وقفات مع الخطاب التاريخي للقائد المجاهد الرفيق أبو جعفر أمين سر قيادة قطر العراق بمناسبة الذكرى 54 لثورة ١٧-٣٠ تموز المجيدة.(3)

وقفات مع خطاب الرفيق أبو جعفر عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي في الذكرى الخامسة والخمسين لثورة السابع عشر -الثلاثين من تموز ١٩٦٨ (3)

الوقفة الثالثة: صناعة النصر إرث بعثي يتناسل والتحرير قادم

الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس

 عندما يتحدث القائد عن إنجازات اسطورية لثورة السابع عشر- الثلاثين من تموز ١٩٦٨ فهو في جوهر الأمر يسرد انتصارات عظيمة، جاءت بعد معارك شرسة.

فإنهاء التمرد في شمال العراق بعد تفكيك ملفاته كلها تباعاً هو نصر مبين في معركة ترسيخ الوحدة الوطنية.

والتأميم معركة تاريخية ضد شركات الاحتكار، لولا الانتصار الحاسم فيها لما وقعت معركة التنمية بخططها الانفجارية العملاقة التي أسست البنى التحتية في التربية والتعليم والصحة والعلم والخدمات.

ومن الطبيعي أن تكون الدولة العراقية المقتدرة عسكرياً وأمنياً هي من تحقق الانتصار ضد العدوان الخارجي، وهذا ما حصل فعلاً في قبر العدوان الإيراني بعد حرب دامت ثمان سنوات بسبب إصرار خميني على إدامتها لتحقيق مآربه الدنيئة الوقحة باحتلال العراق، ثم تبعها الانتصار على عدوان الثلاثين دولة سنة ١٩٩١ الذي حصل تحت ذريعة واهية كاذبة هي (تحرير الكويت)، وصولاً إلى مواجهة الحصار المجرم الذي دام ١٤ سنة مصحوباً بعدوان عسكري متكرر، وبعد الحصار ونتيجة طبيعية لأهدافه الإجرامية كان الانتصار في مواجهة غزو سنة ٢٠٠٣ والذي لا يعرف مقوماته وعظمته إلا من وقف متفكراً بـ :

أولاً: إن الغزو هو امتداد للتآمر والحرب التي شنتها شركات الاحتكار ضد تأميم النفط عام ١٩٧٢ م. والغزو امتداد أيضاً للتآمر الذي لم يتوقف يوماً ضد وحدة العراق الوطنية، واتخذ من التمرد الكردي في شمال العراق غرفة عمليات سرية ومكشوفة في آن معاً.

ثانياً: الغزو في حقيقته حرب وتآمر على منجزات ثورة تموز ١٩٦٨ في ميادين الإعمار المدني والصناعة والتصنيع العسكري وفي تشكيل جيش عقائدي جبار وقوى أمنية كفؤة ضاربة.

ثالثاً: الغزو هو ثأر لهزيمة إيران النكراء على يد العراق الشجاعة المدافعة عن الأرض والعرض، وانتقاماً من الشعب الذي صنع النصر مع قواته المسلحة وقيادته الفذة.

رابعا : الغزو متصل صلة عضوية وثيقة بأسباب فرض الحصار على العراق لتجريده ببطئ من مكونات قوته وعناصرها الشعبية والعسكرية .

   وعليه فان مقاومة القوات الغازية بقدرات أساسها الايمان بالله وبعدالة وحق العراق بدون غطاء جوي وأمام اختلال فاضح لموازين المواجهة حيث العراق المحاصر من جهة في مقابل أربعين دولة عظمى وكبرى ، هذه المقاومة لوحدها قد سجلت للعراق تاريخا مشرفا ونصر هو نصر الشرفاء على الطغاة .

   ولعل الأهم في ما نريد التطرق له في هذه الوقفة هو ان البعث الذي صنع كل انتصارات وانجازات ثورة تموز قد صنع نصرا آخر عظيم وكبير ونافذ الى عمق التاريخ المشرف للشعوب الا وهو تواصل الدفاع عن العراق بعد احتلال بغداد في ٩-٤-٢٠٠٣ في مقاومة وطنية وقومية وإسلامية لم يشهد لها تاريخ الشعوب مثيل لا في سرعة انطلاقها الذي يورخ له كحدث متزامن مع دخول القوات الغازية الى بغداد السلام والحضارة ولا في ما انجزه من فعل اسطوري طرزته انتصارات معمدة بدم الشهداء وبطولات رجال جيشنا الباسل ورجال قواته الأمنية الشجعان وشعبه البطل . وقد نتج عن هذه المقاومة البطولية قتل ما يزيد على ٧٥ الف من القوات الغازية واغلبهم من القوات الامريكية وجرح ما لا يقل عن ربع مليون جندي معتدي واحالة ما لا يقل عن ١٢ الف جندي الى مستشفيات الجنون والمصحات العقلية وتدمير معدات عسكرية تقدر بمئات الملايين من الدولارات ونتج عن جملة العمل العسكري المقاوم العراقي :

 أولا : ادخال الاقتصاد الأمريكي وتوابعه في أضخم عملية فقدان توازن ومعضلات وتدهور لم يحصل له شبيه من قبل  .

ثانيا: ارغام الولايات المتحدة على تغيير خططها وإعلان الانسحاب من شوارع العراق سنة ٢٠١١م والانكفاء في قواعد محصنة في عدد من محافظات العراق .

   كما ان الخطاب قد أعاد الى الاذهان إصرار البعث على المضي قدما في مشروع تحرير العراق وطرد الاحتلال الأمريكي والإيراني وتسليم السلطة الى الشعب العراقي وحدد أدوات التحرير الناجز بعون الله بالعمل الدؤوب المتواصل مع شعبنا العظيم وبتفعيل المقاومة المسلحة حيث يجري توفير البيئة والمستلزمات وصناعة ظروف مناسبة .

  البعث هو قوة الوطن والأمة التي عرفت كيف تنتصر في كل معارك ثورة تموز المجيدة وهو الذي سيحرر العراق ان شاء الله. البعث هو سر الانتصارات كلها وهو ايقونتها .