يوم المرأة العراقية والعنف
فاطمة حسين
يوم المرأة العراقية هو فرصة لتسليط الضوء على قضايا النساء في العراق وعلى رأسها العنف المتزايد الذي يتطلب تدخلا جادا من المجتمع الدولي والمحلي.
تشير التقارير الحقوقية إلى ارتفاع ملحوظ في معدلات العنف ضد النساء في العراق، حيث تتعدد أشكاله بين العنف الأسري والتمييز في العمل، والزواج القسري، والحرمان من التعليم، وتعزى هذه الظاهرة إلى عدة عوامل منها ضعف القوانين الرادعة، إضافة إلى أنها تفتقر إلى التطبيق الفعلي، مما يترك النساء بلا حماية كافية، وتفشي المخدرات، الأوضاع الأمنية والسياسية غير المستقرة، ساهمت في تفاقم العنف، حيث تستغل بعض الجماعات المسلحة الفوضى لممارسة الانتهاكات ضد النساء، الفقر والبطالة تؤدي الظروف الاقتصادية الصعبة إلى زيادة الضغط داخل الأسرة مما يزيد من حالات العنف الأسري.
يجب أن تلعب الحكومة العراقية دورا أكثر فاعلية في مواجهة العنف ضد المرأة من خلال تشريع القوانين وتطبيقها بشكل صارم، كما يجب تكثيف جهود الدولة للحد من انتشار المخدرات التي تفاقمت بشكل خطير وأثرت على الأسرة والمجتمع. من الضروري ان تتبنى الدولة سياسات علاجية وتأهيلية للمدمنين، بالإضافة إلى ملاحقة شبكات الترويج والتهريب.
إن تفاقم ظاهرة المخدرات أدى إلى زيادة معدل الجرائم العائلية، حيث شهد العراق حالات مروعة مثل قتل الأبناء لآبائهم أثناء تعاطيهم المخدرات، لذا يتوجب على الدولة اتخاذ إجراءات فورية تشمل تعزيز الرقابة الأمنية، لملاحقة تجار المخدرات، وتطبيق أقصى العقوبات على المروجين والمتاجرين، كما ينبغي توفير برامج علاجية متكاملة لإعادة تأهيل المدمنين وضمان عدم عودتهم للإدمان. كما ينبغي دعم الأسر المتضررة من هذه الظاهرة عبر توفير مراكز استشارية وخدمات اجتماعية لمساعدتها. تمكين المرأة من خلال دعمها اقتصاديا وتعليميا يساهم في تقليل حالات العنف، حيث تكون المرأة أكثر قدرة على الاستقلالية واتخاذ قراراتها.