تثير الخروقات الأمنية في أقضية وقرى المناطق المنكوبة تساؤلات عديدة عن الجهة
التي تقف وراءها، بعد أكثر من عام ونصف على إعلان رئيس الوزراء السابق “حيدر
العبادي” على انتهاء العمليات العسكرية في جميع الأراضي العراقية واستعادة الأراضي
التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة (داعش)، إلا أنه على الرغم من ذلك، ما تزال هناك
أحداث أمنية كبيرة تقع في ضواحي وقرى المدن المنكوبة.
وفي هذا الصدد يقول الخبير الأمني العراقي “حسن العبيدي” في حديثه لوكالة “يقين”
أن ما يحدث في مناطق غرب نينوى يثير الريبة خاصة أن تلك الأحداث والخروقات أتت بعد
انسحاب وحدات الحشد الشعبي من المنطقة، وأن الحشد وبعض وكلائه يقفون في إحداث تلك
الخروقات بعد انسحابهم الإجباري منها.
وأضاف العبيدي في حديثه لوكالتنا أن انسحاب الحشد من مناطق غرب نينوى جاء بضغوط
أمريكية، وأن قادة محور نينوى في عمليات الحشد أعلنوا خلال انسحابهم من تلك
المناطق، أن الوضع الأمني في المنطقة سيتدهور في حال انسحابهم، لافتًا إلى أن ذلك
الإعلان كفيل باتهامهم بخلخلة الوضع الأمني في المنطقة.
ويقول أحد أعيان قرية المدفع في قضاء البعاج غرب محافظة نينوى ويدعى “سالم
المتيوتي” في حديثه لوكالة “يقين” أن مقاتلي الحشد الشعبي هددوا أهل القرية خلال
انسحابهم منها، لافتًا إلى أن ذلك التهديد جاء عقب عدة شكاوى من أهل القرية ضد
مقاتلي الحشد الذين اتهموا بأنهم يفرضون على أهل القرية والقرى المجاورة إتاوات
كبيرة لا طاقة لهم بها.
أما المواطن “محمد الحمدوني” كشف أن مقاتلي الحشد كانوا لا يسمحون لهم بالعودة
إلى ديارهم ويتهمونهم بمساعدة خلايا تنظيم الدولة (داعش) وتقديم العون والمخبأ لهم،
مضيفاً أن كثيرًا من العائلات عادت إلى مركز الحضر بعد انسحاب الحشد من القضاء،
لافتًا إلى أنه لا يستبعد أن يكون الحشد هو من يتسبب بالخروقات الأمنية في المنطقة
لأجل العودة إليها، بحسبه.
|