بيان القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي حول تفجيرات أجهزة الاتصالات

“طليعة لبنان “:

                           العدو الصهيوني يرتكب جريمة حرب جديدة ضد لبنان

                       والمواجهة يجب ان تأخد بعديها الوطني والقومي الشاملين 

 

اعتبرت القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي ان  ما اقدم عليه العدو الصهيوني من تفجير  لاجهزة اتصالات متعددة الاستعمالات ومنها طوارئ الخدمات المدنية والطبية يشكل جريمة حرب موصوفة تضاف الى مايرتكبه من جرائم ضد الانسانية ،وان مواجهته يجب ان تأخذ بعديها  الوطني والقومي الشاملين  .

 

جاء ذلك في بيان للقيادة القطرية في مايلي نصه.

 

في الوقت الذي يواصل فيه العدو الصهيوني حرب الابادة والتدمير في غزة والضفة الغربية وانتهاكه لقوانين الحرب واحكام القانون الدولي الانساني ،اقدم يوم الثلاثاء السابع عشر من ايلول على ارتكاب جريمة حرب جديدة ، باقدامه على تفجير اجهزة اتصالات متعددة الاستعمالات ، ومنها طوارئ الخدمات المدنية والطبية ، مما ادى الى وفاة العديد  من مشغليها فضلاً الى اصابة الالاف بجروح بعضها خطير جداً.

ان هذا الذي ارتكبه العدو ليس جديداً على ماسبق وارتكبه بحق شعب فلسطين ولبنان وحيث وصلت امداءات عدوانه على الامة العربية.  فمن ينفذ حرب ابادة جماعية في غزة لاتوفر بشراً ولا حجراً ولا شجراً ، لايتوانى عن ارتكاب جرائم جديدة انسجاماً مع طبيعته العنصرية والذي يشكل احتلاله لفلسطين بدعم استعماري متواصل اعلى درجات العدوان على الشعوب وحقها في تقرير مصيرها.

ان ما اقدم عليه العدو يوم امس ، هو مؤشر خطير على مسار الحرب التي يشنها دون اي احترام لقوانيها التي نصت عليها المواثيق والاتفاقيات الدولية ، وهو ما يجعل منه ليس كياناً يحفل تاريخه  بالجرائم وانما ايضا كيان مارق عن كل  شرعية دولية وانسانية واخلاقية. ولهذا فإن مواجهته يجب ان تندرج في اطار معطى الصراع الشامل الذي يتناول وجوده ككيان احتلالي استيطاني الغائي للاخر وكقاعدة متقدمة للنظام الاستعماري بقديمه وحديثه ضد الامة العربية.

إن هذه  المواجهة تقتضي وضع  الصراع  معه في اطار بعديه الوطني الفلسطيني والقومي العربي انطلاقاً من خلفية الاستهداف لفلسطين ارضاً وشعباً وانتماءً قومياً. وعليه فإن كل شعب فلسطين معني بالمواجهة ، وهذا مايملي تموضع كافة قوى المقاومة والثورة الفلسطينية في اطار مرجعية سياسية ونضالية واحدة ، تكون قادرة على ادارة الصراع بكل ابعاده وعناوينه السياسية والعسكرية والتعبوية.

ان القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، التي تعيد التأكيد بان العدو الصهيوني ، الذي هو عدو لكل فلسطين شعباً وارضاً ، هو كذلك عدو لكل لبنان شعباً وارضاً ولكل الامة العربية ، ولهذا فان التصدي لمشروعه هو مسؤولية وطنية وقومية في آن ، حيث ان الكل الوطني في لبنان كما الكل القومي  يجب ان يكون شريكاً في اتخاذ القرار بالمواجهة وفي تلقي النتائج. وان وضع المواجهة في اطار بعديها الوطني والقومي الشاملين يحول دون استفراد العدو لجبهات المواجهة معه ،  و يضع حداً لمحاولات الاستثمار السياسي بالقضية الفلسطينية من قبل الذين يوظفون دماء الشهداء الذين يسقطون من ابناء امتنا وخاصة في فلسطين ولبنان في سياق تنفيذ اجندة اهدافهم الخاصة وتحسين مواقعهم في ترتيبات الحلول السياسية التي تتحكم بسقوفها الامبريالية الاميركية.

ان هذا الذي تعرض له لبنان يوم امس من عدوان موصوف يقّدم تحت عنوان الاختراق الامني ،يجب ان يكون عاملاً ضاغطاً كي يعيد الجميع في لبنان  النظر في استراتيجية التعامل مع هذا التطور الخطير والنوعي في سياقات الحرب المفتوحة  ، بعيداً عن  التفرد وتبعات وانعكاسات تلقي النتائج بمعطياتها الايجابية والسلبية على المصير الوطني ، كما الوقوف موقف المتفرج على سياقات حرب يعمل العدو على توسيع نطاقها ومداها وما حصل مؤخراً نموذجاً.

ان العدو الصهيوني الذي بدأ ُيخرج مضمر موقفه الى العلن ،باعتبار ان الحرب التي يديرها هي حرب وجود  ، يجب ان يشكل حافزاً اضافياً لكل المنخرطين والمعنيين به من موقع الالتزام بقضية فلسطين كقضية قومية وليس من خلفية الاستثمار بها ، بأن شمولية الانخراط في هذا الصراع على مستوى القرار والبعد العملاني في الياته هو الذي يحول دون العدو من تحقيق اهدافه المرحلية والاستراتيجية  ودون تمرير صفقات الحلول الاستسلامية والتصفوية والاستثمارية بالقضية الفلسطينية.وحتى لاتذهب تضحيات جماهير فلسطين ولبنان وقوى الفعل المقاوم للاحتلال والعدوان سدى.

تحية لشهداء فلسطين ولبنان والامة العربية والشفاء للجرحى والحرية للاسرى والمعتقلين.

 

القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي

بيروت في ٢٠٢٤/٩/١٨