شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ إنما المؤمنون الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وإذا تليت عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾
صدق الله العظيم


القائد المجاهد والأب الكريم شيخ الجهاد والمجاهدين عزة إبراهيم الدوري الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي والقائد الأعلى للجهاد والتحرير والخلاص الوطني (حفظكم الله وأيدكم بنصره)


 

تحية الأيمان والجهاد والتحرير
تستذكر الإنسانية كل عام ذكرى استشهاد الأمام الحسين ( عليه السلام ) لدلالاتها ومعانيها الإسلامية والأخلاقية ولما تحتويه ذكرى الواقعة من عبر ودروس وقيم ، وتعني فيما تعنيه الواقعة تلك القيم التي نستقيها منها ، وتتمثل في صمود الثائر رغم يقينه ومعرفته بعدم وجود توازن بين جيشه وجيش أعدائه ، كما ونقتفي أبلغ درس من مأساة كربلاء هو أن الحسين وأنصاره كان لهم إيمان راسخ بالله من خلال التسليم الكامل للإرادة الإلهية ، وقد أثبتوا بعملهم ذاك أن التفوق العددي لا أهمية له حين المواجهة بين الحقّ والباطل ، ولكنها بالمقابل ستخلد على مر الدهور مع استمرارية المبادئ لتفعل فعلها وحيث يتحول الموقف المادي إلى الموقف الرمزي وليعبر عن رفض مهادنة الطغيان والظلم .


في واقعة الطف تحول الإمام الحسين (عليه السلام) إلى رمز إنساني خالد للبطولة والشجاعة والثبات على المبادئ والتضحية وليخلد رمزاً ما بقيت البشرية وليستحق ألقابه التي لن تفيه حقه فهو السبط وسيد شباب أهل الجنة والرشيد والشهيد المظلوم والطيب والوفي والسيد والزكي والمبارك والشهيد السعيد وذو النسب العلي وأبا عبد الله الحسين وعبرة كل مؤمن ومؤمنة وأطيب العرق وصاحب المحنة الكبرى والواقعة العظمى والمقتول بكربلاء وابن علي المرتضى ومفخر أئمة المهتدين وبضعة كبد سيد المرسلين قتيل العبرات وأبو الأحرار والحسين بن علي بن أبي طالب وهو من قال عنه غاندي، زعيم الهند لقد طالعت حياة الإمام الحسين، شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلا بد لها من اقتفاء سيرة الإمام الحسين وهو من قال عنه محمد علي جناح، مؤسس دولة باكستان لا نجد في العالم مثالاً للشجاعة كتضحية الإمام الحسين بنفسه وعلى جميع المسلمين أن يحذو حذو هذا الرجل القدوة الذي ضحّى بنفسه في أرض العراق ، وهو الذي لم يختلف على مكانته ومنزلته أحد فمحبته عظيمة في القلوب وسيرته تحصننا من الانحراف وتغرس فينا روح الإيثار والتضحية وتطهر قلوبنا وأرواحنا .


في ظل هذه المحبة ستبقى ذكرى سيد الشهداء حية لكونها مثل عليا في الوفاء وفي النهج الذي سار عليه وأننا اليوم نستلهم من هذه الذكرى ونختار بدافع ذاتي الجهاد والمقاومة والوقوف ضد أنواع الاضطهاد والإذلال ونتخذ الشهادة لنا منهج للحياة ونتعلم منها وجوب عدم الخوف والانحراف عن طريق الحقّ والعدالة مهما كان حجم المشاكل والأخطار ، وجدير بنا اليوم أن نجعل من مآثر الإمام الحسين (عليه السلام) طريقاً نختطه في سيرنا الجهادي الطويل وعلما نسير على هداه.


سيدي قائد الجهاد والمجاهدين ( حفظكم الله وأعزكم بنصره )

لهذا اليوم من محرم مغزىً عميقاً لدى المسلمين في جميع أرجاء العالم ، ففي مثل هذا اليوم وقعت واحدة من أكثر الحوادث أُسىً وحزنا في تاريخ الإسلام ، وكانت شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) مؤشر ظفر نهائي للروح الإسلامية الحقيقية ، بينما في المقابل يتخذ أعداء الإسلام من هذه المناسبات الدينية غطاء ويتسترون بالدين ويسيسوه حين يعملون على اتخاذ استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) عنوانا للدعاية الشخصية والمكاسب الذاتية بعيدا عن الإيمان بهذا الدين العظيم فعملية التنصل عن المبادئ السامية مستمرة من قبل العملاء والخونة الذين ينفذون أجندات خارجية حين يتاجرون بدم الحسين ( عليه السلام ) إلا أن شعبنا الصامد الصابر سرعان ما اكتشف زيف ودجل هؤلاء الدخلاء فعملوا على نصرة المؤمنين وفضح المتربصين .


ان جموع الزائرين وهي تلتئم بقلوب مفعمة بالأيمان في ساحات محافظة كربلاء وعلى محبة العراق تجتمع في يوم ليس ككل الأيام يوم كانت فيه انعطافة تاريخية كان لها الأثر الكبير في صياغة الإنسان نحو الكمال والصلاح  فكانت واقعة الطف التي انبتت أجيال من الشهداء والثوار وها هو صدى الصوت الأبي الذي أطلقه الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) يتردد على مر الأجيال مدويا ويملأ  الدنيا لكونه الشخصية الفذة ورجل التاريخ وأسطورة الزمن الذي اختبرته ساحات المنازلة والشرف فكان لها حين اشتداد المحن وتوالي الشدائد فالإمام الحسين (عليه السلام) ومعه خيرة الرجال تمسكوا بالقيم العالية بإيمانهم الراسخ بالله وعدم تنازلهم عن مبادئ الإسلام  فأقدموا على الشهادة التي لم تكن موتا يفرضه الأعداء بل هي اختيار واع أقدموا عليه بكل طواعية ووعي وإدراك فالحسين الشهيد أسوة وقدوة في كل منحى من مناحي حياته أسوة في التحدي وأسوة في التضحية وأسوة في الإباء وأسوة في الزهد بالدنيا فكرست في ضمائر المؤمنين وأفئدتهم وفي ثقافتهم الدينية الوحدة الإسلامية .

 

سيدي يا رمز الأمة ومثابة الأحرار ..
أن أهالي المحافظة وجموع الزائرين تستذكر الرعاية الكريمة والخدمة المتميزة وعلى مدى خمسة وثلاثون عاما بمدينة كربلاء حين صدر قرار باستثنائها من تقييد الصرف أثناء فترة الحصار الجائر من اجل إظهار هذه المدينة بأجمل صورها وبما يليق بمكانتها الدينية وكانت تبدي اهتماما خاصا وجهدا مركزيا ومحليا في مثل هذه المناسبات ، ومن كان يقصد المدينة يعرف مدى الأمان المتحقق والجهد الذي يبذل في سبيل راحة الزائرين من خلال توفير المستلزمات الضرورية ومنها استمرارية تجهيز الطاقة الكهربائية دون انقطاع واصدار التعليمات إلى الجهات التنفيذية لنقل الزائرين مجانا من خلال أسطول وزارة النقل والمواصلات وبجهد واشراف مركزي مع توفير الحماية للزائرين من بيوتهم والى المدينة ذهابا وإيابا والمحافظة تنعم بالأمن طيلة أيام السنة ، ويتم توفير الخدمات الصحية وجميع الاحتياجات والسهر على راحة الوافدين منذ بداية المراسيم وحتى انتهائها ، واليوم بادية على الوجوه حالة التذمر من الأوضاع  المزرية في العراق وكم هي معاناتهم فكانت الشعارات والأهازيج الوطنية خير معبر عن الأوضاع وبشكل أذهل الخونة والعملاء .


من ارض كربلاء ومن جوار الإمام الحسين (عليه السلام) المتمسك بالقيم العالية نستلهم من هذه الذكرى معانيها العالية ونتخذ الشهادة لنا منهج للحياة ، وفي هذه المناسبة الكريمة نجدد عهدنا بان نكون جنود هذه المسيرة الحافلة بالعطاء ونسير على طريق الحق والمبادئ والقيم والكبرياء ، نبتهل إلى الله العلي القدير أن يمد في عمركم وينصر شعب العراق الصامد المجاهد تحت قيادتكم الرشيدة ونعاهد الله والوطن بالعمل على مواصلة مسيرة الصمود والتضحية من اجل تحرير بلدنا من المحتلين وأعوانهم الخونة .. ونسأل الله جلت قدرته إن يحفظكم ويرعاكم انه سميع مجيب.


 
الرفيق
مسؤول تنظيمات محافظة كربلاء
لحزب البعث العربي الاشتراكي
وجموع الزائرين في محافظة كربلاء
١٠ /  محرم ١٤٣٣ / هجرية  - ٦ / كانون الأول / ٢٠١١ م

 

 





الخميس١٢ محــرم ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٨ / كانون الاول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق مسؤول تنظيمات محافظة كربلاء لحزب البعث العربي الاشتراكي وجموع الزائرين في محافظة كربلاء نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة