بيان القيادة العامة للقوات المسلحة رقم (  164) بمناسبة الذكرى (102 )  لتأسيس الجيش العراقي الباسل

 القيادة العامة للقوات المسلحة

بيان رقم (  164) بمناسبة الذكرى (102 )  لتأسيس الجيش العراقي الباسل

بسم الله الرحمن الرحيم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ ( * ) وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ..   الانفال  (16)

 

أيها الشعب العراقي العظيم

أيها النشامى من أبناء قواتنا المسلحة الباسلة

        في كل عام وفي مثل هذه الأيام الخوالد تمر علينا وعلى شعبنا وامتنا ذكرى تأسيس جيشنا العراقي الباسل جيش البطولات والأمجاد حيث تصادف ذكراها الثانية بعد المائة  في السادس من كانون الثاني وفيها نستذكر المؤسسة الوطنيه الكبرى والعريقة ذات التاريخ المجيد والتراث الثر والسفر النضالي والوطني التحرري الخالد.   وفي هذا اليوم  المبارك الذي نهنئ فيه أبناء شعبنا أولا ورجال قواتنا المسلحة الباسلة ونتمنى لهم مواصلة جهدهم الوطني المعروف فأننا نتقدم الى قادته البواسل وجنوده الابطال والى كل من واصل مهمته في الدفاع عن بلادنا ضد شر الاشرار وكيد الكائدين ومخططات الاعداء والغزاة ونكبر فيهم صبرهم ومطاولتهم ومحافظتهم على تاريخهم التليد والذي يعتبر من مفاخر شعبنا وامتنا المجيدة ..

       ان جيشنا العراقي الباسل صاحب الذكرى العطرة انما هو باصالته يمثل أمتدادا لمآثر تاريخ جيش العراق القديم في بابل واكد وآشور بقيادة نبوخذنصر وسرجون وآشوربانيبال، مثلما هو امتدادا لجيش الفتوحات العربية الإسلامية بقيادة خالد بن الوليد والمثنى بن حارثة والنعمان بن مقرن وسعد بن أبي وقاص والقعقاع وكل ذلكم القادة من أجدادنا العظام  وبذلك نجد ان جيشنا الذي نحتفي في ذكراه اليوم كان على الدوام ممثلا لأمة العرب بتراثها وشجاعتها وسجاياها الاصيله فمثلها خير تمثيل في ملاحمه الوطنيه والقوميه التي خاضها وهو يدافع عنها وعن رسالتها المجيدة.

يا ابناء شعبنا المجيد

        أن جيش العراق الباسل المجيد واصل دوره المعروف خلال العصر الحديث فشارك في كل الثورات التحرريه لبلادنا وقدم في سبيل الوطن والامة خيرة الرجال والقادة من الثوار والاحرار الذين كان لهم الدور الاعظم في تاريخ بلادنا وفي ملاحمه الوطنية المشهودة ، كما انه الجيش العروبي الذي شارك أبناء العروبه في العديد من المعارك القومية وفي مختلف الاقطار ومازالت رفات شهداءه الأبرار شاخصة تنتشر على ارض العروبه فاضحت خير شاهد على هذا السفر الخالد.. كما ان معركة القادسية المجيدة خلال حرب السنوات الثمانية مع إيران  تعتبر واحدة من أعظم المعارك التي قدم فيها شعبنا العراقي العظيم وجيشه الباسل المغوار أغلى التضحيات ،، فكانت سلسلة المعارك التي خاضها في تلك الحرب من أعظم المعارك والتي عبر خلالها عن ارتباطه والتصاقه بتاريخه العربي الإسلامي فكرا وتنظيما وتخطيطا وإدارة سواء على المستوى التعبوي أو ألعملياتي أو الاستراتيجي وتمكن خلالها من سحق  ما كان يحسب بأنه الجيش الخامس على مستوى العالم وأجبر قادته أصحاب الكهنوت المتخلف من الاعتراف بتجرعهم السم بعد هزيمتهم المنكرة مما جعلهم يخططون في أقبية الظلام للاستعانة بالصهونية العالمية وامريكا الشر باستهداف عراقنا واحتلاله بعد حصار دولي ظالم وجائر وبحشد كل قوى الشر العالمي العسكرية والاقتصادية والاعلامية.

          أن هذا الارث والتاريخ المجيد لجيش العراق العظيم وعطاء وفداء ابناءه كان سببا رئيسيا وهدفا واضحا لقوى الغزو والاحتلال ولكل الخونه في استهدافه بتلك القرارات التي اتخذها الحاكم المدني للعراق سيء الصيت بول بريمر بحل الجيش والدوائر الأمنية في محاولة لمسح ذلك التاريخ المجيد والمشرف لرجال تلك المؤسسة الوطنية الكبرى. ولكن وبالرغم من كل ما حدث فقد كان لرجال جيش العراق البطل الدور الرئيسي والمهم في التصدي لقوى الغزو والعدوان حيث انخرطوا في صفوف المقاومة الوطنيه الشجاعه فكانوا العنوان الابرز في قيادات وقواعد تلك المقاومة الباسله وبرزوا بشكل لافت في ممارسة الدور القيادي والمهم في المقاومة سواء في التخطيط والتنفيذ أو الاداره والأشراف والقيادة أو في تثوير الشعب وتذكيره بحقيقة الاحتلال وجرائمه الكبرى بحق شعبنا العظيم وجيشنا الباسل الجسور..

ايها الاحرار في كل مكان

        ان قوى الغزو والاحتلال والعملاء قاموا بتأسيس جيشا جديدا يرفع في بعض مفاصله راية الطائفية قبل راية العراق من خلال زج عناصر الميليشيات وما سمي بضباط الدمج ومن الذين عليهم الاشارات السلبيه في محاولة بائسه لمحو تاريخ جيش العراق العظيم الجيش الذي شكل تاريخه أمتدادا لجيوش اليرموك والقادسية ونهاوند وحطين ، الجيش الاصيل جيش الثورات الوطنية والقومية التحررية في الأعوام 1941 و1958 و1963 والثورة البيضاء في عام 1968 وهو جيش الانتصارات الكبرى والمعارك الخالدة في حرب تشرين عام 1973 وفي حرب الثمانية سنوات في القادسيه المجيدة ، وهو جيش أم المعارك الخالدة ومعركة الحواسم وما بعدها  ، فهو بذلك امتداد عظيم لسفر خالد من الجهاد والقتال ضد أعداء الشعب والوطن والامة ومدافعا عنيدا عن استقلال بلادنا وحريتها ومستقبلها .

        ان الجيش الجديد يفتقد الى وضوح المهام الاساسيه للجيش وساد في صفوفه التخبط والخلط مابين المهام الرئيسيه للجيش المتمثله في حماية البلاد ورد العدوان والحفاظ على امنها وسيادتها  وما بين مهام الامن الداخلي فأنتشر الفساد المالي والاداري في صفوفه وبرزت الفجوه الواسعه  في العلاقة الازليه والمعروفه بين الجيش وابناء الشعب ،،  كما انه افتقد الى العقيدة العسكريه الواضحه والى العقيدة القتاليه وفي التنظيم والتدريب وغياب الارادة الوطنيه الحره.

     اننا في القيادة العامة للقوات المسلحه واذ نعرب عن سعادتنا وفرحنا بأنتسابنا الى جيش العراق العظيم وتاريخه المجيد فاننا اذ نهنئ انفسنا اولا ومنتسبي القوات المسلحه قادة وامرين ومنتسبين ، فأننا نعاهد شعبنا الصابر الصامد بأننا سنبقى على العهد في أعادة جيشنا الباسل صاحب المآثر الكبرى الى ما كان عليه بعد ازاحة هذه الغمة التي احاطت بعراقنا الجريح ليقف ضد كل المخاطر والتحديات. وذلك ليس ببعيد عن رب العزة أولا وبالغيارى من أبناء جيشنا الاشاوس والشباب الثائر .وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم.

عاش جيش العراق الجسور وقواتنا المسلحة الباسلة صاحبة  السفر المجيد وعاش رجاله الغر الميامين

المجد كل المجد لقادته الابطال وجنوده البواسل  ممن واصلوا دورهم العظيم في التصدي لعدوان المعتدين والى حلف الاشرار والتحية الى كل الميامين من رجاله الذين عرفوا بادائهم الوطني النقي وأمتازوا بطهارة المقاتلين النبلاء في سبيل وطنهم وشعبهم ولن تزعز ايمانهم كل محاولات الاعداء والخونه ..

والمجد  والرحمه لشهدائه الأبطال الميامين الذين روت دمائهم الزكيه ارض العراق الطاهرة الابيه وعلى رأسهم شهيد الحج الأكبر القائد العام للقوات المسلحة صدام حسين والتحية مقرونة بالتقدير والاعتزاز لشهيد الجهاد والمطاولة البطل المجاهد عزة إبراهيم الذي كان له الدور الأبرز في المحافظة على المسار الوطني للقوات المسلحة خلال سنوات المقاومة والتصدي لقوات الغزو والاحتلال وتجنيبها الانحراف والانزلاق مع مخططات الأعداء والعملاء.

تحية إلى القادة البارزين الشجعان في جيشنا الذين قضوا نحبهم خلال مواجهة قوات الغزو والاحتلال، سواء خلال المواجهة المباشرة أو في ملاحم المقاومة الوطنية ضد الغزاة أوالذين استشهدوا في سجون الاحتلال والحكومات العميلة، ونسأل الله تعالى أن يفرج عن الذين لا زالوا في المعتقلات والسجون.

 

والخزي والعار لكل من غادر شرف العسكرية العفيفة الشريفة وانضوى تحت عباءة المحتل الغاشم وعملاءه وأتباعه

تحية مقرونة بالتقدير والمحبة إلى كل صنوف جيشنا الباسل في هذه المناسبة العزيزة على القلوب

تحية إلى شعبنا العراقي العظيم من أقصى شماله إلى أقصى الجنوب

والمحبة والتقدير والاعتزاز لكل من آمن بالعراق العظيم واحداً موحداً مستقلاً.

 

القيادة العامة للقوات المسلحة

بغداد المنصورة بأذن الله

6 كانون الثاني 2023