ثورة تشرين كسرت حاجز الخوف من السلطة
بنت العراق
ثورة تشرين عام 2019 هي تظاهرات اندلعت في الأول من تشرين أول في بغداد وبقية محافظات الفرات الأوسط وجنوب العراق من قبل أبناء وبنات الشعب العراقي احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والفساد الإداري والمالي والبطالة والفقر والمطالبة بإسقاط النظام واستقالة حكومة عادل عبد المهدي، ومناهضة النفوذ الإيراني في العراق.
إن أقوى ما في ثورة تشرين أنها كسرت حاجز الخوف من السلطة، وشيدت حاجز الخوف من الشعب لدى السلطة، مما أدى إلى التخبط الكبير الذي أصاب أداء وخطاب أحزاب السلطة، وقوضت ثورة تشرين الاستثمار السياسي للطائفية ورمته في مزبلة التاريخ، لأنها كانت عابرة للطائفية، ثورة تشرين من طراز خاص، الثورة جمعت ألوف المحتجين في ساحة التحرير وسط بغداد، وحملت هموماً وقضايا لا تعد، وتمسكوا بشعار (نريد وطن)، وشعار (نازل آخذ حقي)، وطالبوا بحقوقهم المسلوبة، مطلبا الحق والوطن أرعبا السلطة، مما دفع السلطة الظالمة إلى استخدام العنف بأبشع صورة، وتوزيع القناصين على زوايا المباني لقنص المتظاهرين بلا رحمة، وقدمت ثورة تشرين أكثر من 800 شهيد وآلاف الجرحى، وشاركت الماجدة العراقية بقوة في التظاهرات وحصلت على نصيب وافر من القتل والاغتيالات والإصابات، وقادت النساء الصفوف الأمامية للتظاهرات في البصرة وميسان وذي قار، وأصبحت الماجدة فاعلة ومحركة ومشاركة وداعمة، فروح ثورة تشرين قد تغلغلت في نفوس أبناء الشعب العراقي، وأصبحت مثالاً حياً على قدرة الشعب على التغيير، واحتمال عودتها في أي لحظة، وإذا تفجرت ستكون أعمق وأقوى من سابقتها، وسيشترك فيها أبناء الشعب العراقي من الشمال إلى الجنوب، لأن الحكومات المتعاقبة بعد ثورة تشرين تجاهلت مطالب التغيير، ولا زال أبناء الشعب العراقي يكرهون الحكومة ويريدون الخلاص منها، والمجيء بحكومة وطنية تمثل الشعب وليس لها ارتباطات خارجية، والتخلص من المحاصصة الطائفية البغيضة، وتشكيل المنظومة القيمية للمجتمع وخلق مجتمع وتقاليد جديدة تنسجم مع العروبة والإسلام، والاهتمام بالهوية الوطنية الجامعة، وتشكيل مستقبل المشهد السياسي العراقي.