شبكة ذي قار
عـاجـل










تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

حول مزاعم ومغالطات خضير المرشدي في مقابلاته على اليوتيوب

(الرد الكامل)

 

تابعنا بكل أسف التصريحات التي أدلى بها خضير المرشدي خلال لقاءاته على قنوات اليوتيوب، والتي تخللها الكثير من الأكاذيب التي لا يليق ان تصدر عنه، وكان بودنا تجنب الرد عليه، لولا حرصنا على توضيح بعض الحقائق لكافة الرفاق والشرفاء الذي لا يعرفونه جيدا.

إن خضير المرشدي الذي أظهر نفسه بمظهر الوديع والمتسامح مع من أساؤوا اليه حسب زعمه، راح يسطر بكل "ثقة في النفس" ملاحم بطولاته ونضالاته وانجازاته في الحزب، ولم  يتورع عندما  يأتي على ذكر رفاق كانوا معه في القيادة عن إيكال شتى التهم البذيئة وبأوصاف وكلمات لا تنم أبدا إن  هذا الشخص تربى في الحزب وتشبّع  من قيمه وآدابه وحتى  الأموات لم يسلموا منها  بدلا من ان يترحم عليهم، وهو يدرك انهم اصبحوا ودائع لدى خالقهم ولا يستطيعون رد تهمه البعيدة عن ملامسة الحقيقة ولا  يستطيعون الدفاع عن انفسهم، وهذا سلوك لم يكن يوما موجوداً  في ثقافة البعث، بل هو سلوك وثقافة من تربوا وعاشوا على هامش مسيرة الحرب.

المرشدي في مقابلاته التي تم بثها حاول جاهدا ان يظهر بمظهر من يتحدث وهو واثق في كل ما يقول ومتسامي على من أساء له بحسب زعمه، ولكن سرعان ما كشف عن مضمر ما يجول بنفسه عندما كال التهم الملفقة لرفاق كان لهم الفضل الاول على ما ناله مما لا يستحق ان يناله من مواقع ومهام، وهو بذلك يبطن خلاف ما يظهر ويصرح خلاف ما يضمر، كما يظهر قدرته الفائقة على التلون. ولأنه سطر من الافتراءات في مقابلاته في الجزء الأول، فقد ارتأينا توضيح بعض الحقائق التي لوى عنقها دون خجل، والتي وردت في الحلقة الأولى من المقابلة..

يقول المرشدي في بداية مقابلته في هذه الحلقة ما معناه أنه رفض ان يكون عضواً في قيادة قطرية فرضت على العراق واختار ان يكون عضوا في قيادة منتخبة.

ونقول إنه لم يؤخر تقيته كثيراً، فقد بدأ حديثه بفرية واضحة. اولاً، لأن القيادة القومية لم تفرض أية قيادة على العراق. فمنذ ايام المرحوم الامين العام كان عدد اعضاء القيادة القطرية 26 عضوا معظمهم معينين. وعندما اصدرت القيادة القومية قراراً بفصل ٥ أعضاء من القيادة بمن فيهم ابو هبة (ابو العباس لاحقاً) نتيجة تكتلهم في اجتماع 25 مارس 2022 وإعلانهم الخروج على الشرعية القطرية والقومية (وقد كتبنا كثيرا عن هذا التكتل في حينه ووضحنا كافة الحقائق (بقي هناك 21 عضوا واصلوا العمل تحت قيادة الرفيق المرحوم ابو جعفر. اي ان القيادة القومية لم تفرض اية قيادة جديدة. بينما شكل ابو هبة مع من خرج معه وبعض المتساقطين الأخرين قيادة قطرية مزيفة. فكيف تعتبر منتخبة ومن انتخبها؟ حيث إن اجتماع ٢٥ مارس المخطط له كان فقط لانتخاب امين السر وليس قيادة جديدة.

فدلكة اخرى يسوقها في سياق حديثه بأن ما يسمى "قيادة" ابو العباس فكت ارتباطها بأشخاص القيادة القومية وليس بالقيادة القومية كمؤسسة، وكأنما القيادة القومية هي مؤسسة فارغة وليس لها قيادتها الشرعية التي تمثلها وتنطق باسمها. ولعمرنا هذه فتوى نسمعها للمرة الأولى في تاريخ الحزب.

كما يقول إنه يجب على القيادة القومية وقيادة قطر العراق تجنب الحديث عن الشرعية لأنه ليس في صالحهما ذلك لان النظام الداخلي ينص على أن مدة انتخاب القيادة القومية خمس سنوات وبالتالي هي قيادة تصريف الأعمال.

ونحن نوجه له سؤال هنا، ونحن نعرف أنه لا يمكنه الاجابة عليه بدقة لأنه كان نصيراً في الحزب آنذاك: هل هذا يعني ان القيادة القومية بعد ١٩٩٧ اي بعد خمس سنوات من آخر مؤتمر قومي لم تكن شرعية في ظل قيادة كل من الرفيقين صدام حسين وعزة ابراهيم رحمهما الله. وهل كان يجرؤ على إعلان هذا الموقف أو حتى التفكير في التصريح به أيام الرفيق عزة عندما كان لا يزال حياً ويقود الحزب.

ولماذا لم يعلن عن هذا الموقف عندما تم تعيينه كعضو قيادة قطرية وقومية؟ ولماذا يفاخر اليوم بما قدمه عندما كان عضواً فيهما؟ ولماذا لم يصدر منه هذا الموقف إلا الآن وبعد ان أصبح خارج القيادتين القومية والقطرية الشرعيتين. اما استخدامه وصف قيادة تصريف الاعمال فهو تعبير يعكس نمط تفكير سطحي وعدم دراية بدور الاحزاب السياسية ومنها حزبنا العظيم ومهامه النضالية التي تختلف تماما عن تشكيلات الدولة والحكومات وما الى ذلك.

ويقول أيضا إن الرفيق الامين العام رحمه الله أصدر قرارا بتعيين ٨ اعضاء مشاركين في القيادة القومية ليس لديهم صفة العضو الأصيل في القيادة القومية. في حين ان الحقيقة هي إن القرار اتخذته القيادة القومية بالإجماع اولاً، ثم صدر القرار عن الرفيق الامين العام عزة ابراهيم ثانياً وذكر فيه نصا آن الاعضاء المشاركين يمتلكون كامل صلاحيات اعضاء القيادة القومية الاصيلين.

تحدث المرشدي عن المنشقين مع "ابو العباس" وعن شرعية اجتماع يوم ٢٥ مارس. وأفتى مرة أخرى ان ميزان من خرجوا بقيادة ابو العباس أثقل ممن ظل مع القيادة الشرعية.

ونوضح إن تكتل "أبو العباس" ومن معه وما حدث ليلة ٢٥ مارس من اجتماع تكتلي فاضح ودامغ، تحدثنا عنه كثيرا ووضحنا كل الحقائق حول هذا الامر. اما قوله ان ميزان من خرجوا مع ابو العباس هم شخصيات ثقيلة ولها تاريخها في الحزب بالمقارنة مع من بقي مع الشرعية، فينطوي على مغالطات ويجافي الحقيقة، لان الوزن والثقل بالمعايير النضالية يقاس بمدى قربه او ابتعاده عن الالتزام بالشرعية الحزبية وتقاليد الحزب النضالية وليس من يسير في ركب العمل التكتلي الذي لم يصمد طويلاً امام قوة الشرعية فكان ان تنابذوا وتشظوا وبعضهم يتلو فعل الندامة.

يتحدث مطولا عن دخوله القيادة القومية والمهام التي تسلمها و"المؤامرات" التي حيكت ضده، وهنا يجب توضيح جملة من الحقائق:

 

-     اولاً:

المرشدي وحال تكليفه بمسئولية مكتب العلاقات القومية باشر بتنفيذ مشروع خفي للهيمنة على تنظيمات الحزب، حيث طلب من كافة تنظيمات الحزب في الأقطار العربية ترشيح ممثلين عن تنظيماتهم لعضوية المكتب ( في مخالفة واضحة وملتبسة  للنظام الداخلي للحزب حيث لا توجد تشكيلات فرعية للمكاتب وانما تقتصر  عضويتها على عدد معين يتم تكليفهم مركزيا من القيادة القومية )، بالرغم من ان القيادة القومية ارسلت له توجيهاً واضحاً بمهام المكتب وهو التركيز على بناء علاقات مع الاحزاب والقوى الدولية لحشد التأييد لقضية العراق وقضية فلسطين وغيرها. وكلفته بأن يرشح لعضوية المكتب الرفاق المتواجدين خارج الوطن من ذوي الخبرة في هذه القضايا.

 

-     يقول ان مكتب العلاقات القومي كان دوره دائماً في الأقطار العربية والخارج وهذا يعكس جهل مطبق بأصول العمل الحزبي، لان العلاقات الوطنية مع الاحزاب في الأقطار العربية تديرها تنظيمات الحزب في هذه الأقطار من خلال عملها الوطني المشترك مع هذه الأحزاب (حيث يشكل ذلك واحداً من اعمدة مهامها السياسية من خلال مكاتب العلاقات الوطنية القطرية التي تتبع قيادة كل قطر على حدة)، ولم تتول القيادة القومية في تاريخها قط ادارة هذه العلاقات.

وقد تكشف هدف اصراره على تعيين رفاق من تنظيمات الحزب في الأقطار العربية حين بات يطلب من ممثلي كل قطر تزويده بالجرد التنظيمي في قطره وقيامه بالاتصال مباشرة مع هؤلاء الممثلين وتكليفهم بمهام دون علم مسؤول التنظيم، وكان يعمل من خلال تكليفهم ببعض المهام على بناء اطر داخل كل تنظيم تكون موالية له. وهذا ما دفع القيادة القومية الى تأكيد عدم الجمع بين المسؤوليات التنظيمية وعضوية مكتب العلاقات الخارجية، وعليه تمت عملية انهاء تكليف الرفاق الذين يتولون مسؤوليات تنظيمية في اقطارهم من عضوية مكتب العلاقات. وأثناء حديثه في اللقاء سقط من فمه ما كشف حقيقة ما كان يدور في ذهنه حيث استخدم تعبير مكتب التنظيم بدلا من مكتب العلاقات الخارجية.

 

- ثانياً:

 المرشدي، وهو الذي يدعي الترفع عن المناصب والمسئوليات، قدم طلباً للقيادة القومية بتكليفه بمهام مسؤول مكتب تنظيم خارج الوطن إلى جانب مسئوليته لمكتب العلاقات الخارجية القومي، ولم ينتظر حتى يتعرف على قرار القيادة القومية بشأن طلبه، وهي الأصول الحزبية المتبعة، مع العلم بأن القيادة قومية رفضت هذا الطلب لعدم جواز الجمع بين أكثر من مكتب قدر الامكان. وفي مخالفة صارخة لكل الاعراف واللوائح الحزبية، لم ينتظر قرار القيادة القومية، فباشر بالاتصال غير النظامي بمسئولي الساحات خارج الوطن وبات يكلفهم شخصيا وتلقائيا فيأمرهم وينهاهم ويجري اتصالات جانبية بقصد التشويش على الرفاق الذين يقفون ضد هذه المخالفات والتجاوزات، كل ذلك بصفته غير الشرعية التي نسبها لنفسه كمسئول تنظيم خارج الوطن في سابقة لم تحدث في تاريخ الحزب.

 

- ولم يكتف بذلك فكان يؤلب الرفاق بعضهم ضد بعض ويحرضهم على كتابة تقارير ملفقة يقوم برفعها مباشرة إلى الرفيق الامين العام. وقد اطلعت القيادة على أكثر من رسالة وجهها المرشدي إلى رفاق وشخصيات وطنية يستخدم فيها كلمات متعالية وبذيئة وتهديدات زائفة وبما يسئ الى الحزب ومسيرته، هذا خلاف رسائله إلى عدد من اعضاء القيادة القومية بعد قرار اعفائه من عضوية القيادة، الذي وافق عليه الرفيق الامين العام.

 

- ثالثاً:

 في خضم الكم الكبير من التناقضات التي تناولها، يدعي المرشدي تارة إن القيادة القومية كلفته بأن يكون الناطق الرسمي باسمها، وفي أحيانٍ اخرى يقول إن القيادة القومية رفضت ترشيحه لأن يكون الناطق الرسمي باسمها، وما بين هذا التخبط وذاك، نقول إن القيادة القومية لم تكلف المرشدي قط ان يكون ناطقاً باسمها. لذلك فهو ينطق بادعاءات غير صحيحة على الاطلاق حين يقول انه تم استبداله بالرفيق المناضل احمد شوتري دون علمه.

 

-     رابعاً:

المؤتمر الشعبي العربي الذي تحدث عنه المرشدي مطولا هو شاهد لا يزال حيّا على تطاول المرشدي على شرعية الحزب ومنها القيادة القومية. فهو من جهة تحرك لعقد المؤتمر بصفته مسؤول مكتب العلاقات التابع للقيادة القومية، لكن في كافة ترتيبات المؤتمر السياسية واللوجستية تجاهل وبشكل مريب القيادة القومية التي هي اعرف بمواطن مصلحة الحزب، وبالقوى العربية التي تحقق تلك المصلحة خاصة وان العمل في الحزب هو عمل مؤسسي وليس فردياً ينطلق من نوازع شخصية.  وامعاناً في هذا السلوك غير  المعهود في مؤسسات الحزب المختلفة، فقد أخفى عن القيادة تماما الترتيبات التي كان يقوم بها للتحضير للمؤتمر،  واكثر من ذلك وامعاناً في افتعال الازمات وتأجيجها من جهة، وتجاوز القواعد الاساسية التي تضمن تحقيق مصلحة  الحزب في علاقاته مع القوى الوطنية والقومية ، كان يتعمد اللجوء وحسب اعترافه الصريح في المقابلة ، الى التواصل مباشرة مع الرفيق الامين العام للحزب عارضاً عليه الأمور بالشكل الشخصي الذي يريده منطلقاً من تقديرات شخصية  و من دون اعلامه بان الامر لم يعرض على القيادة القومية  التي هي اعرف بما يضمن مصلحة الحزب العليا، وبالتالي فعند حصول الموافقة، يحتج بها امام القيادة القومية عند مناقشته حول تعارض مخرجات القرار مع المصلحة القومية للحزب .

 

-     مضافاً الى ذلك، وعلى سبيل المثال وليس الحصر فلقد أخفى عن القيادة القائمة المرشحة للأمانة العامة للمؤتمر التي لغمها بالعديد من العناصر الموالية له في معظم المكاتب القطرية لكي يضمن له اغلبية فيها واستبعد منها رفاقنا في الأقطار مثل الأحواز وسورية. ومما يؤكد الطابع الشخصي للموضوع وبُعْده عن هدف تحقيق مصلحة الحزب القومية، فقد باتت هذه التشكيلة معيقاً رئيسياً لنشاط المؤتمر وبالتالي معيقاً رئيسياً لممارسة القوى القومية لأي دور لنصرة قضية تحرير العراق والقضية الفلسطينية كما يريدها الحزب وكما تتطلع اليه كوادره وجماهيره.

 

-     وامعاناً في تفجير علاقات حزب البعث العربي الاشتراكي بالقوى الوطنية والقومية وبما يحقق مصلحة الحزب العليا في حشدها لصالح نضاله من اجل تحرير العراق وقضايا الامة الملحة الاخرى وفي مقدمتها فلسطين، فقد أخفى على القيادة القومية مشروع البيان السياسي الذي فخخه بالألغام التي احدثت الكثير من الاحتجاجات اثناء مناقشته في المؤتمر.

 

-     كما عين مسئول مكتب العراق شخصاً موالياً له في الامانة العامة بشكل شخصي والذي بات يمثله في الاجتماعات ولعب دوراً سيئاً وخطيراً في تخريب الاجتماعات، الامر الذي حدا بالأمين العام للمؤتمر إلى رفع رسالة بحقه إلى الرفيق الامين العام للحزب الذي أصدر بدوره امرا قضى بإبعاد الشخص المعني من رئاسة مكتب العراق وتعيين رفيق آخر مكانه.

 

-     ومن الجدير بالإشارة الى انه يقرّ بالإخفاء المُتعمَّد للكثير من الترتيبات في قوله " ان القيادة القومية وقفت موقفاً سلبـياً من المؤتمر لأنها لم تلعب اي دور في الاعداد له" وهو بذلك يعترف "بلسانه" بانه أخفى كافة معلومات المؤتمر عنها لتتفاجأ بترتيبات للمؤتمر صاغها على مصالحه التكتلية الخاصة وبعيدة كل البعد، لا بل يتقاطع بعضها مع تحقيق مصلحة الحزب العليا وقضاياه النضالية الملحّة.

 

-     خامساً:

 يتحدث عن لجنة التحقيق المكونة من ثلاثة رفاق من القيادة زارته في إسبانيا ويقول ان لقاءاته معها كانت ودية ولم توجه له اي اسئلة توحي باتهامه بشي، وفي هذا مجافاة صارخة للحقيقة التي تؤكدها كافة الوثائق والاوامر والاعترافات الموجودة لدى القيادة. فاللجنة التحقيقية شكلت بأمر من الرفيق الامين العام وبعضوية ستة اعضاء (منهم اثنين من اعضاء القيادة القومية واثنين اعضاء قيادة قطرية)، وذلك للتحقيق معه في ضلوعه بالتكتل ضد الحزب، وقامت بالفعل بالتحقيق المطوّل معه ورفعت تقريرها وتوصياتها في 57 صفحة موثّقة وسنأتي على تفاصيل ذلك لاحقاً.

 

-     سادساً:

إن النرجسية وشعور العظمة هي احدى الآفات التي تصيب البعض، وهي تتعارض مع دور المناضل البعثي الذي يُفترَض انه يسخِّر حياته لمصلحة الوطن وخدمة الاخرين وفي مقدمتهم رفاقه، وبالتالي تحتم على البعثي البساطة والتواضع.  وهذا للأسف ما لا تتصف به شخصيته وما تعانيها من مشاكل مركبة في هذا الجانب يعكسها قوله متفاخراً وبما معناه انه اعطى للحزب مالم يعطه اي رفيق آخر في قيادة قطر العراق والقيادة القومية عندما كان يتحدث باسم الحزب علانية بينما الآخرين متخفين.  وهو بذلك يرتكب مغالطة كبيرة عندما يقارن ما يعمله في الخارج، مع نضال وتضحيات رفاقه في الداخل وما يواجهونه من المخاطر التي يتعرضون لها يوميا ويضع ما يعمله فوق عطاء وتضحيات هؤلاء الرفاق.

 

-     سابعاً:

 قرار إنهاء مشاركته في القيادة القومية كان بإجماع اعضاء القيادة وان الرفيق الأمين العام رحمه الله وافق عليه وعمل بمضمونه، وقد رشح لاحقا بديلاً عنه وقد وافقت القيادة القومية على هذا الترشيح. أما تذييل قرار استبعاده بعبارة "لأسباب أمنية" فهو فسرها بما يعتبر انها تخدم قصده بانها تنطوي على اتهامات أمنية كما حاول أن يصور في المقابلة، في حين القصد منها هو لمراعاة وضعه الأمني في إسبانيا، وقد وضعت رفقا به، لأن القيادة القومية لم تشأ آنذاك نشر التهم التي أدين بها في اجتماع القيادة.

 

-     أخيراً يقول المرشدي في نهاية الحلقة الأولى إن استقالته من الحزب كانت بموجب المادة ١٤ - الفقرة الخامسة من النظام الداخلي وعودته كانت بموجب المادة ٧٣ منه، وقد شبه استقالته باستقالة الرفيق القائد المؤسس ميشيل عفلق رحمه الله من الحزب. ونحن نقول له إن الفرق بين استقالته واستقالة القائد المؤسس رحمه الله هو فارق الأرض عن السماء، فالمقارنة منتفية ولا مجال لها البتة وعلى كل الاصعدة.

-     ومن الجدير بالتوضيح  أنه بالنسبة لعضويته في القيادة القومية، فانه لم يستقيل وانما تم اعفاءه من عضويتها، اما استقالته من قيادة قطر العراق ومن الحزب عموماً فقد جاءت بعد توجيه الرفيق الامين العام بفصله نتيجة التحقيق معه فيما يتعلق بتأسيسه المعهد العالمي للتجديد العربي المشبوه والبدء بطرح افكار تغريبية وتحريفية ومهاجمة الاسس الفكرية التي تقوم عليها عقيدة  البعث العربي الاشتراكي وكل ذلك بحجة "التجديد" وبعد ان خيرّه الرفيق الامين العام بين الحزب او المعهد ،فاختار المعهد ، وعليه اتخذ قرار اعفائه من قيادة القطر واعقبها بتقديم استقالته من الحزب استقالة نهائية لا عودة عنها   . وسوف نعود الى تفاصيل هذا المعهد لاحقا.

وإذا كانت استقالته قد تمت بموجب المادة ١٤ - فقرة خمسة هي مسألة صحيحة، فذلك لأنها تمت في ظل وجوده عند استقالته تحت قيادة شرعية بقيادة الرفيق الأمين العام ولأن المادة المذكورة تعطيه الحق في ترك الحزب.

 

-     اما مسألة عودته للحزب بموجب المادة 73، فإنها تعكس سلوك من ضلّ طريقه، وقاده تفكيره التخريبي للدخول في نفق مظلم يتعايش فيه مع أشخاص منبوذين من رفاقهم وخارجين على شرعية الحزب. وفي الوقت الذي يشكل فيه هذا المسار نهاية يرثى لها، لكنها نهاية غير مُستغربة، ينتهي اليها كل من يتسم بشخصيته المعروفة بالنرجسية، وطموحاته غير المشروعة التي تتجاوز حدود امكاناته وقدراته الذاتية، ونزوعه المعروف نحو خرق القواعد التنظيمية، وولعه بمخالفة اية تعليمات او انضباط، وضبابية في فهم النظام الداخلي للحزب.

 

-     انه يعتقد بانه عاد ولكنه في الواقع قد ولج باب التكتل والانشقاق. وحتى إذا أسلمنا تجاوزا بقوله انه عاد بموجب المادة ٧٣ من النظام الداخلي للحزب، فان هذا منافٍ للحقيقة، لأن هذه المادة تنص ايضاً على ان لا يعاد للحزب كل من ترك او فصل إلا ضمن شروط واحكام النظام الداخلي، وإذا رأت القيادة المختصة غير ذلك تحيل امر البت في طلب العودة إلى القيادة القومية. لذا فان هذه المادة التي يستند اليها هي شديدة الوضوح لأنها تنص على ان عودته يجب ان تكون وفقا لأحكام النظام الداخلي. وهذا طبعا على فرضية انه سوف يعود للقيادة الشرعية وليس لكنف المجموعة المنشقة، مما يعني اولا ان كل ما يقوم على باطل فهو باطل، وثانياً، ان اي رفيق يترك الحزب او يفصل منه لا يعود بنفس درجته الحزبية، وثالثا، ولأنه خضع لعقوبة من القيادة الاعلى وهي القيادة القومية وهي حاكمة على عقوبة القيادة الادنى، وعليه فان طلبه بالعودة كان يجب ان يحال للقيادة القومية للبت فيه وفقا لأحكام المادة ٧٣ التي احتج بها.

 

فيما يخص أكاذيب وتلفيقات المرشدي في الحلقات الثانية والثالثة والرابعة من المقابلة معه على اليوتيوب، نود توضيح ما يلي:

      

 

أولاً:

في الحلقة الثانية من مقابلته يعزو المرشدي "التآمر" المزعوم عليه إلى عاملين رئيسيين: الاول هو نجاحه في تحقيق المهام التي أوكلت اليه، والثاني هو تدخل جهات اجنبية، دون ان يوضح من هي تلك الجهات، كما أنه لم يرجع الى الحديث عنها. ويدعي ان نجاحاته قد استفزت المتآمرين عليه فراحوا يكيلون له شتى التهم السيئة.

 

ونوضح هنا في بداية تعقيبنا على هذه التخيلات بان حديثه عن قضية التآمر المزعوم عليه هو امر مثير للشفقة، فهو يؤكد نمط تفكير لشخصية غير سوية وواهمة. بالإضافة الى الولع في تضخيم النفس المصاحب لغرور ونرجسية شديدين، وهذه كلها صفات لا رفاقية ولا مجال لها في الحياة النضالية للحزب. ذلك ان حزب البعث العربي الاشتراكي هو حزب ثوري رسالي، وبالتالي فانه يخوض نضالاً ضروساً لا يمكن له النجاح دون ان تقوم بهذا النضال وما يتحتمه من مواجهات، قواعد وقيادات تسودها الروح الرفاقية التي تسمو حتى فوق علاقات الاخوة. روحاً يجد فيها الرفيق ذاته تتحقق في نجاح رفيق له، لأن في ذلك نجاح الحزب وليس الشخوص. هكذا تربينا في الحزب وهكذا سنبقى.

 

إن حزب البعث العربي الاشتراكي حزب عريق في نضاله الضروس والشرس لأكثر من سبعة عقود، نضال قام به الرفاق من مختلف المواقع الحزبية ابتداء من القواعد وصعوداً الى اعلى القيادات، محققين نجاحات وانجازات تاريخية عملاقة على صعيد العراق والامة العربية لا تقارن ولا يجب أن تقارن باي شكل من الاشكال بمهام نفذها هو هنا او هناك. فهل يمكن للمرشدي ان يضرب لنا ولو مثلا واحدا في تاريخ الحزب ان القيادة القومية او القطرية في اي قطر عربي قد كلفت رفيقاً عضوا فيها بإنجاز مهمة ثم تتآمر عليه لأنه نجح في اداء مهامه.

 

ثانياً:

يتحدث عن الشتائم والكلمات البذيئة التي يدّعي انها وجهت له، في مغالطة واضحة يثبتها كل ما صدر عن الحزب في هذا الشأن والذي عكس ويعكس قيم البعث الاخلاقية الملتزمة والمفردات المسؤولة التي يفتخر بها البعثيون قيادات وقواعد. ومن الجدير بالذكر انه قد تكون هناك بعض الكتابات التي وجهها له البعض من خارج الحزب بشخوصهم، والتي ليس لها علاقة بالحزب، فالحزب ينشر ما يصدر عنه من اصدارات في مواقعه الرسمية، وليس له ايّة مواقع خفية او تحت اسماء مستعارة.

 

 من جهة أخرى فإنه يمارس العكس في هذا الصدد، فهل يريد ان نذكِّره بالشتائم التي كالها للرفيق المرحوم سلام الشماع لمجرّد انه استقال من معهده بعد ان افتضحت امام عينه حقيقة الأفكار التغريبية والتخريبية التي يروج لها المعهد وفضحها في رسالة له. ام نذكِّره بطعنِه علناً وعلى منصات وسائل التواصل بشرف عوائل رفاق مناضلين يجاهدون في مواقع متقدمة في الحزب، ام يريد ان نذكره بالشتائم البذيئة التي وجهها للدكتور عبد الكاظم العبودي الامين العام للجبهة الوطنية رحمه الله، والتي بسببها بعث رسالة شكوى عليه إلى الأمين العام رحمه الله، وهي رسالة منشورة، ام نذكره برسائل الشتم والسباب الهابطة التي أرسلها إلى بعض الرفاق اعضاء القيادة القومية حين صدر قرار انهاء مشاركته في القيادة  والذي امر به الرفيق عزة ابراهيم الأمين العام رحمه الله، وهي رسائل موثقة ومحفوظة لدى الامانة العامة للقيادة القومية.

 

ثالثاً:

أما حديثه عن ان القيادة القومية عملت على اجهاض كافة التوجيهات التي كان المرحوم الامين العام يرسلها لها، فهو كما يقال حديث الإفك وينطوي على اساءة بالغة للرفيق الامين العام رحمه الله أكثر من القيادة القومية.

 

إن العلاقة التي كانت قائمة بين الرفيق الامين العام رحمه الله وبين القيادة القومية تعد نموذجا في علاقة القائد برفاقه، حيث كانت تتميز بالحيوية من خلال استمرار وسرعة التفاعل بينهما وفي كافة التفاصيل وسادتها الثقة العالية المتبادلة بينها. وكان دوما يحرص على سماع رأيها وقراراتها والأخذ بها، بدليل انه وافق فورا على قرارها بإعفاء المرشدي من عضوية القيادة القومية وصادق عليه وقام بترشيح رفيق آخر مكانه وقد تم ذلك وكما جرت الاشارة اليه فيما تم الرد عليه سابقاً.

إن محاولة المرشدي تشويه هذه العلاقة هي من أكبر سقطاته وأكثرها تشويهاً للحقيقة عندما يتحدث عن الايام الأخيرة للرفيق الامين العام وتدهور وضعه الصحي رحمه الله، حيث يبلغ المرشدي قمة تخيلاته المريضة ويذكر إن الرفيق الأمين العام رحمه الله كان محاصرا في أيامه الأخيرة لا يقوي على اتخاذ القرارات، ملوحا برفاق مفترضين كانوا يحاصرونه؟؟؟

 

ومن ضمن ما تطرق اليه من مخالفة القيادة القومية لتوجيهات الرفيق الامين العام رحمه الله الموقف من المؤتمر القومي العربي. ونوضح إن القيادة القومية اتخذت بالفعل قرار بتعليق المشاركة في اعماله بعدما تبين لها انه انحرف عن الاهداف التي انشئ لأجلها. وتعليق مشاركة الرفاق سواءً من كان عضواً في الامانة العامة او الهيئة العامة فإنما كان انفاذاً لقرار القيادة القومية وتوجيهات الرفيق الأمين العام رحمه الله بهذا الشأن.

وأما بشأن فك ارتباط الرفاق العراقيين من التنظيم القومي، فقد كان الرفيق الامين العام متفهماً موقف القيادة القومية بشأن هذه المسألة. فقد لاحظت القيادة ان العمل في ساحات أوروبا اتسم بعدم الاستقرار في المواقع والمستويات والتشكيلات وضعف بعض القيادات. لذا قررت اجراء انتخابات شاملة بموجب النظام الداخلي، لتنظيم العمل وتجسيد السياقات الديموقراطية لتقوم التنظيمات بانتخاب قياداتها بدلا من فرض قيادات بالتعيين، ووافق الرفيق الامين العام وأصدر الامر بالشروع بها. وبعد ان انجزت القيادة اتمام الانتخابات في العديد من الساحات، وقبل استكمالها، صدر امر من الرفيق الأمين العام بفك ارتباط العراقيين عن التنظيم القومي. وقد التزمت القيادة القومية بهذا الأمر وتم فك ارتباط الرفاق العراقيين من التنظيم القومي.

أما حول المؤتمر الشعبي العربي، فقد اوضحنا في حديثنا السابق ان سلوك المرشدي خرب المؤتمر وعمل على تجميده، ثم يتطرق إلى رابطة خريجي الجامعات العراقية، وهي مؤسسة قائمة وتعمل بنشاط، ثم يذكر ان الامين العام رشحه لكي يكون الناطق الرسمي للحزب على المستوى القومي والقيادة القومية رفضت ذلك وهذه من بنات خياله الواسع وافتراء مفضوح.

 

رابعاً: 

يتحدث عن توجيهات الرفيق الأمين العام لتنظيمات الحزب في الأردن والبحرين ولبنان بقطع العلاقات مع اذرع ايران ، وهو يدرك تماماً ان تنظيمات الحزب لا تقيم اي شكل من العلاقات مع تنظيمات توصف بانها اذرع ايران بل تتصدى لها بوسائل متعددة وفي اكثر من قطر، وينبغي عدم الخلط المتعمد بين ذلك وبين حالة وجود احزاب وطنية تعمل في ساحاتها تكون لها مواقف سياسية متباينة احيانا من القضايا القومية نتيجة اختلاف أفكارها او عقائدها، وهذه الحالة موجودة في كل الأقطار العربية وتمر بها كل الاحزاب السياسية والعقائدية في العالم وحزبنا منها، وتنظيمات الحزب في الأقطار العربية تنسق مواقفها مع بعض هذه الأحزاب في بعض الجوانب الوطنية المشتركة، وهذه سمة نجاح تحسب لحزبنا المناضل وتثبت انه ليس حزباً منعزلاً يعيش في برج عاجي بعيداً عن الحركات والقوى الوطنية والقومية.

 

خامساً:

إن المرشدي لم يكتفِ بسرد جملة اضاليل تتعلق بوضعه الخاص وتلميع صورته بل تطرق الى مسائل تنطوي على تهيؤات وافتراضات كنا نربأ ان لا ينزلق اليها. ومنها مسألة العقارات في لبنان والتي تستحضر في كل مرة يكون الحزب فيها عرضه لاستهداف تخريبي من الداخل وتآمر من الخارج. وقد سبق وتم تناول هذه المسألة أكثر من مرة. وللمرة الالف نقول ان الاملاك في لبنان هي ملك الحزب في لبنان وتم شراؤها من مالية الحزب لإسكان عائلات الرفاق الذين كانوا عرضة للملاحقة والتهجير ولإعالة اسر الشهداء الذين هم بالمئات.   وإذا كان المرشدي يعرف   كما غيره ان املاك الحزب في لبنان تعرضت للسطو عبر عملية تزوير في ظل النظام الامني اللبناني -  السوري ويثير هذه المسألة بالطريقة التي اثارها، فتلك مصيبة، وإذا كان لا يدرك ولا نعتقد انه لا يدرك فالمصيبة أكبر.   

إن هذه القضية مازالت عالقة امام القضاء اللبناني. وعملية السطو المخابراتي على املاك الحزب تمت بعد وقت قصير من عملية السطو على اسم الحزب بعد حله، مما اضطر الحزب لان يعود ويشرّع وضعه القانوني تحت اسم جديد. وكلام المرشدي حول هذه المسألة يصب في خدمة حكومة "المنطقة الخضراء" التي تدخلت في الدعاوى لاسترداد هذه الاملاك لادعاء وزعم منها انها املاك تخص الدولة العراقية. فهل يدرك المرشدي الخطورة التي تنطوي على ما يطرحه بسوء نية حول هذه المسألة.؟

أما حول تناوله ان الرفاق في لبنان سلموا الحزب الى إيران والنظام السوري، فيبدوا ان الحقد اعماه ايضاً. فهو إما أنه لا يطلع على مواقف الحزب التي يعلنها بشجاعة وصراحة ووضوح في كل مناسبة وفي كل نشاط يقوم به، والذي يفضح فيه الدور الايراني في لبنان وعلى مستوى المنطقة، وإما لإن الحسد والغيرة بلغت مبلغها في نفسه من دور الحزب وحضوره ومواقفه من كافة القضايا القومية. ولما فشلت محاولاته في التخريب على الحزب لجأ الى تلفيق المزاعم والتقديرات الافتراضية. فهل ينسى المرشدي ان الحزب في لبنان شكل الهيئة الوطنية لدعم شعب العراق ومقاومته الباسلة، وكان يستضيفه ويجول به على القوى والشخصيات وعلى التنظيم كذلك غير آبه بالمخاطر ورغم الظروف الامنية والسياسية الضاغطة.

 

سادساً:

أما حول تناوله الرفاق في السودان وخاصة الرفيق الامين العام المساعد حول مسألة التطبيع، فكنا نرغب ان لا ينزلق الى هذا المستوى من الانحدار السياسي والوطني، وجعل الحقد الشخصي يضفي على اسقاط تهم لا تنزل في غربال ولا تكال بمكيال في تناوله لمناضلين تشهد لهم الساحات وخاصة في السودان.  فهل يدرك المرشدي ان الحزب في السودان وعلى رأسه الرفيق الامين العام المساعد، هو رأس الحربة في مواجهة المنظومة العسكرية التي قاومت عملية التحول الديموقراطي كما هو رأس الحربة في مواجهة نهج التطبيع مع العدو الصهيوني والذي كان السبب في شن حملة اعتقالات ضد الرفاق في الحزب وعلى رأسهم الرفيق الامين العام المساعد نفسه. الم يسمع المرشدي بتصريح الناطق الرسمي باسم وزارة خارجية العدو الصهيوني بعد انقلاب ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١، تأييده للحركة الانقلابية لأنها حالت دون وصول البعث الى السلطة؟ أما آن لهؤلاء الذين يكيلون التهم جزافاً ان يخجلوا من مخالفاتهم الفاضحة للحقائق الساطعة سطوع الشمس، لكن كما يقول المثل " ان لم تستحِ فافعل ما شئت".

 

سابعاً:

 وحول من فصل من الرفاق في الاردن، فنذكره بأنه لعب دوراً سلبياً في التشويش على وضع الحزب في هذه الساحة، وإن القيادة القومية لم تتوان عن معالجة القضية بروحية النظام الداخلي وتقاليد الحزب واعرافه النضالية. وللتذكير فقط، فقد قامت باستدعاء الجميع للقاء بهم، وقد حصل، لكن بعض من سماهم رفضوا الاجتماع بأعضاء القيادة واختاروا السير في النهج الذي اختطوه لأنفسهم، ولجأوا الى القضاء الاردني، الذي رد دعواهم بإقرار شرعية مؤتمر الحزب، وأصدر قراراً بعودتهم للانتظام في صفوف الحزب وقد امتثلت قيادة الحزب للقرار القضائي لكنهم رفضوا الانتظام وهم بأقل من عدد أصابع اليد. أما من سبق وضُلّل من الرفاق فقد عاد للانتظام وهم الان موضع الاحتضان من قيادة الحزب.  ولعل النجاح الساحق الذي حققه الحزب في مؤتمره القطري الاخير في الاردن سواء في الحضور او التمثيل الشامل او التواجد الشبابي الكبير، لهو خير دليل. اضافة الى قيادته النشطة للحركة الوطنية منذ شهور لمساندة اخوتنا في فلسطين، لهي دليل دامغ وواقعي على نجاح الحزب في الأردن والاندحار المخزي لكل التهم والأقاويل التي ساقها المرشدي له. 

 

ثامناً:

يتحول المرشدي بعد إن بات يكرر أقواله إلى حال التاجر اليهودي الذي إذا أفلس كل ما عنده راح يبحث في دفاتره القديمة لعله يجد شيئاً يعينه على إفلاسه، فتطرق إلى قضايا نبشها من ذاكرته المريضة  ليوجه من خلالها تهم بذيئة وغير مسندة ومتوهمة إلى جملة من الرفاق المناضلين في الحزب ذكرهم بالاسم متعمدا تشويه سمعتهم وليظهر حقده عليهم لأنهم تصدوا له وأظهروه على حقيقته، منهم من حياتهم في الحزب اطول من عمر المرشدي نفسه، ومنهم من تعرض للاعتقال والسجن والتعذيب في سجون الاحتلال والعملاء وظل شامخا وصامدا، ومنهم من وقف شامخا في المحافل الدولية مدافعا شرسا عن العراق وتعرض للملاحقات والتهديدات، ومنهم من هم مناضلون في أقطارهم ويتعرضون يوميا لشتى مخاطر الاعتقال والحرمان من لقمة معيشتهم، ومنهم من توفى إلى رحمة الله ويوجه لهم تهم نقلا عن فلان عن فلان عن فلتان بدون اي دليل او برهان، كما فعل عندما كال التهم للرفيق  ابو زيد رحمه الله، وهو يعلم انه بات بجوار ربه لا يستطيع الرد على أكاذيبه، ولكن ليتذكر انه سيكون خصيمه يوم تقوم الساعة ويحمله أوزار فوق أوزاره المثقلة بالذنوب والخطايا.

 

تاسعاً:

 كرس المرشدي جزءاً كبيراً من حديثه في الحلقتين الثالثة والرابعة للحديث عن التقرير الذي تناول الرد على تصريحاته لقناة العربية. والقيادة القومية غير معنية بالرد على حديثه حول هذا الموضوع سواء في الحلقات التي بثها او القادمة لان التقرير صدر عن اسم كاتبه الشخصي النابع من تجربته الشخصية مع المرشدي، وهو لم يدعِ انه تكلم باسم الحزب او عبَّر عن وجهة نظر الحزب لا بشكل مباشر ولا غير مباشر. لكن الملاحظ ان المرشدي راح يكرر ان اتهامه بالكذب القصد منه الاساءة للحزب وليس له شخصيا وكذلك كافة التهم الموجهة له القصد منها تشويه مسيرة الحزب والتقليل منها، وبالتالي فان الحزب هو المرشدي والمرشدي هو الحزب وهو قول مثير للسخرية تجاوز به المرشدي كل محظور وخطوط حمر في تقاليد وأعراف الحزب، حيث ان هذا الادعاء لم تقدم على قوله حتى القيادات التاريخية والمؤسسة للحزب الذي قادته في أحلك ظروفه، فما بالنا بان يصدر مثل هذا القول من شخص مثل المرشدي الذي رصيده الحزبي معروف للجميع.

 

عاشراً:

كرر المرشدي في الحلقة الثالثة نفيه التهم الموجهة له بانه يسعى للهيمنة على تنظيمات الحزب القومية وكرر حديثه عن ان مكتب العلاقات القومي هو مسئول العلاقات العربية والعالمية، وانه قام وفقا لذلك بتشكيل مكتب العلاقات القطري الخاص بالعراق، وهو بذلك يؤكد ثقافته الملتبسة والضعيفة بالعمل الحزبي وجهله بأبسط المواد التي تنظم عمل المكاتب القومية. ونحيله للفقرة (٢) من المادة ٥٠ من النظام الداخلي للحزب التي تبين ان القيادة القومية تقوم بإعداد اللوائح لمهام المكاتب التابعة لها. وقد حددت القيادة بالفعل هذه المهام منذ تأسيس المكاتب، وبلغ بها المرشدي حينما كلف بمسئولية المكتب ولكنه تجاهلها وراح ينفذ ما يدور بدهنه باتخاذ موقعه ستار للهيمنة على تنظيمات الحزب بالشكل الذي شرحناه سابقا وهذا يثبت التهم الموجهة له.

 

أحد عشر:

 يشير المرشدي في مقابلاته الى لجنة التحقيق معه في اسبانيا حول ضلوعه بالتكتل في الخارج والتي أشرنا باختصار اليها سابقاً.  وبودنا التأكيد على ان ما تناوله بشأنها من عكس تام للحقائق كان صادماً الى أبعد الحدود. فقد ذكر انها مكونة من ثلاثة رفاق وأنها كانت ودية ولكن التوصية كانت بفصله! وهنا نؤكد على ان الحقائق التي تثبتها كافة الوثائق والأوامر والاعترافات الموثقة لدى القيادة، هي ان الرفيق الامين العام امر بتشكيل لجنة تحقيقية للتحقيق معه حول ضلوعه بتشكيل تكتل مريب في الخارج عموماً وأوروبا خصوصاً. وقد شكلت بعضوية اربعة اعضاء. وعين الرفيق الامين العام أحد الرفاق رئيساً للجنة لمعرفته بحياديته ازاء الشخوص المعنيين، وامر بمنحه كافة صلاحيات الامين العام وان يقوم بتنفيذها ميدانياً وفورياً، ونص على ان " له ان يفصل من يراه مداناً ويعاقب من يشاء فوراً وفي الميدان ودون الرجوع الى الامين العام ". وبالفعل قامت اللجنة بالتحقيق المطوّل معه ورفعت تقريرها وتوصياتها في 57 صفحة، حيث جابت عدة ساحات في أوروبا وعلى مدى 22 يوما، وقابلت منظمات واشخاص وجمعت محاضر وادلة وبراهين واعترافات، (وكافة الاوامر والحيثيات والتوصيات موثقة لدى القيادة).

ومن باب الشعور بالمسؤولية العالية التي تحتِّم الحرص على الرفاق، وتجسيداً للروح الرفاقية، ورغبة في اتاحة فرصة جديدة لجميع المعنيين بالتكتل رغم توفر الادلة الدامغة الموثقة، فقد كانت توصية رئيس اللجنة هي ابعاد تهمة الضلوع بالتكتل عن المرشدي، وعدم توجيه اية عقوبة له لا بالفصل ولا غيره رغم تخويل الامين العام له بذلك. وهذا موثق في محاضر وتقرير اللجنة. وحدد وبدقة عدد الضالعين بنشاط كبير بالتكتل ب 17 اسماً ضمت اشخاص ليس المرشدي من بينهم. ولكن رغبة في تقليل الضرر ولإشاعة روح التسامح بين الرفاق، فقد اوصى رئيس اللجنة بحصر عدد المعاقَبين بالفصل بأربعة اشخاص فقط من الضالعين بالتكتل اعلاه، وحدد سبب ذلك هو: (لقيامهم بكشف اسرار الحزب علناً، ولتعديهم على اعراض بعض الرفاق في وسائل التواصل الاجتماعي المفتوحة)، مشيراً الى انه لا مصلحة للحزب في ان يكون بين صفوفه من يتسم بهذه الصفات. وقد صادقت اللجنة على التوصيات وتم رفعها الى الرفيق الامين العام حيث أصدر اوامر فصلهم من الحزب. كما وافقت القيادة القومية على كافة الاجراءات والتوصيات. ونتيجة لذلك فقد وجه الرفيق الامين العام كتاب شكر الى رئيس اللجنة على جهده الاستثنائي ودقة المعالجة وما وصفه بجهده وتجرده وحياديته ومبدئيته وحكمته، وهو موثق مطبوعا وبخط اليد لدى الأمانة العامة للقيادة القومية وامانة سر قطر العراق.

-     والسؤال الذي يطرح نفسه الان هو: هل اخطأت القيادة القومية ولجنة التحقيق بحماية المرشدي في حينها، وبإعطائه فرصة جديدة لاستمرار عمله وعضويته في القيادة ؟!، وما المصلحة من ذكره عكس حقيقة ما جرى؟

علماً بأن هذه التجربة، ومن باب المسؤولية العالية، لن تثني القيادة القومية عن الاستمرار في ممارسة الكياسة وسعة الصدر والحكمة وعدم اللجوء الى العقوبات والفصل ازاء كل مخالفة، بل منح كافة الرفاق الفرصة تلو الاخرى والتقليل من الاضرار، واشاعة الروح الرفاقية، واشباع اي موضوع درساً وتحقيقاً ومعالجة بحيث تكون العقوبة هي اخر ما تلجا اليه.

 

اثنا عشر:

 يقول المرشدي في معرض تمكسه بان مكتب العلاقات الذي تسلم مسئوليته آنذاك هو مسئول عن العلاقات العربية والدولية ان قيادات الاقطار مع احترامه لها لم تبنِ اية علاقات مع الاحزاب العربية.  وبهذه الملاحظة الساذجة، يؤكد المرشدي انه لا يمتلك أدني فهم للعمل النضالي لتنظيمات الحزب في الأقطار العربية. بينما النصير في الحزب يعرف ان تنظيمات الحزب في الأقطار العربية على مستوى القيادات والقواعد تسطر نضالات مجيدة في أقطارها وقدمت الكثير من الشهداء والتضحيات وتصدت للأنظمة الدكتاتورية والفاسدة، وطوال مسيرتها هذه كانت تنسق مع الاحزاب والقوى الوطنية التي تلتقي معها على برنامج مشترك في سبيل مقارعة هذه الأنظمة، وهذا حصل ويحصل في الوقت الراهن في العراق وفلسطين والسودان ولبنان والأردن وتونس واليمن وغيرها من الأقطار. فماذا يسمي المرشدي العمل الوطني المشترك مع هذه الاحزاب على صعيد الأقطار العربية، اليس هو بناء علاقات نضالية معها؟

 

ثلاثة عشر:

 في الحلقة الرابعة التي تم بثها يتناول في آخر حديثه مؤسسة القيادة القومية ويقر بأهمية هذه المؤسسة ودورها التاريخي والقيادات الكبيرة التي توالت على قيادتها، لكن القيادة الحالية كما يصفها قيادة "تعبانة وغير مؤهلة فكريا وتنظيميا وسياسيا وحكمة وتديرها بطريقة تدميرية متآمرة، وعجزها عن معالجة مشاكل التنظيمات الحزبية في الوطن العربي، وانهم اي اعضاء القيادة "دخلوا اخشومهم وفشلوا التنظيم في العراق" بحسب وصفه. كما تفوه بأوصاف بذيئة عن بعض الرفاق اعضاء القيادة.

وهنا نقول للمرشدي اولا ان القيادة القومية الحالية تستمد شرعيتها من المؤتمر الثاني عشر الذي انتخبها والتي واصلت قيادتها للحزب منذ ذلك الحين. وبسبب ظروف الاحتلال استشهد بعض اعضائها وعلى رأسهم الامين العام صدام حسين والرفيق طه ياسين رمضان رحمهما الله، وانتقل بعضهم إلى رحمة الله، لكنها واصلت بعد الاحتلال قيادتها للحزب وقد بقي من اعضائها خمسة رفاق من القيادة القومية المنتخبة تولى قيادتهم الرفيق الامين العام عزة الدوري لحين وفاته. وقبل وفاته رحمه الله تم تصعيد ثمانية رفاق من الأقطار العربية كأعضاء مشاركين، وقد تم ذلك بموافقة الرفاق اعضاء القيادة الخمسة بمن فيهم الرفيق عزة رحمه الله. لذلك فان القيادة الموجودة حاليا جاءت عبر السياقات التنظيمية السليمة وفقا لسياقات الظروف المفروضة على الحزب، وكان المرشدي احد اعضائها ولم يعترض عليها، بل بمجرد تعيينه فيها راح يبحث عن المناصب لكي يستحوذ عليها واستخدم صفته كعضو قيادة قومية لكي يتدخل في كل صغيرة وكبيرة في شؤون تنظيمات الحزب في الداخل والخارج وبشكل مريب ومخالف مع ارتكابه  مخالفات واضحة للنظام الداخلي للحزب ، مما يضع مئة علامة استفهام امام هذا السلوك، ويطرح سؤالاً منطقياً ومشروعاً : ترى لماذا يسعى عضو في قيادتين قطرية وقومية يتمتع بكامل صلاحيات العمل ، الى التخريب ومخالفة النظام الداخلي في كل صغيرة وكبيرة ، واشغال تلك القيادات بعيداً عن مهامها الاساسية التي ينتظرها منها الحزب وجماهير الامة في مواجهة الاعداء الحقيقيين، ولمصلحة مَن يفعل كل ذلك؟؟! .

ونقول له ثانياً إننا لو نظرنا للرفاق الثمانية الذين تم تعيينهم كأعضاء مشاركين سوف نجد ان المرشدي هو الوحيد الذي لم يكن يمتلك رصيد حزبي ونضالي يؤهله لانتخابه كعضو قيادة قومية، بينما الرفاق الباقين يمتلكون رصيد حزبي ونضالي عريض، وأغلبهم هم امناء سر او اعضاء قيادة منتخبين في أقطارهم عبر مؤتمرات حزبية شرعية. وهؤلاء اغلبهم ممن اعتقل وعذب في السجون، وقادوا مسيرة الحزب في العراق وأقطار الوطن العربي لسنوات طويلة وقدموا الكثير في سبيل الحفاظ على الحزب. وبالتالي، فهم ليسوا بحاجة لشهادة ممن هو غير مؤهل لا حزبيا ولا نضاليا لمنح الشهادة لهم.

وثالثا نعلق على حديثه عن عجز القيادة القومية عن علاج المشاكل التنظيمية في بعض الأقطار العربية ومنها العراق ونتساءل لماذا برزت هذه المشاكل بالذات بعد وفاة الامين العام الرفيق عزة ابراهيم رحمه الله. ونجيب إن السبب الرئيسي هو الدور التخريبي الذي مارسه المرشدي ونفر معه، وكذلك زمرة مخرب آخر شكل له قيادة منتخبة عبر الواتساب بالتعاون مع العناصر المنشقة والمتساقطة في بعض الأقطار وتأليبهم على قيادات أقطارهم والقيادة القومية. والقيادة القومية متيقنة وهي تعالج هذه المشاكل من الاشخاص الذين يقفون وراءها وجميع الخيوط تقود له ولزمرة المرتد الآخر.

إن القيادة القومية وهي تتصدى لهذه المشاكل تدرك تماما انها ليست مشاكل تتعلق بالخلافات الطبيعية بين اعضاء القيادة او خلل في القيادة، وانما ترتبط بعناصر لها ارتباطات بالمرشدي وغيره ممن يسعون لشق الحزب وتفتيته وبدأوا بالحزب في العراق، ولكن خاب ظنهم، لان الحزب لفظ من مسيرته من يستحقون ذلك من المتساقطين، وتنظيمات الحزب في كافة الأقطار تواصل اليوم مسيرتها الظافرة بكل ثقة وعزم وترسخ وجودها وسط جماهيرها وتعقد مؤتمراتها القطرية الشرعية وتنتخب قياداتها وتواصل نضالاتها الجماهيرية ولا تلتفت لمهاترات وادعاءات المتساقطين ومن يقفون خلفهم.

ونقول رابعاً إن المرشدي سعى في حديثه وبكل غباء إلى تحريض القيادة الشرعية المناضلة في العراق على القيادة القومية التي وصفها بانها تتدخل في شؤون التنظيم في العراق. وبهذا الوصف، فهو اولاً، يتطاول على قيادة قطر العراق المناضلة وهو يجهل انها تتشكل من نخبة من المناضلين الأشداء الأوفياء الماسكين على جمر المبادئ والعقيدة، ومستعدين للتضحية بأرواحهم في سبيلها بالرغم من الظروف القاسية التي يعيشونها في ظل الاحتلالين الايراني والامريكي وحكم العملاء لهما. لذلك، فان تحريضه يؤكد جهله بحقيقة وعي وصلابة الحزب في العراق ورسوخ قاعدته التنظيمية والجماهيرية وانتمائه المتجذر الأصيل للتنظيم القومي الذي يسري في شرايين دمائه ونضالاته.

أما حديثه عن تدخل القيادة القومية في شؤون تنظيم قطر العراق فهو جهل مطلق آخر بحقيقة العلاقة الرفاقية والنضالية المتبادلة التي تحكمها الثقة العالية التي تنظر بها القيادة القومية إلى مسيرة وتضحيات رفاقنا في الحزب في العراق، وايمانها الراسخ بان نهوض الحزب في العراق هو نهوض للحزب في كافة أقطار الوطن العربي. ثم ان هذه العلاقة محكومة بالنظام الداخلي للحزب الذي يحمِّل القيادة القومية مسؤولية قيادة التنظيم في عموم الوطن العربي والذي يحدد دورها وصلاحياتها في الإشراف وتوجيه تنظيمات الحزب في كافة الأقطار، كما ان هذا الدور يمثل حجر الزاوية في بناء التنظيم القومي لحزبنا تكرس منذ تأسيسه ولا يستوعبه إلا المناضلون الشرفاء الذين كرسوه بتضحياتهم ونضالاتهم كحقيقة جوهرية وراسخة في حياة الحزب وليسوا من هم طارئين في حياة الحزب.

 

أخيراً نشير إلى أن المرشدي بكشفه أسرار الحزب، فإن شأنه شأن اي حزبي آخر، عندما ردد قسم العضوية، قد اقسم بشرفه على المحافظة على اسرار الحزب، فهل يعلم انه بكشفه تلك الاسرار انما شتم نفسه بنفسه فأساء إلى ما أقسَمَ به؟!!

وننوه في الختام إننا سوف نكتفي بهذه الردود ولن ننجر إلى مهاترات وأكاذيب باتت مفضوحة للجميع، لا تؤثر في مسيرة الحزب ونضاله لا من قريب ولا من بعيد، إلا إذا اقتضت مصلحة الحزب ذلك. 

 

 






الاربعاء ٥ ذو الحجــة ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / حـزيران / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة