شهدت مدينة سامراء بمحافظة صلاح الدين، شمال العراق، خلال الساعات الماضية،
انتشاراً مكثفاً لفصائل “الحشد الشعبي”، على خلفية مقتل وإصابة عناصر بمليشيا
“سرايا السلام” التابعة لـ”التيار الصدري”، في المدينة، بهجوم أمس الخميس أسفر عن
مقتل وإصابة 15 عنصراً، بينهم ثلاثة قادة بارزون، في وقت شكا سكان محليون من
التضييق الذي تفرضه عليهم المليشيات.
وقال مصدر أمني محلي، أن مدينة سامراء والقرى المحيطة بها شهدت انتشاراً
للمليشيات بشكل واسع، مشيراً إلى قيام عناصر “الحشد” بمداهمة بعض المنازل قرب
سامراء بحثاً عن متورطين بالهجوم.
ولفت المصدر إلى قيام “الحشد الشعبي” بنصب نقاط تفتيش مكثفة في مناطق متفرقة
من سامراء، والتدقيق في أوراق الأشخاص القادمين من خارج المدينة، مرجحاً أن تستمر
هذه الإجراءات أياماً عدة بحثاً عن مطلوبين.
ووجه نائب رئيس “الحشد الشعبي” أبو مهدي المهندس تعزية لـ”سرايا السلام”
بمقتل عدد من عناصرها، موضحاً أن القتلى “كانوا يدافعون عن مراقد دينية”.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن المهندس قوله: أن “الحشد سيواصل الثبات من أجل
تطهير بقايا جيوب الإرهاب في أطراف المدينة المقدسة”.
وأكدت “هيئة الحشد الشعبي” أن الأعمال التي وصفتها بـ”الغادرة والجبانة” التي
حدثت في سامراء الخميس “لن تنال من عزيمة المقاتلين” في “الحشد”، موضحة في بيان
أنها ستواصل العمل مع القوات العراقية “حتى إستعادة آخر شبر من أرض العراق من بقايا
“داعش” لحماية السكان من المخططات الإرهابية التي تحاول النيل من أمنهم واستقرار
مناطقهم”.
وشكا سكان محليون بسامراء من التضييق الذي تفرضه عليهم المليشيات منذ ليلة
الخميس.
وقال “عمار سرحان”، وهو مختار (مسؤول منطقة) في سامراء، أن المليشيات قطعت
أوصال المدينة ومحيطها منذ يوم أمس بحثاً عن بعض الأشخاص، مؤكدا أن الجميع في
سامراء “مع جهود حفظ الأمن، لكن ليس على حساب حرية التنقل وحركة المواطنين”.
وقتل وأصيب أكثر من 15 عنصراً من مليشيات “سرايا السلام” التابعة لـ”الحشد
الشعبي”، أمس الخميس، بتفجير وقع قرب سامراء بمحافظة صلاح الدين، وذلك بالتزامن مع
تنفيذ المليشيات وبإسناد من القوات الأمنية عملية واسعة لتطهير مناطق جنوب المدينة
من بقايا “داعش”.
وتدير مليشيا “سرايا السلام” التابعة لزعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر،
الملف الأمني في سامراء، منذ أغسطس/آب عام 2014، وذلك عقب اقتراب التنظيم من
المدينة إثر سيطرته على مدن وبلدات مجاورة لها. ورغم ذلك، تشهد مناطق محافظة صلاح
الدين، ومنها سامراء، نشاطاً متصاعداً لبقايا التنظيم الذين بدأوا ينفذون أعمال عنف
وتفجيرات، تسببت بوقوع قتلى وجرحى.
الجمعة ١٠ جمادي الثانية ١٤٤٠هـ - الموافق ١٥ / شبــاط / ٢٠١٩ م