شبكة ذي قار
عـاجـل










 

كانت الكلمة نقطة تحول مهمة جدا في سياق التصريحات التي ممكن ان يدلي بها مسؤول في دولة الامارات العربية المتحدة او في منطقة الخليج العربي ،وخصوصا فيما يتعلق بالعلاقات الدولية وتحديدا الولايات المتحدة الامريكية ،ومع ان الرجل يشغل منصب مدير شرطة امارة دبي ولكن في تقديري انه لم يطلق هذه التصريحات اذا لم يكن قد تلقى الضؤ الاخضر من منصب سيادي اعلى ،وهي ( التصريحات وان جاءت متاخرة ) ألا انها وجهة نظر منطقية وواقعية لانها آثرت المصلحة الوطنية والامن الوطني والسيادة والكرامة بعيدا عن المجاملات ورغبات ارضاء الجهات الاخرى التي تعودت على سماع كلمات المديح والاطراء في كافة الظروف والاحوال والمناسبات .


ان امن الخليج العربي وارتباطا بالواقع العربي في زمن الهوان لا يعني فقط مستقبل ومصير الخليج العربي بل يعني مصير ومستقبل الامة العربيو بأسرها ومصير خارطة الوطن العربي التي اجمع كافة الاعداء على تغييرها ورسمها بشكل جديد يتناسب مع الاهداف والمصالح الاستعمارية للدول ذات ذات المصالح وللصهيونية صاحبة المصلحة الكبرى فيها . ولذلك عندما تحدث السيد الفريق عن مهددات امن الخليج ووضع امريكا في المرتبة الاولى كان محقا جدا لانه امر لا يختلف عليه اثنان عند مناقشة الوضع الحالي للمنطقة بشكل شمولي ،فأمريكا الان هي رب كل عمل سلبي يضر بالامة العربية ارضا وشعبا وثروات ،وهي صاحبة الشان في كل ما يتعلق بالامة من جوانب اقتصادية وسياسية واجتماعية وعسكرية وامنية كونها وهذا ما يقوله الواقع اوغلت بالاستهتار بسبب ما تعايشت معه من ضعف وانكسار وبسبب ما تعودت عليه من سوق الانظمة العربية بالاتجاه الذي تحدده وعلى طول الخط .


صدقت يا سيادة الفريق .. امريكا ليس لها صديق ،لان صديقها الوحيد الذي لا يعلوه شيء ولا يساويه شيء هي مصالحها المحددة في استرتيجتها فهي امام مصالحها لا تعترف حتى برب العالمين فما بالك بصداقة مزيفة قائمة بين قوي وضعيف .


الامريكان لم يفشلوا بالعراق بل سقطوا ... نعم لقد سقطوا عسكريا واقتصاديا واخلاقيا وفقدوا كل مقومات الدولة العظمى كما فقدوا ثقة كافة دول العالم بما في ذلك دول الخليج العربي والدليل ما تفضل به السيد الفريق .


امريكا لا تصدر ثورات ابدا لان كلمة الثورة المجردة لها معان عظيمة ومواصفات مشرقة تحقق اماني الشعوب عندما تكون ثورة نزيهه ونظيفة بعيدة عن اصابع الاعداء وعملائهم من الجواسيس والساقطين ... امريكا تصدر المؤامرات والانقسامات والارهاب بكل اشكاله وهي فعلا لا تختلف في ذلك عن ايران الصفوية الفارسية فالاثنين وجهان لعملة واحدة في الاطماع والخبث والتطاول والتعالي على مقدرات الشعوب ، كل ما يجري الان من تامر لا يتعدى مخطط امريكي ايراني صهيوني وهو واضح وضوح الشمس بكل تفاصيله .


إن من يعتقد ان البرنامج النووي الايراني هو لمواجهة اسرائيل هو قاصر العقل والتفكير ومن يعتقده برنامجا سلميا قاصر اكثر لانه برنامج أنشيء لارهاب الامة العربية وتهديدها والمساومة على اراضيها وثرواتها وهو لا يختلف بكل جوانبه عن القوه النووية الاسرائيلية ... اما مواجهة ايران مع امريكا فهو ضرب من الخيال وتمنيات تجول في خواطرنا واحلام لا تتحقق لان علاقة امريكا بايران لا تختلف عن علاقتها باسرائيل ولان ايران الان هي دراع امريكا اليمين بعد ان تحولت اسرائيل الى ذراعها الشمال .


ايران ليس فقط لها اطماع محددة في الخليج لانها تعتبر الخليج وكل ما يرتبط به من ارض وثروات جزء من املاكها الفارسية ،ولا يقتصر ذلك على الخليج بل تمتد اطماعها في كل اتجاهات الارض العربية .ويجب ان يعلم من لا يعلم ان اي بقعة في الارض العربية تعمل ايران على نشر التشيع الصفوي فيها معنى ذلك انها لها اطماع فيها ،والخطوة الاولى للمباشرة بتحقيق اهدافها هي نشر التشيع لكي يكون لها موطيء قدم ولكي تبدأتلك البقعة بالتدهور والانحدار ،وليس بخافيا على احد بأن اول لبنة للتشيع تضعها ايران في اي مكان سيتبعها معول للهدم والتخريب واي قرية او مدينة او دولة يدخلها التشيع الصفوي سوف لن ترى الخير ولا الراحة ولا الاستقرار ابد الدهر .


وانا مع ما اورده السيد الفريق بشأن تبعية العراق لايران لانه هو الواقع الان فالعراق محتل تماما من قبل ايران وتقوده مجموعة من العملاء المرتبطين بايران وسبق وقلنا في احدى المقالات ان قاسم سليماني قائد فيلق القدس الايراني هو رئيس جمهورية العراق ورئيس وزراءه والقائد العام لقواته المسلحة وقبل ايام صرح سليماني علانية يان العراق جزء من ايران وتابع لها ولم ينتفض نوري المالكي ولا اي من جوقة العملاء ولكنهم عندما انتصرت قوات درع الجزيرة للبحرين البلد العربي هاجوا وماجوا وراحوا ينادون بتبعية البحرين لايران وهكذا هم العملاء لان الحياء قطرة وهم مصابون بجفاف تام وتفحم اسود .


احتلال العراق من قبل ايران ليس خطر على الخليج فقط ولكنه خطر على الامة العربية باسرها لان العراق كان البوابة الحصينة بوجه المد الفارسي والتوسع الصفوي واليوم وبسبب سؤ تقدير الانظمة العربية وقصور تفكيرها السياسي تحول العراق الى ممر للتوسع ناهيك عن الاخطار الاخرى التي ستنجم عن هذا الوضع عندما تصنع ايران من جنوب العراق دولة شيعية ستسخرها لمخططاتها التامريه الموجهه الى دول الجوار العربية .


العلة يا سيادة الفريق ليست في دول مجلس التعاون فقط فالعلة تكمن في كافة الانظمة العربية دون استثناء تلك الانظمة التي دابت بل واغدقت الاموال لاضعاف بعضها البعض وزرعت على مدى عقود من الزمن روح التفرقة والتشرذم بين ابناء العروبة وبدلا من التوجه نحو التوحد والتكاتف والتعاون عملت على التشرذم والتباعد والتناحر وها نحن نعيش فترة حصاد ايران واسرائيل ثمار ما زرعته هذه الانظمة وما آلت اليه الامة بسبب قصور قياداتها وعدم وضع مصلحة ابنائها نصب اعينها .


اي تنظيم اسلامي سواء كان معتدل او متطرف ليس من الاسلام في شيء لان كافة التنظيمات الاسلامية شيعية كانت ام سنية هي صنيعة المخابرات الامريكية والبريطانية وتاريخ هذه التنظيمات المدعم بالوثائق والادلة يثبت ذلك وكل هذه التنظيمات وقادتها لا تهمها مصلحة الاسلام ولا مصلحة اوطانها بل همها الوحيد مرتبط بمصالح شخصية بعيدة كل البعد عن اخلاق الاسلام وقيمه النبيلة وامامنا الان مثال لا يقبل المناقشة وهي الاحزاب الدينية الشيعية في العراق وكيف سقط قناعها وبان زيفها وتهتكت استارها ولا تختلف الاحزاب السنية عنها فيما اذا اتيحت لها فرصة استلام الحكم في اي بلد عربي كان ام اسلامي .


ذهب السيد الفريق في كلامه الى اعتماد روسيا او الصين كحلفاء بعد ان اكد على ان امريكا لم تعد حليفا بل اصبحت طرفا ، ولكن المنطق والعقل والواقع يقول لو ان الانظمة العربية تحالفت فيما بينها بصدق وامانة ونزاهه لو انها ابتعدت عن التامر على بعضها ، لو انها وقفت مواقف رجولية شجاعة وراي موحد تجاه قضاياها ، لو انها دعمت بعضها اقتصاديا وسياسيا وحتى عسكريا لأنتفت الحاجة الى التحالف مع روسيا او الصين او غيرهم ،لانها بمواقفها الموحدة تشكل ثقلا اقوى مما يشكله التحالف مع الدول الاخرى ،والمفروض في الواقع الدولي الحالي ان تكون هذه الانظمة قد عرفت بيقين ثابت من هو العدو ومن هو الصديق ومن هو المتعاون ومن هو المتامر وعليها ان تحدد مواقفها من خلال ذلك وتثبت ولو لمرة واحدة ان لديها مواقف ثابتة وصامدة ومبدأية .


وللحديث بقية

 

 





الجمعة٠٣ ربيع الاول ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٧ / كانون الثاني / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابو مصطفى العنزي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة