بسم الله الرحمن الرحيم
بيان قيادة قطر العراق
لحزب البعث العربي الاشتراكي
في ذكرى قرار التأميم الخالد
يا أبناء شعبنا العراقي الوفي:
تطل علينا اليوم الذكرى الخمسون لصدور قرار تأميم النفط الخالد في الاول من حزيران من عام 1972 بعد أن كان نهباً لشركات النفط الاحتكارية الاستعمارية منذ اكتشافه في عشرينيات القرن الماضي والتي كانت تسيطر على النفط العراقي إنتاجا وتسويقاً وتهيمن على الجزء الاكبر من عائداته المالية ، وإن استمرار هذا الوضع الشاذ أبقى العراق متخلفا” وشعبه يعاني من الفقر والجهل والحرمان وانعدام فرص العمل بسبب غياب مشاريع التنمية في قطاعات الزراعة والصناعة والخدمات والصحة والتعليم وبعد مفاوضات طويلة مع شركات النفط الاحتكارية التي أصرت على عدم الاستجابة لمطالب العراق المشروعة أقدمت حكومة الثورة بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي على إصدار قرار تأميم النفط في 1 / 6 / 1972 والذي تكلل بالنجاح في آذار من عام 1973.
ولقد كان قرار التأميم من أكبر التحديات التي واجهت حكومة الثورة بسبب وقوف الدول الاستعمارية خلف شركات النفط العاملة في العراق من أجل إفشال قرار التأميم وإعادة العراق إلى عصور العبودية مرة أخرى ، إلا إن التفاف الشعب العراقي حول حكومته الوطنية أحبط هذا المسعى الخبيث وبذلك تحررت ثروتنا النفطية من قبضة شركات النفط متعددة الجنسيات ووظفت عائدات النفط المالية لخدمة مسيرة التنمية والبناء فشيدت الاف المشاريع الصناعية والزراعية ومشاريع الماء والكهرباء والخدمات وبنيت الاف المدارس والجامعات والكليات والمعاهد وارسلت البعثات العلمية إلى خارج العراق وتحقق نهوض العراق وتقدمه في كافة مجالات الحياة وتعزز دوره العربي والاقليمي والدولي .
إن الانجازات الكبرى التي تحققت في العراق بعد تأميم النفط ودخوله في جميع مجالات التكنولوجيا المتطورة والتقدم العلمي الهائل أفزعت الدول الاستعمارية واعتبرت ذلك تجاوزاً لحدود الثورة المسموح بها في دول العالم الثالث،ومن هنا بدأت حلقات التآمر تحاك ضد العراق من قبل القوى الامبريالية والصهيونية وكان في مقدمتها الحرب التي شنتها إيران الخميني ضد العراق في 4 /9 / 1980 والتي استمرت ثمان سنوات تكللت بالنصر العراقي الساحق في 8 /8 / 1988 وبعد فشل هذه الصفحة من تحقيق أهدافها لجأت الدول الاستعمارية والامبريالية والصهيونية إلى شن العدوان الثلاثيني المباشر على العراق في عام 1991 ، أعقبه حصار ظالم على شعب العراق استمر لأكثر من اثني عشر عاما فشل هو الآخر من النيل من الشعب العراقي وحكومته الوطنية مما دفع بدول العدوان إلى غزو العراق واحتلاله في سنة 2003 .
وكان في مقدمة اهداف الغزو هو إعادة العراق إلى عصور التخلف عن ركب الحضارة مرة اخرى وذلك باستهداف البنى التحتية الارتكازية في كافة أنحاء العراق فدمرت المصانع والمعامل والحقول الزراعية والطرق والسكك الحديد، وصولا إلى الغاء قرار التأميم الذي أوكل لحكومة الاحتلال التي جاءت خلف غبار دباباته وهي زمرة من شذاذ الافاق والعملاء والخونة والفاسدين والمأجورين عبيد امريكا وايران الصفوية الذين تمكنوا من الغاء قرار التأميم عمليا” من خلال تسليم نفط العراق إلى شركات النفط الاحتكارية بموجب جولات التراخيص التي رهنت ثروة العراق النفطية من جديد إلى هذه الشركات .
إننا إذ نضع هذه الحقائق أمام شعبنا العراقي العظيم فأننا على ثقة تامه بأن شعبنا الصابر لا ينام على ضيم وقد اثبت ذلك عمليا من خلال ثورة تشرين المباركة ومقاطعته الشاملة للانتخابات البرلمانية التي جرت بتاريخ 10 / 10 / 2021 والتي كانت نتائجها كارثية على احزاب ايران ومليشياتها حتى بدأت العملية السياسية المخابراتية تتهاوى أمام أنظارهم فأصبحت الفرصة مواتيه لنا جميعا” لتحرير العراق من نير الاحتلالين الايراني الصفوي وذيوله والامريكي الامبريالي وفلوله وإن ذلك لا يتحقق الا بتكاتف أبناء الشعب العراقي وقواه الوطنية لإعادة العراق إلى سابق عهده قويا” ومقتدرا” ومستقلا”.
تحية لشعب العراق الأبي سليل الأمجاد والبطولات.
تحية لصناع قرار التأميم الخالد وفي مقدمتهم الأب القائد أحمد حسن البكر رحمه الله ورفيقيه القائدين الشهيدين صدام حسين وعزة إبراهيم رحمهما الله.
الخزي والعار والشنار لعملاء إيران وأمريكا وذيولهما.
قيادة قطر العراق
لحزب البعث العربي الاشتراكي
بغداد في الأول من حزيران 2022