مواقف وذكريات مع الرفيق أبي جعفر رحمه الله
أبو الخطاب
لمناسبة الذكرى الاولى لرحيل المجاهد الرفيق المناضل أبو جعفر رحمه الله اسجل هذه الشهادة عن مواقفه حيث رافقته قبل الاحتلال وبعده .
كان الرفيق ابو جعفرقبل الاحتلال امين سر فرع عدنان خير الله وفي حينه كان المشرف على الاستعدادات والتهيئة لصد العدوان من خلال الزيارات الميدانية لساحات الشعب ، وبعد بدأ العدوان واستمرار القصف كان متواجد بمقر الفرع ، ولم ينتقل للموقع البديل ، وحتى الرفاق العاملين بذاتية الفرع والسواق كانوا يطرحون موضوع الانتقال للموقع البديل بعد تصعيد القصف ، وقد طرحنا عليه الموضوع وكان جوابه ( خلي الذاتية والسواق يرحون ليلا للموقع البديل وانا باقي بمقر الفرع قدر الله اذا حصل انا باقي بالفرع). كان ذلك خلال تصاعد القصف واستشهاد الرفيق امين سر شعبة اللطيفية رحمه الله ، وجرح امين سر شعبة أخرى ، ورغم ذلك كان يتواصل ميدانيا مع التنظيم ، وبالوقت نفسه يتواصل مع القيادة في بغداد . وبعد قطع الطرق استمر بقيادة الفرع ولم ينقطع من مواصلته مع جميع شعب وفرق الفرع . والله يشهد انه استمر يرتدي ملابسه العسكرية وحامل البندقيته والقاذفة طيلة تلك الأيام .
استمر عمل الفرع بكامل اعضاءه بعقد الاجتماعات بعد فترة قصيرة من الاحتلال ، وخلال تلك الأيام قرر الرفيق القائد تصعيد الرفيق ابو جعفر الى عضوية القيادة القطرية لدوره المتميز بمواصلة قيادة الفرع والعمل الجهادي ضد الاحتلال ، وتسلم تنظيمات فروع الكرخ في بغداد ، ورغم اننا كنا قريبين منه ومتواصلين معه لكنه لم يبلغنا بذلك . وفي أحد الأيام طلب عقد اجتماع لقيادة الفرع ، وذكر أنه سوف يحضر ومعه ضيف، وعقد الاجتماع في احدى مناطق بغداد ، وقد حضر ومعه الرفيق المناضل علي الريح السنهوري عضو القيادة القومية الذي كان يشرف على التنظيم في تلك الأيام بعد الاحتلال ، والرفيق فوزي رشيد رحمه الله ، وطلب الرفيق المناضل علي الريح تقديم عرض لعمل ونشاط الفرع ، وتم تقديم ذلك وشكرنا على الجهود التي تم انجازها ، وهنا تحدث الرفيق صبار قائلا : ( الأن نريد منكم انتخاب أمين سر للفرع ). استغربنا وقلنا له ( الرفيق ابو احمد انت موجود ). وهنا قال الرفيق فوزي : ( رفيق ابو احمد تم تصعيده لعضوية القيادة القطرية ). قلنا طالما الرفيق فوزي موجود وهو مسؤولنا السابق فهو امين سر الفرع ، فقال الرفيق فوزي : ( انا ايضا كلفت بموقع اخر ) . وهنا تم انتخاب امين سر للفرع بمباركة الرفيق علي الريح .
استمرت اجتماعات قيادة الفرع تحت اشرافه ، وفي احد الاجتماعات طلب ان يختار كل واحد منا اسم يتعامل به خلال المراسلات الحزبية ، وقد بادرت واخترت له ( ابو جعفر ) ، ووافق على ذلك ، وهكذا اختار الرفاق لهم اسماء وأنا منهم حيث اخترت ( ابو الخطاب ) .
تحت قيادته توسع العمل الحزبي والجهادي حيث ساهم من خلال جهوده النضالية في تلك الظروف الصعبة وهو يواصل الليل بالنهار ، يكتب التوجيات ، ويلتقي بالرفاق بأعاده التنظيم في بغداد والانبار والفرات الاوسط والجنوب وتشكيل الخطوط الجهادية في الفروع لمقاومه الاحتلال الامريكي مع رفاقه المناضلين في هذه المحافظات وكان بأشراف الرفيق المناضل علي الريح السنهوري عضو القيادة القومية . ولم يقتصر نشاطه على المراسلات والتوجيه بل كان يزور المحافظات ، وكنا نترجاه ان لا يذهب للمحافظات بل طلب الرفاق من المحافظات ان يحضروا للقاءه ، لكنه رفض ذلك وقال ان زياراته افضل للاطلاع على التنظيم بشكل مباشر وتثوير طاقات الرفاق ، وفي احدى زياراته الى محافظة (……) حدث له حادث انقلاب العجلة مما ادى الى رقوده في المستشفى هناك لعدة ايام ، وعند عودته تلاطفنا معه بقولنا : ( رفيق ابو احمد هاي الردته). وتبسم وقال الذي يكتبه الله نرضى به .
بعد مغادرة الرفيق المناضل علي الريح السنهوري العراق تم التواصل مع الرفيق الشهيد المناضل طه ياسين رمضان رحمه الله حيث سافر الى مدينة الموصل لغرض لقاءه ، وقدم له عرض حول التنظيمات التي تم اعادتها وتسلم التوجيهات ، وبعد اعتقال الرفيق طه ياسين رمضان حقق التواصل مع الرفيق القائد الشهيد صدام حسين رحمه الله وأخبرنا بأنه قدم للشهيد ما حققه التنظيم منذ بداية الاحتلال في مجال اعادة التنظيمات والعمل الجهادي وتسلم التوجيهات بتصعيد العمل التنظيمي والجهادي .
في احد الايام من شهر كانون الاول سنة 2003 كنا على موعد للقاء ، وعند حضورنا الى مكان سكن الرفيق ابو احمد وجدنا الابواب محطمه ، وعلمنا انه تم اعتقاله من قبل قوات الاحتلال الامريكي هو واولاده ، وبعد اطلاق سراحه في شهر ايلول 2007 التقينا وحدثنا حول التعذيب الذي تعرض له ، وكانوا يتعمدون بتعذيب ابنه الصغير امامه لكي يجبروه على الاعتراف على التنظيم لكنه رحمه الله كان صامدا امام هذا المشهد المؤلم وغير الانساني . علما باننا خلال فترة اعتقاله حققنا تواصل مع الرفيق المناضل عزة ابراهيم رحمه الله قائد الجهاد والتحرير امين سر الحزب . والرفيق ابو جعفر رحمه الله واصل العمل مباشره بعد الافراج عنه والتقى بالرفيق القائد المرحوم الامين العام للحزب ، وتستلم مسؤوليه الجنوب والفرات الاوسط والمكتب الطلابي. واعتقل مرة ثانية في شهر شباط 2014 من قبل السلطة العميلة هو واحد اولاده وتم الافراج عام 2015.
كانت أيام صعبة في ظل وجود القوات الامريكية والعملاء ، لكن الرفيق ابو جعفر رحمه الله لم يثنيه ذلك من مواصلة النضال بكل همة ، لم يشغله شيء من امور الحياة في تلك الايام سوى اعادة التنظيم من خلال الاتصال بالرفاق اينما كانوا وتوسيع نشاطه وايصال التوجيهات لهم ، ومواصلة عمل الفصائل الجهادية ، وكان ذلك دافعا لنا ونحن نطلع على هذا الجهد والنشاط والشجاعة التي لا تخشى المخاطر . لذلك من رافق المرحوم الرفيق ابو جعفر تعلم منه الكثير من خلال سيرته وتعامله مع رفاقه .
ندعو الله ان يرحم رفيقنا ابو جعفر ويسكنه فسيح جناته ، ويجعل ما قدمه من جهد وجهاد في الدفاع عن العراق وشعبه في ميزان حسناته .