قيادة قطر سوريا: اسقاط النظام السياسي في سوريا، أسقطه كمنتحل صفة باسم البعث

في بيان لقيادة قطر سوريا لحزب البعث العربي الاشتراكي:

 

اسقاط النظام السياسي في سوريا، أسقطه كمنتحل صفة باسم البعث

بناء الدولة المدنية الديموقراطية مهمة وطنية على قاعدة خطاب التطمين الوطني

دعوة البعثيين للعودة إلى سوريا والمساهمة في ورشة البناء الوطني لسوريا.

اعتبرت قيادة قطر سوريا لحزب البعث العربي الاشتراكي، إن اسقاط النظام في سوريا لم ينهه كنظام سياسي وحسب وإنما أسقطه وبدرجة أولى كمنتحل صفة   لممارسته للحكم تحت شعار البعث الذي تعرض لأفظع عملية تشويه لأهدافه الثورية لأكثر من خمسة عقود   وكانت تداعياتها شديدة الوطأة على سوريا والأمة العربية.

 جاء ذلك في بيان لقيادة القطر فيما يلي نصه:

بعد ٥٨ سنة على الردة الشباطية، سقط النظام السياسي الذي انتحل صفة البعث وحكم باسمه لمدى قارب ستَّ عقود كانت شديدة الوطأة على جماهير سوريا وشديدة السلبية على الأمة العربية وأمنها القومي.

إن  اسقاط هذا النظام لم ينهه فقط كنظام سياسي حكم سوريا بالحديد والنار وألغى الحياة السياسية بمصادرته للحريات العامة، بل أنهاه كمنتحلَ صفةٍ  في أفظع عملية تزوير لأهداف الأمة في الوحدة والحرية والاشتراكية.

لقد عانى مناضلو البعث من عسف النظام وقمعه، كما لم تعانه أيَّ قوة سياسية أخرى، حيث قضى المئات من الرفاق ومن مختلف المستويات الحزبية تحت التعذيب في أقبية السجون والمعتقلات، هذا إلى الذين تمت عمليات اغتيالهم  في داخل سوريا وخارجها والمختفين قسراً إضافة إلى الذين أمضوا عشرات السنين في السجون، لا تهمة  لهم إلا تهمة الانتماء لحزب البعث العربي الاشتراكي.

إن اسقاط هذا النظام الاستبدادي ، لم يزل كابوساً ثقيلاً عن كاهل شعب سوريا  وحسب، بل أزال أيضاً كابوساً عن صدر حركة الثورة العربية بكل فصائلها التقدمية وفي الطليعة منها الحزب الذي انطلق من ساحة سوريا إلى رحاب الوطن العربي بعد مؤتمره التأسيسي على ضفاف بردى في السابع من نيسان ١٩٤٧. وعليه فإن اسقاط هذا النظام هو خطوة كان لا بد  منها لإدخال سوريا معطى مرحلة جديدة لجهة بناء دولتها الوطنية الديموقراطية كما لجهة استعادتها لعروبتها التي تعرضت للتشويه والتجويف منذ تسلط نظام الردة الشباطية على مقدرات البلاد وتحكم بمصير العباد.

إن حزبنا، حزب البعث العربي الاشتراكي ، الذي بقي قابضاً على جمر المواقف المبدئية والذي لم يوفر جهداً لحماية شرعية الحزب الذي جسدته القيادة القومية بكل رموزها التاريخية من القائد المؤسس الأستاذ أحمد ميشيل عفلق الذي حكم عليه النظام الأسدي بالإعدام إلى القائد الشهيد صدام حسين  وكل قادة الحزب التاريخيين، كان شديد اليقين، بأن اسقاط النظام سيؤدي حكماً إلى اسقاط مرتكزاته الأمنية وكل الأغلفة التي تغطى بها ومنها تغلفه بشعار الحزب وأهدافه. وهذا ما حصل فعلاً . إذ لم تكد تمضي أيام قليلة على اسقاط النظام ، حتى أُعْلِنَ عن حل الحزب الذي كان حزب سلطة بكل ما تعني به الكلمة من معنى، وبعكس ما تنطوي حقيقة البعث كحزب جماهيري انبثق عن إرادة شعبية.

 فالحزب الذي يتشكل بقرار سلطوي ، يسقط بسقوط السلطة ويغادر الحياة السياسية مع مغادرة رموز النظام لموقعهم في السلطة. وبهذا السقوط للنظام تطوى صفحة التزوير الذي طال البعث اسماً وشعاراً وأهدافاً وهو الذي لم تهتز جذوره العميقة  في البنية الشعبية العربية وخاصة بنية المجتمع السوري الذي كان له فضل السبق في احتضان انطلاقة  البعث لسبعة وسبعين عاماً خلت وكانت مسيرته حافلة بالومضات المضيئة   قبل انقضاض المرتدين عليه والحكم باسمه في تآمر موصوف على الحزب وحركة النضال العربي كما على الأمة العربية.

إن قيادة قطر سوريا  لحزب البعث العربي الاشتراكي، التي تعتبر اسقاط النظام إنجازاً هاماً على طريق استرداد سوريا من  اصطفافها مع القوى المعادية للعروبة، ترى إن تحديات إعادة البناء الوطني تتطلب اطلاق ورشة عمل تشارك فيها كل القوى الحريصة على وحدة سوريا وعروبتها وديموقراطية الحياة السياسية فيها، وخاصة القوى الوطنية والتقدمية والديموقراطية، لأجل إقامة الدولة المدنية التي يجب أن تأخذ دورها وتحتل موقعها في الخارطة السياسية لإقامة الدولة الوطنية الديموقراطية، دولة المساواة في المواطنة بكل الحقوق والواجبات.

 وعليه أن تخليص سوريا، من أعباء التركة الثقيلة التي أثقلت كاهلها على مدى عقود من الزمن والاستجابة للإرادة الشعبية التي عبرت عن نفسها في مشهدية رائعة عمت كل المدن والحواضر السورية  في أول يوم جمعة يعقب سقوط النظام، هي مهمة وطنية توجب  إطلاق خطاب ينطوي على كل عناصر التطمين الوطني لكل الطيف المجتمعي، ويحدد الآليات العملية والسياسية لمواجهة التحديات المتعددة الجوانب سواء المتعلق منها بتحديات الخطر الخارجي وعلى رأسه الخطر الصهيوني، كما التحديات المتعلقة بجانب البناء السياسي الداخلي لإنتاج نظام سياسي جديد تحمكه ديموقراطية وتعددية الحياة  السياسية وتداول السلطة وتطبيق أحكام العدالة الانتقالية.

إن القوى الوطنية والقومية والديموقراطية  وعلى أبواب دخول سوريا الحبيبة  مرحلة الانتقال السياسي، مدعوة إلى توحيد صفوفها ضمن إطار جبهوي على مستوى أطرها التنظيمية ورؤيتها السياسية للتغيير الوطني الديموقراطي. وإن حزبنا، حزب البعث العربي الاشتراكي الذي قدّم ما لم يقدمه حزب آخر في مواجهة استبداد النظام وقمعه وشعوبيته لن يوفر جهداً لتشكيل الإطار الوطني الجامع ويدعو كافة الرفاق الذين سَلِموا من الاغتيال والاخفاء القسري  والاعتقال  والذين دفعهم استبداد نظام الردة الشباطية إلى الابتعاد طويلاً عن بلدهم وحاضنتهم الشعبية، العودة إلى سوريا والانخراط في ورشة العمل الوطني مع سائر القوى التي ساهمت بإسقاط النظام والمعنية ببناء الدولة الوطنية الديموقراطية  وإعادة الاعتبار لموقع ودور سوريا القومي.

تحية لشهداء البعث الذين قضوا في أقبية نظام الردة الشباطية.

 وتحية لكل المناضلين الذين تحملوا عسف النظام وقمعه واستبداده.

عاشت الأمة العربية وعاشت سوريا حرة عربية موحدة الأرض والشعب والمؤسسات.

قيادة قطر سوريا لحزب البعث العربي الاشتراكي

 

في 15-012-2024