كشف تقرير لصحيفة ذا هيل الأمريكية، هذا الأسبوع
عن أمراض غامضة تصيب قدامى المحاربين في الجيش الأمريكي ممن شاركوا في حرب الخليج
الثانية عام 1991 وغزو العراق سنة 2003 فيما رفضت وزارة الدفاع الأمريكية ووزارة
شؤون قدامى المحاربين ولفترة طويلة الصلة بين تلك الأمراض المزمنة والحروب الأمريكية
في منطقة الشرق الأوسط.
وذكر التقرير أن عدداً كبيراً من
قدامى المحاربين من الذين تعرضوا لتلك الأمراض واجهوا مماطلة وحتى رقابة لسنوات من
قبل وزارة شؤون قدامى المحاربين فيما تعرضوا للتسويف والتباطؤ البيروقراطي حيث كان
عامل الزمن والانتظار من الأسباب الجوهرية التي أدت إلى موت الكثير منهم.
وأضاف أن حرب الخليج الثانية سنة
1991 وغزو العراق في سنة 2003 كانت سبباً لمجموعة متنوعة من الأعراض غير القابلة
للتفسير والتي لم تتناسب مع الحالة العادية للأعراض الطبية.
والجدير بالذكر ما قاله الرئيس الأمريكي
جو بايدن في وقت سابق بأن ١٨ شخصاً من قدامى المحاربين ينتحرون يومياً. ويقول وزير
دفاعه لويد اوستن إن جنوداً عادوا من
أفغانستان بأمراض عقلية، فيما مؤسسة راند
البحثية العسكرية تقول في دراسة حديثة إن ٣١% من الجنود الأمريكيين العائدين من
أفغانستان والعراق، أصبحوا مرضى نفسيين.
وبين التقرير إنه اتخذت العديد من
الشكاوى شكل اضطرابات في الجهاز التنفسي، بما في ذلك صعوبة التنفس وممارسة الرياضة
على الرغم من فحوصات الأشعة السينية وفحوصات الرئة ذات المظهر الطبيعي.
وتابع أنه بالنسبة للبعض، يتخذ المرض
المزمن شكل عدم تحمل كيميائي وهي حالة تؤدي فيها الآن مجموعة متنوعة من المواد
التي تم تحملها في السابق مثل بعض الأطعمة والأدوية، وطلاء الأظافر، ومذيبات
التنظيف، ودخان التبغ، وما إلى ذلك إلى ظهور أعراض مثل التعب والصداع والضعف
وتغيرات المزاج وضبابية الدماغ بالإضافة إلى مشاكل في الجهاز التنفسي والجلد.
وأوضح التقرير أنه وفقاً لمسح أجري
على قدامى المحاربين فإن ما نسبته 30 بالمائة من عدد القوات البالغ 700 ألف عنصر
تم نشره في العراق ومنطقة الخليج ظهرت لديهم تلك الأعراض فيما تشير الدلائل إلى أن
التعرض لحفر حرق النفايات الطبية السامة والتلوث الناتج عن استخدام الأسلحة غير
التقليدية هما السببان الرئيسيان لظهور تلك الأمراض.