شبكة ذي قار
عـاجـل










إيران واستغلال القضية الفلسطينية  -  الحلقة الرابعة

 

زامل عبد

 

إيران بدورها وأفعالها مكنت المطبعين من تحقيق اهدافهم ونواياهم المرفوضة جماهيريا واعطت الفرصة لنظام العهر والرذيلة  الامعان في خيانته للقضية المركزية عربيا ، ايران تفضل عدم حل هذه القضية لضمان استمرار إحدى قنواتها الرئيسة للتدخل في شؤون العرب والعمل على شق الصف العربي ، كما تفعل من خلال تحريكها بعض المنتسبين للأقليات الشيعية في الدول العربية لإثارة الفتن وزعزعة الأمن في تلك الدول كما حصل في البحرين والمنطقة الشرقية في السعودية والكويت وما يتعرض له الاردن الان من هجمات اعلامية من قبل الفصائل المليشياوية الولائية  واخرى تهديد ابو علي العسكري الناطق باسم حزب الله العراق بالتنسيق مع جماعة الاخوان في الاردن ، إن العلاقات بين إيران الكيان الصهيوني لم تنقطع تماما بعد متغير1979 وكما ذكرت صفقات الأسلحة خلال فترة الحرب العدوانية الايرانية التي فرضت على العراق 1980 – 1988 ولحين تجرع خميني كاس السم الزؤام بقبوله القرار الاممي بوقف اطلاق النار خير شاهد على ذلك ، ولعل آخر ذلك التعاون ما كشفت عنه صحيفة الديلي تلغراف البريطانية مؤخرا من محاولة بعض تجار الأسلحة الصهاينة وبالتحديد (( الاسرائيليين ))  بيع قطع غيار طائرات مقاتلة لإيران نوع فانتوم  لتقوم ايران بتطويرها وطرحها كصناعات حربية ايرانية ، إذن فالفرق بين النظام البهلوية والملالي المتسلطين على رقاب الشعوب الايرانية ، فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية يكمن في تغير الأدوات والأساليب  الايرانية  مع بقاء الأهداف والتوجهات ، كما أن العلاقة تحولت من العلانية إلى الخفاء لا أكثر أو العكس من خلال استقطاب قادة حركات الاسلامية الفلسطينية وخاصة الجهاد الاسلامي وحماس من خلال الدعم المادي والتسليحي والمعنوي  بحجة ابتعاد النظام العربي الرسمي  عن قوى الجهاد الفلسطيني المقاوم والممانع  لتجعلهم من ضمن موطىء القدم الذي اوجدته ومكنته في سوريا والجنوب اللبناني تحت عنوان الممانعة والمقاومة لتظيف اليهم المليشيات الولائية العراقية  ، وكما بدأت إيران الحالية تتخلى عن شعار الشيطان الأميركي الاكبر وأعادت علاقتها - تدريجيا - معه  فإنها لن تتردد في فعل الأمر ذاته مع (( إسرائيل )) متى ما كان ذلك يخدم مصالحها وأهدافها السياسية  وعليه المطلوب من حماس والجهاد الإسلامي أن تعيدا برمجة سياستهما  وعلاقاتها الخارجية بما يتوافق مع موقف الشعب الفلسطيني بكامله النابع من اساس الموقف العربي الشعبي  ابتعادا عن التشنج من مواقف النظام العربي الرسمي المدان جماهيريا اولا واخيرا  ، طموح إيران هو إتمام مشروعها النووي ولا أدري هل هي زلة لسان أم كلام كان مقصودا عندما صرح نائب رئيس الحرس الثوري الإيراني قائلاً ))    جاءت أحداث 7 أكتوبر رداً على اغتيال سليماني (( فسرعان ما تم نفي التصريح ، لا شك أن طهران تريد أن تشعل المنطقة لدواعي خبيثة وهي إلهاء العالم وخصوصا أمريكا عن مشروعها النووي وخير دليل ايضا مناورة المسيرات والصواريخ التي اطلقت من داخل الاراضي الايرانية او من المليشيات الولائية في العراق واليمن ولبنان نحو الاراضي الفلسطينية المغتصبة صهيونيا ، لربما وصلت إلى ما تريد في غضون الأشهر الفائتة هذا نهج إيران في التعامل مع ملفات المنطقة واستغلال كل الثغرات من أجل مصلحتها ، لم تكن إيران يوما الحضن الدافئ لفلسطين ، وخير دليل على ذلك لم نر منها سوى كلام فارغ لا يترجم على الأرض فعليا ، لعلنا نستفيق من هذه الجعجعات فما هي إلا ذر الرماد في العيون.

 

يتبع بالحلقة الخامسة

 






الثلاثاء ٢١ شــوال ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / نيســان / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة