بسم الله الرحمن الرحيم
)) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (15) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16) )) (الانفال ) صدق الله العظيم
بيان رقم (52)
بمناسبة ذكرى يوم النصر العظيم في 8 / 8/ 1988
أيها الشعب العراقي العظيم
يا أبناء أمتنا العربية المجيدة
يا أبناء قواتنا المسلحة الباسلة
في هذه الأيام المباركة يستذكر العراقيون ورجال القوات المسلحة العراقية الباسلة الذكرى الثانية والثلاثين ليوم الأيام وتحقيق النصر العظيم ضد جار الشر والعدوان.. حيث أعلن النصر النهائي في الحرب الإيرانية ـ العراقية يوم 8 / 8 / 1988 والذي يعتبر واحداً من أهم مفاخر العرب في العصر الحديث عندما تصدى أبطال العراق وقواته المسلحة وشعبه المجيد للمحاولات البائسة واليائسة في الغزو القادم من الشرق ومنعه من تحقيق أحلامه وآماله في تصدير ثورته المنحرفة والتي جاءت بغطاء ديني مزيف إلى العراق وأمة العرب وسحقوا قواته وأوقعوا فيها الهزيمة المنكرة التي ستبقى شاخصة وشاهدة على قدرة العراق بجيشه الباسل وشعبه الأبي وعلى خيبة الملالي الذي ابتلت بهم شعوب إيران.
أيها الأحرار في كل مكان
لقد هب شعب العراق المجيد وجيشه الباسل بكل أطيافه وقومياته رجالاً ونساء شيباً وشباباً للدفاع عن أرض السواد وبلد النهرين الخالدين وأرض الأنبياء ومنطلق رسالة الإسلام الحقة، فتمكنوا بعد حرب ضروس ومطاولة قل نظيرها في التاريخ من تحقيق هذا النصر النهائي والعظيم في ذلك اليوم المجيد.. ولعل ذلك كله جاء بعدما استحضروا دورهم التاريخي المشرق واهتدوا بدينهم الحق وتراثهم المجيد فراحوا يتسابقون في الدفاع عن الحدود الشرقية للعراق بنفس الوقت الذي كانوا فيه حراساً للبوابة الشرقية لأمة العرب ضد الريح الصفراء التي حاول أصحاب الفكر الكهنوتي المتخلف تصديرها إلى العراق في محاولة لاستعادة امبراطوريتهم الزائفة التي كان لأبناء العراق الدور المهم في سحقها وتدميرها عندما كانوا في طليعة رجال الفتح الإسلامي في صدر الرسالة الإسلامية السمحة.
يا أبناء شعبنا العراقي العظيم
أيها الأحرار في كل مكان
لقد أفرزت الحرب الإيرانية ـ العراقية قدرات وإمكانيات هائلة لدى العراق في الحشد والتعبئة وفي الإدارة وممارسة القيادة وفي القتال والمطاولة فكانت السنوات الثمان التي استمرت فيها الحرب من أكثر السنوات عطاءً وتضحية.
وإذ نشير اليوم إلى النزر القليل منها فلن نعطيها حقها الذي لا تستوعبه المجلدات.. لقد ملأ العراقيون الأرض بملايين الخنادق الشقية والملاجئ والمواقع المحكمة على طول جبهات القتال، كما كان العراقيون مبدعون في شق الطرق المعبدة التي تجاوزت الآلاف من الكيلومترات في الجبال والسهول والصحاري والوديان، كما أنشأوا السداد والموانع ووسائل إعاقة العدو كالألغام والأسلاك الشائكة والخنادق العميقة في عمل منظم ومبرمج كان للقيادة العامة للقوات المسلحة السبق والفخر في التخطيط لها والإشراف على تنفيذها.
إن نتائج تلك الحرب الذي نستذكر نصرنا بها اليوم بفخر واعتزاز قد أسهمت في إعلاء شأن العراق في كل الصعد فغاضت الأعداء ودق ناقوس الخطر في الكيان الصهيوني بعد أن أنتجت الحرب لمليون مقاتل عراقي مدرب ومجرب، فتكالبت كل قوى الشر في حلقات تآمرية لإفراغ ذلك النصر والاقتدار العراقي من فحواه، ولكنه أبداً لن يغيب أو يموت في قلوب وضمائر الأبطال الذين كان لهم المساهمة الفعلية في تحقيقه.
يا أبناء شعبنا العراقي العظيم
أيها الأحرار في كل مكان
لقد كان لأبطال قواتنا المسلحة الباسلة وبكل صنوفهم الأساسية الجوية والبرية والبحرية الدور الحاسم في تحقيق النصر العظيم في يوم الأيام المجيد.. كما أن شعب العراق العظيم كان له الدور المتميز في مساندة ودعم قواته المسلحة من خلال المشاركة في قواطع الجيش الشعبي والمهمات الخاصة أو في حماية الجبهة الداخلية ومواصلة البناء والإعمار رغم قساوة الحرب وطول مدتها.. ورغم كل الظروف والأحوال لا زال الأبطال والنشامى الذين خاضوا تلك الحرب محل فخر واعتزاز لكل أبناء الشعب ولا زال الجميع يتغنى ببطولاتهم وأمجادهم ويربط الخلاص والأمل بهم.
وإذ نستحضر يوم الأيام وبيان البيانات الذي وضعت به الحرب أوزارها بالنصر العراقي المجيد بعد أن تجرع كبيرهم الذي علمهم السحر السم الزعاف وموافقته على قرار مجلس الأمن الدولي 598 ..
إذ نستحضر كل ذلك فإننا نستبشر ونبشر شعبنا الصامد الصابر المحتسب بأن يوم الأيام الجديد قد اقترب للخلاص من النفوذ الإيراني وميليشياته المجرمة التي عاثت في الأرض فساداً وقتلاً وإجراماً، وسيفرح شعبنا كما فرح في ذلك اليوم التاريخي .. و(لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون) صدق الله العظيم
المجد للعراق العظيم ولجيش القادسية المجيدة وأم المعارك الخالدة ولكل المجاهدين الذين يقتفون آثار تأريخ جيش العراق البطل ويسطرون ملاحم البطولة في مقارعة المحتل الغازي وأذنابه الدجالين.
الرحمة لشهداء جيش العراق العظيم والأمة العربية المجيدة يتقدمهم شهيد الأضحى السعيد. والعهد الثابت للمجاهد المهيب الركن عزة إبراهيم القائد العام للقوات المسلحة والقائد الأعلى للجهاد والتحرير.
الحرية لقادة جيشنا الميامين الذين يقبعون في السجون الحكومية منذ سنوات طويله وهم فرسانه الاشاوس الذين دافعوا عن بلادهم بكل بسالة وبطولة
تحية الى شعبنا العراقي العظيم من أقصى شماله الى اقصى جنوبه
المحبة والتقدير والاعتزاز لكل من آمن بالعراق العظيم واحداً موحداً مستقلاً
القيادة العامة للقوات المسلحة
بغداد المنصورة بأذن الله
8 / 8 / 2020