بسم الله الرحمن الرحيم
{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}
صدق الله العظيم
يحتفل شعب العراق العظيم اليوم بالذكرى الثانية والثلاثين لصدور بيان البيانات في يوم الأيام، الثامن من آب عام ١٩٨٨ والذي زف لأمتنا العربية وللإنسانية المؤمنة بالحرية والاستقلال والكرامة انتصار العراق على العدوان الإيراني الذي خطط له ونفذه خميني لغرض اسقاط الدولة واحتلال العراق في خطوة استراتيجية أولى لإقامة دولة الولي الفقيه الفارسية على أرض العراق وانطلاقاً منه إلى باقي أجزاء الوطن العربي.
ذلك الانتصار التاريخي الذي توج بوصف خميني موافقته وكأنها شرب كؤوس السم الزعاف لأنها موافقة أرغمته على إيقاف وعنجهيته ومكابرته الجوفاء التي أدام بها زمن الحرب إلى ثمان سنوات متوهماً أن هذه الإطالة كفيلة بإنهاك العراق واسقاط قدرات شعبه الدفاعية وهزيمة قواته المسلحة البطلة.
يا أبناء شعبنا العراقي العظيم ويا جماهير أمتنا العربية المجيدة
لقد بدأ خميني ونظامه عدوانه على العراق فور تسلمه زمام سلطة إيران عام ١٩٧٩ بانياً خططه وتصوراته على أوهام خاسئة وحسابات خطلة، حين ظن أن جزءاً من شعب العراق ممكن أن يكون حصته تحت ظلاله المذهبية البغيضة، وأن تشكيلات الأحزاب والأذرع العسكرية التي بنتها إيران كطابور خامس ستكون قادرة على زعزعة أمن العراق بأعمالها الإرهابية المعروفة والمتمثلة بالاغتيالات الغادرة والتفجيرات الاجرامية، ثم طور عدوانه تدريجياً ليحتل أراض عراقية وشن هجمات بالمدفعية بعيدة المدى على القرى الآمنة وقصفها بالطائرات المقاتلة.
وبعد أن صبر العراق صبر الحليم المقتدر وقدم مئات الاحتجاجات والوثائق للأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وبعد أن تمادى خميني ونظامه في الوهم والظنون الخائبة، أقدم جيش العراق الباسل وقيادة الدولة والحزب التاريخية الفذة، على تصميم رد صاعق مزلزل نزل على رأس خميني وخططه الاجرامية منزل الصدمة المدمرة ووضعه أمام حقيقته الخائبة، فكسر وعنجهيته الهشة وبين له وللعالم بوضوح لا لبس فيه أن العراق يقف شامخاً وقادراً على حماية سيادته وأمن شعبه وخياراته الوطنية والقومية.
فانتفض جيش العراق الأبي الذي لم ينكسر يوماً في سفره الوطني والقومي الخالد وعبر سني كفاحه المسلح ضد المعتدين والطامعين بأرض العراق وأرض العرب، متصدياً للعدوان ومحققاً الانتصارات الباهرة في أشرس حروب العرب في العصر الحديث.
لقد كانت اسس الاقتدار العراقي الممهور بالتضحيات الجسيمة هي الايمان بالحق في الدفاع عن الوطن. وكانت نتيجة طبيعة لثقة الشعب بالقيادة وبما أنجزته له قبل واثناء عدوان خميني من عز ورفاهية. فصنع العراق النصر وثبت أركانه بقوة تفاعل غير مسبوق بين الشعب والقوات المسلحة وحزب البعث العربي الاشتراكي المزروع عقيدة وطنية وقومية مقدسة في كل بيت عراقي.
يا ثوار تشرين الشجعان وأبناء العراق المنتصر دوماً بعون الله
بعد أن حقق العراق أهداف الرد الحاسم المقتدر والذي أثبت للقاصي والداني ان العراق ليس جداراً واطئاً يعبره خميني أو غيره، وبعد أن رد جيش وشعب العراق العدوان وحقق اهدافه الوطنية والقومية، بادر فورا الى انهاء العمليات العسكرية، والمطالبة بعودة البلدين الى علاقات جيرة طبيعية تحترم خيارات الشعبين واستقلالهما وسيادتهما. الا ان خميني رفض وأصر على استمرار الحرب لثمان سنوات مما يحمله شرعا وقانونا أمام الله ثم الانسانية خسائر إيران الفادحة كما يتحمل وزر تضحيات العراق التي قدمها خلال معارك دفاعية شرسة كان خميني يجند فيها الالاف من الاطفال والشباب الايرانيين رامياً بهم في اتون المعارك فحملهم حقده وساديته الى الانتحار على دفاعات العراق الحصينة.
فاجهز جيش العراق وشعبه على المعتدي في معارك وصولات جسورة خالدة اسقطت العدو مترنحا منكفئا خاسئا لا يرى في أفق روحه الدموية سوى تجرع سم القبول بوقف الحرب وموت أحلامه العدوانية.
يا أبناء العروبة التي تنتظر نصر تحرير العراق
لقد أنجزت الأمة في هذا النصر العظيم دفعة واحدة مهمة عبور الانكسارات والهزائم والعجز، واجتازت بكفاءة هنات وعثرات تمكين الشعب من لعب دوره الحاسم في صناعة حاضره ومستقبله من أجل نقل الأمة إلى عصر مجدها الموعود.
إن من صنع نصر الثامن من آب عام ١٩٨٨ الذي تكاتفت فيه بشكل غير مسبوق القيادة والشعب والقوات المسلحة والجيش الشعبي البطل ورفاقكم في حزب البعث العربي الاشتراكي هم من أوقع بأميركا وحلفها الذين غزوا العراق سنة ٢٠٠٣ خسائر فادحة صدمت أميركا ومن معها وخسفت بها أرض العراق حتى أجبرتها على الفرار من العراق سنة ٢٠١١، وهم من ثاروا في مدن العراق العصية الغربية والشمالية وهم من تحمل عدوان الحشد الصفوي وداعش المجرمة وهم من يثورون الآن في ثورة تشرين السلمية وأهدافها الوطنية النبيلة في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب البطلة التي تجبر مرتزقة إيران وأذرعها المحتلة للعراق على الوقوف مجدداً أمام حقيقة شعبنا الرافضة للطائفية وللغزو الإيراني لبلادنا والتي ستستمر مشتعلة متصاعدة حتى انجاز تحرير العراق بعون الله .
- تحية الاعتزاز والاكبار لشهداء قادسية العرب الثانية وشهداء العراق والأمة يتقدمهم شهيد الحج الأكبر صدام حسين.
- تحية المحبة والوفاء والولاء لقائد البعث والمقاومة القائد العام للقوات المسلحة الرفيق المجاهد عزة إبراهيم وهو يقود معارك تحرير العراق.
- تحية لجيش العراق الذي انتصر في الثامن من آب، جيش الأمة العربية الذي سيبقى المدد لكل العرب بعقيدته الراسخة وتاريخه العريق.
- تحية لشعب العراق الذي صنع أعظم نصر للعرب في تاريخهم الحديث والمعاصر
- الله أكبر والنصر للعراق ولأمتنا العربية المجيدة في فلسطين والأحواز وسوريا ولبنان واليمن وليبيا وفي كل بقعة تناضل من أجل نيل حريتها وحقها في الحياة والنهضة والتقدم.
قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي
في الثامن من اب ٢٠٢٠