شبكة ذي قار
عـاجـل










مرة أخرى وأخرى.. متى تنتهي كارثة الكهرباء في العراق؟!

د. أبا الحكم

 

نقولها بوضوح، أن في العراق أزمة لا مجال لحلها منذ سنة 2003 حتى يومنا هذا.. أزمة تصدرت في كل المواسم قمة الازمات التي يعيشها الشعب العراقي وهي (الكهرباء)، إذ تقع الطاقة الكهربائية في قمة جداول الطاقة بصورة عامة حيث (النفط والغاز) الذي يعتبر العراق الخزين الاستراتيجي العالمي للطاقة ولا أحد يضاهيه في مناطق النفط عدا السعودية التي بدأ خزينها من النفط يتراجع تدريجيا بسبب ضغوط عالم السياسة على عواصم دول الطاقة.!!

الكهرباء في العراق كارثة ولا داعي لكي نكرر ان العراق يمتلك (نهران أزليان وطاقة نفط هائلة وغاز لا حدود لتقنياته وشعب نسبة شبابه أكبر من نسب شيوخه ونساءه واطفاله، ووطن شاسع له عمقه الجيو- سياسي واسع الطاقات الزراعية والصناعية، فضلا عن عمق حضاري مشهود له في التاريخ – وها نحن نرى أنفسنا نكرر ما لا نريد تكراره من طاقات حباها الله لشعب العراق منذ أزمان غائرة في القدم.. نقول، لماذا ليس في العراق (كهرباء) و(مياهه) شحيحة وملوثة وهو بلد النفط والمياه؟

في ولآية المالكي وولاية العبادي وولاية عادل عبد المهدي وولاية الكاظمي وولاية السوداني.. كلهم قالوا كذباً بأن الكهرباء ستتحسن كثيرا فيما قال خبيرهم حسين الشهرستاني بأن العراق سيصدر الكهرباء في عام 2024 ... ألم يكذبوا جميعا؟ ألم يكن كلامهم مورفين لتخدير الشعب العراقي إرضاء لأسيادهم الفرس؟

فمنذ أكثر من ثلاثة وعشرين عاما وشعب العراق يعاني من عدم وجود كهرباء.. ويتذرع اللصوص بأن جو العراق حار وليس بوسع الطاقة ان تغطي على هذه الحرارة في فصل الصيف.. ولكن جو العراق معروف منذ مئات السنين حار في الصيف وبارد جاف في الشتاء فلماذا لا تستحضر الطاقة الكهربائية لفصل الصيف؟ والطاقة ليست للتبريد فحسب انما لتشغيل الاجهزة الكهربائية في المستشفيات التي تعبث فيها القطط والجرذان، وفي المصانع الخاوية إلا من وجود حارس يتستر على السرقات ودوائر الدولة وهي اساسا أوكار لمكاتب اللصوص الكبار وشبكاتهم الخاصة بتجارة الدولار والمخدرات والدعارة ودسائس الاغتيالات.. ألا يحق لشعب العراق ان ينعم كغيره من شعوب الارض بالأمن والأمان ويتمتع بالطاقة الكهربائية كغيره من شعوب الخلق؟

الكهرباء في العراق يتقاسمها فريقان متجانسان ومتفاهمان فريق الكهرباء (الوطنية) وفريق كهرباء اصحاب (المولدات)، والعلاقة حميمة بين الفريقين تتوسطهما وزارة (النفط) بكوادرها المتسلسلة من الوزير والوكلاء والمدراء العامون ومستشار علي خامنئي ومستشار (الميت) علي السيستاني وتحت اشراف جنرال في الحرس الثوري الايراني.. هذا التشكيل في وزارة النفط ينسحب مثله على معظم وزارات الدولة العراقية، حيث تقاسم المنافع والمصالح قائم بين فريق الكهرباء (الوطنية) وفريق اصحاب (المولدات) الكهربائية. وشبكة (مافيا) تتحكم بمبيعات (الكاز) للفريق الثاني الذي يقوم بابتزاز المواطنين برفع كلف (الأمبير) الواحد الى مبالغ من الصعب على المواطن الفقير محدود الدخل تحملها، الميسورون والمسؤولون في المنطقة الخضراء وحدهم ينعمون بالكهرباء التي لا تنقطع ولا حتى ثانية واحدة، أما باقي سكان العاصمة بغداد والمحافظات والقرى والارياف فهم يعانون حشرجات الموت البطيء.. ففي معظم احياء العدل والعامل والجامعة لا توجد كهرباء (وطنية) إلا لبضع دقائق تنقطع بعدها لتبدأ كارثة المولدات التي لا تلبث ان تنقطع كل بضع دقائق، وأسلاك كهرباء (الوطنية) مستهلكة ومتدلية من الأعمدة من اجل ان تشتغل المولدات حسب قسمة المافيا التي لا أحد يستطيع الوقوف بوجهها.. فلا كهرباء (وطنية) ولا كهرباء (مولدات) ترحم البشر في النفقات والصحة.!!

ذهب بعض سكان الاحياء السكنية على شكل وفد الى أحد اصحاب المولدات للشكوى من الاجور الباهظة ومن انقطاع الكهرباء، وكان الرد متعجرفا وفجاً ويتسم بالتهديد (اذهبوا الى وزارة النفط واشتكوا هناك لدى الوزير..).!!

ما العمل؟ كيف يمكن السيطرة على هذه الكارثة المرتبطة بقرار خارجي لا يسمح بحلها، أي إبقاء العراق ضعيفاً ويعاني من موت سريري لا كهرباء ولا ماء ولا مشاريع ولا صحة ولا تعليم ولا خدمات.. المجرم الإقليمي إيران والمجرم الدولي أمريكا وخلفهما الكيان الصهيوني.. إيران لا تريد ان يكون للعراق زراعة ولا صناعة تريده ان يكون سوقا لتصريف منتجاتها البائسة في ظل الجهل والتجهيل.

ما العمل ومن أين تبدأ القوى الوطنية العراقية بمعالجة وضع العراق الكارثي؟

 

 

 

 

 

 






الخميس ٦ ذو الحجــة ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / حـزيران / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة