلك الإنجاز للشخصية الاجتماعية والسياسية التي تمتعت بها المرأة العراقية، وعلى الرغم من كل التحولات السياسية التي مر بها العراق منذ أن كان تابعاً للدولة العثمانية مروراً بالعهد الملكي وصولاً إلى تسلم حزب البعث العربي الاشتراكي  السلطة عام ١٩٦٨ وما تلا ذلك، فقد لعبت المرأة العراقية دوراً مهماً في جميع أدوار ومراحل التنمية السياسية والاقتصادية. والاجتماعية في البلاد، وعلى الرغم من التحولات التي شهدها العراق في أدوار الأنظمة السياسية من الملكية إلى تأسيس الجمهورية، وصولاً إلى العهد الوطني، وما ركزت عليه مبادئ الثورة المباركة في تحقيق نقلة نوعية ليس في حياة المرأة فحسب وإنما في دورها القيادي في بناء العراق الجديد وتطويره، فلقد لعبت المرأة العراقية دوراً مهماً في التنمية السياسية والاقتصادية واستطاعت أن تحقق إنجازات كبيرة ومهمة في المجتمع العراقي وذلك من خلال الاتحاد العام لنساء العراق ودوره في المحافظات والأقضية العراقية وفي الوسط النسوي بشكل خاص، ومن خلال برامج استهدفت تطوير المرأة علمياً وثقافياً وسياسياً فأصبحت بحق رائدة في مجالات عملها في البيت وفي المدرسة وفي جميع منظمات المجتمع المدني، ونافست أخوتها الرجال، وكانت عوناً لهم في الإنجاز والبناء الذي اعتمدته ثورة ١٧ – ٣٠ تموز القومية التقدمية الاشتراكية، في بناء العراق الجديد الذي أخذ يضاهي الدول المتقدمة في التطور البشري والتقني والذي أغاض الأعداء الذين لا يريدون للعراق والأمة العربية التقدم والتطور والوحدة التي هي الأساس والقاعدة الرصينة لإحياء وبعث الأمة من جديد وبناء مكانتها الحضارية التي فقدتها لقرون عديدة من الزمن.

إن القاعدة الأساسية لتطور أمة أو شعب لا يمكن أن يتحقق ذلك إذا لم تكن هناك امرأة واعية مثقفة تفهم كيف تتعامل مع الحياة ومفرداتها ومعطيات الواقع، وتلتزم من خلالها بكل ما يتعلق بالبناء والتقدم وبالحرية والكرامة والسعادة والعيش بعيداً عن التبعية والذل والمهانة التي حاول ويحاول الأجنبي صاحب المصلحة بممارستها على الشعوب وانتقاص سيادتها الوطنية.

إن بناء المجتمع وفق المعايير والقيم المعرفية والاجتماعية والسياسية لا يتم الا من خلال المرأة ذات القدرات على تحقيق الأهداف المنشودة، ولهذا جاء القول المشهور:

 الأم مدرسة إذا أعددتها ….. أعددت شعباً طيب الأعراق

وهنا لابد أن نذكر القارئ الكريم والقارئة الكريمة أن الحركة النسوية الأولى في العراق بدأت في عشرينيات القرن الماضي وقبل تأسيس الدولة العراقية في العام ١٩٢١، وبرزت خلال الفترات المتعاقبة نساء عراقيات دخلن التاريخ وساهمن في أحياء الحركة النسوية العراقية بغض النظر عن الأنظمة والأدوار السياسية التي مرت بالعراق، فنشاط المرأة الوطني الهادف إلى الحرية والاستقلال وتحقيق العدالة والمساواة هو حجر الزاوية في وصف المرأة العراقية، وهناك نساء عراقيات برزن منذ ما يزيد عن قرن من الزمن في مجالات مختلفة في القضاء والسياسة والصحافة والنشاط الحقوقي، وعند الحديث عن القيادات النسوية العراقية تبرز أمامنا الكثير من خريجات كليات الطب والصيدلة والهندسة واللغات منذ عشرينيات القرن الماضي، ومنهن من نلن شهادات الدكتوراه في مختلف العلوم الجامعية، ومن تولت أول وزيرة في تاريخ العراق السياسي، ومن ترأست وأصدرت العديد من الصحف المحلية الهادفة ومن تبوأت مواقع متقدمة في إدارة شؤون الدولة ومرافقها الحيوية والمهمة.

وفي الدستور العراقي الذي صدر عام 1970، تقول المادة 19 إن جميع المواطنين متساوون أمام القانون بغض النظر عن الجنس، أو الدم، أو اللغة، أو الأصل الاجتماعي، أو الدين.

وفي يناير 1971، صدّق العراق على المواثيق الدولية الخاصة بالحقوق المدنية والسياسية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إذ توفر حماية متساوية للجميع بموجب القانون الدولي.

لكن أوضاع المرأة، والمجتمع العراقي عموماً والذي وصل بناؤه عالياً، تدهور بسرعة بعد الاحتلال الامريكي الأطلسي الأسود للعراق في التاسع من نيسان ٢٠٠٣ .

وعلى الرغم من ذلك وعلى عمق الجروح التي أصابت نساء العراق ، بدأت النسوة العراقيات ومن خلال الاتحاد العام لنساء العراق في ممارسة دورهن الوطني في مقاومة الاحتلال والمحتلين من خلال الفعاليات السياسية المناهضة والمقاومة للاحتلال ومشاركة الرجل في الدفاع عن العراق وحقوق شعبه وكانت سنداً للمقاوم العراقي في سوح الشرف والمقاومة.

ويأتي اليوم الرابع من آذار يوم المرأة العراقي ليؤكد ثبات المرأة العراقية ونضالها وبيان جوهرها ومواقفها من أجل الدفاع عن العراق والتمسك بالمنهج الوطني والقومي، وتحقيق ما تصبو إليه من حقوق اغتصبها وغيبها الاحتلال وحكوماته التي خرقت وألغت تلك الحقوق ونالت من كيانها الاجتماعي والإسلامي ومن خلال اصدار التشريعات التي تحط من مكانتها الاجتماعية والدينية، وجعلها سلعة بيد المعممين والطائفيين والمزورين ولشهواتهم الدنيئة، ومن المؤكد أن ذكرى يوم المرأة العراقية في هذا العام ٢٠٢٥ سيكون انطلاقة متممة للأدوار والفعاليات التي تحققت على مدى قرن من الزمان، وفي أولوية ذلك هو تحقيق الانتصار الكبير الذي ينشده ويؤمن به ويتمناه كل أبناء شعب العراق، وهو طرد كل المحتلين من عراقنا العزيز وتحريره من السيطرة الأجنبية الأمريكية والإيرانية ومن الأحزاب والميليشيات الطائفية وبناء عراق محرر كامل السيادة والاستقلال والقرار الوطني المستقل.

 الرابع من آذار عيد المرأة العراقية المجاهدة

 الرابع من آذار عيد المرأة العراقية المجاهدة

 إيمان العبيدي

 

بدايةً لا بد أن نحيي المرأة العراقية الأصيلة ونبارك لها في عيدها ويومها الأغر يشاركها فيه كل أبناء شعبنا، لأنها هيّ كل المجتمع فهي الأم والأخت والزوجة والحبيبة والعمة والخالة والجدة، هيّ المربية المعلمة والمدرسة والأستاذة في الجامعة وهي الضابطة والموظفة وهيّ في كل مفاصل الحياة من الأسرة وتكوينها والمجتمع وحركته وهيّ في العراق تحمل أجمل لقب وهو الماجدة العراقية ذلك اللقب الذي اكتسبته في ظل النظام الوطني السابق في تسعينيات القرن الماضي عندما واجهت أعتى حصار اقتصادي ظالم على العراق..

وقد وصفها الدكتور بهنام أبو الصوف في مقال خاص بها مُستل من كتاب (التاريخ من باطن الأرض) يقول فيه.. ارتقت المرأة في الحضارة العراقية مكاناُ متميزاُ منذ ومضات الوعي الأولى، ارتبطت بالأرض فهيّ الأم وهيّ المانحة للحياة وهي الملكة الراعية وهيّ الربة الحامية، ولذلك أعطاها المجتمع حقها ومكانتها بتميز وتقدير لم تألفه الحضارات المجاورة….

تصنع المرأة العراقية الرجال، فعندما ترى رجال العراق، تشعر بالهيبة والشموخ والشجاعة، وعندما تسألهم عن الأثر الذي أثر في شخصيتهم وزرع فيهم تلك الأصالة، يردون بسرعة وبدون تردد (أمي).

ويقول الشاعر الكبير المرحوم نزار قباني في المرأة العراقية من لم يتزوج عراقية، مات أعزباً…

يقول الشاعر سعد محمد الحسن:  حتى بكاء المرأة شعر، النساء عندما تريد أن تبكي شعراّ فتقول المرأة العراقية (هب الهوى وتحرك الباب حسبالي يايمه جيت أحباب تاري الهوى والباب جذاب)..

الماجدة العراقية.. ويوم المرأة وعيدها

الماجدة العراقية.. ويوم المرأة وعيدها

 علي العتيبي

 

كل عام نحتفي ونستذكر يوم المرأة العراقية وما قدمت من تضحيات في حياتها، ولهذا أطلق عليها القائد شهيد الحج الأكبر لقب الماجدة العراقية ولم يكن اطلاق هذه التسمية اعتباطاً بل هو ما ينطبق فعلياً على المرأة العراقية، حيث أن اسم الماجدة هو من الأسماء المؤنثة العلم التي جاءت من أصل عربي ومعناه صاحبة المجد وذات الحسب والنسب والشرف والكثير من الصفات الحسنة وللاسم جمال في معناه وخفة لفظه وسهولة نطقه، ومن هنا جاءت التسمية بالماجدة العراقية التي كان لها الدور الفاعل في المجتمع من خلال بناء الأسرة بالدرجة الأولى، وهذا ما لمسناه في معارك الشرف والكرامة التي خاضعها العراق حينما كان المقاتل في الجبهات فقد كانت الماجدة تدير شؤون البيت وتربية الأبناء وكانت المعين للرجل في بيته وفي المجال الصحي والخدمي والاقتصادي والعسكري والإنتاجي وفي كل المجالات الحياتية، وبرزت أسماء لامعة كثيرة من ماجدات العراق لا تزال أسماء بعضهن تغيض الأعداء، وقد كان للاتحاد العام لنساء العراق والتنظيمات الحزبية النسوية الدور الكبير لتنشئة النساء ليكُنَّ المعين الفاعل في المجتمع وكانت فعلاً صنوان الرجل ولهذا عمد الاحتلال وعملاؤه إلى إهانة كرامة المرأة العراقية لأنهم يعرفون أن العراقي يتحمل كل شيء ويصبر إلا إذا مس شرفه، وتعتبر المرأة أم أو أخت أو زوجة هي شرف الرجل وكرامته وميزان رجولته، وقال المتنبي في هذا شعراً كان من أبلغ الأوصاف:

(لا يسلم الشرف الرفيع من الاذى … حتى يراق على جوانبه الدم)

لقد تحملت المرأة العراقية الماجدة البطلة والصابرة والصامدة والمجاهدة الكثير من المعاناة تحت حكم أعداء العراق والأمة العربية.

إن وضع المرأة العراقية يعتبر كارثياً وأكبر دليل على ذلك؛ أن الكثير من النساء الفاعلات المجتمع العراقي تم اغتيالهن كثير منهن طبيبات وعاملات في القطاع الصحي والإنساني.

إن “العنف ضد المرأة في تصاعد بحيث بلغ عدد الحالات التي سجلتها مراكز الشرطة مع ارتفاع “حالات الانتحار”.

إنّ العدد المتزايد سنوياً للنساء العراقيات اللواتي يُتاجر بهن في السوق الدولية السرّية لـ”عبودية الجنس”، سببه تضاؤل الإمكانات الاقتصادية، والحالة الأمنية المريعة التي يعيشها المجتمع العراقي منذ سنوات، وبالتحديد لمرحلة ما بعد الغزو الأميركي سنة 2003.

هناك في الأقل 200 امرأة عراقية تُباع في “سوق عبودية الجنس” كل سنة، برغم أن منظمة مراقبة حقوق الإنسان – مقرها في الولايات المتحدة- حذرت من أنّ الأعداد قد تكون أعلى، إذا ما جرى إحصاء عمليات المتاجرة بالنساء اللاجئات إلى كل من سوريا ولبنان.

هناك آلاف من النساء العراقيات تحوّلن إلى “ضحايا القهر الاجتماعي والسياسي” من خلال بيعهن سنوياً في أسواق “عبودية الجنس” التي تنشط داخل العراق وخارجه لتهريب نساء وبنات لا يتجاوزن أحياناً عمر الـ12 سنة.

إن المعتقلات العراقيات يُضرَبن بشكل روتيني ويتعرضن للمضايقات ويغتصبن في السجون، ومع ذلك فإن الحكومة العراقية تتجاهل بتعمد معاناة وحاجات الأطفال والنساء وهذا بحد ذاته احتقار وإهانة لحقوق المرأة.

إننا وفي هذه المناسبة نحيي الماجدة العراقية على موقفها البطولي لأنها قدمت العديد من الشهيدات على محراب مقاومة الاحتلال ونحن كرجال سند وأخوة للماجدات ونخوتنا لأجل الوطن هي نخوة للعراقية البطلة لأن من بيننا نساء أخوات الرجال الرجال وهن كنخيل العراق شامخات بالمواقف الوطنية، ولا نريد أن نعدد مآثرهن لأنهن أعلام العراق ما بعد الاحتلال، وقد أخذ بعض الرجال العزيمة من عزيمة بعض الماجدات من الصمود امام المحققين في المعتقلات أو قول الحق من خلال القصيدة والمقال، وكذلك القتال والتظاهر.

التحية والتقدير والاحترام لكل ماجدة عراقية بيومها الأغر

 والمجد والخلود لشهداء الوطن والأمة رجالاً ونساء، شيوخاً وأطفالاً.

وأختتم بما جارت الشاعرة زينب فواز بقصيدتها بيت المتنبي:

لا يسلم الشرفُ الرفيع من الأذى ..إلا بسفك دمٍ على الأرجاء

هذا مقالُ الأقدمين ولم نجد .. بُداً لنا من شرعة القُدماء

إن لم نشد ما أقام جدودنا.. فالويلُ ثم الويلُ للأبناء

أو لم نزين سيرة محمودةً… فلنخف شينَ الوجهة الحسناء

أو لم نسد في العالمين فهل إلى …تركِ التعندِ من كبيرِ عناءِ

يا حسرةَ الآباءِ في أجداثهم .. إذ أخجلتهم خُسةُ الأبناءِ

يا ويلة الأمواتِ إن رجعوا ولم .. يجدوا الذي ظنوه بالأحياء

يا خجلة الأحباب إن ساموا بنا.. شرفاً يُداسُ بأرجلِ الأعداءِ

هبوا ففي الأصلاب قومٌ بعدنا.. يحصون عنا سيءَ الأنباءِ

وهناك في الأرحام أجيالٌ ترى .. أعمالنا ببصائرِ وضاءِ

المرأة العراقية جبلٌ من الصبر

المرأة العراقية جبلٌ من الصبر

 علي الأمين

 

عندما نتحدث عن المرأة العراقية علينا أن نقف اجلالا ً وإكراما ً لها لأنها جبل ٌمن الصبر والصمود والتحدي عنوانا ً للشرف والعفة والطهارة والنقاء وهي تزهوا بالكبرياء والشموخ والعزة، هي أم الأبطال وزوجة الأبطال وبنت الأبطال وأخت الأبطال.

هي من وقفت إلى جانب زوجها في كل الميادين وساحات الجهاد، هي من تشد عزمه ليذهب إلى جبهات القتال، وهي من تصون العرض وهي من ترعى الأولاد، وهي من تعمل بكل جد وإخلاص في المصنع والمعمل والمدرسة والمستشفى والمنزل .

واليوم وبعد أكثر من اثنين وعشرين سنة على الاحتلال الأمريكي الإيراني على عراقنا الحبيب نجد الماجدة العراقية تقف بكل بسالة وشموخ ويصدح صوتها بالحق رغم الاجتثاث والتهميش، وهي تخاطب عقول الطلبة والجيل الجديد، وتحكي لهم عن وطن عظيم علم الإنسانية أول حرف كان مناراً لكل العالم بالعلم والتاريخ والثقافة والفنون وهو منبع الحضارات وكان هذا الوطن يحمي الأمة العربية ويحافظ على أمنها واستقرارها وكان يقوده رجال ٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

وقد نالت المرأة العراقية شرف لقب الماجدة العراقية من قبل شهيد الحج الأكبر الرفيق المناضل أبا الشهداء القائد الرمز صدام حسين رحمه الله وأسكنه فسيح جناته .

واليوم هي حقاً ماجدة عراقية أصيلة في كل ميادين وساحات الجهاد.

ألف ألف تحية لجبل الصبر العراقية البطلة في عيدها الأغر.

تحية للماجدة العراقية في عيدها

تحية للماجدة العراقية في عيدها

أبو الحسنين علي

 

حين نقف لحظات لنحيي نساء العراق فإن الواجب والإنصاف يقتضي أولاً أن نعيد إلى الأذهان ما أنجزته المرأة العراقية الحرة لنفسها ولوطنها العراق ولأمتها العربية عبر اتحادها المناضل الاتحاد العام لنساء العراق وعبر مشاركتها الفاعلة في مسيرة ثورة العراق العظيمة، ثورة البعث والأحرار في ١٧-٣٠ تموز عام ١٩٦٨ م.

فتلك الحقبة من الزمن التي حكم فيها العراقيون أنفسهم في بلد حر مستقل استقلالاً ناجزاً حقيقياً هي الحقبة الأكثر اشراقاً والأعظم إنجازاً في كل تاريخ النضال النسوي العراقي والعربي وكانت حقبة مهمة لنضال المرأة في كل العالم بما أضافته من معانٍ جدية وعميقة في مفاهيم تحرير المرأة.

استطاعت حرائر العراق من مشاركة شعبهن في مسيرة التنمية العملاقة التي شهدها حينذاك، حيث صرن جزءاً لا يتجزأ من خطط التنمية الانفجارية التي شهدتها جميع مرافق حياة العراقيين، وتمثلت في بناء صناعة عراقية عملاقة وزراعة وطنية رائدة واسعة مثمرة، وتغير خلالها وجه العراق برمته في اعمار وتأسيس واسع لطرق المواصلات ولأدوات وأجهزة الاتصال وفي البنى التحتية للتربية والتعليم العالي.

صارت الماجدة العراقية وزيرة وعالمة ومعلمة، صارت قاضية وبرلمانية وأستاذة جامعة، صِرْنَ ماجداتنا مهندسات وطبيبات وفلاحات ومنتجات في المصانع وفي البيوت، وارتقت الأم العراقية في أدوارها في تربية الأجيال. وازدهر دور نساء العراق في الإنتاج الفكري والأدبي وفي صناعة الفن بمختلف أنواعه وفروعه وفي الإعلام بمختلف واجهاته.

حقق الاتحاد العام لنساء العراق المناضل مكاسب كبيرة قانونية وحقوقية للماجدة العراقية لتحتل مكانتها المستحقة في المجتمع بفعل وحضور موقر شامخ شريف تعلوه العفة والاحترام ويتنفس الإنسانية في أروع وأعلى درجاتها. وكان ذلك بفضل إيمان قيادة الحزب والثورة بأن المرأة نصف الحياة ونصف البقاء ونصف الفوز والارتقاء والانتصار.

ولا يمكننا أن نتجاوز هنا ما قدمته حرائر العراق للوطن في قادسية صدام المجيدة، وفي مواجهة التآمر والعدوان في كل صفحاته وأزمنته ومنه دورها البارز في مواجهة الحصار الظالم وتعميق ثبات الوطن ومقاومته.

بعد سنة ٢٠٠٣ حيث غزت أسراب الجراد الأجنبي وطننا واحتلته يمكننا القول بأن دور المرأة العراقية قد تم اجتثاثه كما اجتث الأمن والجيش، واجتثت الصناعة والزراعة بل اجتث شرف الوطن بكامله.

إن ما نراه من ترهل وتدهور وعينات منحطة هو مدمٍ للقلب وإن ما نشاهده من استخدام فاسد من أحزاب وأزلام سلطة النظام الاحتلالي للمرأة ودورها وما أبرزته من نماذج من الوجوه القبيحة لبعض المحسوبات على شعب العراق لا يمكن وصفه إلا بكونه تراجع مهين وإلغاء شامل لنضال ومنجزات سيدات العراق تماماً، كما حصل مع اجتثاث كل جميل من مظاهر التمدن والحضارة والتقدم.

وسيبقى الاتحاد العام لنساء العراق وماجدات العراق مشاعل للثورة والمقاومة وحتى يتحرر العراق بأيدي أبنائه البررة من نير الاحتلال وعمليته السياسية البغيضة.

بيان الاتحاد العام لنساء العراق لمناسبة الذكرى 56 ليوم المرأة العراقية

بيان الاتحاد العام لنساء العراق لمناسبة يوم المرأة العراقية

 

مع إطلالة الرابع من آذار يحتفي الاتحاد العام لنساء العراق وجماهيره النسوية بالذكرى السادسة والخمسين بيوم المرأة العراقية الذي هو يوم تأسيس الاتحاد العام لنساء العراق.

نحن ماجدات العراق نقف لنحيي نضال النساء في العراق والعالم، ونجدد التزامنا بالدفاع عن حقوق المرأة العراقية والمطالبة بالمساواة والعدالة في كل مجالات الحياة.

يأتي هذا اليوم في ظل انتكاسة خطيرة لحقوق النساء العراقيات، بعد إصدار قانون الأحوال الشخصية المعدل، الذي يمثل خطوة رجعية تهدد مكتسبات المرأة العراقية التي ناضلت من أجل تحقيقها لعقود.

إن هذا القانون لا يعكس إرادة النساء، بل يسعى إلى تقييد حرياتهن، وتقويض حقوقهن القانونية، مما يجعل المرأة أكثر عرضة للتهميش والاضطهاد.

نحن نرفض هذا القانون الجائر الذي: يكرس التمييز ضد المرأة في قضايا الزواج، والطلاق، وحضانة الأطفال، ويفتح الباب أمام زواج القاصرات وانتهاك حقوق الطفولة، ويضعف استقلالية المرأة ويجعلها رهينة لتفسيرات متشددة وغير منصفة.

إن المرأة العراقية ليست رهينة لتوجهات سياسية أو دينية متشددة، بل هي قوة فاعلة في بناء المجتمع، ويجب ان تكون شريكة حقيقية في صياغة القوانين التي تنظم حياتها، لن نقف صامتات أمام هذه الهجمة على حقوقنا، وسنواصل النضال بكل الوسائل المشروعة حتى تستعيد المرأة العراقية مكانتها المستحقة في المجتمع.

في هذا اليوم يوم المرأة العراقية نقول بصوت واحد:

لن نعود إلى الوراء، لن نقبل بالقوانين الجائرة، وسنواصل نضالنا من أجل المساواة والعدالة.

 

رئيسة الاتحاد العام لنساء العراق

4  آذار 2025

العُدْوَان عَلى سُورْيَا بِزَعْمِ حِمَايَةِ الدُّرُوز وَمَنْعِ المُسَاعَدَات الإِنسَانِيَّة لِغَزَّة اسْتِمْرَارٌ لِلنَّهْجِ الْوَحْشِيِّ

 

العُدْوَان عَلى سُورْيَا بِزَعْمِ حِمَايَةِ الدُّرُوز وَمَنْعِ المُسَاعَدَات الإِنسَانِيَّة لِغَزَّة اسْتِمْرَارٌ لِلنَّهْجِ الْوَحْشِيِّ

   احمد ابو داود

 

 

ان الوضع الكارثي للاخوة الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية قد تفاقم بمقترح ويتكوف القاضي باستمرار تمديد وقفة إطلاق النار 50 يوما، اي لما بعد شهر رمضان المبارك وما بعد عيد الفصح اليهودي، وبما ينسجم مع تصريحات رئيس وزراء حكومة الكيان الصهيوني بدون وجود أي مبرر، مما يعني: تعطيل تبادل الاسرى والمحتجزين بين الكيان وحماس.

 إن تفاقم الوضع الانساني للسكان الصامدين في غزة البطلة يحتم ضرورة الاستمرار بوقف اطلاق النار وتبادل الاسرى بين الطرفين، ويحتم ضرورة إيجاد حل لهذه المشكلة من اجل الانتهاء من هذا الملف، للذهاب إلى ملف جوهري آخر يتعلق بإعادة أعمار غزة لعودة الحياة الطبيعية والاجتماعية تدريجيا للقطاع ولكي يتمتع شعبنا العربي في فلسطين الحبيبة ولو بجزء من حقوقه المشروعة التي يفترض ان يتمتع بها كاملة في إطار مبادئ حقوق الإنسان وحقه في تقرير المصير.

لهذا السبب يجب مواجهة مختلف العقبات التي توضع أمام الهدنة والإجراءات الخاصة بتبادل الأسرى والعمل على تقديم الدعم الانساني لشعبنا الفلسطيني الصامد، لمعالجة المشاكل الكبرى على صعيد النقص الحاد في الغذاء والأدوية ولقاحات الأطفال وغيرها كما على صعيد المدارس والمستشفيات وامدادات المياه والكهرباء والبنية التحتية الاقتصادية في غزة. ان كل هذه المشاكل والتحديات الكبرى التي تواجهها القضية الفلسطينية  وخاصة في غزة قد تضاعفت بصورة خطيرة بوجود اكثر من 160,000 ضحية من القتلى والمفقودين الذين ما زالوا تحت الأنقاض اضافة الى المعوقين.  مع وجود 90% – 95% من الدمار الشامل للبنية التحتية المدنية في غزة، كل هذا يشكل تحديات خطيرة تتطلب التدخل الإقليمي والدولي لإيجاد حلول جذرية تضمن حقوق شعبنا الصامد في غزة والضفة الغربية.

 ‏ إن استمرار موقف حكومة الكيان الصهيوني بالضغط  والتصعيد وبإصدار قرارات تعسفية لوقف إدخال المساعدات الإنسانية والغذائية بشكل نهائي إلى قطاع غزة حتى توافق حماس على تمديد المرحلة الأولى من الهدنة، ‏يشكل تهديداً خطيراً للحياة ولكل القيم الإنسانية، مما يتطلب بذل جهود استثنائية لدعم صمود وثبات الإنسان الفلسطيني الذي تعرض لدمار وحشي فاق كل التصورات، كما لو ان غزة قد قصفت بقنبلة نووية تكتيكية.

 إن ما حصل من دمار في غزة يشكل كارثة اجتماعية على صعيد البنية التحتية للقطاع مما يعني: ان الكيان الصهيوني لا يفكر بالجوانب الإنسانية لشعب غزة كما يدّعي ويزعم، ولا باحترام القضايا والطقوس الدينية للمسلمين في غزة، وبالتالي لن تؤدي هذه الضغوط إلى إيجاد حلول جدية للمشكلات الكبرى، اذ  لابد من العودة الى قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان وغيرها من المواثق والاتفاقيات الدولية لوضع حلول حاسمة لمعالجة الوضع  الانساني في فلسطين .

  لكن وكما هو متوقع تستمر حكومة الكيان الصهيوني باتباع منهج قانون القوة بعد كل ما احدثته من دمار وكوارث. إذ نواجه اليوم استمرار منطق قانون القوة وليس منطق قوة القانون والأخلاق واحترام مبادئ حقوق الإنسان الفلسطيني، ولا وضع اي اعتبار لإرادة المجتمع الدولي الرسمي والشعبي الذي يقف مع حقوق شعبنا في فلسطين في جميع انحاء العالم.

 وكما هو معلن ومتوقع فان سيطرة اليمين المتطرف على سياسات الكيان الصهيوني في هذه المرحلة و تبنيه المطلق لاستراتيجية قانون القوة المفرطة (الحرب) هو ابعد ما يكون عن  تبني منهج قوة القانون، بمعنى قوة النظام في العلاقات بين الدول والشعوب وضمان العلاقات الدولية المبنية على مبادئ أخلاقية وليس مبادئ الحرب والموت والعنف والدمار.

 ولقد بلغ تمادي التيارات المتطرفة في الحركة الصهيونية انها بدأت تعلن عن مخططاتها الصريحة والعلنية ورغبتها بطرد السكان الفلسطينيين الأصليين من غزة ومن الضفة الغربية ومن القدس ( وهذا كجزء من تحقيق ما يسمى باسرائيل الكبرى) .

 وليس هذا وحسب فاليوم تهدد التصريحات “الاسرائيلية” سيادة سوريا والحكومة الجديدة فيها وتقوم بالتوسع في داخل الأراضي السورية، وهذا ما يمثل انتهاكاً خطيراً لميثاق الأمم المتحدة ولمعاهدة عدم الاعتداء الموقعة بين سوريا و الكيان الصهيوني عام 1974م.

 ومن المعروف ان الحركة الصهيونية تضم العديد من التيارات والاحزاب كالتيارات الاشتراكية والتيارات اليمينية واليمينية الدينية المتطرفة الموجودة اليوم في قمة السلطة في حكومة الكيان. وهذه الاخيرة تُعد الأكثر تطرفا في تاريخ “إسرائيل” منذ عام 1948 لليوم. والمعروف ان هذه التيارات المتطرفة لا تؤمن بالقواعد المرعية في العلاقات الدولية والدبلوماسية وفي السياسة الدولية ، لأنها تتبنى منهجاً مختلفاً تماماً يتمثل بالمنهج الديني التوراتي، و تلجأ لتحريف النصوص أو التمسك بتأويلات مُحَّرَفة للنصوص التوراتية، بما يتيح تبني استراتيجية استمرار احتلال فلسطين، والتوسع في محور داود في جنوب سورية، وحتى نهر الفرات، وباتجاه الجنوب اللبناني، والجولان.

 كما كشفت مؤخراً التصريحات “الإسرائيلية” التي تتعلق بحماية الدروز (اللذين هم جزء لا يتجزأ من المواطنين السوريين)، عن انتهاكٍ صارخٍ للسيادة السورية. ومن حيث المبدأ لا يجوز لدولة ان تذهب لحماية قومية أخرى أو دين آخر أو مذهب آخر في بلد ذو سيادة تحت أية ذريعة كانت.

  وفي الواقع يشكل الدروز جزءاً حيوياً من الخارطة السياسية والجغرافية للجمهورية السورية، ولا يحق للكيان الصهيوني التدخل لتغييرها تحت اية ذريعة كانت كما لا يحق له القيام بتغير الخرائط السياسية والاجتماعية في الضفة الغربية والتدخل في شؤون المواطنين الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة في غزة.

 بناء على ماتقدم، لا يحق لإسرائيل أن تفرض تأويلات توراتية على الدول العربية في الوطن العربي، لأنها بذلك واضافة الى النهج العدواني المتوحش الذي تنهجه، فانها ترتكب خطأ أخلاقياً فادحاً بتطبيق مناهج متطرفة توراتية على مجتمعات اسلامية، وان كان ذلك ليس غريباً عن ممارساتها منذ اغتصاب فلسطين الى اليوم.

 فنشر الكيان الصهيوني لثقافة التطرف الديني انما يشجع التيارات المتطرفة الدينية الاخرى كالقاعدة ودولة الخلافة الاسلامية وولاية الفقيه وغيرها من التيارات المتشددة. لأن التطرف الصهيوني الديني يؤسس لانتشار التطرف الديني بكل انواعه ، مما يبرر استخدام التأويلات الدينية لشرعنة القتل وارتكاب جرائم ضد الانسانية من شأنها ان تشكل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة و يؤدي إلى تعميق التوتر والأزمات والحروب في العلاقات الدولية وتهديد الأمن والاستقرار مما يعني استمرار العنف وحروب الإبادة الجماعية سواء تجاه شعبنا في فلسطين اوالتوسع الإسرائيلي الخطير في الأراضي العربية، او تهديد الوحدة الوطنية داخل الاقطار العربية ذاتها وتعريضها الى الحروب الداخلية والتناحر والتفتيت المجتمعي  والذي لن يكون في مصلحة بناء الأمن والاستقرار  الوطني والقومي  .