تحية للماجدة العراقية في عيدها

تحية للماجدة العراقية في عيدها

أبو الحسنين علي

 

حين نقف لحظات لنحيي نساء العراق فإن الواجب والإنصاف يقتضي أولاً أن نعيد إلى الأذهان ما أنجزته المرأة العراقية الحرة لنفسها ولوطنها العراق ولأمتها العربية عبر اتحادها المناضل الاتحاد العام لنساء العراق وعبر مشاركتها الفاعلة في مسيرة ثورة العراق العظيمة، ثورة البعث والأحرار في ١٧-٣٠ تموز عام ١٩٦٨ م.

فتلك الحقبة من الزمن التي حكم فيها العراقيون أنفسهم في بلد حر مستقل استقلالاً ناجزاً حقيقياً هي الحقبة الأكثر اشراقاً والأعظم إنجازاً في كل تاريخ النضال النسوي العراقي والعربي وكانت حقبة مهمة لنضال المرأة في كل العالم بما أضافته من معانٍ جدية وعميقة في مفاهيم تحرير المرأة.

استطاعت حرائر العراق من مشاركة شعبهن في مسيرة التنمية العملاقة التي شهدها حينذاك، حيث صرن جزءاً لا يتجزأ من خطط التنمية الانفجارية التي شهدتها جميع مرافق حياة العراقيين، وتمثلت في بناء صناعة عراقية عملاقة وزراعة وطنية رائدة واسعة مثمرة، وتغير خلالها وجه العراق برمته في اعمار وتأسيس واسع لطرق المواصلات ولأدوات وأجهزة الاتصال وفي البنى التحتية للتربية والتعليم العالي.

صارت الماجدة العراقية وزيرة وعالمة ومعلمة، صارت قاضية وبرلمانية وأستاذة جامعة، صِرْنَ ماجداتنا مهندسات وطبيبات وفلاحات ومنتجات في المصانع وفي البيوت، وارتقت الأم العراقية في أدوارها في تربية الأجيال. وازدهر دور نساء العراق في الإنتاج الفكري والأدبي وفي صناعة الفن بمختلف أنواعه وفروعه وفي الإعلام بمختلف واجهاته.

حقق الاتحاد العام لنساء العراق المناضل مكاسب كبيرة قانونية وحقوقية للماجدة العراقية لتحتل مكانتها المستحقة في المجتمع بفعل وحضور موقر شامخ شريف تعلوه العفة والاحترام ويتنفس الإنسانية في أروع وأعلى درجاتها. وكان ذلك بفضل إيمان قيادة الحزب والثورة بأن المرأة نصف الحياة ونصف البقاء ونصف الفوز والارتقاء والانتصار.

ولا يمكننا أن نتجاوز هنا ما قدمته حرائر العراق للوطن في قادسية صدام المجيدة، وفي مواجهة التآمر والعدوان في كل صفحاته وأزمنته ومنه دورها البارز في مواجهة الحصار الظالم وتعميق ثبات الوطن ومقاومته.

بعد سنة ٢٠٠٣ حيث غزت أسراب الجراد الأجنبي وطننا واحتلته يمكننا القول بأن دور المرأة العراقية قد تم اجتثاثه كما اجتث الأمن والجيش، واجتثت الصناعة والزراعة بل اجتث شرف الوطن بكامله.

إن ما نراه من ترهل وتدهور وعينات منحطة هو مدمٍ للقلب وإن ما نشاهده من استخدام فاسد من أحزاب وأزلام سلطة النظام الاحتلالي للمرأة ودورها وما أبرزته من نماذج من الوجوه القبيحة لبعض المحسوبات على شعب العراق لا يمكن وصفه إلا بكونه تراجع مهين وإلغاء شامل لنضال ومنجزات سيدات العراق تماماً، كما حصل مع اجتثاث كل جميل من مظاهر التمدن والحضارة والتقدم.

وسيبقى الاتحاد العام لنساء العراق وماجدات العراق مشاعل للثورة والمقاومة وحتى يتحرر العراق بأيدي أبنائه البررة من نير الاحتلال وعمليته السياسية البغيضة.