شبكة ذي قار

أرشيفات 2025

بيان قيادة قطر سوريا لحزب البعث العربي الاشتراكي تعليقاً على الأحداث الأخيرة

أمة عربية واحدة     ذات رسالة خالدة

حزب البعث العربي الاشتراكي

القيادة القومية- قيادة قطر سوريا  

تعليقاً على الأحداث الأخيرة، أصدرت قيادة قطر سوريا لحزب البعث العربي الاشتراكي البيان الآتي نصه:

شهدت سوريا خلال الايام الاخيرة تطورات سياسية وامنية بالغة الخطورة، خاصة تلك التي شهدتها منطقة الساحل وقبلها محافظتي السويداء ودرعا وما أعقب ذلك من توقيع اتفاقية تفاهم بين ادارة الحكم ومنظمة “قسد”، واشهار الاعلان الدستوري للمرحلة الانتقالية.

ان قيادة قطر سوريا لحزب البعث العربي الاشتراكي، التي سبقت ونبهت الى جملة التحديات التي تواجه عملية الانتقال السياسي التي اعقبت سقوط النظام وما ترتب عليها من تداعيات، لم يغب عن تقديرها ان المتضررين من عملية التغيير من الداخل والخارج، لن يسلمّوا بسهولة خسارة مواقعهم في السلطة والامتيازات التي مكنتهم من الامساك برقاب العباد ومقدرات البلاد. 

واذا كان العدو الصهيوني  اول المبادرين لاستغلال الوضع المستجد ،بإقدامه على تدمير القدرات العسكرية للدولة وتوسيع رقعة احتلاله من جبل الشيخ الى درعا واخيراً تدخله السافر في الشأن الداخلي عبر تقديم نفسه حامياً لطائفة كريمة من ابناء شعبنا وهي المشهود لها وطنيتها وتجذر انتمائها لعروبتها ،فإن   النظام الايراني الذي لم يستوعب بسهولة الضربة التي تلقاها وادت الى اخراجه من سوريا يستمر بالتحريض ضد عملية التغيير عاملاً على تحريك خلاياه النائمة وفلول النظام السابق عله يعود من بوابة الساحل بعد اخراجه من البر السوري .

ان قيادة قطر سوريا لحزب البعث العربي الاشتراكي، لا ترى فيما أقدم عليه العدو الصهيوني امراً غريباً عن طبيعته العدوانية والتوسعية، كما لا تستغرب سلوك النظام الايراني وابعاد تغوله في العمق القومي العربي لأن الطرفين يضمران عداءً وجودياً للعروبة وكله على حساب الامن القومي سياسياً ومجتمعياً. وإذا كان هذان العدوان اللدودين للامة تتكامل نتائج مشاريعهما حيث وصلت امداءات اعتداءاتهما على الساحة العربية وخاصة في الاقطار المتاخمة لفلسطين وسوريا بالدرجة الاولى، فإن الآلية التي اعتمدها الادارة الجديدة في ادارة الشأن العام ووضع الاسس لإعادة البناء الوطني، وفرت ثغرات للقوى المتضررة من اسقاط النظام وما ترتب عليه من نتائج لان تنفذ منها وتمارس التخريب بكل السبل المتاحة.  فالسلطة الجديدة التي تدير ما تسميه بالمرحلة الانتقالية، لم تبادر الى إطلاق عملية سياسية واسعة المشاركة من كل الطيف السياسي الوطني المعارض للنظام السابق من شأنه أن يوفر حزام امن سياسي ووطني، بل العكس هو الذي حصل إذ أن المؤتمر الوطني الذي عقد مؤخرا، افتقر الى شمولية التمثيل الوطني بعدما اقتصرت الدعوات من قبل اللجنة التحضيرية على حضور شخصيات لا حيثية سياسية لها كما حضور ممثلين لهيئات ذات تمثيل ديني وطائفي. وأكثر من ذلك فإن الادارة الجديدة لم تتدارك خطورة اقدامها على حل الجيش الوطني وهو الذي افضى الى إحداث فراغ أمنى لا تستطيع القوى الامنية غير النظامية والتشكيلات العسكرية الهجينة التكوين ان تملأه، وهذا ما سبق وحذر منه الحزب قومياً وقطرياً واعتبره محظوراً وطنياً وقعت فيه سلطة الادارة الجديدة في وقت كان يفترض فيه ان يقتصر الحل على الفروع الامنية وتنظيم عملية اعادة هيكلة لمؤسسة الجيش يطال التطهير فيها المتورطين في عمليات القمع والفساد دون المساس ببنية المؤسسة العسكرية.

ولهذا فإن القيادة القطرية للحزب ترى ان الذي جرى في منطقة الساحل ما كان ليحصل او ليأخذ هذا البعد الخطير من فعل ورد فعل طال العناصر الامنية والمدنيين الذي اخذوا بجريرة ممارسات النظام السابق وفلوله، لولا استغلال القوى التي تناصب عملية التغيير العداء الفراغ في معطى الامن الوطني واستبعاد القوى السياسية الوطنية الداعية لبناء الدولة المدنية الديموقراطية عن المشاركة والمساهمة في صياغة البناء السياسي للدولة.

وعليه فإن القيادة القطرية للحزب التي تدعو الى اعتبار تحدي الاحتلال الصهيوني السابق واللاحق تحدياً وطنياً وقومياً ومجتمعياً وتدعو الى مواجهته بكل بالسبل المتاحة ، تدين التدخل الايراني السافر في الشأن الداخلي لسوريا، كما تدين بشدة  عملية التعرض بالقتل لمن كان مولجاً حفظ الامن في البلاد ولمن ارتكب اعمال القتل والتصفيات التي طالت ابناء شعبنا في مدن الساحل واريافها سواء كانت مدفوعة  بعمليات ثأرية على ما قامت به فلول النظام أو ببواعث طائفية ومذهبية وقد ذهب ضحيتها ابرياء من المدنيين الآمنين في استحضار لأبشع الجرائم التي ارتكبت بحق جماهير شعبنا منذ انطلق الحراك الشعبي مطالباً بالحرية والتغيير الوطني الديموقراطي.

ان القيادة القطرية للحزب ، وهي تدعو لمحاسبة كل من يثبت ارتكابه اعمالاً جرمية بحق المدنيين واحالتهم الى العدالة لينالوا القصاص العادل ، ترى ان التصدي لهذه الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان وعدم تكرارها إنما يتطلب الاسراع بوضع الالية العملية لتطبيق احكام العدالة الانتقالية لتعزيز ثقة الافراد بمؤسسات الدولة وتعزيز سيادة القانون والاعتراف بحقوق الضحايا وتدعيم احترام حقوق الانسان وهذا ما يفسح المجال امام معالجة المظالم استناداً الى ضوابط القانون  والحد من الانقسامات بين ابناء الشعب الواحد والاسراع بعملية اعادة التأهيل المجتمعي.

كما أن القيادة القطرية للحزب وهي تنظر بإيجابية الى توجه السلطة الجديدة اجراء تحقيق شفاف ومحاسبة لمن  تلطخت يداه بدماء الابرياء ومن استهدف من كان يتولى مهمة حفظ الامن ،  ترى ان الاعلان الدستوري وإن انطوى على معطيات ايجابية وخاصة التأكيد على اسم الجمهورية العربية السورية كاسم رسمي للدولة تعرّف به كما مبدأ الفصل بين السلطات وعدم تغول بعضها على بعض  وحرية الرأي والتعبير والمحاسبة ، الا انها تسجل تحفظها على طول الفترة الانتقالية وعلى تحديد الانتماء الديني لرئيس الدولة والذي يتعارض مع مبدأ مدنية الدولة مع الاشارة الى أن الفقه الاسلامي كان يفترض ان يرد بصيغة مصدر اساسي من مصادر التشريع وليس المصدر الاساسي.

كما ان القيادة القطرية للحزب، وهي تنظر بإيجابية الى الاتفاق الموقع مع منظمة “قسد”، انما تدعوا الى تفعيله والالتزام بأحكامه لما ينطوي عليه من تأكيد والتزام بوحدة الارض السورية وبسط لسيادتها على كامل التراب الوطني، وتشدد في الوقت نفسه على الاسراع في انجاز الخطوات الاجرائية ببعديها السياسي والامني من اجل احتواء الوضع في جبل العرب واعادة انتظام كل ابناء شعبنا تحت مظلة الدولة العادلة والتي تحكمها قواعد العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات.

اننا ونحن نترحم على ارواح الشهداء الذين سقطوا في مواجهة نظام الاستبداد والقمع وضحايا التفلت الامني   والاعمال الثأرية، تعيد التأكيد على توسيع دائرة المشاركة الوطنية في انتاج نظام جديد تحكمه ديموقراطية الحياة السياسية وتحصين الجبهة الداخلية من الاختراقات المعادية وكل اشكال التخريب الوطني والمجتمعي، وهذا من شأنه ان يضع سوريا على سكة المسار الصحيح في مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجهها واولها مواجهة تحدي الاحتلال الصهيوني وكل اشكال الوصايات الدولية والاقليمية والبناء الوطني للدولة.

قيادة قطر سوريا لحزب البعث العربي الاشتراكي.

 14 / 3 / 2025

صرخة ضمير عربي ثائر .

صرخة ضمير عربي ثائر .

 

نعم أنا عربي ثائر، وفخر الانتماء إلى العروبة والأمة ألعربية ليس غروراً أو تعالي وإنما إيمان عميق وثابت بالقومية التي أعزها الله في كتابه الكريم ،التي مُلئت كياني قناعة وتسامي ضمير كأشعة الشمس في وضَح النهار لا يحجبها غربال ، وهو شرف لا يدانيه شرف ، ونصرتها واجب كفاحي ونضالي لرفعة مبادئها ألإنسانية ،التي لا ينهض بها إلا الأبطال الشجعان لشرف وسمو مبادئها، وضرورة وجودها في الحياة كحقيقة ثابتة ، والإصرار في مسيرتها الجهادية المناضلة وتحمل المسؤولية الكفاحية من أجلها بهمة عالية لا تهزها ريح صفراء ،أو لغة تهديد وكلام ليس له معنى .
نعم أنا عروبي ثائر لا يُناور في ساحات سياسية مشبوهه وإنما في ساحات القتال والمنازلة ضد الأعداء بالعقل الراجح والقلم الثائر والبندقية والإصبع على الزناد ، ثابت كالجبال الراسيات والقلاع الحصينة ،سائر بكبرياء المبادئ الكفاحية من أجل رفعة الأمة العربية دون عجز أو تهاون أو إستسلام لأي عدو ومن أي جهة أو قوة كانت ، ولن أقف على التل أنظر للأسفل ، أو أجلس على طاولة الأعداء للإستسلام بلا مقاومة فاليد التي تُسقط سلاحها لا يكتب لها النصر بل يكتبه أعدائها كشهادة إستسلام وعقد إذعان .
هكذا تعلمنا من أجدادنا وتاريخنا وثقافتنا ، فأمتنا أمة المجد والعلا . تحية لكل من ينتمي إليها ويناضل من أجلها .

  حَوانِيت الأسَد تَتَحَدّث

 

حَوانِيت الأسَد تَتَحَدّث

    جَسّام أمِين – سوريا

 

خرج علينا ما تبقى من دكاكين نظام الأسد وصدر عنهم بيان جماعي يتباكى على اطلال دمشق التي تركها بشار الأسد مذعوراً هارباً يجر الخيبة  .

البيان يتحدث عن الاحداث الأخيرة في سوريا وفي الساحل ويطالب القوى الكبرى بالتدخل لإنقاذ السوريين ..

ويتحدث عن مؤامرة تستهدف المقاومة ضد إسرائيل ويتحدث عن فلسطين  .

البيان طويل وصدر من بيروت ونشرته صحف تابعة لحزب الله والاغرب ان البيان يتهم الإدارة الجديدة في دمشق وتخاذلها بمواجهة التوسع الإسرائيلي في الأراضي السورية .

والاغرب ان هؤلاء يتحدثون باسم البعث ولا نعرف اين هم من البعث ولانعلم قربهم او بعدهم عن البعث. ونسوا انهم بحال صدقت علاقتهم بهذا الحزب فان حزب حافظ الاسد التابعين له كفروع لمخابراته قد ألغى نفسه وصمت وحل نفسه في بيان اعلن للناس  في اليوم الأول لهروب بشار الأسد  وسقوط نظامه .

وللعلم لهؤلاء وللسوريين الأبطال وللعرب جميعاً أن حزب البعث العربي الاشتراكي- القيادة القومية هو الوحيد الذي يمثل الحزب في سوريا وغيرها، وقد اصدر بياناً علنا وواضحاً بارك فيه سقوط نظام القتلة الاسدي وبارك للشعب السوري النظام الجديد متمنيا ان يسود سوريا الأمان والتقدم والبناء وتأسيس  مرحلة يتساوى فيها الجميع بإقامة نظام ديمقراطي تعددي سليم وإعادة اللحمة الوطنية السورية المباركة إلى مكانتها الطبيعية الطيبة  .

 وللعلم أيضا إن حزب البعث العربي الاشتراكي – القيادة القومية كان يعمل طيلة السنوات من حكم آل – الأسد كحزب معارض وبأعلى درجات السرية وكان نظام الأسد الأكثر بطشاً وتنكيلاً وملاحقة ضد أعضاء الحزب ومناضليه الابطال وقد استشهد منهم المئات في عمليات القتل والغدر والمطاردة وتحت سياط الجلادين في سجون حافظ الاسد التي استمرت مع ابنه  بشار   .

 ان بيان هؤلاء أصحاب الحوانيت السياسية والذين يتباكون على سوريا باسم البعث لهو بيان عناصر كانت مخابرات نظام القتلة الاسدي توظفهم كيفما أرادت لخدمة حزب السلطة والدولة الأمنية  .

 أننا نقول لهؤلاء أصحاب التبعية لنظام انتهى تماماً من الحياة السياسية ولن يعود .

ونقول لغيرهم وايضا للسلطة الانتقالية الجديدة في دمشق …

ونقول لكل أبناء شعبنا السوري العظيم أننا نرفض المساس بالشعب السوري الذي عانى ما عاني من نظام القتلة الاسدي وان اي اعتداء على اي شريحة واي طائفة واي عرق واي دين واي مذهب هو خط أحمر بالنسبة للبعثيين الامناء على شعبهم ووطنهم وامتهم وتاريخهم  .

 واذا كان نظام الأسد يذبح بالسوريين ويستخدم ضد الشعب السوري كل الجرائم والقتل فإننا لن نقبل من غيره ايضاً ان يمارس مثل هذه الموبقات، وان فلول نظام الأسد في الساحل وفي اي مكان اخر من سوريا لن تستطيع إرجاع عقارب الساعة، وان سوريا اصبحت بحدقات العيون، والشعب السوري وأمتنا العربية بخير وأمان وعزة وتقدم والى امام ….!!

 

 

صدور العدد 89 من النشرة الإعلامية القومية لشهر آذار 2025

أصدر مكتب الثقافة والإعلام القومي-حزب البعث العربي الاشتراكي العدد 89 من النشرة الإعلامية القومية لشهر آذار مارس 2025.

للاطلاع وتحميل العدد:

https://drive.google.com/file/d/1a5qFgRiNkEb6Gt78vIJQgTCrRU-sUxB4/view?usp=sharing

https://anyflip.com/lapqo/iidl/

http://online.anyflip.com/lapqo/iidl/

المُصْطَلَح المَلْغوم مَرَّة أخْرَى

المُصْطَلَح المَلْغوم مَرَّة أخْرَى
د. نضال عبدالمجيد

يعود العبث في المصطلحات اللغوية مرة اخرى وبأكثر حدة، فبعد محاولة الغرب ترسيخ مصطلح “الشرق الاوسط ” منذ بداية استعماله قبل اكثر من ١٢٠ عاما، في محاولة لتمييع الهوية القومية العربية، وانشاء هوية هجينة عائمة لاتعرف حدوداً، فالمصطلح هنا يبدو للوهلة الاولى جغرافياً، لكنه في حقيقته المرّة يحاول ان يدمج الكيان الصهيوني، في الوطن العربي. ولهذا بدأوا في اطلاق تسمية ازمة الشرق الاوسط، على النزاع العربي الصهيوني في محاولة للتمويه عن اغتصاب فلسطين، وتغيير مؤشر الصراع في كونها القضية المركزية للامة العربية، ومحاولة اعطاء المشروعية للكيان الصهيوني. واستمروا في ذلك وصولاً لمشروع شيمون بيريز المسمى “الشرق الاوسط الجديد” . والذي خلاصته دمج المال العربي مع العقل اليهودي، من خلال التطبيع بين الانظمة العربية والكيان الصهيوني .

واليوم يروَّج لمصطلح جديد يحاول الغرب والقوى الاستعمارية، وبكل ما تفتق من خبثها ودهائها، وذلك بأستخدامها لمصطلح “المكونات” في اللغة السياسية والاعلامية، بديلا عن الشرائح الاجتماعية التي تلون النسيج الاجتماعي والتي غالباً ما توجد بشكل طبيعي في اغلب بلدان العالم. فبعد أن استطاعوا ان يضعوا هذا المصطلح في ديباجة دستور العراق الذي كتبه المحتل الامريكي وصدق عليه المحتل الايراني من خلال ادواته في السلطة السياسية العميلة، ليكون هذا الدستور مشروع اولي للتقسيم لأنه لا يؤمن بدولة المواطنة الموحِّدة بل بدولة المكونات .

يعود اليوم المصطلح ليصف الشرائح الاجتماعية المتأخية في اقطار الوطن العربي بالمكونات، وكأنها حالة فريدة يختص بها الوطن العربي ، في تزوير فاضح للجغرافية البشرية في العالم اجمع حيث تكاد توجد شرائح متآخية تشكل النسيج المجتمعي والوحدة الوطنية لأغلب شعوب العالم. اما في وطننا العربي فان استهداف الوحدة الوطنية يتم بوصفها تارة مكونات اثنية وتارة مكونات دينية، واخرى طائفية، في محاولة لتكريس واقع جديد يهدف الى تمزيق اقطار الوطن العربي مرة اخرى. فالعبث بالنسيج الاجتماعي ليس جديداً على اقطار الوطن العربي، فقد سبق للمحتل الفرنسي انا اقام في القطر السوري مثلاً اربع دويلات في عشرينيات القرن العشرين، لكن الارادة الوطنية افشلت مشروعه التفتيتي هذا.

وقد تكثف هذا الاستهداف للوحدة المجتمعية لأقطار الوطن العربي بعد احتلال العراق ثم جرت محاولة استخدامه لتمزيق الوحدة الوطنية في مصر وليبيا والسودان واليمن ولبنان . واليوم تعود نغمة المكونات بعد ان سقط النظام السوري الذي امعن في تفتيت المجتمع في القطر السوري ولعب على حبال النسيج الاجتماعي، حيث توهم انه بهذا العبث سيبقى متسلطاً على رقاب الشعب السوري، لكنه فشل ومضى الى مزبلة التاريخ .

إن قيام دولة المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات بلا اقصاء او ابعاد، وليست دولة المكونات هي السبيل الوحيد لترصين الوحدة الوطنية في أقطار الوطن العربي ، حيث تستعر الاطماع الصهيونية والاقليمية في جعل الاحتراب الداخلي بين شرائح المجتمع متخذة من الشعار الاستعماري القديم ( فرق تسد) وسيلة لذلك .

لقد تنبه حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي ومنذ وقت مبكر لموضوع الاقليات في الوطن العربي، فقد اقر المؤتمر القومي الحادي عشر – تشرين اول ١٩٧٧- الحقوق القومية والثقافية لكافة الأقليات في الوطن العربي. وحث النظام السياسي العربي على اقرار هذه الحقوق لسحب البساط من القوى المعادية لوحدة الامة من اللعب على هذا الوتر الحساس، الذي يؤدي الى تشظي اقطار الوطن العربي الى دويلات متنازعة، يسودها الاحتراب الداخلي فيكون للكيان الصهيوني السطوة عليها جميعا .

إن بناء مؤسسات الدولة وفقاً لقيم المواطنة المتساوية، والتي تكفل العيش الكريم والأمن الاجتماعي، هي السبيل الوحيد، لإسقاط الحجج الجوفاء، والتي طالما تشدقت بها قوى الاستعمار القديم والجديد، تحت ستار حماية الاقليات. فلا اكثرية او اقلية في دولة القانون. بل مواطنون متساوون تحت مظلة الدستور الذي هو العقد الاجتماعي بين جميع المواطنين .

إن ترسيخ مصطلح “المكونات” الذي يتماشى مع الأهداف المخططة والمبيتة للقوى المعادية للأمة العربية، يشكل خطورة جسيمة تكمن في تصنيف مواطني القطر الى اصناف قومية ودينية ومذهبية، باعتبارهم مجرد “مكونات”، وليس باعتبارهم مواطنين اصليين في المجتمع عليهم ذات الواجبات، ولهم ذات الحقوق. وبهذا يتحقق للمتصيدين في الماء العكر اهدافهم الشريرة في تفتيت المجزأ من اقطار الامة المبتلاة بمشاريع الهيمنة والاستحواذ .

ونحن على ثقة بان يقظة الضمير الجمعي والارادة الوطنية الحرة في اقطار الوطن العربي ستحبط هذه النوايا الشريرة. وستبنى دولة المواطنة التي يسودها العدل والأنصاف .

عرض كتاب ” الفكر العسكري الاستراتيجي بين المنظور العربي الإسلامي والرؤية المعاصرة” المؤلف: الدكتور حازم الشيخ الراوي الجزء (2)

برنامج
كتاب الشهر

للكتاب والقراءة أهمية عظمى في حياة الأمم والشعوب، وفي عالمنا المعاصر حيث تحتدم التحديات والمتغيرات في مختلف الاصعدة والمجالات ، اصبحت المعرفة احد اهم الاسلحة التي تتسلح بها الشعوب في كفاحها حتى أضحت حاجة جوهرية لا غنى عنها من اجل البقاء وتحقيق التطور والازدهار. وفي ظل عمليات التجهيل المنَظَم والمتَعَمَّد للاجيال الصاعدة من الشباب في وطننا العربي يحتل هذا الامر اهمية استثنائية. وتساهم العديد من الاصدارات العربية الحديثة في القاء الضوء على القضايا الملحة في وطننا العربي، وتنوير الرأي العام ونخبه الفكرية والثقافية، وتعميق الوعي لديها، فتشكل منارات هادية تضئ الطريق امام ابناء الامة ولا سيما اجيالها الصاعدة ، لتتزود منها بالمعرفة اللازمة لمواصلة الطريق في دفاعها عن خيارات الامة وحقها في الحياة ومواصلة رسالتها الخالدة بين الامم.
يسلط برنامج ” كتاب الشهر ” الضوء على هذه الكتب ويتناول بعدها القومي وتأثيراتها ودورها في تعميق الوعي فيقدم خلاصات للنصوص الجديدة في مجالات الثقافة القومية والفكر العربي المعاصر والتحديات الراهنة في مختلف المجالات ، تشترط الرصانة الموضوعية ،وتضمن الفائدة العامة لجميع القراء والمتصفحين . ولإثراء النص وتعميق مضامينه ، يشرع كتاب الشهر نوافذ للحوار العلمي ، وتبادل وجهات النظر . كتاب هذا الشهر يحمل عنوان : ” الفكر العسكري الاستراتيجي بين المنظور العربي الإسلامي والرؤية المعاصرة” المؤلف: الدكتور حازم الشيخ الراوي

عرض كتاب
” الفكر العسكري الاستراتيجي
بين المنظور العربي الإسلامي والرؤية المعاصرة”
المؤلف: الدكتور حازم الشيخ الراوي
الجزء (2)

الفصل الثالث: مفهوم القوة في الإسلام
القوة لغة هي ضد الضعف والهوان، أما اصطلاحاً فهي الامكانية أو الطاقة المتاحة التي يمتلكها البعض افراداً او شخوص معنوية، وقد تكون مادية أو معنوية. والقوة بمفهومها الشامل تتفرع الى قوى سياسية واقتصادية واجتماعية وامنية وعسكرية. فالقوة السياسية هي التي تمتلكها الدولة من خلال قدراتها الدبلوماسية والإعلامية وفن التفاوض لفرض ارادتها على الطرف الآخر او لتحقيق مصالحها في ظرف معين. وفي الآونة الأخيرة وبعد احتلال العراق من قبل أمريكا وما تكبدته من خسائر بشرية ومالية وتسليحية ونفسية ومعنوية من قبل المقاومة العراقية، فقد برز مفهوم جديد للقوة السياسية والإعلامية سمي بالقوة الناعمة، والتي انتقد صاحب نظريتها الفيلسوف الأمريكي جوزيف ناي قيام الولايات المتحدة الامريكية باستخدام القوة العسكرية لاحتلال العراق بدلا من استخدام القوة الناعمة التي تمتلكها. وقد اعتمد العرب على كلا النمطين من القوة المعنوية والمادية، فنجد أن الله تعالى يحث المسلمين على اتخاذ التدابير المادية لتعزيز القدرة على تحقيق الردع ومنع الخصم من تنفيذ نواياه كما جاء في الآية الكريمة (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة)، والآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً). بينما نجد تعزيز القوة المعنوية في الآية (وما النصر إلا من عند الله)، وفي كافة المعارك التي خاضها العرب المسلمون كان النصر حليفهم عندما كانوا يتمسكون بكلا النمطين من القوة المعنوية والمادية.
الفصل الرابع: الفكر العسكري الاستراتيجي للقادة الأعلام في الميدان
في هذا الفصل تم التطرق الى العديد من أعلام العرب، القادة العظام، الذين غيروا مجرى التأريخ بفكرهم الاستراتيجي المرن، وبفعلهم الانعكاسي التأثيري العسكري الميداني في سوح الوغى.
وتم التطرق للقادة الأعلام بتسلسل مبني على وفق عاملي الجغرافية والتأريخ، أي وفقاً لساحات القتال التي خاضوا فيها فعلهم الميداني، ووفقا لتأريخ هذا الفعل، علما ان بعضهم شارك في عدد من ساحات القتال، وكانت ساحة العراق بعد معركة مؤته أول ساحات القتال ضد الفرس، ثم تلتها ساحة الشام لتبدأ أول معركة فاصلة في تأريخ فتوحات الدولة العربية، معركة اليرموك والتي حطمت بها امبراطورية الروم، وبعدها جاءت ساحة العراق مجددا لتبدأ المعركة الفاصلة الكبرى للعرب، القادسية، التي هدمت فيها امبراطورية الفرس. ثم نهاوند وغيرها من الفتوحات. ثم توالت الفتوحات في العصر الاموي في ساحات افريقيا وأوروبا، والعصر العباسي في آسيا، ثم العصور الأخرى حتى فتح القسطنطينية..

هم القادة العرب الذين تمتعوا بالعقلية العسكرية الاستراتيجية وفنون القتال وتمسكوا بمبادئ وآداب الحرب فرفعوا راية الدولة العربية في ربوع المعمورة. كالمثنى بن حارثة وابا عبيد الثقفي في مقاتلة الفرس بالعراق قبل دخول خالد بن الوليد في مناورته الكبرى وسلسلة المعارك الناجحة التي خاضها في العراق من الجنوب حتى الحيرة ضد الفرس ليلتقي في الحيرة بالرتل الذي قاده عياض بن غنم الذي دخل العراق من الشمال الغربي وحتى عبور خالد الصحراء ليقود معركة اليرموك في الشام.

وتم القاء الضوء على فنون القتال في معركة اليرموك للقادة الذين شاركوا فيها تحت امرة خالد بن الوليد وهم (أبو عبيدة الجراح، عمرو بن العاص، شرحبيل بن حسنة، عكرمة بن أبي جهل، يزيد بن أبي سفيان، القعقاع) رضي الله عنهم وتحرير بلدان الشام والأردن وفلسطين.

أما معركة القادسية التي قادها سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه ضد الفرس فقد شهدت تخطيط متقن وعمليات قتالية ناجحة، وبرز فيها عاصم بن عمرو والقعقاع بمقاتلة الفيلة التي لم يكن يألفها العرب، وبعدها نهاوند التي قادها النعمان بن مقرن، وبأمرته حذيفة بن اليمان والمغيرة بن شعبة رضي الله عنهم. وفي تلك المعركة تقدم النعمان بجيشه الى منظقة ماذران وتحشد فيها، وأرسل عنصرين لاستطلاع العدو في نهاوند، هما بكير بن شداخ الليثي وطليحة بن خويلد الأسدي، فمضيا كلاً باتجاه محدد، فأما بكير فإنه عاد مبكرا، وأما طليحة فقد تأخر حيث جمع معلومات دقيقة عن العدو الفارسي، حتى ان المسلمين ساورهم الشك، وتصوروا ان طليحة قد التحق بجيش الفرس، فلما عاد بدأوا يكبرون الله، فاستغرب، فأشاروا له بأنهم ظنوا به سوءا، فغضب طليحة وقال: سبحان الله العظيم، والله، لو لم يكن لي دين أعتمد عليه إلا أني عربي فقط لما كنت بالذي اختار هؤلاء الأعاجم على العرب، فكيف وقد هداني الله عز وجل إلى دين الإسلام وعرفني فضله!

وينتقل بنا المؤلف الى جبهة آسيا الوسطى ليتحدث عن اهم القادة الذين فتحوا البلدان بمعارك وفنون قتال قل نظيرها، كالمهلب بن أبي صفرة في خراسان وطبرستان، وقتيبة بن مسلم في دخوله الى الصين، ومحمد بن القاسم في تحرير الباكستان. أما في جبهة افريقيا والاندلس فيلقى الضوء على مبادى الحرب وفنون القتال التي قادها عمرو بن العاص في تحرير مصر وعبد الله بن ابي سرح في معركة ذات الصواري، وعقبة بن نافع وموسى بن نصير وطارق بن زياد وعبوره الى الاندلس، والسمح بن مالك وعبد الرحمن الغافقي في معركة بلاط الشهداء، وأسد بن فرات بتحرير جزيرة صقلية. وينتقل الكاتب الى الفكر العسكري الاستراتيجي للمعتصم ومعركة عمورية وصلاح الدين الايوبي وتحرير القدس وسيف الدين قطز في عين جالوت ضد التتار، لينتهي في تحرير القسطنطينية على يد محمد الفاتح.

الفصل الخامس: مقارنة العبقرية العسكرية الاستراتيجية العربية والفكر العسكري المعاصر
في مقارنة موجزة بموضوع الاستراتيجية والعمليات والتكتيك (التعبئة) فان المنطق العلمي والحدث التاريخي يؤكدان أن أفكار القادة المعاصرين كانت معتمدة قبل مئات السنين من قبل قادة العرب، ومثلنا في ذلك القائد العسكري التاريخي العربي خالد بن الوليد رضي الله عنه الذي لم تعرف معاركه معنى للفشل طيلة خدمته العسكرية في الجزيرة العربية والعراق والشام. فالجنرال الفرنسي أندريه بوفر مثلا يصف إستراتيجية المعركة في كتابه (مدخل إلى الإستراتيجية العسكرية) بالقول: (إن التطويق والخرق لا يتمان إلا بعد سلسلة من عمليات الخداع والإنهاك المتبادلة، وغاية هذه العمليات تثبيت قوات العدو وهز روحها المعنوية بالخوف والتعب وتتابع الخسائر، وتركيز الجهد بعد ذلك على نقطة حساسة قابلة للتأثر في الجناح أو القلب).

وبنظرة سريعة إلى الفكر العسكري الثاقب لخالد بن الوليد، نرى أن إستراتيجية المعركة التي اعتمدها أندريه بوفر، كان قد طبقها ابن الوليد رضي الله عنه في معركة اليرموك، فقد كان تصميمه للمعركة يستند على ما يأتي:
• تثبيت العدو أولا وتطويقه بقوات عمرو بن العاص (الرتل الأيمن) وحصره في سهل الواقوصة بعد غلق منفذه الوحيد.
• لم يتم تنفيذ عمليات الخرق إلا بعد تطويق قطعات خيالة العدو وعزلها عن المشاة وإنهاكها وتكبدها خسائر كبيرة.
• إن عملية الخداع قد تمت بكفاءة بارعة عندما اندفع جناحا قوة الضربة الرئيسة بقيادة كل من القعقاع وعكرمة للهجوم على العدو ثم خداعه في التظاهر بالانسحاب والتقهقر لدفعه إلى اتجاهات غير مجدية بغية مقاتلته فيها.

ويؤكد المؤرخ والمنظر الانجليزي (ليدل هارت) على أهمية المخادعة لدى القائد عندما يخاطبه بالقول (عليك أن تعلم إن جميع أنواع الحروب تستند إلى الخدعة). ولم تكن اليرموك المعركة الأولى التي شهدت عبقرية خالد بن الوليد في تنفيذ خطط الخداع، فقد شهدت ذات السلاسل صورة أخرى لها عندما اعتمد الاستراتيجية التالية:
• استدراج القوات الفارسية بالإيحاء لها بانسحاب القوات العربية، بعد أن قسم قواته إلى ثلاثة فرق وحدد ثلاثة اتجاهات مختلفة لانسحابها إلى أرض قتال محددة في ربوع الصحراء تجتمع فيها الفرق الثلاث في وقت واحد.
وما أن عقبت القوات الفارسية الفرق العربية لمسافات شاسعة في رمال الصحراء حتى أصيبت بالإنهاك والتعب، فأصدر أوامره بالهجوم على القوات المعادية فتحقق له النصر الحاسم بعد أن قتل قائدهم وتبددت قواتهم.

استدراج قوات العدو المدافعة
يؤكد الجنرال الانكليزي ج.ف. فولر في فكره العسكري بأن (الهجوم على الجبهات لا يعطي النتيجة الأخيرة للحروب والأفضل إجبار العدو على تغيير موقعه وفصله بعد ذلك عن خطوط تموينه ومحاولة استدراجه إلى منطقة لا يتمكن الخروج منها). وبنظرة فاحصة إلى خطة ابن الوليد في معركة اليرموك يتجلى لنا هذا الفكر بشكل منسجم تفصيلياً، حيث أن خالداً لم يهاجم على الجبهات بل استدرج قوات العدو المدافعة أولاً إلى تغيير مواقعها واستدراجها إلى منطقة قتل ملائمة، ثم فصل قطعات الخيالة عن المشاة وخطوط تموينها بعد أن دفع عكرمة بن أبي جهل لإسناد قوات عمرو بن العاص وإحكام تطويق الخيالة وعزلها عن المشاة. كما أن دفعه لقوات عمرو بن العاص حال نشوب القتال للمناورة من الجناح الأيمن وغلق منفذ الواقوصة يؤكد لنا ابتعاد خالد بن الوليد عن انتهاج سبيل الهجوم على الجبهات.

عمليات الخداع واستدراج العدو في نهاوند

وكان النعمان بن مقرن قد طبق عمليات الخداع واستدراج العدو الى ارض منتخبة في معركة نهاوند، فقد كانت القوات الفارسية تتخندق في مواضعها الدفاعية الحصينة، فأراد النعمان إخراج تلك القوات من مواضعها بغية مقاتلتها في العراء وتدميرها فأوعز إلى القعقاع بن عمرو شن هجوم بلوائه على القوات الفارسية، ثم يتظاهر بالتقهقر والانسحاب، وما أن نفذت خطة المخادعة هذه حتى خرج الفرس من خنادقهم ليطاردوا قوات القعقاع، فأصدر النعمان رضي الله عنه أوامره بشن هجوماً عزوماً في أرض القتل المنتخبة التي ساق القعقاع القوات الفارسية لها فهزمت بعد تكبدها خسائر جسيمة.

استدراج العدو في معركة فحل
وكذلك فقد نفذ هذا النمط من التكتيك شرحبيل بن حسنة في معركة فحل عندما استدرج العدو للخروج من مواقعه الدفاعية، ثم شن الهجوم عليه ليوقعه في المستنقعات فكان من السهل تدميره.

الحصار والتطويق في معركة حطين
أما البطل صلاح الدين الايوبي ضمن عمليات الحصار والتطويق في معركة حطين فقد ارتكزت خطته على استدراج الاعداء بعيداً عن حصونهم، فقامَ بحرقِ طبرية، وتنفيذِ خطته حتى جاءوه الاعداء مجتمعينَ وعلى رأسهم ملكُ بيتِ المقدس، وكانوا خمسين ألف مقاتل، فساروا إليه في أرضٍ جرداء وعرة، فعانوا من التعب، والحرِ، والعطش، كما وكان قد خصص فصائل من المقاتلين تقوم بعمليات الاغارة على جيوش العدو لإعاقة تقدمهم وانهاكهم قبل التحامهم بالجيش العربي. وكان معسكرُ العرب على هضاب حطِّين في انتظار وصول جيش العدو، ولما وصلوا الهضبة، طوَّقهم صلاح الدِّين بجيشه، ومنع عنهم الماء، وأحرقَ المقاتلون الأراضي المكسوة بالأشواكِ، وكانت الريح باتجاه العدو، فحملت إليهم النار والدخان.

القيادة والسيطرة رغم ضعف الاتصالات
ولا يتسع المجال للإشارة الى ما نفذه القادة العرب في مجال القيادة والسيطرة ودراسة الأرض والحصول على المعلومات ورد الفعل السريع والمعنويات التي تفوقت على مثيلاتها في الحروب المعاصرة بالرغم من عدم توفر الحد الأدنى من الاتصالات والمواصلات والتسليح والتسهيلات التي تتمتع بها الجيوش المعاصرة وقادتها.

آداب الحرب والقيم الانسانية
أما في مجال المقارنة في آداب الحرب فإن رسالة العرب وقيمهم أقرت آداب وأخلاقيات محددة في ميادين القتال، فاعتبرت القواعد والاسس التي
اعتمدها كافة القادة العرب في الفتوحات. ولعل أهمها تمثل في الحفاظ على البشر الذين لا علاقة لهم بالحرب، بل ذهب أكثر من ذلك في ضمان الحفاظ على الحيوان والشجر، فالرسالة التي يحملها العرب هي رسالة الرحمة والإنسانية، التي تحرم قتل النساء والأطفال والشيوخ الذين لا يقاتلون في الحرب.

أما في القانون الدولي، فآداب الحرب تعني مجموعة القواعد الإنسانية التي تستهدف حماية الأشخاص المدنيين والمصابين، ويتمثل ذلك في مجموعتين معروفتين من الاتفاقيات الدولية المنظمة للحرب، المجموعة الأولى تبنتها مؤتمرات لاهاي للسلام التي عقدت في عام 1899م، وعام 1907م، وأما الثانية فتتضمن 4 اتفاقيات أبرمت في جنيف سنة 1949م لحماية ضحايا الحرب وهي مستمدة من تعاليم وقوانين الفتوحات العربية الإسلامية.

وأن الفارق الواضح عن القواعد العربية تلك إن هذه القواعد القانونية الوضعية الآن غير ملزمة للدول، ولذلك تفتح الباب على مصراعيه كي يعتدي القوي على الضعيف، حيث تتضمن القوانين الوضعية العديد من الثغرات التي كثيراً ما تستغلها الدول القوية الان.

في حين ان القيم العربية تنشد العدل والخير والسلام وتساعد على ذلك من خلال تعاليم رسالتها السامية. فحتى القتال كان وفق منظومة متكاملة من الأخلاق والآداب دون استكبار ولا ظلم ولا عدوان، فحدد العرب سبل معاملة الفئات غير المقاتلة أو غير المشتركة في الحرب، والذين أطلق عليهم وصف “أهل الممانعة والمقاتلة” كالنساء والصبيان والشيوخ والمسنين والرهبان والفلاحين والتجَّار والصنَّاع وأصحاب العاهات والمرضى ونحوهم، كما حرموا الاعتداء على الأشجار والحيوانات وعدم تخريب البنى التحتية.

عرض كتاب ” الفكر العسكري الاستراتيجي بين المنظور العربي الإسلامي والرؤية المعاصرة”  المؤلف: الدكتور حازم الشيخ الراوي الجزء (1)

 

  برنامج

  كتاب الشهر

 

للكتاب والقراءة أهمية عظمى في حياة الأمم والشعوب، وفي عالمنا المعاصر حيث تحتدم التحديات والمتغيرات في مختلف الاصعدة والمجالات ، اصبحت المعرفة احد اهم الاسلحة التي تتسلح بها الشعوب في كفاحها حتى اضحت حاجة جوهرية لا غنى عنها من اجل البقاء وتحقيق التطور والازدهار. وفي ظل عمليات التجهيل المنَظَم والمتَعَمَّد للاجيال الصاعدة من الشباب في وطننا العربي يحتل هذا الامر اهمية استثنائية. وتساهم العديد من الاصدارات العربية الحديثة في القاء الضوء على القضايا الملحة في وطننا العربي، وتنوير الرأي العام ونخبه الفكرية والثقافية، وتعميق الوعي لديها، فتشكل منارات هادية تضئ الطريق امام ابناء الامة ولا سيما اجيالها الصاعدة ، لتتزود منها بالمعرفة اللازمة لمواصلة الطريق في دفاعها عن خيارات الامة وحقها في الحياة  ومواصلة رسالتها الخالدة بين الامم. يسلط برنامج  ” كتاب الشهر ” الضوء على هذه الكتب ويتناول بعدها القومي وتأثيراتها ودورها في تعميق الوعي فيقدم خلاصات للنصوص الجديدة  في مجالات الثقافة القومية والفكر العربي المعاصر والتحديات الراهنة في مختلف المجالات ، تشترط الرصانة الموضوعية ،وتضمن  الفائدة العامة  لجميع القراء والمتصفحين . ولإثراء  النص وتعميق مضامينه ، يشرع  كتاب الشهر نوافذ للحوار العلمي ، وتبادل وجهات النظر . كتاب هذا الشهر يحمل عنوان : ” الفكر العسكري الاستراتيجي بين المنظور العربي الإسلامي والرؤية المعاصرة” للمؤلف الدكتور حازم الشيخ الراوي.

 

عرض كتاب

الفكر العسكري الاستراتيجي

بين المنظور العربي الإسلامي والرؤية المعاصرة”

 المؤلف: الدكتور حازم الشيخ الراوي

الجزء (1)

 

المقدمة

صدر الكتاب عن دار المتحدة للنشر والتوزيع في العام 2023م بعدد صفحات 215 صفحة. ويتصدى لاهم الاتهامات التي توجه للعرب من قبل الغرب اليوم زيفا وعمدا وفي مقدمتها أنهم نشروا حضارتهم العربية الاسلامية  بحد السيف. بينما يتعمدون هم بنشر الباطل واستباحة الحمى بقاذفات الطائرات، وأطنان القنابل المدمرة، وبالمدرعات والبارجات..وها

 

 

هو العراق الجريح وفلسطين السليبة ولبنان الحبيبة وسودان الشهامة وليبيا الممزقة وسوريا العروبة تستباح حرماتها وتسفك دماء أبنائها بلغة القوة التي ما أن حصل عليها أعداء الأمة ممن لا أخلاق لهم، ولا عهود عندهم، حتى صبوا جم حقدهم على الأمة العربية المسالمة ويتشدقون بإعلامهم الدكتاتوري الجوهر المتلفع باغطية الديمقراطية الزائفة، بما يسمى بالحضارة المادية المشوهة والزائلة والخائبة. وهكذا أثبتت التجارب مع هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم دعاة العصر المتحضر فيتشدقون بالحديث عن السلام و الوئام، وبناء المحبّة وإرساء المؤاخاة وحقوق الإنسان، بينما يقدمون على تهجير الملايين وهدم البنى التحتية، وتدمير منافع الناس، ورسم الوحشة بدل الابتسامة في وجوه الأطفال، و نشر الرعب بدل الأمان، وزرع الكراهية وغرس الحقد و تعميق الهوة وزيادة البغضاء بين الشعوب وبين افراد الشعب الواحد.

 

وفي الوقت الذي لا يترك فيه الاعلام الغربي فرصة الّا وعمد الى تشويه صورة العرب والحضارة العربية الاسلامية ونقطة انطلاقها الانسانية متعمداً اخفاء حقيقة ان نشر رسالة العرب التي قادها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في حياته، والفتوحات العربية الإسلامية التي خاضها أجدادنا العظام التي استمرت لأكثر من ثمانين عاماً متواصلة، كانت قد أفصحت عن فكر انساني وحضاري متجذر اضافة الى فكرعسكري خلاق، وأنتجت انجازات علمية وتقنية وتشريعية وفكرية اغنت الحضارة الانسانية جميعاً، كما اسست مدرسة عسكرية استراتيجية وعملياتية وتكتيكية مثيرة، كانت إشعاعاتها، ومازالت، وستستمر مضيئة الدرب لمن يمتهن الحياة العسكرية.

 

الفصل الأول: المفهوم المعاصر للفكر الاستراتيجي العسكري

 

المفهوم العام للاستراتيجية العسكرية:

تبنى المؤلف تعريف الاستراتيجية العسكرية بأنها: (علم وفن إدارة واستخدام الموارد والقوى المتاحة لتحقيق أهداف السياسة). والموارد والقوى هنا تأتي بمعانيها الشاملة، فقد تكون عسكرية (جوية، برية،

 

بحرية، وغيرها)، أو اقتصادية (صناعية، زراعية، تجارية، وغيرها)، أو اجتماعية (إعلامية، معنوية، بشرية، وغيرها)، أو سياسية (دبلوماسية، تحالفات، تفاوض، وغيرها). وجميعها تشكل الإطار العام للاستراتيجية الوطنية، وتتفرع منها الاستراتيجيات المختلفة. وتتصف الاستراتيجية بالمرونة، كما أنها تتكيف باستمرار وفقا للمتغيرات والمستجدات المحلية والإقليمية والدولية، سواء كانت تلك المتغيرات جغرافية أو سياسية او عسكرية أو حتى اقتصادية، ووفقا للظروف المتعاقبة. وعموما فان الظرف السياسي والتحديات والتهديدات والمواقف هي التي تحدد للقيادة السياسة للدولة تبني أي من الاستراتيجيات بأولوية متقدمة على الاستراتيجيات الأخرى.

 

المفهوم العام للعقيدة العسكرية:

العقيدة بشكل عام من الاعتقاد، وهو العقد الذي يجري بين القلب والضمير من ناحية، والشيء الذي يؤمن به الإنسان من ناحية أخرى. وأصل العقيدة ديني. الا ان هذا المصطلح تطور ليشمل كافة أوجه الحياة. فأضحت العقيدة مجموعة من الأفكار والنظريات والقيم والمبادئ التي توجه الإستراتيجية لتتمكن من تحقيق أهدافها. والعقائد أنواع، منها السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، والعسكرية والأمنية. وما يهمنا هو العقيدة العسكرية التي تنبثق من العقيدة السياسية للدولة، أو ما تسمى بالعقيدة الوطنية. وهناك مبدأ أشار له الرئيس الشهيد صدام حسين يقول ان العقيدة العسكرية هي (ظل السياسة في الميدان).

 مبادئ الحرب:

وهي مجموعة القواعد التي تعتمدها القوات المسلحة في إدارة الصراع المسلح، وتشكل هذه المبادئ في اعتمادها واحدة من أهم عوامل النجاح في إدارة الصراع.  وتختلف هذه المبادئ من دولة الى أخرى وفقا لعقيدتها العسكرية.. وعادة ما تستخلص من الخبرات والتجارب القتالية السابقة، وبالرغم من أنها مبادئ محددة، الا أن تطبيق كل مبدأ منها يعتمد على

 

حنكة وحكمة وذكاء القائد ومرونته الذهنية وخبرته العملية وتجاربه القتالية، فهي ليست قواعد جامدة، بل تتطلب فكراً خلاقاً وفق متطلبات  المواقف المختلفة. وتختلف مسميات بعض المبادئ عند المفكرين، ولكنها تدور في المسميات التالية:

 

  • اختيار وتوخي الهدف، تحشيد القوة، الاقتصاد بالجهد، أمن القوات، المباغتة، المرونة، الروح المعنوية، التعاون الاستخبارات، والشؤون الإدارية.

 

 اعداد الدولة للحرب:

الحرب صراع بين إرادتين متناقضتين، تهدف كل منهما كسر شوكة الطرف الآخر وتحقيق مصالح محددة، كما أن الحرب ظاهرة اجتماعية قديمة بقدم البشرية نفسها. وأدى التطور المستمر في مجالات التسليح وأساليب القتال، إلى شمول ساحة الحرب مساحة الدول المتحاربة كلها. كما تعرض المدنيون للقتل والإصابة، مثلما يتعرض لها العسكريون المحترفون. ودخلت المناطق الخلفية والمدن دائرة التدمير.

 

يعنى إعداد الدولة للحرب، تهيئة كافة المستلزمات المادية والمعنوية لاستخدام كافة القدرات والإمكانيات المتيسرة للدولة، في كافة جوانبها السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية لتحقيق الأهداف الوطنية، وسلامة أراضيها. ويعبر هذا المفهوم عن شمولية الإعداد ليشمل كل مكان واتجاه ومجال، وفي كل وقت وزمن، وفي كل أوجه النشاط الإنساني. وعموما فان أية دولة لا تستطيع مهما كانت قدراتها الاقتصادية مرتفعة أن تحتفظ بقوات مسلحة كبيرة وعاملة لفترة طويلة من الزمن، إذ ان في ذلك عبئاً ضخماً على اقتصاد الدولة، لذلك تعمد أغلب الدول إلى الاحتفاظ في زمن السلم بحجم محدد من القوات قادر على مواجهة الأحداث المفاجئة، مع وضع نظام دقيق لتعبئة الحجم اللازم لاستكمال القوات المسلحة زمن الحرب، في أقل وقت وبأفضل طريقة.

 

الفصل الثاني: أسس بناء العقيدة العسكرية العربية

العوامل المؤثرة في بناء العقيدة:

كانت الظروف السياسية الدولية عند ظهور الرسالة تتمثل بنشوب الحرب الطويلة بين الروم والفرس، وان وجود القوتين الكبيرتين في ذلك الزمن، الفرس والروم، وتهديدهما للدولة العربية الإسلامية حديثة النشأة، تطلب من العقيدة العسكرية العربية ان تتبنى مبدأ الأمة المقاتلة المستندة إلى الجهاد والنفير العام، وهو بدون شك كان عاملاً من عوامل بناء هذه العقيدة. وقد اتاح تطبيق هذا المبدأ في زمن حياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم تحقيق النصر ضد الكفار من ناحية، وتحقيق الانتصارات الكبرى ضد كلتا الامبراطوريتين في العهد الراشدي من ناحية أخرى، وفي الفتوحات اللاحقة في مختلف بقاع الأرض.

 

 وقد اجتمع في شخص قائد الدولة (الخليفة في حينها) الدين والسياسة والقيادة العامة للقوات المسلحة، وانعكس ذلك على تماسك المقاتلين من خلال صهرهم في بوتقة الجهاد والإيمان . وكذلك فان العوامل الاجتماعية كان لها تأثير واضح في بلورة العقيدة العسكرية العربية، فالعرب هم مادة الإسلام، وهم الذين تحملوا نشر الرسالة بما يحملونه من قيم مجتمعية معروفة كالشجاعة والإقدام والتضحية والكرم وغيرها. وهنالك عدد من الثوابت التي بلورت العقيدة العسكرية العربية تمثلت بالآتي (النفير العام، استراتيجية الردع، نقل المعركة الى ارض الخصم، الثبات في القتال، ونظام البدلاء).

 

 الفكر العسكري الاستراتيجي في صدر الرسالة ودولة الخلافة الراشدة:

 على الرغم من جسامة المسؤولية التي تحمل أعباءها الرسول القائد صلى الله عليه وسلم في نشر الرسالة، إلا أنه كان في الوقت نفسه قائداً للمجتمع في أمور السلم والحرب، العدل والقضاء، وكان مثلاً للقائد الذي لم يجعل

 

لنفسه مستوى خاصاً من العيش والرفاه، فترفَّع عن مظاهر الحياة ومغريات السلطة، وأمسى كثيراً وهو جائع، وأضحى نموذجا للنزاهة والبساطة على الرغم من تيسر كافة أسباب الحكم والسلطان. وقبل كل شيء كان قائداً بخصاله الأساسية الممثلة بالتواضع والنبل والعدل والحكمة والثقة من أجل القيادة السديدة، وكان القائد الذي يصغي لأصغر الناس من أصحابه ويناقشه في رأيه، ويساعد أصحابه في مجابهة كافة الصعاب، ويحكم بينهم بالحق والعدل والمساواة.

 

أما الأسس التي اعتمدها بوصفه قائداً أعلى للجيش، فتمثلت في :

  • تهيئة الجيش من حيث الإعداد والتنظيم وأساليب القتال بشكل مغاير لما اعتاد عليه العرب قبل الإسلام، حيث كانوا يقاتلون بشكل بدائي، وهو أسلوب الكر والفر. فتم التخلي عن هذا الأسلوب القتالي، وتبني اتجاهًا عسكريًّا جديدًا هو نظام الكر فقط . والكر، هنا يعني اعتماد العمليات التعرضية (الهجومية) .
  • وفي مجال التنظيم ادخل نظام الصفوف .
  • وفي تنظيم المسير، أو ما يسمى اليوم بصفحة التقدم في عصرنا الراهن، اعتمد نظام الخميس، ويعني تقسيم القوات إلى خمسة أقسام هي مقدمة وقلب وجناحين (ميمنة وميسره) وساقه (المؤخرة). وحقق هذا التنظيم إمكانية الرصد والاستطلاع والقتال إلى جميع الجهات ودعم الروح المعنوية من خلال التماسك بين المقاتلين والقوات، وسهولة الحصول على المعلومات عن العدو.

 

  • الردع المزدوج

 

اما في دولة الخلافة الراشدية فمن فكره الاستراتيجي العسكري اعتمد الخليفة الاول أبو بكر الصديق رضي الله عنه اسلوب الردع المزدوج حين اصر على إرسال جيش أسامة بن زيد إلى الشام، في ذات المنطقة التي وقعت فيها معركة مؤتة، والذي سبق وان أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم إلا ان وفاته حالت دون ذلك. وبالرغم من ظهور بدايات الردة التي تتطلب المعالجة العسكرية السريعة فضلا عن ان خروج جيش أسامة من المدينة المنورة وترك النساء والأطفال والشيوخ فيما يعرضها لاحتمالات الغزو، إلا أنه حقق ردعاً لكل من المرتدين وقوات الروم في آن واحد بحركة أسامة، كنوع من المناورة الاستراتيجية، ليتصوروا ان حجم القوات العربية الإسلامية كبيرة وتشكل قوات أسامة جزءاً يسيراً منها.

 

  • الصبر الصبر

أما الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد أصدر ثلاث توجيهات الى سعد بن ابي وقاص قبل خوض معركة القادسية. أشار في التوجيه الأول (إني قد وليتك حرب العراق فاحفظ وصيتي، فإنك مقدم على امر شديد كريه لا يخلص منه الا الحق، فعود نفسك ومن معك الخير واستفتح به واعلم ان لكل عادة عتادا، فعتاد الخير الصبر).

  • الاستطلاع ودراسة الارض

وفي التوجيه الثاني (صف لي منازل المسلمين والبلد الذي بينكم وبين المدائن. صفه لي كأني أنظر اليه، واجعلني من امركم على الجلية) . في هذا التوجيه التأكيد على الاستطلاع والمعلومات ودراسة الأرض وطبيعتها لكي يكون القائد العام على بينة من كافة الامور المتعلقة بإدارة الصراع المسلح بالرغم من عدم توفر وسائل الاستطلاع والاستخبارات الحديثة في ذلك الوقت.

  • توخي الهدف الاستراتيجي

 وفي التوجيه الثالث (أقم بمكانك حتى ينقض الله لك عدوك، واعلم ان لها ما بعدها، فإن منحك الله ادبارهم فلا تنزع عنهم حتى تقتحم عليهم المدائن فإنه خرابها إن شاء الله) . يتضمن هذا التوجيه

ان يتحشد في المنطقة التي وصل اليها،  ثم مراقبة سلوك العدو حتى اذا ما توفرت الظروف الملائمة فعليك مهاجمتهم ومطاردتهم ولا تتوقف حتى تحرر(المدائن) وهي مقر الإمبراطورية الفارسية آنذاك..

  • اعادة الاقاليم المتمردة :

 وكان لعثمان بن عفان رضي الله عنه له دوراّ مهماً في فتوحات جبهة المشرق وجبهة الشام وجبهة أفريقيا، وكانت توجيهاته ومواقفه حاسمة من مسالة إعادة الأقاليم والمدن التي تمردت في

 

المشرق إلى نفوذ الدولة العربية الإسلامية وتحقيق الانتصارات الكبيرة والمتتالية في حركات التحرير في جبهة الشام وأرمينية وفي جبهة أفريقية.

 

  • الروح التعرضية

ومن الفكر العسكري الاستراتيجي لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه انه كان يدعو المقاتلين إلى الروح التعرضية في القتال محفزاً فيهم الروح المعنوية وفي ذلك يقول: الجهاد باب من أبواب الجنة، فتحه الله لخاصة أوليائه وهو لباس التقوى ودرع الله وجنته الوثيقة، فمن تركه ألبسه الله ثوب الذل وشمله البلاء.

 

مبادئ الحرب في المنظور العربي:

 تبنت العقيدة العسكرية العربية الإسلامية عدد من مبادئ الحرب ومنها:

  • تحديد الهدف

وهي اختيار وتوخي الهدف ونذكر هنا توجيه القوات التي تحركت الى الشام والتي تضمنت تحديد الهدف النهائي في خوض معركة اليرموك، وكذلك التوجيهات الى سعد بن ابي وقاص لاقتحام المدائن كهدف استراتيجي كما اشرنا اليه سابقاً.

  • المباغتة

ففيها قال الرسول القائد الله صلى الله عليه وسلم: الحرب خدعة. وهي واحدة من مبادئ الحرب التي تبناها ومن صورها ما جرى في معركة الخندق.

  • الكتمان

في ضمان عدم تسرب قرار الغزوة الى الطابور الخامس.

  • المناورة :

كما تم تبني مبادئ المناورة والروح المعنوية والحرب النفسية والاستخبارات والتعاون وغلق الثغرات والاستشارة.

 

يتبع لطفاً..

الماجدة العراقية…عطاء لا ينضب

الماجدة العراقية…عطاء لا ينضب

 سكينة بنت الحسين

 

ها هو آذار، ها هو يوم المرأة العراقية الماجدة الأصيلة فهي الأم والأخت والزوجة والابنة والحبيبة عاشت وتعيش الأيام الحلوة والأيام المرة عاشت في زمن الخير أروع وٱحلى القصص والبطولات واعطت وضحت بالغالي والنفيس وعاشت معززة غالية ولم ولن تبالي واستمرت تعطي وتعطي وحتى ان جاء الاحتلال وعانت ما عانت من معترك الحياة وواجهت اشد واصعب الحالات من مآسي وظلم وحرمان ولكنها صمدت وبقت تعنى برسالتها وامومتها وحرصها على عدم تشويه اللقب التاريخي بحقها والتي تشرفت به من الرفيق الشهيد البطل القائد صدام حسين رحمه الله واطلق عليها الماجدة العراقية كانت المرآه العراقية كانت المرأة العراقية الزوجة الوفية المخلصة التي مهما عانت من شظف العيش ومصاعب الحياة فهي الصبورة والمساندة لزوجها وعائلتها وهي الأم الحنونة لأولادها والمربية لهم على ما تربت به من قيم واخلاق وعزة نفس تجوع ولا تشتكي لأحد كانت قنوعة بالشيء اليسير كانت امرأة مكافحة وفيه وساندت الرجل في اتخاذ موقف الأب والٱم في ٱن واحد عندما كان يدافع عن ارض الوطن بحيث كانت المرأة تقاس على انها رجل بالإقدام والثبات والعزيمة وتوصف بأحن مخلوق على وجه الأرض.

كانت المرأة العراقية في زمن العز والكرامة زمن عنفوان المرأة العظيمة التي أنجبت الأبطال المفروض ما ننسى دور المرأة التي ضحت بأغلى ما لديها من المال والولد والزوج والأخ واعطت ما أعطت في وقت ظهور الطائفية وغيرها من محاولات التعنيف و التهجير والقتل والخوف والرعب إلا أنها صمدت وبقت ولم ولن تضعف او تنهار لأنها الأصيلة الوفية التي عاشت وتربت على الدين والقيم والأخلاق وحافظت على نفسها وأولادها وما تبقى لها من عائلتها لأنها الأصيلة الماجدة العراقية والتي تبقى وستبقى الماجدة كما سماها الشهيد البطل صدام حسين رحمه الله، وخاب كل من يحاول أن يسيء للمرأة العراقية وستبقى أم الأحرار وأخت الأبطال صامدة وإلى الأبد.

 تحية للمرأة العراقية في عيدها في اليوم الرابع من اذار وتحية لاتحادنا المناضل في ذكرى تأسيس الاتحاد العام لنساء العراق وعاش العراق وعاشت المرأة العراقية وحتى تحقيق النصر المبين بإذنه تعالى.

يوم المرأة العراقية والعنف

يوم المرأة العراقية والعنف

فاطمة حسين

 

يوم المرأة العراقية هو فرصة لتسليط الضوء على قضايا النساء في العراق وعلى رأسها العنف المتزايد الذي يتطلب تدخلا جادا من المجتمع الدولي والمحلي.

تشير التقارير الحقوقية إلى ارتفاع ملحوظ في معدلات العنف ضد النساء في العراق، حيث تتعدد أشكاله بين العنف الأسري والتمييز في العمل، والزواج القسري، والحرمان من التعليم، وتعزى هذه الظاهرة إلى عدة عوامل منها ضعف القوانين الرادعة، إضافة إلى أنها تفتقر إلى التطبيق الفعلي، مما يترك النساء بلا حماية كافية، وتفشي المخدرات، الأوضاع الأمنية والسياسية غير المستقرة، ساهمت في تفاقم العنف، حيث تستغل بعض الجماعات المسلحة الفوضى لممارسة الانتهاكات ضد النساء، الفقر والبطالة تؤدي الظروف الاقتصادية الصعبة إلى زيادة الضغط داخل الأسرة مما يزيد من حالات العنف الأسري.

يجب أن تلعب الحكومة العراقية دورا أكثر فاعلية في مواجهة العنف ضد المرأة من خلال تشريع القوانين وتطبيقها بشكل صارم، كما يجب تكثيف جهود الدولة للحد من انتشار المخدرات التي تفاقمت بشكل خطير وأثرت على الأسرة والمجتمع. من الضروري ان تتبنى الدولة سياسات علاجية وتأهيلية للمدمنين، بالإضافة إلى ملاحقة شبكات الترويج والتهريب.

إن تفاقم ظاهرة المخدرات أدى إلى زيادة معدل الجرائم العائلية، حيث شهد العراق حالات مروعة مثل قتل الأبناء لآبائهم أثناء تعاطيهم المخدرات، لذا يتوجب على الدولة اتخاذ إجراءات فورية تشمل تعزيز الرقابة الأمنية، لملاحقة تجار المخدرات، وتطبيق أقصى العقوبات على المروجين والمتاجرين، كما ينبغي توفير برامج علاجية متكاملة لإعادة تأهيل المدمنين وضمان عدم عودتهم للإدمان. كما ينبغي دعم الأسر المتضررة من هذه الظاهرة عبر توفير مراكز استشارية وخدمات اجتماعية لمساعدتها. تمكين المرأة من خلال دعمها اقتصاديا وتعليميا يساهم في تقليل حالات العنف، حيث تكون المرأة أكثر قدرة على الاستقلالية واتخاذ قراراتها.

لسيدة العطاء الماجدة العراقية في عيدها

لسيدة العطاء الماجدة العراقية في عيدها

د. مجاهدة العراقي

 

كان للمرأة العراقية دور مهم في مجتمعنا فهي البنت والأخت والزوجة والجدة، وكل منها كان لها دور لا يقل شأناً عن الرجل في مجتمعنا، وخاصة بعد الاحتلال الامريكي البغيض وأعوانه منذ سنة ٢٠٠٣ ولحد الآن، حيث شرد وغيب الرجال ما بين مفقود أو شهيد أو سجين أو مهجر في وطنه أو في البلدان الأخرى أينما تتوفر الحياة بشكل أفضل واحيانا اسوء ولكن واقع فرض علينا وصارت هي المسؤولة عن العائلة وتقوم بدور الأم والاب بالوقت نفسه وتعاني صعوبات العيش وايجاد الأمن والأمان للأسرة ومواصلة الحياة وباتت قصصها كثيره وكبيره في مجتمع ضاعت فيه كل القيم والمبادئ وصار التحدي فيه كبير على المرأة ..وصبرت وعبرت المحن وتحملت كل شيء حتى توصل أبناءها وتفخر بهم..

وفي هذه المناسبة يسرني أن أتقدم بالتهنئة وكل الاحترام والتقدير لكل امرأة عراقية عبرت عن وطنيتها وانتمائها للعراق بالصبر والعطاء والوفاء لأرض الرافدين .. ولنساء فلسطين الصابرات الباسلات كل الحب والدعاء للباري عز وجل أن يوفقهن ويحفظ بلادنا وكل عام وأنتن بخير …